عباس افندى

د. سهيل بديع بشروئي

يتناول الكتاب سيرة أعظم عقل شرقي شرح المطالب الروحية والمادية المعاصرة بإسهاب، وكانت ابداعاته الفكرية أبرز مناهج التجديد والاصلاح في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ذلك هو حضرة عبد البهاء. كان أول شرقي حمل إلى الغرب رسالة الوحدة والاتحاد وبرنامجًا لقيام سلامٍ عالمي دائم. وكان ألمع من تأمل في آيات القرآن والتوراة والإنجيل وفسرها في عصرنا الحديث بالعقل والمنطق السديد. عرفه العالم العربي والإسلامي باسم عباس أفندي وعرفه العالم الغربي باسم عبدالبهاء، انه عبدالبهاء عباس (1844-1921) الذي بهر بضوء فكره الشرق والغرب على السواء وخاصة في مصر والعالم العربي؛ فوصفه أهل الشرق بأسمى الأوصاف فكان بالنسبة لهم "العالم العلاّمة" و "الشيخ الورع العظيم" و "معدن الفضل والكمال"، كما نعتوه بأنه "أعجوبة عصره، ونادرة دهره" وبأنه "سيد المصلحين". أماّ أهل الغرب فقد أذهلهم هذا القادم من الشرق بروحانيته وموضوعية تفكيره وإحاطته بالعلوم والفنون العصرية والاتجاهات الفكرية الغربية، وهو الذي لم يدخل المدارس أو الجامعات وقضى معظم حياته رهن السجن والإعتقال. فوصفه قادة الفكر في الغرب بأنه "سفير للانسانية" و "نبيّ السلام" و "أحد أعظم علماء الدين في العالم" و أخيرًا وصفوه بأنه "قطب العلم الذائع الذكر في الخافقين والمحبوب من الناس جميعًا".
ينتسب البروفسور بشروئي  إلى عائلة لها تاريخ مميز يعود للأيام الباكرة للأمر المبارك. والتزامه العميق بتعاليم حضرة بهاء الله يجد تعبيره في إسهاماته البارزة في الحوار بين أهل الأديان والثقافات وجهوده لإقامة جسر بين الشرق والغرب  وتفانيه في تحقيق مبدأ جوهري للدين البهائي هو وحدة العالم الإنساني. ولد سهيل بديع بشروئي في مدينة الناصرة سنة 1929م. نال  سهيل بديع بشروئي شهادة الدكتوراة في الأدب الإنجليزي من جامعة ساوثامبتون في بريطانيا وعمل أستاذاً فيها و كذلك في جامعات أخرى في نيجريا و كندا. وكان أول حامل جنسية عربية يعيّن رئيساً لقسم اللغة الإنجليزية في الجامعة الأميركية ببيروت (1968-1986). ألفّ باللغتين العربية و الإنجليزية العشرات من الكتب و المقالات الأكاديمية تناولت مجالات الأدب و الدين والنظام العالمي. في سنة 1992م أصبح أول مشرف على الكرسي البهائي للسلام العالمي Baha'i Chair for World Peace بجامعة مريلاند حيث عمل على تطوير بدائل للنزاعات و الصراعات العنيفة  من خلال الاستفادة من الحلول الروحانية للمشاكل و الإشكاليات الاجتماعية العالمية وتقاعد من هذا المنصب سنة 2005م. تولى البروفسور بشروئي رئاسة كرسي جبران خليل جبران من أجل القيم والسلام. نال العديد من الجوائز والشواهد التقديرية لأعماله وخدماته العلمية الجليلة. من أبرز مؤلفات البروفسور بشروئي باللغة الانجليزية "الحكمة عند العرب"، "جبران الانسان والشاعر"، "أبرز رسائل الحب العالمية"، "تراث الأدب العربي" وقد ترجمت إلى الفرنسية والاسبانية والايطالية والصينية.، وكتاب تراثنا الروحي الذي ترجم إلى العربية.توفي عام 2015. (مقتبس من الموقع الإلكتروني:  https://bahainafeza.wordpress.com