يضمّ الكتيّب مجموعة من الآثار المباركة لحضرة الباب وحضرة بهاء الله وحضرة عبد البهاء. بالإضافة إلى نبذة مختصرة عن المبادئ البهائيّة وصفات وفضائل يسعى الفرد البهائي لاكتسابها.
أُتْلُوا آياتِ اللهِ في كُلِّ صَباحٍ وَمَساءٍ إنَّ الَّذِي لَمْ يَتْلُ لَمْ يُوْفِ بِعَهْدِ اللهِ وَمِيثاقِهِ.(1)
وَالَّذِينَ يَتْلُونَ آياتِ الرَّحْمَنِ بِأَحْسَنِ الأَلْحانِ أُولَئِكَ يُدْرِكُونَ مِنْها ما لا يُعَادِلُهُ مَلَكُوتُ مُلْكِ السَّمَواتِ وَالأَرَضِينَ.(2)
هَلْ مِنْ مُفَرِّجٍ غَيرُ اللهِ قُلْ سُبْحانَ اللهِ هُوَ اللهُ كُلٌّ عِبادٌ لَهُ وَكُلٌ بِأَمْرِهِ قائِمُونَ.(3)
اللَّهُمَّ يا سُبُّوحُ يا قُدُّوسُ يا رَحْمَنُ يا مَنّانُ فَرِّجْ لَنا بِالفَضْلِ وَالإحْسانِ إنَّكَ رَحْمَنٌ مَنّانٌ.(4)
يا أَهْلَ الأَرْضِ لا تَجْعَلُوا دِينَ اللهِ سَبَباً لاِخْتِلافِكُمْ إنَّهُ نُزِّلَ بِالحَقِّ لاِتِّحادِ مَنْ في العالَمِ.(5)
إلََهِي تَرانِي مُنْقَطِعاً إلَيكَ وَمُتَمَسِّكاً بِكَ فاهْدِنِي في الأُمُورِ ما يَنْفَعُنِي لِعِزِّ أَمْرِكَ وَعُلُوِّ مَقامِ أَحِبّائِكَ.(6)
… أَنِ اِقْرَأْ يا عَبْدُ ما وَصَلَ إلَيكَ مِنْ آثارِ اللهِ بِرَبَواتِ المُقَرَّبِينَ، لِتَسْتَجْذِبَ بِها نَفْسُكَ وَتَسْتَجْذِبَ مِنْ نَغَماتِكَ أَفْئِدَةُ الخَلائِقِ أَجْمَعِينَ. وَمَنْ يَقْرَأُ آياتِ اللهِ في بَيتِهِ وَحْدَهُ لَيَنْشُرُ نَفَحاتِها المَلائِكَةُ النّاشِراتِ إلى كُلِّ الجِّهاتِ وَيَنْقَلِبُ بِها كُلُّ نَفْسٍ سَلِيمٍ وَلَوْ لَنْ يَسْتَشْعِرَ في نَفْسِهِ، وَلَكِنْ يَظْهَرُ عَلَيهِ هَذا الفَضْلُ في يَومٍ مِنَ الأيّامِ كَذَلِكَ قُدِّرَ خَفِيّاتُ الأَمْرِ مِنْ لَدُنْ مُقَدِّرٍ حَكِيمٍ.(7)
إذا شَعَرَ إنْسانٌ بِالمَحَبَّةِ نَحْوَ إنْسانٍ آخَرَ، فَإنَّهُ يَرْغَبُ في أَنْ يَقُولَ لَهُ إنَّهُ يُحِبُّهُ. وَبِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ صاحِبَهُ مُطَّلِعٌ عَلى حُبِّهِ لَهُ، إلاّ أَنَّهُ يَبْقى عَلى رَغْبَتِهِ في أَنْ يَقُولَ لَهُ إنَّهُ يُحِبُّهُ… وَكَذَلِكَ اللهُ يَعْلَمُ رَغائِبَ جَمِيعِ القُلُوبِ، وَلَكِنَّ الدّافِعَ إلى المُناجاةِ دافِعٌ طَبِيعِيٌّ يَنْبُعُ مِنْ قَلْبِ الإنْسانِ نَحْوَ اللهِ(8)
إنَّ أَرْقى نَوعٍ مِنَ الُمناجاةِ هُوَ الّّذِي يُقْصَدُ مِنْهُ مَحَبَّةُ اللهِ، لا خَوفاً مِنْهُ تَعالى أَو مِنْ نارِهِ وَلا أَمَلاً بِفَضْلِهِ أَو بِفِرْدَوسِهِ… وَإذا هامَ إنْسانٌ بِحُبِّ حَبِيبٍ، فَمِنَ المُسْتَحِيلِ أَنْ لا يَلْهَجَ بِذِكْرِ اسْمِهِ. فَكَيفَ بِمَنْ يَشْعُرُ بِمَحَبَّةِ اللهِ؟ أَلا يَصْعُبُ عَلَيهِ السُّكُوتُ عَنْ ذِكْرِ اسْمِهِ؟ وَالرَّجُلُ الرُّوحانِيُّ لا يَجِدُ لَذَّةً في شَيءٍ إلاّ في ذِكْرِ اللهِ.(9)
يا أبْناءَ الإنْسانِ
هَلْ عَرَفْتُمْ لِمَ خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ واحِدٍ، لِئَلاّ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ عَلى أَحَدٍ. وَتَفَكَّرُوا في كُلِّ حِينٍ في خَلْقِ أَنْفُسِكُمْ، إذاً يَنْبَغِي كَما خَلَقْناكُمْ مِنْ شَيءٍ واحِدٍ أَنْ تَكُونُوا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ، بِحَيثُ تَمْشُونَ عَلى رِجْلٍ واحِدَةٍ، وَتأْكُلُونَ مِنْ فَمٍ واحِدٍ، وَتَسْكُنُونَ في أَرْضٍ واحِدَةٍ، حَتّى تَظْهَرَ مِنْ كَينُوناتِكُمْ وَأَعْمالِكُمْ وَأَفْعالِكُمْ آياتُ التَّوحِيدِ وَجَواهِرُ التَّجْرِيدِ، هَذا نُصْحِي عَلَيكُمْ يا مَلأَ الأَنْوارِ، فانْتَصِحُوا مِنْهُ لِتَجِدُوا ثَمَراتِ القُدْسِ مِنْ شَجَرِ عِزٍّ مَنِيعٍ.(10)
هُوَ اللهُ
… إعْلَمْ حَقَّ اليَقِينِ أَنَّ المَحَبَّةَ سِرُّ البَعْثِ الإلََهِيِّ وَالمَحَبَّةَ هِيَ التَّجَلِي الرَّحْمانِيُّ. المَحَبَّةُ هِيَ الفَيضُ الرُّوحانِيُّ. المَحَبَّةُ هِيَ النُّورُ المَلَكُوتِيُّ. المَحَبَّةُ هِيَ نَفَثاتُ الرُّوحِ القُدْسِ في الرُّوحِ الإنْسانِيِّ. المَحَبَّةُ هِيَ سَبَبُ ظُهُورِ الحَقِّ في العالَمِ الإمْكانِيِّ. المَحَبَّةُ هِيَ الرَّوابِطُ الضَّرُورِيَّةُ المُنْبَعِثَةُ مِنْ حَقائِقِ الأَشْياءِ بِإيجادٍ إلََهِيٍّ. المَحَبَّةُ هِيَ وَسِيلَةُ السَّعادَةِ الكُبْرى في العالَمِ الرُّوحانِيِّ وَالجِّسْمانِيِّ. المَحَبَّةُ هِيَ نُورٌ يُهْتَدى بِهِ في الغَياهِبِ الظَّلْمانِيِّ. المَحَبَّةُ هِيَ الرّابِطَةُ بَينَ الحَقِّ وَالخَلْقِ في العالَمِ الوِجْدانِيِّ. المَحَبَّةُ هِيَ سَبَبُ التَّرَقِّي لِكُلِ إنْسانٍ نُورانِيٍّ. المَحَبَّةُ هِيَ النّامُوسُ الأَعْظَمُ في هَذا الكَورِ العَظِيمِ الإلََهِيِّ. المَحَبَّةُ هِيَ النِّظامُ الوَحِيدُ بَينَ الجَواهِرِ الفَرْدِيَّةِ بِالتَّرْكِيبِ وَالتَّدْبِيرِ في التَّحَقُّقِ المادِّيِّ. المَحَبَّةُ هِيَ القُوَّةُ الكُلِّيَّةُ المِغْناطِيسِيَّةُ بَينَ هَذِهِ السَّياراتِ وَالنُّجُومِ السّاطِعَةِ في الأَوْجِ العالِي. المَحَبَّةُ هِيَ سَبَبُ اِنْكِشافاتِ الأَسْرارِ المُودَعَةِ في الكَونِ بِفِكْرٍ ثاقِبٍ غَيرِ مُتَناهِي. المَحَبَّةُ هِيَ رُوحُ الحَياةِ لِجِسْمِ الكَونِ المُتَباهِي. المَحَبَّةُ هِيَ سَبَبُ تَمَدُّنِ الأُمَمِ في هَذا الحَياةِ الفانِي. المَحَبَّةُ هِيَ الشَّرَفُ الأَعْلى لِكُلِ شَعْبٍ مُتَعالِي. وَإذا وَفَّقَ اللهُ قَوماً بِها يُصَلِّيَنَّ عَلَيهِمْ أَهْلُ مَلأِ الأَعْلى وَمَلائِكَةُ السَّماءِ وَأَهْلُ مَلَكُوتِ الأَبْهى وَإذا خَلَتْ قُلُوبُ قَومٍ مِنْ هَذِهِ السُّنُوحاتِ الرَّحْمانِيَّةِ، المَحَبَّةِ الإلََهِيَّةِ، سَقَطُوا في أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الهَلاكِ وَتاهُوا في بَيداءِ الضَّلالِ وَوَقَعُوا في وَهْدَةِ الخَيبَةِ وَلَيسَ لَهُمْ خِلالٌ. أُولَئِكَ كالحَشَراتِ العائِشَةِ في أَسْفَلِ الطَّبَقاتِ. يا أَحِبّاءَ اللهِ كُونُوا مَظاهِرَ مَحَبَّةِ اللهِ وَمَصابِيحَ الهُدى في الآفاقِ، مُشْرِقِينَ بِنُورِ المَحَبَّةِ وَالوِفاقِ، وَنِعْمَ الإشْراقُ هَذا الإشْراقُ…(11)
ع ع
هُوَ اللهُ
إلََهِي إلََهِي ألِّفْ بَينَ قُلُوبِ أَحِبّائِكَ وَوَحِّدْ نُفُوسَ أَصْدِقائِكَ وَاجْعَلْهُمْ مُتَّحِدِينَ وَمُتَّفِقِينَ في جَمِيعِ الشُّؤونِ وَاجْمَعْهُمْ عَلى مَعِينِ رَحْمانِيَّتِكَ بَينَ بَرِيَّتِكَ وَفِي ظِلِّ رايَةِ فَرْدانِيَّتِكَ بَينَ خَلْقِكَ وَاحْشُرْهُمْ تَحْتَ لِواءِ الوَحْدَةِ الإنْسانِيَّةِ وَاحْفَظْهُمْ في صَونِ حمِايَتِكَ عَنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ المُهَيمِنُ الكَرِيمُ الرَّحِيمُ.(12)
عبد البهاء عباس
هُوَ اللهُ
رَبِّ وَمُؤَيِّدَ كُلَّ جَمْعٍ اِنْعَقَدَ لإعْلاءِ كَلِمَةِ رَحْمانِيَّتِكَ وَمُوَفِّقَ كُلَّ عُصْبَةٍ اِتَّفَقَتْ عَلى خِدْمَةِ عَتَبَةِ فَرْدانِيَّتِكَ، أَسْأَلُكَ بِجَمالِكَ المُسْتَتِرِ في عَوالِمِ غَيبِكَ الأَبْهى أَنْ تَشَمَلَ هَؤُلاءِ بِلَحَظاتِ عَينِ رَحْمانِيَّتِكَ وَتُؤَيِّدَهُمْ بِشَدِيدِ القِوى، وَتَشْدُدَ أَزْرَهُمْ بِقُوَّتِكَ النّافِذَةِ الجارِيَةِ في كُلِّ الأَشْياءِ. إنَّكَ أَنْتَ سَمِيعُ الدُّعاءِ وَإنَّكَ لَعَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.(13)
ع ع
يا إلهَنَا الرَّؤوفَ نَشْكُرُكَ عَلى ما أَوضَحْتَ لَنا سَبِيلَ الهُدى، وَفَتَحْتَ لَنا أَبْوابَ المَلَكُوتِ، وَتَجَلَّيتَ عَلَينا بِشَمْسِ الحَقِيقَةِ فَجَعَلْتَ العُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالأَمْواتَ يُبْعَثُونَ، وَالفُقَراءَ يَغْنَونَ، وَالتّائِهِينَ يَهْتَدُونَ، وَالعَطاشى يَبْلُغُونَ يَنْبُوعَ الهُدى، وَقَدْ أَوصَلْتَ الحِيتانَ الظَّمْأى إلى بَحْرِ الحَقِيقَةِ، وَدَعَوتَ الطُّيُورَ التّائِهَةَ إلى حَدِيقَةِ العِنايَةِ، يا إلََهِي نَحْنُ جَمْعٌ مِنْ عَبِيدِكَ وَفُقَرَاءُ بِبابِكَ بَعِيدُونَ عَنْكَ مُشْتاقُونَ إلَيكَ، وَنَحْنُ عَطْشى لِمَعِينِكِ وَمَرْضى يَلْتَمِسُونَ عِلاجَكَ، وَقَدْ سَلَكْنا سَبِيلَكَ وَلَيسَ لَنا مُنْيَةٌ وَهَدَفٌ إلاّ نَشْرَ نَفَحاتِكَ حَتّى يُنادِيَ النّاسُ بِنِداءِ اِهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ، وَتَتَنَوَّرَ عُيُونُهُمْ بِمُشاهَدَةِ الأَنْوارِ فَيَنْجُونَ مِنْ ظُلُماتِ الجَهْلِ، وَيَطُوفُونَ حَوْلَ سِراجِ الهُدى وَيَنالُ البائِسُونَ نَصِيباً، وَيُصْبِحُ المَحْرُومُونَ مَواقِعَ الأَسْرارِ، فَيا إلََهِي اِشْمَلْنا بِلِحاظِ عِنايَتِكَ وَأَيِّدْنا بِتَأْيِيدِكَ السَّماوِيِّ وَهَبْ لَنا نَفَثاتِ رُوحِ القُدْسِ حَتّى نَتَوَفَّقَ بِالخِدْمَةِ وَنَسْطَعَ في هَذِهِ الأَقْطارِ بِنُورِ الهُدى سُطُوعَ الأَنْجُمِ الدَّرَهْرَهَةِ، إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ وَإنَّك أَنْتَ العَلِيمُ البَصِيرُ(14)
ع ع
هُوَ اللهُ تَعالى
شَأْنُهُ العَظَمَةُ وَالإِقْتِدارُ
أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إلى اللهِ مالِكِ الأَنامِ. قَدِ انْقَلَبَتِ الأُمُورُ وَاضْطَرَبَتِ البُلْدانُ وَضَعُفَ بِها الإسْلامُ قَدْ أَحاطَهُ الأَعْداءُ وَهْوَ مُحاطٌ، وَيَنْبَغِي لِهَذا الحِزْبِ أَنْ يَدْعُوا اللهَ في الصَّباحِ وَالمَساءِ وَيَسْأَلُوهُ بِأنْ يُؤَيِّدَ المُسْلِمِينَ كافَّةً عَلى ما يُحِبُّ وَيَرْضى وَيَرْفَعَهُمْ بِأَمْرِهِ وَسُلْطانِهِ وَيُعَرِّفَهُمْ ما يَعْلُوْ بِهِ مَقاماتُهُمْ، وَأَنْ يُبَدِّلَ ذُلَّهُمْ بِالعِزِّ وَفَقْرَهُمْ بِالغَناءِ وَخَرابَهُمْ بِالعَمارِ وَاضّطِرابَهُمْ بِالاطْمِئْنانِ وَخَوْفَهُمْ بِالأَمْنِ وَالأَمانِ، إنَّهُ هُوَ الرَّحْمَنُ لا إلَهَ إلاّ هُوَ المُشْفِقُ الكَرِيمُ.(15)
هُوَ اللهُ
اللَّهُمَّ يا جاذِبَ القُلُوبِ بِمِغْناطِيسِ المَحَبَّةِ الفائِضَةِ عَلى الوُجُودِ وَمُحْيِي العَظْمَ الرَّمِيمَ بِرُوحٍ مُنْعِشَةٍ لِلأَفْئِدَةِ وَالنُّفُوسِ وَالمُشْرِقَ بِنُورِ القَدِيمِ عَلى آفاقِ الأَكْوانِ وَالمُعْطِي لِكُلِّ شَيءٍ نَصِيباً مِنْ رَحْمَتِهِ الواسِعَةِ المُحِيطَةِ بِالإمْكانِ إنِّي أَدْعُوكَ وَأَرْجُوكَ
أَنْ تَنْظُرَ إلى عَبْدِكَ وَلِيِّ بِلِحاظِ عَينِ رَحْمانِيَّتِكَ الخَفِيِّ وَتَشْمَلَهُ بِأَلْطافِ فَيضِكَ الجَلِيِّ وَتَجْعَلَهُ كَوْكَباً مُتَلألِئاً في تِلْكَ الحَوالِي العُدْوَةِ القُصْوى وَالأَقالِيمِ الشّاسِعَةِ الأَرْجاءِ إنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الرَّحِيمُ الوَهّابُ لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَفُوُّ التَّوّابُ.(16)
عبد البهاء عباس
إلََهِي إلََهِي أَسْأَلُكَ بِنَفَحاتِ وَحْيِكَ وَآثارِ قَلَمِكَ وَلَئالِئِ بَحْرِ عِلْمِكَ وَظُهُوراتِ قُدْرَتِكَ وَآياتِكَ الكُبْرى وَحَفِيفِ سِدْرَةِ المُنْتَهى بِأَنْ تُؤَيِّدَنِي عَلى الاِسْتِقامَةِ عَلى أَمْرِكَ بِحَيثُ لا تَمْنَعُنِي شُئُوناتُ العالَمِ وَشُبُهاتُ الأُمَمِ عَنِ التَّوَجُّهِ إلَيكَ يا مالِكَ القِدَمِ، أَي رَبِّ تَرانِي مُقْبِلاً إلَيكَ وَمُتَوَجِّهاً إلى أَنْوارِ وَجْهِكَ وَمُتَشَبِّثاً بِأَذْيالِ رِداءِ رَحْمَتِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ تُؤَيِّدَنِي عَلى ذِكْرِكَ وَثَنائِكَ وَخِدْمَةِ أَوْلِيائِكَ، ثُمَّ اكْتُبْ لِي يا إلََهِي مِنْ قَلَمِكَ الأَعْلى خَيرَ الآخِرَةِ وَالأُولى، إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.(17)
هُوَ المُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَماءِ البُرْهانِ
يا إلَهَنا تَرانا مُقْبِلِينَ إلَيكَ، وَمُتَمَسِّكِينَ بِحَبْلِ عِنايَتِكَ وَأَلْطافِكَ، وَقائِمِينَ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِكَ وَمُنْتَظِرِينَ بَدائِعَ جُودِكَ وَفَضْلِكَ، نَسْأَلُكَ بِالَّذِينَ سَرُعُوا إلى مَقَرِّ الفِداءِ شَوْقاً لِلِقائِكَ وَجَمالِكَ وَأَنْفَقُوا أَرْواحَهُمْ لاِسْمِكَ وَحُبِّكَ أَنْ تُقَدِّرَ لَنا ما يُقَرِّبُنا إلَيكَ وَيُؤَيِّدُنا عَلى أَعْمالٍ أَمَرْتَنا بِها في كِتابِكَ. أَي رَبِّ نَحْنُ عِبادُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ، وَأَقْبَلْنا إلى أُفُقِ فَضْلِكَ وَبَحْرِ عَطائِكَ، نَسْأَلُكَ أَنْ لا تُخَيِّبَنا عَمّا أَنْزَلْتَهُ في كِتابِكَ. إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ الَّذِي لا تُعْجِزُكَ فَراعِنَةُ الأَرْضِ وَذِئابُها. قَدْ غَلَبَتْ سَلْطَنَتُكَ وَظَهَرَ أَمْرُكَ وَنَزَلَتْ آياتُكَ، إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَلِيمُ الحَكِيمُ.(18)
هُوَ اللهُ
إلََهِي إلََهِي تَرانِي مَعْ ذَُلِّي وَعَدَمِ اِسْتِعْدادِي وَاقْتِدارِي مُهْتَمّاً بِعَظائِمِ الأُمُورِ، قاصِداً لإعْلاءِ كَلِمَتِكَ بَينَ الجُمْهُورِ، مُنادِياً لِنَشْرِ تَعالِيمِكَ بَينَ العُمُومِ، وَأَنّى أَتَوَفَّقُ بِهَذا إلاّ أَنْ يُؤَيِّدَنِي نَفَثاتُ رُوحِ القُدْسِ، وَيَنْصُرَنِي جُنُودُ مَلَكُوتِكَ الأَعْلى وَتُحِيطَنِي تَوفِيقاتُكَ الَّتِي تَجْعَلُ الذُّبابَ عُقابًا وَالقَطْرَةَ بُحُوراً وَأَنْهاراً وَالذَّرّاتِ شُمُوساً وَأَنْواراً، رَبِّ أَيِّدْنِي بِقُوَّتِكَ القاهِرَةِ وَقُدْرَتِكَ النّافِذَةِ حَتّى يَنْطِقَ لِسانِي بِمَحامِدِكَ وَنُعُوتِكَ بَينَ خَلْقِكَ وَيَطْفَحَ جِنانِي بِرَحِيقِ مَحَبَّتِكَ وَمَعْرِفَتِكَ، إنَّكَ أَنْتَ المُقِتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ وَإنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.(19)
عبد البهاء عباس
رَبِّ رَبِّ لَكَ الحَمْدُ وَالشُّكْرُ بِما هَدَيتَنِي سَبِيلَ المَلَكُوتِ، وَسَلَكْتَ بِي هَذا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ المَمْدُودَ، وَنَوَّرْتَ بَصَرِي بِمُشاهَدَةِ الأَنْوارِ وَأَسْمَعْتَنِي نَغَماتِ طُيورِ القُدْسِ مِنْ مَلَكُوتِ الأَسْرارِ، وَاجْتَذَبْتَ قَلْبِي بِمَحَبَّتِكَ بَينَ الأَبْرارِ، رَبِّ أَيِّدْنِي بِرُوحِ القُدْسِ حَتّى أُنادِيَ بِاسْمِكَ بَينَ الأَقْوامِ، وَأُبَشِّرَ بِظُهُورِ مَلَكُوتِكَ بَينَ الأَنامِ، رَبِّ إنِّي ضَعِيفٌ قَوِّنِي بِقُدْرَتِكَ وَسُلْطانِكَ، وَكَلِيلُ الِّلسانِ أَنْطِقْنِي بِذِكْرِكَ وَثَنائِكَ، وَذَلِيلٌ عَزِّزْنِي بِالدُّخُولِ في مَلَكُوتِكَ، وَبَعِيدٌ قَرِّبْنِي بِعَتَبَةِ رَحْمانِيَّتِكَ، رَبِّ اِجْعَلْنِي سِراجاً وَهّاجاً وَنَجْماً بازِغاً وَشَجَرَةً مُبارَكَةً مَشْحُونَةً بِالأَثْمارِ مُظَلِّلَةً في هَذِهِ الدِّيارِ، إنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ المُقْتَدِرُ المُخْتارُ.(20)
ع ع
إلََهِي إلََهِي هَذا طَيرٌ كَلِيلُ الجَناحِ بَطِيءُ الطَّيَرانِ أَيِّدْهُ بِشَدِيدِ القِوى، حَتّى يَطِيرَ إلى أَوْجِ الفَلاحِ وَالنَّجاحِ وَيُرَفْرِفَ بِكُلِّ سُرُورٍ وَانْشِراحٍ في هَذا الفَضاءِ، وَيَرْتَفِعَ هَدِيرُهُ في كُلِّ الأَرْجاءِ بِاسْمِكَ الأَعْلى، وَتَتَلَذَّذَ الآذانُ مِنْ هَذا النِّداءِ وَتَقَرَّ الأَعْيُنُ بِمُشاهَدَةِ آياتِ الهُدى، رَبِّ إنِّي فَرِيدٌ وَحِيدٌ حَقِيرٌ لَيسَ لِي ظَهِيرٌ إلاّ أَنْتَ، وَلا نَصِيرٌ إلاّ أَنْتَ وَلا مُجِيرٌ إلاّ أَنْتَ، وَفِّقْنِي عَلى خِدْمَتِكَ وَأَيِّدْنِي بِجُنُودِ مَلائِكَتِكَ، وَانْصُرْنِي في إعْلاءِ كَلِمَتِكَ وَأَنْطِقْنِي بِحِكْمَتِكَ بَينَ بَرِيَّتِكَ، إنَّكَ مُعِينُ الضُّعَفاءِ وَنَصِيرُ الصُّغَراءِ، وَإنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ المُخْتارُ.(21)
ع ع
إلََهِي إلََهِي تَرى هَذا الضَّعِيفَ يَتَمَنّى القُوَّةَ المَلَكُوتِيَّةَ وَهَذا الفَقِيرَ يَتَرَجّى كُنُوزَكَ السَّماوِيَّةَ، وَهَذا الظَمْآنَ يَشْتاقُ مَعِينَ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهَذا العَلِيلَ يَرْجُوْ شِفاءَ الغَلِيلِ بِرَحْمَتِكَ الواسِعَةِ الَّتِي اِخْتَصَصْتَ بِها عِبادَكَ المُخْتارِينَ في مَلَكُوتِكَ الأَعْلى، رَبِّ لَيسَ لِي نَصِيرٌ إلاّ أَنْتَ، وَلا مُجِيرٌ إلاّ أَنْتَ، وَلا مُعِينٌ إلاّ أَنْتَ أَيِّدْنِي بِمِلائِكَتِكَ عَلى نَشْرِ نَفَحاتِ قُدْسِكَ وَبَثِّ تَعالِيمِكَ بَينَ خِيْرَةِ خَلْقِكَ، رَبِّ اِجْعَلْنِي مُنْقَطِعاً عَنْ دُوْنِكَ، مُتَشَبِّثاً بِذَيلِ عِنايَتِكَ، مُخْلِصاً في دِينِكَ، ثابِتاً عَلى مَحبَّتِكَ، عامِلاً بِما أَمَرْتَنِي بِهِ في كِتابِكَ، إنَّك أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ القَدِيرُ.(22)
ع ع
اللَّهُمَّ يا إلََهِي هَؤُلاءِ عِبادٌ اِنْجَذَبُوا بِنَفَحاتِ رَحْمانِيَّتِكَ وَاشْتَعَلُوا بِالنّارِ المُوْقَدَةِ في شَجَرَةِ فَرْدانِيَّتِكَ، وَقَرَّتْ أَعْيُنُهُمْ بِمُشاهَدَةِ لَمَعاتِ النُّورِ في طُوْرِ أَحَدِيَّتِكَ، رَبِّ أَطْلِقْ لِسانَهُمْ بِذِكْرِكَ بَينَ بَرِيَّتِكَ وَأَنْطِقْهُمْ بِالثَّناءِ عَلَيكَ بِفَضْلِكَ وَعِنايَتِكَ، وَأَيِّدْهُمْ بِجُنُودٍ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَاشْدُدْ أُزُورَهُمْ عَلى خِدْمَتِكَ، وَاجْعَلْهُمْ آياتِ الهُدى بَينَ خَلْقِك، إنَّك أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُتَعالِي الغَفُوُرُ الرَّحِيمُ.(23)
عبد البهاء عباس
إلََهِي إلََهِي أَيّدْ أَحِبّاءَكَ المُخْلِصِينَ عَلى الاِقْتِفاءِ بِالنُّورِ المُبِينِ وَوَفِّقْ عَبِيدَكَ المُقَرَّبِينَ عَلى نَشْرِ نَفَحاتِكَ بَينَ العالَمِينَ، حَتّى يَلْتَهُوا عَنْ شُبُهاتِ النّاقِضِينَ بِتَبْلِيغِ دِينِكَ المُنِيرِ وَبَثِّ تَعالِيمِكَ وَإشاعَةِ آثارِكَ وَإذاعَةِ بَيِّناتِكَ بَينَ الخافِقَينِ. إنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الرَّحِيمُ العَزِيزُ الوَهّابُ وَإنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُتَعالِي القَوِيُّ المُخْتارُ.(24)
ع ع
هُوَ اللهُ
رَبِّ أَيّدْ هَؤُلاءِ عَلى إعْلاءِ كَلِمَتِكَ بَينَ الوَرى وَنَشْرِ نَفَحاتِ رِياضِ قُدْسِكَ في كُلِّ الأَنْحاءِ وَإعْلاءِ ذِكْرِكَ عَلى الغَبْراءِ حَتّى يَرْتَفِعَ ضَجِيجُ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ إلى المَلأِ الأَعْلى إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ وَإنَّكَ أَنْتَ القَوِيُّ القَدِيرُ.(25)
ع ع
هُوَ اللهُ
رَبِّ وَرَجائِي أَيِّدْ هَؤُلاءِ الأَبْرارَ عَلى نَشْرِ الأَنْوارِ مِنْ مَلَكُوتِ الأَسْرارِ في تِلْكَ الأَقْطارِ وَاجْعَلْهُمْ ناشِرِينَ لِنَفَحاتِ القُدْسِ في تِلْكَ الدِّيارِ وَناطِقِينَ بِثَنائِكَ بَينَ الأَخْيارِ وَرافِعِينَ لأَِعْلامِ الهُدى وَواضِعِينَ لأَِساسِ التَّقْوى وَمُنْجَذِبِينَ إلى مَلَكُوتِكَ الأَبْهى إنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ إنَّكَ أَنْتَ العَظِيمُ إنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.(26)
عبد البهاء عباس
… يا إلََهِي وَسَيِّدِي وَمَحْبُوبَ فُؤادِي وَرَجاءَ قَلْبِي وَالمَذْكُورَ في ظاهِرِي وَباطِنِي، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَنْفَقَ نَفَسَهُ في سَبِيلِكِ وَحَمَلَ البَلايا في حُبِّكَ وإِظْهارِ أَمْرِكَ أَنْ تُرْسِلَ عَلى هَذِهِ الدِّيارِ نَفَحاتِ قَمِيصِ رَحْمَتِكَ وَأَلْطافِكَ، أَي رَبِّ هَؤُلاءِ عِبادُكَ وَهَذِهِ دِيارُكَ، وَلَوْ أَنَّهُمُ احْتَجَبُوا بِأَهْوائِهِمْ وَبِها مُنِعُوا عَنِ التَّوَجُّهِ إلى شَطْرِ فَضْلِكَ وَالاقْبالِ إلى كَعْبَةِ عِرْفانِكَ وَلَكِنْ أَنْتَ الَّذِي سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ الكائِناتِ وَأحاطَ فَضْلُكَ المُمْكِناتِ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الباطِنِ الَّذِي ظَهَرَ بِسُلْطانِكَ وَجَعَلْتَهُ مُهَيمِناً عَلى مَنْ في أَرْضِكَ وَسَمائِكَ أَنْ لا تَدَعَ هَؤُلاءِ بِأَهْوائِهِمْ، فَأَنْزِلْ عَلَيهِمْ ما يَجْعَلُهُمْ مُقْبِلِينَ إلى شَطْرِ عِنايَتِكَ وَناظِرِينَ إلى وَجْهِكَ، فانْظُرْ إلَيهِمْ يا إلََهِي بِلَحَظاتِ رَحْمانِيَّتِكَ وَخُذْ أَيادِيهِمْ بِقُدْرَتِكَ وَسُلْطانِكَ، أَخْرِجْ يا إلََهِي مِنْ جَيبِ عِنايَتِكَ يَدَ قُدْرَتِكَ، وَبِها اخْرُقِ الحُجُباتِ الَّتِي حالَتْ بَينَهُمْ وَبَينَكَ لِيُسْرِعَنَّ الكُلُّ إلى شَرِيعَةِ قُرْبِكَ وَيَطُوفُنَّ حول إرادَتِكَ وَمَشِيَّتِكَ، لَوْ تَطْرُدُهُمْ مَنْ يُخَلِّصُهُمْ مِنَ النّارِ يا نُورَ السَّمَواتِ وَالأَرَضِينَ.(27)
إلََهِي إلََهِي هَؤُلاءِ عِبادٌ مُخْلِصُونَ، مُنْجَذِبُونَ، مُشْتَعِلُونَ بِنارِ مَحَبَّتِكَ، يُنادُونَ بِاسْمِكَ وَيَنْطِقُونَ بِالثَّناءِ عَلَيكَ وَيَتَوَقَّدُونَ بِالنّارِ المُشْتَعِلَةِ في سِدْرَةِ رَحْمانِيَّتِكَ وَيَسْتَفِيضُونَ مِنْ أَمْطارِ سَحابِ فَرْدانِيَّتِكَ وَيَتَضَرَّعُونَ إلى مَلَكُوتِ وَحْدانِيَّتِكَ وَلا يَبْتَغُونَ إلاّ رِضاءَكَ وَيَرَضَونَ بَقَضائِكَ، رَبِّ انْصُرْهُمْ بِجُنُودٍ مِنَ المَلأِ الأَعْلى وَأَيِّدْهُمْ بِشَدِيدِ القِوى وَاجْعَلْ وُجُوهَهُمْ ساطِعَةً بِأَنْوارِ الهُدى حَتّى يَكُونُوا آثارَ رَحْمَتِكَ بَينَ الوَرى وَأَجْزِلْ عَلَيهِمْ العَطاءَ وَاكْشِفْ لَهُمُ الغِطاءَ وَاخْتَصِصْهُمْ بِمَوهِبَتِكَ الَّتِي لا تَتَناهى. إنَّك أَنْتَ الكُرِيمُ، إنَّكَ أَنْتَ العَظِيمُ وَإنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.(28)
ع ع
إلََهِي إلََهِي هَؤُلاءِ عِبادٌ خَرَقُوا الحُجُباتِ وَهَتَكُوا السُّبُحاتِ وَفَتَكُوا هَياكِلَ الشُّبُهاتِ وَاسْتَغْنَوا عَنِ الإشاراتِ وِانْجَذَبُوا بِالبِشاراتِ وَتَرَكُوا المَنْهَجَ السَّقِيمَ وَسَلَكُوا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ وَاسْتَنْشَقُوا رائِحَةَ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَقَرَّتْ أَعْيُنُهُمْ بِمُشاهَدَةِ النُّورِ المُبِينِ، وَطَفَحَتْ قُلُوبُهُمْ بِسُرُورٍ عَظِيمٍ في هَذا القَرْنِ المَجِيدِ وَالعَصْرِ الكَرِيمِ، رَبِّ أَيِّدْهُمْ بِجُيُوشِ المَلأِ الأَعْلى وَاشْدُدْ أُزُورَهُمْ بِجُنُودِ مَلَكُوتِكَ الأَبْهى وَنَوِّرْ أَبْصارَهُمْ بِمُشاهَدَةِ آياتِ قُدْرَتِكَ في الأَرْضِ وَالسَّماءِ، وَطَيِّبْ سَرائِرَهُمْ بِمَوهِبَتِكَ الكُبْرى وَنَوِّرْ ضَمائِرَهُمْ بِشُعاعٍ ساطِعٍ مِنْ أُفُقِكَ الأَبْهى، إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُتَعالِي العَزِيزُ القَدِيرُ وَإنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.(29)
ع ع
إلََهِي إلََهِي تَرى قَدِ اِشْتَدَّ الظَّلامُ الحالِكُ عَلى كُلِّ المَمالِكِ وَاحْتَرَقَتِ الآفاقُ مِنْ نائِرَةِ النِّفاقِ، وَاشْتَعَلَتْ نِيرانُ الجِدالِ وَالقِتالِ في مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها، فالدِّماءُ مَسْفُوكَةٌ وَالأَجْسادُ مَطْرُوحَةٌ وَالرُّؤُوسُ مَذْبُوحَةٌ عَلى التُّرابِ في مَيدانِ الجِدالِ، رَبِّ رَبِّ اِرْحَمْ هَؤُلاءِ الجُهَلَاءِ، وَانْظُرْ إلَيهِمْ بِعَينِ العَفْوِ وَالغُفْرانِ وَاطْفِ هَذِهِ النِّيرانَ حَتّى تَنْقَشِعَ هَذِهِ الغُيُومُ المُتَكاثِفَةُ في الآفاقِ، حَتّى تُشْرِقَ شَمْسُ الحَقِيقَةِ بِأَنْوارِ الوِفاقِ، وَيَنْكَشِفَ هَذا الظَّلامُ وَيَسْتَضِيءَ كُلُّ المَمالِكِ بِأَنْوارِ السَّلامِ، رَبِّ أَنْقِذْهُمْ مِنْ غَمَراتِ بَحْرِ البَغْضاءِ، وَنَجِّهِمْ مِنْ هَذِهِ الظُّلُماتِ الدَّهْماءِ، وَأَلِّفْ بَينَ قُلُوبِهِمْ وَنَوِّرْ أَبْصارَهُمْ بِنُورِ الصُّلْحِ وَالسَّلامِ، رَبِّ نَجِّهِمْ مِنْ غَمَراتِ الحَرْبِ وَالقِتالِ وَانْقِذْهُمْ مِنْ ظَلامِ الضَّلالِ وَاكْشِفْ عَنْ بَصائِرِهِمِ الغِشاءَ، وَنَوِّرْ قُلُوبَهُمْ بِنُورِ الهُدى وَعامِلْهُمْ بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ الكُبْرى، وَلا تُعامِلْهُمْ بِعَدْلِكَ وَغَضَبِكَ الَّذِي يَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرائِصُ الأَقْوِياءِ، رَبِّ قَدْ طالَتِ الحُرُوبُ وَاشْتَدَّتِ الكُرُوبُ وَتَبَدَّلَ كُلُّ مَعْمُورٍ بِمَطْمُورٍ، رَبِّ قَدْ ضاقَتِ الصُّدُورُ وَتَغَرْغَرَتِ النُّفُوسُ، فارْحَمْ هَؤُلاءِ الفُقَراءَ وَلا تَتْرُكْهُمْ يُفَرِّطُ فِيهِمْ مَنْ يَشاءُ بِما يَشاءُ، رَبِّ ابْعَثْ في بِلادِكَ نُفُوساً خاضِعَةً خاشِعَةً مُنَوَّرَةَ الوُجُوهِ بِأَنْوارِ الهُدى مُنْقَطِعَةً عَنِ الدُّنْيا ناطِقَةً بِالذِّكْرِ وَالثَّناءِ ناشِرَةً لِنَفَحاتِ قُدْسِكَ بَينَ الوَرى، رَبِّ اشْدُدْ ظُهُورَهُمْ وَقَوِّ أُزُورَهُمْ وَاشْرَحْ صُدُورَهُمْ بِآياتِ مَحَبَّتِكَ الكُبْرى، رَبّ إنَّهُمْ ضُعَفاءُ وَأَنْتَ القَوِيُّ القَدِيرُ، وِإنّهُمْ عُجَزاءُ وَأَنْتَ المُعِينُ الكَرِيمُ، رَبِّ قَدْ تَمَوَّجَ بَحْرُ العِصْيانِ وَلا تَسْكُنُ هَذِهِ الزَّوابِعُ إلاّ بِرَحْمَتِكَ الواسِعَةِ في كُلِّ الأَرْجاءِ، رَبِّ إنَّ النُّفُوسَ في هاوِيَةِ الهَوى فَلا يُنْقِذُها إلاّ أَلْطافُكَ العُظْمى، رَبِّ أَزِلْ ظُلُماتِ هَذِهِ الشَّهَواتِ وَنَوِّرِ القُلُوبَ بِسِراجِ مَحَبَّتِكَ الَّذِي سَيُضِيءَ مِنْهُ كُلُّ الأَرْجاءِ، وَوَفِّقِ الأَحِبّاءَ الَّذينَ تَرَكُوا الأَوطانَ وَالأَهْلَ وَالوِلْدانَ وَسافَرُوا إلى البُلْدانِ حُبّاً بِجَمالِكَ وانْتِشاراً لِنَفَحاتِكَ وَبَثّاً لِتَعالِيمِكَ، وَكُنْ أَنِيسَهُمْ في وَحْدَتِهِمْ وَمُعَينَهُمْ في غُرْبَتِهِمْ وَكاشِفاً لِكَرْبَتِهِمْ وَسَلْوَةً في مُصِيبَتِهِمْ وَراحَةً في مَشَقَّتِهِمْ وَرَواءً لِغُلَّتِهِمْ وَشِفاءً لِعِلَّتِهِمْ وَبَرْداً لِلَوعَتِهِمْ، إنَّكَ أّنْتَ الكُرِيمُ ذُوْ الفَضْلِ العَظِيمِ، وَإنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.(30)
ع ع
مناجاة طلب السّلام العام
هُوَ اللهُ
إلََهِي إلََهِي قَدْ أَحاطَتِ الَّليلَةُ الدَّلمْاءُ كُلَّ الأَرْجاءِ وَغَطَّتْ سَحابُ الاحْتِجابِ كُلَّ الآفاقِ وَاسْتَغْرَقَ الأَنامُ في ظَلامِ الأَوهامِ وَخاضَ الظَّلامُ في غِمارِ الجَوْرِ وَالعُدْوانِ. ما أَرى إلاّ وَمِيضَ النّارِ الحامِيَةِ المُتَسَعِّرَةِ مِنَ الهاوِيَةِ وَما أَسْمَعُ إلاّ صَوتَ الرُّعُودِ المُدَمْدِمَ مِنَ الآلاتِ المُلْتَهِبَةِ الطّاغِيَةِ النّارِيَّةِ وَكُلُّ إقْلِيمٍ يُنادِي بِلِسانِ الخافِيَةِ (ما أَغْنى عَنّي مالِيِه هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَه).
قَدْ خَبَتْ يا إلََهِي مَصابِيحُ الهُدى وَتَسَعَّرَتْ نارُ الجَوى وَشاعَتِ العَداوَةُ وَالبَغْضاءُ وَذاعَتِ الضَّغِينَةُ وَالشَّحْناءُ عَلى وَجْهِ الغَبْراءِ فَما أَرى إلاّ حِزْبَكَ المَظْلُومَ يُنادِي بِأَعْلى النِّداءِ حَيَّ عَلى الوَلاءِ حَيَّ عَلى الوَفاءِ حَيَّ عَلى العَطاءِ حَيَّ عَلى الهُدى حَيَّ عَلى الوِفاقِ حَيَّ عَلى مُشاهَدَةِ نُورِ الآفاقِ حَيَّ عَلى الحُبِّ وَالفَلاحِ حَيَّ عَلى الصُّلْحِ وَالصَّلاحِ حَيَّ عَلى نَزْعِ السِّلاحِ حَيَّ عَلى الاتِّحادِ وَالنَّجاحِ حَيَّ عَلى التَّعاضُدِ وَالتَّعاوُنِ في سَبِيلِ الرَّشادِ.
فَهَؤُلاءِ المُظْلَومُونَ يَفْدُونَ كُلَّ الخَلْقِ بِالنُّفُوسِ وَالأَرْواحِ في كُلِّ قُطْرٍ بِكُلِّ سُرُورٍ وِانْشِراحٍ تَراهُمٍ يا إلََهِي يِبْكُونَ لِبُكاءِ خَلْقِكَ وَيَحْزَنُونَ لِحُزْنِ بَرِيَّتِكَ وَيَتَرَأَّفُونَ بِكُلِّ الوَرى وَيَتَوَجَّعُونَ لِمَصائِبِ أَهْلِ الثَّرى.
رَبِّ أَنْبِتْ أَباهِرَ الفَلاحِ في جَناحِهِمْ حَتّى يَطِيرُوا إلى أَوْجِ نَجاحِهِمْ وَاشْدُدْ أُزُورَهُمْ في خِدْمَةِ خَلْقِكَ وَقَوِّ ظُهُورَهُمْ في عُبُودِيَّةِ عَتَبَةِ قُدْسِكَ إنّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ إنَّكَ أَنْتَ الرَّحِيمُ لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّؤُوفُ القَدِيمُ.(31)
ع ع
وَيا إلََهِي أَغِثْ هَؤُلاءِ البُؤَساءَ، وَيا مُوْجِدِي اِرْحَمْ هَؤُلاءِ الأَطْفالَ، وَيا إلََهِي الرَّؤُوفَ اِقْطَعْ هَذا السَّيلَ الشَّدِيدَ، وَيا خالِقَ العالَمِ أَخْمِدْ هَذِهِ النّارَ المُشْتَعِلَةَ، وَيا مُغِيثَنَا أَغِثْ صُراخَ هَؤُلاءِ الأَيتامِ، وَيا أَيُّها الحاكِمُ الحَقِيقِيُ سَلِّ الأُمْهاتِ جَرِيحاتِ الأَكْبادِ، وَيا رَحْمَنُ يا رَحِيمُ اِرْحَمْ أَعْيُنَ الآباءِ الدّامِعَةَ وَقُلُوبَهُمْ المُحْتَرِقَةَ وَسَكِّنْ هَذا الطُّوفانَ وَبَدِّلْ هَذِهِ الحَرْبَ العالَمِيَّةَ إلى صُلْحٍ وَسَلامٍ وَإخاءٍ. إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ وَإنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.(32)
عبد البهاء عباس
بِسْمِ اللهِ العَلِيِّ المُتَعالِي الأَعْلى
فَسُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إلََهِي وَسَيِّدِي وَمَولائِي وَمُعَتَمَدِي وَرَجائِي وَكَهْفِي وَضِيائِي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ الَّذِي لا يَعْلَمُهُ سِواكَ بِأَنْ تَحْفَظَ حامِلَ هَذِهِ الوَرَقَةِ مَنِ كُلِّ بَلاءٍ وَوَباءٍ وَمِنْ كُلِّ شَيطانٍ وَشَيطانَةٍ وَمِنْ شَرِّ الأَشْرارِ وَكَيدِ الكُفّارِ وَاحْفَظْهُ يا إلََهِي مِنْ كُلِّ أَوجاعٍ وَآلامٍ يا مَنْ بِيَدِكَ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ إنَّكَ أَنْتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكُمُ ما تُرِيدُ يا مالِكَ المُلُوكِ يا سُلْطانَ العَطُوفَ يا قَدِيمَ الإحْسانِ يا ذا المَنِّ وَالكَرَمِ وَالامْتِنانِ يا شافِيَ الأَمْراضِ يا كافِيَ المُهِمَّاتِ يا نُورَ النُّورِ يا نُوراً فَوقَ كُلِّ نُورٍ يا مُظْهِرَ كُلِّ ظُهُورٍ يا رَحْمَنُ يا رَحِيمُ فارْحَمْ حامِلَ هَذِهِ الوَرَقَةِ بِرَحْمَتِكَ الكُبْرى وَبِجُودِكَ العُظْمى يا جَوّادُ يا وَهّابُ وَاحْفَظْهُ بِحِفْظِكَ مِنْ جَمِيعِ ما يَكْرَهُ بِهِ فُؤَادُهُ إنَّكَ أَقْدَرُ الأَقْدَرِينَ وَإنَّما البَهاءُ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَلَيكِ يا أَيَّتُها الشَّمْسُ الطّالِعَةُ فاشْهَدِي عَلى ما قَدْ شَهِدَ اللهُ عَلى نَفْسِهِ إنَّهُ لا إلَهَ إلاّ هُوَ العَزِيزُ المَحْبُوبُ.(33)
رَبَّ أَنْتَ تَعْلَمُ بِأنَّ النُّفُوسَ مَحْفُوفَةٌ بِالنَّوائِبِ وَالآفاتِ وَمُحاطَةٌ بِالمَصائِبِ وَالرَّزِيّاتِ. كُلُّ بَلاءٍ يَحُومُ حَوْلَ الإنْسانِ وَكُلُّ داهِيَةٍ دَهَماءَ تَصُولُ صَوْلَةَ الثُّعْبانِ وَلِيسَ لَهُمْ مَلْجَأٌ وَمَناصٌ إلاّ حِفْظَكَ وَحِمايَتَكَ وَوِقايَتَكَ وَكَلاءَتَكَ يا رَحْمَنُ. رَبِّ اجْعَلْ حِفْظَكَ دِرْعِي وَوِقايَتَكَ جَنَّتِي وَفِناءَ بابِ أَحَدِيَّتِكَ مَلاذِي وَحِفْظَكَ وَحِراسَتَكَ حِصْنِي وَمَعاذِي وَاحْفَظْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَهَوائِي وَاحْرُسْنِي مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَسُقْمٍ وَمِحْنَةٍ وَعَناءٍ. إنَّكَ أَنْتَ الحافِظُ الحارِسُ الواقِي الوافِي وَإنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.(34)
ع ع
(لوح أحمد)
هو السّلطان العلیم الحكیم
هذه ورقة الفردوس [تغنّ] علی افنان سدرة البقآء بألحان قدس ملیح و تبشّر المخلصین الی جوار اللّه و الموحّدین الی ساحة قرب كریم و تخبر المنقطعین بهذا النّبأ الّذی فصّل من نبأ اللّه الملك العزیز الفرید و تهدی المحبّین الی مقعد القدس ثمّ الی هذا المنظر المنیر قل انّ هذا لمنظر الأكبر الّذی سطر فی الواح المرسلین و به یفصل الحقّ عن الباطل و یفرق كلّ امر حكیم قل انّه لشجر الرّوح الّذی اثمر بفواكه اللّه العلیّ المقتدر العظیم ان یا احمد فاشهد بأنّه هو اللّه لا اله الّا هو السّلطان المهیمن العزیز القدیر و الّذی ارسله باسم علیّ هو حقّ من عند اللّه و انّا كلّ بأمره لمن العاملین قل یا قوم فاتّبعوا حدود اللّه الّتی فرضت فی البیان من لدن عزیز حكیم قل انّه لسلطان الرّسل و كتابه لأمّ الكتاب ان انتم من العارفین كذلك یذكركم الورقآء فی هذا السّجن و ما علیه الّا البلاغ المبین فمن شآء فلیعرض عن هذا النّصح فمن شآء فلیتّخذ الی ربّه سبیل قل یا قوم ان تكفروا بهذه الآیات فبأیّ حجّة آمنتم باللّه من قبل هاتوا بها یا ملأ الكاذبین لا فوالّذی نفسی بیده لن یقدروا و لن یستطیعوا ولو یكون بعضهم لبعض ظهیر ان یا احمد لا تنس فضلی فی غیبتی ثمّ ذکر ایّامی فی ایّامك ثمّ كربتی و غربتی فی هذا السّجن البعید و كن مستقیماً فی حبّی بحیث لن یحوّل قلبك ولو تضرب بسیوف الأعدآء و یمنعك كلّ من فی السّموات و الأرضین و كن كشعلة النّار لأعدائی و كوثر البقآء لأحبّائی و لا تكن من الممترین و ان یمسّك الحزن فی سبیلی او الذّلّة لأجل اسمی لا تضطرب فتوكل علی اللّه ربّك و ربّ آبائك الأوّلین لأنّ النّاس یمشون فی سبل الوهم و لیس لهم من بصر لیعرفوا اللّه بعیونهم او یسمعوا نغماته بآذانهم و كذلك اشهدناهم ان انت من الشّاهدین كذلك حالت الظّنون بینهم و قلوبهم و تمنعهم عن سبل اللّه العلیّ العظیم و انّك انت ایقن فی ذاتك بأنّ الّذی اعرض عن هذا الجمال فقد اعرض عن الرّسل من قبل ثمّ استكبر علی اللّه فی ازل الآزال الی ابد الآبدین فاحفظ یا احمد هذا اللّوح ثمّ اقرءه فی ایّامك و لا تكن من الصّابرین فانّ اللّه قد قدّر لقارئه اجر مائة شهید ثمّ عبادة الثّقلین كذلك مننّا علیك بفضل من عندنا و رحمة من لدنّا لتكون من الشّاكرین فواللّه من كان فی شدّة او حزن و یقرء هذا اللّوح بصدق مبین یرفع اللّه حزنه و یكشف ضرّه و یفرّج كربه و انّه لهو الرّحمن الرّحیم و الحمد للّه ربّ العالمین.
ثمّ ذكر من لدنّا كلّ من سكن فی مدینةاللّه الملك الجمیل من الّذین هم آمنوا باللّه و بالّذی یبعثه اللّه فی یوم القیامة و كانوا علی مناهج الحقّ لمن السّالكین. ١٥٢(35)
سُبْحانَكَ رَبِّ إلى مَنْ أَلُوذُ وَإنَّكَ أَنْتَ إلََهِي وَمَحْبُوبِي، وَإلى مَنْ أَسْتَجِيرُ وَإنَّكَ أَنْتَ رَبِّي وَمالِكِي، وإلى مَنْ أَهْرُبُ وَإنَّكَ أَنْتَ مَولايَ وَكَنَفِي، وَإلى مَنْ أَسْتَغِيثُ وَإنَّكَ أَنْتَ ذُخْرِي وَمُنْتَهى أَمَلِي، وَبِمَنْ أَسْتَشْفِعُ عِنْدَكَ وَإنَّكَ أَنْتَ غايَةُ رَجائِي وَمُنْتَهى مَطْلَبِي. سُبْحانَكَ رَبِّ قَدِ انْقَطَعَ الرَّجاءُ إلاّ مِنْ فَضْلِكَ، وَسُدَّتِ الأَبْوابُ إلاّ مِنْ مَعادِنِ رَحْمَتِكَ، فأَسْئَلُكَ اللَّهُمَّ رَبِّ بِنُورِكَ الأَنْوَرِ الَّذِي كُلٌّ يَخْضَعُ لَهُ بِهِ وَكُلٌّ يَسْجُدُ لِوَجْهِكَ بِهِ، وَإذا وَضَعْتَهُ عَلى النّارِ يَجِعَلُهَ نُوراً وَعَلى الأَمْواتِ يَجْعَلُهُ أَحْياءً، وَعَلى كُلِّ عُسْرٍ يَجْعَلُهُ يُسْراً. أَسْئَلُكَ بِذَلِكَ النُّورِ الأَكْبَرِ العَظِيمِ وَبَهاءِ سُلْطانِ جَبَرُوتِكَ يا ذا القٌوَّةِ المَتِينِ. أَنْ تُبَدِّلَنا بِما أَنْتَ عَلَيهِ مِنْ فَضْلِكَ وَتَجْعَلَنا مَعادِنَ نُورِكَ وَتَهَبَ لَنا ما يَنْبَغِي لِجَلالِ سُلْطانِ كِبْرِيائِيَّتِكَ. إذْ إلَيكَ بَسَطْتُ يَدايَ رَبِّ، وَأَلْجَأتُ ظَهْرِي رَبِّ، وَأَسْلَمْتُ نَفْسِي رَبِّ، وَتَوَكَّلْتُ عَلَيكَ رَبِّ، وَانْتَصَرْتُ بِكَ رَبِّ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِكَ…(36)
سُبْحانَكَ يا إلََهِي هَذا عَبْدُكَ الَّذِي شَرِبِ خَمْرَ رَحْمَتِكَ مِنْ أَيادِي فَضْلِكَ وَذاقَ طَعْمَ حُبِّكَ في أَيّامِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي لا تَمْنَعُها الأَحْزانُ عَنِ الشَّغَفِ في حُبِّكَ وَالنَّظَرِ إلى وَجْهِكَ، وَلا يَمْنَعُهُمْ جُنُودُ الغافِلِينَ عَنْ سَبِيلِ رِضائِكَ بِأَنْ تَرْزُقَهُ خَيرَ ما عِنْدَكَ وَعَرِّجْهُ إلى المَقامِ الَّذِي يَرى الدُّنْيا كَظِلٍّ يَمُرُّ في أَقْرَبِ مَنْ لَمْحِ البَصَرِ، ثُمَّ احْفَظْهُ يا إلََهِي بِعَظَمَتِكَ الكُبْرى عَنْ كُلِّ ما يَكْرَهُهُ رِضاكَ، وَإنَّكَ أَنْتَ مَولاهُ وَمَولى العالَمِينَ.(37)
إلََهِي إلََهِي لا تَبْعُدْ عَنِّي لأَنَّ الشَّدائِدَ بِكُلَّها أَحاطَتْنِي، إلََهِي إلََهِي لا تَدَعْنِي بِنَفْسِي لأَنَّ المَكارِهَ بِأَسْرِها أَخَذَتْنِي، وَمِنْ زُلالِ ثَدْيِ عَنايَتِكَ فَاشْرِبْنِي لأَنَّ الأَعْطاشَ بِأَتَّمِها أَحْرَقَتْنِي، وَفِي ظِلِّ جَناحَي رَحْمَتِكَ فَاظْلِلْنِي لأَِنَّ الأَعْداءَ بِأَجْمَعِها أَرادَتْنِي، وَعِنْدَ عَرْشِ العَظَمَةِ تِلْقاءَ تَظَهُّرِ آياتِ عِزِّكَ فاحْفَظْنِي لأَِنَّ الذِّلَّةَ بِأَكْمَلِها مَسَّتْنِي، وَمْنِ أَثْمارِ شَجَرَةِ أَزَلِيَّتِكَ فَاطْعِمْنِي لأَِنَّ الضَّعْفَ بِأَلْطَفِها قَرُبَتْنِي، وَمِنْ كُؤُوسِ السُّرُورِ مِنْ أَيادِي رَأْفَتِكَ فارْزُقْنِي لأَِنَّ الهُمُومَ بِأَعْظَمِها أَخَذَتْنِي، وَمِنْ سُنادِسِ سُلْطانِ رُبُوبِيَّتِكَ فاخْلِعْنِي لأَِنَّ الاِفْتِقارَ بِجَوهَرِها عَرَّتْنِي وَعِنْدَ تَغَنِّي وَرْقاءَ صَمَدِيَّتِكَ فارْقِدْنِي لأَِنَّ البَلايا بِأَكْبَرِها وَرَدَتْنِي، وَفِي عَرْشِ الأَحَدِيِّةِ عِنْدَ تَشَعْشُعِ طَلْعَةِ الجَمالِ فاسْكِنِّي لأَِنَّ الإِضْطِرَابَ بِأَقْوَمِها أَهْلَكَتْنِي، وَفِي أَبْحُرِ الغُفْرِيَّةِ تِلْقاءَ تَهَيُّجِ حُوْتِ الجَلالِ فاغْمِسْنِي لأَِنَّ الخَطايا بِأَطْوَدِها أَماتَتْنِي.(38)
دعاء التوسّل
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُنَزِّلُ ما يَشاءُ بِأَمْرِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يَصِفُونَ يا إلََهِي كَيفَ أُثْنِي عَلَيكَ بَعْدَ عِلْمِي بِقَطْعِ الكُلِّ عَنْ عِرْفانِكَ وَكَيفَ لا أَدْعُوكَ وَإنَّ فُؤادِي لَمْ يَسْتَقِرَّ إلاّ بِذِكْرِكَ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ المَحْبُوبُ الَّذِي لَنْ يَعْرِفَكَ شَيءٌ وَلا قَدَّرْتَ لأَِحَدٍ سَبِيلاً إلَيكَ إذاً ذاتِيَّتُكَ هِيَ الكَينُونِيَّةُ الكافُورِيَّةُ الَّتِي هِيَ بِنَفْسِها مُقَطَّعَةُ الجَوهَرِيّاتِ عَنِ البَيانِ وَأَنَّ كَينُونِيَّتَكَ هِيَ الذَّاتِيَّةُ الساذَجِيَّةُ الَّتِي بِنَفْسِها مُمْتَنِعَةُ المادِيّاتِ عَنِ العِرْفانِ فَسُبْحانَكَ وَتَعالَيتَ لَمّا أَيقَنْتُ بِأَنْ لا سَبِيلَ لِي إلَيكَ أَتَوَجَّهُ إلَيكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مَحَالِّ مَعْرِفَتِكَ وَمَواقِعِ كَرامَتِكَ وَآياتِ صَمَدانِيَّتِكَ وَظُهُوراتِ رَحْمانِيَّتِكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّهِمْ في كِتابِكَ وَشأْنِهِمْ في عِلْمِكَ أَنْ تُصَلِّي عَلَيهِمْ بِكُلِّ تَجَلِّياتِكَ وَنَفَحاتِكَ وَظُهُوراتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتِي لا تَعْطِيلَ لَها في شأْنٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حاجَتِي هَذِهِ في الآنِ في الآنِ في الآنِ فإنَّ الرَّجاءَ قَدِ انْقَطَعَ عَمّا سِواكَ وَإنَّ الاِضْطِرارَ بَلَغَ إلى مُنْتَهى مَقامِ الامْتِناعِ وَإنَّكَ رَبِّي وَإلََهِي وَسَيِّدِي وَمَولايَ وَمُعْتَمَدِي لَو لَمْ تَرْحَمْنِي فَمَنْ يَرْحَمُنِي وَلَو لَمْ تُجِبْنِي فَمَنْ يُجِيبُنِي. اللَّهُمَّ إنِّي أُقْسِمُكَ بِطَلْعَةِ حَضْرَتِ كَينُونِيَّتِكَ وَبَهاءِ عِزِّ صَمَدانِيَّتِكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ ما في عِلْمِكَ أَسْبابَ قَضاءِ هَذِهِ الحاجَةِ وَتُبْلِغَنِي إلَيها مِنْ دُونِ أَنْ أَرى حُزْناً في سَبِيلِكَ وَلا خَوْفاً مِنْ أَعْدائِكَ وَإنَّكَ يا إلََهِي مُقْتَدِرٌ عَلِيمٌ لا يَعْجَزُ في قُدْرَتِكَ شَيءٌ وَلا شَيءَ إلاّ بِحُكْمِ مَشِيَّتِكَ وَهَنْدَسَةِ إرادَتِكَ وَتَحْدِيدِ قَدَرِكَ وَإمْضاءِ قَضائِكَ وَما قَدَّرْتَ في مَراتِبِ الإبْداعِ دُونَ ذَلِكَ وَإنَّكَ مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيءٍ وَإنَّكَ إنْ أَرَدْتَ بِشَيءٍ فَلا مانِعَ لَهُ في مُلْكِكَ وَفِي الحِينِ إنَّهُ مَوجُودٌ بَينَ يَدَيكَ فَكَيفَ أَصْبِرُ يا إلََهِي بَعْدَ عِلْمِكَ بِي وَكَيفَ أَضِجُّ يا مَولايَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكَيفَ أَخافُ مِنْ عَدْلِكَ بَعْدَ رَجائِي بِفَضْلِكَ وَكَيفَ لا أَرْجُوْ رِضْوانَكَ بَعْدَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ بِداياتٍ وَنِهاياتٍ وَكَيفَ لا أَيقِنُ بِقَضاءِ حاجَتِي بَعْدَ ما اسْتَشْفَعْتُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَواتُكَ عَلَيهِمْ عِنْدَكَ فَهَيهاتَ هَيهاتَ ما ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ وَما كانَ ذَلِكَ مَعْرُوفاً عَنْ فَضْلِكَ وَسُنَّتِكَ وَإنِّي لَعَلى يَقِينٍ بِأَنَّ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيهِمْ فَإنَّكَ كُنْتَ حَسْبَهُ وَمَنِ اِعْتَصَمَ بِحَبْلِهِمْ فَإنَّكَ كُنْتَ ظَهِيرَهُ وَمَنْ لاذَ بِجَنابِهِمْ فَإنَّكَ كُنْتَ كَهْفَهُ وَمَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ فَإنَّكَ كُنْتَ مُجِيبَهُ فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً شَعْشَعانِيّاً لامِعاً مُقَدَّساً مُتَنَزَّهاً عَنْ حَمْدِ ما سِواكَ لَمّا عَرَّفْتَنِي مِنْهاجَ مَحَبَّتِكَ وَأَلْهَمْتَنِي التَّوَسُّلَ بِمَحالِّ مَشِيَّتِكَ وَالاِتِّكالَ عَلى مَساكِنِ بَرَكاتِكَ وَالاِعْتِصامَ بِحَبْلِ مَواقِعِ عَظَمَتِكَ فَيا طُوبى لِي ثُمَّ طُوبى لِي بِما رَضِيتُ عَنْكَ في كُلِّ فِعالِكَ واجْعَلْ حالَتِي بَينَ يَدَيكَ حالَةَ ما كانَ لَهُ إرادَةٌ دُونَ تَجَلِّي إرادَتِكَ لِئَلاّ أُحِّبُّ تَأْخِيرَ ما عَجَّلْتَ وَلا تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ بَلْ يَكُونُ سِرِّي وَعَلانِيَّتِي بِمِثْلِ جَسَدِ المَيِّتِ عِنْدَ إرادَةِ المُغْتَسِلِ في تِلْقاءِ طَمْطامِ يَمِّ قَضائِكَ وَقَدَرِكَ فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ فَما أَعْظَمَ إحْسانُكَ وَأكَبْرَ آلاؤُكَ وَلا أَرى حَظّاً لِي إلاّ في العَجْزِ عَنْ أَداءِ شُكْرِكَ وَالاعْتِرافِ بِالتَّقْصِيرِ عَنْ مَبْلَغِ حَمْدِكَ فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ أَعْتَرْفُ لَدَيكَ بِما أَنا أَهْلُهُ وَأَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيكَ وَأَسْئَلُ مِنْ جُودِكَ كَما أَنْتَ أَنْتَ إنَّك أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمَِينَ.(39)
بِسْمِهِ المُهَيمِنِ عَلى الأَسْماءِ
قُلْ إلََهِي إلََهِي، فَرِّجْ هَمِّي بِجُودِكَ وَعَطائِكَ، وَأَزِلْ كَرْبَتِي بِسَلْطَنَتِكَ وَاقْتِدارِكَ. تَرانِي يا إلََهِي مُقْبِلاً إلَيكَ حِينَ إذْ أَحاطَتْ بِيَ الأَحْزانُ مِنْ كُلِّ الجِهاتِ. أَسْأَلُكَ يا مالِكَ الوُجُودِ وَالمُهَيمِنُ عَلى الغَيبِ وَالشُّهُودِ، بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ سَخَّرْتَ الأَفْئِدَةَ وَالقُلُوبَ وَبِأَمْواجِ بَحْرِ رَحْمَتِكَ وَإشْراقاتِ أَنْوارِ نَيِّرِ عَطائِكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنَ الَّذِينَ ما مَنَعَهُمْ شَيءٌ مِنَ الأَشْياءِ عَنِ التَوَجُّهِ إلَيكَ يا مَولى الأَسْماءِ وَفاطِرَ السَّماءِ، أَي رَبِّ تَرى ما وَرَدَ عَلَيَّ في أَيّامِكَ، أَسْأَلُكَ بِمَشْرِقِ أَسْمائِكَ وَمَطْلِعِ صِفاتِكَ أَنْ تُقَدِّرَ لِي ما يَجْعَلُنِي قائِماً عَلى خِدْمَتِكَ وَناطِقاً بِثَنائِكَ. إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ وَبِالإجابَةِ جَدِيرٌ. ثُمَّ أَسْأَلُكَ في آخِرِ عَرْضِي بِأَنْوارِ وَجْهِكَ أَنْ تُصْلِحَ أُمُورِي وَتَقْضِي دَينِي وَحَوائِجِي، إنَّكَ أَنْتَ الَّذِي شَهِدَ كُلُّ ذِي لِسانٍ بِقُدْرَتِكَ وَقُوَّتِكَ، وَذِي دِرايَةٍ بِعَظَمَتِكَ وُسُلْطانِكَ. لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ السامِعُ المُجِيبُ.(40)
هُوَ الشّافِي
سُبْحانَكَ يا إلََهِي وَمَحْبُوبِي وَسَيِّدِي وَسَنَدِي وَحافِظِي وَناصِرِي وَمُعِينِي، أَسْئَلُكَ بِالنُّورِ الَّذِي بِهِ أَنارَ أُفُقَ سَماءِ فَضْلِكَ بِأَنْ تُنْزِلَ عَلى وَرَقَتِكَ رَحْمَةً وَشِفاءً بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، أَي رَبِّ تَراها مُضْطَرِبَةً مِنْ خَشْيَتِكَ، أَسْئَلُكَ لَها الشِّفاءَ وَالعِنايَةَ وَالرّاحَةَ وَالسُّكُونَ بِأَمْرِكَ يا مَنْ بِكَ ظَهَرَ السِّرُّ المَكْنُونُ وَالأَمْرُ المَسْتُورُ، أَي رَبِّ طَهِّرْها عَنِ الأَمْراضِ وَارْزُقْها العافِيَةَ، إنَّكَ أَنْتَ الجَوّادُ الشّافِي الكَرِيمُ.(41)
هُوَ الشّافِي
سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إلََهِي، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ أَحْيَيتَ العِبادَ وَعَمَّرْتَ البِلادَ وَبِأَسْمائِكَ الحُسْنى وَصِفاتِكَ العُلْيا بِأَنْ تُؤَيِّدَ عِبادَكَ عَلى الإقْبالِ إلى شَطْرِ مَواهِبِكَ وَالتَّوَجُّهِ إلى كَعْبَةِ عِرْفانِكَ، أَي رَبِّ فاشْفِ الأَمْراضَ الَّتِي أَحاطَتِ النُّفُوسَ وَمَنَعَتْهُمْ عَنِ التَّوَجُّهِ إلى الفِرْدَوسِ في ظِلِّ اسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ سُلْطانَ الأَسْماءِ لِمَنْ في الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَإنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ وَبِيَدِكَ مَلَكُوتُ الأَسْماءِ لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، أَي رَبِّ أَنا الفَقِيرُ قَدْ تَشَبَّثْتُ بِذَيلِ غَنائِكَ وَالمَرِيضُ قَدْ تَمَسَّكْتُ بِعُرْوَةِ شِفائِكَ، خَلِّصْنِي مِنْ داءِ الَّذِي أَحاطَتْنِي وَغَسِّلْنِي في بَحْرِ رَحْمَتِكَ وَإحْسانِكَ ثُمَّ أَلْبِسْنِي ثَوْبَ العافِيَةِ بِعَفْوِكَ وَأَلْطافِكَ ثُمَّ اجْعَلْنِي ناظِراً إلَيكَ وَمُنْقَطِعاً عَنْ دُونِكَ، أَي رَبِّ وَفِّقْنِي عَلى ما أَنْتَ تُحِّبُهُ وَتَرْضى، إنَّكَ أَنْتَ رَبُّ الآخِرَةِ وَالأُولى وَإنَّكَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.(42)
بِسْمِ اللهِ الشّافِي الكافِي المُبِينِ
سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ يا إلََهِي وَمَحْبُوبِي، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ سَبَقَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ الأَشْياءِ وَأَشْرَقَتْ شَمْسُ جَمالِ اسْمِكَ المَكْنُونِ عَنْ أُفُقِ البَداءِ وَبِهِ تَمَّتْ نِعْمَتُكَ عَلى مَنْ في الأَرْضِ وَالسَّماءِ بِأَنْ تُنْزِلَ مِنْ سَحابِ رَحْمَتِكَ عَلى هَذا المَرِيضِ ما يُطَهِّرُهُ عَنْ كُلِّ داءٍ وَسُقْمٍ وَبَلاءٍ، ثُمَّ أَغْمِسْهُ في بَحْرِ شِفائِكَ يا مَنْ بِيَدِكَ مَلَكُوتُ القَضاءِ وَجَبَرُوتُ الإمْضاءِ، إنَّكَ أَنْتَ الفَعّالُ لِما تَشاءُ وَإنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.(43)
أَنْتَ الَّذِي يا إلََهِي بِأَسْمائِكَ يَبْرَأُ كُلُّ عَلِيلٍ، وَيَشْفى كُلُّ مَرِيضٍ وَيُسْقى كُلُّ ظَمْآنٍ، وَيَسْتَرِيحُ كُلُّ مُضْطَرِبٍ وَيُهْدى كُلُّ مُضِلٍ، وَيُعَزُّ كُلُّ ذَلِيلٍ وَيَغْنى كُلُّ فَقِيرٍ، وَيَفْقَهُ كُلُّ جاهِلٍ وَيَتَنَوَّرُ كُلُّ ظُلْمَةٍ، وَيَفْرَحُ كُلُّ مَحْزُونٍ وَيَسْتَبْرِدُ كُلُّ مَحْرُورٍ، وَيَسْتَرْفِعُ كُلُّ دانٍ، وَبِاسْمِكَ يا إلََهِي تَحَرَكَتِ المَوجُوداتُ وَرُفِعَتِ السَّمَواتُ وَاسْتَقَرَّتِ الأَرْضُ وَرُفِعَتِ السَّحابُ وَأَمْطَرَتْ عَلى كُلِّ الأَراضِي، وَهَذا مِنْ فَضْلِكَ عَلى الخَلائِقِ أَجْمِعِينَ، فَلَمّا كانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ أَظْهَرْتَ نَفْسَكَ وَأَرْفَعْتَ أَمْرَكَ عَلى كُلِّ المُمْكِناتِ، ثُمَّ بِكُلِّ أَسْمائِكَ الحُسْنى، وَصِفاتِكَ العُلْيا وَأَذْكارِ نَفْسِكَ العَلِيِّ الأَعَلى بِأَنْ تُنْزِلَ في هَذا الَّليلِ مِنْ سَحابِ رَحْمَتِكَ أَمْطارَ شِفائِكَ عَلى هَذا الرَّضِيعِ الَّذِي نَسَبْتَهُ إلى نَفْسِكَ الأَبْهى في مَلَكُوتِ الإنْشاءِ. ثُمَّ ألْبِسْهُ يا إلََهِي مِنْ فَضْلِكَ قَمِيصَ العافِيَةِ وَالسَّلامَةِ. ثُمَّ احْفَظْهُ يا مَحْبُوبِي عَنْ كُلِّ بَلاءٍ وَسُقْمٍ وَمَكْرُوهٍ، وَإنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَإنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَيُّومُ، ثُمَّ أَنْزِلْ عَلَيهِ يا إلََهِي خَيرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَخَيرَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَإنَّكَ عَلى ذَلِكَ لَقَدِيرٌ حَكِيمٌ.(44)
إلََهِي إلََهِي أَسْأَلُكَ بِدِماءِ عاشِقِيكَ الَّذِينَ اجْتَذَبَهُمْ بِيانُكَ الأَحَلى بِحَيثُ قَصَدُوا الذُّرْوَةَ العُلْيا مَقَرَ الشَّهادَةِ الكُبْرى وَبِالأَسْرارِ المَكْنُونَةِ في عِلْمِكَ وَبِالَّلئالِىءِ المَخْزُونَةِ في بَحْرِ عَطائِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَلأَِبِي وَأُمِّي. وَإنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ الغَفُورُ الكَرِيمُ. أَي رَبِّ تَرى جَوهَرَ الخَطاءِ أَقْبَلَ إلى بَحْرِ عَطائِكَ وَالضَّعِيفَ مَلَكُوتِ اقْتِدارِكَ وَالفَقِيرَ شَمْسِ غَنائِكَ. أَي رَبَّ لا تُخَيِّبْهُ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَلا تَمْنَعْهُ عَنْ فُيُوضاتِ أَيّامِكَ. وَلا تَطْرُدْهُ عَنْ بابِكَ الَّذِي فَتَحْتَهُ عَلى مَنِْ في أَرْضِكَ وَسَمائِكَ. آهٍ آهٍ خَطِيئاتِي مَنَعَتْنِي عَنِ التَّقَرُّبِ إلى بِساطِ قُدْسِكَ وَجَرِيراتِي أَبْعَدَتْنِي عَنِ التَّوَجُّهِ إلى خِباءِ مَجِدِكَ. قَدْ عَمِلْتُ ما نَهَيتَنِي عَنْهُ وَتَرَكْتُ ما أَمَرْتَنِي بِهِ. أَسْأَلُكَ بِسُلْطانِ الأَسْماءِ أَنْ تَكْتُبَ لِي مِنْ قَلَمِ الفَضْلِ وَالعَطاءِ ما يُقَرِّبُنِي إلَيكَ وَيُطَهِّرُنِي عَنْ جَرِيراتِي الَّتِي حالَتْ بَينِي وبَينَ عَفْوِكَ وَغُفْرانِكَ. إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ الفَيّاضُ. لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ العَزِيزُ الفَضّالُ.(45)
هُوَ الشّاهِدُ السّامِعُ العَلِيمُ الحَكِيمُ
إلََهِي إلََهِي تَرى الفَقِيرَ قَصَدَ بابَ غَنائِكَ وَالمَرِيضَ سَرُعَ إلى بَحْرِ شِفائِكَ وَالمَظْلُومَ أَرادَ عَدْلَكَ وَأَلْطافَكَ، أَسْأَلُكَ بِأَنْوارِ صُبْحِ ظُهُورِكَ وَبِالكَلِمَةِ الَّتِي بِها انْجَذَبَتْ أَفْئِدَةُ أَصْفِيائِكَ بِأَنْ لا تَمْنَعْنِي مِنْ فُيُوضاتِ أَيّامِكَ وَنَفَحاتِ آياتِكَ، أَي رَبِّ تَرانِي مُقْبِلاً إلى أُفُقِكَ الأَعْلى وَمُعْتَصِماً بِحَبْلِكَ يا مَولى الوَرى وَمالِكَ الآخِرَةِ وَالأُولى، أَسْأَلُكَ أَنْ لا تُخَيِّبَنِي عَمّا عِنْدَكَ وَما قَدَّرْتَهُ لِخِيرَتِكَ الَّذِينَ ما نَقَضُوا عَهْدَكَ وَمِيثاقَكَ وَسَرُعُوا إلى مَقَرِّ الفِداءِ شَوقاً لِلِقائِكَ وَأَنْفَقُوا أَرْواحَهُمْ في سَبِيلِكَ، أَسْأَلُكَ يا إلَهَ الأَسْماءِ وَفاطِرَ السَّماءِ بِاسْمِكَ العَلِيِّ الأَبْهى بِأَنْ تَغْفِرَ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ تَمَسَّكَ بِحَبْلِكَ وَتَشَبَّثَ بِذَيلِكَ، أَي رَبِّ أَنْتَ الَّذِي شَهِدَتْ بِكَرَمِكَ الكائِناتُ وَبِجُودِكَ المُمْكِناتُ لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ.(46)
يا أَهْلَ الفِرْدَوسِ الأَعْلى عَلَيكُمْ ذِكْرُ اللهِ وَثَناؤُهُ وَفَضْلُهُ وَأَلْطافُهُ وَسَلامُهُ وَصَلَواتُهُ وَكُلُّ ذِكْرِ خَيرٍ كانَ في كِتابِهِ المُبِينِ. عَلِيكُمْ يا أَهْلَ القُبُورِ سَلامُ اللهِ مالِكِ الظُهُورِ وَمُكَلِّمِ الطُورِ، طُوبى لَكُمْ بِما فُزْتُمْ بِالإيمانِ في أَيّامٍ اِرْتَعَدَتْ فَرائِصُ الأَدْيانِ. البَهاءُ عَلَيكُمْ وَعَلى أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ.(47)
هُوَ المُعَزِّيُ المُشْفِقُ الكَرِيمُ
يا وَرَقَتِي قَدْ وَرَدَ عَلَيكِ ما تَغَبَّرَتْ بِهِ الوُجُوهُ وَذابَتْ بِهِ الأَكْبادُ نَسأَلُ اللهَ أَنْ يُعَزِّيكِ وَيُسَلِّيكِ وَيُنْزِلَ عَلَيكِ ما يُبَدِّلُ الحُزْنَ بِالفَرَحِ وَيُزَيِّنَكِ بِطِرازِ الصَّبْرِ الجَمِيلِ وَالاصْطِبارِ الَّذِي وَصّى بِهِ عِبادَهُ في التَّنْزِيلِ. يا أَمَتِي اِعْلَمِي أَنَّ المَوتَ بابٌ مِنْ أَبْوابِ رَحْمَةِ رَبِّكِ بِهِ يَظْهَرُ ما هُوَ المَسْتُورُ عَنِ الأَبْصارِ وَما المَوتُ إلاّ صُعُودُ الرُّوحِ مِنْ مَقامِهِ الأَدْنى إلى المَقامِ الأَعْلى وَبِهِ يُبْسَطُ بِساطُ النَّشاطِ وَيَظْهَرُ حُكْمُ الانْبِساطِ. الأَمْرُ بِيَدِ اللهِ مَولى العالَمِ وَالاسْمِ الأَعْظَمِ الَّذِي بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الأُمَمِ نَسْأَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يُعَرِّفَ الكُلَّ ثَمَراتِ الصُّعُودِ وَآثارَ الخُرُوجِ مِنْ هَذا الدُّنْيا إلى الرَّفِيقِ الأَعْلى لَعَمْرِي إنَّ المُوقِنَ بَعْدَ صُعُودِهِ يَرى نَفْسَهُ في راحَةٍ أَبَدِيَّةٍ وَفَراغَةٍ سَرْمَدِيَّةٍ إنَّ اللهَ هُوَ التَّوابُ الكَرِيمُ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.(48)
هُوَ اللهُ
اللَّهُمَّ يا مَنِ اسْتَغْرَقَ المُخْلِصُونَ في بِحارِ رَحْمَتِهِ، وَالتَجَأَ المُقَرَّبُونَ إلى جِوارِ مَغْفِرَتِهِ، وَدَلَعَ لِسانُ المُنْجَذِبِينَ بِذِكْرِهِ بَينَ خَلْقِهِ، وَاتَّكَلَ المُوقِنُونَ عَلى عَفْوِهِ مُطْمَئِنِّينَ بِفَضْلِهِ وَمَوهِبَتِهِ. إنَّ عَبْدَكَ هَذا قَدِ اسْتَضاءَ مِنْ نُورِ الهُدى واشْتَعَلَتْ نارُ مَحَبَّتِكَ بَينَ ضُلُوعِهِ وَالأحْشاءِ وَآمَنَ بِكَ وَصَدَّقَ بِكَلِمَتِكَ واعْتَرَفَ بِوَحْدانِيَّتِكَ واسْتَشْرَقَ مَنْ فَيضِ الظُّهُورِ يَومَ طُلُوعِ النُّورِ، واسْتَقامَ عَلى الإيمانِ اسْتِقامَةَ الجِبالِ لا تُزَلْزِلُهُ أَرْياحُ الامْتِحانِ وِلا زَوابِعُ الافْتِتانِ إلى أَنْ تَرَكَ هَذِهِ الدّارَ الفانِيَةَ وَرَجَعَ إلى الدّارِ الباقِيَةِ مُتَمَنِياً لِقائَكَ مُتَذَلِّلاً بَينَ يَدَيكَ مُنْجَذِباً إلَيكَ مُطْمَئِناً بِفَضْلِكَ وَغُفْرانِكَ. رَبِّ أَغِثْهُ مِنْ مَلَكُوتِ الجَمالِ وافْتَحْ عَلَيِهِ أَبْوابَ القُرْبِ والوِصالِ وَأَدْخِلْهُ في حَدِيقَةِ العِزِّ وَالجَلالِ، وَكَلِّلْهُ بِتاجِ العَفْوِ وَالإحْسانِ وَأَلْبِسْهُ رِداءَ الجُودِ وَالامْتِنانِ حَتّى يَتَباهى في بُحْبُوحَةِ الجِنانِ وَيَشْكُرَكَ عَلى العَفْوِ وَالغُفْرانِ. إنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ العَزِيزُ المَنّانُ لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ الغَفُورُ العَفُوُّ الرَّؤُوفُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.(49)
عبد البهاء عباس
يُعَزِيكُمُ اللهُ بِفَضْلٍ مِنْ عِنْدِهِ إنَّهُ لَهُوَ المُعَزِّي العَلِيمُ الحَكِيمُ، لا تَحْزَنْ في أَبِيكَ إنَّهُ صَعِدَ إلى اللهِ وَكانَ مُتَضَوِعاً مِنْهُ عَرْفُ حُبِّي العَزِيزُ، يَنْبَغِي أَنْ تَكَدَّرُوا لِمَنْ غَفَلَ لا لِمَنْ فازَ بِذِكْرِيَ الحَكِيمِ، قَدْ غَفَرَهُ اللهُ قَبْلَ صُعُودِهِ وَبَعْدَ صُعُودِهِ أَدْخَلَهُ في مَقامٍ يَعْجَزُ عَنْ ذِكْرِهِ قَلَمُ العالمَِينَ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِي عَلى مَنْ سُمِّيَ بِعَلِيٍّ قُلْ إيّاكَ أَنْ تَحْزَنَ في أَيّامِي وَإيّاكَ أَنْ يُكَدِّرَكَ شَيءٌ أَنِ اُنْظُرْ بَحْرَ عِنايَةِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ الفَرِحِينَ، قَدْ كُنْتُ أَصْغَرَ مِنْكَ إذْ صَعِدَ أبي إلى اللهِ وَكانَ يُعَزِّينِي بَعْضُ العِبادِ وَأَنْتَ يُعَزِّيكَ اللهُ بِلِسانِهِ المُقَدَّسِ العَزِيزِ البَدِيعِ، فَأَنْصِفْ هَلْ يَنْبَغِي الحُزْنُ بَعْدَ ذَلِكَ لا وَجَمالِيَ المُشْرِقِ مِنْ هَذا الأُفُقِ المُبِينِ، هَذِهِ كَلِمَةٌ نَزَّلْناها بِالفَضْلِ لِئَلاّ يُحْزِنَكَ ما يَظْهَرُ في الأَرْضِ إنَّ رَبَّكَ لَهُوَ المُبَيِّنُ العَلِيمُ، لَيسَ هَذا يَومَ الكُدُورَةِ وَالبُكاءِ بَلْ يَنْبَغِي لَكَ وَلِلَّذِينَ آمَنُوا بِأَنْ يَفْرَحُوا في أَيّامِ رَبِّهِمِ الغَفُورِ الكَرِيمِ، إنَّهُ يَكْفِيكُمْ بِالحَقِّ وَهُوَ أَشْفَقُ مِنْ أَلْفِ أَبٍ وَهَذا في حَدِّ الإنِشاءِ وَإلاّ تَعالى أَنْ يُحِدَّ صِفاتَهُ بِالحُدُودِ أَوْ يَنْتَهِي بِالقَلَمِ وَالمِدادِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ كُلُّ عالِمٍ بَصِيرٍ، تَوَكَّلُوا عَلَيهِ ثُمَّ اشْتَغِلُوا بِذِكْرِهِ ثُمَّ افْرَحُوا بِما يَذْكُرُكُمْ في سِجْنِهِ الأَعْظَمِ بِآياتٍ لا تُعادِلُها خَزائِنُ العالمَِينَ، طُوبى لِلَّذِي صَعِدَ إنَّهُ مِمَّنِ اهْتَدى بِأَنْوارِ الأَمْرِ وَتَوَجَّهَ إلى المَحْبُوبِ بِوَجْهٍ مُنِيرٍ، وَمِنْ حُسْنِ نِيَّتِهِ ظُهُورُكُمْ وَقِيامُكُمْ عَلى خِدْمَةِ مَولَيََكُمُ القَدِيمِ، أَنِ اذْكُرُوهُ بِالرَّوحِ وَالرَّيحانِ وَإنّا نَذْكُرُهُ في هَذا المَنْظَرِ الكَرِيمِ، عَلَيهِ بَهاءُ اللهِ وَبَهاءُ مَنْ في مَلَكُوتِي وَكُلُّ ذِكْرٍ جَمِيلٍ.(50)
أَنْتَ الذّاكِرُ وَأَنْتَ المَذْكُورُ
يا إلََهِي وَسَيِّدِي وَمَقْصُودِي أَرادَ عَبْدُكَ أَنْ يَنامَ في جِوارِ رَحْمَتِكَ وَيَسْتَرِيحَ في ظِلِّ قِبابِ فَضْلِكَ مُسْتَعِيناً بِحِفْظِكَ وَحِراسَتِكَ أَي رَبِّ أَسْأَلُكَ بِعَينِكَ الَّتِي لا تَنامُ أَنْ تَحْفَظَ عَينِي عَنِ النَّظَرِ إلى دُونِكَ ثُمَّ زِدْ نُورَها لِمُشاهَدَةِ آثارِكَ وَالنَّظَرِ إلى أُفُقِ ظُهُورِكَ أَنْتَ الَّذِي ضَعُفَتْ كَينُونَةُ القُدْرَةِ عِنْدَ ظُهُوراتِ قُدْرَتِكَ لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ القَوِيُّ الغالِبُ المُخْتارُ.(51)
هُوَ السّامِعُ المُجِيبُ
يا إلََهِي أَصْبَحْتُ في جِوارِكَ وَالَّذِي اسْتَجارَكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ في كَنَفِ حِفْظِكَ وَحِصْنِ حِمايَتِكَ. أَي رَبِّ نَوِّرْ باطِنِي بِأَنْوارِ فَجْرِ ظُهُورِكَ كَما نَوَّرْتَ ظاهِرِي بِنُورِ صَباحِ عَطائِكَ.(52)
هُوَ المُهَيمِنُ القَيُّومُ
أَصْبَحْتُ يا إلََهِي بِفَضْلِكَ وَأَخْرُجُ مِنَ البَيتِ مُتَوَكِّلاً عَلَيكَ وَمُفَوِّضاً أَمْرِي إلَيكَ، فَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ سَماءِ رَحْمَتِكَ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِكَ ثُمَّ ارْجِعْنِي إلى البَيتِ سالِماً كَما أَخْرَجْتَنِي مِنْهُ سالِماً مُسْتَقِيماً. لا إلَهَ إلاّ أَنْتَ الفَرْدُ الواحِدُ العَلِيمُ الحَكِيمُ.(53)
إلََهِي إلََهِي خَرَجْتُ مَنْ بَيتِي مُعْتَصِماً بِحَبْلِ عِنايَتِكَ وَأَودَعْتُ نَفْسِي تَحْتَ حِفْظِكَ وَحِراسَتِكَ. أَسْئَلُكَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِي بِها حَفَظْتَ أَولِيائَكَ مِنْ كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ وَذِي شَرارَةٍ وَكُلِّ ظالِمٍ عَنِيدٍ وَكُلِّ فاجِرٍ بَعِيدٍ بِأَنْ تَحْفَظَنِي بِجُودِكَ وَفَضْلِكَ، ثُمَّ ارْجِعْنِي إلى مَحَلِّي بِحَولِكَ وَقُوَّتِكَ إنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ المُهَيمِنُ القَيُّومُ.(54)
هُوَ العَزِيزُ
فاجْعَلْ لِي يا إلََهِي هَذِهِ الأَرْضَ مُبارَكاً وَآمِناً ثُمَّ احْفَظْنِي يا إلََهِي حِينَ دُخُولِي فِيها وَخُرُوجِي عَنْها ثُمَّ اجْعَلْها حِصْناً لِي وَلِمَنْ يَعْبُدُكَ وَيَسْجُدُكَ لأَِكُونَ مُتَحَصِّناً فَيها عَنِ رَمْيِ المُشْرِكِينَ بِقُوَّتِكَ إذْ أَنَّكَ أَنْتَ القادِرُ المُقْتَدِرُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ القَيُّومُ.(55)
رَبِّ وَرَجائِي لَكَ الحَمْدُ عَلى ما أَنْزَلْتَ عَلَينا هَذِهِ المائِدَةَ الرُّوحانِيَّةَ وَالنِّعْمَةَ الرَّبّانِيَّةَ وَالبَرَكَةَ السَّماوِيَّةَ رَبَّنا وَفِّقْنا عَلى أَنْ نُطْعَمَ مِنْ هَذا الطَّعامِ المَلَكُوتِيِّ حَتّى يَدِبَّ جَواهِرُهُ الَّلطِيفَةُ في أَرْكانِ وُجُودِنا الرُّوحانِيَّةِ وَتَحْصُلَ بِذَلِكَ القُوَّةُ السَّماوِيَّةُ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِكَ وَتَرْوِيجِ آثارِكَ وَتَزْيِينِ كَرْمِكَ بِأَشْجارٍ باسِقَةٍ دانِيَةِ القُطُوفِ مُعَطَّرَةِ النَّفَحاتِ، إنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ إنَّكَ أَنْتَ ذُوْ فَضْلٍ عَظِيمٍ وَإنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.(56)
ع ع
تَرانا يا إلََهِي مُجْتَمِعِينَ عَلى هَذِهِ المائِدَةِ شاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ ناظِرِينَ إلى مَلَكُوتِكَ رَبِّ أَنْزِلْ عَلَينا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ وَبَرَكَةً مِنْ لَدُنِكَ إنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ وَإنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.(57)
عبد البهاء عباس
رَبِّ وَرَجائِي لَكَ الشُّكْرُ عَلى هَذِهِ النَّعْماءِ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى هَذِهِ المَوائِدِ وَالآلاءِ رَبِّ رَبِّ اعْرُجْ بِنا إلى مَلَكُوتِكَ وَأَجْلِسْنا عَلى مَوائِدِ لاهُوتِكَ وَأَطْعِمْنا مِنْ مائِدَةِ لِقائِكَ وَأَدْرِكْنا بِحَلاوَةِ مُشاهَدَةِ جَمالِكَ لأَِنَّ هَذا مُنْتَهى المُنى وَالمِنْحَةُ الكُبْرى وَالعَطيِّةُ العُظْمى، رَبِّ رَبِّ يَسِّرْ لَنا هَذا. إنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الوَهّابُ وَإنَّكَ أَنْتَ المُعْطِي العَزِيزُ الرَّحِيمُ.(58)
ع ع
ثُمَّ أَسْأَلُكَ يا إلَهَ الوُجُودِ وَمالِكَ الغَيبِ وَالشُّهُودِ بِأَنْ تَرْزُقَنِي وَلَداً صالحِاً لِيَذْكُرَكَ في أَرْضِكَ وَيُثْنِيكَ في بِلادِكَ وَلَوْ أَنَّكَ جَعَلْتَنِي بِهَذا الَّلوحِ غَنِيّاً عَنْ كُلِّ أَثَرٍ وَثَمَرٍ وَذِكْرٍ وَفِي هَذا الحِينِ مُناجاتِي بِما نَطَقَ بِهِ أَصْفِيائُكَ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيرُ الوارِثِينَ.(59)
هُوَ اللهُ
إلََهِي إلََهِي نَحْنُ أَطْفالٌ رَضِعْنا مِنْ ثَدْيِ مَحَبَّتِكَ لَبَنَ العِرْفانِ وَدَخَلْنا في مَلَكُوتِكَ مُنْذُ نُعُومَةِ الأَظْفارِ وَنَتَضَّرَعُ إلَيكَ في اللَّيلِ وَالنَّهارِ. رَبِّ ثَبِّتْ أَقْدامَنا عَلى دِينِكَ وَاَْْحْفَظْنَا في حِصْنِ حِفْظِكَ وَأَطْعِمْنا مِنْ مائِدَةِ السَّماءِ وَاجْعَلْنا آياتِ الهُدى وَسُرُجَ التَّقْوى وَأَمْدُدْنا بِمِلائِكَةِ مَلَكُوتِكَ يا رَبَّ الجَبَرُوتِ وَالكِبْرِياءِ إنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.(60)
ع ع
هُوَ اللهُ
إلََهِي إلََهِي هَؤُلاءِ الأَطْفالُ فُرُوعُ شَجَرَةِ الحَياةِ وَطُيُورُ حَدِيقَةِ النَّجاةِ، لآلِئُ صَدَفِ بَحْرِ رَحْمَتِكَ وَأَورادُ رَوضَةِ هِدايَتِكَ. رَبَّنا إنّا نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ وَنَتَضَرَّعُ إلى مَلَكُوتِ رَحْمانِيَّتِكَ أَنْ تَجْعَلَنا سُرُجَ الهُدى وَنُجُومَ أُفُقِ العِزَّةِ الأَبَدِيَّةِ بَينَ الوَرى وَعَلِّمْنا مِنْ لَدُنْكَ عِلْماً يا بَهاءُ الأَبْهى(61)
ع ع
… إنّا نَنْصَحُ العِبادَ في هَذِهِ الأَيّامِ الَّتِي فِيها تَغَبَّرَ وَجْهُ العَدْلِ وَأَنارَتْ وَجْنَةُ الجَهْلِ وَهُتِكَ سَتْرُ العَقْلِ وَغاضَتِ الرّاحَةُ وَالوَفاءُ وَفاضَتِ المِحْنَةُ وَالبَلاءُ وَفِيها نُقِضَتِ العُهُودُ وُنُكِثَتِ العُقُودُ لا يَدْرِي نَفْسٌ ما يُبْصِرُهُ وَيَعْمِيهُ وَما يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ. قُلْ يا قَومُ دَعُوا الرَّذائِلَ وَخُذُوا الفَضائِلَ. كُونُوا قُدْوَةً حَسَنَةً بَينَ النّاسِ وَصَحِيفَةً يَتَذَكَّرُ بِها الأُناسُ. مَنْ قامَ لِخِدْمَةِ الأَمْرِ لَهُ أَنْ يَصْدَعَ بِالحِكْمَةِ وَيَسْعى في إزالَةِ الجَهْلِ عَنْ بَينِ البَرِيَةِ. قُلْ أَنِ اتَّحِدُوا في كَلِمَتِكُمْ وَاتَّفِقُوا في رَأْيِكُمْ وَاجْعَلُوا إشْراقَكُمْ أَفْضَلَ مِنْ عَشِيِّكُمْ وَغَدَكُمْ أَحْسَنَ مِنْ أَمْسِكُمْ. فَضْلُ الإنْسانِ في الخِدْمَةِ وَالكَمالِ لا في الزِّينَةِ وَالثَّرْوَةِ وَالمالِ. إجْعَلُوا أَقْوالَكُمْ مُقَدَّسَةً عَنِ الزَّيغِ وَالهَوى وَأَعْمالَكُمْ مُنَزَّهَةً عَنِ الرَّيبِ وَالرِّياءِ. قُلْ لا تَصْرِفُوا نُقُودَ أَعْمارِكُمِ النَّفِيسَةِ في المُشْتَهَياتِ النَّفْسِيَّةِ، وَلا تَقْتَصِرُوا الأُمُورَ عَلى مَنافِعِكُمِ الشَّخْصِيَّةِ، أَنْفِقُوا إذا وَجَدْتُمْ وَاصْبِرُوا إذا فَقَدْتُمْ إنَّ بَعْدَ كُلِّ شِدَّةٍ رَخاءً وَمَعْ كُلِّ كَدَرٍ صَفاءً. اجْتَنِبُوا التَّكاهُلَ وَالتَّكاسُلَ وَتَمَسَّكُوا بِما يَنْتَفِعُ بِهِ العالَمُ مِنَ الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ وَالشُّيُوخِ وَالأَرامِلِ. قُلْ إيّاكُمْ أَنْ تَزْرَعُوا زُؤَانَ الخُصُومَةِ بَينَ البَرِيَّةِ وَشَوكَ الشُّكُوكِ في القُلُوبِ الصّافِيَةِ المُنِيرَةِ. قُلْ يا أَحِبّاءَ اللهِ لا تَعْمَلُوا ما يتَكَدَّرُ بِهِ صافِي سَلْسَبِيلِ المَحَبَّةِ وَيَنْقَطِعُ بِهِ عَرْفُ المَوَدَّةِ. لَعَمْرِي قَدْ خُلِقْتُمْ لِلْوِدادِ لا لِلضَّغِينَةِ وَالعِنادِ. لَيسَ الفَخْرُ لِحُبِّكُمْ أَنْفُسِكُمْ، بَلْ لِحُبِّ أَبِناءِ جِنْسِكُمْ. وَلَيسَ الفَضْلُ لِمَنْ يُحِبُّ الوَطَنَ بَلْ لِمَنْ يُحِبُّ العالَمَ. كُونُوا في الطَّرْفِ عَفِيفاً وَفِي اليَدِ أَمِيناً وَفِي اللِّسانِ صادِقاً وَفِي القَلْبِ مُتَذَكِّراً. لا تُسْقِطُوا مَنْزِلَةَ العُلَماءِ في البَهاءِ وَلا تُصَغِّرُوا قَدْرَ مَنْ يَعْدِلُ بَينَكُمْ مِنَ الأُمَراءِ. اجْعَلُوا جُنْدَكُمُ العَدْلَ وَسِلاحَكُمُ العَقْلَ وَشِيَمَكُمُ العَفْوَ وَالفَضْلَ وَما تَفْرَحُ بِهِ أَفْئِدَةُ المُقَرَّبِينَ…(62)
إلََهِي إلََهِي أَيِّدْ عِبادَكَ عَلى الأَخْلاقِِ الَّتِي قَدَّرْتَها لأَِحِبّائِكَ وَعَلى السُّلُوكِ عَلى المَسالِكِ الَّتِي اخْتَرْتَها لأَِصْفِيائِكَ حَتّى يُعامِلُوا كُلَّ البَشَرِ بِكُلِّ صِدْقٍ وَمَحَبَّةٍ فِيما بَطُنَ وَفِيما ظَهَرَ وَيُصْبِحُوا مَلْجأَ الخائِفِينَ وَمَلاذَ المُسْتَغِيثِينَ وَأَطِبّاءَ السُقَماءِ وَعَوَنَةَ الأَذِلاّءِ بَينَ الوَرى وَعَذْباً فُراتاً لِلْعِطاشِ وَمائِدَةً سَماوِيَّةً لِلجِياعِ وَحُنَفاءَ لَكَ في الدِّينِ وَرُحَماءَ عَلى الوَرى وَمُحِبِّينَ حَتّى لِلأَعْداءِ وَحَنُونِينَ حَتّى عَلى أَهْلِ الضَّغِينَةِ وَالبَغْضاءِ. إنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ إنَّكَ أَنْتَ العَظِيمُ إنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ(63)
عبد البهاء عباس
كُنْ في النِّعْمَةِ مُنْفِقاً، وَفِي فَقْدِها شاكِراً، وَفِي الحُقُوقِ أمِيناً، وَفِي الوَجْهِ طَلْقاً، وَلِلفُقَراءِ كَنْزاً، وَلِلأَغْنِياءِ ناصِحاً، وَلِلمُنادِي مُجِيباً، وَفِي الوَعْدِ وَفِيّاً، وَفِي الأُمُورِ مُنْصِفاً، وَفِي الجَمْعِ صامِتاً، وَفِي القَضاءِ عادِلاً، وَلِلإنْسانِ خاضِعاً، وَفِي الظُّلْمَةِ سِراجاً، وَلِلمَهْمُومِ فَرَجاً، وَلِلظَمْآنِ بَحْراً، وَلِلمَكْرُوبِ مَلْجأً، وَلِلمَظْلُومِ ناصِراً وَعَضُداً وَظَهْراً، وَفِي الأَعْمالِ مُتَّقِياً، وَلِلغَرِيبِ وَطَناً، وَلِلمَرِيضِ شِفاءً، وَلِلمُسْتَجِيرِ حِصْناً، وَلِلضَّرِيرِ بَصَراً، وَلِمَنْ ضَلَّ صِراطاً، وَلِوَجْهِ الصِّدْقِ جَمالاً، وَلِهَيكَلِ الأَمانَةِ طِرازاً، وَلِبَيتِ الأَخْلاقِ عَرْشاً، وَلِجَسَدِ العالَمِ رُوحاً، وَلِجُنُودِ العَدْلِ رايَةً، وَلأُِفُقِ الخَيرِ نُوراً، وَلِلأَرْضِ الطَّيِّبَةِ رَذاذاً، وَلِبَحْرِ العِلْمِ فُلْكاً، وَلِسَماءِ الكَرَمِ نَجْماً، وَلِرَأْسِ الحِكْمَةِ إكْلِيلاً، وَلِجَبِينِ الدَّهْرِ بَياضاً، وَلِشَجَرِ الخُضُوعِ ثَمَراً(64)
كُنْ فِي البَأسَاءِ صَابِرًا، وَفِي الأُمُورِ رَاضِيًا، وَفِي الحَقِّ مُوقِنًا، وَفِي الخَيْرِ سَارِعًا، وَفِي اللهِ قانِتًا، وَعَلى النّاسِ سَاتِرًا، وَعَنِ الهَوَى مُعْرِضًا، وَإلَى الحَقّ رَاكِضًا، ولِلعِبَادِ سَحَابًا، وَعِنْدَ الخَطإِ عَطوفًا، وَلَدى العِصْيَانِ غَفورًا، وَفِي العَهدِ قائِمًا، وَعَلى الأمْرِ مُسْتَقِيمًا. (65)
9.. أن يخدم بعضنا بعضاً، وأن نعلم أنّنا أقل من غيرنا.