القرن البديع إنّ هذا الكتاب الّذي ينشر الآن مترجمًا إلى اللّغة العربيّة كتبه حضرة شوقي أفندي ربّاني وليّ أمر الله باللّغة الإنجليزيّة، وذلك في مناسبة مرور قرن واحد على ظهور الأمر البهائيّ. وفيه سرد بقلمه المبارك أهمّ الوقائع والأحداث التّاريخيّة للظّهور، وسجّل مدارج تطوّره منذ بزوغ فجره في 23 أيّار 1844م حتّى عام 1944م. ويضمّ الكتاب بين دفّتيه ما يُغني ذهن القارئ الّذي يودّ أن يلمّ بكيفيّة نشوء الأمر البهائيّ وحقيقة تاريخه الحافل بالمآسي والاضطهادات من جهة، وسريان تعاليمه في فترة قرن واحد من جهة أخرى.
أمضى حضرة وليّ أمر الله مدّة عام واحد يجمع فيه المواد اللاّزمة، المخطوطة منها والمطبوعة، لتدوين هذا السّفر الجليل، وراجع أكثر من مائتي كتاب ورسالة باحثًا ومحقّقًا لجمع المعلومات الّتي أوردها في أثره هذا، واختار ما رآه من الأحداث الّتي تواتر نقلها تاريخيًّا وذلك في بحر عام واحد آخر. وبينما كان منهمكًا في تدوين هذا الكتاب طيلة هذين العامين، كان مشغولاً في الوقت نفسه ببناء ضريح لحضرة الباب على سفح جبل الكرمل، ويعدّ العدّة أيضًا لإقامة احتفالات لائقة في مناسبة نهاية القرن الأوّل وبداية القرن الثّاني للأمر المبارك في مجتمعات العالم البهائيّ بأسره. وكذلك كان محاطًا بالرّسائل المنهمرة عليه من كلّ حدب وصوب في أنحاء هذا العالم استهداءً واسترشادًا حول مختلف المسائل الرّوحانيّة والاجتماعيّة والإداريّة المتعلّقة بالبهائيّين أفرادًا أو مجتمعات، وبخاصّة تلك الرّسائل الّتي ترد إليه بغزارة في شأن كيفيّة إحياء الاحتفالات المذكورة. هذا بينما كانت الحرب العالميّة الثّانية مستعرة آنذاك، والأماكن المقدّسة البهائيّة في المركز العالمي مهدّدة بأخطار تلك الحرب الدّاهمة. في هذه الظّروف تمّ صدور هذا الكتاب
النّفيس عن قلم شخص وصفه حضرة عبد البهاء في كتاب وصاياه بأنّه "أبدع جوهرة فريدة عصماء". والحقّ إنّ ما كتبه حضرة وليّ أمر الله نفسه تمهيدًا للكتاب في الصّفحات القادمة، قبل البدء بفصوله، ليكفي كي يبيّن الهدف الّذي من أجله بادر إلى إتحاف الجامعة البهائيّة العالميّة بهذا الأثر الثّمين الّذي يعتبر من أهمّ آثاره الكتابيّة لمدّة 36 سنة (1921-1957م) الّتي قضاها وليًّا للأمر البهائيّ ومبيّنًا لنصوصه المقدّسة المنزلة من قلم كلّ من حضرة الباب وحضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء، وخلّد بذلك مجلّدات ضخمة في حقل ترجمة تلك الآثار المقدّسة إلى الإنجليزيّة، وخطّ قلمه المبارك رسائل كثيرة حول تعاليم الأمر البهائيّ والنّظم البديع، وردّ على ألوف مؤلّفة من رسائل أفراد البهائيّين والمحافل الرّوحانيّة المركزيّة والمحلّيّة المنتشرة في ربوع الكرة الأرضيّة، إجابة عن أسئلتها حول ما أُشكل فهمه من النّصوص المقدّسة الإلهيّة الّتي تركها مؤسّسو هذا الأمر الكريم.
من آثار حضرة شوقي افندي
ترجمة: السيد محمد العزاوي