جاء في كتاب القرن البديع لحضرة وليّ أمرالله المحبوب شوقي أفندي رباني إذ يتفضل قائلًا ما ترجمته: ومن أبرز الكنوز النّفيسة الّتي ألقى بها خضمّ إلهام حضرة بهاء الله الموّاج كتاب "الإيقان" الّذي نزل في السّنوات الأخيرة من هذه الفترة (1278هـ = 1862م) في بحر يومين وليلتين لا أكثر!... في حدود مائتي صفحة يعلن الكتاب إعلانًا لا لبس فيه ولا غموض وجود إله واحد غيب منيع لا يدرك ولا يُحَدّ ولا يشار إليه، مصدر كلّ وحي وإلهام، أبديّ أزليّ، عليم قدير محيط، وينبّه على أنّ الحقيقة الدّينيّة حقيقة نسبيّة، وأنّ الوحي الإلهيّ مستمرّ، ويؤكّد وحدة الأنبياء وشمول رسالتهم واتّفاق تعاليمهم الأساسيّة وصحّة كتبهم المنزلة المقدّسة، ويبيّن طبيعة مقامهم المزدوج... ويمكننا أن ندّعي بحقّ أنّ هذا الكتاب وحده، دون سواه من سائر الكتب الّتي أنزلها مؤسّس الأمر البهائي، قد وضع الأساس الرّاسخ العريض للوفاق الدّائم الكامل بين أتباع الأديان العالميّة العظمى بفضل تحطيمه للحواجز العتيدة العريقة الّتي فرقتها تفريقًا لا يمكن تخطّيه ولا تجاوزه.