جاء في كتاب القرن البديع لحضرة وليّ أمرالله المحبوب شوقي أفندي رباني إذ يتفضل قائلًا ما تعريبه:
وفي تلك السّفرات وأمام جماهير كبيرة فاقت الألف نفس في بعض الأحيان ومثّلت النّاس من مختلف الأجناس والأديان والطّبقات، شرح حضرة عبد البهاء لأوّل مرّة في عهده ببساطة مشرقة وإقناع وقوّة المبادئ الأساسيّة المميّزة لدين والده، وهي المبادئ الّتي تؤلّف مع الشّريعة والأحكام النّازلة في الكتاب الأقدس صلب أحدث ظهور إلهيّ للجنس البشريّ. وكان من أبرز العناصر الجوهريّة للنّظام الإلهيّ الّذي أعلنه لقادة الرّأي العام وإلى الجماهير على السّواء في أثناء سفراته التّبليغيّة، التّحرّي عن الحقيقة تحرّيًا مستقلاًّ دون تقيّد بالخرافات ولا بالتّقاليد، ووحدة الجنس البشريّ قطب مبادئ الدّين وأساس معتقداته والوحدة الكامنة وراء جميع الأديان، والتّبرّؤ من كلّ ألوان التّعصّب الجنسيّ والدّينيّ والطّبقيّ والقوميّ، والوئام الّذي يجب أن يسود بين الدّين والعلم، والمساواة بين الرّجل والمرأة فهما الجناحان اللّذان يعلو بهما طائر الجنس البشريّ، ووجوب التّعليم الإجباريّ، والاتّفاق على لغة عالميّة إضافيّة، والقضاء على الغنى الفاحش والفقر المدقع، وتأسيس محكمة عالميّة لفضّ النّزاع بين الأمم، والسّموّ بالعمل الّذي يقوم به صاحبه بروح الخدمة إلى منزلة العبادة، وتمجيد العدل على أنّه المبدأ المسيطر على المجتمع الإنسانيّ، والثّناء على الدّين كحصن لحماية كلّ الشّعوب والأمم، وإقرار السّلام الدّائم العام كأسمى هدف للبشريّة. وقد عزّز عرض هذه الحقائق الحيويّة الّتي وصفها ﺑ"روح العصر" بتحذيرات جسيمة مكرّرة باندلاع نار داهمة تلتهم أوروبّا إن لم ينجح السّياسيّون في تلافيها، كما تنبّأ أثناء سفراته بالتّطوّرات الجوهريّة الّتي سوف تحدث في تلك القارّة، ونبّه على الانحلال الّذي لا بدّ أن يسري في القوّة السّياسيّة، وأشار إلى القلاقل الّتي سوف تداهم تركيّا، وتنبّأ باضطهاد اليهود في أوروبّا، وأكّد تأكيدًا قاطعًا بأنّ "*عَلَم اتّحاد الجنس البشريّ سوف يخفق وخيمة السّلام العالميّ سوف ترتفع فيصبح العالم عالمًا آخر".