من نحن

“رأس الإيمان: هو التقلّل في القول والتكثّر في العمل ومن كان أقواله أزيد من أعماله فاعلموا أن عدمه خيرٌ من وجوده وفناءه أحسن من بقائه “

— حضرة بهاء الله —

نحن بهائيّون نؤمن بحضرة بهاء الله مؤّسّس الدّين البهائيّ، ونحن نعمل من أجل إصلاح العالم ونشر السّلام والمحبّة والاتّحاد بين الأمم. خدمة الإنسانيّة شعارنا وهدفنا وفعلنا، ونسعى مع من يشاركنا الهدف، من أيّ دين أو مذهب كان، وبقدر ما نستطيع، لتنميّة المجتمعات الّتي نعيش فيها وتطويرها. ننبذ جميع أنواع التّعصّب، ولا ننخرط في أيّ نشاط سياسيّ، ولا نعمل إلّا للخير العامّ. فكلمات حضرة بهاء الله هي النّبراس الّذي ينير طريقنا، وهو القائل: “كونوا قدوةً حسنةً بين النّاس وصحيفةً يتذكّر بها الأناس”.

ليس البهائيّون غربآء عن المجتمعات العربيّة، بل هم مكوّن عضويّ فيها ولا يرون أنفسهم مجموعة هامشيّة أو جماعة مغمورة أو أقلّيّة غير مؤثّرة. بل هم منخرطون في البلدان الّتي يعيشون فيها منذ بداية الرّسالة في منتصف القرن التّاسع عشر، وكان لهم دورٌ مؤثّر في كثير من المجالات الإنسانيّة والعلميّة والتّنمويّة.

ارتأينا أن نقدّم لإخواننا وأخواتنا النّاطقين بالعربيّة في الوطن العربيّ وفي شتّى أصقاع العالم مكتبةً تتضمّن كتبًا من التّراث البهائيّ، وذلك حرصًا منّا على أن لا يُحرم أحدٌ من الاطّلاع على هذه الرّسالة الإلهيّة الّتي تخصّ جميع البشر دون استثناء. عسى أن نكون شركآء في خدمة الإنسان من أجل الوصول إلى السّعادة والرّخآء.

هذا جواب مختصر عن السّؤال: “من نحن؟”، أمّا إذا سألنا: “ما نحن؟”، فالجواب موجود في الكلمات التّالية الّتي يوجّهها حضرة بهاء الله إلى كلّ إنسان:

“کُن في النّعمة منفقًا، وفي فقدها شاکرًا، وفي الحقوق أمینًا، وفي الوجه طَلقًا، وللفقرآء کنزًا، وللأغنیآء ناصحًا، وللمنادي مُجیبًا، وفي الوعد وفیًّا، وفي الأمور مُنصفًا، وفي الجمع صامتًا، وفي القضآء عادلاً، وللإنسان خاضعًا، وفي الظّلمة سراجًا، وللمهموم فرجًا، وللظّمآن بحرًا، وللمکروب ملجأً، وللمظلوم ناصرًا وعضدًا وظَهرًا، وفي الأعمال متّقیًا، وللغریب وطنًا، وللمریض شفآءً، وللمستجیر حصنًا، وللضّریر بصرًا، ولمن ضلّ صراطًا، ولوجه الصّدق جمالاً، ولهیکل الأمانة طرازًا، ولبیت الأخلاق عرشًا، ولجسد العالم روحًا، ولجُند العدل رایةً، ولأفق الخیر نورًا، وللأرض الطّیّبة رذاذًا، ولبحر العلم فُلکًا، ولسمآء الکرم شمسًا، ولرأس الحکمة إکلیلاً، ولجبین الدّهر بیاضًا، ولشجر الخضوع ثمرًا.”

لو عملنا معًا من أجل التّحقّق الفعليّ لهذه الأوامر الإلهيّة، لصارت الأرض غير الأرض، ولعمّ الخير كلّ بيت وحيّ في بلادنا الّتي كانت ولا تزال مهبط الرّسالات الإلهيّة الّتي أنارت شرق العالم وغربه.