إشراق آخر (تجدّد رسالة السماء في حلّة البهاء)

مريم صفائي

لو فتشنا في أوراق التاريخ المضيئة عن العامل الأساسي للتقدم والرقي في كل مرحلة لوجدنا أشخاصاً بارزين ظهروا في أزمنة مختلفة وتخطوا الأفكار والعقائد السائدة في عصرهم وكشفوا وأظهروا حقائق وأسراراً  كانت غير معروفة حتى ذلك الزمن. عالم البشر مدينٌ بتقدمه للأنبياء والمخترعين والمبتكرين والنوابغ في المقام الأول. من بين هؤلاء جميعاً كانت النفوس المقدسة التي ظهرت في مجال الأديان تسطع كالشمس. عندما ننظر بعين الإنصاف إلى التاريخ الممتد عبر الأزمنة نجد أن كلما أخذ ربيع حياة الإنسان منحى الدناءة والانحطاط وفسدت أخلاق العموم وساد الظلم وفقدان العدالة والحقد والكراهية في كل مكان عندئذٍ يُبعث من بين الخلق رسولٌ بقوى تفوق القوة البشرية ويثير وجوده الحيرة والغموض، وكشخصٍ مبصر بين العميان يقوم ليعلن رسالة الله: إنه طلوع الشمس كلّ صباح بعد ظلمة الليل، والربيع الذي يُقبل بعد الشتاء. إنّ تلك النفوس التي تعكس إرادة الله في هذا العالم كامرآة تُسمّى "المظاهر المقدسة". وقد ظهر في كلّ عصر من العصور مظهرٌ من المظاهر المقدسة أنار الأفكار المظلمة وأيقض النائمين كما تفعل الشمس.

ترجمة : ناهيد روحاني