رحلة من الإيمان إلى الإيقان

د. سوسن حسني

هي رحلة واقعية تأخذ القارئ في رحلة وجدانية فريدة، وتجربة إنسانية مثيرة لأسرة مصرية عادية، تناولت هذه الرحلة لحظات ومواقف إنسانية متنوعة ومتشابكة في الوقت نفسه. تباينت فيها المشاعر، واختلطت فيها الأفكار، فأحيانا شعور الفرح والسعادة، الذي تبدده لحظات تتأرجح فيها المشاعر بين الشك واليقين، ثم تتحول إلى حالة من الخوف من المجهول، لكن في كل تلك الحالات كان هناك دائما قاسم مشترك، وهو الصمود خلف المبدأ والإصرار على الوصول إلى الحقيقة، طريق الحقيقة فقط، وليس الطريق المألوف الذي يسلكه أكثر من على الأرض، وهو الطريق الذي يتوارثونه عن الآباء والأجداد دونما حيد أو تغيير، وبلا تبديل أو تعديل، وهم بذلك يعتقدون أنه الطريق المضمون!! وحتى إن تساءلوا قي أنفسهم عن جدوى هذا الإرث في زمن غير زمانه، بادروا بقمعه، وإن همس إليهم صوت العقل في لحظات يثنيه عن مواصلة المسير في طريق هَجَره العلم والابتكار الحديثان فيسكته ضمانا للوصل إلى مبتغاه المأمون هو وذووه. أما هذه الأسرة فقد سلكت طريق مراجعة المألوف، ذلك الطريق المحفوف دائما بالأخطار والأشواك، الطريق الذي لا تطرقه سوى قلة قليلة نذرت نفسها منذ البداية للسير في طريق التأمل والتفكير، واعتادت على إكبار العقل وإعماله لأن الله كرّم الإنسان به وميّزه على ما سواه من سائر مخلوقاته ليعرف به طريق الحق الذي هو نفسه طريق الله، وبذلك تكون تلك النفوس قد أوفت بعهدها لله ولنفسها. ومن ثم فمهما واجهت من المصاعب، ومهما نالت منها المصائب فلن تحيد قيد أنملة عن الحق والحقيقة. "... بدأت تأملاتي في أحداث رحلتي هذه من زنزانة السجن حيث كنت أجلس في ركن من أركان تلك الغرفة الضيقة المظلمة وأنا في شبه ذهول تام أمعن النظر في كل ركن من أركانها، وأدقق الرؤية في وجوه من كانوا حولي لأستوعب حقيقة الوضع الذي كنت فيه، هل كل ما تراه عيناى حقيقة؟"
الدكتورة سوسن حسنى أستاذة جامعية، وأديبة وكاتبة، كانت ضمن أول مجموعة من الفتيات تتخرّج من جامعة الأزهر، ثم واصلت تعليمها للماجستير والدكتوراة في المجال نفسه. قامت بتدريس اللغة العربيّة وآدابها في عدة بلدان سواء للناطقين باللغة العربية أو الناطقين بغيرها، عملت خبيرة لغوية في جامعات الصين لأكثر من عقد من الزمان، وكذلك في جامعة كانتربرى بنيوزيلندا، وفي المملكة المتحدة، تولت إدارة بعض المنظمات غير الحكومية وشاركت في العديد من مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مجالات التعليم، والصحة، وتمكين النساء، وحماية البيئة وغيرها من المشروعات التنموية.