حضرة بهاء الله
حضرة بهاء الله

حضرة بهاء الله

1 القصة

في مدينة طهران بإيران، ومع إشراقة شمس اليوم الثّاني عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثّاني عام ١٨١٧، وُلدَ طفل لعائلة ثريّة مرموقة ومشهورة أسموه “حسين علي”

 

كان الصّبيّ حسين علي يحبّ الطّبيعة وحياة الرّيف وركوب الخيل. بالرغم من أنّه لم يدخل المدارس، ولكنّه عندما شبّ وكبر ظهرت للجميع علائم ذكائه الحادّ وفطنته وحكمته.

 

كان والده يعمل في منصب رفيع في بلاط الشّاه، ولمّا توفّي عرضوا عليه تَوَلّي منصب والده. إلّا أنّه رفض لأنّ كلّ اهتمامه كان مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى، ولذلك سمّوه “أبو الفقراء”.

 

تزوّج الميرزا حسين علي من فتاة جميلة ولطيفة ووقورة تُدعى “نوَاب”. رزقهم اللّه تعالى ثلاثة أطفال وكانت حياتُهم سعيدة. إلّا أنّ سعادتهم هذه لم تدم طويلًا لأنّ ما حدث بعد ذلك كان قاسيًا جدًّا حيث عانت فيه العائلة الشّيء الكثير.

 

أعلن شخص في شيراز، لقّب نفسه “الباب”، بأنّه المبشّر بظهور رسول يبعثه اللّه ويؤسّس السّلام والعدالة في العالم. آمن به ميرزا حسين علي مع الآلاف من الأصحاب، وهو ما أغضب حكّام إيران فسجنوا الكثيرين أو أعدموهم.

 

فأمروا بإلقاء القبض على ميرزا حسين علي وبعض أصحابه ووضعوهم في زنزانة تحت الأرض مظلمة ورائحتها كريهة جدًّا، مقيّدين بالسّلاسل والأغلال. رغم معاناتهم الشّديدة أخذ الأصحاب يرتّلون الدّعاء بصوت عال كان يصل إلى مسامع الشّاه في قصره.

 

في تلك الزّنزانة الفظيعة حدث شيء رائع؛ رأى ميرزا حسين علي رؤيا إلهيّة وفريدة، إذ رأى حوريّة ظهرت أمامه، وأخبرته بأنّه سيكون الرّسول الجديد المبعوث من اللّه، ولا خوف عليه فإنّ اللّه ناصره وحافظه.  ومن حينها عُرف ميرزا حسين علي بـ (بهاء اللّه).

 

استولت الحكومة على بيت حضرته وجميع ممتلكاته، فذاقت العائلة مرارة الفقر والجوع. وبعد فترة من السّجن نُفي حضرة بهاء اللّه وعائلته وبعض أصحابه إلى خارج وطنهم ودون رجعة. ولمّا كانت الرّحلة في فصل الشّتاء القارس، فقد اضطرّوا لترك ابنهم الصّغير في رعاية الأهل خوفاً عليه من البرد ومشاقّ الطريق. وهكذا ظلّت الأسرة تحت المراقبة لبقيّة أيّام حياتهم.

 

كانت بغداد هي المحطّة الأولى في رحلة النّفي والإبعاد، وسرعان ما انجذب إلى حضرة بهاء اللّه الكثير من النّاس، الفقراء منهم والأغنياء والأمراء، طالبين زيارته والانتفاع من علمه. أثار هذا الاهتمام والتّقدير غضب الحكّام، ممّا دفعهم إلى نفي حضرته والعائلة من جديد، فنُفي أوّلًا إلى إسطنبول ومن ثمّ إلى أدرنة وأخيرًا إلى مدينة السّجن عكّاء في الأرض الأقدس. بقي فيها حضرته إلى أن صعدت روحه الطّاهرة ودفن جثمانه المقدّس فيها. لم يفكّر حضرة بهاء اللّه في نفسه أبداً، ولم يكترث بالبلايا والمصائب الّتي حدثت له، فكلّ هدفه وما أراده هو إسعاد شعوب العالم وإنهاء الحروب وإشاعة السّلام.

 

تفضّل حضرة بهاء اللّه: “ما الأرض إلّا وطن واحد، والنّاس سكّانه”. وهذا يعني أنّ النّاس جميعًا من مختلف البلاد والأقطار يجب أن يعيشوا معًا كعائلة واحدة كبيرة مترابطة. كما تفضّل بأنّ النّاس، بمختلف ألوانهم وأجناسهم هم كالزّهور الملوّنة المختلفة الّتي تعيش في حديقة جميلة.

 

يُطلق على أتباع حضرة بهاءاللَه اسم البهائيّين ويعيشون في كلّ دول العالم، ويقومون بنشر رسالته في جميع الأنحاء. هم سعداء لأنّهم يعيشون معًا من مختلف الأجناس والألوان، ومنتهى أمانيهم مدّ جسور المحبّة والمودّة مع الجميع دون استثناء.

2 أنشطة مُقترحة

 

١) تعلُّمُ كتابة اسم حضرة بهاء اللّه

اكتب اسم “بهاء اللّه” بعدّة ألوان.  استخدم أقلام الحبر وأقلام الرّصاص و/أو الألوان.

٢) نشاط المقارنة

اطْوِ ورقة من منتصفها، ثمّ ارسم على وجهها الأوّل منزلًا جميلًا مع حديقة كالّذي ربّما عاش فيه حضرة بهاء اللّه قبل سجنه، وارسم على الوجه الآخر مكانًا مظلمًا لتُظهر كيف يمكن للسّجن الّذي وُضع فيه حضرة بهاء اللّه أن يبدو.

٣) حفظ بيان مبارك

حفظ البيان التّالي: “ما الأرض إلا وطن واحد، والبشر سكّانه”. هناك عدّة طرق للقيام بذلك. منها أن يقوم أحد الوالديْن أو المعلّم بقراءتها بصوت مسموع والأطفال بدورهم يردّدونها من بعده. أو يمكن كتابة كلّ كلمة على ورقة وإعطاؤها لكلّ طفل، والطّلب منهم أن يحاولوا الاصطفاف صفًّا واحدًا، وفي جوّ من المرح، ليشكّلوا البيان المبارك. وإذا كان عدد الأطفال لا يكفي، يمكن وضع الكلمات المكتوبة على الطاولة بترتيبها الصحيح. 

٤) رسم صورة جماعيّة

يمكن للأطفال أن يعملوا في مجموعات أو أن يشتركوا  كصفّ في رسم حديقة على ورقة كبيرة مجرّدة من أيّ شيء بداخلها؛ ويمكن أن يقوم المعلّم أو أحد الوالديْن بذلك. ثمّ يُطلب من كلّ طفل أن يرسم زهرة على ورقة صغيرة ويكتب اسمه عليها لتُلصَق هذه الأوراق على لوحة الحديقة. بعد ذلك يمكن للمعلّم أو أحد الوالديْن كتابة العبارة التّالية أسفل الرّسمة “كلُّنا أزهار حديقة واحدة”، وهي إحدى تعاليم حضرة بهاء اللّه.

٥) لُقِّب حضرة بهاء الله بـ “أبو الفقراء”  

أذكر أربعة طرق يمكن للأغنياء أن يساعدوا بها الفقراء.

٦) لماذا باعتقادك لم يخلقنا الله تعالى مشابهين تمامًا؟ 

هل ستكون الحياةُ مملّةً إذا كنّا كذلك؟

3 معلومات عن الدّين البهائيّ

البهائيّون هم أتباع حضرة بهاء اللّه، مؤسّس الدّين البهائيّ، وهو أحدث دين سماويّ بين الأديان الإلهيّة الرّئيسيّة. ويعني لقب بهاء اللّه “مجد اللّه وسناؤه”.

بدأ تاريخه في بلاد فارس في القرن التّاسع عشر بأحداث مُبهِرة وقاسية زاخرة بالأبطال والبطلات الّذين واجهوا قسوة الحكّام ورجال الدّين الّذين كانوا يهدفون الى القضاء على هذا الدّين الجديد نهائيًّا.

لقد نُفي حضرة بهاء اللّه وسُجن ولكنّ ذلك لم يؤثّر على استمرار انتشار دينه. واليوم يُعَتبَر الدّين البهائيّ ثاني أكثر الأديان انتشارًا في العالم بعد المسيحيّة. وهناك ما يقارب الثّمانية ملايين بهائيّ في أنحاء المعمورة.

علّمنا حضرة بهاء اللّه بأنّ جميع الأديان في العالم واحدة ومقدّسة في جوهرها. وأنّ هناك إله واحد يهدي البشريّة بواسطة رسله المرسلين في أوقات محدّدة عبر التّاريخ. قد تختلف أسماؤهم وأحكامهم طبقًا لحاجة النّاس في ذلك العصر، ولكنّهم يحملون الرّسالة الرّوحانيّة ذاتَها.

إنّ حضرة الباب – الّذي ذُكر عن حياته في كتاب آخر ضمن هذه السّلسلة- قد جاء ليبشّر النّاس ويمهّد الطّريق لظهور حضرة بهاء اللّه ولكنّه يُعتَبَر رسولًا أيضًا. 

إنّ ما يجدر بك أن تعرفه من هذا الكتاب، هو أنّ البهائيّين لا يضعون صورة وصفيّة لرسل اللّه، فهو أمر منافٍ للاحترام، ذلك لأنّ طبيعتهم فوق تصوّرنا وأدراكاتنا.