كتاب عهدي – ألواح وَصايا حضرة عبد البهاء

تُشَيَّد صروح الأديان السّماويّة على أساس الكلمة الإلهيّة المُنزَلة على مشارق الوحي ومطالع الإلهام، فتنبعث منها طاقةٌ خلاّقةٌ في العالم تتجدّد بها معالم المدنيّة الإلهيّة في كلّ عصر وزمان طبقًا لناموس التّقدّم والتّرقّي. ولا شك أن المدنيّة الإلهيّة تحتاج إلى ناظم مدبّر وراعٍ يصون هذه الكلمة من الآفات الّتي قد تصيبها والانحراف عن الهدف الّذي أُنزلت لأجله بسبب أهواء النّفوس البشريّة وأوهامها. بناءً على هذا، كانت رسالة حضرة بهاء الله، حسب ما صرّح به حضرة وليّ أمر الله، بحاجة إلى “أداةٍ إلهيّةِ التّقدير مزوّدةٍ بسلطة صريحة، مرتبطةٍ به ارتباطًا عضويًّا لكي تُوَجِّهَ تلك القوى الّتي أطلقها ذلك التّدبير المُرسَل من السّماء، وتُجريها في قنواتها السّليمة، وتؤمّن انسجامَها وتناغمَها، وتضمن حركتها المستمرّة”.