تذكرة الوفاء

يُعتبَر كتاب تذكرة الوفاء الصّادر من قلم حضرة عبد البهاء أثرًا يمثّل وفاء مركز العهد والميثاق لنفوس أخلصت وجوهها لحضرة بهاء الله، فصارت، في أشخاصها ونهج حياتها، رموزًا تحكي عن القِيَم البهائيّة في حالتها التّطبيقيّة. فقد ضحّى البعضُ من تلك النّفوس النّفيسة بروحه في سبيل محبوب العالمين، كما ضحّى البعض منها بحياته وما في الدنيا من متاع لأجل إعلاء أمر الله وإثبات كلمته المباركة بين العالمين حتّى يتحقّق الهدف الأسمى من رسالته المباركة، ألا وهو وحدة العالم الإنساني. عندما يسرد قلمُ حضرة عبد البهاء سيرة كلّ فرد من أولئك الّذين يذكرهم في هذه التّذكرة، إنّما يذكّر أهلَ العالم بما ينبغي أن يكون عليه الإنسان إذا أراد أن يكون صورة الرّحمن ومثاله بين خلقه. لذا، فإن هذا الأثر المبارك ليس كتابًا في التّاريخ، بالمعنى المتعارف عليه، أو في تراجم السّلَف من المؤمنين بقدر ما هو رسالة في منهاج الحياة البهائيّة المتمثّلة عمليًّا في سيرة كلّ مؤمن خصّص له قلمُ الميثاق قسمًا من هذا الكتاب.