النبأ العظيم
عاش محمد مصطفى حياة الزاهد، مسلماً وجهه وأمره الله، منصرفاً عن كثير من زخرف الحياة، باذلا قصارى جهده لتكون مبادئ دينه رائده في أمور حياته اليومية. فأفعمت حياته بالقيم الروحانية، وزخرت بمواقف الكفاح لنصرة الحقّ، واستنارت بجهوده في إبلاغ الكلمة الإلهية، وعمرت بخدماته الجليلة في تشويق وتشجيع أحباء الله، وتلألأت بتضحياته وإنكاره للذات حتى توفاه الله في منتصف شهر أغسطس عام ١٩٨١ بضاحية حدائق الزيتون عن ثلاثة وثمانين عاماً، بعد حياة حافلة بالعناء، مليئة بالمواقف الإنسانية، مكلّلة بتقدير المسئولية؛ حياة لم يعكر صفاءها اعتراض الناس، ولا شدائد السجن ومحن الاعتقال.