لئالئ الحكمة المجلد الثالث
لئالئ الحكمة المجلد الثالث

لئالئ الحكمة المجلد الثالث

[1]

هو الله العزيز

لوح مسطور از سمآء عنايت نازل شد و مستورات معانی را چون شمس جانی از افق معنوی ظاهر و آشكار فرمود، بی دليل راه نمود وبی جبرئيل قلب حزين را بسبيل سرور هدايت فرمود، انشآء الله تا سراج الهی در مشكاة سرمدی روشنست آنجمال حقيقی بر مسند جلال ابدی مستقرّ.

[2]

هو العزيز

اسْمَعْ ما تُلْقِيْكَ حَمامَةُ الْفِراقِ حِيْنَ الَّذِيْ يُسافِرُ عَنْ شَطْرِ الْعِراقِ وَهذا مِنْ سُنَّةِ اللهِ الَّتِيْ قَضَتْ عَلى الْمُرْسَلِيْنَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ لا تَحْزَنْ بِذلِكَ وَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ آبائِكَ الأَوَّلِيْنَ، سَيَفْنی الْمُلْكُ وَما أَنْتَ تَشْهَدُ وَيَبْقی الأَمْرُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُوا بَصائِرَ الرُّوْحِ لَنْ يَغْنُوا بِشَيْءٍ عَمّا خُلِقَ وَيُخْلَقُ وَيَشْهَدُوْنَ أَسْرارَ الأَمْرِ عَنْ خَلْفِ حُجُباتٍ عَظِيْمٍ، قُلْ يا أَحِبّآءَ اللهِ لا تَخافُوا مِنْ أَحَدٍ وَلا يُحْزِنُكُمْ شَيْءٌ وَكُوْنُوا عَلی الأَمْرِ لَراسِخِيْنَ، فَوَاللهِ إِنَّ الَّذِيْنَهُمْ شَرِبُوا حُبَّ اللهِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ لَنْ يَخافُوا مِنْ نَفْسٍ وَيَصْبِرُوْنَ فِي الْبَلايا كاصْطِبارِ الْمُحِبِّ فِيْ رِضَآءِ الْحَبِيْبِ وَيَكُوْنُ الْبَأْسآءُ عِنْدَهُمْ أَحْلی عَنْ لِقآءِ المَعْشُوْقِ فِيْ مَذاقِ الْعَاشِقِيْنَ، قُلْ يا مَلأَ الأَشْقِيا فَسَوْفَ يُرْفَعُ أَمْرُ اللهِ بِالْحَقِّ وَتَنْعَدِمُ راياتُ الْمُشْرِكِيْنَ وَيَدْخُلُوْنَ النّاسُ فِيْ دِيْنِ اللهِ الْمَلِكِ الْمُتَعالِي الْقَدِيْمِ، فَهَنِيْئًا لِلَّذِيْنَهُمْ سَبَقُوا فِيْ حُبِّ اللهِ وَكانُوا مِنْ نَفَحاتِ الْقُدْسِ لَمِنَ الْمُسْتَبشِرِيْنَ، وَالْبَهآءُ عَلَيْكُمْ يا مَلأَ الْمُوَحِّدِيْنَ. ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَأَجَبْناكَ بِهذا الْجَوابِ لِتَحْدُثَ فِيْ قَلْبِكَ حَرارَةُ الشَّوْقِ وَتُقَلِّبَكَ إِلی رِضْوانِ اسْمٍ مُبِيْنٍ، وَيَنْقَطِعَكَ عَنْ كُلِّ الْجِهاتِ وَيُحَرِّكَكَ فِيْهَوَآءِ الَّذِيْ ما طارَ فِيْهِ أَجْنِحَةُ الْعارِفِيْنَ الَّذِيْنَ ما دَخَلُوا فِيْظِلِّ الْوَجْهِ وَكانُوا مِنَ الْمُضْطَرِبِيْنَ.

 

[3]

هو العليّ في أفق الأعلی

أَنْ يا حَرْفَ الْمِيْمِ اسْمَعْ نِدائِيْ وَلا تَكُنْ مِنَ الصّابِرِيْنَ، ثُمَّ اشْهَدْ فِيْ نَفْسِكَ بِأَنَّهُ هُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْقَدِيْرُ، يَفْعَلُ ما يَشآءُ بِأَمْرِهِ وَيحْكُمُ ما يُرِيْدُ، لا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْقَوِيُّ الْخَبِيْرُ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَاطَّلَعْنا بِما فِيْهِ وَكُنّا مِنَ الشّاهِدِيْنَ، وَنَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُثَبِّتَكَ عَلی أَمْرِهِ وَهذا لَخَيْرٌ لَكَ عَنْ مَلَكُوْتِ مُلْكِ السَّمواتِ والأَرَضِيْنَ، ثُمَّ أُوْصِيكَ حِيْنَئِذٍ حِيْنَ الَّذِيْ طارَتْ طَيْرُ الْبَقا عَنْ غُصْنِ الْعِراقِ وَأَرادَتْ غُصْنٍ أُخْری بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي الظّالِمِيْنَ، قُلْ تَاللهِ الْحَقِّ إِنَّ هذا لَفَتیً أَنْفَقَ رُوْحَهُ للهِ رَبِّكَ وَرَبِّ الْعالَمِيْنَ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ ناظِرًا إِلی حُكْمِ الْكِتابِ لَيُقَبِّلُ أَيْدِيْ مَنْ يَقْتُلُهُ فِيْ سُبُلِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، قُلْ إِنَّ الَّذِيْنَهُمُ اطَّلَعُوا بِمَواقِعِ الأَمْرِ مِنْ لَدُنْ سُلْطانِ عِزٍّ مَكِيْنٍ لَنْ يَخافُوا مِنْ أَحَدٍ وَلَوْ يَجْتَمِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ الْمُنافِقِيْنَ، وَفِيكُلِّ حِيْنٍ يَنْتَظِرُوْنَ الْبَلايا حُبًّا لِمَوْلاهُمُ الْقَدِيْمِ، وَيَشْتاقُوْنَ الرَّزايا كَاشْتِياقِ الرَّضِيْعِ إِلی ثَدْيِ أُمِّهِ وَكَفى بِاللهِ عَلى ما أَقُوْلُ شَهِيْدَ، وَأَنْتُمْ يا مَلأَ الْبَيانِ لا تَخافُوا مِنْ أَحَدٍ لأَنَّ اللهَ هُوَ قادِرٌ عَلَيْكُمْ وَيُجْرِيْ عَلَيْكُمْ ما يُرِيْدُ وَمَنْ دُوْنَهُ لَنْ يَقْدِرَ عَلی شَيْءٍ وَإِنَّ هذا لَحَقٌّ يَقِيْنٌ، فَوَاللهِ لَوْ يَعْرِفُوْنَ أَحِبّآءُ اللهِ ما قُدِّرَ لَهُمْ فِيْ رِضْوانِ قُرْبٍ مَنِيْعٍ لَيَفْدُوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ فِيْكُلِّ آنٍ وَحِيْنٍ، وَلكِنِ احْتَجَبُوا عَنْ ذلِكَ بِما الْتَفَتُوا إِلى زَخارِفِ الْمُلْكِ وَلِذا يَصْعُبُ عَلَيْهِمُ الْبَلايا فِيْ سُبُلِ بارِئِهِمْ وَإِنَّ هذا لَغَفْلَةٌ مُبِيْنٌ، إذًا يا إِلهِيْ فَارْزُقْهُمْ مِنْ خَمْرِ فَضْلِكَ وَإِفْضالِكَ حَتّى لا يَشْتَغِلُوا بِغَيْرِكَ وَلا يَرْغَبُوا إِلى دُوْنِكَ وَإِنَّ هذا لَفَضْلٌ عَظِيْمٌ، ثُمَّ ثَبِّتْهُمْ عَلى حُبِّكَ بِحَيْثُ لا يَلْتَفِتُوْنَ إِلی الَّذِيْنَهُمْ يَتَحَرَّكُوْنَ فِيْهَوآءِ الْغَفْلَةِ وَيَدَّعُوْنَ فِيْ أَنْفُسِهِمْ ما لا قُدِّرَ لَهُمْ مِنْ لَدُنْ حَكِيْمٍ خَبِيْرٍ، وَالرَّوْحُ علَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَهُمْ كانُوا عَلى الأَمْرِ وَالْحُبِّ لَمُسْتَقِيْمَ.

 

[4]

باسم محبوبي العليّ الأعلى

هذا كِتابٌ مِنْ هذا الْمُفْتَقِرِ الَّذِيْ يَدْعُو كُلَّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِلى رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْجَبّارِ، قُلْ إِنَّ فِيْ تَسَجُّرِ الأَبْحارِ وَتَجَرِّي الأَنْهارِ وَتَقَلُّبِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَظُهُوْراتِ الأَحَدِيَّةِ فِيْ قُمُصِ الأَنْوارِ وَآثارِ الصُّنْعِ فِي الأَثْمارِ لآياتٍ لأُوْلِي الأَبْصارِ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ فَانْظُرُوا إِلى آثارِ قُدْرَةِ اللهِ كَيْفَ خَلَقَ كُلَّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ بِحَرْفٍ مِنْ قَلَمِهِ وَنَفَخَ فِيْهِمْ رُوْحَ الْحَيَوانِ بِحَرْفٍ أُخْری كَذلِكَ نُلْقِيْ عَلَيْكُمْ ما سُتِرَ فِيْ طَمْطامِ يَمِّ الأَسْرارِ، وَأَرْسَلَ عَلَيْكُمْ عَلِيًّا قَبْلَ مُحَمَّدٍ وَأَنْزَلَ مَعَهُ آياتٍ بَيِّناتٍ يَعْجَزُ عَنْ عِرْفانِها كُلُّ ذِيْ عِلْمٍ وَاقْتِدارٍ، وَبِذلِكَ شُقَّتْ أَرْضُ الْمَعْرِفَةِ وَانْفَطَرَتْ سَمواتُ الْحِكْمَةِ وَرُفِعَتْ غَمامُ الْفَضْلِ وَتُنْزِلُ عَلَيْكُمُ الأَمْطارَ، كُلُّ ذلِكَ تَذْكِرَةٌ لَكُمْ بِالْحَقِّ وعِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبابِ وَيَهْدِي الْمُنْقَطِعِيْنَ إِلی رَفْرَفِ الْقُدْسِ وَما يَزِيْدُ الظّالِمِيْنَ إِلاّ خِسارَ، قُلْ يا قَوْمِ هذا ما وَعَدَكُمُ اللهُ فِي الأَلْواحِ قَدْ جائَكُمْ عَلى غَمامٍ مِنَ النّارِ، وَفِيْ حَوْلِهِ مَلائِكَةُ الرُّوْحِ وَيُبَشِّرُكُمْ بِرِضْوانِ الأَحَدِيَّةِ فِيْ مَقْعَدِ الَّذِيْ فِيْهِ تُشْرِقُ الأَنْوارُ، وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ الَّذِيْنَ أُوْتُوا بَصائِرَ الْعَدْلِ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ مُخْتارٍ، وَأَعْرَضَ الَّذِيْنَ تَجِدُ فِيْ صُدُوْرِهِمْ غِلاًّ مِنَ اللهِ وَكانُوا مِنَ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ فِيْ كُلِّ عَهْدٍ وَأَعْصارٍ، وَهذا ما رُقِمَ مِنْ قَلَمِ الأَعْلى عَلى أَلْواحِ الَّذِيْ سُطِرَتْ مِنْ إِصْبَعِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْجَبّارِ، قُلْ يا قَوْمِ فَأَنْصِفُوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ أَقَلَّ مِنْ آنٍ وَتَفَكَّرُوا فِيْهِ يا أُوْلُوا الأَفكارِ، إِنْ لَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِيْ جَائَكُمْ بِآياتٍ بَيِّناتٍ فَبِأَيِّ وَجْهٍ تُوَجِّهُونَ الْيَوْمَ يا أُوْلُوا الإِنْصافِ أَما سَمِعْتُمْ مِنْ قَبْلُ (يَوْمَ يَأْتِيْ آياتُ رَبِّكَ أَوْ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) وَهذا هُوَ الَّذِيْ قَدْ أَتى فِيْ ظُلَلٍ مِنَ الأَنْوارِ بِآياتٍ يَعْجَزُ عَنْها كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَتُذْهَلُ عَنْها عُقُوْلُ الْعارِفِيْنَ ثُمَّ أَفْئِدَةُ أُوْلِي الأَخْيارِ، قُلْ يا قَوْمِ قُوْمُوا عَنْ مَراقِدِ الْغَفْلَةِ ثُمَّ أَقْبِلُوا إِلی اللهِ الْواحِدِ الْفَطّارِ، قُلْ إِنَّ فِيْ خَلْقِ أَنْفُسِكُمْ وَتَكَلُّمِ أَلْسُنِكُمْ وَتَحَرُّكِ أَيْدِيْكُمْ َلآياتٍ ِلأُوْلِي الأَنْظارِ، قُلْ يا قَوْمِ لا يَمْنَعُكُمُ الدُّنْيا وَزُخْرُفُها ولا يَسُدُّكُمْ ما نُزِّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ مُرْتابٍ وَلا تَخافُوا عَنِ الَّذِيْنَ ما سَلَّطَهُمُ اللهُ إِلا عَلى أَبْدانِكُمْ فِيْ أَيّامٍ مَعْدُوْدَةٍ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ كانَ فِي الْمُلْكِ مِنْ مُصْطَبِرٍ صَبّارٍ، وَما نَزَلَ كُلُّ ذلِكَ عَلَيْكُمْ إِلاّ بِما قُدِّرَ فِيْ لَوْحِ الْمَحْفُوْظِ عَلى قَدْرٍ وَمِقْدارٍ، وَسَيَمْضِيْ كُلُّما مَسَّتْكُمْ مِنَ الْقَضايا أَقَلَّ مِنْ أَنْ تَرْتَدَّ إِلَيْكُمُ الأَبْصارُ، اتَّقُوا اللهَ وَخافُوا عَنِ الَّذِيْ كانَ مُقْتَدِرًا عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ وَلا يَمْنَعُهُ أَحَدٌ فِيْ أَمْرِهِ يَفْعَلُ ما يَشآءُ وَلا يُسْئَلُ عَمّا شآءَ وَهُوَ الْعَزِيْزُ الْمُخْتارُ، قُلْ إِنَّ الَّذِيْنَهُمْ صَبَرُوا فِي الأَرْضِ فَسَوْفَ يَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ الْجَزآءِ وَيَرْكَبُوْنَ عَلى بُراقِ الْحَمْرآءِ وَيَمُرُّوْنَ فِيْكُلِّ حِيْنٍ عَنْ كُلِّ أَشْطارٍ وَأَقْطارٍ، قُلْ يا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ تَرْعى ما أَنْبَتَ اللهُ لَها فِيْ أَرْضِ الْفِرْدَوْسِ وَتَسْقِيْكُمْ مِنْ لَبَنِ الَّذِيْ تَحْيى بِهِ الأَرْواحُ وَالأَبْدانُ وَيا قَوْمِ لا تَمَسُّوْها بِسُوْءِ أَنْفُسِكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا هَوَيكُمْ فَاتَّبِعُوا الَّذِيْ يَدْعُوْكُمْ إِلى اللهِ ثُمَّ اذْكُرُوْهُ فِيْ قُلُوْبِكُمْ فِي اللَّيالِيْ وَالأَسْحارِ، قُلْ أَوَلَمْ يَكْفِكُمْ أَنَّهُ أُنْزِلَ عَلَيْكُمُ الْكِتابُ وَفِيْهِ فُصِّلَ كُلُّ أَمْرٍ وَيُتْلى عَلَيْكُمْ فِيْ عَشِيٍّ وَأَبْكارٍ، وَيُبَشِّرُكُمْ لِقآءَ يَوْمٍ تَرْهِقُ فِيْهِ وُجُوْهَ الظّالِمِيْنَ غَبَرَةُ النّارِ، وَتَنْدَكُّ فِيْهِ جِبالُ الْعِلْمِ وَتَنْشَقُّ أَرْضُ الْكُفْرِ وَتَنْفَجِرُ فِيْهِ الأَنْهارُ، قُلْ هذا يَوْمُ الَّذِيْ وُعِدْتُمْ بِهِ فِي الأَلْواحِ إِذا كانَتِ السَّمواتُ مَطْوِيّاتٍ فِيْ يَمِيْنِ الْقُدْرَةِ وَتُقْبَضُ الأَرْضُ بِقَبْضَةِ الإِرادَةِ وَتَشْتَعِلُ فِيْهِ الأَبْخارُ، هذا ما رَقَمَ قَلَمُ الأَمْرِ مِنْ خَفِيّاتِ الأَسْرارِ بِالإِجْهارِ، إِذًا اسْتَبْشَرُوا الْمُقَرَّبُوْنَ بِلِقآءِ رَبِّهِمْ وَيَضْطَرِبُ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ مَكّارٍ، وَيَسُوْقُ الَّذِيْنَ آمَنُوا مَلائِكَةُ النُّوْرِ إِلى جَنَّةِ الْبَقا فِيْ قُطْبِ الْعَما وَيَسُوْقُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا مَلائِكَةُ الْعَذابِ إِلى بِئْسِ الْقَرارِ، كَذلِكَ نُلْقِيْ عَلَيْكَ مِنْ أَسْرارِ الأَمْرِ وَنَذْكُرُ لَكَ ما فَعَلُوا الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ كَما يَكْفُرُوْنَ الْيَوْمَ هؤُلاءِ الْفُجّارُ، لِتَطَّلِعَ بِما قُضِيَ مِنْ قَبْلُ وَلِتَكُوْنَ راسِخًا فِيْ أَمْرِ اللهِ بِحَيْثُ لا يَزِلُّكَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ كَفّارٍ، فَاعْلَمْ بِأَنَّ الَّذِيْنَ أُوْتُوا التَّوْراةَ قَدْ وُعِدُوا بِالَّذِيْ يَأْتِيْ مِنْ بَعْدُ فَلَمّا جائَهُمْ عِيْسى بِآياتِ الرُّوْحِ إِذًا قالُوا إِنْ هذا إِلاَّ رَجُلٌ كَذّابٌ، ثُمَّ أُوْلُوا الإِنْجِيْلِ بُشِّرُوا بِمَنْ يَأْتِيْهِمْ مِنْ بَعْدُ فَلَمّا جآئَهُمْ مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ اسْتَكْبَرَ عَلَيْهِ كُلُّ مُغِلٍّ مَكّارٍ، إِذًا فَاسْئَلْ عَنِ الَّذِيْنَهُمْ أُوْتُوا الْفُرْقانَ إِذْ جآئَهُم الرَّسُوْلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ قالُوا ما هذا إِلاَّ رَجُلٌ سَحّارٌ، فَلَمّا رَجعَ إِلى مَقاعِدِ الْقُدْسِ فِيْ قِبابِ الْعَظَمَةِ إِذًا يَرْجُوْهُ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ وَيَتَضَرَّعُوْنَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ، كَذلِكَ فَعَلُوا مِنْ قَبْلِ الَّذِيْ لا قَبْلَ لَهُ وَيَفْعَلُوْنَ إِلى آخِرِ الَّذِيْ لا آخِرَ لَهُ وَهذا ما قَصَصْنا لَكَ عَنِ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا وَأَعْرَضُوا بَعْدَما جائَتْهُمُ الْبَيِّناتُ مِنْ كُلِّ الأَشْطارِ، وَمَكَرُوا عَلى اللهِ عَلى ما هُمْ كانُوا مُقْتَدِرًا عَلَيْهِ وَما مَكْرُ الْكافِرِيْنَ إِلاَّ فِيْ تَبارٍ، كَما تَرى الْيَوْمَ لَمّا جآئَهُمْ عَلِيٌّ بِالْحَقِّ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُراتِ قالُوا ما وُعِدْنا بِهذا فِيْ آبائِنا إِذًا اسْتَكْبَرُوا عَلَيْهِ وَفَرُّوا كَحُمُرٍ فَرّارٍ، وَهذا مِقْدارُهُمْ فِي الْمُلْكِ وَما َزَيَّنَتِ الشّياطِيْنُ لَهُمْ أَعْمالَهُمْ بِحَيْثُ لا يَشْعُرُوْنَ ما يَقُوْلُوْنَ وَكَذلِكَ نَبَّأْناكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ نَبَأً لِتَكُوْنَ مِنْ أُوْلِي البَصارِ، قُلْ وَكَذلِكَ فَانْظُرُوا إِلى الّذِيْنَهُمْ أُوْتُوا الْبَيانَ لَوْ يَأْتِيْهِمْ أَحَدٌ بِآياتٍ بَيِّناتٍ وَحُجَجٍ واضِحاتٍ وَدُلَلٍ باهِراتٍ وَكَلِمٍ جامِعاتٍ وَحُرُفٍ دُرِّيّاتٍ إِذًا يُغْمِضُوْنَ عَيْناهُمْ عَنْ كُلِّ ذلِكَ وَيَنْكُثُوْنَ عَهْدَ اللهِ وَيَنْكُصُوْنَ عَلى أَعْقابِهِمْ وَلا يُقْبِلُوْهُ إِلاّ بِسِهامٍ طَيّارٍ، وَبِذلِكَ أَيْقِنْ بِأَنَّ الْمُؤْمِنَ فِيْكُلِّ الأَعْهادِ لَمْ يَكُنْ إِلاّ كَالْكِبْرِيْتِ الأَحْمَرِ وَهذا ما نُزِّلَ حِيْنَئِذٍ مِنْ سَمآءِ الرُّوْحِ عَلى أَفْئِدَةِ الأَبْرارِ، قُلْ يا قَوْمِ إِنْ تَمْلِكُوا خَزائِنَ الأَرْضِ كُلَّها وَتَحْكُمُوا عَلى ما تَطْلُعُ الشَّمْسُ عَلَيْها وَتَأْكُلُوْنَ كُلَّ ما ظَهَرَ عَنِ الأَشْجارِ مِنَ الأَثْمارِ وَتَلْبِسُوْنَ كُلَّ ما نُسِجَ فِي الأَرْضِ مِنَ الْحُرُرِ وَالأَلْباسِ وَتَصَّرَّفُوْنَ كُلَّ الأَبْكارِ، فَوَاللهِ لَنْ يَنْفَعَكُمْ فِيْ شَيْءٍ حِيْنَ الَّذِيْ يَأْتِيْكُمْ مَلائِكَةُ الْمَوْتِ مِنْ مُدَبِّرٍ قَهّارٍ، وَيَنْقَطِعُكُمْ عَنْ كُلِّ ذلِكَ أَقَلَّ مِنَ اللَّمْحَةِ كَأَنَّكُمْ ما خُلِقْتُمْ فِي الْمُلْكِ وَهذا مِنْ حَقِّ الَّذِيْ رُقِمَ فِي الأَسْطارِ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْجَبّارِ، وَكَذلِكَ شَرَّعْنا لَكُمْ شَرِيْعَةَ النُّصْحِ وَأَشْهَدْناكُمْ مَناهِجَ الْقُدْسِ وَعَلَّمْناكُمْ سُبُلَ الْفِرْدَوْسِ وَأَلْقَيْناكُمْ حِكْمَةَ الأَمْرِ لِيُقَرِّبَكُمْ إِلى الْعَزِيْزِ الْقَدّارِ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ فَمَنْ شآءَ فَلْيَتَّخِذْ هذا النُّصْحَ لِنَفْسِهِ سَبِيْلاً إِلى اللهِ فَمَنْ شَآءَ فَلْيُعْرِضْ فَيَرْجَعُ إِلى مَقَرِّهِ فِيْ لَهَبِ النّارِ، وَالتَّكْبِيْرُ عَلَيْكَ وَعَلی الَّذِيْنَهُمْ سَمِعُوا نَغَماتِ الرُّوْحِ وَصَعَدُوا إِلی مَقَرِّ قُدْسٍ نَوّارٍ.

 

[5]

 

هو الباقي العليم

شَهِدَ اللهُ لِنَفْسِهِ بِنَفْسِهِ بِأَنَّنِيْ أَنا حَيٌّ فِيْ أُفُقِ الأَبهی، إِذًا يَشْهَدُ نَفْسِيْ وَذاتِيْ وَكَيْنُوْنَتِيْ بِما شَهِدَ لِنَفْسِهِ وَإِنَّهُ هُوَ حَيٌّ حِيْنَئِذٍ فِيْ هذا الأُفُقِ يَسْمَعُ وَيَری، وَمَنْ أَعْرَضَ عَمّا شَهِدَ اللهُ بِهِ فَهُوَ مِمَّنْ ضَلَّ وَغَوى، وَكَفَرَ بِنَفْسِهِ وَحارَبَ بِآياتِهِ وَكانَ مِنَ الَّذِيْنَ هُمْ أَشْرَكُوا بِجَمالِهِ حِيْنَ الَّذِيْ أَتی عَلى ظُلَلِ الْقُدْسِ بِسُلْطانِ اسْمِهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى، قُلْ يا قَوْمِ لا تَكْفُرُوا بِحُجَّةِ الَّتِيْ بِها آمَنْتُمْ بِرُسُلِ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَكُنْتُمْ مِمَّنْ آمَنَ وَهَدى، أَنْ يا اسْمِيْ أَنْتَ تَعْلَمُ بِما وَرَدَ عَلَيَّ ِلأَنَّكَ كُنْتَ مَعَنا فِي الْعِراقِ وَأَحْصَيْتَ ضَرِّيْ بَعْدَ الَّذِيْ لا يُحَدُّ وَلا يُحْصى، َوتَعْلَمُ أَنَّنِيْ فَرَرْتُ عَنْ بَيْنِ هؤُلاءِ وَحْدَةً وَهاجَرْتُ إِلى اللهِ رَبِّ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، فَوَاللهِ يا اسْمِيْ لَمّا أَرْفَعْتُ ذِكْرَ أَخِيْ بَيْنَ النّاسِ وَاشْتُهِرَ أَمْرُهُ هُوَ قامَ فِي السِّرِّ عَلى ضَرِّيْ بِحَيْثُ ما جالَسَ مَعَهُ أَحَدٌ إِلاّ وَقَدْ أَلْقى فِيْ صَدْرِهِ بُغْضِيْ وَإِنِّيْ لَمّا اطَّلَعْتُ بِسِرِّهِ وَما فِيْ قَلْبِهِ خَرَجْتُ عَنِ الْعِراقِ لِئَلاّ يَحْدُثَ بَيْنَ الْعِبادِ ما يَضِيْعُ بِهِ حُرْمَةُ الأَمْرِ وَتَرَكْناهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ لَعَلَّ يَسْكُنُ نارُ النَّفْيِ وَالشَّقى، وَكُنْتُ سائِرًا فِي الْبِلادِ سَنَتَيْنِ مُتَتابِعَتَيْنِ وَما اطَّلَعَ بِنَفْسِيْ أَحَدٌ إِلاّ اللهُ الَّذِيْ خَلَقَها فَسَوَّى، وَأَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنَّنِيْ ما أَرْسَلْتُ إِلى أَهْلِيْ خَبَرًا وَلا أَثَرًا مِنْ قَلَمِيْ لِئَلاّ يَطَّلِعُنَّ أَرْضَ الَّتِيْ كُنْتُ عَلَيْها وَهُمْ كانُوا فِي اضْطِرابٍ وَزَلْزالٍ وَحَنِيْنٍ وَمَعَذلِكَ سَتَرُوا الأَمْرَ لِئَلاّ يَظْهَرَ بِالْحَقِّ إِنْ يَخْفى، تَاللهِ يا اسْمِيْ قَدْ وَرَدَ عَلَيَّ فِيْ هِجْرَتِي الأُوْلی ما يَحْتَرِقُ بِذِكْرِهِ أَكْبادُ كُلِّ مَنْ آمَنَ وَيَخْشی، وَكَمْ مِنْ لَيالِيْ كُنْتُ وَحْدَةً فِي الْعَراءِ وَما كانَ مَعِيْ مِنْ مُونِسٍ ِلأَسْتَأْنِسَ بِهِ وَكَمْ مِنْ أَيّامٍ مَشَيْتُ بِرِجْلِيْ وَحَمَلْتُ كُلَّ ذلِكَ بَعْدَ قُدْرَتِيْ عَلى الَّذِيْنَ كانَ فِيْ قُلُوْبِهِمْ بُغْضُ الْغُلامِ وَالَّذِيْ خَلَقَ الْعَرْشَ ثُمَّ اسْتَوى، إِلى أَنْ أَرْجَعُوْنا فَلَمّا رَجَعْنا شَهِدْنا بِأَنَّ أَخِيْ أَلْقى الْعِبادَ غِلِّيْ بِما كَذَّبَ فِيْ حَقِّيْ ثُمَّ افْتَرى، وَشَهِدْنا الصُّدُوْرَ مُلِئَتْ مِنْ غِلِّ هذا الْغُلامِ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ مَنْ شَهِدَ وَرَأى، وَوَجَدْتُ أَخِيْ ثُمَّ الَّذِيْنَ اشْتُهِرُوا بِهذا الاسْمِ فِيْ ذِلَّةٍ عُظْمى، وَكانَ أَنْ يَخْرُجَ أَخِيْ فِيْ كُلِّ شَهْرٍ عَنِ الْمَدِيْنَةِ خَوْفًا مِنْ نَفْسِهِ وَما اسْتَقَرَّ فِيْ أَرْضٍ فَلَمّا أَشْهَدْناهُمْ فِيْ تِلْكَ الْحالَةِ قُمْنا بَيْنَ الْعِبادِ وَعاشَرْنا مَعَ عُلَماءِ الْمَدِيْنَةِ فِيْكُلِّ عَشِيٍّ وَضُحى، وَكُنْتُ صائِحًا بَيْنَ الْعِبادِ بِذِكْرِ اللهِ إِلى أَنِ اشْتُهِرَ الأَمْرُ فِيْ كُلِّ الدِّيارِ وَتَوَجَّهَ إِلى اللهِ كُلُّ قَلْبٍ طَهَّرَهُ اللهُ ثُمَّ أَصْفى، وَأَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ قُمْتُ فِيْ مُقابَلَةِ الأَعْدا بِسُلْطانٍ كانَ أَظْهَرَ مِنَ الشَّمْسِ فِيْ مَرْكَزِ الْعُلى، وَإِنَّكَ ما كُنْتَ فِي الْعِراقِ فِيْ أَيّامِ الَّتِيْ قامَتْ عَلَيَّ الْمِلَلُ وَالدُّوَلُ وَمِنْهُمْ مَنْ قالَ بِأَنْ نَأْخُذَهُ وَنُرْسِلَهُ عِنْدَ مَلِكِ الْعَجَمِ وَمِنْهُمْ مَنْ قالَ سَوْفَ يُؤْخَذُ وَيُنْفى، وَإِنِّيْ وَحْدَةً جادَلْتُ مَعَهُمْ بِحِكْمَةِ اللهِ وَبَيانِهِ تَاللهِ الْحَقِّ قَدْ قُمْتُ عَلى الأَمْرِ بِشَأْنٍ تَحَيَّرَ عَنْهُ أَهْلُ مَلإِ الأَرْفَعِ الأَقْدَسِ الأَعْلى، إِلى أَنْ ذَلَّتِ الأَعْناقُ لِسَلْطَنَةِ رَبِّكَ وَخَضَعَتْ رِقابُ كُلِّ مَنِ اسْتَكْبَرَ وَطَغى، إِلى أَنْ جاءَ حُكْمُ الْخُرُوْجِ وَخَرَجْنا عَنِ الْمَدِيْنَةِ بِاقْتِدارٍ كُبْرى، إِلى أَنْ دَخَلْنا فِيْ هذِهِ الأَرْضِ هذا السِّجْنِ الْعُظْمى، فَلَمّا شَهِدَ أَخِيْ بِأَنِ اشْتُهِرَ اسْمِيْ بَيْنَ الْعِبادِ وَما أَصابَتْنِيْ الْبَأْسا فِيْ ظُهُوْرِيْ بَيْنَ النّاسِ نَدِمَ عَنْ سَتْرِهِ وَخَرَجَ عَنْ خَلْفِ الْحِجَابِ بِما لا يُذْكَرُ مِنَ اللِّسانِ وَأَوَّلُ فِعْلٍ فَعَلَ أَفْتى عَلى قَتْلِيْ فِيْ سِرِّ السِّرِّ بِما أَمَرَهُ النَّفْسُ وَالْهَوى، فَلَمّا نَزَلَتْ جُنُوْدُ سَلْطَنَةِ اللهِ وَحَفِظَنِيْ بِسُلْطانِهِ وَمَنَعَهُ عَمّا أَرادَ إِذًا قامَ عَلى الافْتِرى، وَكَتَبَ إِلى كُلِّ نَفْسٍ بِأَنَّ أَخِيْ أَرادَ قَتْلِيْ وَأَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنِّيْ لَوْ أَرَدْتُ ذلِكَ لَكُنْتُ قادِرًا عَلَيْهِ وَمَعَ عِلْمِيْ بِنَفْسِهِ وَبِما فِيْ صَدْرِهِ حَفِظْناهُ عَنْ ضَرِّ كُلِّ ذِيْ ضَرٍّ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ أُوْلِي النُّهى، فَوَاللهِ يا اسْمِيْ كُلُّما سَمِعْتَ فِيْ أَمْرِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ إِنَّهُ كانَ مِنْ عِنْدِيْ وَما اطَّلَعَ بِذلِكَ أَحَدٌ إِلاّ اللهُ الَّذِيْ خَلَقَ السَّمواتِ وَما تَحْتَ الثَّرى، فَوَاللهِ ما كانَ أَنْ يَعْرِفَ حَرْفًا عَلَّمْناهُ فِيْ هذا اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ لِيَنْصُرَ رَبَّهُ فَلَمّا هَبَّتْ رَوايحُ الاطْمِيْنانِ وَعَلى الأَمْرُ أَخَذَتْهُ حُبُّ الرِّياسَةِ عَلى شَأْنٍ تَاللهِ الْحَقِّ يَعْجَزُ عَنْ ذِكْرِهِ كُلُّ مَنْ فِيْ سَمواتِ الْعُلى، وَإِنِّيْ لا زالَ كُنْتُ أَحْفَظُهُ وَأَرْفَعُ ذِكْرَهُ وَهُوَ فِيْ ضَرِّيْ وَذِلَّتِيْ وَلكِنْ حَفَظَنِي اللهُ عَنْهُ بِقُوَّتِهِ الأَقْوى، إِذًا يَبْكِيْ قَلَمِيْ عَلى حالِيْ وَيَنُوْحُ قَلْبِيْ عَلى ضَرِّيْ وَصَبَرْتُ وَأَصْبِرُ وَلا أَشْكُوْ مِنْ أَحَدٍ وَإِلى اللهِ الْمُشْتَكى، وَإِنَّكَ قُمْ عَلى أَمْرِ اللهِ ثُمَّ اذْكُرْه ثُمَّ انْصُرْهُ بِما كُنْتَ مُسْتَطِيْعًا عَلَيْهِ وَإِنَّهُ يَحْفَظُكَ عَنْ كُلِّ مَنْ أَعْرَضَ وَتَوَلّى، قُلْ يا قَوْمِ أَتُمارُوْنَ الرُّوْحَ عَمّا شَهِدَ وَرَأَى فِيْ أُفُقِ الأَبْهى مِنْ آياتِ اللهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى، تَاللهِ إِنَّهُ ما نَطَقَ عَنِ الْهَوى بَلْ بِما نَطَقَ الرُّوْحُ فِيْ صَدْرِهِ الْمُقَدَّسِ الأَصْفى، قُلْ يَشْهَدُ كُلُّ الذَّرَّاتِ بِسَلْطَنَتِهِ الْكُبْرى، وَإِنَّكَ دَعْ كُلَّ ما عِنْدَ النَّاسِ عَنْ وَرائِكَ ثُمَّ اصْعَدْ بِجَناحَيْنِ الْقُدْسِ إِلى سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، لِتَشْهَدَ كُلَّ الْمُمْكِناتِ فِيْ ظِلِّ شَجَرَةِ الْقُصْوى، كَذلِكَ أَمَرْناكَ فِيْهذا اللَّوْحِ أَنِ اعْمَلْ بِما أُمِرْتَ بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ وَقُوَّةٍ وَعَظَمَةٍ مِنْ لَدى اللهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى، ثُمَّ ذَكِّرْ مِنْ لَدُنّا كُلَّ مَنْ كانَ عِنْدَكَ مِنَ الَّذِيْنَ تَجِدُ مِنْ وُجُوْهِهِمْ نَضْرَةَ الأَبْهى، ثُمَّ اذْكُرْ أَهْلَكَ مِنْ لِسانِ اللهِ ثُمَّ أَجْرِ عَلی بِنْتِكَ ما يَرْضى بِهِ فُؤادُكَ وَكَذلِكَ أَذِنّاكَ فِيْهذا اللَّوْحِ رَحْمَةً مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ التُّقى، فَيا لَيْتَ كُنْتَ مَعَنا فِيْ هذِهِ الأَرْضِ لِتَشْهَدَ ما لا شَهِدَ إِلاّ اللهُ الَّذِيْ مِنْهُ بِدْءُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِنَّ إِلَيْهِ الرُّجْعى، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ عَلى صِراطِ اللهِ فِيْهذِهِ الأَيّامِ الَّتِيْ زَلَّتْ فِيْها أَقْدامُ أُوْلِي الْعِلْمِ وَالْحِجى.

[6]

بسم الله الظّاهر الأظهر

هذا كِتابٌ مِنْ لَدُنْ عَبْدٍ مُنِيْبٍ إِلى الَّذِيْنَهُمْ طارُوا فِيْهَوآءِ مَحَبَّةِ الرَّحْمنِ وَانْقَطَعُوا عَنِ الأَكْوانِ إِنَّهُمْ مِنْ أَعْلى الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ الْمَلِكِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْجَمِيْلِ، لِتَسْمَعُنَّ كَلِماتِ هذا الْمَسْجُوْنِ وَتَطَّلِعُنَّ بِما وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ جُنُوْدِ الْمُشْرِكِيْنَ، أَنْ يا عِبادَ اللهِ أَنِ اسْتَقِيْمُوا عَلى الأَمْرِ وَلا تَتَّبِعُوا كُلَّ كَفّارٍ أَثِيْمٍ، أَنِ اذْكُرُوا اللهَ بارِئَكُمْ ثُمَّ اسْلُكُوا سُبُلَ رِضائِهِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْغَافِلِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمُوا بِأَنْ وَرَدَ عَلَيْنا ما لا وَرَدَ عَلى أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ السّامِعِيْنَ، إِنَّ الَّذِيْنَهُمْ كانُوا يَخْدِمُوْنَنِيْ اعْتَرَضُوا عَلى نَفْسِيْ وَبِذلِكَ ضُيِّعَتْ حُرْمَةُ اللهِ بَيْنَ عِبادِهِ الْمُتَوَقِّفِيْنَ، وَإِنَّهُمْ تَمَسَّكُوا بِكُلِّ نَفْسٍ وَدَخَلُوا كُلَّ بَيْتٍ لأَخْذِ الدِّرْهَمِ وَالدَّنانِيْرِ، وَمَعَذلِكَ يَدَّعُوْنَ الانْقِطاعَ فِيْ أَنْفُسِهِمْ إِذًا فَانْظُرْ عِبادَ الَّذِيْنَ اتَّبَعُوْهُمْ مِنْ غَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلا كِتابٍ مُنِيْرٍ، يا قَوْمِ فَاجْعَلُوا أَبْصارَكُمْ حَدِيْدَةً لِئَلاّ يَشْتَبِهَ عَلَيْكُمُ الأُمُوْرُ وَتَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُتَبَصِّرِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمُوا بِأَنَّ الْحَقَّ وَما ظَهَرَ مِنْ عِنْدِهِ لَيَكُوْنُ مُمْتازًا عَنْ عَمَلِ الْخَلايِقِ أَجْمَعِيْنَ، وَيا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ النّائِمِيْنَ، أَنِ ارْفَعُوا رُئُوْسَكُمْ عَنِ النَّوْمِ لأَنَّ الشَّمْسَ قَدْ أَشْرَقَتْ فِيْ وَسَطِ الزَّوالِ فَسُبْحانَ اللهِ الْمَلِكِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، أَنْ يا اسْمِيْ إِنَّكَ كُنْتَ مَعَنا فِيْ سِنِيْنٍ مَعْدُوْداتٍ وَما أَطْلَعْناكَ بِما هُوَ الْمَسْتُوْرُ وَكُنّا ساتِرِيْنَ، وَما أَخْبَرْناكَ بِالَّذِيْ كانَ مَسْتُوْرًا عَنْ أَنْظُرِ بَعْضِ الْعِبادِ حِفْظًا لِنَفْسِهِ وَاتَّخَذُوْهُ الْمُشْرِكُوْنَ ِلأَنْفُسِهِمْ رَبًّا مِنْ دُوْنِ اللهِ الْمَلِكِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، وَلَوْ أَنَّكَ اطَّلَعْتَ بَعْضَ أُمُوْرِهِ وَلكِنْ إِنَّا غَطَّيْنا أَكْثَرَ أَعْمالِهِ عَنْ أَنْظُرِ النّاسِ لِحِكْمَةِ الَّتِيْ لا يَعْلَمُها إِلاّ اللهُ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، فَوَاللهِ يا اسْمِيْ إِنَّهُ كانَ فِيْ أَرْضِ الطَّا قائِمًا تِلْقآءَ وَجْهِيْ وَنَزَّلْنا عَلَيْهِ الآياتِ وَهُوَ يَكْتُبُها وَيُرْسِلُها إِلى الْعِبادِ وَكَذلِكَ كانَ الأَمْرُ فِيْ سِرِّ السِّرِّ وَما اطَّلَعَ بِذلِكَ أَحَدٌ إِلاّ اللهُ رَبِّيْ وَرَبُّكَ وَرَبُّ الْعالَمِيْنَ لِئَلاّ يَلْتَفِتَ أَحَدٌ عَلى مَقَرِّ الأَمْرِ وَكَذلِكَ كُنّا فاعِلِيْنَ، مَنْ كانَ لَهُ عَقْلٌ وَدِرايَةٌ يُوْقِنُ بِأَنَّ الأَمْرَ كانَ كَما أَلْقَيْناكَ بِالْحَقِّ وَلا يَحْتاجُ بِبَيِّنَةٍ وَيَكُوْنُ مِنَ الْمُوقِنِيْنَ، فَلَمّا رُفِعَ اسْمُهُ بَيْنَ الْعِبادِ ارْتَكَبَ ما لا ارْتَكَبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعالَمِيْنَ، فَيا لَيْتَ اطَّلَعْتَ بِما حَكَمَ عَلى نَفْسِكَ وَإِنَّا سَتَرْناهُ عَنْكَ فَلَمّا عادَ عَلى اللهِ عُدْنا عَلَيْهِ وَأَظْهَرْنا خَفِيّاتِ سِرِّهِ وَمَكْرِهِ بَيْنَ عِبادِنا الْعارِفِيْنَ، وَإِنّا لَوْ نُرِيْدُ أَنْ نَذْكُرَ ما ارْتَكَبَ بِهِ فِيْهذِهِ الأَرْضِ لَنْ يَكْفِي الأَلْواحُ وَلا الأَقْلامُ وَكانَ اللهُ عَلى ما أَقُوْلُ شَهِيْدَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ دَعْ هؤُلاءِ وَأَمْثالَهُمْ ثُمَّ أَقْبِلْ إِلى اللهِ بِكُلِّكَ ثُمَّ ذَكِّرِ النّاسَ وَلا تَكُنْ مِنَ الصّامِتِيْنَ، فَسَوْفَ يَأْتِيْكُمُ الشَّيْطانُ بِأَلْواحِ النّارِ أَنِ اتْرُكُوْهُ وَما عِنْدَهُ فِيْ أَسْفَلِ الْجَحِيْمِ، قُلْ تَاللهِ إِنّا اسْتَغْنَيْنا بِنَفْسِهِ عَنِ الْعالَمِيْنَ وَبِهِ اكْتَفَيْنا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَبِثَنائِهِ اسْتَغْنَيْنا عَنْ ثَناءِ كُلِّ مُثْنِي عَلِيْمٍ، أَنِ اجْتَمِعْ أَحِبّآءَ اللهِ عَلى كَلِمَةِ الأَكْبَرِ وَهذا خَيْرٌ لَهُمْ عَمّا خُلِقَ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، كَذلِكَ أَمَرْناكَ فِيْهذا اللَّوْحِ وَأَذْكَرْناكَ حُبًّا لِنَفْسِكَ لِتَشْكُرَ اللهَ بارِئَكَ وَتَكُوْنَ مُسْتَقِيْمًا عَلى أَمْرِ اللهِ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ مِنَ الَّذِيْنَ اخْتَصَّهُمُ اللهُ بِكَ وَجَعَلَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ، ثُمَّ كَبِّرْ مِنْ لَدُنّا عَلی وَجْهِ أَحِبّائِي الَّذِيْنَ اسْتَقامُوا عَلى الأَمْرِ وَانْقَطَعُوا عَنِ الْعالَمِيْنَ.

 

[7]

باسم العليّ الأعلى

هذا كِتابٌ مِنَ الْعَبْدِ إِلی الَّذِيْ آمَنَ بِاللهِ وَسافَرَ إِلَيْهِ حَتّى دَخَلَ فِيْ شاطِیءِ الْقُدْسِ فِيْ جِوارِ رَحْمَةِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْكَرِيْمِ، وَسَمِعَ نَغَماتِ اللهِ وَشَرِبَ عَنْ بُحُوْر الْقُرْبِ ثُمَّ اهْتَدى بِهذا الرُّوْحِ وَفازَ بِأَنْوارِ وَجْهٍ مُبِيْنٍ، أَنْ يا عَبْدُ قَدْ سَمِعْنا نِدائَكَ وَأَجَبْناكَ بِجَوابٍ تَعْجَزُ عَنْهُ عُقُوْلُ الْعارِفِيْنَ لِتَسْتَبْشِرَ فِيْ نَفْسِكَ وَتَطِيْرَ مِنْ شَوْقِكَ وَتَكُوْنَ مِنَ الَّذِيْنَ هُمْ كانُوا بِأَنْوارِ الْجَمالِ لَفائِزِيْنَ، وَتَنْقَطِعَ عَنِ الدُّنْيا وَزُخْرُفِها بِحَيْثُ لا يُحْزِنُكَ شَيْءٌ فِي الْمُلْكِ وَتَكُوْنُ نارًا فِيْ حُبِّكَ لِيَحْتَرِقَ عَنْها حُجُباتُ الَّذِيْنَ هُمُ احْتَجَبُوا فِيْ أَيّامِ اللهِ وَكانُوا مِنَ الْخاسِرِيْنَ، لَعَلَّ يَقُوْمُوْنَ عَنْ مَراقِدِ غَفْلَتِهِمْ وَيَسْتَغْفِرُوْنَ اللهَ فِيْ أَنْفُسِهِمْ وَيَكُوْنُنَّ إِلی رِضْوانِ الْقُرْبِ لَراجِعِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِهِ وَلا تَخْتَلِفُوا فِيْ أَمْرِهِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُفْسِدِيْنَ، فَاتَّبِعُوا أَمْرَ اللهِ وَهاجِرُوا إِلَيْهِ بِقُلُوْبِكُمْ وَإِذا سَمِعْتُمْ آياتِ الرُّوْحِ خُرُّوا لَها ساجِدِيْنَ، وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ نَبَذُوا كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُوْرِهِمْ كَأَنَّهُمْ ما سَمِعُوْهُ وَهُمْ فِيْ وادِي الشِّرْكِ لَسائِرِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ قَدْ أَتى أَمْرُ اللهِ عَلى غَمامٍ مِنَ الرُّوْحِ وَالْمَلائِكَةُ فِيْ حَوْلِهِ وَأَشْرَقَتْ شَمْسُ الْجَمالِ وَطَلَعَ الْوَجْهُ عَنْ خَلْفِ الْحِجابِ بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ، وَالْمُؤْمِنُوْنَ حِيْنَئِذٍ يَفْرَحُوْنَ بِفَرَحِ اللهِ وَيُسْتَجْذَبُوْنَ مِنْ نَغَماتِ الرُّوْحِ وَأَنْتُمْ عَلى فِراشِ الْغَفْلَةِ لَراقِدِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ فَاعْرِفُوا قَدْرَ تِلْكَ الأَيّامِ وَلا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ ثَمَراتِ الْفِرْدَوْسِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْغافِلِيْنَ، هذا ما يَنْصَحُكُمُ الْعَبْدُ فِيْكِتابِهِ وَيُؤَيِّدُكُمْ بِالرُّوْحِ وَيُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّهِ وَيُذَكِّرُكُمْ بِذِكْرِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ لا تَخَفْ مِنْ أَحَدٍ وَلا تَحْزَنْ فِيْ شَيْءٍ فَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ إِنَّهُ يَحْفَظُكَ عَنْ جُنُوْدِ الشَّيْطانِ وَيُؤَيِّدُكَ بِأَمْرِهِ وَيَرْزُقُكَ مِنْ نَعْمآءِ الْباقِيَةِ وَيُبَشِّرُكَ بِأَنْوارِ عِزٍّ قَدِيْمٍ، لِتَكُوْنَ باقِيًا فِيْ مَلإِ الأَعْلى وَتَطِيْرَ بِجَناحَيْنِ الشَّوْقِ إِلى رَفْرَفِ قُرْبٍ مَكِيْنٍ، أَنْ يا عَبْدُ إِنَّ الْمُشْرِكِيْنَ يَقُوْلُوْنَ لَمْ تَكُنْ فِيْ تِلْكَ الْكَلِماتِ مِنْ رُوْحٍ قُلْ وَيْلٌ لَكُمْ إِنَّ رُوْحَ الْحَيَوان مِنْ هذا الْفِرْدَوْسِ تَهُبُّ عَلى الْعالَمِيْنَ، وَبِذلِكَ أَعْرَضُوا وَاسْتَكْبَرُوا عَلى اللهِ وَمَظاهِرِ أَمْرِهِ وَكانُوا فِيْ حُجُباتِ أَنْفُسِهِمْ مَيِّتِيْنَ، كَذلِكَ زَيَّنَ الشَّيْطانُ لَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَقَسَتْ قُلُوْبُهُمْ كَأَنَّهُمْ فِيْ حِجابٍ غَلِيْظٍ بَعْدَ الَّذِيْ أَمَرَهُمُ اللهُ فِيْ كُلِّ الأَلْواحِ بِأَنْ لا يَتَّبِعُوا هَواهُمْ وَإِذا سَمِعُوا آياتِ الرُّوْحِ يَسْتَبْشِرُوْنَ فِيْ أَنْفُسِهِمْ وَيُسْرِعُوْنَ إِلى مَقْعَدِ قُدْسٍ كَرِيْمٍ، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ فِيْ رَيْبٍ مِمّا نُزِّلَ فِيْ هذا اللَّوْحِ فَأْتُوا بِبُرْهانٍ مِنَ اللهِ أَوْ حُجَّةٍ مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ ادْعُوا شُهَدائَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فِيْ أَقْوالِكُمْ لَراسِخِيْنَ، وَإِنْ لَنْ تَقْدِرُوا خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تُشْرِكُوا فِيْ أَمْرِهِ ثُمَّ اتَّبِعُوا ما نُزِّلَ عَلَيْكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا كُلَّ هَمَجٍ رُعاعٍ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُعْرِضِيْنَ، كَذلِكَ نَذْكُرُ لَكَ مِنْ نَبَإِ الَّذِيْنَ هُمْ كَفَرُوا وَأَعْرَضُوا بَعْدَ الَّذِيْ ما أَرَدْتُ إِلاّ الْعُبُوْدِيَّةَ للهِ الْحَقِّ وَأَنْتَ شَهِيْدٌ عَلى ذلِكَ وَكانَ اللهُ مِنْ وَرائِكَ عَالِمٌ وَشَهِيْدٌ، قُلْ أَما يَكْفِيْكُمُ ابْتِلائِيْ بَيْنَ يَدَيِّ الْعِبادِ بِحَيْثُ كُنّا ظاهِرًا بَيْنَهُمْ بِمِثْلِ الشَّمْسِ فِيْ وَسَطِ السَّماءِ وَجَری عَلَيْنا ما لا جَرى عَلى أَحَدٍ مِنْ قَبْلُ مَعَذلِكَ ما أَرَدْنا النَّصْرَ مِنْكُمْ وَكُنّا مُتَوَكِّلاً عَلى اللهِ الْعَزِيْزِ الرَّفِيْعِ، هذا مَبْلَغُهُمْ فِي الْحَيوةِ الْباطِلَةِ وَفِي الآخِرَةِ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ مُعِيْنٍ وَلا نَصِيْرٍ، وَبَلِّغِ الرَّوْحَ مِنْ لَدُنّا إِلى الَّذِيْ وَجَدْنا كِتابَكَ عَلى خَطِّهِ وَبَشِّرْهُ بِأَنْوارِ فَجْرٍ بَدِيْعٍ، ثُمَّ ذَكِّرْهُ بِأنْ لا يُشِيْرَ إِلَيْنا بِإِشارَةٍ لِيُقَدِّسَهُ اللهُ عَنْ حُجُباتِ الْغَفْلَةِ وَيَجْعَلَهُ مِنْ مَلائِكَةِ الْعالِيْنَ، وَالنُّوْرُ عَلَيْكَ وَعَلى اللَّواتِيْهُنَّ فِيْ بَيْتِكَ وَعَلى الَّذِيْنَ يَذْكُرُوْنَ اللهَ فِيْ أَرْضِكَ وَيَكُوْنُنَّ عَلى صِراطِ حَقٍّ يَقِيْنٍ.

 

 

[8]

باسم ربّنا العليّ الأعلى

ك ر ي ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدِهِ فِي اللَّوْحِ مَذْكُوْرًا، وَهذا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَيَذْكُرُ فِيْهِ مِنْ نَبَإِ الْبَقا وَقُدِّرَ فِيْهِ مَقادِيْرُ كُلِّ شَيْءٍ الَّتِيْ كانَتْ فِيْ أُمِّ الْكِتابِ مَسْطُوْرًا، أَنْ يا عَبْدُ أَنِ اشْهَدْ فِيْ نَفْسِكَ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ قَدْ خَلَقَ الْخَلْقَ جُوْدًا مِنْ عِنْدِهِ وَفَضْلاً مِنْ لَدُنْهُ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ عَلَيْهِمْ لِيَدْعُوَنَّهُمْ إِلى شاطِئِ الْقُدْسِ وَيُدْخِلَنَّهُمْ فِيْ قِبابٍ كانَ خَلْفَ سُرادِقِ الرُّوْحِ بِقُدْرَةِ اللهِ مَرْفُوْعًا، ثُمَّ أَنْزَلَ الْكُتُبَ وَشَرَّعَ فِيْها الشَّرايعَ وَفَصَّلَ فِيْها مَناهِجَ الْحَقِّ كُلُّ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ الَّذِيْ كانَ عَلى الْعالَمِيْنَ مَسْبُوْقًا لِيَسْلُكُنَّ كُلٌّ فِيْ سُبُلِ الْهِدايَةِ وَيُسْرِعُنَّ إِلى رِضْوانِ الْخُلْدِ وَيَقْعُدُنَّ فِيْ مَقْعَدِ قُدْسٍ مَحْبُوْبًا، قُلْ يا قَوْمِ لا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ هُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَآياتِهِ وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ كَلِماتُ رَبِّهِمْ يُنْكِسُوْنَ رُؤُسَهُمْ وَيَنْقَلِبُوْنَ إِلى عَقِبَيْهِمْ وَيَسْتَهْزِؤُنَ بِاللهِ وَمَظاهِرِهِ وَيَكُوْنُنَّ فِيْ حُجُباتِ أَنْفُسِهِمْ مَحْجُوْبًا، أُوْلئِكَ هُمُ الَّذِيْنَ ضَرَبَ اللهُ عَلى قُلُوْبِهِمْ حُجُباتِ النّارِ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غَشاوَةَ الْكُفْرِ وَعَلى أَفْئِدَتِهِمْ أَكِنَّةَ الَّتِيْ كانَتْ بِقَهْرِ اللهِ مَخْلُوْقًا، قُلْ يا قَوْمِ فَوَاللهِ هذا ما نَصَحَكُمُ الْعَبْدُ فِيْ هذا اللَّوْحِ وَكَذلِكَ فِيْكُلِّ ما سَبَقْنا فِي الْقَوْلِ إِذاً فَاسْتَنْصِحُوا وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ جَعَلُوا أَنْفُسَهُمْ عَنْ فَضْلِ هذا الْيَوْمِ مَحْرُوْمًا، سَيَفْنى كُلُّ ما أَنْتُمْ تَعْمَلُوْنَ وَتَفْعَلُوْنَ وَتَقُوْلُوْنَ وَسَتَرْجِعُنَّ إِلى مَقَرٍّ كانَ فِيْ أَلْواحِ الْياقُوْتِ مِنْ إِصْبَعِ الْقُدْسِ مَكْتُوْبًا، وَتَجِدُوْنَ كُلَّ أَعْمالِكُمْ فِيْ كِتابِ الَّذِيْ لَنْ يُغادِرَ عَنْهُ قَدْرُ خَرْدَلٍ وَكانَ ذلِكَ مِنْ قَضايايَ الَّتِيْ كانَتْ عَلى اللهِ مَحْتُوْمًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا قَرَئْنا كِتابَكَ وَأَجَبْناكَ مِنْ قَبْلُ بِجَوابٍ يَعْجَزُ عَنْهُ أَفْئِدَةُ الْعارِفِيْنَ مَجْمُوْعًا، وَحِيْنَئِذٍ نُجِيْبُنَّكَ بِهذا الْجَوابِ لِتَعْرِفَ حُبَّنا عَلَيْكَ وَتَكُوْنَ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ كانُوا عَلی صِراطِ الْحُبِّ فِيْ مَشْهَدِ الْبَقا بِإِذْن اللهِ مَوْقُوْفًا، ثُمَّ أَبْلِغِ النّاسَ مِنْ كَلِماتِ رَبِّكَ ثُمَّ ذَكِّرْهُمْ بِمَقامٍ كانَ بَيْنَ يَدَيِّ اللهِ مَبْسُوْطًا، لِيُسْرِعُنَّ كُلٌّ بِقُلُوْبِهِمْ إِلى شاطِیءِ الرُّوْحِ وَيَنْصُرُوْنَ اللهَ بِحُبِّهِمْ لِيَكُوْنُنَّ بِنُصْرَةِ اللهِ فِيْ أَرْضِ الْعِرْفانِ مَنْصُوْرًا، وَهذا قَوْلُ الْحَقِّ وَما بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ الَّذِيْ كانَ فِيْ أَنْفُسِ الْمُفْتَرِيْنَ مَوْقُوْدًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ الَّذِيْنَهُمْ ذَكَرُوا فِيْ أَرْضِكَ ما ذَكَرُوا ما كانَ ذلِكَ إِلاَّ مِنْ أَلْسِنَتِهِمُ الْكَذِبَةِ وَإِنّا ما اسْتَنْصَرْنا مِنْ أَحَدٍ إِلاّ اللهِ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ مَلائِكَةُ الْمُقَرَّبِيْنَ فِيْ غُرُفاتِ عِزٍّ مَحْمُوْدًا، وَبَلِّغِ الْقَوْلَ إِلى الَّذِيْنَهُمْ آمَنُوا ثُمَّ عَلِّمْهُمْ بِنَصْرِ الَّذِيْ كانَ عِنْدَ اللهِ مَحْبُوْبًا، وَهُوَ انْقِطاعُهُمْ عَنْ كُلِّ مَنْ فِي الْمُلْكِ وَعَنْ كُلِّ ما كانَ فِي الأَرْضِ مَشْهُوْدًا، وَهذا مِنْ نَصْرِ اللهِ وَبِذلِكَ تَهُبُّ نَسائِمُ الْحُبِّ عَلی كُلِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَكَذلِكَ نُلْقِيْ عَلَيْكَ ما كانَ النّاسُ عَنْهُ مَحْرُوْمًا، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ فَانْصُرُوا اللهَ بِقُلُوْبِكُمْ وَأَعْمالِكُمْ لِيَنْصُرَكُمُ اللهُ فِيْ هَوآءٍ كانَ فِيْهِ نَسَماتُ الرُّوْحِ مَرْسُوْلاً، ثُمَّ اعْلَمُوا بِأَنَّ نَصْرَ اللهِ هُوَ نُصْرَتُكُمْ أَنْفُسَكُمْ بِحَيْثُ تَكُوْنُنَّ مُمْتازًا عَنْ كُلِّ مَنْ فِي الْمُلْكِ فِيْما ظَهَرَ مِنْكُمْ وَهذا مِنْ نَصْرٍ كانَ فِي اللَّوْحِ مَشْرُوْعًا، وَبِذلِكَ يُنْزِلُ عَلَيْكُمْ سَكِيْنَةً مِنْ فَضْلِهِ وَيُبْلِغُكُمْ إِلى رَحْمَةٍ كانَتْ مِنْ سَحائِبِ الْقُدْسِ مَنْزُوْلاً، وَالتَّكْبِيْرُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَهُمْ فِيْ حَوْلِ الْمِصْباحِ بِجَناحَيْنِ النَّصْرِ مَطْيُوْرًا.

 

[9]

هو العزيز المحبوب

قَدْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَقَرَئْناهُ وَإِنّا كُنّا قارِئِيْنَ، فَاشْهَدْ فِيْ سِرِّكَ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَنَّ عَلِيًّا قَبْلَ مُحَمَّدٍ مَظْهَرُ نَفْسِهِ وَمَطْلِعُ جَمالِهِ لِمَنْ فِي الْمُلْكِ أَجْمَعِيْنَ، وَبِهِ غَرَّدَتِ الْوَرْقا عَلى غُصْنِ الْبَقا وَأَنارَ النُّوْرُ فِيْ مِصْباحِ قُدْسٍ مُنِيْرٍ، وَبِهِ ظَهَرَتِ النّارُ مِنْ هذِهِ السِّدْرَةِ الْمُرْتَفِعَةِ الْمُبارَكَةِ الأَبَدِيَّةِ الأَحَدِيَّةِ الْكَرِيْمِ، قُلْ تَاللهِ لَوْ نُزِّلَ حَرْفٌ مِنَ الْبَيانِ عَلى كُلِّ جَبَلٍ شامِخٍ مَنِيْعٍ وَكُلِّ رَواسِيَ باذِخٍ رَفِيْعٍ لَرَئَيْتَهُ خاشِعًا خاضِعًا مِنْ سَلْطَنَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأَمْثالُ نُلْقِيْها عَلَيْكَ لِتَكُوْنَ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، قُلْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ وَعِلْمُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَعِلْمُ ما كانَ وَما يَكُوْنُ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، وَلَهُ الأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْكَلِمَةُ الْعُلْيا وَالسَّلْطَنَةُ الأَبْهى يُسَبِّحُ لَهُ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِذاً فَاسْمَعْ نِداءَ اللهِ عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ الأَحَدِيَّةِ فِيْهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ هذا الْجَمالِ الأَوَّلِيَّة بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْعَلِيْمُ، ثُمَّ اقْرَءْ ما نُزِّلَ عَلَيْكَ فِيْهذا اللَّوْحِ ِلأَنَّ حَرْفًا مِنْهُ لَكانَ عِنْدَ اللهِ أَعَزَّ عَنْ عِبادَةِ الثَّقَلَيْنِ فَسَوْفَ تَجِدُ إِعْراضَ الْمُعْرِضِيْنَ عَنْ هذا النُّوْرِ الَّذِيْ بِهِ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْعِزِّ عَنْ أُفُقِ فَجْرٍ مُبِيْنٍ، وَلكِنْ إِنَّكَ أَنْتَ فَاصْبِرْ فِيْ نَفْسِكَ وَلا تَلْتَفِتْ إِلى أَحَدٍ وَلا تَكُنْ مِنَ الْمُضْطَرِبِيْنَ، فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ بِالْحَقِّ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ قَدِيْرٍ إِلى أَنْ تَهُبَّ رَوايِحُ الْعِزِّ عَنْ رِضْوانِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، كَذلِكَ أَلْقَيْناكَ قَوْلَ الْحَقِّ وَأَرْسَلْنا إِلَيْكَ نَفَحاتِ الْمِسْكِ عَنْ هذا الْقَمِيْصِ لِتُكَبِّرَ اللهَ رَبَّكَ فِيْ أَيّامِكَ وَتَكُوْنَ مِنَ الرّاضِيْنَ، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلی عِبادِ الْمُخْلِصِيْنَ. ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا سَمِعْنا ما دَعَوْتَ اللهَ رَبَّكَ بِأَنْ يُبْلِغَكَ إِلی مَقامِ الَّذِيْ لَنْ تُنْكِرَ آياتِ اللهِ حِيْنَ نُزُوْلِها وَتَكُوْنَ لَمِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، فَنِعْمَ ما أَرَدْتَ فِيْ نَفْسِكَ لأَنَّ هذا أَمْرٌ أَكْبَرُ وَأَعَزُّ عِنْدَ اللهِ رَبِّكَ بِحَيْثُ لَنْ يَسْبُقَهُ أَمْرٌ إِنْ أَنْتَ مِنَ النّاظِرِيْنَ، وَلَنْ يَقُوْمَ مَعَهُ شَيْءٌ عَمّا خُلِقَ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، وَإِنّا نَسْئَلُ اللهَ بِأنْ يُوَفِّقَكَ عَلى ذلِكَ وَيَرْفَعَكَ إِلى مَقامِ الَّذِيْ تَعْرِفُ آياتِهِ عَنْ دُوْنِهِ وَتَكُوْنُ فِيْها لَمِنَ الرّاسِخِيْنَ، وَالْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ وَصَلَ إِلَيْنا وَرَقَةٌ الَّتِيْ كانَتْ مِنْ أَثَرِ اللهِ وَإِنَّ هذِهِ أَحَبُّ عِنْدِيْ عَنْ كُلِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَعَنْكُلِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، وَنَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُجْزِيْكَ أَحْسَنَ الْجَزاءِ مِنْ عِنْدِهِ وَيَرْفَعَك إِلى مَقامِ عِزٍّ مَحْمُوْدٍ، وَيَرْزُقَكَ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَيُبْلِغَكَ إِلى مَقامِ الَّذِيْ يَنْقَطِعُ عَنْهُ كُلُّ أَيْدِي مَمْدُوْدٍ، وَيُشَرِّفَكَ بِلِقآئِهِ فِيْ ظُهُوْرِ بَعْدِهِ وَإِنَّ هذا لأَحْسَنُ الْخَيْرِ وَأَفْضَلُ الأُمُوْرِ، وَإِنَّكَ لا تَحْزَنْ عَمّا حالَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ سَبِيْلَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَجِبالٍ شامِخٍ مَرْفُوْعٍ، وَإِنَّ كُلَّ ذلِكَ يَحُوْلُ بَيْنَ قُلُوْبِ الَّذِيْنَهُمْ غَفَلُوا عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَأَعْرَضُوا عَنْهُ وَكَفَرُوا بِآياتِهِ وَكانُوا مِنَ الَّذِيْنَهُمْ بِرَبِّهِمْ أَنْ يُشْرِكُوْنَ، وَالَّذِيْنَ صَفَتْ قُلُوْبُهُمْ بِحُبِّ اللهِ لَنْ يَحُوْلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بارِئِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنَّ اللهَ يَحُوْلُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ إِذا شآءَ وَأَرادَ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْقَيُّوْمُ.

[10]

بسم الله الظّاهر الأظهر

أَنْ يا اسْمِي اسْمَعْ نِدائِيْ عَنْ شَطْرِ الَّذِيْ فِيْهِ تَهُبُّ نَفَحاتُ رِضْوانِيْ وَاسْتَضآءَ فِيْهِ أَنْوارُ وَجْهِيْ وَتُمْطِرُ سَحابُ مَكْرُمَتِيْ وَرَحْمَتِيْ لِيَجْذُبَكَ إِلى سَمآءِ عِنايَتِيْ وَيُنْطِقَكَ بِثَناءِ نَفْسِيْ وَيَجْعَلَكَ حاكِيًا عَنِ اسْمِيْ بَيْنَ عِبادِيْ وَمُبَشِّرًا بِأَمْرِيْ بَيْنَ بَرِيَّتِيْ لِتُحْيِيَنَّ النّاسَ مِنْ كَوْثَرِ عِرْفانِيْ وَيُسْتَجْذَبُنَّ مِنْ جَذَباتِ نَغَماتِيْ وَيَجْتَمِعُنَّ عَلى مائِدَةِ نِعْمَتِيْ وَعَطائِيْ وَيَنْقَطِعُنَّ عَنْ سِوائِيْ وَيَطِيْرُنَّ فِيْهَوآءِ قُرْبِيْ وَيَسْتَظِلُّنَّ فِيْ ظِلِّ شَجَرَةِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ بِالْحَقِّ وَتَنْطِقُ كُلُّ وَرَقَةٍ مِنْها بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ  هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى أَمْرِ اللهِ وَدَعْ ما سِواهُ عَنْ وَرائِكَ وَإِذا انْتَشَرَتْ أَلْواحُ الْمُفْتَرِيْنَ ثُمَّ أَوْراقُ الْمُشْرِكِيْنَ ضَعْها بِقُوَّتِيْ وَقُدْرَتِيْ وَسُلْطانِيْ ثُمَّ خُذْ لَوْحَ اللهِ وَأَثَرَهُ بِقُوَّةٍ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ، قُلْ يا قَوْمِ فَأَنْصِفُوا بِاللهِ أَما بُشِّرْتُمْ بِهذا الْجَمالِ فِيْ كُلِّ الأَلْواحِ وَأَما وُعِدْتُمْ بِهِ وَإِذا ظَهَرَ بِالْحَقِّ أَعْرَضْتُمْ عَنْهُ وَكَفَرْتُمْ بِآياتِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْغَفُوْرِ الرَّحِيْمِ، وَإِنَّكَ كُنْتَ مَعَنا وَاطَّلَعْتَ بِبَعْضِ الأُمُوْرِ ذَكِّرِ النَّاسَ بِما عَرَفْتَ وَرَأَيْتَ وَلا تَكُنْ مِنَ الصّامِتِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا سَمِعْنا ذِكْرَكَ وَنِدائَكَ بَيْنَ الْعِبادِ بِهذِهِ الْكَلِمَةِ الأَعْظَمِ الْعَظِيْمِ، طُوْبى لَكَ بِما كَسَّرْتَ صَنَمَ الأَوْهامِ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْمُمْتَنِعِ الْمَنِيْعِ، قُمْ عَلى الأَمْرِ ثُمَّ احْفَظِ النّاسَ عَنْ وَساوِسِ الشَّياطِيْنِ ِلأَنَّهُمْ ظَهَرُوا فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ بِكُلِّ صُوَرٍ لإِغْواءِ الْمُوَحِّدِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ الْحَقِّ إِنَّ آثارَ اللهِ يَسْتَضِيْءُ بَيْنَ آثارِ النّاسِ كَضِياءِ الشَّمْسِ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِيّاكُمْ أَنْ تُقاسُوْها بِدُوْنِها قُلْ طَهِّرُوا صُدُوْرَكُمْ عَنِ الرَّيْبِ لِتَسْتَشْرِقَ عَلَيْها أَنْوارُ الشَّمْسِ عَنْ مَشْرِقِ اسْمِي الْعَلِيِّ الْحَكِيْمِ، أَنِ اجْتَمِعِ النّاسَ عَلى شاطِیءِ هذا الْبَحْرِ ثُمَّ أَلْقِ عَلَيْهِمْ ما أَلْقى اللهُ عَلى فُؤادِكَ لَعَلَّ يَنْقَطِعُنَّ عَنِ الْعالَمِيْنَ وَيَتَوَجَّهُنَّ بِكُلِّهِمْ إِلى شَطْرِ اللهِ رَبِّكَ فاطِرِ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، كَذلِكَ أَلْقَيْناكَ قَوْلَ الْحَقِّ لِتُوْقِنَ بِأَنّا ما نَسِيْناكَ وَيُذْكَرُ اسْمُكَ لَدى الْعَرْشِ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ هذا اللَّوْحُ الْمُرْسَلُ الْعَزِيْزُ الْبَدِيْعُ، وَالرَّوْحُ الَّذِيْ يَهُبُّ مِنْ رِضْوانِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ وَعَلى الَّذِيْنَ اهْتَزَّتْ قُلُوْبُهُمْ مِنْ نَسَماتِ السُّبْحانِ شَوْقًا لِلِقآءِ رَبِّهِمُ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ.

 

[11]

بسم الفرد الوتر الواحد

تِلْكَ آياتُ الْقُدْسِ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ مِنْ سَحابِ فَضْلٍ بَدِيْعًا، وَبِها تُطَهَّرُ أَفْئِدَةُ الْعِبادِ عَنْ دَنَسِ النَّفْسِ وَالْهَوى وَيَشْرَبُنَّ عَنْ كُأُوْسِ الَّتِيْ كانَتْ مِزاجُها ذِكْرَ مَحْبُوْبٍ وَحَبِيْبًا، أَنْ يا عَبْدُ قَدْ حَضَرَ تِلْقآءَ الْجَمالِ ما ذَكَرْتَ بِهِ اللهَ رَبَّكَ وَرَبَّ آبائِكَ وَرَبَّ عَرْشٍ عَظِيْمًا، فَطُوْبى لَكَ بِما خَرَقْتَ سُبُحاتِ الْجَلالِ وَوَرَدْتَ فِيْظِلِّ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْمُتَعالِ وَقَدَّسْتَ نَفْسَكَ عَنْ شِرْكِ كُلِّ مُشْرِكٍ عَنِيْدًا، وَلكِنْ فَاسْعَ فِيْ نَفْسِكَ فِيْكُلِّ الأَيّامِ لِئَلاّ يَزُلَّكَ وَساوِسُ الشَّيْطانِ وَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيْلِ عِزٍّ بَهِيًّا وَعَنْ صِراطِ قُدْسٍ مُسْتَقِيْمًا، تَجَنَّبْ عَنِ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا ثُمَّ بَلِّغْ أَمْرَ مَوْلاكَ إِلى الَّذِيْنَ تَجِدُ مِنْ شَطْرِ قُلُوبِهِمْ نَفَحاتِ الْقُدْسِ وَمِنْ وُجُوْهِهِمْ نَضْرَةَ عِزٍّ مُنِيْرًا، وَإِنْ أَخَذَكَ مِنْ حُزْنٍ ذَكِّرْ حُزْنِيْ وَمَصائِبِيْ تَاللهِ قَدِ ابْتُلِيْتُ بِبَلايا لا يُحْصِيْها إِلاَّ اللهُ الَّذِيْ أَحاطَ كُلَّشَيْءٍ فِيْ أُمِّ الْبَيانِ هذا لَكِتابُ الَّذِيْ يَنْطِقُ حِيْنَئِذٍ بِالْحَقِّ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالَّذِيْ ظَهَرَ بِاسْمِ حُسَيْنٍ قَبْلَ عَلِيٍّ لَسُلْطانُهُ وَعَظَمَتُهُ وَكِبْرِيآئُهُ ثُمَّ ظُهُوْرُهُ وَبُطُوْنُهُ وَعِزُّهُ وَاقْتِدارُهُ عَلى الْخَلايِقِ جَمِيْعًا، وَإِذًا يُنادِيْ لِسانُ الْعَظَمَةِ عَنْ وَرآءِ سُرادِقِ الأَعْلى بِأَنْ تَاللهِ هذا لَعَلِيٌّ ثُمَّ مُحَمَّدٌ ثُمَّ مُحَمَّدٌ ثُمَّ عَلِيٌّ أَنِ اتَّبِعُوْهُ يا مَلأَ الأَرْضِ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ وَإِنَّ هذا ظُلْمٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَلى اللهِ اتَّقُوا اللهَ وَكُوْنُوا فِي الأَمْرِ تَقِيًّا، أَتَعْبُدُوْنَ الْعِجْلَ وَتَذَرُوْنَ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ وَاسْتَضاءَ بِنُوْرِهِ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتُمْ بِذلِكَ بَصِيْرًا، يا قَوْمِ طَهِّرُوا آذانَكُمْ لِتَسْمَعُوا نَغَماتِيْ ثُمَّ أَبْصارَكُمْ لِتَشْهَدُوا جَمالِيْ وَكَذلِكَ أَمَرَكُمُ اللهُ فِيْكُلِّ الأَلْواحِ وَهذا اللَّوْحِ الَّذِيْ ظَهَرَ وَأَشْرَقَ عَنْ أُفُقِ إِصْبَعِ رَبِّكُمُ الْعَلِيِّ الأَعْلى وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ شَهِيْدًا، أَنْ يا عَبْدُ اسْمَعْ نِدآئِيْ ثُمَّ اثْبُتْ عَلى الأَمْرِ وَلا تَلْتَفِتْ إِلى ما خُلِقَ فِيْ الإِبْداعِ وَإِنّا قَدَّرْنا لَكَ فِي اللَّوْحِ مَقامًا رَفِيْعًا، وَأَحْصَيْنا ما فِيْ قَلْبِكَ وَاطَّلَعْنا بِما فِيْ سِرِّكَ وَنَقْضِيْ عَلَيْكَ ما أَرَدْناهُ لَكَ وَعِنْدَنا عِلْمُ كُلِّشَيْءٍ وَعِلْمُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتَ بِذلِكَ خَبِيْرًا، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ وَعلى مَنِ اسْتَقامَ عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ زَلَّتْ عَنْهُ أَقْدامُ الَّذِيْنَ كانَ فِيْ قُلُوْبِهِمْ مِرْيَةٌ عَنْ لِقآءِ رَبِّهِمْ وَكانُوا عَنِ الصِّراطِ بَعِيْدًا.

 

[12]

هو العالم بكلّ شَيء وكلّ إيّاه لا يعرفون

فَسُبْحانَ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ بِأَمْرِهِ وَنَفَخَ فِي الصُّوْرِ وَأَحْيی بِهِ أَفْئِدَةَ الَّذِيْنَ هُمُ انْقَطَعُوا إِلى اللهِ وَكانُوا عَلى رَفْرَفِ الْحَمْرا بَيْنَ يَدَيِّ اللهِ مُتَّكِئًا، وَشَرِبُوا عَنْ سَلْسَبِيْلِ الْعِشْقِ وَأُوْقِدُوا بِنارِ اللهِ وَوَجَدُوا رَوايِحَ الْقَمِيْصِ عَنْ مِصْرِ الَّذِيْ كانَ بِاسْمِ اللهِ فِيْ مَلإِ الْقُدْسِ مُشْتَهَرًا، كَذلِكَ نُعَلِّمُكَ مِنْ أَسْرارِ الْعِلْمِ وَنُلْقِيْ عَلَيْكَ ما يُغْنِيْكَ عَنِ الَّذِيْنَ يَظُنُّوْنَ أَنَّهُمْ عَرَجُوا إِلى مَعارِجِ الْعِلْمِ لِتَعْرِفَ سُبُلَ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ وَتَسْتَقِيْمَ عَلى الأَمْرِ وَتَطَّلِعَ عَلى مَعارِفِ الَّتِيْ جَعَلَهُ اللهُ خَلْفَ قِبابِ الْعِزَّةِ لِيَكُوْنَ عَنْ أَبْصارِ الْمُتَكَبِّرِيْنَ مُسْتَتِرًا، قُلْ يا قَوْمِ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَسْلُكُوا سُبُلَ الْبَغْيِ وَالْفَحْشآءِ وَلا تَظُنُّوا بِاللهِ ظَنَّ السُّوْءِ لِئَلاّ تَكُوْنُنَّ مِنَ الَّذِيْنَ هُمْ كانُوا فِيْ أَمْرِ اللهِ مُلْتَحِدًا، هُمُ الَّذِيْنَ إِنْ يَرَوْا سَبِيْلَ الفِرْدَوْسِ لا يَتَّخِذُوْهُ ِلأَنْفُسِهِمْ سَبِيْلاً وَإِنْ تَمُرُّ عَلَيْهِمْ نَسَماتُ الطّاغُوْتِ يَتَّخِذُوْهُ ِلأَنْفُسِهِمْ سَيْبًا، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَآياتِهِ وَكانُوا مِنَ الَّذِيْنَهُمْ أَعْرَضُوا وَاسْتَكْبَرَ عَلى اللهِ فِيْ أَمْرِهِ الَّذِيْ كانَ بِمِثْلِ الشَّمْسِ عَنْ أُفُقِ الرُّوْحِ مُشْتَرِقًا، قُلْ يا قَوْمِ أَما تَشْهَدُوْنَ كَيْفَ أَشْرَقَ الشَّمْسَ وَأَلاحَ النُّوْرَ وَكَشَفَ الْحِجَابَ وَقامَ اللهُ فِيْ مَلإِ الْقُدْسِ وَيُبَشِّرُ الْوَرْقا قُدَّامَهُ بِنَغْمَةِ الَّتِيْ تَنْصَعِقُ عَنْهُ كُلُّ مَنْ فِي الْمُلْكِ إِذًا فَاسْمَعُوا يا أَهْلَ الْمُلْكِ لَعَلَّ تَكُوْنُنَّ مِنْ نَغَماتِ اللهِ مُجْتَذَبًا، ثُمَّ ارْحَمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ وَلا تَحْرِمُوا ذَواتِكُمْ سَيَفْنى الدُّنْيا وَزُخْرُفُها وَتَرْجِعُوْنَ إِلى اللهِ فِيْ مَقَرِّ الَّذِيْ كانَ عَنْ سَبِيْلِ الْقُدْرَةِ مُرْتَفِعًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا أَرْسَلْنا إِلَيْكَ كِتابًا مِنْ قَبْلُ وَأَذْكَرْناكَ فِيْهِ بِذِكْرِ الْبَقا عَلى لَحْنٍ لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيْ بِحَرْفٍ مِنْهُ إِلاّ مَنْ شآءَ رَبُّكَ وَكَذالِكَ نُخْبِرُكَ بِما جَرى مِنْ قَلَمِ الإِبْداعِ لِتُوْقِنَ بِأَنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّشَيْءٍ مُقْتَدِرًا، وَإِنَّكَ لا تَحْزَنْ عَنْ شَيْءٍ وَلا تَخَفْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ احْفَظْ تِلْكَ الْكَلِماتِ ثُمَّ اقْرَئْها عَلى الَّذِيْنَ هُمْ آمَنُوا بِاللهِ لِتَكُوْنَ لأَمْرِ اللهِ فِيْ نَفْسِكَ مُنْتَصِرًا.

[13]

هو العليّ الأعلى

هذا كِتابٌ مِنَ الْعَبْدِ إِلى الَّذِي اهْتَدى بِأَنْوارِ الْهُدى وَاعْتَصَمَ بِعِصْمَةِ اللهِ الْمَلِكِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيْزِ الْمُقْتَدِرِ الْقَيُّوْمِ، لِتَهُبَّ عَلى رِياضِ قَلْبِهِ نَسَماتُ الْحُبِّ وَتُقَرِّبَهُ إِلى رِضْوانِ قُدْسٍ مَحْبُوْبٍ، قُلْ يا قَوْمِ قُوْمُوا عَلى إِقامَةِ أَمْرِ اللهِ وَلا تَتَّبِعُوا هَواكُمْ إِنْ أَنْتُمْ فِيْ ظُلَلِ الأَمْرِ تَمُرُّوْنَ، خافُوا عَنِ اللهِ ثُمَّ اجْتَنِبُوا كَبائِرَ الإِثْمِ ثُمَّ عَمَّا نُهِيْتُمْ عَنْهُ تَنْتَهُونَ، اتَّقُوا اللهَ وَلا تَسْلُكُوا سُبُلَ الآمالِ إِنْ أَنْتُمْ فِيْ مَناهِجِ الْقُدْسِ تَسْلُكُوْنَ، قُلْ يا قَوْمِ لا تَتَفَرَّقُوا فِيْ آياتِ اللهِ عَمّا نُزِّلَتْ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ثُمَّ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ وَهذا مِنْ حَبْلِهِ إِنْ أَنْتُمْ فِيْ أَنْفُسِكُمْ تَتَفَكَّرُوْنَ، هُوَ الَّذِيْ أَشْرَقَ عَلَيْكُمُ الشَّمْسَ بِقُدْرَتِهِ وَأَلاحَ الْقَمَرَ بِنُوْرِهِ وَأَجْرى الأَنْهارَ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ لَعَلَّ أَنْتُمْ إِلى آثارِ رَحْمَةِ اللهِ تَنْظُرُوْنَ، وَتَشْكُرُوْنَهُ فِيْكُلِّ حِيْنٍ ثُمَّ عَلَيْهِ فِيْكُلِّ الأُمُوْرِ تَتَوَكَّلُوْنَ، كَذلِكَ نُصَرِّفُ لَكُمُ الآياتِ وَنُذَكِّرُكُمْ بِالْحَقِّ لَعَلَّ أَنْتُمْ بِمَواطِنِ الْقُرْبِ تَسْتَقْرِبُوْنَ، قُلْ يا قَوْمِ هذا عَبْدُ اللهِ وَخادِمُهُ فِي الْمُلْكِ ما يُرِيْدُ إِلاّ إِصْلاحَ أَنْفُسِكُمْ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ عِبادٌ مُكْرَمُوْنَ، إِذًا قُوْمُوا عَنْ فِراشِ الْغَفْلَةِ ثُمَّ انْصُرُوْهُ بِقُلُوْبِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَرْواحِكُمْ وَأَبْدانِكُمْ وَبِكُلِّ ما قُدِّرَ لَكُمْ إِنْ أَنْتُمْ تُرِيْدُوْنَ أَنْ تَنْصُرُوْنَ، وَإِنْ لَنْ تَنْصُرُوْهُ فَاعْلَمُوا بِأَنَّهُ يَنْصُرُ نَفْسَهُ بِذاتِهِ وَيَرْفَعُ أَمْرَهُ بِالْحَقِّ وَهذا مِنْ أَمْرٍ يَعْجَزُ عَنْ عِرْفانِهِ كُلُّ الْعالِمُوْنَ، قُلْ يا قَوْمِ فَانْظُرُوا فِيْ قُرُوْنِ الْماضِيَةِ وَفِيْما قُضِيَ عَلَيْهِمْ بِحَيْثُ كانُوا أَكْثَرَ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْبَرَ مِنْكُمْ عِزَّةً وَأَعْلى مِنْكُمْ شَأْنًا وَكُلُّهُمْ ذَهَبُوا إِلى مَواقِعِهِمْ وَدُفِنُوا بِأَعْمالِهِمْ وَرَجَعُوا إِلی التُّرابِ كَما بُدِؤُا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهذا لَهُوَ الْحَقُّ الْمَعْلُوْمُ، وَأَنْتُمْ سَتَرْجِعُوْنَ إِلَيْهِمْ وَتُسْئَلُوْنَ عَمّا اكْتَسَبَتْ أَيْداكُمْ وَعَمّا سَمِعَتْ أُذُناكُمْ وَلاحَظَتْ عَيْناكُمْ وَلِكُلِّ ما أَنْتُمْ عَمِلْتُمْ فِي الْحَيوةِ الْباطِلَةِ وَهذا ما سُطِرَ بِالْحَقِّ عَلى أَلْواحِ عِزٍّ مَكْنُوْنٍ، إِذًا خافُوا عَنِ اللهِ ثُمَّ ارْجِعُوا فِيْما فَرَّطْتُمْ فِيهِ ثُمَّ اسْتَنْصِحُوا بِما أَنْصَحْناكُمْ لَعَلَّ أَنْتُمْ بِما أَرادَ اللهُ لَكُمْ تَصِلُوْنَ، وَالتَّكْبِيْرُ عَلَيْكُمْ وَعَلى مَنِ اسْتَضآءَ بِأَنْوارِ الْوَجْهِ وَكانَ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ كانُوا فِيْ مَواقِعِ الْعِزِّ داخِلُوْنَ.

[14]

هو العزيز المقدّس الأمنع الأعلى

تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ نُزِّلَتْ مِنْ سَحابِ رَحْمَةٍ مَنِيْعًا، وَمِنْها يَحْيى أَفْئِدَةُ الْمُمْكِناتِ إِنْ يَتَوَجَّهُنَّ إِلى اللهِ بارِئِهِمْ وَيَنْقَطِعُنَّ عَمَّا عِنْدَهُمْ وَكَذلِكَ نَزَّلْنا الأَمْرَ فِيْهذا اللَّوْحِ ذِكْرًا مِنْ لَدُنّا عَلى الْعالَمِيْنَ جَمِيْعًا، إِنَّ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ أُوْلئِكَ كَفَرُوا بِمَظاهِرِ نَفْسِ اللهِ فِيْكُلِّ عَهْدٍ وَعَصْرًا وَلَنْ يُذْكَرَ أَسْمآئُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ طَرْفُ قُدْسٍ مَنِيْعًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا سَيِّدَ الْقَوْمِ اسْمَعْ نِدآءَ اللهِ مِنْ هذِهِ السِّدْرَةِ الحَمْرا عَلى هذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ الأَحَدِيَّةِ الأَبَدِيَّةِ الْبَيْضا اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ قَدْ خَلَقَ الْمُمْكِناتِ لِعِرْفانِ نَفْسِهِ وَذَرَءَ الْمَوْجُوْدات لاتِّباعِ أَمْرِهِ وَكَذلِكَ كانَ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ إِنْ أَنْتَ بِذلِكَ عَلِيْمًا، وَمِنَ النّاسِ مَنْ شَرِبَ كَأْسَ الْعِرْفانِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ اللهِ بَعْدَ الَّذِيْ نُزِّلَتْ عَلَيْهِ الآياتُ فِيْكُلِّ بُكُوْرٍ وَأَصِيْلاً، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا ابْتُلِيْنا بَيْنَ عِبادِنا الَّذِيْنَ ما آمَنُوا بِاللهِ فِيْ أَزَلِ الآزالِ وَاشْتَعَلَتْ نارُ الْبَغْضا فِيْ صُدُوْرِهِمْ وَكانُوا عَلی أَعْقَابِ الإِعْراضِ عَلی الظُّلْمِ مُنْقَلِبًا، وَأَحاطَتْنا الأَحْزانُ عَلی شَأْنٍ لَنْ يَتَحَرَّكَ لِسانِيْ عَلی ذِكْرِ مَحْبُوْبِيْ وَكَذلِكَ وَرَدَ عَلى الْغُلامِ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ إِنْ أَنْتَ بِذلِكَ خَبِيْرًا، وَلَوْ تَكُوْنُ لِلْعِبادِ آذانٌ واعِياتٌ لَيَكْفِيْهِمْ ما نُزِّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ جَبَرُوْتِ قُدْسٍ مَنِيْعًا، وَمِنْ دُوْنِ ذلِكَ لَنْ يَلْتَفِتُوا إِلی كَلِماتِ اللهِ وَلَنْ يَسْمَعُوا نَغَماتِ عِزِّهِ وَلَوْ يُنْزِلُ عَلَيْهِمْ فِيْكُلِّ الْحِيْنِ بِعَدَدِ الأَمْطارِ آياتِ عِزٍّ مُبِيْنًا، قُلْ يا قَوْمِ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تُحارِبُوا بِنَفْسِهِ وَلا تُجَادِلُوا بِآياتِهِ بَعْدَ الَّذِيْ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ وَأَحاطَتْ كُلَّ مَنْ فِي الْعالَمِيْنَ مَجْمُوْعًا، أَنِ اسْتَمِعُوا نِدآءَ اللهِ ثُمَّ انْقَطِعُوا عَمّا دُوْنَهُ وَهذا خَيْرٌ لَكُمْ عَنْ خَزائِنِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتُمْ بِذلِكَ عَلِيْمًا بَصِيْرًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ أَنِ اسْتَقِمْ عَلى أَمْرِ اللهِ رَبِّكَ إِيّاكَ أَنْ لا يَزَلَّكَ هَمَزاتُ الشَّيْطانِ لأَنَّهُ قامَ عَلى وَجْهِ الرَّحْمنِ بِإِعْراضٍ كانَ فِيْ أُمِّ الْكِتابِ كَبِيْرًا، أَنِ اثْبُتْ عَلى الأَمْرِ ثُمَّ ذَكِّرْ نَفْسَكَ فِيْكُلِّ الأَيّامِ وَإِنْ تَسْتَطِيْعُ فِيْ نَفْسِكَ بَلِّغْ أَمْرَ رَبِّكَ إِلى الَّذِيْنَ تَجِدُهُمُ الْيَوْمَ فِيْ غَفْلَةٍ وَشِقاقٍ بَعِيْدًا، كَذلِكَ أَذْكَرَكَ لِسانُ الْقِدَمِ لِتَتَّبِعَ ما أُمِرْتَ بِهِ وَتَكُوْنَ عَلى أَمْرِ رَبِّكَ مُسْتَقِيْمًا، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلی مَنْ فِيْ حَوْلِكَ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ آمَنُوا وَكانُوا عَلى الأَمْرِ مُقِيمًا.

 

[15]

هو القيّوم الباقي

فَسُبْحانَ الَّذِيْ لَهُ مُلْكُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَإِنَّهُ كانَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيْمًا، وَلَهُ يَسْجُدُ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالْعَرْشِ وَإِنَّهُ كانَ عَلاّمًا حَكِيْمًا، لَهُ الْجُوْدُ وَالْفَضْلُ يُحْيِيْ مَنْ يَشآءُ بِسُلْطانِهِ وَإِنَّهُ لَمُقْتَدِرٌ قَدِيْرًا، لَهُ السَّلْطَنَةُ وَالْبَقا وَالْعَظَمَةُ وَالسَّنا وَالرِّفْعَةُ وَالْبَها وَالْقُدْرَةُ وَالضِّيا وَالْعِزَّةُ وَالْبَدا يَغْفِرُ مَنْ يَشآءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشآءُ وَإِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ حَكِيْمًا، قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِنّا كُنّا بِذلِكَ شَهِيْدًا، قُلِ اللهُ رازِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِنّا كُنّا بِذلِكَ خَبِيْرًا، قُلِ اللهُ مُحْييْ كُلِّ شَيْءٍ وَجاعِلُهُ وَسُلْطانُ كُلِّ شَيْءٍ وَخالِقُهُ وَإِنَّهُ كانَ عَلى كُلِّشَيْءٍ مُحِيْطًا، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِالَّذِيْ جائَكُمْ بِسُلْطانٍ قَدْ كانَ عَلى الْحَقِّ مُبِيْنًا، إِيّاكُمْ أَنْ لا تَسْتَنْكِفُوا عَنْ عِبادَةِ رَبِّكُمْ وَلا تَسْتَكْبِرُوا بَعْدَ الَّذِيْ جائَكُمُ الْبُرْهانُ عَنْ كُلِّ طَرَفٍ قَرِيْبًا، وَلا تَتَّبِعُوا ما يَأْمُرُكُمْ بِهِ هَوَيكُمْ ثُمَّ أَسْرِعُوا إِلى شَطْرِ عِزٍّ رَفِيْعًا، قُلْ قَدْ جائَتْكُمُ الْفِتْنَةُ عَنْ كُلِّ الْجِهاتِ وَأَخَذَتْكُمْ صَواعِقُ الأَمْرِ عَنْ كُلِّ طَرَفٍ بَدِيْعًا، اتَّقُوا اللهَ ثُمَّ اثْبُتُوا عَلى الأَمْرِ ثُمَّ اسْتَقِيْمُوا عَلى الصِّراطِ وَلا تَكُوْنُنَّ فِي الْمُلْكِ جَبّارًا شَقِيًّا، خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَطْرُدُوا الَّذِيْ جآئَكُمْ بِآياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَدْعُوْكُمْ إِلاّ بِسُلْطانٍ عَظِيْمًا، وَيَذْكُرُكُمْ أَحْسَنَ الذِّكْرِ فِيْ كَلِمَةِ الَّتِيْ كانَتْ عَنْ أُفُقِ اللهِ لَمِيْعًا، وَيَأْمُرُكُمْ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَيَمْنَعُكُمْ عَنِ الْبَغْيِ وَالْفَحْشآءِ وَيُسْمِعُكُمْ آياتِ عِزٍّ بَدِيْعًا، يا قَوْمِ إِنْ نَسِيْتُمْ حُكْمَ اللهِ فِيْ قَبْلِ الْقَبْلِ فَما فِئَةُ الْفُرْقانِ عَنْكُمْ بِبَعِيْدًا، أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِيْنَهُمْ كانُوا مِنْ قَبْلُ وَكَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَاسْتَهْزَؤُا بِرُسُلِهِ وَأَخَذَهُمْ نِكالُ قَهْرٍ مُبِيْنًا، اتَّقُوا اللهَ ثُمَّ تَفَكَّرُوا فِيْما مَضى مِنْ قَبْلُ لَعَلَّ تَسْتَرْشِدُوْنَ فِيْهذِهِ الأَيّامِ الَّتِيْ كانَتِ الآياتُ عَنْ كُلِّ الْجِهاتِ مَنْزُوْلاً، قُلْ إِنْ يَمْنَعُكُمْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ عَنْ ذلِكَ لا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ ثُمَّ أَعْرِضُوا عَنْهُ وَأَقْبِلُوا إِلى جَمالِ قُدْسٍ جَمِيْلاً، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا ما سُطِرَ مِنْ عِنْدِكَ وَوَجَدْنا مِنْهُ رَوائِحَ حُبٍّ مَنِيْعًا، وَأَجَبْناكَ بِهذِهِ الآياتِ الَّتِيْ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ مِنْ سَمآءِ قُدْسٍ رَفِيْعًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا كُنّا أَجَبْناكَ مِنْ قَبْلُ وَنُجِيْبُكَ حِيْنَئِذٍ وَأَرَدْنا لَكَ فِي الْفِرْدَوْسِ مَقامَ عِزٍّ كَرِيْمًا، وَهذا مَقامُ الَّذِيْ ما سَبَقَهُ مَقامٌ إِلاّ إِنْ يَشآءُ اللهُ رَبُّكَ وَرَبُّ الْعالَمِيْنَ جَمِيْعًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا حَبِيْبِيْ فَاسْعَ فِيْ نَفْسِكَ لِتَكُوْنَ ثابِتًا فِيْ حُبِّكَ وَراسِخًا فِيْ دِيْنِكَ وَمُتَمَسِّكًا بِعُرْوَةِ الَّتِيْ كانَتْ عَلى الْحَقِّ قَوِيًّا، كَذلِكَ أَلْقَيْناكَ ما هُوَ خَيْرٌ لَكَ عَنْ كُلِّ ما فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتَ بِبَصَرِ الرُّوْحِ بَصِيْرًا، ثُمَّ ذَكِّرْ مِنْ لَدُنّا كُلَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَكانَ عَلى الْحُبِّ مُقِيْمًا وَعَلى الأَمْرِ مُسْتَقِيْمًا.

[16]

 بسم الرّبّ العزيز القدير

هذا كِتابٌ مِنْ شَجَرَةِ الرُّوْحِ لِلَّذِيْ آمَنَ بِاللهِ ثُمَّ هَدى، وَسَمِعَ نِدآءَ اللهِ عَنْ وَرآءِ قُلْزُمِ الرُّوْحِ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، أَنْ يا عَبْدُ بَشِّرْ فِيْ نَفْسِكَ فِيْما بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فِيْ مَكامِنِ التُّقى، وَقُدِّرَ فِيْهِ ما لا يَشْهَدُ أَحَدٌ فِي الْمُلْكِ وَما لا يُرى سَتَشْهَدُ ما وَعَدَكَ اللهُ فِيْ جَنَّةِ الْمَأْوَی، وَتَجِدُ فِيْها ما لا تَعْرِفُهُ أَفْئِدَةُ أُوْلِي النُّهى، قُلْ يا قَوْمِ لا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَمّا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ عَنْ مُلْكِ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، فَاعْرِفُوا قَدْرَ تِلْكَ الأَيّامِ ثُمَّ أَسْرِعُوا إِلى مَقامِ الَّذِيْ ظَهَرَتْ فِيْهِ آيَةُ اللهِ الْكُبْرى مِنْ نُوْرِ اللهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى، قُلْ تَاللهِ هذا لَهُوَ الْمَنْظَرُ الْعُظْمى، الَّذِيْ وُصِفَ فِيْ كُلِّ الأَلْواحِ وَفِيْما نُزِّلَ عَلى إِبْراهِيْمَ وَمُوْسى، وَإِنَّ هذا لَخَيْرُ الَّذِيْ ما أَدْرَكَهُ إِلاّ أُوْلِي الْحِجى، الَّذِيْنَ إِذا سَمِعُوا نِدآءَ اللهِ أَجابُوا بِقَوْلِهِمْ بَلى، أُوْلئِكَ الَّذِيْنَ عَلَيْهِمْ صَلَواةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ثُمَّ مِنْ أَصْحابِ الْهُدى، إِذًا أَنْتَ فَانْظُرْ مَقامَكَ فِيْما أَراكَ اللهُ فِيْ نَوْمِكَ مِنْ قَصَصِ الأُوْلى، لِتَعْرِفَ ما كَشَفْنا لَكَ مِنْ أَسْرارِ الْبَقا الَّتِيْ كانَتْ تَحْتَ حُجُباتِ الْقَضا مِمّا سُتِرَ وَأَخْفى، قُلْ إِنَّهُ لَذُوْ نَظْرَةٍ تَسْعى، وَيَمْشِيْ قُدَّامَهُ نُوْرُ الأَحَدِيَّةِ الَّذِيْ يُوْقِدُ وَيُجْلى، لِيَهْتَدِيْ بِهِ مَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ رَفْرَفِ الأَسْنى، وَيَضَلُّ مَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الْحِمى، وَإِنَّ ذلِكَ ما سُطِرَ فِيْ صُحُفِ الرُّوْحِ عِنْدَ شَجَرَةِ الْقُصْوى، وَإِنَّ هذا ما جَرى عَلَيْهِ قَلَمُ الأَعْلى، وَالرَّوحُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَهُمْ طارُوا فِيْهَوآءِ الْقُرْبِ ثُمَّ اهْتَدى، وَالنّارُ لِمَنْ كَفَرَ بِاللهِ ثُمَّ شَقى، وَأَعْرَضَ عَنْ صِراطِ الْعَدْلِ ثُمَّ طَغى، وَكانَ مِمَّنْ ضَلَّ وَغَوى، أَنْ يا حَبِيْبُ نَبِّئْ عِبادَ الله بِكَلِمَةِ اللهِ الْعُلْيا الَّتِيْ أَنْزَلَها الرُّوْحَ مَرَّةً أُخْرى، وَأَرْسَلَها شَدِيْدُ الأَمْرِ مِنْ جَبَرُوْتِ الْقُوى، لِيُعَلِّمَكُمْ سُبُلَ الْفِرْدَوْسِ وَيَهْدِيْكُمْ إِلى قِبابِ الأَبْهى، قُلْ إِنَّها أَشْرَقَتْ عَنْ أُفُقِ الْفَجْرِ كَالشَّمْسِ فِيْ وَسَطِ الضُّحى، لِيُقَرِّبَكُمْ إِلى اللهِ وَتَكُوْنَ لَكُمُ الذِّكْرى، إِذْ فَاسْتَمِعْ لِما يُوْحى عَلَيْكَ مِمّا رُقِمَ مِنْ قَضايآءِ الأَمْرِ عَلی ألْواحِ الْياقُوْتِ مِنْ أَصابعِ الأَحْلى، لِيُخَلِّصَكَ عَنْ زَخارِفِ الْمُلْكِ وَيَجْذُبَكَ إِلى مَواقِعِ الرُّوْحِ فِيْ وَطَنِ الأَوْفى، فَهَنِيْئًا لِمَنْ سَمِعَ الْقَوْلَ وَخَضَعَ لِكَلِمَةِ اللهِ وَتَفِيْضُ عَيْناهُ مِنَ الدَّمْعِ إِذا يَصْغى، وَيَحْتَرِقُ قَلْبُهُ بِنارِ الْحُبِّ ثُمَّ يُغْلى، وَهذا ما رَقَمَ قَلَمُ الْعَبْدِ فِيْ هذا اللَّوْحِ الأَبَدِيِّ الأَجْلى، الَّذِيْ سَمّاهُ اللهُ بِالسِّيْنِ بَعْدَ الْحا فِيْ مَلَكُوْتِ الأَسْما، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ فازَ بِلِقآءِ يَوْمٍ يَأْتِيْ بِالْحَقِّ وَفِيْهِ الرَّحْمنُ عَلى الْعَرْشِ اسْتَوى.

 

[17]

هو العزيز العليّ الحيّ الجميل

ذِكْرُ اللهِ فِيْ شَجَرَةِ الْفِرْدَوْسِ فِيْ شاطِي الْبَقا عَلى أَفْنانِ الْعَما يَمِيْنِ الرُّوْحِ فِيْ وادِي الْمُقَدَّسِ طُوْرِ الْجَمالِ أَنْ يا أَهْلَ الْبَها فَاسْمَعُوْنَ، هُوَ الَّذِيْ أَنْطَقَ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ الآياتِ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ عَلى أَنَّهُ هُوَ الْمَلِكُ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، إِنَّ فِيْ خَلْقِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ النُّوْرِ وَالظُّلْمَةِ وَتَوَرُّقِ الأَشْجارِ وَجَرَيانِ فُلْكِ الأَحَدِيَّةِ عَلى بَحْرِ النّارِ وَهُبُوْبِ نَسَماتِ الْقُدْسِ عَنْ فِرْدَوْسِ الْجَمالِ وَتَصْرِيْفِ الآياتِ مِنْ غَمامِ الْهُوِيَّةِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُوْنَ، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ وَلا تَظُنُّوا ظَنَّ السُّوْءِ وَلا تَفْتَرُوا بِأَصْفِيائِهِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَ النّاسِ وَلا تَرْتَكِبُوا الْبَغْيَ وَالْفَحْشآءَ إِنْ أَنْتُمْ بِحُكْمِ اللهِ فِيْ شَجَرَةِ الأَمْرِ تُوْقِنُوْنَ، هذا ما يَنْصَحُكُمُ الرُّوْحُ فِيْما أَجْرى اللهُ عَلى قَلَمِ الأَعْلى فِيْ أَلْواحِ قُدْسٍ مَكْنُوْنٍ، لِيُوْقِنُنَّ الْكُلُّ بِآياتِهِ فِيْ أَيّامِهِ وَيَسْتَبْشِرُوا الَّذِيْنَ َهُمْ طارُوا بِجَناحَيْنِ الانْقِطاعِ وَهُمْ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ يُسْتَجْذَبُوْنَ، وَإِذا يُلْقى عَلَيْهِمُ الآياتُ وَجَلَتْ قُلُوْبُهُمْ وَتَفِيْضُ مِنْ قَطَراتِ الْحَمْرا وَهُمْ عَنْ نارِ الْحُبِّ يَشْتَعِلُوْنَ، عَلَيْهِمْ رِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمُ الزُّلْفى فِيْ مَعارِجِ الْبَقا وَقُدِّرَ لَهُمْ بَيْنَ يَدَيِّ الْوَجْهِ سُرُرٌ مِنْ ياقُوْتِ الْبَيْضا وَهُمْ عَلَيْها يَتَّكِئُوْنَ، كَذلِكَ نُلْقِيْ عَلَيْكَ مِنْ أَلْحانِ الْهُوِيَّةِ لَعَلَّ يَنْقَطِعُكَ عَنْ كُلِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَيُقَلِّبُكَ إِلى جِوارِ رَحْمَةِ اللهِ وَيُؤَيِّدُكَ عَلى النَّصْرِ وَيَرْزُقُكَ مِنْ ثَمَراتِ الْخُلْدِ وَيَجْعَلُكَ مِنَ الَّذِيْنَ هُمُ اهْتَدُوا بِأَنْوارِ الْجَمالِ وَعَنْ حِياضِ الرَّحْمَةِ يَشْرَبُوْنَ، كَذلِكَ صَرَّفْنا الآياتِ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلْنا الرُّوْحَ عَلَيْكَ لِتَهُزَّ نَفْسَكَ مِنَ الشَّوْقِ وَتَكُوْنَ مِنَ الَّذِيْنَ هُمْ فِيْ رِضْوانِ الْوِصالِ يُحْبَرُوْنَ، يا حَرْفَ الْعِزِّ اقْرَءْ ما رَتَّلْناهُ لَكَ ثُمَّ احْفَظْها لِيَحْدُثَ فِيْكَ رُوْحُ الْحَيَوانِ وَيُقَرِّبَكَ إِلى مَكْمَنِ عِزٍّ مَخْزُوْنٍ، فَاعْمَلْ بِما أُمِرْتَ ثُمَّ اسْتَقِمْ وَلا تَخَفْ مِنْ أَحَدٍ وَلَوْ يَعْتَرِضُ عَلَيْكَ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ لِيَبْعَثَكَ اللهُ فِيْ هَوآءِ النُّوْرِ وَيَهِبَكَ مُلْكًا فِي اسْمِهِ الأَعْلى وَيُنْزِلَ عَلَيْكَ مِنْ غَمامِ الرَّحْمَةِ ما قُدِّرَ فِيْ لَوْحٍ مَحْفُوْظٍ، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ كانُوا لِوَجْهِ اللهِ ساجِدُوْنَ.

 

[18]

هو العزيز الباقي

أَنْ يا حُسَيْنُ أَنِ اشْهَدْ بِنَفْسِكَ ثُمَّ بِلِسانِكَ ثُمَّ بِقَلْبِكَ ثُمَّ بِذاتِكَ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَنَّ عَلِيًّا قَبْلَ مُحَمَّدٍ مَظْهَرُ جَمالِهِ وَمَطْلِعُ إِجْلالِهِ وَمَعْدِنُ وَحْيِهِ وَمَنْبَعُ عِلْمِهِ لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، وَبِهِ ثَبُتَ التَّوْحِيْدُ وَأُظْهِرَ جَمالُ التَّفْرِيْدِ وَغَنَّتِ الْوَرْقاءُ عَلى أَفْنانِ سِدْرَةِ الْبَقا بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيْمُ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَاطَّلَعْنا بِما فِيْهِ وَإِنَّا كُنّا عالِمِيْنَ، وَأَجَبْناكَ بِهذِهِ الآياتِ الَّتِيْ تَعْجَزُ عَنْها الْعالَمِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُفْسِدِيْنَ، وَإِذا نُزِّلَتْ عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ لا تَتَّخِذُوْها هُزُوْءًا وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْغافِلِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّا ما أَرَدْنا أَنْ نُظْهِرَ وَجْهَنا لأَحَدٍ كَما كُنّا بَيْنَ الْعِبادِ وَما عَرَفَنا مِنْ أَحَدٍ وَكُنّا فِيْ سَتْرٍ عَظِيْمٍ، وَلكِنَّ الْمُشْرِكِيْنَ لَمّا حَبَسُوْنا فِيْ هذا السِّجْنِ الْبَعِيْدِ لِذا كَشَفْنا حُجُباتِ السَّتْرِ وَأَظْهَرْنا الْوَجْهَ كَالشَّمْسِ الْمُشْرِقِ الْمَنِيْعِ لِيَحْتَرِقَ بِذلِكَ أَكْبادُ الْمُغِلِّيْنَ وَيَزْدادَ إِيْمانُ الْمُوَحِّدِيْنَ، قُلْ تَاللهِ مِنْ سُلْطانِ الْقِدَمِ قَدْ نُزِّلَ عَلى هذا الْقَلَمِ كَلِمَةٌ تَنْفَطِرُ عَنْها السَّمواتُ وَالأَرْضُ إِلاّ مَنْ شآءَ رَبُّكَ الْعَزِيْزُ الْباقِي الْمَنِيْعُ، كَذلِكَ غَنَّتِ الْوَرْقآءُ عَلَيْكَ لِتَطَّلِعَ بِما هُوَ الْمَسْتُوْرُ عَنْ كُلِّ ذِيْ بَصَرٍ بَصِيْرٍ، وَتَكُوْنَ ثابِتًا فِيْ أَمْرِ رَبِّكَ وَأَمِيْنًا فِيْ رِسالاتِهِ وَتُسَرَّ فِيْ ذاتِكَ وَنَفْسِكَ وَتَكُوْنَ عَلى الصِّراطِ بِيَقِيْنٍ مُبِيْنٍ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّا ما نَسِيْناكَ مِنْ قَبْلُ وَما أَنْسَيْناكَ فِيْ هذا السِّجْنِ الَّذِيْ كانَ خَلْفَ جِبالٍ عَظِيْمٍ، وَنَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُوَفِّقَكَ عَلى الأَمْرِ وَيَرْفَعَكَ إِلى مَقْعَدِ الْقُدْسِ مَقَرٍّ أَمِيْنٍ، بِحَيْثُ لَنْ يَزَلَّ قَدَمُكَ عَنْ أَمْرِ الَّذِيْ لَنْ يَقُوْمَ مَعَها شَيْءٌ وَكانَ أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ عَظِيْمٍ، وَالرَّوْحُ وَالنُّوْرُ وَالْعِزُّ وَالسَّنا عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ مِنْ يَوْمِئِذٍ إِلى يَوْمِ الدِّيْنِ.

 

[19]

هو العزيز

قُلْ أَنْ يا أَهْلَ الأَرْضِ أُفٍّ لَكُمْ وَبِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِيْكُمْ فِيْ هذِهِ الأَيّامِ الَّتِيْ كانَ الرُّوْحُ عَنْ أُفُقِ الْقُدْسِ لَمِيْعًا، وَكُنْتُمْ فِيْ أَلْفٍ مِنَ السِّنِيْنِ بَكَيْتُمْ عَلى الْحُسَيْنِ بِما وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ هَياكِلِ كُفْرٍ شَقِيًّا، وَفِيْ كُلِّ يَوْمٍ لَعَنْتُمْ عَلی مَنْ ظَلَمَهُ وَهذا ما فَعَلْتُمْ بِهِ فِيْ شُهُوْرٍ وَسِنِيْنًا، فَلَمّا ظَهَرَ الْحُسَيْنُ بِالْحَقِّ قَتَلْتُمُوْهُ بِأَسْيافِ لِسانِكُمْ فِيْ كُلِّ بُكُوْرٍ وَأَصِيْلاً، إِلى أَنْ أَخْرَجْتُمُوْهُ عَنْ دِيارِكُمْ كَما قُضِيَ ذلِكَ عَلَيْهِ فِيْ أَوَّلِ مَرَّةٍ وَهذا فِيْ صُحُفِ قُدْسٍ حَفِيْظًا، قُلْ يا مَلأَ الْبَغْضآءِ لا تَفْرَحُوا بِذلِكَ لأَنّا نَشْتاقُ بِما قُدِّرَ لَنا مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ حَبِيْبًا، قُلْ إِنّا رَضِيْنا بِما كَتَبَ اللهُ لَنا وَقَبِلْنا بِأَنْفُسِنا فِيْ سَبِيْلِهِ كُلَّ بَلآءٍ عَسِيْرًا، قُلْ كَذلِكَ فَصَلَ اللهُ بَيْنَ الصّادِقِ وَالْكاذِبِ وَالنُّوْرِ وَالظُّلْمَةِ لِتَكُوْنَ أَنْوارُ الصِّدْقِ عَنْ مَشْرِقِ هذا الصُّبْحِ لَمِيْعًا وَمُضِيْئًا، وَنُظْهِرَ آثارَ الْكَذِبِ عَلى العالَمِيْنَ مُبِيْنًا، فَوَاللهِ إِنّا تَوَكَّلْنا عَلى اللهِ رَبِّنا وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ بِكُلِّيَّتِهِ لَنْ يَخافَ مِنْ أَحَدٍ وَلَنْ يَلْتَفِتَ بِنَفْسٍ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ شَهِيْدًا، وَأَنْتُمْ يا أَصْحابَ اللهِ لَوْ تُصَدِّقُوْنَ فِيْ حُبِّكُمْ بارِئَكُمْ يَنْبَغِيْ لَكُمْ بِأَنْ تَنْقَطِعُوا عَنْ كُلِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ بِحَيْثُ لَمْ يَكُنِ الْمُلْكُ عِنْدَكُمْ إِلاّ كَكَفِّ تُرابٍ حَقِيْرًا، كَذلِكَ يَعِظُ الْوَرْقآءُ عِبادَ الَّذِيْنَ يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَتَّخِذُوا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيْلاً، وَالرَّوْحُ عَلَيْكُمْ وَعَلى الْمُحِبِّيْنَ جَمِيْعًا.

 

[20]

هو الله

هذِهِ فِرْدَوْسُ الْبَقا قَدْ فَتَحْنا أَبْوابَها لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ فَأَسْرِعُوا إِلَيْها يا أَيُّها الْمُخْلِصُوْنَ، وَلا تَنْقَلِبُوا عَلى أَعْقابِكُمْ وَتَوَكَّلُوا عَلى اللهِ ثُمَّ أَقْبِلُوا إِلَيْها إِنْ أَنْتُمْ فِيْ هُدى اللهِ تَسْلُكُوْنَ، وَهذِهِ مَدِيْنَةٌ قَدْ أَظْهَرَها اللهُ بِقُدْرَتِهِ قُلْ سِيْرُوا فِيْها إِنْ أَنْتُمْ بِوَجْهِ اللهِ تَنْظُرُوْنَ، قُلْ يا أَهْلَ الأَرْضِ أَنِ انْصُرُوا اللهَ رَبَّكُمْ بِسُيُوْفِ فُؤادِكُمْ عَلى ما أَنْتُمْ فِي الْمُلْكِ تَقْتَدِرُوْنَ، قُلْ هذِهِ مِنْ آياتِ اللهِ جَعَلْناها آيَةً لِعُبُوْدِيَّتِيْ لَهُ إِنْ أَنْتُمْ بِطَرْفِ الرُّوْحِ تَشْهَدُوْنَ، قُلْ لا لِيْ مِنْ أَمْرٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ وَهذا مِنْ إِذْنِهِ قَدْ نُزِّلَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كانَ النّاسُ فِيْ مَراقِدِ هَواهُمْ مَيِّتُوْنَ، قُلْ فَادْخُلُوا بَيْتَ اللهِ الأَكْبَرَ وَاذْكُرُوْهُ بِالرَّوْحِ وَأَنْتُمْ عَلى الأَذْقانِ تَخُزُّوْنَ، وَلا تَخافُوا مِنْ شَيْءٍ فَافْتَحُوا أَبْصارَكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ اتَّخَذُوا إِلهَهُمْ هَواهُمْ وَهُمْ عَلَيْها عاكِفُوْنَ، وَأَنِ اشْهَدُوا الْحَقَّ بِالْعَدْلِ ثُمَّ انْظُرُوا إِلى وَجْهِ الْجَمالِ إِنْ أَنْتُمْ فِيْ وادِي الْحُبِّ تَرْكُضُوْنَ، قُلْ أَنِ اسْتَغْفِرُوا فِيْما ظَنَنْتُمْ فِي الَّذِيْ ما كانَ بَيْنَكُمْ إِلاّ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ وَلَوْ تَسِيْرُنَّ فِي الأَرْضِ لَنْ تَجِدُوا بِمِثْلِهِ وَكانَ اللهُ شَهِيْدٌ عَلى ذلِكَ وَهذا بُرْهانُ الصِّدقِ إِنْ أَنْتُمْ تَفْقَهُوْنَ.

[21]

هو الله العليُّ الأعلى

ذِكْرُ وَرَقَةِ الْبَقا فِيْ شَجَرِ الْفِرْدَوْسِ أَنْ يا مَلأَ الأَعْلى فَاسْمَعُوْنَ، وَهذا مِنْ ذِكْرٍ يَهِبُ كُلَّ شَيْءٍ ما يُغْنِيْهِ عَنْ كُلِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتُمْ بِهذا الذِّكْرِ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ مُتَذَكِّرُوْنَ، وَيُلْقِيْ عَلى أَهْلِ الْعَما ما يَنْبَغِيْ لَهُ مِنْ عَوالِمِ الأَسْما وَيَهُبُّ عَلى أَهْلِ الْفِرْدَوْسِ ما يُقَرِّبُهُمْ إِلى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، وَيُنْفِقُ عَلى أَهْلِ السَّمواتِ مِنْ لَحَظاتِ جَذْبٍ مَكْنُوْنٍ مِمّا سُتِرَ خَلْفَ سُرادِقِ الرُّوْحِ فِيْ حُجُباتِ الْقُدْسِ إِنْ أَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ، وَهذا ما يَدْعُو الْعاشِقِيْنَ إِلى رَفْرَفِ الْخُلْدِ فِيْ جَنَّةِ عِزٍّ مَحْبُوْبٍ وَيَصِلُ الْعارِفِيْنَ إِلى شاطِئِ الأَحَدِيَّةِ إِنْ أَنْتُمْ تَعْرِفُوْنَ، كُلُّ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْكُمْ يا أَيُّها الْمُخْلِصُوْنَ، وَهذا ما قُدِّرَ فِي الأَلْواحِ مِنْ قَلَمِ الَّذِيْ يَجْرِيْ مِنْهُ عَيْنُ الْحَيَوانِ عَلى قَدْرٍ مَقْدُوْرٍ، وَأَحْجَبَهُ اللهُ فِيْ كَنائِزِ الْعِصْمَةِ وَغَطّاهُ مِنْ سُنْدُسِ قُدْسٍ مَنْسُوْجٍ، فَهَنِيْئًا لِمَنِ انْقَطَعَ إِلى اللهِ بِكُلِّهِ وَأَجابَهُ فِي الْقَوْلِ وَفازَ بِما قَدَّرَ اللهُ لَهُ فِيْ لَوْحٍ مَسْطُوْرٍ وَهذا مِنْ فَضْلٍ ما سَبَقَهُ أَحَدٌ فِي الْمُلْكِ إِلاَّ الَّذِيْنَهُمْ فِيْ رِضى اللهِ يَسْلُكُوْنَ، وَإِنَّكِ أَنْتِ يا أَمَةَ اللهِ اسْمَعِيْ ما يُلْقِيْكِ حَمامَةُ الْقُدْسِ ثُمَّ قَرِّبِيْ بِقَلْبِكِ إِلى اللهِ رَبِّكِ وَلا تَحْزَنِيْ فِيْ شَيْءٍ وَإِنَّ هذا ما فازَ بِهِ الْمُقَرَّبُوْنَ، وَلا تَنْسِيْنَ فَضْلَ اللهِ فِيْما اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ عَنِ الْكُفْرِ وَرَزَقَكِ مِنْ أَثْمارِ شَجَرَةِ الْحُبِّ فِيْ رِضْوانِ قُرْبٍ مَشْهُوْدٍ، ثُمَّ اشْكُرِيْهِ عَلى ذلِكَ وَعَلى ما هَداكِ إِلى مَقامٍ يَشْتاقُهُ عِبادٌ مُكْرَمُوْنَ، كَذلِكَ أَلْقَيْناكِ قَوْلَ الْحَقِّ وَأَلْهَمْناكِ ما يَطْمَئِنُّ بِهِ قَلْبُكِ لِتَكُوْنَنَّ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ إِلى جِهَةِ الْعَرْشِ يُسْرِعُوْنَ، وَالرَّوْحُ عَلَيْكِ وَعَلى اللَّواتِيْهِنَّ يَذْكُرْنَ رَبَّهُنَّ فِيْكُلِّ حِيْنٍ وَيُصَلِّيُنَّ عَلَيْهِمْ مَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُوْنَ.

 

[22]

هو الرّوح قد كان في قطب البقآء مشهودا

يا حَرْفَ الْقُرْبِ فَاسْمَعْ نَغَماتِ الْوَرْقا مِنْ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، وَتُلْقِيْ عَلى الأَرْواحِ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الأَعْلى، الَّتِيْ رَفَعَها اللهُ فَوْقَ رَفْرَفِ الْعِرْفانِ فِيْ مَقامٍ لا يُشْهَدُ وَلا يُرى، وَأَظْهَرَها مِنْ وَرآءِ الْحُجُباتِ فِيْ جَبَرُوْتِ الأَسْنى، وَأَشْرَقَتِ الشَّمْسُ مِنْ نُوْرِها فِيْ وَسَطِ الضُّحى، وَيُقْبِلُ إِلَيْها كُلُّ مَنْ آمَنَ بِالرُّوْحِ ثُمَّ هَدى، وَيُعْرِضُ عَنْها كُلُّ مُتَكَبِّرٍ كَفَرَ وَشَقى، وَيُنادِيْ كُلَّ مَنْ فِي السَّمواتِ إِلى تَحْتِ الثَّرى، بِما نادَ الرُّوْحُ فِيْ وَسَطِ الأَجْوا فِيْما أَمَرَ وَأَوْحى، قُلْ هذِهِ أَرْضُ الْبَقا فَاسْمَعُوا مِنْ آياتِ رَبِّنا الأَعْلى مِنْ هذِهِ الْفَمِ الأَحْلى فِيْهذا الْمَنْظَرِ الْكُبْرى، وَخُذُوا نَصِيْبَكُمْ فِيْما يَنْزِلُ وَيُعْلى، وَهذا مِنْ رِزْقِ الَّذِيْ قُدِّرَ لِمَنْ سَكَنَ فِيْ رِضْوانِ الْخُلْدِ ثُمَّ عَلا، وَوَصَلَ إِلى مَقامِ الْقُرْبِ فَوْقَ قَوْسِهِ الأَدْنى، إِذًا قُلْ سُبْحانَ رَبِّي الأَعْلى، هذا ما نُزِّلَ مِنْ قَلَمِ الأَعْلى لِمَنْ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى، وَتَجْذُبُ مِنْ نَغَماتِ الْفِرْدَوْسِ عِنْدَ شَجَرَةِ الْقُصْوى، ثُمَّ نَزَلَتْ رُوْحُ الأَمْرِ نَزْلَةً أُخْرى، لِتُلْقِيْ عَلى الْعِبادِ ما لا يُلْقى مِنْ حِكْمَةِ الْبَقا عَمّا سَتَرَ وَأَخْفى، كَذلِكَ يُنْزِلُ الآياتِ عَلى مَنْ يَشآءُ وَإِنَّهُ ما مِنْ إِلهَ إِلاّ هُوَ وَلَهُ الأَمْرُ فِي الآخِرَةِ وَالأُوْلى، وَيُعَلِّمُ الْعِبادَ مِنْ أَسْرارِ الْبَهِيِّ الأَبْهى، لِيُسْرِعُوا النّاسُ إِلى كَوْثَرِ الْوَصْلِ فِيْ مَكامِنِ التُّقى، وَيَرْجِعُوا إِلى وَطَنِ الَّذِيْ لا يَمُوْتُ فِيْهِ وَلا يَحْيى، وَالرَّوْحُ عَلى الَّذِيْنَهُمُ انْقَطَعُوا إِلى اللهِ فِيْ مَعارِجِ الْهُدى، وَالنّارُ عَلى مَنْ أَعْرَضَ وَتَوَلّى.

 

[23]

هو الله

هذا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَيُبَشِّرُ النَّاسَ إِلى رِضْوانِ قُدْسٍ عَلِيًّا وَيُقَرِّبُ الْمُقَرَّبِيْنَ إِلى ساحَةِ الْقُدْسِ وَيُبْلِغُهُمْ إِلى سَمآءِ عِزٍّ بَهِيًّا، ثُمَّ يَذْكُرُ الَّذِيْنَ هُمْ آمَنُوا بِاللهِ وَآياتِهِ وَوَرَدَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَصائِبِ ما يَجْرِيْ عَنْها دُمُوْعُ كُلِّ مُؤْمِنٍ أَمِيْنًا، قُلْ إِنَّ الَّذِيْ ماتَ مِنْكُمْ إِنَّهُ رُفِعَ إِلى اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلى ذلِكَ شَهِيْدًا، تَاللهِ إِنَّهُ رَجعَ إِلى نُقْطَةِ الأُوْلى فِيْ مَقامِ عِزٍّ مَكِيْنًا، أَنْتُمْ يا أَحِبّآءَ اللهِ لا تَحْزَنُوا عَنْ ذلِكَ بَلْ فَافْرَحُوا بِفَرَحِ اللهِ ثُمَّ تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ ثُمَّ ارْضَوْا بِقَضائِهِ ثُمَّ اصْبِرُوا فِي الْبَلايآءِ وَالْمِحَنِ وَكُوْنُوا فِي الأَمْرِ رَضِيًّا، كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةٌ الْمَوْتَ وَهذا ما رُقِمَ مِنْ قَلَمِ اللهِ عَلى لَوْحِ عِزٍّ حَفِيْظًا، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يَرْفَعَكُمْ إِلى مَقامِ الَّذِيْ لَنْ يَأْخُذَكُمُ الْحُزْنُ مِنْ طَرَفٍ قَرِيْبٍ وَبَعِيْدًا، وَالرَّوْحُ وَالتَّكْبِيْرُ عَلَيْكُمْ جَمِيْعًا.

 

[24]

بسم الله الأمنع الأقدس الأبهى

ذِكْرُ نُقْطَةِ الأُوْلى عَبْدِهِ الَّذِيْ آمَنَ بِاللهِ وَسُمِّيَ بِاسْمٍ مِنْ أَسْمائِنا الَّذِيْ كانَ رَحِيْمًا، أَنْ يا عَبْدُ اسْمَعْ نِداءَ رَبِّكَ عَنْ جِهَةِ الْعَرْشِ وَلا تَكُنْ فِيْ أَمْرِهِ مُرِيْبًا، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى أَمْرِ اللهِ وَدِيْنِهِ ثُمَّ انْصُرْهُ بِما كُنْتَ مُسْتَطِيْعًا عَلَيْهِ ثُمَّ اتَّخِذْ لِنَفْسِكَ إِلَيْهِ دَلِيْلاً، إِيّاكَ أَنْ تَحْزَنَ فِيْ أَخِيْكَ وَإِنَّهُ قَدْ فازَ بِلِقآءِ اللهِ وَأَصْعَدْنا رُوْحَهُ إِلى مَقامِ عِزٍّ عَلِيًّا، وَكُنّا حاضِرًا لَدَيْهِ حِيْنَ ارْتِقاءِ رُوْحِهِ إِلى أُفُقِ الأَعْلى مَقامِ عِزٍّ بَدِيْعًا، كَذلِكَ يِخْتَصُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ بِفَضْلٍ مِنْ عِنْدِهِ وَإِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ رَحِيْمًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ فَامْشِ عَلى أَثَرِ أَخِيْكَ ثُمَّ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ وَلا تُعاشِرْ مَعَ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا وَأَشْرَكُوا وَكانُوا عَنْ ساحَةِ الْقُرْبِ بَعِيْدًا، كَذلِكَ نَزَّلْنا الآياتِ عَلَيْكَ فَضْلاً مِنْ لَدُنّا لِتَكُوْنَ عَلى الأَمْرِ مُسْتَقِيْمًا.

 

[25]

هو العزيز العظيم

قَدْ ظَهَرَ ما هُوَ الْمَسْتُوْرُ فِيْ كَنْزِ الْعِلْمِ وَنُزِّلَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ خَزائِنِ الْعِرْفانِ، قَدْ أَنْزَلْنا مِنْ سَمآءِ الْعِرْفانِ ما كانَ كَوْثَرَ الْحَيَوانِ لِلإِمْكانِ، إِنّا أَنْزَلْنا الآياتِ وَأَظْهَرْنا فِي الْمُلْكِ ما لا اطَّلَعَ بِهِ إِلاّ اللهُ مُظْهِرُ الإِبْداعِ، لَيْسَ الْفَضْلُ لِمَنْ أَقَرَّ وَاعْتَرَفَ بَلْ لِمَنْ عَمِلَ فِي اللهِ سُلْطانَ الأَحْكامِ، إِنَّهُ حَكَمَ كَيْفَ شآءَ وَيَحْكُمُ كَيْفَ يَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزِيْزُ الْمَنّانُ، قَدْ نُزِّلَتِ النِّعْمَةُ وَتَمَّتِ الْحُجَّةُ وَظَهَرَتِ الْبَيِّنَةُ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ مِرْيَةٍ وَنِفاقٍ، يَسْتَدِلُّوْنَ فِيْ إِثْباتِ ما هُمْ عَلَيْهِ بِالآياتِ وَيُكَفِّرُوْنَ مَنْ أَنْزَلَها كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ فِي الْكِتابِ، إِنِّيْ ما أَرَدْتُ مِنْهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّما نُذَكِّرُ الْعِبادَ لِوَجْهِ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، قَدْ خَسِرَ كُلُّ مُعْرِضٍ وَرَبِحَ مَنْ أَقْبَلَ إِلى مَطْلِعِ الْبُرْهانِ، قَدْ حَكَمَ قَلَمِي الأَعْلى فِيْ يَوْمِ اللهِ بِما عَلَّمَهُ شَدِيْدُ الْقُوى وَإِنَّهُ لَهُوَ السَّفِيْرُ الأَوَّلُ مِنْ لَدی اللهِ المُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْعَلاّمِ، إِنَّا ذَكَرْناكَ لِتَفْرَحَ وَتَشْكُرَ رَبَّكَ مالِكَ الْمَآبِ.

 

[26]

هو العليّ الأعلى

ذِكْرُ كِتابٍ مِنَ الْعَبْدِ إِلى الَّذِيْ آمَنَ بِاللهِ وَكانَ فِيْ صُحُفِ الْبَقا مِنَ الْمُقَرَّبِيْنَ مَسْطُوْرًا، هذا شاطِئُ الْبَقا فِيْ بَحْرِ الْفِرْدَوْسِ عَلى لُجِّيِّ النّارِ قُرْبَ الظُّهُوْرِ سِيْناءِ الطُّوْرِ فَادْخُلْ عَلَيْهِ لِتَجِدَ أَنْجُمَ الْحِكْمَةِ فِيْ سَمآءِ هذا الْعِلْمِ مَشْهُودًا، وَلِتَعْرِفَ حُكْمَ الْبِدْعِ مِنْ مُبْدِعِ الْوُجُوْدِ وَتَكُوْنَ فِيْهَوآءِ الْقُدْسِ مَطْيُورًا، وَلِتَعَبُدَ اللهَ فِيْ صِراطِهِ الأَزَلِيَّةِ وَتَجِدَ نَسَماتِ الْقُرْبِ مِنْ فِرْدَوْسِ الْبَقا فِيْ يَمِيْنِ هذا الْبُقْعَةِ وَتَكُوْنَ فِيْ حَدِيْقَةِ الْحَياتِ مَخْلُوْدًا، كَذلِكَ أَلْقَيْناكَ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَآوَيْناكَ فِيْ فارانِ الْحُبِّ وَأَرْسَلْناكَ هذا الْقَمِيْصَ لِتَكُوْنَ فِيْ لَوْحِ الْمَحْفُوظِ بِاسْمِ الأَبْرارِ مِنْ قَلَمِ الْجَبّارِ مَكْتُوْبًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا شَهِدْنا كِتابَكَ وَأَحْصَيْنا فِيْهِ حُكْمَ قَلْبِكَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْكَ حِرْزانِ لِتَكُوْنا مِنْ كُلِّ الْبَلايا وَمِنْ نارِ النَّفْيِ مَحْفُوْظًا، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلى اسْمِ اللهِ مُحَمَّدٍ وَعَلى ابْنِكَ وَعَلى مَنْ كانَ فِيْ طُوْرِ الْحُبِّ مَذْكُوْرًا

[27]

هو الله

أَنْ يا كَرِيْمُ قَدْ أَرْسَلْنا إِلَيْكَ مِنْ قَبْلُ كِتابًا كَرِيْمَ، فِيْهِ قُدِّرَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ عَلى تَفْصِيْلٍ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ حَكِيْمٍ، وَكَرَّمْناكَ فِيْهِ وَأَذْكَرْناكَ عَلى أَحْسَنِ ذِكْرٍ مُبِيْنٍ، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْغافِلِيْنَ، فَامْشُوا عَلى مَناكِبِ الأَرْضِ بِوَقارٍ مِنَ اللهِ وَسَكِيْنَةٍ عَظِيْمٍ، قُلْ كَذلِكَ يُلْقِيْكُمُ الْغُلامُ قَوْلَ الْحَقِّ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ مُنِيْرٍ، وَلا تَحْزَنُوا عَمّا وَرَدَ عَلَيْكُمْ وَتَوَكَّلُوا عَلى اللهِ وَكَذلِكَ نَذْكُرُ مِنْ قَضايآءِ الْقُدْسِ عَلى أَلْواحِ عِزٍّ مَنِيْعٍ، قُلْ إِنَّ السِّراجَ أُوْقِدَ فِي الْمِصْباحِ وَإِنَّ النّارَ قَدْ ظَهَرَتْ مِنَ الشَّجَرَةِ وَيُبَشِّرُكُمْ بِلِقآءِ اللهِ أَنْ أَسْرِعُوا فِيْ قُلُوْبِكُمْ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الصّابِرِيْنَ، ثُمَّ أَلْقِ التَّكْبِيْرَ مِنْ لَدُنّا عَلى اللَّواتِيْ كُنَّ عِنْدَكَ ثُمَّ اذْكُرْهُنَّ بِذِكْرٍ جَمِيْلٍ.

 

[28]

هو العزيز

قَدْ ظَهَرَ هَيْكَلُ الْقُدْسِ عَلى هَيْئَةِ الشَّمْسِ فِيْ وَسَطِ السَّماءِ فَسُبْحانَ رَبِّي الأَعْلى، وَللهِ مَلَكُوْتُ مُلْكِ الْبَقاءاتِ وَالرُّوْحِ، يُعِزُّ مَنْ يَشآءُ بِعِزَّتِهِ وَيُذِلُّ مَنْ يُرِيْدُ بِقُدْرَتِهِ وَيُعْطِيْ عَلى مَنْ يَشاءُ ما يَشاءُ وَإِنَّهُ هُوَ شاءَ كَما شاءَ لِمَنْ أَرادَ وَإِنَّهُ هُوَ فَعّالٌ لِما يَشاءُ، وَإِنَّهُ كانَ عَلى كُلِّشَيْءٍ لَمُقْتَدِرًا قَيُّوْمًا.

 

[29]

هو

وَللهِ غَيْبُ غَيْبِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَلَنْ يَصِلَ بِغَيْبِهِ أَحَدٌ لا مِنْ أَهْلِ سُرادِقِ الْبَقا وَلا مِنْ مَلإِ الْعَما، لَمْ يَزَلْ كانَ فِيْ مَخْزَنِ غَيْبِهِ فِيْ هُوِيَّةِ ذاتِهِ وَلا يَزالُ يَكُوْنُ لا بِمِثْلِ ما كانَ بَلْ كانَ وَيَكُوْنُ مُقَدَّسٌ عَنْكُلِّ ما بُدِعَ وَيُبْدَعُ وَعَمّا كانَ وَيَكُوْنُ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْغَيْبُ الْمَكْنُوْنُ، وَإِنَّهُ بِنَفْسِهِ الْغَيْبِ قَدْ شَهِدَ بِأَنَّهُ هُوَ هُوَ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْغَيْبُ الْمَنِيْعُ الْمُمْتَنِعُ الْمَكْنُوْنا.

 

[30]

هو

قَدْ أَشْرَقَتْ أَنْوارُ الْوَجْهِ عَنْ مَشْرِقِ الْبَقا لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْبَهِيُّ الأَبْهى، وَقَدْ يَشْهَدُ أَهْلُ الْعالِيْنَ وَمَلأُ الْمُقَرَّبِيْنَ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ، وَإِنَّ هذا الْعَبْدَ قَدْ شَهِدَ بِنَفْسِهِ وَرُوْحِهِ وَما فِيْهِ قَبْلَ كُلِّ الْوُجُوْدِ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ للهِ رَبِّهِ وَرَبِّ كُلِّ شَيْءٍ وَرَبِّ ما عُلِمَ وَما لا يُعْلَمُ وَعُرِفَ وَما لا يُعْرَفُ وَرَبِّ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَرَبِّ الْعالَمِيْنَ جَمِيْعًا.

[31]

 

هو العزيز

اسْمَعِيْ ما يَغَنُّ جَمالُ الظُّهُوْرِ فِيْ هذا الطُّوْرِ عَلى هذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ عَنْ يَمِيْنِ الْعَرْشِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَنَّ نُقْطَةَ الأَوَّلِيَّةَ الَّتِيْ فُصِّلَتْ فِي السِّتِّيْنَ إِنَّها لَكَلِمَةُ اللهِ وَسُلْطَانُهُ وَحِكْمَةُ اللهِ وَبُرْهانُهُ وَأَمْرُ اللهِ وَبَهائُهُ وَفِيْها اتَّحَدَ الْحَبِيْبُ وَالْمَحْبُوبُ وَإِنَّها لَكَلِمَةٌ مِنْها فُصِّلَتِ الْحُرُوْفاتُ بِقَوْلِهِ كُنْ فَيَكُوْنُ، وَإِنَّها لَنُقْطَةُ الَّتِيْ مِنْها ظَهَرَتِ الْحُرُوْفاتُ وَالْكَلِماتُ وَبِها ظَهَرَ كُلُّ عِلْمٍ مَكْنُوْنٍ، وَبِها أُلِّفَ الْكافُ بِالنُّوْنِ وَطَلَعَ كُلُّ أَمْرٍ مُبْرَمٍ مَحْتُوْمٍ، وَإِنَّها لَكِتابُ اللهِ الَّذِيْ رُقِمَ فِيْهِ عِلْمُ ما كانَ إِنْ أَنْتُمْ تَعْرِفُوْنَ، وَإِنَّها لَمِيْزانُ اللهِ وَحُكْمُهُ وَصِراطُ اللهِ وَأَمْرُهُ وَبِهِ فُصِّلَ كُلُّ مُوَحِّدٍ عَنْ كُلِّ مُشْرِكٍ مَرْدُوْدٍ، وَبِقُرْبِهِ ظَهَرَ حُكْمُ الْجَنَّةِ وَمِنْ بُعْدِهِ حُكْمُ النّارِ إِنْ أَنْتُمْ تَعْقِلُونَ، وَبِها غَنَّتِ الْوَرْقاءُ عَلى الأَفْنانِ وَظَهَرَتْ صَوْتُ الرَّحْمنِ عَنْ وَراءِ حُجُباتِ السَّتْرِ وَالْكِتْمانِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، وَبِها بُعِثَتِ الْمُمْكِناتُ وَحُشِرَ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ مِنْ لَئالِىءِ عِزٍّ مَخْزُوْنٍ، وَإِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلى نَظَرِ الْمُحِبِّيْنَ بِاسْمِ عَلِيٍّ بِالْحَقِّ وَجاءَ بِسُلْطانٍ مَشْهُوْدٍ، وَعَلى نَظَرِ الْمُوَحِّدِيْنَ بِكُلِّ الأَسْماءِ إِنْ أَنْتُمْ تَفْقَهُوْنَ، وَعَلى نَظَرِ الْمُقَرَّبِيْنَ قَدْ ظَهَرَتِ الأَسْماءُ وَالصِّفاتُ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْفَرْدُ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزُ الْمَحْمُوْدُ، وَعَلى نَظَرِيْ كُلُّ ذلِكَ فِيْ خَلْقِهِ وَإِنَّ هذا لَخَلْقُهُ إِنْ أَنْتُمْ بِبَصَرِ اللهِ فِيْهِ تَنْظُرُوْنَ، فَوَاللهِ إِنَّ الْوَرْقا تَغَنُّ عَلى غُصْنٍ مِنَ الأَغْصانِ بِأَلْحانٍ لَنْ يُشابِهَ لَحْنٌ بِلَحْنٍ إِنْ أَنْتُمْ تَسْمَعُوْنَ، بِلَحْنٍ مِنْها يَهْدِي الْمُضِلِّيْنَ إِلى صِراطِ عِزٍّ مَمْدُوْدٍ، وَبِلَحْنٍ أُخْرى يَهْدِي الْمُؤْمِنِيْنَ إِلى رِضْوانِ الْقُدْسِ ثُمَّ الْعاشِقِيْنَ إِلى جَمالِ الْمَحْبُوْبِ، وَبِلَحْنٍ يَنْصَعِقُ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ بِحَيْثُ لَنْ يَبْقى فِيْ الْمُلْكِ أَحَدٌ مِنْ ذِيْ حُدُوْدٍ وَشُعُوْرٍ، إِذاً يُنادِيْ لِمَنِ الْمُلْكُ وَلَنْ يُجِبْهُ مِنْ أَحَدٍ وَإِنَّهُ يُجِيْبُ بِنَفْسِهِ لِنَفْسِهِ للهِ الْمَلِكِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْز السُّلْطانِ الْفَرْدِ الْواحِدِ الغالِبِ الْقَيُّوْمِ، كَذلِكَ تَغَنُّ الْوَرْقا عَلى لَحْنِ الإِمْكانِ عَلى قَدْرٍ مَقْدُورٍ، تَاللهِ إِنَّ لَها لَحْنٌ بَعْدَ لَحْنٍ وَتَغَنِّيْ بَعْدَ تَغَنِّيْ وَلَوْ يَظْهَرُ لَحْنٌ مِنْها عَلى ما قَدَّرَ اللهُ لَها لَتَضْطَرِبُ الأَفْئِدَةُ وَتَرْتَعِشُ الأَبْدانُ وَتَتَغَبَّرُ الْوُجُوْهُ، وَإِنَّكِ أَنْتِ يا أَمَةَ اللهِ ثُمَّ يا أُمِّيْ فَافْرَحِيْ فِيْ نَفْسِكِ ثُمَّ أَبْشِرِيْ فِيْ ذاتِكِ بِما نُزِّلَ عَلَيْكِ كِتابٌ مَرْقُوْمٌ، الَّذِيْ سُطِرَ فِيْهِ أَسْرارُ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ مِنْ قَلَمِ الَّذِيْ مِنْهُ ظَهَرَ حُكْمُ الْكافِ وَالنُّونِ، ثُمَّ اعْلَمِيْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكِ وَاطَّلَعْنا بِما فِيْهِ وَنَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُوَفِّقَكِ فِيْ أَمْرِهِ وَيُقَرِّبَكِ إِلى لِقائِهِ وَيَرْزُقَكِ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَبِكُلِّ ما أَنْتِ تُحِبِّيْنَهُ وَتَرْضِيْنَهُ وَإِنَّهُ لَهْوَ الْكَرِيْمُ الْمُعْطِي الْغَفُوْرُ، إِيّاكِ يا أَمَةَ اللهِ أَنْ لا تَحْزَنِيْ فِيْ الدُّنْيا بِشَيْءٍ وَتَوَكَّلِيْ فِيْ كُلِّ الأُمُوْرِ إِلى اللهِ رَبِّكِ وَإِنَّ عَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلُنَّ الْمُنْقَطِعُوْنَ، ثُمَّ اعْلَمِيْ بِأَنّا وَرَدْنا فِي السِّجْنِ خَلْفَ بَحْرٍ وَوادِيْ وَمُدُنٍ وَجِبالٍ مَرْفُوْعٍ، وَبِذلِكَ نَشْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ وَنُسَبِّحُهُ وَنَذْكُرُهُ وَنُقَدِّسُهُ عَلى ما نَزَّلَ عَلَيْنا مِنْ مُحْكَمِ قَضائِهِ وَمُبْرَمِ تَقْدِيْرِهِ وَنَصْبِرُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ وَإِنَّهُ يُوَفِّيْ أُجُوْرَ الَّذِيْنَهُمْ صَبَرُوا وَتَوَكَّلُوا وَكانُوا إِلَيْهِ يَرْجِعُوْنَ، وَالرَّوْحُ وَالنُّوْرُ وَالتَّكْبِيرُ وَالْبَهاءُ عَلَيْكِ وَعَلى مَنْ يَسْتَأْنِسُ بِكِ لِحُبِّ اللهِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ.

[32]

بسم الله الأقدس الأمنع

هذا كِتابٌ مِنَ الْغَيْبِ إِلى الشُّهُوْدِ لِئَلاّ يَشْهَدَ إِلاّ بِما شَهِدَ اللهُ قَبْلَ خَلْقِ الأَشْياءِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ هُمْ لا يَفْقَهُوْنَ وَالَّذِيْنَ سَمِعُوا آياتِ اللهِ أُوْلئِكَ قَوْمٌ إِلهِيُّوْنَ يَطُوْفُ فِيْ حَوْلِهِمْ عِبادٌ أَحَدِيُّوْنَ، كَذلِكَ جَرى مِنَ الْقَلَمِ كَوْثَرُ الْقِدَمِ وَيَتَرَشَّحُ بِهِ عَلى الْمُمْكِناتِ لِيَتَوَجَّهُنَّ إِلى اللهِ مالِكِ الْمُلُوْكِ، يا قَوْمِ إِيّاكُمْ أَنْ يَمْنَعَكُمْ مَظاهِرُ الْجَلالِ عَنْ مَطْلِعِ الْجَمالِ كَسِّرُوا الأَصْنامَ بِقُوَّةِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، إِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ النّاسَ لا يَفْقَهُوْنَ، قُلْ يا قَوْمِ إِنَّ الأَسْماءَ خُلِقَ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ أَنِ اخْرُقُوا الأَحْجابَ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الَّذِيْنَ هُمْ مُشْرِكُوْنَ، قُلْ إِنَّ هذا لَهُوَ الْمَقْصُوْدُ تِلْكَ آياتُهُ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ وَعَنْ يَمِيْنِهِ خَمْرُ الْحَيَوانِ هَنِيْئًا لِلَّذِيْنَ هُمْ يَشْرَبُوْنَ، إِنَّكَ أَنْتَ يا عَبْدُ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ فَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ إِنَّهُ يَكْفِيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُ لَعَلِيْمٌ بِما فِي الصُّدُوْرِ، إِنَّ الَّذِيْنَ مُنِعُوا عَنْ هِذا الْفَضْلِ أُوْلئِكَ لا يَفْقَهُوْنَ، بَلِّغْ أَمْرَ رَبِّكَ وَلا تَصْمُتْ عَنْ ذِكْرِهِ إِنَّ بِذِكْرِهِ تَحْيى قُلُوْبُ الَّذِيْنَ هُمْ يُقْبِلُوْنَ إِلى شَطْرِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، وَبِذِكْرِهِ تَشْتَعِلُ قُلُوْبُ الأَبْرارِ وَتُغَرِّدُ وَرْقاءُ الظُّهُوْرِ، مَنْ فازَ بِذِكْرِهِ وَكانَ ثابِتًا فِيْ حُبِّهِ إِنَّهُ فازَ بِكُلِّ الْخَيْرِ كَذلِكَ قُدِّرَ مِنْ لَدى اللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ لا تَكْفُرُوا بِالَّذِيْ أَتى بِالْحَقِّ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ قَدِيْرِ، إِنَّهُ أَتى كَما أَتى عَلِيٌّ مِنْ سَماءِ الأَمْرِ بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ، وَما يَأْمُرُكُمْ إِلاّ بِما أَمَرَ عَلِيٌّ مِنْ قَبْلُ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُنْكِرِيْنَ، أَنِ اتَّبِعُوا مِلَّةَ اللهِ وَلا تَخْتَلِفُوا فِيْها إِنَّ هذا لَنُصْحٌ عَظِيْمٌ، مَنْ سَمِعَ نُصْحَكَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَعْرَضَ فَعَلَيْها وَما عَلى الرَّسُوْلِ إِلاّ الْبَلاغُ الْمُبِيْنُ، وَالْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

[33]

هو الباقي

شَهِدَ شَعْرِيْ لِجَمالِيْ بِأَنِّيْ أَنا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا، قَدْ كُنْتُ فِيْ أَزَلِ الْقِدَمِ إِلهًا فَرْدًا أَحَدًا صَمَدًا حَيًّا باقِيًا قَيُّوْمًا، أَنْ يا أَهْلَ الْبَقاءِ اسْمَعُوا ما يَظْهَرُ مِنْ أَطْوارِ هذا الشَّعْرِ الْمُوَلَّهَةِ الْمُضْطَرِبَةِ الْمُحَرَّكَةِ عَلى سِيْناءِ النَّارِ فِيْ بُقْعَةِ النُّورِ هذا العَرْشِ الظُّهُوْرِ، اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا، قَدْ كُنْتُ فِيْ قِدَمِ الأَقْدَمِ مَلِكًا سُلْطانًا أَحَدًا أَبَدًا وِتْرًا دائِمًا قُدُّوْسًا، أَنْ يا مَلأَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ لَوْ تُصَفُّوا آذانَكُمْ لَتَسْمَعُوا مِنْ شَعَراتِيْ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ، كانَ واحِدًا فِيْ ذاتِهِ وَفِيْ ما يُنْسَبُ إِلَيْهِ، وَمَعَ ذلِكَ كَيْفَ يَعْتَرِضُوْنَ عَلى هذا الْجَمالِ بَعْدَ الَّذِيْ أَحاطَ فَضْلُهُ كُلَّ مَنْ فِيْ لُجَجِ الأَمْرِ وَالْخَلْقِ، إِذًا فَأَنْصِفُوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ عَلى دِيْنِ الْقَيِّمِ فِيْ حُبِّ هذا الْغُلامِ الَّذِيْ رَكِبَ عَلى ناقَةِ الْبَيْضاءِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَكُوْنُوا عَلى الْحَقِّ قائِمًا مُسْتَقِيْمًا.

 

[34]

هو العليم

أَنْ يا أَهْلَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ فَاعْلَمُوا بِأَنّا جَعَلْنا كُلَّ الأَشْياءِ كَنائِزَ قُدْرَتِيْ، ثُمَّ اخْتَصَصْنا مِنْها الَّذِيْ جَعَلْناهُ طِرازَ وَجْهِيْ وَلَهُ أَسْماءٌ لا يُحْصى وَصِفاتٌ لا تُعْدى وَفِيْ ظُهُوْرِهِ عَلى هَيْئَةِ الثُّعْبانِ لآياتٌ لِلْمُتَفَرِّسِيْنَ، قُلْ إِنَّها لَثُعْبانُ الْقَضاءِ بِها يَحْمِي اللهُ كُنُوْزَهُ وَيَحْفَظُها مِنْ أَيْدِي السَّارِقِيْنَ وَأَنْظُرِ الْخائِنِيْنَ، قُلْ إِنَّها وَلَوْ تُحَرَّكُ عَلى كَنْزِ الأَنْوارِ مِنْ وَجْهِ رَبِّكَ الْمُخْتارِ وَلكِنْ فِيْ نَفْسِها سُتِرَتْ كُنُوْزٌ ما اطَّلَعَ بِها أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ الْمَلِكُ الْعالِمُ الْحَكِيْمُ وَمَنْ شاءَ وَأَرادَ وَإِنَّهُ لَذُوْ فَضْلٍ عَلى الْعِبادِ يُعَلِّمُ مَنْ يَشاءُ ما يُغْنِيْهِ عَنْ دُوْنِهِ فَتَبارَكَ اللهُ أَكْرَمُ الأَكْرَمِيْنَ، فَيا حَبَّذا لِمَنْ فازَ بِعِرْفانِها وَبَلَغَ ذِرْوَةَ الْفَضْلِ مِنْ لَدُنْ حَكِيْمٍ خَبِيْرٍ، كَذلِكَ نُلْقِيْ عَلى الْعِبادِ ما سُتِرَ عَنْهُمْ لَعَلَّ يَفْقَهُ نَفْسٌ وَيَظْهَرُ فِي الإِبْداعِ ما يَتَحَيَّرُ عَنْهُ عُقُوْلُ الْعُقَلاءِ وَأَفْئِدَةُ الْحُكَماءِ وَأَنْفُسُ الخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ.

[35]

هو المحرِّك

فَلَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ مِمّا قَدَّرْتَ كَنْزَ الْحَيَوانِ فِيْ جَنَّةِ الرِّضْوانِ وَفِيْهِ جَمَعْتَ النّارَ وَالْماءَ وَأَلَّفْتَ بَيْنَهُما بِقُدْرَتِكَ بِحَيْثُ لَنْ يُفارِقا بِدَوامِ عِزِّ أَزَلِيَّتِكَ وَبَقاءِ سَلْطَنَتِكَ، وَجَعَلْتَ خازِنَ هذا الْكَنْزِ ثُعْبانَ اقْتِدارِكَ وَحَيَّةَ حِفْظِكَ، وَنَفَخْتَ فِيْ هذا الْخازِنِ مِنْ لَطِيْفَةِ رُوْحِكَ بِحَيْثُ يَمُوْتُ كُلُّشَيْءٍ إِلاَّ هُوَ وَيَنُوْمُ كُلُّشَيْءٍ إِلاَّ هُوَ كَأَنَّهُ جُعِلَ آيةَ التَّحْرِيْكِ لأَنَّ فِيْهِ شَغَفٌ وَوَلَهٌ وَاضْطِرابٌ، إِذًا أَسْئَلُكَ يا إِلهِيْ بِاضْطِرابِ قُلُوْبِ الْعاشِقِيْنَ بِأَنْ تَرْزُقَ أَصْفِيائَكَ ما قَدَّرْتَ فِيْ هذا الْكَنْزِ الْمَخْفِيَّةِ المُشْهُوْرَةِ، ثُمَّ احْيِ مِنْ مائِهِ أَفْئِدَةَ أَحِبّائِكَ وَمِنْ نارِهِ تَحْدُثُ الْحَرارَةُ فِيْ قُلُوْبِ أَوِدّائِكَ، وَأَنْتَ الَّذِيْ يا إِلهِيْ حَتَّمْتَ عَلى الْعاصِيْنَ دُخُوْلَهُمْ فِيْ نارِكَ وَإِخْلادَهُمْ فِيْ نِيْرانِكَ، وَإِنِّيْ حِيْنَئِذٍ مِنْ قَبِيْلِ عاصِيْكَ أَقْبَلُ الدُّخُوْلَ فِيْ هذا النّارِ وَالْخُلُوْدَ فِيْ هذا النِّيْرانِ، وَلَوْ عِبادُكَ يَفِرُّوْنَ مِنَ الثُّعْبانِ وَسَمِّها وَإِنِّيْ فَوَعِزَّتِكَ أَشْتاقُ لِهذا الثُّعْبانِ وَلَدْغِها وَسُمُوْمِها وَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْعالِمُ الْخَبِيْرُ، فَسُبْحانَكَ يا إِلهِيْ أَسْئَلُكَ بِهذا الثُّعْبانِ بِأَنْ تُؤَلِّفَ بَيْنَ قُلُوْبِ أَحِبّائِكَ ثُمَّ اجْمَعْهُمْ عَلى بِساطٍ واحِدٍ كَما أَلَّفْتَ بَيْنَ هذا النّارِ وَالْماءِ وَجَمَعْتَهُما عَلى مَقْعَدٍ واحِدٍ وَإِنَّكَ عَلى ذلِكَ لَمُقْتَدِرٌ قَدِيْرٌ، فَسُبْحانَكَ يا مَحْبُوْبِيْ وَمَقْصُوْدِيْ كَيْفَ أَذْكُرُكَ فِيْ عَجائِبِ ما خَلَقْتَ فِيْ هذا الصُّنْعِ الْمُظْلِمِ الْمُنِيْرِ وَغَرائِبِ ما صَنَعْتَ فِيْ هذا الْخَلْقِ الأَلْطَفِ الْعَظِيْمِ، كَأَنَّكَ جَعَلْتَهُ سِهامًا لِقُلُوْبِ عاشِقِيْكَ وَرِماحًا لأَكْبادِ مُخْلِصِيْكَ، وَكَأَنَّكَ يا مَحْبُوْبِيْ ما خَلَقْتَ فِيْهِ مِنْ رَحْمٍ وَلا مِنْ شَفَقَةٍ لأَنَّهُ لَدَغَ أَفْئِدَةَ الَّذِيْنَهُمْ أَرادُوا قُرْبَكَ وَلِقائَكَ وَلَسَعَ قُلُوْبَ الَّذِيْنَهُمْ تَوَجَّهُوا إِلى وَصْلِكَ وَجَمالِكَ، إِذًا خُذْ يا مَحْبُوْبِيْ حَقَّ عِبادِكَ وَدِمائِهِمْ مِنْ هذا الْكافِرِ الَّذِيْ تَحَصَّنَ فِيْ كَعْبَةِ الْحَرامِ وَاسْتُحْفِظَ فِيْ هذا الْمَشْعَرِ وَالْمَقامِ وَجَعَلْتَ عِبادَكَ مَمْنُوْعًا عَنِ الْوُرُوْدِ فِيْ هذا الْمَكانِ، فَوَعِزَّتِكَ لَنْ يَصِلَ أَيْدِيْ أَحَدٍ إِلَيْهِ إِلاَّ أَيْداكَ الْقادِرَةُ وَلَنْ يَبْلُغَ إِلَيْهِ نَفْسٌ سِوى حُكُوْمَتُكَ الْغالِبَةُ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ يا سَيِّدِيْ كَمْ قَتَلَ مِنْ عِبادِكَ الأَصْفِياءِ وَكَمْ جَرَحَ مِنْ بَرِيَّتِكَ الأُمَناءِ وَكَمْ مِنْ هَياكِلَ الْمُقَدَّسَةِ طُرِحُوا عَلى الْفِراشِ مِنْ جَرْحِهِ وَكَمْ مِنْ وُجُوْهاتِ الْمُنَزَّهَةِ قَدْ وَقَعُوا عَلى التُّرابِ مِنْ ظُلْمِهِ، أَما وَعَدْتَ يا رَبِّيْ وَإِلهِيْ بِأَنْ تُدْخِلَ الْمُحْسِنِيْنَ فِيْ جَنَّتِكَ الأَعْلى وَتُنْزِلَ الْعاصِيْنَ فِيْ دَرَكِ السُّفْلى وَإِنِّيْ أُشاهِدُ حِيْنَئِذٍ بِأَنَّ هذا الْعاصِي ارْتَقى إِلى جَنَّةِ وَصْلِكَ وَلِقائِكَ وَسَكَنَ عَلى رِياضِ وَجْهِكَ وَكَأَنَّهُ سَمَنْدَرُ الْعِشْقِ يَتَچَمْچَمُ فِيْ نارِ جَمالِكَ وَيتَخَمْخَمُ عَلى رِضْوانِ طَلْعَتِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ عَمّا عَلَّقْتَ بِهذا الْخَيْطِ قُلُوْبَ الْمُمْكِناتِ وَقَيَّدْتَ بِهذا الْحَبْلِ أَفْئِدَةَ الْمَوْجُوْداتِ، فَوَعِزَّتِكَ قَدْ تَحَيَّرْتُ مِنْ بَدائِعِ فِعْلِكَ فِيْهِ وَعَلَيْهِ وَعَنْ بَدائِعِ ما ظَنَّهُ فِيْ نَفْسِهِ كَأَنَّهُ ما يَظُنُّ فِيْ نَفْسِهِ الْعِصْيانَ بَعْدَ الَّذِيْ سَفَكَ الدِّماءَ عَنْ كُلِّ الأَدْيانِ، بَلْ عَرَفَ فِيْ ذاتِهِ بِأَنَّهُ هُوَ مُوْجِدُ الإِحْسانِ وَيَطْلُبُ حِيْنَئِذٍ مِنْ عِبادِكَ جَزاءَ ما فَعَلَ بِهِمْ وَعَلَيْهِمْ، وَكَأَنَّكَ قَدَّرْتَ لَهُ وَحَكَمْتَ عَلَيْهِ بِأَنْ تُعْطِيْ جَزاءَ عِصْيانِهِ كُلَّ خَيْرِ الَّذِيْ قَدَّرْتَهُ بِقُوَّتِكَ وَقَضَيْتَهُ بِقُدْرَتِكَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لَمْ أَدْرِ بِأَيِّ جِهَةٍ أَفِرُّ وَبِأَيِّ بابٍ أَهْرُبُ، لا فَوَنُوْرِكَ لَنْ أَهْرُبَ إِلاَّ إِلَيْكَ وَلَنْ أَفِرَّ إِلاّ عَلَيْكَ وَأَتَوَكَّلُ بِكَ فِيْ كُلِّ ذلِكَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْقَدِيْرُ.

 

[36]

باسم النّاطق في كلّ شيء

وَالْحَمْدُ لِمَنْ جَعَلَ الظُّلْمَةَ طِرازَ النُّوْرِ وَبِهِ زَيَّنَ جَمالَ الظُّهُوْرِ، وَهذا مِنْ قُدْرَةٍ ما سَبَقَهُ قُدْرَةٌ فِي الْمُلْكِ كَأَنَّهُ قَلَمُ الصُّنْعِ تَحَرَّكَ عَلى لَوْحِ الْقُدْسِ فِي الْفِرْدَوْسِ، فَلَمّا كانَ طائِفًا حَوْلَ كَعْبَةِ الْحَرامِ أَسْكَنَهُ اللهُ فِيْ طُوْرِ الْمَقامِ الَّذِي انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَيْدِي الْمُقَرَّبِيْنَ.

 

[37]

هو العليّ الأعلى

يا مَنْ جَعَلَ النُّقْطَةَ طِرازَ الْجَمالِ فِيْ لَوْحِ الظُّهُوْرِ، وَعَلَّقَ خُيُوْطَ الظُّلْمَةِ عَلى كُرَةِ النُّوْرِ، بِحَيْثُ زَيَّنَ صَفْحَةَ النُّوْرِ بِظُلْمَةِ الدَّيْجُوْرِ، وَجَرى عَيْنُ السَّلْسالِ فِيْ مَكْمَنِ النّارِ، وَقُدِّرَ مَعِيْنُ الْحَيَوانِ عَلى مَخْزَنِ النِّيْرانِ، وَأُلِّفْتْ بَيْنَهُما عَلى قَدْرِ الَّذِيْ لَنْ يُفارِقا فِيْ أَزَلِ الآزالِ، فَتَفَكَّرُوا فِيْ بَدائِعِ صُنْعِ بارِئِكُمْ يا أُوْلي الإِفْضالِ، فَسُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ لَمّا شَهِدْتُ هذا الصُّنْعَ الْبَدِيْعَةَ مِنْ قُدْرَتِكَ الأَزَلِيَّةِ أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ كُنْتَ قَيُّوْمًا عَلى مَظاهِرِ أَسْمائِكَ بِأَنْ تُؤَلِّفَ بَيْنَ عِبادِكَ كَما أَلَّفْتَ بَيْنَ النُّوْرِ وَالظُّلْمَةِ وَالنّارِ وَالْماءِ، ثُمَّ اجْتَمِعْهُمْ عَلى شاطِئِ بَحْرِ أَعْظَمِكَ كَما جَمَعْتَهُما عَلى شاطِئِ كَوْثَرِ فَمِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ.

[38]

هو

شَعْرِيْ شِعارِيْ بِهِ أَسْتُرُ جَمالِيْ لِئَلاَّ تَقَعَ عَلَيْهِ عُيُوْنُ الأَغْيارِ مِنْ عِبادِيْ، كَذلِكَ نَسْتُرُ عَنِ الْمُشْرِكِيْنَ جَمالَ عِزٍّ مَنِيْعًا.

[39]

هو العزيز

شَعْرِيْ سَفِيْرِيْ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ يُنادِيْ عَلى غُصْنِ النَّارِ فِيْ رِضْوانِ الْقُدْسِ وَالأَنْوارِ، لَعَلَّ أَهْلَ الْمُلْكِ يَنْقَطِعُوْنَ عَنِ التُّرابِ وَيَصْعَدُوْنَ إِلى مَكْمَنِ الْقُرْبِ الْمَقامِ الَّذِيْ فِيْهِ اسْتَضاءَ النّارُ مِنْ جَمالِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، أَنْ يا عَبَدَةَ النّارِ غَنُّوا وَاسْتَغِنُّوا ثُمَّ افْرَحُوا وَاسْرُعُوا إِلى الْمَعْبُوْدِ وَقُوْلُوا لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ الْجَبّارُ.

[40]

هو الحكيم

شَعْرِيْ سَمَنْدَرِيْ لِذا اسْتَقَرَّ عَلى نارِ خَدِّيْ وَيَرْعى فِيْ رِياضِ وَجْهِيْ، وَهذا مَقامُ الَّذِيْ خَلَعَ ابْنُ عِمْرانَ عَنْ رِجْلِ هَواهُ قَمِيْصَ ما سِوَيه، وَفازُوا بِأَنْوارِ الْقُدْسِ فِيْ نارِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْغَفّارِ.

 

[41]

هو العزيز المحبوب

جَعْدِيْ حَبْلِيْ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ لَنْ يَضَلَّ فِيْ أَزَلِ الآزالِ لأَنَّ فِيْهِ هِدايَةً إِلى نُوْرِ الْجَمالِ.

 

[42]

هو الباطن الظّاهر

فَسُبْحانَكَ اللهِ مِنْ هذا الْخَيْطِ النّارِيِّ وَهذا الْحَبْلِ الرَّبّانِيِّ، مَرَّةً أُشاهِدُ أَنَّهُ نارٌ لأَنَّ بِها تَحْتَرِقُ قُلُوْبُ الْمُخْلِصِيْنَ، وَمَرَّةً أُشاهِدُ بِأَنَّهُ أَرْياحٌ لأَنَّ بِهِ اهْتَزَّ أَفْئِدَةُ الْمُوَحِّدِيْنَ، وَفِيْ وَقْتٍ يَظْهَرُ مِنْهُ صَوْتٌ كَأَنَّهُ نَغَماتٌ تُجْتَذَبُ مِنْها قُلُوْبُ الْعاشِقِيْنَ، فَسُبْحانَ اللهِ مِنْ هذا الرُّوْحِ الْمُتَحَرِّكِ اللَّمِيْعِ.

 

[43]

هو الباقي ببقاء نفسه

أَظْهَرْتُ ماءَ الْحَيَوانِ مِنْ كَوْثَرِ فَمِيْ كَما سَتَرْتُ شَمْسَ الْحَيَوانِ خَلْفَ شَعْرِيْ، أَيْ فِيْ ظُلُماتِ شَعْرِيْ أَخْفَيْتُ أَنْوارَ جَمالِيْ لِيَكُوْنَ ظاهِرُهُ ظُلْمَةً وَباطِنُهُ نُوْرًا عَلى نُوْرٍ فَوْقَ كُلِّ نُوْرٍ، كَذلِكَ ظَهَرَ الأَسْرارُ مِنْ قَلَمِ الْمُخْتارِ.

[44]

هو الأقدس الأبهى

سُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ تَرى أَيّامَ الْعِيْدِ مَظْهَرَ اسْمِكَ الْفَرِيْدِ وَمَطْلِعَ كِتابِكَ الْمَجِيْدِ فِيْ سِجْنِ أَعْدائِكَ وَمَنَعُوْهُ عَنِ الْخُرُوْجِ وَأَحِبَّتَكَ عَنِ الدُّخُوْلِ، وَفِيْ تِلْكَ الْحالَةِ إِنَّهُ يَدْعُوْكَ وَيَقُوْلُ يا إِلهِيْ وَفِّقْ أَحِبَّتَكَ عَلى الصَّبْرِ فِيْ فِراقِكَ ثُمَّ اجْعَلْهُمْ راضِيًا بِرِضائِكَ وَظُهُوْرِ قَضائِكَ، أَنْتَ تَعْلَمُ يا إِلهِيْ بِما وَرَدَ عَلى الْمُقْبِلِيْنَ مِنْ عِبادِكَ بَعْدَ الَّذِيْ قَصَدُوا كَعْبَةَ لِقائِكَ وَحَرَمَ قُرْبِكَ وَوِصالِكَ، وَمِنْهُمْ عِبادُ الَّذِيْنَ دَخَلُوا الْمَدِيْنَةَ مُقْبِلاً مَقَرَّ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ قِبْلَةَ مَنْ فِيْ سَمائِكَ وَأَرْضِكَ وَمُنِعُوا عَنْ زِيارَةِ جَمالِكَ، الَّذِيْنَ سَمَّيْتَهُمْ بِأَبِي الْحَسَنِ وَالرَّسُوْلِ وَاسْمٍ آخَرَ مِنْ أَرْضِ الأَلِفِ وَالرَّا، وَبِمَنْعِهِمْ جَرَتْ دَمُوْعُ الْقاصِراتِ فِي الْغُرُفاتِ وَاحْتَرَقَتْ أَفْئِدَةُ الْمَعانِيْ فِيْ قُصُوْرِ الْكَلِماتِ، فَلَمّا عَلِمْتَ بِعِلْمِكَ الْمَكْنُوْنِ ما فِيْ قُلُوْبِهِمْ مِنْ نارِ حُبِّكَ وَشَوْقِ جَمالِكَ جاءَ أَمْرُكَ الْمُبْرَمُ مِنْ سَمائِكَ الْقِدَمِ وَنُزِّلَ فِيْ شَأْنِهِمْ ما هاجَ بِهِ أَفْئِدَةُ الْمُمْكِناتِ شَوْقًا لِنَفَحاتِ وَحْيِكَ وَشَغَفًا لِفَوَحاتِ أَيّامِكَ، كَتَبْتَ لَهُمْ أَجْرَ مَنْ فازَ بِلِقائِكَ وَحَضَرَ وَنَظَرَ وَسَمِعَ ما لاحَ وَأَشْرَقَ وَنُزِّلَ مِنْ عَرْشِكَ وَجَمالِكَ وَآياتِكَ وَقَبِلْتَ أَعْمالَهُمْ عَلى شَأْنٍ جَرى ذِكْرُهُما مِنْ قَلَمِ وَحْيِكَ فِيْ أَلْواحٍ مَعْدُوْداتٍ، أَشْكُرُكَ يا إِلهِيْ مِنْ قِبَلِهِمْ بِما أَعْطَيْتَهُمْ يا مالِكَ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ، طُوْبى لِمَنْ تَوَجَّهَ إِلى سَماءِ الَّتِيْ أَشْرَقْتَ مِنْ أُفُقِها، طُوْبى لِمَنْ زارَ جِدارَ مَدِيْنَةِ الَّتِيْ تَفُوْحُ نَفَحاتُكَ مِنْها، طُوْبى لِنَفْسٍ أَقْبَلَتْ بَرَّ الشَّامِ وَهامَتْ فِيْهِ بِشَوْقِها، طُوْبى لِنَفْسٍ رَضَتْ بِما قَضَيْتَ لَها، طُوْبى لِمَنْ تَوَفَّقَ بِالإِقْبالِ إِلَيْكَ يا رَبَّ الْعَظَمَةِ وَالإِجْلالِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْفَرْدُ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ.

 

[45]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الْحَمْدُ للهِ مُحْيِي الأَنامِ وَخالِقِ النُّوْرِ وَالظَّلامِ وَماحِيْ ظُلْمَةِ اللَّيالِيْ بِنُوْرِ الأَيّامِ وَمُخْرِجِ الأَثْمارِ مِنَ الأَكْمامِ، الَّذِيْ اخْتارَ مِنَ الأَيّامِ أَحَدَ عَشَرَ عَدَدَ الْهُوْ، وَهُوَ سِرُّ الْمُسْتَتِرُ وَلا يَعْرِفُهُ إِلاّ مَنِ اطَّلَعَ بِأَسْرارِ الْقَدَرِ، وَخَلَقَ فِيْ سِتَّةٍ مِنْها السَّمواتِ وَالأَرْضَ، وَبَقِيَ عَدَدُ الْها وَهِيَ الْمُنْزَلَةُ فِيْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَبِذلِكَ يُوْقِنُ كُلُّ ذِيْ بَصَرٍ بِأَنَّ ما خُلِقَ فِي السِّتَّةِ خُلِقَ لِمَظاهِرِ الْها الَّتِيْ هِيَ خَمْسَةُ آلِ الْعَبا، ثُمَّ زُيِّنَ الْهاءُ بِطِرازِ الْباءِ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ اللهِ الْمُطاعَةُ الْمَكْنُوْنَةُ الَّتِيْ كانَتْ مَبْدَأَ اسْتِنْطاقِ كَلِمَةِ الأَمْرِيَّةِ فِيْ عالَمِ الْخَلْقِ، وَتَجَلّى بِها عَلى كُلِّ الأَشْياءِ عَمّا خُلِقَ فِي الأَرْضِ وَالسَّماءِ، إِذًا ظَهَرَ التَّمْيِيْزُ وَالتَّفْصِيْلُ فِيْ كُلِّ صِنْفٍ مِنْ أَصْنافِ الْمَوْجُوْداتِ وَالْمُمْكِناتِ الَّتِيْ ذُوِّتَتْ مِنَ الإِسْطَقِسّاتِ بِما قُدِّرَ مِنْ مالِكَ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ، وَالَّذِيْ أَقْبَلَ إِنَّهُ آمَنَ بالْمَعْبُودِ وَالَّذِيْ أَدْبَرَ إِنَّهُ أَبى عَنِ السُّجُوْدِ وَكَفَرَ بِاللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، فَلَمّا تَجَلّى بِها عَلى الأَيّامِ أَقْبَلَتْ أَيّامٌ مَعْدُوْداتٌ، وَبَعْدَ انْقِضاءِ الْواوِ جَعَلَ الْهاءَ عِيْدَ الإِسْلامِ وَذُخْرًا وَشَرَفًا لِلأَنامِ، فَلَمّا قُضِيَ عِيْدُ الْفِطْرِ أَشْرَقَ عَنِ الأُفُقِ الأَعْلى فَجْرُ عِيْدِنا الأَضْحى، سُبْحانَ مَنْ قَدَّرَهُ بِقَضائِهِ الْمَحْتُوْمِ لأَصْحابِ الْهُدى وَاخْتَصَّهُ لأُوْلِي النُّهى الَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ رَبِّ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، وَجَعَلَهُ لِجَبِيْنِ الأَيّامِ غُرَّةَ الْغَرّاءَ وِلِدِيْباجِ كِتابِ الزَّمانِ النُّقْطَةَ الْبارِزَةَ عَنْها أَسْرارُ الْفُرْقانِ، وَلَها مَظْهَرٌ فِي التَّدْوِيْنِ وَالتَّكْوِيْنِ، طُوْبى لِمَنْ خَرَّجَ فَرِيْدَةَ الْبَيانِ مِنْ صَدَفِ الْجِنانِ حامِلِ التِّبْيانِ، وَجَعَلَ اللهُ يَوْمَ الأَوَّلَ آيَةَ التَّوْحِيْدِ وَمَظْهَرَ التَّفْرِيْدِ لِكُلِّ الْعَبِيْدِ لِتَشْهَدَنَّ كُلُّ الذَّرّاتِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلا هُوَ خالِقُ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، ثُمَّ أَشْرَقَ عَلى أَيّامٍ أُخَرٍ وَجَعَلَها أَيّامَ التَّشْرِيْقِ لِهذا الْفَرِيْقِ، وَبِهذِهِ الثَّلثَةِ تَمَّتْ أَرْكانُ الأَرْبَعَةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ، نَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ لَمْ يَزَلْ كانَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنْ شَيْءٍ وَلا يَزالُ يَكُوْنُ كَما كانَ، قَدِ انْقَطَعَ السَّبِيْلُ إِلى عِرْفانِ ذاتِهِ وَقَصُرَ الدَّلِيْلُ عَن الْبُلُوْغِ إِلى إِدْراكِ كُنْهِهِ، السَّبِيْلُ مَسْدُودٌ وَالطَّلَبُ مَرْدُودٌ دَلِيْلُهُ آياتُهُ وَظُهُوْرُهُ إِثْباتُهُ الْغَنِيُّ عَنْ ذِكْرِ دُوْنِهِ وَالْمُسْتَغْنِيْ عَنْ وَصْفِ ما سِواهُ، قَدْ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ وَجَعَلَهُمْ مَظاهِرَ آياتِهِ وَمَطالِعَ أَسْمائِهِ وَصِفاتِهِ لِيَشْهَدَنَّ الْكُلُّ بِما شَهِدَ لِذاتِهِ قَبْلَ خَلْقِ سَمائِهِ وَأَرْضِهِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ كانَ إِلهًا واحِدًا أَحَدًا فَرْدًا وِتْرًا دائِمًا أَبَدًا قَيُّوْمًا، وَقَدِ انْتَهَتِ الرُّسُلُ بِهادِي السُّبُلِ إِنَّهُ لَبِالْمَنْظَرِ الأَعْلى وَيَنْطِقُ مِنْ ذلِكَ الْمَقامِ الأَسْنى وَالأُفُقِ الأَبْهى، طُوْبى لَكُمْ بِما فُزْتُمْ فِيْ هذا الْعِيْدِ الأَعْظَمِ بِخِلَعِ الْعِرْفانِ وَآمَنْتُمْ بِرَبِّكُمُ الرَّحْمنِ وَبِما جاءَ بِهِ فَخْرُ الأَكْوانِ وَسُلْطانُ الإِمْكانِ الَّذِيْ بِهِ جُدِّدَتِ الأَدْيانُ وَمَرَّتْ نَفَحاتُ الْغُفْرانِ عَلى أَهْلِ الْعِصْيانِ، الَّذِيْ زُيِّنَ رَأْسُهُ بِإِكْلِيْلِ (لَوْلاكَ) النّاطِقُ فِيْ مَقامِ الصَّحْوِ (ما عَرَفْناكَ) وَفِيْ مَقامِ الْمَحْوِ (أَنا هُوَ وَهُوَ أَنا إِلاّ أَنَّهُ مُقَدَّسٌ عَنْ ذِكْرِ أَنا وَإِيّاكَ)، الْمَبْدَأُ الَّذِيْ طُرِّزَ بِطِرازِ الْخَتْمِ وَالظّاهِرُ الَّذِيْ بِهِ ظَهَرَ سِرٌّ الْباطِنِ، مَظْهَرُ الْقِدَمِ وَفَخْرُ الأُمَمِ مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفى صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحابِهِ الَّذِيْنَ بِهِمْ فاضَ ما غاضَ وَجَعَلَهُمُ اللهُ أَبْوابَ الْعُلُوْمِ لِكُلِّ قادِمٍ وَماضٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاّ هُوَ الْمُنْعِمُ الْمُعْطِي الْفَيّاضُ، سُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ أَسْئَلُكَ بِأَسْمائِكَ الْحُسْنى وَصِفاتِكَ الْعُلْيا وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بِهِ طارَتْ طُيُوْرُ أَفْئِدَةِ الْمُوَحِّدِيْنَ فِيْ هَواءِ قُرْبِكَ وَعِنايَتِكَ وَارْتَقَتْ قُلُوْبُ الْمُخْلِصِيْنَ إِلى سَماءِ عِزِّ بَقائِكَ بِأَنْ تَجْعَلَ هذا الْعِيْدَ مُبارَكاً عَلَيْنا وَعَلى الَّذِيْنَ أَقَرُّوا بِوَحْدانِيَّتِكَ وَاعْتَرَفُوا بِفَرْدانِيَّتِكَ، أَيْ رَبِّ هذا يَوْمٌ جَعَلْتَهُ عِيْداً بَيْنَ الأَيّامِ لإِبْقاءِ ذِكْرِكَ بَيْنَ الأَنامِ وَبُلُوْغِهِمْ إِلى أَعْلى الْمَقامِ، أَيْ رَبِّ نَحْنُ فُقَراءٌ تَوَجَّهْنا إِلى ظِلِّ غَنائِكَ وَضُعَفاءٌ أَقْبَلْنا إِلى كَعْبَةِ أَلْطافِكَ وَمَواهِبِكَ وَظُمّاءٌ سَرُعْنا إِلى كَوْثَرِ جُوْدِكَ وَإِحْسانِكَ أَسْئَلُكَ بِكَ وَبِمُحَمَّدٍ الَّذِيْ اصْطَفَيْتَهُ فِيْ عالَمِ الْقِدَمِ عَلى سائِرِ الأُمَمِ بِأَنْ لا تُخَيِّبَنا عَنْ بَدائِعِ فَضْلِكَ وَجُوْدِكَ وَلا تَجْعَلَنا مَحْرُومًا عَمّا قُدِّرَ لأَصْفِيائِكَ، أَيْ رَبِّ فَأَنْزِلْ عَلَيْنا مِنْ سَحابِ رَحْمَتِكَ وَسَماءِ عِنايَتِكَ ما يُطَهِّرُنا عَنْ رِجْسِ الدُّنْيا وَيُقَرِّبُنا إِلَيْكَ يا مَنْ بِيَدِكَ جَبَرُوْتُ الْقَضاءِ وَمَلَكُوْتُ الإِمْضاءِ، أَيْ رَبِّ نَوِّرْ أَبْصارَنا بنُوْرِ عِرْفانِكَ وَقُلُوْبَنا بِنُوْرِ عِلْمِكَ ثُمَّ اجْذُبْنا إِلى ساحَةِ الْقُرْبِ وَالْقُدْسِ وَالْجَمالِ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْمُتَعالِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ذُو الْعَظَمَةِ وَالإِفْضالِ.

 

[46]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ طَرَّزَ دِيْباجَ كِتابِ الأَيّامِ بِطِرازِ عِيْدِ الإِسْلامِ، وَبِهِ زَيَّنَ هَياكِلَ الْمُوَحِّدِيْنَ مِنْ أَهْلِ الأَكْوانِ بِرِداءِ الْعِرْفانِ وَاخْتَصَّهُمْ بِهذا الْفَضْلِ بَيْنَ أَهْلِ الأَدْيانِ وَطَهَّرَهُمْ عَنِ الْعِصْيانِ بِرَحْمَتِهِ الَّتِيْ سَبَقَتِ الإِمْكانَ، وَبِذلِكَ هَدَرَتْ وَرْقاءُ الْمَعانِيْ عَلى أَفْنانِ سِدْرَةِ الْبَيانِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِكَيْنُوْنَتِهِ عَنْ عِرْفانِ الْمُمْكِناتِ الْمُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ ما يَقَعُ عَلَيْهِ الأَسْماءُ وَالصِّفاتُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ وَالسَّمواتِ، قَدْ خَلَقَ الْمُمْكِناتِ لا مِنْ شَيْءٍ بِقُدْرَتِهِ لَمْ يَزَلْ كانَ فِيْ عُلُوِّ الرِّفْعَةِ وَالْعَظَمَةِ وَالْجَلالِ وَلا يَزالُ يَكُوْنُ فِيْ سُمُوِّ الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ وَالإِجْلالِ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْكَبِيْرُ الْمُتَعالِ، وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ عَلى النُّقْطَةِ الأَوَّلِيَّةِ وَالأَلِفِ الْقائِمَةِ الْمَعْطُوْفَةِ وَالْكَلِمَةِ الْجامِعَةِ الْجَبَرُوْتِيَّةِ وَالرُّوْحِ الْمَلَكُوْتِيَّةِ الإِلهِيَّةِ الَّذِيْ بِهِ بُدِءَ الْوُجُوْدُ وَخُتِمَتْ مَظاهِرُ الْغَيْبِ فِي الشُّهُوْدِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مَطْلِعَ أَسْمائِهِ الْحُسْنى وَمَظْهَرَ صِفاتِهِ الْعُلْيا وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ مِنْ هذا الْيَوْمِ إِلى يَوْمِ الَّذِيْ فِيْهِ يَنْطِقُ لِسانُ الْقُوَّةِ وَالاقْتِدارِ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ِللهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ.

[47]

هو النّاطق في ملكوت البيان

يا أَهْلَ الْبَهآءِ اسْمَعُوا النِّدآءَ مِنَ السِّدْرَةِ النَّوْراءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، أُمُّ الْكِتابِ يَنْطِقُ وَيَقُوْلُ قَدْ أَتى الْوَهّابُ فِي الْمَآبِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْغافِلِيْنَ، أُمُّ الْبَيانِ يُنادِيْ يا مَلأَ الإِمْكانِ قَدْ أَتى الرَّحْمنُ بِقَبِيْلٍ مِنَ الْمَلإِ الأَعْلى أَقْبِلُوا إِلَيْهِ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْخاسِرِيْنَ، أُمُّ الأَلْواحِ يَتَكَلَّمُ وَيَقُوْلُ يا مَلأَ الأَرْضِ قَدِ اسْتَوى مُكَلِّمُ الطُّوْرِ عَلى عَرْشِ الظُّهُوْرِ لا تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَنِ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ هذا ما أُمِرْتُمْ بِهِ فِيْ كُتُبِ اللهِ وَفِيْهذا اللَّوْحِ الْمُبِيْنِ، يا كاظِمُ عَلَيْكَ بَهائِيْ وَعِنايَتِيْ، أَنْتَ الَّذِيْ أَقْبَلْتَ إِلى أُفُقِيْ وَتَمَسَّكْتَ بِحَبْلِ عِنايَتِيْ وَقُمْتَ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِيْ وَذِكْرِيْ وَثَنائِيْ بَيْنَ عِبادِيْ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَكَ وَيَمُدَّكَ بِقَبِيْلٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِيْنَ، طُوْبى لِلِسانٍ أَقَرَّ بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ وَلِعَيْنٍ فازَتْ بِالنَّظَرِ إِلى شَطْرِهِ الْمُنِيْرِ، قَدْ أَنْزَلْنا لَكَ مِنْ قَبْلُ ما لا تُعادِلُهُ ثَرْوَةُ الْعِبادِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مالِكُ الإِيْجادِ فِيْ سِجْنِهِ الْعَظِيْمِ، قَدْ ذَكَرْناكَ فِيْ أَلْواحٍ شَتّى وَقَرَّبْناكَ إِلى شاطِئِ الْبَحْرِ الأَعْظَمِ وَهَدَيْناكَ إِلى صِراطِي الْمُسْتَقِيْمِ، طُوْبى لِعَبْدٍ وَضَعَ ما عِنْدَهُ وَسَمِعَ ما تَكَلَّمْتَ بِهِ فِيْ ذِكْرِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، قُلْ يا مَلأَ الْفُرْقانِ أَما سَمِعْتُمْ نِدآءَ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ بِقَوْلِهِ (يَوْمَ يَقُوْمُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِيْنَ)، هذا يَوْمٌ فِيْهِ أَنارَ أُفُقُ الْفَضْلِ وَظَهَرَ الْقَيُّوْمُ وَبِيَدِهِ رَحِيْقُهُ الْمَخْتُوْمُ وَيَقُوْلُ تَعالَوْا تَعالَوْا وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْمُتَوَقِّفِيْنَ، هذا يَوْمٌ بَشَّرَتْ بِهِ كُتُبُ اللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ لَعَمْرُ اللهِ يَنُوْحُ مِنْكُمْ نُقْطَةُ الْفُرْقانِ وَنُقْطَةُ الْبَيانِ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلى اتَّقُوا اللهَ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الظّالِمِيْنَ، لَوْ تُنْكِرُوْنَ هذا الْفَضْلَ الأَعْظَمَ بِأَيِّ بُرْهانٍ يَثْبُتُ ما عِنْدَكُمْ أَنْصِفُوا يا قَوْمِ وَلا تَكُوْنُوا مِن الصّاغِرِيْنَ، قَدْ فُتِحَ بابُ السَّماءِ وَأَتى مالِكُ الأَسْماءِ بِراياتِ الآياتِ اشْكُرُوا رَبَّكُمْ بِهذا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ أَحاطَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قُلْ قَدْ جَرى فُراتُ الْبَيانِ مِنْ قَلَمِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ أَقْبِلُوا ثُمَّ اشْرَبُوا مِنْهُ بِاسْمِ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ الَّذِيْ قامَ أَمامَ الْوُجُوْهِ وَدَعا الْكُلَّ إِلى الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، كَذلِكَ نَطَقَ الْبَحْرُ الأَعْظَمُ بَيْنَ الأُمَمِ وَارْتَعَدَتْ بِهِ فَرائِصُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، يا كاظِمُ إِنَّ قَلَمِي الأَعْلى أَرادَ أَنْ يَذْكُرَ أَخاكَ الَّذِيْ صَعَدَ إِلى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، وَفِيْ حِيْنِ صُعُوْدِهِ وَجَدَ مِنْهُ الْمَلأُ الأَعْلى عَرْفَ حُبِّي الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، وَأَدْخَلَتْهُ يَدُ الْفَضْلِ إِلى مَقامٍ عَجَزَتْ عَنْ ذِكْرِهِ أَقْلامُ الْعالَمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ لَوْحٌ مَحْفُوْظٌ، النُّوْرُ الَّذِيْ أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ عِنايَةِ الظُّهُوْرِ وَأَوَّلُ عَرْفٍ تَضَوَّعَ مِنْ قَمِيْصِ رَحْمَةِ رَبِّكَ مالِكِ الْوُجُوْدِ عَلَيْكَ يا مَنْ أَقْبَلْتَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ مَنْ عَلى الأَرْضِ نَشْهَدُ أَنَّكَ سَمِعْتَ النَّداءَ وَأَقْبَلْتَ وَآمَنْتَ بِاللهِ مالِكِ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، وَكُنْتَ مُسْتَقِيْماً عَلى الأَمْرِ بِحَيْثُ ما مَنَعَتْكَ شُبُهاتُ الَّذِيْنَ أَنْكَرُوا حُكْمَ النُّشُوْرِ، قَدْ فُزْتَ بِعِرْفانِ اللهِ وَآياتِهِ وَسَمِعْتَ نِدائَهُ الأَحْلى إِذِ ارْتَفَعَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَشَرِبْتَ رَحِيْقَةُ الْمَخْتُوْمَ بِاسْمِهِ الْقَيُّوْمِ كَذلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ الأَعْلى فِيْهذا الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ، سُبْحانَكَ يا إِلهَ الْوُجُودِ وَالْمُهَيْمِنَ عَلى ما كانَ وَما يَكُوْنُ، أَسْئَلُكَ بِأَسْرارِ عِلْمِكَ وَنَفَحاتِ أَيّامِكَ وَأَمْواجِ بَحْرِ الْبَيانِ فِي الإِمْكانِ بِأَنْ تُنْزِلَ عَلى مَنْ صَعَدَ إِلَيْكَ فِيْكُلِّ حِيْنٍ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَعِنايَةً مِنْ لَدُنْكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ شَهِدَتْ بِكَرَمِكَ الْمُمْكِناتُ وَبِعِنايَتِكَ الْكائِناتُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، يا كاظِمُ اشْكُرِ اللهَ بِما أَنْزَلَ لَكَ وَلأَخِيْكَ ما لا يَنْقَطِعُ عَرْفُهُ بِدَوامِ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوْتِ، قَدْ حَضَرَ كِتابٌ مِنْ سَلْمانَ عَلَيْهِ بَهائِيْ وَكانَ فِيْهِ ذِكْرُ مَنْ صَعَدَ إِلى الرَّفِيْقِ الأَعْلى بِذلِكَ أَخَذَتِ الأَحْزانُ الَّذِيْنَ طافُوا الْعَرْشَ فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْراقِ، إِنّا نُعَزِّيْكَ وَنُسَلِّيْكَ بِآياتٍ لا يُعادِلُها ما فِي الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الصَّبّارُ يَأْمُرُكَ بِالصَّبْرِ الْجَمِيْلِ إِنَّهُ هُوَ المُقْتَدِرُ عَلى ما يَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ عَلى وَجُوْهِ أَحِبّائِيْ، قُلْ يا حِزْبَ اللهِ إِيّاكُمْ أَنْ تُخَوِّفَكُمْ قُدْرَةُ الْعالَمِ أَوْ تُضْعِفَكُمْ قُوَّةُ الأُمَمِ أَوْ تَمْنَعَكُمْ ضَوْضآءُ أَهْلِ الْجِدالِ أَوْ تُحْزِنَكُمْ مَظاهِرُ الْجَلالِ كُوْنُوا كَالْجِبالِ فِيْ أَمْرِ رَبِّكُمُ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا مِنْ سَحابِ الْفَضْلِ أَمْطارَ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ طُوْبى لِمَنْ شَهِدَ وَرَأَى وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا مُنْزِلَ الآياتِ وَلَكَ الثَّنآءُ يا مُظْهِرَ الْبَيِّناتِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ ظَهَرْتَ وَأَظْهَرْتَ ما كانَ مَكْنُوْناً فِيْ أَزَلِ الآزالِ، مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ قَدْ أَقْبَلَ إِلى اللهِ مِنَ الأَوَّلِ الَّذِيْ لا أَوَّلَ لَهُ وَمَنْ أَعْرَضَ إِنَّهُ أَعْرَضَ عَنِ اللهِ فِيْ الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ يَسْمَعُ قَوْلَكَ فِيْهذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الرِّجالِ، وَعَلى أَوْلِيائِيْ هُناكَ الَّذِيْنَ ما نَقَضُوا الْمِيْثاقَ.

[48]

بسمه الغفور الكريم

يا إِلهِيْ قَدْ حَضَرَ مِنْ عَبْدِكَ كِتابٌ فِيْهِ أَقَرَّ بِوَحْدانِيَّتِكَ وَاعْتَرَفَ بِفَرْادنِيَّتِكَ وَأَرادَ الْعَفْوَ مِنْ بَحْرِ جُوْدِكَ وَأَلْطافِكَ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِها مِنْ أَحِبَّتِكَ، أَيْرَبِّ رَشِّحْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَبْحُرِ جُوْدِكَ وَمَواهِبِكَ ما يُطَهِّرُهُمْ عَنْ ذِكْرِ دُوْنِكَ وَيُقَدِّسُهُمْ عَنِ النَّظَرِ إِلى ما سِواكَ، وَنَوِّرْهُمْ بِأَنْوارِ شَمْسِ وَجْهِكَ الَّتِيْ أَشْرَقَتْ مِنْ أُفُقِكَ الأَعْلى وَأَضائَتْ بِها الأَرْضُ وَالسَّمآءُ، ثُمَّ أَشْرِبْهُمْ كَوْثَرَ الْبَقاءِ بِأَيادِي الْفَضْلِ وَالْعَطاءِ فِيْهذا الْفَجْرِ الَّذِيْ بِهِ أَنارَ أُفُقُ الْعِرْفانِ وَلاحَ نَيِّرُ الإِيْقانِ لِيَرَوْا تَقْدِيْسَ نَفْسِكَ عَنِ الأَشْباهِ وَتَنْزِيْهَ ذاتِكَ عَنِ الأَمْثالِ، أَيْرَبِّ فَأَلْبِسْهُمْ خِلَعَ غُفْرانِكَ وَزَيِّنْهُمْ بِما أَرَدْتَهُ فِيْ أَيّامِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ تُعْطِيْ وَتَمْنَعُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، أَسْئَلُكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الأَرْضَ وَالسَّمآءَ وَفُكَّ بِهِ رَحِيْقُكَ الْمَخْتُوْمُ لأَهْلِ الإِنْشاءِ بِأَنْ تُؤَيِّدَ عَبْدَكَ الْجَوادَ عَلى إِعْلآءِ كَلِمَتِكَ فِيْ مَمْلَكَتِكَ لِتَنْجَذِبَ بِها الْقُلُوْبُ إِلى مَشْرِقِ وَحْيِكَ وَمَطْلِعِ إِلْهامِكَ وَتُسْرِعَ بِها أَهْلُ الْقُبُوْرِ إِلى مَظْهَرِ ظُهُوْرِ نُوْرِ كَيْنُوْنَتِكَ وَمَصْدَرِ بُرُوْزِ نارِ سِدْرَةِ أُلُوْهِيَّتِكَ، ثُمَّ اخْرُقْ بِهِ حُجُباتِ التَّقْلِيْدِ لِتَظْهَرَ شَمْسُ التَّوْحِيْدِ لِمَنْ فِيْ أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، أَيْرَبِّ أَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنِّيْ ما أَرَدْتُ إِلاّ ما أَرَدْتَهُ وَما تَكَلَّمْتُ إِلاّ بِما أَلْهَمْتَنِيْ بِجُوْدِكَ وَأَلْطافِكَ، قَدْ قُمْتُ بِحَوْلِكَ عَلى أَمْرِكَ وَدَعَوْتُ الْكُلَّ إِلى سَمآءِ عِرْفانِكَ وَبَحْرِ إِفْضالِكَ بِحَيْثُ ما مَنَعَتْنِيْ سَطْوَةُ الْمُلُوْكِ عَنْ ذِكْرِكَ وَثَنآئِكَ وَلا ضَوْضآءُ الْمَمْلُوْكِ عَنْ وَصْفِكَ وَإِظْهارِ أَمْرِكَ وَبَلَّغْتُهُمْ جَهْرَةً ما أُمِرْتُ بِهِ مِنْ عِنْدِكَ، لَكَ الْحَمْدُ بِما جَعَلْتَنِيْ قَيُّوْماً عَلى خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ بِحَيْثُ لَمْ تُضْعِفْنِيْ قُوَّةُ الْجَبابِرَةِ وَلا قُدْرَةُ الْقَياصِرَةِ، أَظْهَرْتُ مَشِيَّتَكَ الْمُهَيْمِنَةَ وَإِرادَتَكَ الْمُحِيْطَةَ وَبَيَّنْتُ ما هُوَ الْمُسْتُوْرُ فِيْ صُحُفِكَ الْمَسْطُوْرَةِ وَأَلْواحِكَ الْمُنْزَلَةِ، لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَطِيْرُ بِهِ الْمُخْلِصُوْنَ إِلى الذِّرْوَةِ الْعُلْيا وَالْمُقَرَّبُوْنَ إِلى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهى، وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً بِهِ بُيِّنَتْ آثارُكَ وَيَظْهَرُ أَحْكامُك، وَلَكَ الْحَمْدُ فِيْما تُحِبُّ وَتَرْضى إِنَّكَ أَنْتَ الْحاكِمُ عَلى ما تَشآءُ، ثُمَّ أَسْئَلُكَ يا إِلهِيْ بِأَنْ تُوَفِّقَ أَحِبَّتِيْ عَلى الْقِيامِ عَلى خِدْمَتِكَ وَنُصْرَةِ أَمْرِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ شَهِدَتِ الْكائِناتُ بِقُوَّتِكَ وَاقْتِدارِكَ وَالْمُمْكِناتُ بِعَظَمَتِكَ وَسُلْطانِكَ تَفْعَلُ ما تَشآءُ وَتَحْكُمُ ما تُرِيْدُ بِأَمْرِكَ الْمُهَيْمِنِ عَلى الْعالَمِيْنَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ. ﴿بِسْمِهِ النّاطِقِ فِيمَلَكُوتِ الْبَيَانِ﴾ ج وإِنّا أَرَدْنا أَنْ نُصَرِّفَ لَكَ الآياتِ عَلى تَصْرِيْفٍ آخَرَ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ، لِتَجْذُبَكَ نَفَحاتُ الْوَحْيِ عَلى شَأْنٍ تَقُوْمُ بَيْنَ الإِبْداعِ بِاسْمِ رَبِّكِ مالِكِ الاخْتِراعِ، وَتُشِيْرُ بِيَدِكَ الْيُمْنى إِلى جِهَةِ الشَّرْقِ وَتَقُوْلُ تَاللهِ قَدْ أَنارَ مَشْرِقُ الْعِرْفانِ، وَبِيَدِكَ الْيُسْرى تَخْرُقُ حُجُباتِ أَهْلِ الْغَرْبِ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ بِهِ انْصَعَقَتِ الأَصْنامُ وَتَزَلْزَلَتِ الأَدْيانُ، قَدْ حَضَرَ لَدى الْمَظْلُوْمِ كِتابُكَ وَوَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ حُبِّكَ للهِ نَزَّلْنا لَكَ هذا اللَّوْحَ الَّذِيْ بِهِ سَرَتْ نَسَماتُ الْعِرْفانِ وَفاحَتْ نَفَحاتُ الْغُفْرانِ فِي الإِمْكانِ، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُؤَيِّدَكَ عَلى خِدْمَتِهِ عَلى شَأْنٍ تَخْرُقُ أَحْجابَ النَّاسِ وَتَدْعُوْهُمْ بِالتَّقْدِيْسِ وَالتَّنْزِيْهِ وَالْعَمَلِ الَّذِيْ يَنْبَغِيْ لأَيّامِ رَبِّهِمُ الْغَنِيِّ الْمُتَعالِ، إِنّا لَمّا وَرَدْنا السِّجْنَ الأَعْظَمَ دَعَوْنا مَظاهِرَ الاقْتِدارِ مَرَّةً أُخْرى إِلى اللهِ مُنْزِلِ الآياتِ، غَرَّتْهُمُ الدُّنْيا عَلى شَأْنٍ نَبَذُوا ما أُمِرُوا بِهِ مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الأَسْمآءِ وَأَخَذُوا ما يُرْجِعُهُمْ إِلى النِّيْرانِ، سَوْفَ يَعْرِفُوْنَ ما فاتَ عَنْهُمْ فِيْ أَمْرِ اللهِ وَيَنُوْحُوْنَ عَلى أَنْفُسِهِمْ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، كُنْ طائِراً فِيْهَوآءِ الْمَحَبَّةِ وَالْعِرْفانِ وَطالِعاً مِنْ أُفُقِ الْبَيانِ بِذِكْرٍ تَنْجَذِبُ بِهِ الْعُقُوْلُ وَتَطِيْرُ بِهِ الأَبْدانُ، قُلْ يا قَوْمِ قَدْ جَرى السَّلْسَبِيْلُ وَفُكَّ خَتْمُ الرَّحِيْقِ تَوَجَّهُوا ثُمَّ اشْرَبُوا بِاسْمِهِ الْمُهَيْمِنِ عَلى الأَكْوانِ، إِيّاكَ أَنْ يَمْنَعَكَ ضَوْضآءُ الْمُشْرِكِيْنَ أَوْ تُخَوِّفَكَ سَطْوَةُ الْفُجّارِ، أَنِ اذْكُرِ اللهَ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحانِ وَبِالْحِكْمَةِ الَّتِيْ نَزَّلْناها مِنْ سَمآءِ الْوَحْيِ وَالإِلْهامِ لِيَقُوْمَ بِذِكْرِكَ كُلُّ راقِدٍ وَيَتَوَجَّهَ بِهِ كُلُّ غافِلٍ وَيُسْرِعَ بِهِ كُلُّ مُتَوَقِّفٍ مُرْتابٍ، كَذلِكَ غَنَّتِ الْوَرْقآءُ وَدَلَعَ دِيْكُ الْبَقآءِ لِيَفْرَحَ بِهِ قَلْبُكَ وَتَنْصُرَ رَبَّكَ مالِكَ الأَنامِ، قَدْ نَزَّلْنا لَكَ لَوْحاً مِنْ قَبْلُ بِلِسانٍ عَجَمِيٍّ أَحْلى وَبَعْدَ حُضُوْرِ كِتابِكَ هذا اللَّوْحَ الَّذِيْ نُزِّلَ بِاللُّغَةِ الْفُصْحى لِتَشْكُرَ رَبَّكَ الْعَزِيْزَ الْوَهّابَ، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ فازُوا بِهذا الْيَوْمِ الَّذِيْ فِيْهِ نَطَقَتِ الأَشْيآءُ الْمُلْكُ للّهِ فالِقِ الإِصْباحِ.

[49]

هو النّاطق أمام الملوك والمملوك

خَرَجْنا الْيَوْمَ مِنْ مَقامٍ قاصِدًا مَقامًا آخَرَ وَنَطَقْنا بِما انْجَذَبَتْ بِهِ أَفْئِدَةُ الْقَوْمِ وَنَطَقَتِ الأَشْيآءُ بِما نَطَقَ اللِّسانُ وَنادَتْ حَمامَةُ الأَمْرِ فِيْ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلى قَدْ ظَهَرَ مَنْ كانَ مَسْتُوْرًا وَأَتى مَنْ كانَ مَوْعُوْدًا افْرَحُوا يا مَلأَ الأَرْضِ وَأَجِيْبُوا مَنْ دَعاكُمْ إِلى أُفُقِهِ الأَعْلى وَمَقامِهِ الأَبْهى الَّذِيْ كانَ مَطافَ الْمَلإِ الأَعْلى فِي الْقُرُوْنِ وَالأَعْصارِ، مَرَرْنا عَلى الأَشْجارِ وَالأَنْهارِ وَسَمِعْنا حَفِيْفَ الأُوْلى فِيْ ذِكْرِ مَوْلى الْوَرى وَخَرِيْرَ الأُخْرى فِيْذِكْرِ هذا الذِّكْرِ الأَبَدِيِّ وَالنُّوْرِ السَّرْمَدِيِّ الَّذِيْ بِهِ ماجَتْ لُجَّةُ الأَحَدِيَّةِ وَهاجَ عَرْفُ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، طُوْبى لِمُنْصِفٍ أَنْصَفَ فِي الأَمْرِ وَلِمُقْبِلٍ أَقْبَلَ إِلى مَطْلِعِ الأَنْوارِ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ اسْتَوى هَيْكَلُ الظُّهُوْرِ عَلى عَرْشِ الْبَيانِ وَنَطَقَ بِما سَرُعَ الْمُوَحِّدُوْنَ وَالْمُخْلِصُوْنَ إِلى اللهِ مُنْزِلِ الآياتِ، يا عَنْدَلِيْبُ عَلَيْكَ بَهآءُ اللهِ وَعِنايَتُهُ، قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ وَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ حُبِّكَ وَخُلُوْصِكَ وَاسْتِقامَتِكَ وَذِكْرِكَ وَحِكْمَتِكَ للّهِ وَلِوَجْهِهِ الْمُشْرِقِ مِنْ أُفُقِ الآفاقِ، قُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ قَدْ ظَهَرَ مَنْ كانَ مَقْصُوْدَ الأَصْفِيآءِ وَبِهِ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْحِكْمَةِ وَالْبُرْهانِ فِي الإِمْكانِ، تَعالى الرَّحْمنُ الَّذِيْ بَشَّرَ الْعِبادَ بِذِكْرِ مُكَلِّمِ الطُّوْرِ الَّذِيْ بِهِ ابْتَسَمَ ثَغْرُ الْوُجُوْدِ وَنَطَقَتِ الذَّرّاتُ الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوْتُ وَالْعِزَّةُ وَالْجَبَرُوْتُ لِلّهِ مالِكِ يَوْمِ المَآبِ، يا عَنْدَلِيْبُ لَعَمْرُ اللهِ أَحْزَنَتْنِيْ أَعْمالُ الَّذِيْنَ نَبَذُوا التَّقْوى وَرائَهُمْ مُتَمَسِّكِيْنَ بِالْبَغْيِ وَالْفَحْشاءِ وَيَنْسِبُوْنَ أَنْفُسَهُمْ إِلى مَطْلِعِ التَّقْدِيْسِ وَالتَّنْزِيْهِ بِذلِكَ ناحَ قَلَمُ اللهِ فِيْ أَعْلى الْمَقامِ، إِنّا أَنْزَلْنا فِيْ الأَلْواحِ ما يُقَرِّبُ الْعِبادَ إِلى الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، مِنْهُمْ مَنِ ادَّعى حُبِّيْ وَالْوُرُوْدَ فِيْ حِصْنِ عِنايَتِيْ وَارْتَكَبَ ما ناحَ بِهِ قَلْبِيْ وَقَلَمِيْ وَبَكَتْ عَيْنُ سِرِّيْ فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ ولا تَتَّبِعُوا أَهْوائَكُمُ اتَّبِعُوا مَنْ أَتى مِنْ سَمآءِ الأَمْرِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، إِنّا وَصَّيْناكُمْ بِتَقْوى اللهِ وَأَنْزَلْنا ما يُقَرِّبُكُمْ إِلَيْهِ إِيّاكُمْ أَنْ تَدَعُوا ما أُمِرْتُمْ بِهِ فِيْ أُمِّ الْكِتابِ، إِنّا ما نُرِيْدُ مِنْكُمْ جَزآءً وَأَرَدْنا لَكُمْ فِي الْجَنَّةِ الْعُلْيا مَقاماً عَجَزَتْ عَنْ ذِكْرِهِ الأَقْلامُ، ضَعُوا ما عِنْدَكُمْ وَخُذُوا ما أُوْتِيْتُمْ مِنْ لَدُنْ مالِكِ الرِّقابِ، إِنَّا مَنَعْنا الْعِبادَ فِيْهذا الظُّهُوْرِ عَنِ النِّزاعِ وَالْفَسادِ وَما يَتَكَدَّرُ بِهِ أُوْلُوا الأَلْبابِ وَأَمَرْناهُمْ بِفَتْحِ مَدائِنِ الْقُلُوْبِ بِجُنُوْدِ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ يَشْهَدُ بِذلِكَ رَبُّكُمُ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، يا أَوْلِيآئِيْ تَمَسَّكُوا بِحَبْلِ الأَعْمالِ وَالأَخْلاقِ لِيَظْهَرَ مِنْكُمْ ما تَنْجَذِبُ بِهِ أَفْئِدَةُ مَنْ فِي الْبِلادِ، اعْلَمُوا أَنَّ جُنُوْدَ الأَخْلاقِ أَقْوى الْجُنُوْدِ فِي الْعالَمِ فَاعْتَبِرُوا يا أُوْلِي الأَبْصارِ، بِها تَرْتَفِعُ مَقاماتُكُمْ وَمَراتِبُكُمْ بَيْنَ الأَحْزابِ، يا عَنْدَلِيْبُ قَدْ خَلَقْنا النُّفُوْسَ لِنُصْرَةِ أَمْرِنا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ نَصَرُوا أَعْدآئِيْ بِأَعْمالٍ ناحَتْ بِها جُنُوْدُ الْوَحْيِ وَالإِلْهامِ، هذا ما نُزِّلَ مِنْ قَلَمِي الأَعْلى أَمْراً مِنْ عِنْدِنا وَأَنا الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ، ذَكِّرِ النّاسَ بِآياتِيْ وَبِما نُزِّلَ مِنِ مَلَكُوْتِ بَيانِيْ لَعَلَّ يَتَّخِذُوْنَ لأَنْفُسِهِمْ إِلى الْحَقِّ سَبِيْلاً، قُلْ سُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ وَسَيِّديْ وَمَحْبُوْبِيْ وَمَقْصُوْدِيْ، أَسْئَلُكَ بِنُوْرِ أَمْرِكَ الَّذِيْ بِهِ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ وَالسَّمآءُ وَمِنْ عَرْفِهِ اهْتَزَّتِ الأَشْيآءُ أَنْ تُؤَيِّدَ الْعِبادَ عَلى الرُّجُوْعِ إِلَيْكَ وَالإِنابَةِ لَدى بابِ فَضْلِكَ وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِ عَطآئِكَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّابُ الْكَرِيْمُ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْفَيّاضُ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ قَدِّسْ أَحِبّائَكَ مِنْ شُئُوْناتِ النَّفْسِ وَالْهَوى وَزَيِّنْهُمْ بِطِرازِ التَّقْدِيْسِ بَيْنَ عِبادِكَ يا مَوْلى الْوَرى وَمالِكَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، أَيْرَبِّ نَوِّرْ ظاهِرَهُمْ وَباطِنَهُمْ بِنُوْرِ مَعْرِفَتِكَ ثُمَّ اكْتُبْ لَهُمْ كُلَّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ فِيْ كُتُبِكَ وَصُحُفِكَ وَزُبُرِكَ وَأَلْواحِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْفَضّالُ الْفَيّاضُ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ.

[50]

بسم الله الأعظم الأقدم العليّ الأبهى

سُبْحانَ الَّذِيْ أَظْهَرَ الْكَلِمَةَ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّها تَنْطِقُ بَيْنَ أَهْلِ الإِمْكانِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْمَنّانُ، لَوْ يَتَوَجَّهُ إِلَيْها أَحَدٌ بِأُذُنِ الْفِطْرَةِ لَيَطِيْرُ إِلى هَوآءِ مَحَبَّةِ رَبِّهِ الرَّحْمنِ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحانِ، قُلْ إِنَّها لَنارٌ لِمَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْمُخْتارِ وَنُوْرٌ لِلأَبْرارِ بِها فُصِّلَ بَيْنَ الْمُقْبِلِ وَالْمُعْرِضِ وَإِنَّها لَمِيْزانُ الأَعْمالِ وَإِنَّها لَصِراطُ الأَمْرِ لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَكَوْثَرُ الْحَيَوانِ لِمَنْ فِي الإِمْكانِ، طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ إِلَيْها وَتَمَسَّكَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مُهَيْمِنًا عَلى الآفاقِ، قَدْ غَلَبَتْ شَقْوَةُ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا بِأَيّامِ اللهِ الَّتِيْ فِيْها أَشْرَقَ الأَمْرُ مِنْ أُفُقِ الأَسْرارِ، قَدْ أَخَذْنا الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَظَلَمُوا بِمَطالِعِ الْوَحْيِ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيْدُ الْعِقابِ، مِنْهُمْ مَنْ أَخَذْناهُ بِقَهْرٍ مِنْ لَدُنّا وَمِنْهُمْ مَنْ أَهْلَكْناهُ بِصَيْحَةٍ واحِدَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْناهُ فِي الْبَحْرِ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَحْرَقْناهُ بِلَهِيْبِ النّارِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَمْطَرْنا عَلَيْهِ الأَحْجارَ كَذلِكَ نَزَّلْنا قَصَصَهُمْ فِي الأَلْواحِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، سَوْفَ نَأْخُذُ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا كَما أَخَذْنا الْمُعْتَدِيْنَ فِيْ تِلْكَ الْجِهاتِ الَّذِيْنَ أَخْرَجُوْنا مِنْ أَرْضِ السِّرِّ إِذ اعْتَرَضُوا عَلى اللهِ مالِكِ الرِّقابِ، قَدْ أَخَذْنا كُلَّهُمْ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نُزِّلَ فِيْ لَوْحِ الْفُؤادِ طُوْبى لأُوْلِي الأَبْصارِ، قَدْ أَخَذْنا الأَوَّلَ كَما واعَدْناهُ فِي الْكِتابِ وَأَخَذْنا الثّانِيْ وَمَنْ مَعَهُ بِقَهْرٍ اضْطَرَبَتْ عَنْهُ أَفْئِدَةُ الْفُجّارِ، قَدْ أَصْبَحُوا وَلا يُسْمَعُ مِنْ أَماكِنِهِمْ إِلاّ صَوْتُ الصَّدى وَنَعِيْبُ الْغُرابِ، أَنْ يا قَلَمُ الأَعْلى أَنِ اذْكُرْ إِذْ أَرْسَلْنا الْبَدِيْعَ بِآياتٍ بَيِّناتٍ إِلى الَّذِيْ كانَ فِيْ غَفْلَةٍ وَشِقاقٍ، قَدِ ارْتَكَبَ ما ناحَ بِهِ أَهْلُ الْفِرْدَوْسِ ثُمَّ حَقايِقُ أَهْلِ الرِّضْوانِ، إِذًا تَرَكْنا الظّالِمَ بِنَفْسِهِ لِحِكْمَةٍ وَأَخَذْنا مَنْ فِي الدِّيارِ سَوْفَ نَأْخُذُهُ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِنا وَأَنا الْمُقْتَدِرُ عَلى ما أَرادَ، طُوْبى لِمَنْ قَرَءَ لَوْحَ اللهِ الَّذِيْ أَرْسَلْناهُ إِلَيْه لِيُوْقِنَ بِأَنّا ما مُنِعْنا عَمّا وَرَدَ عَلَيْنا نَطَقَ لِسانُ الْعَظَمَةِ بِالْحَقِّ الْخالِصِ لِيَشْهَدَنَّ الْكُلُّ بِأَنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ، قَدْ تَمَّتْ عَلَيْهِمْ حُجَّةُ رَبِّكَ وَأَشْرَقَ الْبُرْهانُ مِنْ أُفُقِ الإِيْقانِ، إِنَّ الَّذِيْنَ يَقْرَؤُنَ آياتِ اللهِ أُوْلئِكَ يَجِدُوْنَ حَلاوَةَ بَيانِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ وَيَتَوَجَّهُوْنَ بِقُلُوْبٍ بَيْضآءَ إِلى شَطْرِ الَّذِيْ فِيْهِ ظَهَرَ نَيِّرُ الإِبْداعِ، قَدْ حَضَرَ لَدى الْعَرْشِ كِتابٌ مِنَ الَّذِيْ إِذا سَمِعَ النِّدآءَ قالَ بَلى بَلى يا مُخْرِقَ الأَحْجابِ، لِذا نَزَّلْنا لَكَ هذا اللَّوْحَ الَّذِيْ بِهِ فاحَ عَرْفُ الْقَمِيْصِ فِي الأَكْوانِ، أَنِ اشْكُرْ رَبَّكَ بِما تَوَجَّهَ إِلَيْكَ لِحاظُ الْمَظْلُوْمِ إِذْ سُجِنَ فِيْ أَبْعَدِ الْبِلادِ، يا حُسَيْنُ أَنِ اسْتَمِعْ نِدآءَ الْحُسَيْنِ اسْتَقِمْ عَلى شَأْنٍ يَضْطَرِبُ مِنْهُ أَرْكانُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ مالِكِ الرِّقابِ، قُلْ يا مَعْشَرَ الْعُلَمآءِ قَدْ يَجُوْلُ قَلَمُ الأَعْلى فِيْ مَيادِيْنِ الأَلْواحِ، هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَنْ يَرْكُضَ مَعَ فارِسِ الاقْتِدارِ فِيْ هذا الْمِضْمارِ لا وَنَفْسِيْ مَثَلُهُمْ مِثْلُ الظّالِعِ قَدْ تَوَقَّفُوا فِيْ طِيْنِ الأَوْهامِ، قُلْ هذِهِ لَشَمْسُ الْعِلْمِ قَدْ أَشْرَقَتْ مِنْ أُفُقِ الْبَيانِ رَغْمًا لأَنْفُسِكُمْ يا مَلأَ الْفُجّارِ، دَعْ هؤُلآءِ يَكْفِيْهِمْ عَذابُ رَبِّكَ الْمُقْتَدِرِ الْقَهّارِ، كُنْ ناظِرًا فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ بِطَرْفِ الْحِكْمَةِ كَذلِكَ أَمَرْنا الْبَرِيَّةَ فِيْ أَكْثَرِ الأَلْواحِ، طُوْبى لَكَ وَلِمَنْ أَسْمَعَكَ هَدِيْرَ الْوَرْقاءِ عَلى الأَفْنانِ وَخَرِيْرَ كَوْثَرِ الْبَيانِ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ، لَعَمْرِيْ إِنَّهُ هُوَ الْمَذْكُوْرُ لَدى الْعَرْشِ وَالذّاكِرُ بِهذا الذِّكْرِ الَّذِيْ مِنْهُ انْعَدَمَتِ الأَصْنامُ، قُلْ يا خَلِيْلُ أَنْ اسْتَمِعْ نِدآءَ الْجَلِيْلِ الَّذِيْ يُنادِيْكَ مِنْ لِسانِ هذا الْعَلِيْلِ الَّذِيْ ابْتُلِيَ بَيْنَ أَهْلِ الشِّقاقِ، بَيْنَ الظُّلْمَةِ أَضآءَ النُّوْرَ وَفِي الاضْطِرارِ اسْتَقَرَّ هذا الرِّجْلُ عَلى شَأْنٍ لا تُعادِلُهُ الْجِبالُ، طُوْبى لَكَ بِما جُعِلْتَ ساقِي الرَّحْمنِ وَتُعْطِيْ خَمْرَ الْحَيَوانِ عَلى الَّذِيْنَهُمْ أَقْبَلُوا إِلى اللهِ المَلِكِ الْمُسْتَعانِ، قَدْ نُزِّلَتْ لَكَ آياتٌ بَيِّناتٌ وَأَرْسَلْناها مِنْ قَبْلُ إِنَّهُ لَمُحَرِّكُ حَبْلِ الْوَدادِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ الْبَهاءِ مِنْ لَدُنْ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْفَضّالِ.

 

[51]

بسم الله الأمنع الأبدع الأقدس الأبهى

ذِكْرُ اللهِ قَدِ ارْتَفَعَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ مِنْ هذا اللِّسانِ الَّذِيْ ما تَحَرَّكَ إِلاّ عَلى ذِكْرِ اللهِ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ أَهْلُ مَلإِ الأَعْلى ثُمَّ الَّذِيْنَهُمُ اسْتَظَلُّوا خَلْفَ سُرادِقِ الْكِبْرِيا عَنْ وَرآءِ قُلْزُمِ الأَبْهى مَقامِ الَّذِيْ سُمِّيَ فِيْ مَدايِنِ الْعَما بِحُوْرِيْبِ الأَمْرِ وَفِيْمَلَكُوْتِ الأَسْما بِبُقْعَةِ الرَّمّانِ وَفِيْ مَيادِيْنِ السَّنا بِفارانِ الرَّحْمنِ كَذلِكَ يُلْقِيْكَ قَلَمُ الأَمْرِ لِتَقْرَءَ ما أَلْقى اللهُ عَلَيْكَ فِيْهذا اللَّوْحِ الَّذِيْ فِيْهِ أَظْهَرَ نَفْسَهُ بِسُلْطانٍ كانَ عَلى الْحَقِّ مُبِيْنًا، أَنِ اسْتَقِمْ بِقُوَّةِ اللهِ عَلى أَمْرِهِ وَلَوْ يُخالِفُكَ فِيْ ذلِكَ عَيْناكَ فَاقْلَعْها ثُمَّ دَعْها عَنْ وَرائِكَ تَاللهِ الْحَقِّ يُعْطِيْكَ اللهُ مِنْ بَصَرٍ تَشْهَدُ بِهِ كُلَّ الأَشْيا بِكَيْنُوْنِيَّتِها وَحَقِيْقَتِها وَسِرِّها وَتَشْهَدُ بَوارِقَ الْجَمالِ مِنْ سُلْطانِ الْعَظَمَةِ وَالْجَلالِ وَإِنَّهُ كانَ عَلى كُلِّشَيْءٍ قَدِيْرًا، أَنْ يا كاظِمُ أَنْصِفْ بِاللهِ ثُمَّ اجْعَلْ مَحْضَرَكَ يَوْمَ الْقِيمَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ هَلْ سَمِعْتَ نَغْمَةً أَبْدَعَ مِنْ هذِهِ النَّغَماتِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ بِالْحَقِّ لا وَنَفْسِي الْحَقِّ إِنْ أَنْتَ بِذلِكَ عَلِيْمًا، طَهِّرْ نَفْسَكَ عَنِ الإِشاراتِ ثُمَّ دَعْ كُلَّ ذِكْرٍ عَنْ  وَرائِكَ ثُمَّ انْطِقْ بَيْنَ الْعِبادِ بِهذا النَّبَإِ الَّذِيْ كانَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ عَلى الْحَقِّ عَظِيْمًا، قُلْ يا قَوْمِ إِنّا لَوْ نَكْفُرُ بِهذا الْجَمالِ الَّذِيْ جادَلَ مَعَهُ كُلُّ الْعِبادِ وَهُوَ قامَ بِنَفْسِهِ ثُمَّ ظَهَرَ بِسُلْطانِ الَّذِيْ كانَ عَلى الْعالَمِيْنَ مُحِيْطًا، فَبِأَيِّ أَمْرٍ يَثْبُتُ إِيْمانُنا بِاللهِ الَّذِيْ خَلَقَنا وَكُلَّشَيْءٍ إِذًا فَأَنْصِفُوا يا مَلأَ الْبَغْضا وَلا تَصْبِرُوا أَقَلَّ مِنْ حِيْنًا، تَاللهِ الْحَقِّ يا اسْمَ الْمَذْكُوْرَ لَدى الْعَرْشِ إِذًا تَجِدُ فِيْ وُجُوْهِهِمْ غَبْرَةَ النّارِ وَيَتَكَلَّمُوْنَ بِما تَكَلَّمُوا بِهِ أُوْلُوا الْفُرْقانِ حِيْنَ الَّذِيْ شُقَّتْ سَمآءُ الأَمْرِ وَأَتى اللهُ عَلى ظُلَلٍ ظَلِيْلاً، أَنِ اشْتَعِلْ بِهذِهِ النّارِ الَّتِي اشْتَعَلَتْ فِيْ قُطْبِ الْبَقا وَأَحاطَتْها الْمُشْرِكُوْنَ لِيُخْمِدُوْها قُلْ تَاللهِ أَنْتُمْ لَنْ تَسْتَطِيْعُنَّ بِذلِكَ وَلَوْ تَتَّخِذُنَّ كُلَّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ لأَنْفُسِكُمْ ظَهِيْرًا، قُلْ يا قَوْمِ إِذًا يَصِيْحُ نُقْطَةُ الأُوْلى فِي الرَّفِيْقِ الأَعْلى وَيَقُوْلُ أُفٍّ لَكُمْ يا قَوْمِ تَاللهِ قَدْ ظَهَرَ ما لا ظَهَرَ فِي الإِبْداعِ وَأَنْتُمْ أَعْرَضْتُمْ عَنْهُ بَعْدَ الَّذِيْ دَعَوْناكُمْ بِهِ فِيْكُلِّ الأَلْواحِ بَلْ فِيْكُلِّ سَطْرٍ مَنِيْعًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَوَجَدْنا مِنْهُ رائِحَةَ حُبِّ رَبِّكَ لِذا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ هذِهِ الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَأْخُذَها وَتَدْخُلَ مَقَرَّ الْمُعْرِضِيْنَ بِسُلْطانٍ كانَ عَلى الْحَقِّ مُبِيْنًا، وَإِذا دَخَلْتَ قُلْ يا قَوْمِ قَدْ جِئْتُكُمْ عَنْ مَشْرِقِ الأَمْرِ بِنَبَإٍ قَدْ كانَ فِيْ أُمِّ الْبَيانِ عَظِيْمًا، وَأَنْتُمْ إِنْ كَفَرْتُمْ بِما سَمِعْتُمْ وَشَهِدْتُمْ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ رَبِّكُمْ وَظُهُوْراتِ عَظَمَتِهِ وَشُئُوْناتِ عِزَّتِهِ إِذًا جِئْتُكُمْ بِحُجَّةٍ أُخْرى وَهِيَ هذا اللَّوْحِ الَّذِيْ قَدْ أَرْسَلَهُ اللهُ إِلى عَبْدِهِ هذا فَها أَنا أَتْلُوْ عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ فَاقْرَؤُا ما عِنْدَكُمْ لِيَظْهَرَ الْحَقُّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ كَذلِكَ أَمَرَكَ قَلَمُ الأَمْرِ أَنِ اعْمَلْ وَلا تَخَفْ وَإِنَّ رَبَّكَ يَحْرُسُكَ عَنْ كُلِّ مُشْرِكٍ أَثِيْمًا، فَيا للهِ مِنْ بَصِيْرٍ فَيا للهِ مِنْ خَبِيْرٍ فَيا للهِ مِنْ مُنْصِفٍ لِيَجِدَ رائِحَةَ الْمَحْبُوْبِ عَنْ كُلِّ ما يَظْهَرُ مِنْهُ وَيُنْصِفَ بِالْحَقِّ وَيَنْقَطِعَ عَنْ كُلِّ مُنْكِرٍ عَنِيْدًا، وَيُطَهِّرَ نَفْسَهُ عَنْ كُلِّ الإِشاراتِ وَيَصِيْحَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ بِأَنِّي اسْتَغْنَيْتُ بِاللهِ عَنْكُلِّ ما خُلِقَ فِي الإِنْشا وَأَكُوْنُ بِحَوْلِ اللهِ عَلى أَمْرِهِ مُسْتَقِيْمًا، كَذلِكَ نَطَقَتْ وَرْقاءُ الْبَقا فِيْ سَمآءِ الْبَها حُبًّا لِنَفْسِكَ وَرَحْمَةً لِذاتِكَ لِتُقَلِّبَكَ عَنْ شِمال الْوَهْمِ إِلى مَقَرِّ عِزٍّ يَمِيْنًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّا وَجَدْنا فِيْ قَلْبِ الَّتِيْ جَعَلَها اللهُ قَرِيْنًا لِنَفْسِكَ مِنْ حُزْنٍ بَدِّلْهُ بِالسُّرُوْرِ بِأَمْرٍ مِنْ لَدُنّا لِيَرْزُقَكَ اللهُ مِنْ فَرَحِ الأَمْرِ مِنْ هذِهِ السِّدْرَةِ الَّتِيْ كانَتْ بِيَدِ الرَّحْمنِ فِيْ أَعْلى الْجِنانِ عَلى الْحَقِّ مَغْرُوْسًا، وَأَمّا ما أَرَدْتَ فِيْ حُضُوْرِكَ تِلْقآءَ الْوَجْهِ إِنَّا نُحِبُّ ذلِكَ وَأَذِنّاكَ بِالْحَقِّ إِنْ لَنْ يُصِيْبَكَ مِنْ ضَرٍّ وَلَنْ يَشْتَهِرَ ما أَرَدْتَهُ بَيْنَ النّاسِ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ قَلَمِ الْقَضا مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ حَكِيْمًا، وَإِنَّكَ لَوْ تَحْضُرُ لَتَطَّلِعُ بِما لا اطَّلَعَ بِهِ الْعالَمِيْنَ جَمِيْعاً، وَتَشْهَدُ ما وَرَدَ عَلى نَفْسِيْ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ خُلِقُوا بِقَوْلِيْ وَتَكُوْنُ عَلى بَصِيْرَةٍ مُنِيْرًا، وَالبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَهُمْ كانُوا مَعَكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيْمًا.

 

[52]

بسمي المهيمن على من في الأرض والسّمآء

هذا يَوْمٌ فِيْهِ أَتى الْقَيُّوْمُ وَقامَ عَلى الأَمْرِ عَلى شَأْنٍ ما خَوَّفَتْهُ سَطْوَةُ الْعالَمِ وَما مَنَعَتْهُ ضَوْضآءُ الأُمَمِ الَّذِيْنَ نَقَضُوا الْمِيْثاقَ فِيْ يَوْمِ الطَّلاقِ وَكَفَرُوا بِاللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، تَاللهِ قَدِ ارْتَفَعَ نَوْحُ الأَصْفِياءِ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلى بِما وَرَدَ عَلى أَوْلِيآءِ اللهِ مِنَ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا عَنِ الْوَجْهِ إِذْ أَشْرَقَتْ أَنْوارُهُ مِنْ أُفُقِ إِرادَةِ رَبِّهِمُ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، مِنَ النّاسِ مَنْ أَعْرَضَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَفْتى عَلى سَفْكِ دَمِيْ وَمِنْهُمْ مَنْ نَطَقَ بِما احْتَرَقَ بِهِ أَكْبادُ الْمُخْلِصِيْن، قَدْ ذابَتْ قُلُوْبُ الْمَلإِ الأَعْلى بِما وَرَدَ عَلى أَهْلِ الْبَهآءِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ حِجابٍ مُبِيْنٍ، سَوْفَ يَرَوْنَ جَزاءَ ما عَمِلُوا كَما رَأَتِ الرَّقْشآءُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدِها الذِّئْبُ وَمِنْ قَبْلِهِ الْكاذِبُ الَّذِيْ أَفْتى عَلى اسْمِيْ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ وَلا كِتابٍ مِنَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، قُلْ يا قَوْمِ أَنِ اقْرَؤُا لَوْحَ الرَّئِيْسِ وَما نُزِّلَ فِي الأَلْواحِ لَعَلَّ يَرْجِعُوْنَ إِلى اللهِ وَيَجِدُوْنَ عَرْفَ الْقَمِيْصِ سَوْفَ يَأْخُذُ اللهُ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا كَما أَخَذَ الظّالِمِيْنَ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُ لا تُعْجِزُهُ صُفُوْفُ الْعالَمِ وَلا سَطْوَةُ الأُمَمِ يَفْعَلُ ما يَشآءُ وَهُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ أَنِ افْرَحْ فِيْ أَيّامِ رَبِّكَ تَاللهِ قَدْ ماجَ بَحْرُ الْفَرَحِ أَمامَ الْوَجْهِ طُوْبى لِمَنْ شَهِدَ وَرَأَى وَوَيْلٌ لِكُلِّ غافِلٍ بَعِيْدٍ، إِنَّكَ إِذا جَذَبَتْكَ نَفَحاتُ الْوَحْيِ وَسَمِعْتَ حَفِيْفَ السِّدْرَةِ قُمْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ بِما أَسْمَعْتَنِيْ نِدائَكَ وَعَرَّفْتَنِيْ ظُهُوْرَكَ وَأَيَّدْتَنِيْ عَلى الإِقْبالِ إِلى أُفُقِكَ وَعَلَّمْتَنِيْ سَبِيْلَكَ الْمُسْتَقِيْمَ، أَسْئَلُكَ يا مَنْ فِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ الْكائِناتِ وَأَزِمَّةُ الْمَوْجُوْداتِ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الْمُلْكَ وَالْمَلَكُوْتَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ قائِماً عَلى خِدْمَتِكَ وَناطِقًا بِذِكْرِكَ وَمُتَحَرِّكًا بِإِرادَتِكَ وَمُنْجَذِبًا بِآياتِكَ وَمُنادِيًا بِاسْمِكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، أَيْرَبِّ لا تَحْرِمْنِيْ مِنْ لَئآلِىءِ بَحْرِ فَضْلِكَ وَلا تَمْنَعْنِيْ مِنْ إِشْراقاتِ شَمْسِ عِنايَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ لا يُعْجِزُكَ شَيْءٌ وَلا يَمْنَعُكَ أَمْرٌ قَدْ شَهِدَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْقَوِيُّ الْغالِبُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ.

 

[53]

بسم الله الأقدس العليّ الأعلى

هذِهِ وَرَقَةٌ مِنْ لَدُنّا إِلى الَّتِيْ أَيْقَنَتْ بِاللهِ وَسَمِعَتْ نِدآئَهُ وَعَرَفَتْ نَفْسَهُ وَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ وَحَضَرَ لَدى الْعَرْشِ كِتابُها لِتَجْذُبَها مَرَّةً أُخْرى إِلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، أَنْ يا وَرَقَةُ الْعُلْيا أَنِ اسْتَمِعِيْ نِدآءَ رَبِّكِ الأَعْلى مِنَ السِّدْرَةِ الْمُنْتَهى عَلى الْبُقْعَةِ النَّوْرآءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ، أَنْ يا وَرَقَةَ الْفِرْدَوْسِ أَنِ اسْتَمعِ النِّدا تارَةً أُخْرى مِنَ الشَّجَرَةِ الْقُصْوى عَلى الْكَثِيْبِ الأَحْمَرِ مِنْ هذِهِ الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، قَدْ حَضَرَ لَدى الْعَرْشِ كِتابُكِ وَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ لِحاظُ رَبِّكِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، طُوْبى لَكِ لِما وَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ حُبِّكِ رَبَّكِ الرَّحْمنَ الرَّحِيْمَ، قَدْ كُنْتِ مَذْكُوْرًا لَدى الْوَجْهِ فِيْ أَكْثَرِ الأَحْيانِ هذا مِنْ فَضْلِهِ عَلَيْكِ إِنَّهُ لَهُوَ الْحاكِمُ عَلى ما يُرِيْدُ، طُوْبى لَكِ بِما وَفَيْتِ مِيْثاقَ اللهِ وَعَهْدَهُ وَأَعْرَضْتِ عَنِ الْخائِنِيْنَ، إِنَّا وَجَدْنا مِنْكِ رائِحَةَ الْوَفا أَنِ افْتَخِرِيْ بِشَهادَةِ اللهِ بَيْنَ الْعالَمِيْنَ، لا تَحْزَنِيْ مِنْ شَيْءٍ لَعَمْرِيْ إِنَّهُ مَعَكِ فِيْكُلِّ الأَحْيانِ، يَنْبَغِيْ لِكُلٍّ أَنْ يُوَقِّرُوْكِ وَيُعَظِّمُوْكِ وَيُراعُوا فِيْكِ حَقَّ اللهِ وَأَمْرِهِ كَذلِكَ نُزِّلَ الأَمْرُ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ، أَنِ اشْكُرِيْ اللهَ ثُمَّ اذْكُرِيْهِ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحانِ بِما أَنْزَلَ لَكِ مِنْ قَلَمِ الْوَحْيِ فِيْ هذا اللَّوْحِ الْمُبِيْنِ، يا إِلهِيْ وَمَحْبُوْبِيْ أَنا الَّتِيْ أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ وَآمَنْتُ بِمَشْرِقِ أَمْرِكَ وَمَطْلِعِ إِلْهامِكَ وَفُزْتُ بِما لا فُزْنَ بِهِ إِمآئُكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِي ابْتُلِيَ بَيْنَ طُغاةِ خَلْقِكَ وَعُصاةِ بَرِيَّتِكَ وَصارَ كَبْدُهُ مُشَبَّكاً مِنْ سِهامِ أَعْدائِكَ وَقَمِيْصُهُ مُحْمَرًّا بِدَمِ الْبَغْضا بِما وَرَدَ عَلَيْهِ فِيْ حُبِّكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مُسْتَقِيْمًا عَلى أَمْرِكَ وَحُبِّكَ وَناطِقًا بِذِكْرِكَ وَثَنائِكَ وَلائِذًا بِحَضْرَتِكَ فِيْكُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِكَ، أَيْرَبِّ لا تَمْنَعْنِيْ مِنْ نَفَحاتِ قَمِيْصِ وَحْيِكَ وَفَوَحاتِ ثَوْبِ رَحْمَتِكَ وَآياتِكَ الَّتِيْ تَمُرُّ مِنْها أَرْياحُ فَضْلِكَ، أَيْرَبِّ أَنْتَ الَّذِيْ أَحاطَ فَضْلُكَ الأَشْيآءَ وَسَبَقَتْ رَحْمَتُكَ مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّمآءِ، فَأَنْزِلْ عَلَيَّ فِيْكُلِّ الأَحْوالِ ما يَنْبَغِيْ لِحَضْرَتِكَ وَيَلِيْقُ لِسُلْطانِكَ، أَنا الَّتِيْ يا مَحْبُوْبِيْ كُنْتُ مُقِرًّا بِفَرْدانِيَّتِكَ وَمُعْتَرِفًا بِوَحْدانِيَّتِكَ وَمُؤآنِسًا بِمَظْهَرِ نَفْسِكَ، تَرانِيْ يا إِلهِيْ مُسْتَجِيْرًا بِذِمَّتِكَ وَمُتَشَبِّثًا بِفَضْلِكَ وَأَلْطافِكَ فَأَشْرِبْنِيْ يا مَحْبُوْبَ الْعالَمِيْنَ بِيَدِ أَلْطافِكَ خَمْرَ مَكْرُمَتِكَ لِيَأْخُذَنِيْ سُكْرُ كَوْثَرِ عِنايَتِكَ عَلى شَأْنٍ يَجْعَلُنِيْ مُنْقَطِعًا عَمّا سِواكَ وَبِكُلِّيْ مُقْبِلاً إِلَيْكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْمُتَعالِي الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.

 

[54]

بسمه النّاطق بين الأرض والسّمآء

هذا كِتابٌ مِنْ لَدى الْوَهّابِ إِلى مَنْ آمَنَ بِاللهِ رَبِّ الأَرْبابِ وَفازَ بِالْبَحْرِ الأَعْظَمِ إِذْ ماجَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مُهَيْمِنًا عَلى مَنْ فِي الْبِلادِ، قَدْ نَزَّلْنا الْبَيانَ لِهذا الظُّهُوْرِ الَّذِيْ بِهِ أَشْرَقَتِ الأَكْوانُ فَلَمّا أَتى الْمِيْقاتُ وَظَهَرَ مُنْزِلُ الآياتِ أَخَذَتِ النّاسَ شُبُهاتُ أَفْئِدَةِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ مالِكِ الْمَبْدَءِ وَالْمَآبِ، مِنْهُمْ مَنِ ارْتابَ فِيْ أَمْرِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ هذا الْحِيْنَ الَّذِيْ مِنْهُ أَشْرَقَتِ الأَحْيانُ، قُلْ أَعِنْدَكُمْ عِلْمُ السّاعَةِ أَمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ فِي الْكتابِ، لا يُحِيْطُ بِعِلْمِهِ عِلْمُ مَنْ عَلى الأَرْضِ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ عارِفٍ بَصَّارٍ، قُلْ قَدْ ظَهَرَ كُلُّ ساعَةٍ بِأَمْرِهِ وَقامَ كُلُّ قِيامَةٍ بِسُلْطانِهِ الَّذِيْ أَحاطَ الإِمْكانَ، هَلْ أَرَدْتُمْ بِما عِنْدَكُمْ تَتَقَرَّبُوا هذِهِ النّارَ الَّتِي الْتَهَبَتْ مِنَ السِّدْرَةِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ فِيْ أَعْلى الْمَقامِ، لَعَمْرِيْ لا يَكْفِيْكُمُ الْيَوْمَ ما نُزِّلَ فِي الْبَيانِ إِلاّ بِهذا الظُّهُوْرِ الَّذِيْ إِذا ظَهَرَ دَلَعَ دِيْكُ الْعَرْشِ وَنَطَقَ لِسانُ الْكِبْرِيآءِ الْمُلْكُ للهِ الْواحِدِ الْمُقْتَدِرِ الْغَفّارِ، قَدْ أَخْبَرَكُمُ الْبَيانُ بِعُلُوِّ هذا الظُّهُوْرِ أَنِ انْظُرُوا يا أُوْلِي الأَبْصارِ، قالَ إِيّاكُمْ أَنْ تَحْتَجِبُوا بِما فِي الْبَيانِ عَنْ هذا الظُّهُوْرِ الْمُشْرِقِ عَلى الآفاقِ، مَنْ أَرادَ أَنْ يَعْرِفَنِيْ بِغَيْرِ ما نُزِّلَ مِنْ عِنْدِيْ إِنَّهُ لأَحْجَبُ الْخَلْقِ عِنْدَ الْغَنِيِّ الْمُتَعالِ، مَنْ أَرادَ أَنْ يَنْظُرَنِيْ يَنْبَغِيْ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيَّ بِعَيْنِيْ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ فِي الأَلْواحِ، قُلِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَجْعَلُوا ما عِنْدَكُمْ مِيْزانًا لِهذا النُّوْرِ الَّذِيْ أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ الإِيْقانِ، قَدْ ظَهَرَ كُلُّ قِسْطاسٍ بِأَمْرِهِ وَبِهِ ظَهَرَ الصِّراطُ وَنُصِبَ الْمِيْزانُ، لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يُجَرِّبَ الرَّبَّ إِنَّهُ يُجَرِّبُ مَنْ يَشآءُ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ، لَوْ يَقْرَءُ أَحَدٌ ما نُزِّلَ فِي الْبَيانِ لَيَنُوْحُ بِما وَرَدَ عَلى الْمَظْلُوْمِ مِنْ مَطالِعِ الظَّلامِ، أَنْ يا كَرِيْمُ قَدْ حَضَرَ لَدى الْكَرِيْمِ كِتابُكَ وَأَجَبْناكَ بِهذا اللَّوْحِ الَّذِيْ مِنْهُ لاحَ نَيِّرُ الأَمْرِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ أَنِ اشْكُرِ اللهَ بِما أَرْسَلَ إِلَيْكَ فِيْكُلِّ حَجَّةٍ حُجَّةَ اللهِ وَبُرْهانَهُ وَنَطَقَ بِاسْمِكَ إِذْ كانَ بَيْنَ أَيْدِي الْفُجّارِ، لا تَحْزَنْ مِنْ شَدائِدِ الدُّنْيا قَدْ وَرَدَ عَلَيْنا أَعْظَمُها أَنِ اصْبِرْ كَما صَبَرَ مَوْلَيكَ إِنَّهُ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الصَّبّارُ، قُمْ عَلى خِدْمَتِهِ بَيْنَ النّاسِ هذا يَنْبَغِيْ لَكَ وَلِلَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى قِبْلَةِ الأَنامِ، طُوْبى لَكَ بِما فُزْتَ بِذِكْرِ رَبِّكَ وَنَطَقْتَ بِثَنآئِهِ بَيْنَ الْعِبادِ، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ الَّذِيْنَ اسْتَقامُوا عَلى الأَمْرِ وَوَفَوْا بِالْمِيْثاقِ، ثُمَّ اذْكُرْ أَهْلَكَ مِنْ لَدى الْمَظْلُوْمِ قُلْ أَنِ اذْكُرِيْ إِذْ كُنْتِ فِي الْبَيْتِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكِ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، وَسَمِعْتِ نِدآئَهُ الأَحْلى إِذْ تَمُرُّ نَفَحاتُ الْوَحْيِ عَنْ خَلْفِ الْحِجابِ، كَذلِكَ مَنَنّا عَلَيْكِ إِذْ كانَ نَيِّرُ الآفاقِ فِي الْعِراقِ.

[55]

بسم الله الأظهر الأظهر

سُبْحانَ الَّذِيْ بِيَدِهِ مَلَكُوْتُ كُلِّشَيْءٍ يُسَبِّحُ لَهُ الرَّعْدُ مِنْ خَشْيَتِهِ وَالسَّحابُ مِنْ عَظَمَتِهِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ السُّبْحانُ، أَنْ يا عَبْدُ اسْمَعْ نِدآءَ هذا الْمَسْجُوْنِ عَنْ شَطْرِ السِّجْنِ ثُمَّ انْقَطِعْ عَمّا خُلِقَ فِي الأَكْوانِ، قُلْ بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ثُمَّ وَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ اسْمِ اللهِ الأَعْظَمِ وَقُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ الْحَقِّ قَدْ شُقَّتِ السَّحابُ وَانْفَطَرَتِ السَّمآءُ وَأَتى الْمَحْبُوْبُ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، أَنِ اسْتَحْيُوا عَنِ اللهِ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ وَلا تَكْفُرُوا بِالَّذِيْ سَجَدَ لَهُ كُلُّ الْوُجُوْهِ فِيْكُلِّ الأَحْيانِ، قُلْ يا قَوْمِ إِنْ أَرَدْتُمْ قُدْرَةَ اللهِ قَدْ شَهِدْتُمْ بِعُيُوْنِكُمْ وَإِنْ أَرَدْتُمْ سَلْطَنَةَ اللهِ قَدْ رَأَيْتُمْ بِأَبْصارِكُمْ وَإِنْ أَرَدْتُمُ الآياتِ إِنَّها قَدْ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ عَلى شَأْنٍ تَعْجَزُ عَنْ إِحْصآئِها كُلُّما خُلِقَ مِنْ كَلِمَةِ اللهِ الْعَزِيْزِ السُّبْحانِ، لَمْ نَدْرِ أَنْتُمْ بِأَيِّ حُجَّةٍ آمَنْتُمْ بِعَلِيٍّ مِنْ قَبْلُ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَعْقِبُوا الشَّيْطانَ، فَكِّرُوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ أَقَلَّ مِنْ آنٍ ثُمَّ أَنْصِفُوا فِيْهذا الأَمْرِ الَّذِيْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ وَهذا الْغُلامِ الَّذِيْ ظَهَرَ بِقُدْرَةِ اللهِ وَيَنْطِقُ حِيْنَئِذٍ بَيْنَ كُلِّ الأَدْيانِ، وَعَنْ يَمِيْنِهِ يَمْشِيْ جُنُوْدُ الْوَحْيِ بِراياتِ الأَمْرِ ثُمَّ عَنْ يَسارِهِ قَبِيْلٌ مِنَ الْغِلْمانِ، بِيَدِ كُلِّ واحِدٍ مِنْهُمْ رَحِيْقُ الْمَخْتُوْمُ الَّذِيْ خُتِمَ بِسِرِّ اسْمِي الْمَكْنُوْنِ، وَنُقِشَ مِنْ قَلَمِ اللهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى عَلى غُرَرِهِمُ الْغَرّا تَاللهِ قَدْ ظَهَرَ مَحْبُوْبُ الرَّحْمنِ الَّذِيْ وُعِدْتُمْ بِهِ فِيْكُلِّ الأَلْواحِ فَبِأَيِّ آيَةٍ مِنْ آياتِ اللهِ تُكَذِّبانِ، تَاللهِ لَمّا ظَهَرَ كُسِفَتِ الشُّمُوْسُ وَخُسِفَتِ الأَقْمارُ وَسَقَطَتِ الأَثْمارُ وَظَهَرَ الزَّلْزالُ بَيْنَ أَهْلِ الإِمْكانِ، كَذلِكَ دَلَعَ دِيْكُ الْعَرْشِ فِيْ رِضْوانِ الْبَقا وَغَرَّدَتْ وَرْقاءُ الأَمْرِ عَلى أَفْنانِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى وَ تَزَيَّنَ طاوُسُ الْمَعانِيْ بِطِرازِ الْبَيانِ، إِنَّكَ أَنْتَ يا عَبْدُ أَنِ اشْكُرْ رَبَّكَ بِما تَحَرَّكَ عَلى ذِكْرِكَ قَلَمُ الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ ثُمَّ اسْتَقِمْ عَلى حُبِّ مَوْلاكَ وَبَلِّغِ النّاسَ هذا الأَمْرَ الَّذِيْ مِنْهُ شُقَّتْ سُبُحاتُ الأَوْهامِ وَطَلَعَ فَجْرُ الْمَعانِيْ عَنْ أُفُقِ مَشِيَّةِ رَبِّكَ العَزِيْزِ الْمُسْتَعانِ، طَهِّرْ أَفْئِدَةَ النّاسِ مِنْ هذا الْمآءِ الَّذِيْ جَرى مِنْ مَعِيْنِ أَمْرِ رَبِّكَ ثُمَّ ذَكِّرْهُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ لَعَلَّ يَتَوَجَّهُنَّ إِلى اللهِ فِيْهذِهِ الأَيّامِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ مِنْكُلِّ الْجِهاتِ طَلايعُ الافْتِنانِ، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمْ نَفَحاتُ الامْتِحانِ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الرَّحْمنِ.

 

[56]

بسم الله الكافي الباقي

سُبْحانَكَ يا إِلهِيْ تَرى ضَعْفَ أَحِبّآئِكَ وَقُدْرَةَ أَعْدآئِكَ وَذِلَّةَ أَصْفِيآئِكَ وَعِزَّةَ الَّذِيْنَ جَحَدُوا أَمْرَكَ وَكَفَرُوا بِآياتِكَ إِنَّهُمْ يُنْكِرُوْنَ آياتِكَ بِما أَعْطَيْتَهُمْ مِنَ النِّعَمِ الْفانِيَةِ وَهؤُلاءِ يَشْكُرُونَكَ بِما وَرَدَ عَلَيْهِمُ ابْتِغآءَ ما عِنْدَكَ مِنَ النِّعَمِ الْباقِيَةِ، وَما أَحْلى ذِكْرَكَ فِي الشِّدَّةِ وَالْبَلا وَثَنآئَكَ عِنْدَ هُبُوْبِ أَرْياحِ الْقَضا، وَأَنْتَ تَعْلَمُ يا إِلهِيْ بِأَنَّ الْبَها لا يَجْزَعُ عَمّا وَرَدَ عَلَيْهِ فِيْ سَبِيْلِكَ بَلْ أَجِدُ كُلَّ أَعْضآئِيْ وَجَوارِحِيْ يَشْتاقُ الْبَلا لإِظْهارِ أَمْرِكَ يا مالِكَ الأَسْما، مِنْ مآءِ حُبِّكَ اسْتَبْقى الْبَها فِيْمَلَكُوْتِ الإِنْشآءِ وَمِنْ نارِ ذِكْرِكَ اشْتَعَلَ الْبَها بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّما، طُوْبى لِيْ وَلِهذِهِ النّارِ الَّتِيْ تُسْمَعُ مِنْ زَفِيْرِها لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمَحْبُوْبُ فِيْ صَدْرِ الْبَها وَالْمَذْكُوْرُ فِيْ قَلْبِ الْبَها، فَوَعِزَّتِكَ لَوْ يَجْتَمِعُنَّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ عَلى أَنْ يَمْنَعُنَّ الْبَها عَنْ ذِكْرِكَ وَثَنآئِكَ لا يَسْتَطِيْعُنَّ وَلا يَقْدِرُنَّ لَوْ يَقْتُلُوْنَنِي الْمُشْرِكُوْنَ إِذاً دَمِيْ يَنْطِقُ بِإِذْنِكَ وَيَقُوْلُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا مَقْصُوْدَ الْبَها، وَلَوْ يَطْبُخُوْنَنِيْ فِيْ قِدْرِ الْبَغْضا قُتارُ الَّذِيْ يَفُوْحُ مِنْ لَحْمِيْ يَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَيُنادِيْ أَيْنَ أَنْتَ يا مَوْلى الْعالَمِيْنَ وَمَقْصُوْدَ الْعارِفِيْنَ، وَلَوْ يَحْرِقُوْنَنِيْ بِالنّارِ فَوَعِزَّتِكَ رَمادِيْ يَنْطِقُ وَيَقُوْلُ قَدْ فازَ الْغُلامُ بِما أَراد مِنْ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْعَلاّمِ، وَالَّذِيْ كانَ كَذلِكَ هَلْ يُخَوِّفُهُ اجْتِماعُ الْمُلُوْكِ عَلى ضَرِّهِ فِيْ أَمْرِكَ لا فَوَنَفْسِكَ يا مالِكَ الْمُلُوْكِ، لا يُجْزِعُنِيْ سَطْوَةُ الْعالَمِيْنَ فِيْ حُبِّكَ وَقُمْتُ بِنَفْسِيْ عَلى أَمْرِكَ بِحَوْلِكَ وَلا يَضْطَرِبُنِيْ جُنُوْدُ الظّالِمِيْنَ، وَأُنادِيْ مَنْ فِي الأَرْضِ يا عِبادَ اللهِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ هذا الرَّحِيْقِ الَّذِيْ جَرى عَنْ يَمِيْنِ عَرْشِ رَحْمَةِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ، تَاللهِ ما عِنْدَهُ خَيْرٌ لَكُمْ عَمّا عِنْدَكُمْ وَعَمّا أَرَدْتُمْ وَتُرِيْدُوْنَهُ فِي الْحَيَوةِ الْباطِلَةِ دَعُوا الدُّنْيا وَتَوَجَّهُوْا إِلى الأُفُقِ الأَعْلى، إِنَّ الَّذِيْ شَرِبَ خَمْرَ ذِكْرِهِ يغْفَلُ عِنْ ذِكْرِ ما سِواهُ وَالَّذِيْ عَرَفَهُ يَنْقَطِعُ عَنِ الدُّنْيا وَما فِيْها، يا إِلهِيْ وَسَيِّدِيْ أَسْئَلُكَ بِالْكَلِمَةِ الَّتِيْ بِها طارَ الْمُوَحِّدُوْنَ فِيْهَوآءِ عِرْفانِكَ وَعَرَجَ الْمُخْلِصُوْنَ إِلى سَمآءِ أَحَدِيَّتِكَ بِأَنْ تُلْهِمَ أَحِبَّتَكَ ما يَطْمَئِنُّ بِهِ قُلُوْبُهُمْ عَلى أَمْرِكَ، ثُمَّ اسْتَقِمْهُمْ عَلى شَأْنٍ لا يَمْنَعُهُمْ شَيْءٌ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَيْكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُعْطِي الْباذِلُ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، الْحَمْدُ لَكَ يا مَحْبُوْبَ الْعالَمِيْنَ.

[57]

هو البديع في الأفق الأبهى

سُبْحانَ الَّذِيْ نَزَّلَ الآياتِ بِالْحَقِّ وَجَعَلَها هُدىً وَذِكْرى لِلْعالَمِيْنَ، وَبِها عَرَّفَ الْعِبادَ نَفْسَهُ الْعَلِيَّ الْعَظِيْمَ، وَبِها أَنْطَقَ الْمُمْكِناتِ عَلى ما شَهِدَ لِنَفْسِهِ بِنَفْسِهِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْقَدِيْرُ، وَالَّذِيْ جَعَلَ اللهُ بَصَرَهُ حَدِيْدًا يَعْرِفُهُ بِنَفْسِهِ وَبِظُهُوْرِهِ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، وَالَّذِيْ عَجِزَ عَنْ عِرْفانِ نَفْسِهِ بِنَفْسِهِ جَعَلَ الآياتِ لَهُ دَلِيْلاً لِئَلاّ يُجْعَلَ مَحْرُوْمًا عَنْ شَمْسِ الْعِرْفانِ فِيْ أَيّامِ رَبِّهِ وَيُتِمَّ حُجَّتَهُ عَلى الْعِبادِ وَهذا مِنْ فَضْلِهِ عَلَيْهِمْ لِيَشْكُرُوْهُ وَيَكُوْنُنَّ مِنَ الشّاكِرِيْنَ، أَنِ اثْبُتْ يا أَيُّها النّاظِرُ إِلى اللهِ فِيْ أَمْرِ مَوْلاكَ تَاللهِ الْحَقِّ قَدْ ظَهَرَتْ فِتْنَةٌ انْصَعَقَتْ عَنْها كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِلاّ الَّذِيْنَ أَخَذَ اللهُ أَيادِيْهِمْ بِأَيادِي الْفَضْلِ وَنَجّاهُمْ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِيْنَ، وَنَصَرَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلى قُلُوْبِهِمْ سَكِيْنَةً مِنْ عِنْدِهِ وَانْقَطَعَهُمْ عَنْ المُشْرِكِيْنَ، وَلكِنَّ الْفِتْنَةَ فِتْنَةٌ لِلَّذِيْنَ ما اسْتَقَرُّوا عَلى الأَمْرِ وَمَنِ اسْتَقَرَّ عَلى سَرِيْرِ الإِيْقانِ وَعَرَفَ اللهَ بِنَفْسِهِ لَنْ يُحَرِّكَهُ عَواصِفُ الامْتِحانِ وَلا قَواصِفُ الافْتِتانِ وَإِنَّهُمْ لَنْ يُحَوِّلُوا أَبْصارَهُمْ عَنْ مَنْظَرِ قُدْسٍ كَرِيْمٍ، أُوْلئِكَ مَرُّوا عَنِ الدُّنْيا وَما فِيْها وَلَوْ يَشْتَغِلُنَّ فِي الظّاهِرِ بِآلائِها لأَنَّ اللهَ جَعَلَ قُلُوْبَهُمْ مُطَهَّرًا عَنْ ذِكْرِ دُوْنِهِ وَاختَصَّهُمْ لِذِكْرِهِ الأَبْدَعِ الْبَدِيْعِ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ بِشَأْنٍ لَوْ يَعْتَرِضُ عَلَيْكَ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ لَنْ تَضْطَرِبَ فِيْ نَفْسِكَ وَتَكُوْنُ مِنَ الرّاسِخِيْنَ، كَذلِكَ الْقَيْناكَ قَوْلَ الْحَقِّ لِيَنْشَرِحَ بِهِ قَلْبُكَ وَتَذْكُرَ رَبَّكَ بَيْنَ عِبادِهِ الْمُشْرِكِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَشَهِدْنا ما نادَيْتَ بِهِ اللهَ رَبَّكَ وَرَبَّ الْعالَمِيْنَ، فَطُوْبى لَكَ يا عَبْدُ بِما فُزْتَ بِعِرْفانِ رَبِّكَ وَلكِنْ فَاسْعَ فِيْ نَفْسِكَ بِأَنْ تَكُوْنَ مِنَ الثّابِتِيْنَ الَّذِيْنَ لَنْ يَمْنَعَهُمْ مَنْعُ مانِعٍ وَلا شَماتَتُ مُشْمِتٍ وَلا إِعْراضُ الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، انِ اخْرُقِ الأَحْجابَ ثُمَّ انْظُرْ رَبَّكَ بِبَصَرِكَ ثُمَّ انْقَطِعْ عَنْ أَبْصارِ الْعالَمِيْنَ، لأَنَّ مَنْ يَنْظُرْ إِلَيْهِ بِعَيْنِ سِواهُ لَنْ يَعْرِفَهُ وَإِنَّ هذا لَحَقٌ يَقِيْنٌ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ قَبِلَ عَنْكَ ما عَمِلْتَهُ وَمالا عَمِلْتَهُ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْفَضّالُ الْكَرِيْمُ، وَقَدَّرَ لَكَ فِيْ سَمآءِ الأَمْرِ ما أَرادَ لِنَفْسِكَ فَسَوْفَ يُنْزِلُ عَلَيْكَ لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ وَإِنَّهُ وَلِيُّ الْمُحْسِنِيْنَ، وَيَرْزُقُكَ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ إِنْ لَنْ يَزَلَّ قَدَماكَ عَنْ هذا الصِّراط الَّذِي ارْتَفَعَ بِالْحَقِّ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ حَكِيْمٍ، وَإِنَّهُ يَعْلَمُ ما فِيْ قَلْبِكَ وَفِيْ قَبْضَتِهِ مَلَكُوْتُ كُلِّ شَيْءٍ يُعْطِيْ ما يَشآءُ وَيَأْخُذُ ما يُرِيْدُ إِيّاكَ أَنْ لا تَحْزَنْ عَنْ شَيْءٍ إِلاّ بِما وَرَدَ عَلى نَفْسِيْ مِنَ الَّذِيْ خُلِقَ بِقَوْلِيْ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيْدَ، وَلَقَدْ زَلَّتِ الْيَوْمَ أَقْدامُ الَّذِيْنَهُمُ اتَّخَذُوا الْوَهْمَ لأَنْفُسِهِمْ رَبًّا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَكانُوا فِيْ حِجابٍ عَظِيْمٍ، إِيّاكَ أَنْ لا تُعاشِرْ مَعَ الَّذِيْنَ تَجِدُ مِنْ شَطْرِ قُلُوْبِهِمْ بُغْضَ اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ ما خُلِقَ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، كَذلِكَ أَلْقَيْناكَ وَأَذْكَرْناكَ فِيْهذا الْحِيْنِ الَّذِيْ أَخَذَتْنِي الأَحْزانُ مِنْ كُلِّ الأَقْطارِ مِنَ الَّذِيْنَ غَفَلُوا عَنْ ذِكْرِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، وَالرَّوْحُ وَالْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ أَخَذَتْهُمْ نَفَحاتُ الأَمْرِ مِنْ هذا الرِّضْوانِ الرَّفِيْعِ.

 

[58]

الأقدم الأعظم

يا أَيُّها الْمُتَغَمِّسُ فِي الْخَلِيْجِ الْمُنْشَعِبِ مِنَ الْبَحْرِ الأَعْظَمِ وَالنّاظِرُ إِلى الأُفُقِ اللاّئِحِ الْمُشَعْشَعِ مِنْ أَنْوارِ صُبْحِ الْقِدَمِ، فَاعْلَمْ قَدْ تَزَيَّنَ كِتابُكَ الَّذِيْ أَرْسَلْتَهُ إِلى الْعَبْدِ الْحاضِرِ بِلِحاظِ عِنايَةِ مَوْلَيكَ وَاطَّلَعْنا بِما أَرَدْتَ فِيْ جَهْرِكَ وَنَجْوَيكَ وَوَجَدْنا ذِكْرَكَ كَتَرَنُّماتِ الْعُشّاقِ فِي الشَّوْقِ وَالاشْتِياقِ، مَرَّةً رَأَيْتَ الْمَحْبُوْبَ بِعَيْنِكَ وَذَكَرْتَهُ بِما وَجَدْنا عَنْهُ رَوائِحَ التَّذَلُّلِ وَالإِذْلالِ مَعَ أَنَّهُ يَنْبَغِيْ لِلْمَعْشُوْقِ الْمُجَلِّيْ عَلى الآفاقِ بِأَنْوارِ هذا الإِشْراقِ، وَطَوْرًا تَوَجَّهْتَ إِلَيْهِ بِعَيْنِهِ وَوَصَفْتَهُ بِما وَجَدْنا عَنْهُ عَرْفَ الانْقِطاعِ وَقِيامِكَ بِالْخِدْمَةِ للهِ مالِكِ الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ، كَأَنَّكَ ما أَرَدْتَ فِيْ هذَيْنِ الذِّكْرَيْنِ فِي الْمَقامَيْنِ إِلا إِصْغآءَ مالِكِ الأَسمآء لِذا ما أَحْبَبْنا أَنْ نُجِيْبَكَ بِمَقالاتِ أُوْلِي الإِشاراتِ مِنْ أَهْلِ الأَدْيانِ، طُوْبى لَكَ بِما شَرِبْتَ مِنَ الْقَدَحَيْنِ رَحِيْقَ الذِّكْرِ فِيْ ذِكْرِ الاسْمَيْنِ الأَعْلَيَيْنِ فِيْهذا الْيَوْمِ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ سَيِّدَ الأَيّامِ، يا أَيُّها الْمُقْبِلُ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى تَحَرَّكْ مِنَ الْحَرَكَةِ الظّاهِرَةِ مِنْ حَرارَةِ كَلِمَةِ اللهِ الْمُطاعَةِ الَّتِيْ جَعَلَها اللهُ مُقَدَّساً عِنِ الْحَرَكاتِ الثَّلاثَةِ الَّتِيْ هِي السِّتَّةُ وَما فَوْقَها مِنَ الْحَرَكاتِ الْمَذْكُوْرَةِ فِيْ كُتُبِ الْقَوْمِ كَذلِكَ يَأْمُرُكَ مِوْلى الأَنامِ، وَهذِهِ الْحَرَكَةُ وَلَوْ أَنَّها تَدُوْرُ حَوْلَ نَفْسِها وَلكِنَّ لَها حَرَكاتٍ ما اطَّلَعَ بِها إِلاّ رَبُّكَ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، مَرَّةً تَراها تُضْبَطُ بِالسُّكُوْنِ لأَنّا جَعَلْناها أَقْوى شَيْءٍ لِضَبْطِها وَمَرَّةً تَظْهَرُ مِنْها نَفْسُ السُّكُوْنِ تَعالى اللهُ رَبُّكَ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ عَلى الأَضْدادِ، إِنَّ الْمُمْكِنَ لَمْ يَزَلْ فِيْ حَدِّ الإِمْكانِ وَالْخَلْقَ فِيْ أَماكِنِهِ وَالْحَقَّ هُوَ الَّذِيْ لا يُعْرَفُ بِالذِّكْرِ وَالْبَيانِ وَلا بِالْحِكْمَةِ وَالأَمْثالِ، كُنْ مَقاماً ساكِنًا مُنْبَسِطًا أمّا السُّكُوْنُ لِضَبْطِ الْحَرَكَةِ الْمُحْدَثَةِ مِنَ الْكَلِمَةِ كَما ذُكِرَ مِنْ قَبْلُ وَأَمّا الانْبِساطُ لأَبْنِيْ عَلَيْكَ بَيْتاً لِذِكْرِيْ عَلى ما أُرِيْدُ أَنِ اعْرِفِ الْمَقْصُوْدَ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْعِبادِ وَالْحاكِمَ عَلى الْبِلادِ، لَوْ تَعْرِفُ ما أَرَدْناهُ لَكَ فِيْ غَياهِبِ هذِهِ الإِشاراتِ لَيَأْخُذُكَ الْفَرَحُ وَالشَّوْقُ إِلى مَقامٍ تَجِدُ نَفْسَكَ مُنْقَطِعًا عَنِ الْجِهاتِ، إِنَّكَ لَوْ تَتَفَكَّرُ فِيْ نَفْسِ الإِقْبالِ وَسَيْرِكَ إِلى الْغَنِيِّ الْمُتَعالِ لَتَعْرِف ما ذُكِرَ فِيْكِتابِكَ بِالشُّهُوْدِ وَالْعَيانِ إِنَّا نُؤَيِّدُكَ فِيْ ذلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ، إِنَّا أَرَدْنا أَنْ نُقَدِّسَكَ عَمّا عِنْدَ الْقَوْمِ وَنَجْعَلَكَ مُنادِيًا بِهذا الذَّكْرِ الْمُهَيْمِنِ عَلى مَنْ فِي الإِبْداعِ وَمُبَشِّرًا بِهذا النَّبَإِ الأَعْظَمِ بَيْنَ الأُمَمِ إِنَّ رَبِّكَ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، ثُمَّ اعْلَمْ فِيْ حِيْنِ الَّذِيْ أَقْبَلْتَ إِلى اللهِ خُلِقْتَ مِنْ مآءِ الرُّوْحِ مَرَّةً أُخْرى إِيّاكَ أَنْ تَذْكُرَ بِالْمَهِيْنِ هذا الْماءَ الْمَعِيْنِ، إِنَّ الأَوَّلَ قُدِّرَ لِلأَوَّلِيْنَ وَالثّانِيْ لِمَنْ أَقْبَلَ إِلى مَشْرِقٍ كانَ بِأَنْوارِ الْوَجْهِ مُضِيْئًا، إِنَّ إِقْبالَكَ هُوَ نَفْسُ الْقابِلِيَّةِ وَإِنَّها لَعِنايَةُ الرَّبّانِيَّةُ كانَتْ مُوْدَعَةً بِالْحَقِّ فِيْ نَفْسِكَ بِنَفْسِكَ وَداخِلاً فِيْكَ لا كَدُخُوْلِ الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ فَلَمّا أَتى الْمِيْقاتُ ظَهَرَتْ مِنْكَ أَنِ احْفَظْها كَذلِكَ يَأْمُرُكَ رَبُّكَ الَّذِيْ كانَ مَقَدَّسًا عَن الدُّخُوْلِ وَالْخُرُوْجِ مِنْ هذا الْمَقامِ الَّذِيْ كانَ باسْمِ اللهِ مَرْفُوْعًا، وَكَذلِكَ نادَيْناكَ مِنَ الشَّطْرِ الأَيْمَنِ مِنَ الْبُقْعَةِ النَّوْرآءِ لِتَشْكُرَ رَبَّكَ وَتَقُوْمَ عَلى أَمْرِهِ بِفَرَحٍ وَانْجِذابٍ، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكَ يا أَيُّها الْمُقْبِلُ إِلى اللهِ فِي الْمَآبِ.

[59]

بسمي الحكيم

يا حَكِيْمُ طُوْبى لِوَجْهِكَ بِما تَوَجَّهَ إِلى الْوَجْهِ وَلأُذُنِكَ بِما سَمِعَتِ النِّداءَ إِذِ ارْتَفَعَ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلى  وَلِلِسانِكَ بِما نَطَقَ بِهذا الذِّكْرِ الْحَكِيْمِ، قَدْ فاضَ بَحْرُ الْعِرْفانِ بَيْنَ الإِمْكانِ وَارْتَفَعَ حَفِيْفُ سِدْرَةِ الرَّحْمنِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ خُسْرانٍ مُبِيْنٍ، قُمْ عَلى خِدْمَةِ الأَمْرِ ثُمَّ وَصِّ الْعِبادَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ هذا ما أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ فِيْكِتابِهِ الْعَظِيْمِ، طُوْبى لِعَبْدٍ وَجَدَ عَرْفَ الظُّهُوْرِ وَسَمِعَ ما نَطَقَ بِهِ مُكَلِّمُ الطُّوْرِ وَوَيْلٌ لِمَنْ أَعْرَضَ وَاعْتَرَضَ عَلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، كُنْ مُشْتَعِلاً بِنارِ حُبِّ رَبِّكَ لِيَشْتَعِلَ بِها الْعالَمُ هذا يَنْبَغِيْ لَكَ فِيْهذا الْيَوْمِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، كُنْ مُنادِيًا لأَمْرِ الْحَقِّ بَيْنَ الْخَلْقِ وَمُبَشِّرًا بِهذا النَّبَإِ الْعَظِيْمِ الَّذِيْ بِهِ اقْشَعَرَّتِ الْجُلُوْدُ وَتَزَلْزَلَ كُلُّ بُنْيانٍ مَتِيْنٍ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ عُلَمائِكُمْ لَعَمْرُ اللهِ إِنَّهُمْ يَسُوْقُوْنَكُمْ إِلى النَّارِ وَيَهْدُوْنَكُمْ إِلى السَّعِيْرِ، تَاللهِ الْحَقِّ أَشْرَقَ نَيِّرُ الإِيْقانِ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ إِرادَةِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ اتَّقُوا يا مَعْشَرَ الْجُهَلاءِ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْمُعْرِضِيْنَ، سَوْفَ يَفْنى ما عِنْدَكُمْ وَما تَرَوْنَهُ الْيَوْمَ وَيَبْقى الْمُلْكُ للهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، طُوْبى لِنَفْسٍ فازَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ وَشَرِبَتْ رَحِيْقَ الْبَيانِ مِنْ أَيادِي الْعَطآءِ أَلا إِنَّهُ مِنَ الْمُقَرَّبِيْنَ فِيْ لَوْحٍ كَرِيْمٍ، قُلْ تَاللهِ فاحَتْ نَفْحَةُ الرَّحْمنِ بَيْنَ الإِمْكانِ إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ هذا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ اتَّقُوا اللهَ يا قَوْمِ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الصَّاغِرِيْنَ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا الآياتِ وَصَرَّفْناها بِالْحَقِّ فَضْلاً مِنْ لَدُنَّا وَأَنا الْفَضّالُ الْقَدِيْمُ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ فَضْلِيْ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ.

 

[60]

هو المهيمن على الأسمآء

يا قَلَمِي اسْمَعْ نِدائِيْ ما لِيْ أَسْمَعُ حَنِيْنَكَ وَصَرِيْخَكَ مَرَّةً أَرَيكَ مُتَحَيِّرًا فِي الذِّكْرِ وَالْبَيانِ وَأُخْرى أُشاهِدُكَ كَالْمُوَلَّهِ الْباهِتِ فِيْما وَرَدَ عَلى مَوْلَيكَ مِنْ كُلِّ جاهِلٍ وَكُلِّ ظالِمٍ عَنِيْدٍ، دَعْ ما عِنْدَ الْقَوْمِ وَما تَراهُ الْيَوْمَ بَشِّرِ النّاسَ بِما أَشْرَقَ وَلاحَ مِنْ أُفُقِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قُلْ تَاللهِ قَدْ فُتِحَ بابُ السَّمآءِ وَأَتى مَنْ كانَ مَوْعُوْدًا فِيْ كُتُبِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، لا يَنْفَعُكُمْ ما عِنْدَكُمْ يَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ مُبِيْنٌ، يا أَصْحابَ الآذانِ اسْمَعُوا نِداءَ اللهِ مالِكِ الأَسْمآءِ وَفاطِرِ السَّمآءِ إِنَّه يَدْعُوْكُمْ بِما يُقَرِّبُكُمْ إِلَيْهِ يَشْهَدُ بِذلِكَ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْهذا الْمَقامِ الْمَنِيْعِ، إِنّا ما أَرَدْنا إِلاّ نَجاةَ الأُمَمِ وَإِصْلاحَ الْعالَمِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ أَعْرَضُوا عَنّا وَارْتَكَبُوا ما تَفَرَّقَتْ بِهِ أَرْكانُ الْكَلِمَةِ الأُوْلى كَذلِكَ سَوَّلَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الأَخْسَرِيْنَ فِيْ كِتابِ اللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ ضَعُوا كُتُبَ الْقَوْمِ وَخُذُوا كِتابَ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيْمِ الْحَكِيْمِ، هذا يَوْمٌ لا يَنْفَعُكُمْ شَيْءٌ مِنَ الأَشْيآءِ إِلاّ بِهذا الْكِتابِ الْمُبِيْنِ، قَدْ مُلِئَتِ الآفاقُ مِنْ بُرْهانِ رَبِّكَ وَالْقَوْمُ فِيْ سُكْرٍ عَجِيْبٍ، رَفَعُوا أَصْنامَ أَهْوائِهِمْ وَوَضَعُوا إلهَهُمْ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الأَخْسَرِيْنَ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى كُلِّ ناطِقٍ أَقْبَلَ وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِ وَيا مَقْصُوْدَ الْعارِفِيْنَ.

 

[61]

 بسمي المهيمن على الأسمآء

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنّا عِبادِي الَّذِيْنَ نَبَذُوا ما عِنْدَ الْقَوْمِ مُتَمَسِّكِيْنَ بِما عِنْدَ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، قُلْ هذا يَوْمٌ أَخْرَجَتِ الأَرْضُ كُنُوْزَها وَأَظْهَرَتْ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِيْها فَضْلاً مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، طُوْبى لِقَوِيٍّ أَقْبَلَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى بِحَيْثُ ما مَنَعَهُ ظُلْمُ كُلِّ ظالِمٍ وَلا إِعْراضُ كُلِّ مُعْرِضٍ أَقْبَلَ بِوَجْهٍ مُنِيْرٍ إِلى اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، يا مُحَمَّدُ قَبْلَ حَسَنٍ عَلَيْكَ بَهآءُ اللهِ مالِكِ السِّرِّ وَالْعَلَنِ، إِنَّا ذَكَرْناكَ فِيْهذا السِّجْنِ الأَعْظَمِ بِما يَجِدُ مِنْهُ الْمُقَرَّبُوْنَ عَرْفَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، ضَعْ ما عِنْدَ الْقَوْمِ وَخُذْ ما أُوْتِيْتَ مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الْيَوْمِ الْمَوْعُوْدِ، قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما هَدَيْتَنِيْ إِلى صِراطِكَ الْمُسْتَقِيْمِ وَعَرَّفْتَنِيْ نَبَأَكَ الْعَظِيْمَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْوارِ عَرْشِكَ وَبِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ نُصِبَتْ رايَةُ عَدْلِكَ فِيْ مَمْلَكَتِكَ وَعَلَمُ تَوْحِيْدِكَ فِيْ بِلادِكَ بِأَنْ تُقَدِّرَ لِيْ ما يَنْفَعُنِيْ فِيْكُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِكَ، أَيْرَبِّ أَنا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ مُعْتَرِفًا بِفَرْدانِيَّتِكَ وَوَحْدانِيَّتِكَ وَبِما أَنْزَلْتَهُ فِيْ كُتُبِكَ وَأَلْهَمْتَ بِهِ رُسُلَكَ، أَسْئَلُكَ بِبَحْرِ جُوْدِكَ وَراياتِ آياتِكَ بِأَنْ تَكْتُبَ لِيْ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلى الْوَرى لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ.

 

[62]

هو النّاطق بالعدل في ملكوت البيان

كِتابٌ أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ لِتُجْذَبَ أَفْئِدَةُ الْعِبادِ إِلى أُفُقٍ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْعِرْفانِ أَمْرًا مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الأَنامِ، إِنَّ الْبَهآءَ يُبَشِّرُ الْوَرى وَيَقُوْلُ افْرَحُوا يا مَلأَ الأَرْضِ بِما ارْتَفَعَ خِبآءُ الْمَجْدِ عَلى أَعْلى الأَعْلامِ وَقِبابُ الْعَظَمَةِ عَلى مَقامٍ عَجِزَتْ عَنْ ذِكْرِهِ الأَنامُ، قَدْ كُنْتُ ماشِيًا فِي الْبَيْتِ حَضَرَ ثَنائُكَ وَما ظَهَرَ مِنْ فُؤادِكَ فِيْهذا الذِّكْرِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بِهِ انْصَعَقَ الأُمَمُ إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ رَبُّ الأَرْبابِ، قَدْ سَمِعْنا ما أَنْشَأْتَهُ فِيْ ثَنآءِ اللهِ وَأَنْشَدْتَهُ أَمامَ وُجُوْهِ الْعِبادِ، طُوْبى لَكَ بِما أَقْبَلْتَ إِذْ ارْتَفَعَ النِّدآءُ وَنَطَقْتَ بِثَنآءِ مَوْليكَ فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْراقِ، طُوْبى لِلِسانٍ نَطَقَ بِذِكْرِ الْحَقِّ وَلِيَدٍ أَخَذَتْ كِتابَ اللهِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ خافُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا مَطالِعَ الظُّنُوْنِ وَالأَوْهامِ، إِنّا نُبَشِّرُكُمْ بِعِنايَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ وَنَذْكُرُكُمْ بِآياتٍ إِذا نُزِّلَتْ تَعَطَّرَتِ الآفاقُ، قُلْ يا مَلأَ الْغافِلِيْنَ أَما تَرَوْنَ ما ظَهَرَ بِإِرادَتِيْ وَنَطَقَ بِهِ لِسانِيْ وَظَهَرَ ما كانَ مَسْتُوْرًا فِي أَزَلِ الآزالِ، اسْمَعُوا النِّدآءَ وَضَعُوا ما عِنْدَكُمْ تَاللهِ قَدِ  انْفَطَرَتِ السَّمآءُ وَأَتى مالِكُ الأَسْمآءِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، كَذلِكَ تَحَرَّكَ الْقَلَمُ الأَعْلى عَلى ذِكْرِ أَصْفِيائِهِ الَّذِيْنَ ما خَوَّفَتْهُمْ ضَوْضآءُ الْعالَمِ وَلا صُفُوْفُ الأُمَمِ أُوْلئِكَ أَهْلُ الْبَهآءِ فِي الصَّحِيْفَةِ الْحَمْرآءِ كَذلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْ سِجْنِ عَكّآءَ أَمْراً مِنْ لَدُنْ آمِرٍ أَمّارٍ، يا أَوْلِيآئِي اسْمَعُوا نِدآئِيْ ثُمَّ اعْمَلُوا ما يَرْتَفِعُ بِهِ مَقاماتُكُمْ فِي الْعالَمِ بَيْنَ الأُمَمِ إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ شُئُوْناتُ الدُّنْيا وَزُخْرُفُها وَآلاتُها وَنَعْمآئُها وَأَلْوانُها عَنِ الإِقْبالِ إِلى مَشْرِقِ وَحْيِ اللهِ مالِكِ الرِّقابِ، فِيْ آخِرِ الْقَوْلِ نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يَسْقِيَكُمْ رَحِيْقَهُ الْمَخْتُوْمَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ إِذْ ظَهَرَ انَجَذَبَتْ حَقائِقُ الأَشْيآءِ وَنادى الْمُنادِ مِنَ الشَّطْرِ الأَيْمَنِ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلى الْمُلْكُ للهِ مالِكِ هذا الْيَوْمِ الْمُنِيْرِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ هذا السَّمآءِ عَلَيْكُمْ يا حِزْبَ اللهِ وَعَلى الَّذِيْنَ عَمِلُوا بِما أُمِرُوا بِهِ فِي الْكِتابِ.

 

[63]

هو النّاظر من أفقه الأعلى

يا عَلِيُّ إِنَّ الْمَظْلُوْمَ يُرِيْدُ أَنْ يَذْكُرَكَ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ غاضَ الإِنْصافُ وَفاضَ الاعْتِسافُ وَفِيْهِ نُكِسَتْ رايَةُ الْعَدْلِ وَنُصِبَ عَلَمُ الْجَهْلِ لا تَدْرِ نَفْسٌ مَنِ الَّذِيْ يَأْمُرُها بِالْبَغْيِ وَالْفَحْشآءِ وَمَنِ الَّذِيْ يَدْعُوْها إِلى اللهِ مالِكِ الأَسْمآءِ كَذلِكَ أَنْزَلْنا الآياتِ وَصَرَّفْناها فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْفَضّالُ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَنِ النَّبَإِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بَشَّرَكُمُ اللهُ بِهِ فِيْ كُتُبِهِ وَصُحُفِهِ وَفِيْ لَوْحٍ نَزَّلَ فِيْهِ أَسْرارَ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، ضَعُوا ما عِنْدَكُمْ وَما عِنْدَ عُلَمائِكُمْ مُتَمَسِّكِيْنَ بِما أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ لَدى اللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، هذا يَوْمُ اللهِ لَوْ أَنْتُمْ تَعْرِفُوْنَ وَهذا يَوْمُ الْمَوْعُوْدِ الَّذِيْ إِذا ظَهَرَ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُوْرِهِ وَنُفِخَ فِي الصُّوْرِ وَانصَعَقَ مَنْ عَلى الأَرْضِ إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ مالِكُ الْوُجُوْدِ، قُمْ عَلى الأَمْرِ ثُمَّ اذْكُرْ رَبَّكَ الَّذِيْ خَلَقَكَ وَأَظْهَرَكَ لِهذا الْيَوْمِ الْمَشْهُوْدِ، إِنّا ظَهَرْنا وَأَظْهَرْنا الأَمْرَ رَغْمًا لِكُلِّ عالِمٍ مَحْجُوْبٍ، طُوْبى لِمُقْبِلٍ أَقْبَلَ إِلى اللهِ فِيْ أَيّامِهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ أَعْرَضَ مُتَمَسِّكًا بِالأَوْهامِ وَالظُّنُوْنِ، كَذلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ إِذْ كانَ الْمَظْلُوْمُ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ وَنَذْكُرُ الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى الأُفُقِ الأَعْلى وَسَمِعُوا نِدآءَ اللهِ مالِكِ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ.

[64]

الأعظم الأقدس الأقدم

كِتابٌ مِنْ لَدُنّا لِقَوْمٍ اتَّبَعُوا ما نُزِّلَ مِنْ لَدى اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، نَذْكُرُ فِيْهِ إِمآئَهُ الَّلائِيْ آمَنَّ بِاللهِ إِذْ أَتى بِالْحَقِّ بِأَمْرٍ فَزَعَ عَنْهُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِلاّ مَنْ شاءَ رَبُّكَ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، يَنْبَغِي الْيَوْمَ لِكُلِّ نَفْسٍ أَنْ يَنْصُرَ رَبَّهُ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ فِيْ كِتابٍ ما اطَّلَعَ بِهِ أَحَدٌ إِلاّ اللهُ الْمُقْتَدِرُ الْحَكِيْمُ، يا إِمآئِيْ أَنِ اسْتَمِعْنَ نِدآءَ اللهِ الْعَلِيِّ الأَبْهى مَرَّةً أُخْرى مِنَ السِّدْرَةِ الْمُرْتَفِعَةِ عَلى الْكَثِيْبِ الأَحْمَرِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ، أَنِ اتَّبِعْنَ نِدآءَ اللهِ وَحُدُوْدَهُ ثُمَّ انْطِقْنَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ بِهِ اسْوَدَّتِ الْوُجُوْهُ وَأَنارَتْ وُجُوْهُ الْمُقَرَّبِيْنَ، لا تَعْقِبْنَ الَّذِيْنَ يَتَكَلَّمُوْنَ بِأَهْوآئِهِمْ وَيَعْمَلُوْنَ ما نُهُوا عَنْهُ فِي الْكِتابِ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الظّالِمِيْنَ، أَنِ اذْكُرْنَ اللهَ فِيْ أَيّامِ الْمَحْبُوْبِ الَّذِيْ بِهِ ظَهَرَ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيْمٍ، طُوْبى لِمَنْ سَمِعَ الْيَوْمَ نِدآئِيْ وَأَعْرَضَ عَنْ سِوائِيْ وَاسْتَقامَ عَلى أَمْرِي الَّذِيْ أَحاطَ الْعالَمِيْنَ، كَذلِكَ جَرى الْقَلَمُ الأَعْلى عَلى ذِكْرِ عِبادِهِ وَإِمآئِهِ لِيَفْرَحَنَّ الْكُلُّ وَيَكُوْنَنَّ مِنَ الشّاكِرِيْنَ.

[65]

هو الشّاهد السّامع العليم

إِنّا نَذْكُرُ مَنِ انْجَذَبَ مِنَ النِّداءِ إِذِ ارْتَفَعَ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلى وَأَقْبَلَ إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّهُ مِمَّنْ سَمِعَ وَأَجابَ مَوْلَيهُ إِذْ كانَ الْعِبادُ فِيْ حُجُباتٍ مُبِيْنٍ، قَدْ شَهِدَ بِما شَهِدَ اللهُ وَأَقَرَّ بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مالِكُ الأَسْمآءِ فِيْهذا الْكِتابِ الْعَظِيْمِ، يا قَلَمِي الأَعْلى بَشِّرْهُ مِنْ قِبَلِيْ بِما قُدِّرَ لَهُ مِنْ لَدى اللهِ الْقَوِيِّ الْقَدِيْرِ، قَدْ أَحاطَتْهُ الأَحْزانُ فِيْ أَكْثَرِ الأَحْيانِ إِنَّ رَبَّهُ الرَّحْمنَ لَهُوَ الشّاهِدُ الْعَلِيْمُ، أَنِ افْرَحْ بِما تَوَجَّهَ إِلَيْكَ وَجْهُ الْمَظْلُوْمِ وَذَكَرَكَ مِنْ قَبْلُ وَفِيْهذا الْحِيْنِ، ذَكِّرْ أَحِبّائِيْ مِنْ قِبَلِيْ وَبَشِّرْهُمْ بِعِنايَةِ رَبِّهِمُ الْمُعْطِي الْكَرِيْمِ، إِنّا نُكَبِّرُ مِنْ هذا الْمَقامِ عَلى الَّذِيْنَ تَمَسَّكُوا بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَشَرِبُوا رَحِيْقَ الاسْتِقامَةِ مِنْ أَيادِيْ عَطآءِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ السَّمْعُ يُنادِيْ تَاللهِ هذا يَوْمِيْ وَفِيْهِ أَسْمَعُ النِّدآءَ الأَحْلى مِنْ شَطْرِ سِجْنِ رَبِّي الظّاهِرِ السَّميْعِ، وَالْبَصَرُ يُنادِيْ وَيَقُوْلُ إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمِيْ وَأَرى الأُفُقَ الأَعْلى أَمْراً مِنْ لَدُنْ آمِرٍ قَدِيْرٍ، طُوْبى لِسَمْعٍ سَمِعَ انْظُرْ تَرانِيْ وَلِبَصَرٍ رَأى الآيَةَ الْكُبْرى مِنْ هذا الأُفُقِ الْمُنِيْرِ، قُلْ يا مَعْشَرَ الأُمَرآءِ وَالْعُلَمآءِ وَالْعُرَفآءِ قَدْ ظَهَرَ الْيَوْمُ الْمَوْعُوْدُ وَأتى رَبُّ الْجُنُوْدِ أَنِ افْرَحُوا بِهذا الْفَرَحِ الأَعْظَمِ ثُمَّ انْصُرُوْهُ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ كَذلِكَ يَأْمُرُكُمْ مَنْ نَطَقَ وَيَنْطِقُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ وَعَلى الَّذِيْنَ يُحِبُّونَكَ وَيَسْمَعُوْنَ بَيانَكَ فِيْهذا الأَمْرِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ.

[66]

 الأقدس الأعظم الأبهى

يُنادِي الْمُنادِ فِيْكُلِّ الأَحْيانِ يا عِبادَ الرَّحْمنِ أَنِ اسْرُعُوا بِالْقُلُوْبِ إِلى شَطْرِ الْمَحْبُوْبِ قَدْ مُنِعَ السَّبِيْلُ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي الْفُجّارِ، كَمْ مِنْ عِبادٍ أَرادُوا الْوَجْهَ وَمُنِعُوا عَنِ الْحُضُوْرِ لَدى الْعَرْشِ بِذلِكَ ناحَتْ سُكّانُ مَدايِنِ مَلَكُوْتِ الأَسْمآءِ وَأَهْلُ مَلإِ الأَعْلى عَلَيْهِمْ صَلَواتِيْ وَرَحْمَتِيْ إِلى يَوْمِ الَّذِيْ لا يَتِمُّ بِالْحِسابِ، طُوْبى لِوُجُوْهِهِمْ بِما تَوَجَّهُوا إِلى وَجْهِ اللهِ وَلِقُلُوْبِهِمْ بِما أَقْبَلُوا إِلى نَيِّرِ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، كَمْ مِنْهُمْ تَوَجَّهُوا وَحَضَرُوا وَفازُوا بِما أَرادَ اللهُ لَهُمْ فِي الْكِتابِ، لِكُلٍّ نَصِيْبٌ مِنْ هذا الْبَحْرِ الأَعْظَمِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْغَفّارُ، إِيّاكُمْ أَنْ يُحْزِنَكُمُ الْبُعْدُ كَمْ مِنْ عِبادٍ ما حَضَرُوا لَدى الْعَرْشِ وَكُتِبَ لَهُمُ اللِّقا فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ كانَ فِيْ جِوارِيْ وَما فازَ بِلِقائِيْ كَذلِكَ شَهِدَ الرَّحْمنُ فِيْ هذا اللَّوْحِ الَّذِيْ مِنْ أُفُقِهِ لاحَتْ شَمْسُ الْحِكْمَةِ وَالعِرْفانِ، طُوْبى لِلَّذِيْنَ فازُوا بِالأَمْرَيْنِ قَدْ قُدِّرَ لَهُمْ ما تَقَرُّ بِهِ عُيُوْنُ الإِبْداعِ، أَنْ يا أَحِبّآئِيْ إِذا اجْتَمَعْتُمْ فِيْ بُقْعَةٍ أَنِ اذْكُرُوا ما وَرَدَ عَلَيَّ فِيْ أَيّامِيْ وَما رَأَيْتُ مِنَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ فالِقِ الإِصْباحِ، مِنَ النَّاسِ مَنْ أَرادَ إِطْفآءَ نُوْرِيْ وَمِنْهُمْ مَنْ أَرادَ سَفْكَ دَمِيْ وَمِنْهُمْ مَنْ ظَهَرَ بِالإِعْراضِ جَهْرَةً وَمِنْهُمْ مَنْ قالَ إِنَّهُ افْترى عَلى اللهِ بَعْدَ الَّذِيْ جِئْتُهُمْ مِنْ مَشْرِقِ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، سَوْفَ نَأْخُذُهُمْ كَما أَخَذْنا مِنْ قَبْلِهِمُ الأَحْزابَ وَنَرْفَعُ راياتِ الأَمْرِ كَيْفَ نَشآءُ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ المُقْتَدِرُ الْقَهّارُ، لَوْلا رَحْمَتِيْ نُنْزِلُ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ وَلكِنْ أَمْهَلْناهُمْ ناظِرًا إِلى الْمِيْقاتِ، إِنَّكَ فَاحْمَدِ اللهَ بِما نَزَّلْنا لَكَ الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَجِدَ ما تَضَوَّعَ فِي الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ أَمامَ وَجْهِ رَبِّكَ مالِكِ الأَنامِ.

 

[67]

هو الشّاهد العالم السّميع

شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالَّذِيْ أَتى مِنْ سَمآءِ الأَمْرِ إِنَّهُ لَهُوَ الْغَيْبُ الْمَكْنُوْنُ وَالسِّرُّ الْمَصُوْنُ وَهُوَ الَّذِيْ بَشَّرَ بِهِ كُتُبُ اللهِ وَأَنْبِيآئُهُ وَسُفَرآئُهُ وَبِهِ ظَهَرَتِ الأَسْرارُ وَخُرِقَتِ الأَسْتارُ وَبَرَزَتِ الآثارُ قَدْ ظَهَرَ وَأَظْهَرَ ما أَرادَ وَيَمْشِيْ عَلى مَشارِفِ الأَرْضِ بِالْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ، طُوْبى لِقَوِيٍّ كَسَّرَ أَصْنامَ الأَوْهامِ بِاسْمِ رَبِّهِ مالِكِ الأَنامِ، يا أَفْنانِيْ إِنَّا أَرَدْنا أَنْ نَذْكُرَكَ فَضْلاً مِنْ لَدُنّا لِتَجْذُبَكَ نَفَحاتُ ذِكْرِيْ إِلى مَلَكُوْتِيْ وَخِبآءِ مَجْدِي الَّذِيْ ارْتَفَعَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ مِنْهُ تَزَعْزَعَتِ الأَرْكانُ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ لَعَمْرُ اللهِ قَدْ أَتى وَظَهَرَ ما وُعِدْتُمْ بِهِ فِيْ كِتابِ رَبِّكُمْ مالِكِ الْمَآبِ، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ شُئُوْناتُ الْخَلْقِ عَنِ الْحَقِّ سَوْفَ يَفْنى ما يُرى وَيَبْقى ما نُزِّلَ مِنْ لَدى اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، قُلْ هذا يَوْمُ الأَعْمالِ لَوْ أَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ وَهذا يَوْمُ الذِّكْرِ وَالْبَيانِ لَوْ أَنْتُمْ تَشْعُرُوْنَ، دَعُوا ما عِنْدَ الْقَوْمِ وَخُذُوا ما أُمِرْتُم بِهِ مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، سَيَأْتِيْ يَوْمٌ لا يَنْفَعُكُمْ فِيْهِ خَزائِنُ الأَرْضِ كُلُّها يَشْهَدُ بِذلِكَ مالِكُ الأَسْماءِ، الَّذِيْ يَنْطِقُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَقُّ عَلاّمُ الْغُيُوْبِ، هَنِيْئاً لَكَ يا أَفْنانِيْ بِما فُزْتَ بِآياتِيْ وَوَجَدْتَ عَرْفَ ظُهُوْرِيْ وَأَجَبْتَ نِدآئِي إِذْ أَنْكَرَنِيْ عِبادِيْ وَخَلْقِي الَّذِيْنَ نَبَذُوا أُمَّ الْبَيانِ عَنْ وَرائِهِمْ وَأَخَذُوا ما أُمِرُوا بِهِ مِنْ مَطالِعِ الأَوْهامِ وَالظُّنُوْنِ، كَذلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْ مَلَكُوْتِ الْبَيانِ مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى ما أَنْتَ عَلَيْهِ وَعَلى خِدْمَةِ الأَمْرِ ثُمَّ احْفَظْ مَقامَكَ بِاسْمِ رَبِّكَ مالِكِ الغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، تَاللهِ لَوْ يَطَّلِعُ أَحَدٌ بِما هُوَ الْمَسْتُوْرُ لَيَطِيْرُ شَوْقًا إِلى اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا وَفازُوا بِما سُطِرَ فِي اللَّوْحِ مِنْ قَلَمِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ.

 

[68]

هو النّاطق بالحقّ في ملكوت البيان

سُبْحانَ الَّذِيْ أَنْزَلَ الآياتِ وَفَتَحَ بِها أَبْوابَ الْعِرْفانِ عَلى مَنْ فِيْ الإِمْكانِ، تَعالى الرَّحْمنُ الَّذِيْ ظَهَرَ وَأَظْهَرَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ أَزَلِ الآزالِ، يا أَهْلَ الْبَهآءِ أَنِ اسْتَمِعُوا النِّدآءَ مِنْ شَطْرِ الْبُقْعَةِ الْبَيْضآءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِيْ دَعا الْكُلَّ إِلى أَعْلى الْمَقامِ، نَعِيْمًا لِمَنْ وَجَدَ عَرْفَ الْقَمِيْصِ وَأَقْبَلَ إِلى أُفُقٍ أَعْرَضَ عَنْهُ الْفُجّارُ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ أَخَذَ جَذْبُ النِّدآءِ الْمَلأَ الأَعْلى وَأَهْلَ الْجَنَّةِ الْعُلْيا وَالْقَوْمُ أَكْثَرُهُمْ فِيْ غَفْلَةٍ وَحِجابٍ، يا حَمِيْدُ أَنِ احْمَدِ اللهَ بِما شَرَّفَكَ بِاللِّقاءِ وَسَقاكَ كَوْثَرَ الْوِصالِ مِنْ يَدِ عَطآئِهِ فِي الْمَآلِ، كُنْ مُشْتَعِلاً بِنارِ حُبِّيْ وَقائِمًا عَلى خِدْمَةِ أَمْرِيْ وَناطِقًا بِثَنآئِيْ عَلى شَأْنٍ لا تَمْنَعُكَ ضَوْضاءُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالْمَبْدَءِ وَالْمَآبِ، أَنِ اذْكُرْ إِذْ كُنْتَ حاضِرًا لَدى الْوَجْهِ وَشَرِبْتَ رَحِيْقَ الْبَيانِ وَسَمِعْتَ نِدآءَ الْمَقْصُودِ فِي طُوْرِ الْعِرْفانِ، إِنّا نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُؤَيِّدَكَ عَلى ما يَنْبَغِيْ لأَيّامِهِ وَيَرْزُقَكَ ما يَبْقى بِهِ ذِكْرُكَ بِدَوامِ أَسْمآئِي الْحُسْنى إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما يَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَجْذُبَكَ إِلى مَقامٍ تَضَعُ الصَّمْتَ وَرائَكَ وَتَنْطِقُ بَيْنَ الْعِبادِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ، لا تَنْظُرْ إِلى الْعُلَمآءِ وَضَوْضائِهِمْ وَلا إِلى الأُمَرآءِ وَإِعْراضِهِمْ سَوْفَ يَأْتِيْ يَوْمٌ فِيْهِ يُذْكَرُ ما قُضِيَ فِيْ أَيّامِ رَبِّكَ مَوْلى الأَنامِ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ عَلى أَحِبّائِيْ ثُمَّ اذْكُرْهُمْ بِما أَنْزَلْنا لَكَ لَعَلَّ يَقُوْمُوْنَ بِما فاتَ عَنْهُمْ فِيْ أَيّامِ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ.

 

[69]

الأقدس الأمنع الأعظم الأقدم

قَدْ تَوَجَّهَ كُلُّ الأَشْيآءِ إِلى اللهِ فاطِرِ الأَسْمآءِ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ مِنَ الْمُبْعَدِيْنَ، قَدْ مَنَعَتْهُمْ أَهْوآءُ الَّذِيْنَ اتَّخَدُوْهُمْ أَرْبابًا مِنْ دُوْنِ اللهِ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الْهالِكِيْنَ، لِسانُ الْقِدَمِ يَدْعُوْهُمْ وَهُمْ نَبَذُوْهُ عَنْ وَرآئِهِمْ وَأَقْبَلُوا إِلى كُلِّ أَخْرَسٍ بَعِيْدٍ، قُلْ قَدْ خُلِقْتُمْ بِهذا النِّدآءِ تَاللهِ لَوْ تَتَوَجَّهُوْنَ بِقُلُوْبٍ نَوْرآءَ إِلى اللهِ مالِكِ الأَسْمآءِ يَجْرِيْ مِنْها فُراتُ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ فِيْهذا النَّبَإِ الْمُبِيْنِ، قُلْ أفِيْهِ شَكٌّ أَوْ فِيْما عِنْدَكُمْ أَنْ أَنْصِفُوا وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الظّالِمِيْنَ، قَدْ سَجَدَ كُلُّ حُجَّةٍ لأَمْرِيْ وَأَذْعَنَ كُلُّ بُرْهانٍ لِهذا الْبُرْهانِ اللاّئِحِ الْمَنِيْعِ، خافُوا اللهَ وَلا تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَمّا خُلِقْتُمْ لَهُ كَذلِكَ يَنْصَحُكُمُ الْقَلَمُ الأَعْلى فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، إِنَّهُ لا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ وَلا يَضُرُّهُ أَمْرٌ قَدْ جَعَلَهُ اللهُ مُقَدَّسًا عَمّا عِنْدَكُمْ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ عارِفٍ بَصِيْرٍ، إِيّاكُمْ أَنْ تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ وَآياتِهِ وَأَعْرَضُوا عَنِ الَّذِيْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ مَلأُ الأَعْلى ثُمَّ النَّبِيِّيْنَ وَالْمُرْسَلِيْنَ، أَنِ اقْصُدُوا مَقَرَّ الأَقْصى إِنَّهُ لَسِدْرَةُ الْمُنْتَهى لَوْ أَنْتُمْ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، كَذلِكَ أَلْقَيْناكُمْ قَوْلَ الْحَقِّ مَنْ أَقْبَلَ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَهآءِ وَالَّذِيْ أَعْرَضَ إِنَّهُ مِنْ أَصْحابِ السَّعِيْرِ، طُوْبى لِبَصَرٍ تَوَجَّهَ وَلِقَلْبٍ أَقْبَلَ إِلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، كَذلِكَ يَخْتَصُّ اللهُ مَنْ يَشآءُ مِنْ عِبادِهِ وَيُنْزِلُ لِمَنْ أَرادَ ما يَثْبُتُ بِهِ ذِكْرُهُ فِي الإِبْداعِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ.

 

[70]

 بسم الله الأقدس العليّ الأبهى

قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ تِلْقآءَ الْوَجْهِ فِي السِّجْنِ وَكانَ مُزَيَّنًا صَدْرُهُ بِالْكَلِمَةِ الَّتِيْ أَحْبَبْناها فِيْ سَبِيْلِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، وَأَرَدْناها لِنَفْسِيْ وَلِمَنْ مَعِيْ وَرَبُّكَ الرَّحْمنُ هُوَ الْعَلِيْمُ عَلى ما أَقُوْلُ وَهِيَ هذِهِ: يا لَيْتَنِيْ كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَشْهَدِيْنَ فِيْ سَبِيْلِكَ، لَعَمْرِيْ بِهذا الرَّجا تَوَجَّهَ إِلَيْكَ طَرْفُ اللهِ وَأَقْبَلَ إِلَيْكَ أَهْلُ مَلإِ الأَعْلى وَلكِنَّ النّاسَ هُمْ لا يَفْقَهُوْنَ، إِنَّا بِرَجائِكَ هذا الْمَقامَ كَتَبْنا لَكَ أَجْرَ مَنِ اسْتُشْهِدَ فِيْ سَبِيْليْ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الْوَدُوْدُ، فَاعْلَمْ بِأَنَّ فِيْ مِثْلِ تِلْكَ الأَيّامِ مَنْ يَقُوْمُ عَلى ذِكْرِ اللهِ مُوْجِدِ الأَسْمآءِ بَيْنَ عِبادِهِ الْجُهَلا إِنَّهُ مِمَّنْ فازَ بِخَيْرِ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، فَكِّرْ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ لِيَظْهَرَ لَكَ عَظَمَتُها وَالَّذِيْ ظَهَرَ فِيْها بِسُلْطانِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْمَحْمُوْدِ، إِنَّ أَعْظَمَ الأَعْمالِ هُوَ ذِكْرُ رَبِّكَ بَيْنَ الْعِبادِ كَذلِكَ نُزِّلَ فِيْ لَوْحٍ مَحْفُوْظٍ، مَنْ فازَ بِهِ فازَ بِما أَرادَ اللهُ لَهُ عِنْدَ رَبِّكَ عِلْمُ كُلِّشَيْءٍ وَلكِنَّ النّاسَ عَنْهُ مُحْتَجِبُوْنَ، أَنِ اطْلُعْ عَنْ أُفُقِ الْيَقِيْنِ بِقُدْرَةِ رَبِّكَ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ ثُمَّ ادْخُلْ مَقَرَّ الْمُشْرِكِيْنَ مِنْ مَلإِ الْبَيانِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ فاطِرِ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ قُلْ يا قَوْمِ دَعُوا الْمَوْهُومَ قَدْ أَتى الْقَيُّوْمُ عَلى ظُلَلِ الْبُرْهانِ، إِنَّهُ لَرَبُّكُمُ الرَّحْمنُ الَّذِيْ عُلِّقَ بِهِ الْبَيانُ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ لا يَشْعُرُوْنَ، كَذلِكَ أَلْقَيْناكَ ما يَحْيى بِهِ أَفْئِدَةُ الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى الْوَجْهِ بِخُضُوْعٍ وَخُشُوْعٍ وَقَدْ قَدَّرْنا لَكَ أَجْرًا غَيْرَ مَمْنُوْنٍ، أَنِ افْرَحْ بِذلِكَ وَتَمَسَّكْ بِعُرْوَةِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ.

 

[71]

هو الشّاهد العليم

كِتابٌ مَرْقُوْمٌ مِنْ قَلَمِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ وَلَوْحٌ مَسْطُوْرٌ مِنْ أَيِّ يَراعَةٍ مِنْ يَراعَةِ اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، يا عَبْدَ الْحَمِيْدِ اسْمَعْ نِدآءَ الْحَمِيْدِ إِنَّهُ يَذْكُرُكَ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ فِيْ حِيْنٍ يَكُوْنُ تَحْتَ مَخالِبِ الْبَغْضآءِ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ مالِكِ الْيَوْمِ الْمَوْعُوْدِ، قَدْ ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ بِلَوْحٍ لاحَ مِنْ أُفُقِهِ نَيِّرُ عِنايَةِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، طُوْبى لَكَ بِما شَرِبْتَ رَحِيْقَ الاسْتِقامَةِ عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الأَسْمآءِ وَاضْطَرَبَتِ الأَفْئِدَةُ وَالْقُلُوْبُ، خُذْ مَرَّةً أُخْرى كَوْثَرَ الْبَقاءِ بِاسْمِي الأَبْهى ثُمَّ اشْرَبْ مِنْهُ أَمامَ الْوُجُوْهِ، إِيّاكَ أَنْ تَمْنَعَكَ سَطْوَةُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالشّاهِدِ وَالْمَشْهُوْدِ، قُلْ يا مَعْشَرَ الْعُلَمآءِ تَاللهِ قَدْ أَتى الْوَعْدُ وَمُكَلِّمُ الطُّوْرِ اسْتَوى عَلى عَرْشِ الظُّهُوْرِ وَيَنْطِقُ بِأَعْلى النِّدآءِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ قَدْ أَتى الْمالِكُ الْمُلْكُ للهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، كَذلِكَ ارْتَفَعَ حَفِيْفُ سِدْرَتِيْ وَنَطَقَ لِسانُ عَظَمَتِيْ فِيْمَقامِي الْمَحْمُوْدِ، اذْكُرْ مِنْ قِبَلِيْ أَوْلِيائِيْ وَبَشِّرْهُمْ بِعِنايَتِيْ وَذَكِّرْهُمْ بِآياتِي وَنَوِّرْهُمْ بِما أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ قَلَمِيْ فِيْهذا الْمَقامِ الْمَرْفُوْعِ، كَذلِكَ أَظْهَرَ بَحْرُ الْبَيانِ لَئآلِئَ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ فَضْلاً مِنْ لَدى الرَّحْمنِ، طُوْبى لِقَوْمٍ تَقَرَّبُوا وَآمَنُوا وَوَيْلٌ لِكُلِّ غافِلٍ مَحْجُوْبٍ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ فَضْلِيْ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ وَمَنْ مَعَكَ مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ.

 

[72]

بسمه المشرق من أفق الأيقان

أَنْ يا عَبْدُ أَنِ اسْتَمِعْ نِدآءَ اللهِ مالِكِ الْقِدَمِ مِنْ شَطْرِ سِجْنِهِ الأَعْظَمِ لَعَمْرِيْ لَوْ يَفُوْزُ مَنْ فِيْ الْعالَمِ بِإِصْغآءِ هذا النِّدآءِ يَنْقَطِعُنَّ عَمّا عِنْدَهُمْ وَيُسْرِعُنَّ إِلى مَشْرِقِ الإِلْهامِ، إِنَّا أَرَدْنا أَنْ نَسْقِيْكَ مِنْ قَدَحِ الْبَيانِ ما يَجْذُبُكَ إِلى اللهِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، لِتَظْهَرَ فِي الْمُلْكِ بِنارِ الْكَلِمَةِ الْعُلْيا عَلى شَأْنٍ لا تُطْفِئُكَ إِشاراتُ أَهْلِ الْحُجُباتِ وَلا تُخْمِدُكَ شُئُوْناتُ مَنْ فِي الإِبْداعِ، لا تَلْتَفِتْ إِلى الَّذِيْنَ تَمَسَّكُوا بِالأَوْهامِ وَاعْتَرَضُوا عَلى مَنْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ صُمّآءُ عُمْيآءُ لا يَرَوْنَ أَنْوارَ الْوَجْهِ وَلا يَسْمَعُوْنَ ما يَنْطِقُ بِهِ لِسانُ الْوَحْيِ فِيْ أَعْلى الْمَقامِ، فَاذْكُرْ إِذْ أَنارَ أُفُقُ الْعِرْفانِ بِنَيِّرِ الْبَطْحآءِ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ الْعُلَمآءُ وَالأُدَبآءُ وَقالُوا ما نَسْمَعُ الْيَوْمَ مِنَ الَّذِيْنَ تَوَقَّفُوا فِيْ أَمْرِ رَبِّكَ مالِكِ الرِّقابِ، قُلْ يا قَوْمِ لَيْسَ هذا يَوْمَ السُّؤالِ قَدْ ظَهَرَ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ بِسُلْطانٍ أَحاطَ مَنْ فِي الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، تَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِقُلُوْبٍ نَوْرآءَ لِتَجِدُوا مِنْهُ ما وَجَدَ الْحَبِيْبُ فِي الْمِعْراجِ، هذا يَوْمٌ يَنْبَغِيْ لِكُلِّ نَفْسٍ إِذا سَمِعَ النِّدآءَ مِنَ السِّدْرَةِ الْمُنْتَهى الَّتِيْ نَبَتَتْ فِي الأَرْضِ الْبَيْضآءِ تَقُوْلُ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ يا مَوْلى الأَنامِ، لَيْسَ هذا مَشْرَبُ كُلِّ هَيِّمٍ هذا لَمَنْهَلُ الَّذِيْ مِنْهُ انْشَعَبَتِ الْمَناهِلُ وَالْبَحْرُ الَّذِيْ مِنْهُ ظَهَرَتِ الْبِحارُ، قُلْ يا قَوْمِ دَعُوا الظُّنُوْنَ تَاللهِ قَدْ أَتى اسْمِي الْمَكْنُوْنُ الَّذِيْ كانَ مَسْتُوْرًا فِي الأَلْواحِ، إِيَّاكُمْ أَنْ تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ هذا الرَّحِيْقِ الأَطْهَرِ الَّذِيْ فُكَّ خِتامُهُ بِإِصْبَعِ الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ، أَنِ احْمَدْ رَبَّكَ بِما حَضَرَ كِتابُكَ لَدى الْعَرْشِ وَنُزِّلَ لَكَ هذا اللَّوْحُ الَّذِيْ مِنْهُ يَمُرُّ عَرْفُ الرَّحْمنِ عَلى الأَكْوانِ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ مُنْقَطِعًا عَنْ دُوْنِهِ هذا ما يَنْصَحُكَ بِهِ فالِقُ الإِصْباحِ، أَنِ اقْرَءْ هذا اللَّوْحَ فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ إِنَّهُ يَجْذُبُكَ إِلى مَقامٍ تَسْمَعُ مِنَ الأَشْيآءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْمُخْتارُ، كَذلِكَ زَيَّنّا سَمآءَ الإِيْقانِ بِنَيِّرِ الْبَيانِ وَأَرْسَلْناها إِلِيْكَ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ.

 

[73]

هو الأعظم الأقدم الأبهى

يا حُسَيْنُ قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ لَدى الْمَظْلُوْمِ وَقَرَئَهُ الْعَبْدُ الْحاضِرُ سَمِعْنا وَأَجَبْناكَ بِهذا الْكِتابِ الَّذِيْ شَهِدَ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْعَظِيْمُ، إِيّاكَ أَنْ تَأْخُذَكَ الأَحْزانُ فِيْ أَيّامِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ دَعِ الإِمْكانَ عَنْ وَرآئِكَ مُتَوَكِّلاً عَلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، لا تَنْظُرْ إِلى الْخَلْقِ وَما عِنْدَهُمْ تَفَكَّرْ فِيْظُهُوْرِ اللهِ وَسُلْطانِهِ وَما ظَهَرَ مِنْ عِنْدِهِ فِيْهذا الْيَوْمِ الَّذِي اسْتَبْشَرَ بِهِ الْمَلأُ الأَعْلى وَالَّذِيْنَ سَرُعُوا إِلى الْبَحْرِ الأَعْظَمِ وَشَرِبُوا مِنْهُ بِاسْمِي الْكَرِيْمِ، إِيّاكَ أَنْ تُحْزِنَكَ شُئُوْناتُ الْبَشَرِ أَنِ اسمِعْ ما يَنْطِقُ بِهِ مالِكُ الْقَدَرِ مِنْ شَطْرِ مَنْظَرِهِ الأَكْبَرِ لِيَأْخُذَكَ الْفَرَحُ عَلى شَأْنٍ لا تَحْجُبُكَ حُجُباتُ الْعالَمِ عَنْ هذا الأَمْرِ الَّذِيْ إِذا ظَهَرَ اضْطَرَبَتْ أَفْئِدَةُ الْغافِلِيْنَ، تَمَسَّكَ بِذَيْلِ رَحْمَةِ رَبِّكَ وَقُلْ يا مَوْلى الْوَرى وَسُلْطانَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَبْهى الَّذِيْ بِهِ سَرَتْ سَفِيْنَةُ أَمْرِكَ عَلى بَحْرِ رَحْمَتِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مُسْتَقِيْمًا عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ زَلَّتْ أَقْدامُ الْعُلَمآءِ وَاضْطَرَبَتْ أَفْئِدَةُ الْعُرَفآءِ الَّذِيْنَ نَبَذُوا أَمْرَكَ عَنْ وَرآئِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَوْهامَهُمْ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ وَلا كِتابٍ مُنِيْرٍ، كَذلِكَ أَوْقَدْنا سِراجَ الْعِرْفانِ فِيْ مِشْكَوةِ الْبَيانِ وَأَرْسَلْناهُ إِلَيْكَ لِتَشْكُرَ رَبَّكَ الْغَفُوْرَ الرَّحِيْمَ.

 

[74]

بسم الله الأعظم الأبهى

ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدِهِ الَّذِيْ اتَّخَدَ لِنَفْسِهِ إِلى اللهِ سَبِيْلاً وَأَرادَ أَنْ يَحْضَرَ تِلْقآءَ الْعَرْشِ بَعْدَ الَّذِيْ حُبِسَ جَمالُ الْقِدَمِ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي الأَشْرارِ الَّذِيْنَ إِذا قِيْلَ لَهُمْ بِأَيِّ حُجَّةٍ آمَنْتُمْ بِاللهِ يَقُوْلُوْنَ بِالْبَيانِ وَإِذا أَتى سُلْطانُ الْمَعانِيْ عَلى ظُلَلِ التِّبْيانِ كَفَرُوا بِاللهِ رَبِّهِمُ الرَّحْمنِ، كَذلِكَ أَخَذْنا الْمُجْرِمِيْنَ وَأَظْهَرْنا ما فِيْ صُدُوْرِهِمْ وَجَعَلْناهُمْ عِبْرَةً لِلْعِبادِ فَاعْتَبِرُوا يا أُوْلِي الأَبْصارِ، قُلْ هذا يَوْمٌ فِيْهِ ناحَتْ قَبائِلُ الأَرْضِ وَاضْطَرَبَتِ الأَكْوانُ وَتَرى فِيْ وُجُوْهِ الْمُجْرِمِيْنَ غَبَرَةَ النّارِ، قُلْ تَاللهِ إِنَّ السَّاعَةَ قَدِ اضْطَرَبَتْ وَالصُّوْرَ يَنُوْحُ لِنَفْسِهِ وَمَعْشَرَ الْمُقَرَّبِيْنَ أَخَذُوا ذَيْلَ اللهِ وَيَقُوْلُوْنَ ارْحَمْنا يا رَبَّ الأَرْبابِ وَالْمَلائِكَةَ واقِفُونَ تِلْقآءَ الْعَرْشِ وَلَنْ يَقْدِرُوْنَ أَنْ يَتَكَلَّمُوْنَ إِلاّ بَعْدَ إِذْنِ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، اتَّقُوا اللهَ يا قَوْمِ وَلا تَعْتَرِضُوا عَلى الَّذِيْ بإِشارَةٍ مِنْ إِصْبَعِهِ انْفَطَرَتْ سَمآءُ الأَدْيانِ وَانْشَقَّتْ أَرْضُ الْوَهْمِ وَأَكَبَّ الأَصْنامُ وَانْقَعَرَتِ الأَعْجازُ، قُلْ يا قَوْمِ هذا لَهُوَ الَّذِيْ ناحَ لِحُزْنِهِ نُقْطَةُ الْبَيانِ وَسَمِعَ نِدآئَهُ نُقْطَةُ الْفُرْقانِ اتَّقُوا الرَّحْمنَ يا مَلأَ الْفُجّارِ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ تَاللهِ قَدْ قُدِّرَ لَكَ ما تَقَرُّ بِهِ الأَبْصارُ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ عَلى شَأْنٍ لا يَمْنَعُكَ عَنْ ذِكْرِهِ إِشاراتُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمُ الْمُخْتارِ، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ قامُوا عَنْ بَيْنِ الأَمْواتِ وَتَوَجَّهُوا إِلى وَجْهٍ مِنْهُ أَضائَتِ الآفاقُ

[75]

الأقدس الأعظم الأعلم

قَدْ حَضَرَ لَدى الْعَرْشِ كِتابُ أَحَدٍ مِنْ أَفْنانِي الَّذِي اقْتَبَسَ مِنْ مِشْكَوةِ الْبَيانِ وَفازَ بِالْعِرْفانِ إِذْ أَتى الرَّحْمنُ بِسُلْطانِهِ الْمُهَيْمِنِ عَلى الْعالَمِيْنَ، إِنَّا نُجِيْبُهُ بِهذا اللَّوْحِ لِيَجْذُبَهُ أَثَرُ قَلَمِ الْوَحْيِ إِلى مَقامٍ جَعَلَهُ اللهُ مُقَدَّسًا عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ بَدِيْعٍ، إِنَّا قَرَئْنا كِتابَكَ وَسَمِعْنا نِدآئَكَ إِنَّهُ لَهُوَ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ، طُوْبى لِكَلِمَةٍ ظَهَرَتْ فِيْ ثَنآءِ اللهِ وَلِمُتَكَلِّمٍ تَكَلَّمَ بِذِكْرِهِ الْحَكِيْمِ، إِنّا ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ وَنَذْكُرُكَ فِيْهذا الْحِيْنِ الَّذِيْ اسْتَقَرَّ جَمالُ الْقِدَمِ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ عَلى عَرْشِهِ الْعَظِيْمِ، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يَجْعَلَكَ مُسْتَقِيْمًا عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ زَلَّتْ أَقْدامُ الْعارِفِيْنَ، لَعَمْرِيْ لَوْلا حِفْظِيْ لَيَزَلُّ أَقْدامُ الأَوْلِيآءِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْحافِظُ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، لا حَوْلَ لأَحَدٍ وَلا قُوَّةَ لِنَفْسٍ إِلاّ بِاللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، نَسْئَلُهُ بِأَنْ يَجْعَلَكَ فِيْكُلِّ الأَحْوالِ مُسْتَقِيْمًا عَلى أَمْرِهِ وَيَسْقِيْكَ فِيْكُلِّ الأَحْيانِ كَوْثَرَ عِرْفانِهِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، كَذلِكَ تَرَشَّحَ بَحْرُ الْوَحْيِ مِنْ هذا الْمَقَرِّ الْمُقَدَّسِ الْمُتَعالِي الْبَدِيْعِ الْمَنِيْعِ، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ تَمَسَّكُوا بِهذا الْحَبْلِ الْمَتِيْنِ، قَدْ كانَ فِيْ كِتابِكَ ذِكْرُ أَحَدٍ مِنَ الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، ذَكِّرْهُ مِنْ قِبَلِيْ وَبَشِّرْهُ بِهذا الذِّكْرِ الَّذِيْ بِهِ أَنارَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قُلْ هذا يَوْمُ الذِّكْرِ أَنِ اذْكُرْ مَصائِبَ الرَّحْمنِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ كَما يَذْكُرُكَ بِفَضْلِهِ الْعَمِيْمِ.

 

 

[76]

الأقدس الأبهى

أَنْ يا قَلَمَ الأَمْرِ أَنِ اذْكُرْ مَنْ أَقْبَلَ إِلى الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ لِتَجْذُبَهُ نَفَحاتُ الآياتِ إِلى اللهِ مالِكِ الأَسْمآءِ وَالصِّفاتِ، فَانْظُرِ الَّذِيْنَ يَحْمِلُونَ الشَّدايِدَ لاسْمِيْ فَلَمّا جِئْتُهُمْ بِسُلْطانِ الأَمْرِ كَفَرُوا بِاللهِ مُظْهِرِ الظُّهُوْراتِ، مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ الأَسْما وَإِذا ظَهَرَ الْمُسَمَّى بِاسْمِهِ الأَبْهى كَفَرَ بِرَبِّ الأَرْبابِ، إِذا رَأُوا ما أَرادُوا مِنَ الاقْتِدارِ قالُوا هذا ساحِرٌ كَذّابٌ، وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمُ الآياتُ قالُوا هذا مُفْتَرٍ مُرْتابٍ، قَدْ طَوَيْنا سَمواتِ الأَوْهامِ وَحَدَّثَتِ الأَرْضُ أَخْبارَها وَهُمْ فِيْ سُكْرٍ عُجابٍ، قَدْ أَخَذَ الزَّلازِلُ كُلَّ الْقَبائِلِ إِلاّ مَنْ أَخَذَهُ سُكْرُ السُّرُوْرِ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ الرَّحْمنِ، إِذا قِيْلَ لَهُمْ بِمَنْ آمَنْتُمْ يَقُوْلُوْنَ بِمُحَمَّدٍ رَسُوْلِ اللهِ قُلْ سَحْقًا لَكُمْ وَلِمَنِ اتَّبَعَكُمْ مِنَ الأَحْزابِ، إِنَّهُ يَنُوْحُ وَيَقُوْلُ إِنْ آمَنْتُمْ بِظُهُوْرِيْ لِمَ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الَّذِيْ أَرْسَلَنِيْ بِالْعَلاماتِ، تَاللهِ هذا لَهُوَ الَّذِيْ سَمِعْتُ نِدائَهُ وَما رَأَيْتُ جَمالَهُ إِذا أَتى الْمِيْقاتُ شَقَّ سُبُحاتِ الْجَلالِ وَفَتَحَ بابَ الْوِصالِ أَعْرَضْتُمْ يا أَهْلَ النِّفاقِ، إِنَّا أَخْبَرْناكُمْ بِظُهُوْرِ الْحُسَيْنِ بَعْدَ الْقائِمُ هذا لَهُوَ الْقَيُّوْمُ يا أَهْلَ الْكِتابِ، قَدْ دَخَلَ فِيْظِلِّهِ الْقائِمُ ثُمَّ مَظاهِر الأَسْما كُلِّها مِنْكُمْ مَنْ أَعْرَضَ وَمِنْكُمْ مَنْ تَوَقَّفَ لَدى الْبابِ، خافُوا اللهَ وَلا تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ هذا الْفَضْلِ الَّذِيْ بِهِ قَرَّتِ الأَبْصارُ، أَنْ أَقْبِلُوا إِلَيْهِ ثُمَّ اخْرُقُوا أَحْجابَ الارْتِيابِ بِنارِ الْوَجْهِ إِنَّها لَنُوْرٌ لأَهْلِ الظُّهُوْرِ وَرَحْمَةٌ لِمَنْ فِي الأَكْوانِ، كَذلِكَ يَنْطِقُ الرَّسُوْلُ وَيَقُوْلُ طُوْبى لِمَنْ يَسْمَعُ وَيَتَوَجَّهُ إِلى مَشْرِقِ الأَنْوارِ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ أَقْبِلْ بِقَلْبِكَ إِلى قِبْلَةِ الآفاقِ، قُلْ لَكَ الحَمْدُ يا مَنْ ذَكَرْتَنِيْ فِي السِّجْنِ إِذْ كُنْتَ فِيْ أَيْدِي الأَشْرارِ.

[77]

هو النّاظر العليم الحكيم

قَدْ ماجَ بَحْرُ الْبَيانِ بِما هاجَ عَرْفُ حُبِّكَ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ تَاللهِ إِنَّهُ ظَهَرَ وَأَظْهَرَ مِنْ كَنْزِ الْعِلْمِ لَئآلِىءَ الْحِكْمَةِ وَالْعِرْفانِ اتَّقُوا الرَّحْمنَ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْجاهِلِيْنَ، قُلْ لا يُعادِلُ بِما نُزِّلَ مِنْ عِنْدِهِ كُتُبُ الْعالَمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مالِكُ الْقِدَمِ فِيْمَقامِهِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، قَدْ حَضَرَ لَدى الْمَظْلُوْمِ كِتابُكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَسَمِعْنا حَنِيْنَ قَلْبِكَ وَضَجِيْجَهُ وَوَجَدْنا مِنْ كُلِّ حَرْفٍ عَرْفَ التَّوَجُّهِ وَالْخُضُوْعِ وَالْخُشُوْعِ أَمامَ ظُهُوْرِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، نَشْهَدُ أَنَّكَ تَكُوْنُ قائِمًا لَدى بابِ الْعَظَمَةِ وَحاضِرًا أَمامَ الْعَرْشِ وَسامِعًا صَرِيْرَ الْقَلَمِ وَناظِرًا إِلى أُفُقِ عِنايَةِ اللهِ مَحْبُوْبِ الْعارِفِيْنَ، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَبْعَثَ بِذِكْرِكَ وَتَوَسُّلِكَ عِبادًا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ هُوَ الْقَوِيُّ الْقَدِيْرُ، سَوْفَ يَظْهَرُ ما قُدِّرَ مِنْ لَدى اللهِ الْفَرْدِ الْواحِدِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، لَوْ نَكْشِفُ الْغِطآءَ لَتَرى الْقَوْمَ يَطُوْفُوْنَ حَوْلَ إِرادَةِ رَبِّكَ الْمُهَيْمِنِ عَلى مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، يا أَفْنانِيْ أَنْتَ مِنّا هذِهِ كَلِمَةٌ ظَهَرَتْ مِنَ الْكَنْزِ الْمَكْنُوْنِ الْمَخْزُوْنِ فِيْ قَلَمِي الأَعْلى سَوْفَ يَظْهَرُ هذا الْمَقامُ كَالشَّمْسِ مِنْ أُفُقِ السَّمآءِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْمُبَيِّنُ الأَمِيْنُ، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلى أَفْنانِي الَّذِيْنَ مَعَكَ وَيُحِبُّوْنَكَ وَيُطِيْعُوْنَ ما تَأْمُرُهُمْ فِيْهذا الأَمْرِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ.

[78]

ج وَيُعَزِّيْكُمُ اللهُ بِفَضْلٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُعَزِّي الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، لا تَحْزَنْ فِيْ أَبِيْكَ إِنَّهُ صَعَدَ إِلى اللهِ وَكانَ مُتَضَوِّعًا مِنْهُ عَرْفُ حُبِّي الْعَزِيْزِ، يَنْبَغِيْ أَنْ تُكَدَّرُوا لِمَنْ غَفَلَ لا لِمَنْ فازَ بِذِكْرِي الْحَكِيْمِ، قَدْ غَفَرَهُ اللهُ قَبْلَ صُعُوْدِهِ وَبَعْدَ صُعُوْدِهِ أَدْخَلَهُ فِيْ مَقامٍ يَعْجَزُ عَنْ ذِكْرِهِ قَلَمُ الْعَالَمِيْنَ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ عَلى مَنْ سُمِّيَ بِعَلِيٍّ قُلْ إِيّاكَ أَنْ تَحْزَنَ فِيْ أَيّامِيْ وَإِيّاكَ أَنْ يُكَدِّرَكَ شَيْءٌ أَنِ انْظُرْ بَحْرَ عِنايَةِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ الْفَرِحِيْنَ، قَدْ كُنْتُ أَصْغَرَ مِنْكَ إِذْ صَعَدَ أَبِيْ إِلى اللهِ وَكانَ يُعَزِّيْنِيْ بَعْضُ الْعِبادِ وَأَنْتَ يُعَزِّيْكَ اللهُ بِلِسانِهِ الْمُقَدَّسِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، فَأَنْصِفْ هَلْ يَنْبَغِي الْحُزْنُ بَعْدَ ذلِكَ لا وَجَمالِي الْمُشْرِقِ مِنْ هذا الأُفُقِ الْمُبِيْنِ، هذِهِ كَلِمَةٌ نَزَّلْناها بِالْفَضْلِ لِئَلاّ يُحْزِنَكَ ما يَظْهَرُ فِي الأَرْضِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُبَيِّنُ الْعَلِيْمُ، لَيْسَ هذا يَوْمَ الْكُدُوْرَةِ وَالْبُكآءِ بَلْ يَنْبَغِيْ لَكَ وَلِلَّذِيْنَ آمَنُوا بِأَنْ يَفْرَحُوا فِيْ أَيّامِ رَبِّهِمُ الْغَفُوْرِ الْكَرِيْمِ، إِنَّهُ يَكْفِيْكُمْ بِالْحَقِّ وَهُوَ أَشْفَقُ مِنْ أَلْفِ أَبٍ وَهذا فِيْ حَدِّ الإِنْشآءِ وَإِلاّ تَعالى أَنْ يُحَدَّ صِفاتُهُ بِالْحُدُوْدِ أَوْ يَنْتَهِيْ بِالْقَلَمِ وَالْمِدادِ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ عالِمٍ بَصِيْرٍ، تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ ثُمَّ اشْتَغِلُوا بِذِكْرِهِ ثُمَّ افْرَحُوا بِما يَذْكُرُكُمْ فِيْ سِجْنِهِ الأَعْظَمِ بِآياتٍ لا تُعادِلُها خَزائِنُ الْعالَمِيْنَ، طُوْبى لِلَّذِيْ صَعَدَ إِنَّهُ مِمَّنِ اهْتَدى بِأَنْوارِ الأَمْرِ وَتَوَجَّهَ إِلى الْمَحْبُوْبِ بِوَجْهٍ مُنِيْرٍ، وَمِنْ حُسْنِ نِيَّتِهِ ظُهُوْرُكُمْ وَقِيامُكُمْ عَلى خِدْمَةِ مَوْلَيكُمُ الْقَدِيْمِ، أَنِ اذْكُرُوْهُ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحانِ وَإِنَّا نَذْكُرُهُ فِيْهذا الْمَنْظَرِ الْكَرِيْمِ، عَلَيْهِ بَهآءُ اللهِ وَبَهآءُ مَنْ فِيْ مَلَكُوْتِيْ وَكُلُّ ذِكْرٍ جَمِيْلٍ.

[79]

هو الشّاهد النّاظر العليم الحكيم

يا إِبْراهِيْمُ عَلَيْكَ بَهآءُ هذا النَّبَإِ الْعَظِيْمِ الَّذِيْ بِهِ أَنْجَزَ اللهُ وَعْدَهُ وَأَظْهَرَ سُلْطانَهُ وَبِهِ فُكَّ خَتْمُ رَحِيْقِهِ الْمَخْتُوْمِ وَظَهَرَتْ أَسْرارُ اسْمِهِ الْمَكْنُوْنِ، طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ وَأَخَذَ وَشَرِبَ بِاسْمِهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، يا إِبْراهِيْمُ إِنَّ الْخَلِيْلَ يَذْكُرُكَ فِيْهذا الْمَقامِ إِذْ كانَ مُشْتَعِلاً بِنارِ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِيْ تَجَلَّتْ بِجُذْوَةٍ مِنْها عَلى مُوْسى بِنْ عِمْرانَ فِيْ طُوْرِ الْبَيانِ بِذلِكَ انْجَذَبَتِ الأَفْئِدَةُ وَالْقُلُوْبُ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ اتَّقُوا الرَّحْمنَ وَلا تَعْتَرِضُوا عَلى الَّذِيْ بِهِ طارَ الْمُوَحِّدُوْنَ إِلى مَلَكُوْتِ اللِّقآءِ وَالْمُخْلِصُوْنَ إِلى جَبَرُوْتِ الْقُرْبِ وَالْوَصالِ تَعالى هذا الْفَضْلُ الَّذِيْ أَحاطَ بِالْوُجُوْدِ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، قُلْ أَقْبِلُوا يا قَوْمِ إِلى أُفُقٍ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْبُرْهانِ مِنْ لَدى اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ خُرِقَتِ الأَحْجابُ وَظَهَرَتِ الأَسْرارُ وَبَرَزَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِي الْعِلْمِ وَمَسْتُوْرًا عَنِ الأَبْصارِ وَالْعُيُوْنِ، قُمْ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِ رَبِّكَ ثُمَّ انْطِقْ بَيْنَ الْعِبادِ بِآياتِ اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، إِنَّا ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ بِآياتٍ مَحْكَماتٍ وَأَنْزَلْنا لَكَ فِيْهذا الْحِيْنِ ما انْجَذَبَتْ بِهِ حَقايِقُ الأَشْيآءِ وَانْشَرَحَتْ بِهِ الصُّدُوْرُ، قُلْ لا عاصِمَ الْيَوْمَ لأَحَدٍ إِلاّ بِهذا الأَمْرِ الَّذِيْ إِذْ ظَهَرَ خَضَعَتْ لَهُ كُتُبُ الْقَوْمِ طُوْبى لِقَوْمٍ يَعْلَمُوْنَ، طُوْبى لِمَنْ سَمِعَ وَشَهِدَ بِما شَهِدَ اللهُ وَوَيْلٌ لِكُلِّ مُغِلٍّ مَرْدُوْدٍ الَّذِيْنَ أَنْكَرُوا حُجَّةَ اللهِ وَبُرْهانَهُ وَارْتَكَبُوا ما ناحَ بِهِ الْمُقَرَّبُوْنَ، خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَوْلى الْعالَمِ وَلَكَ الثَّنآءُ يا مالِكَ الْوُجُوْدِ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا لَكَ الآياتِ مَرَّةً أُخْرى لِتَفْرَحَ وَتَقُوْمَ عَلى نُصْرَةِ الأَمْرِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْمُؤَيِّدُ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْمَحْبُوْبُ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ عِنايَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ عَمِلُوا بِما أُمِرُوا بِهِ مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ.

[80]

الأقدس الأعظم الأمنع

يا أَحِبّائِيْ فِيْ سَرْوِسْتانَ أَنِ اسْتَمِعُوا نِدآءَ الرَّحْمنِ فِي الإِمْكانِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْمَنّانُ، قَدْ وَجَدْنا عَرْفَ حُبِّكُمْ ذَكَرْناكُمْ فِيْهذا السِّجْنِ الَّذِيْ فِيْهِ حُبِسَ مَحْبُوْبُ الآفاقِ، قَدِ انْتَظَرُوا أَيّامِيْ فَلَمّا أَظْهَرْنا لَهُمْ نَفْسِيْ كَفَرُوا بِها إِلاّ مَنْ نَبَذَ الْعالَمَ مُقْبِلاً إِلى اللهِ مالِكِ الرِّقابِ، أَنِ اتَّحِدُوا فِيْ كَلِمَةِ اللهِ ثُمَّ ذَكِّرُوا الْعِبادَ بِالْحِكْمَةِ الَّتِيْ نُزِّلَتْ فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ، قُوْلُوا يا قَوْمِ تَوَجَّهُوا إِلى أُفُقِ الْفَضْلِ تَاللهِ أَنارَ مِنْ شَمْسِ ذِكْرِ اسْمِ رَبِّنا الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، نُوْصِيْكُمْ بِالتَّقْدِيْسِ وَالتَّنْزِيْهِ وَما يَرْتَفِعُ بِهِ أَمْرُ اللهِ فِي الدِّيارِ، كُوْنُوا مَصابِيْحَ الْهُدى بَيْنَ الْوَرى وَمَطالِعَ الْخَيْرِ لِمَنْ فِي الإِبْداعِ، لا تَحْزَنُوا مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُ مَعَكُمْ وَيُقَدِّرُ لَكُمْ ما يَنْفَعُكُمْ بِدَوامِ اللهِ مالِكِ الإِيْجادِ، أَنِ اسْتَبْشِرُوا فِيْهذا الْيَوْمِ تَاللهِ إِنَّهُ يَوْمُ اللهِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْغَفْلَةٍ وَضَلالٍ، أَنِ اقْرَؤُوا آياتِ اللهِ بِها تَنْجَذِبُ قُلُوْبُ الأَبْرارِ، إِنَّها لَكَوْثَرُ الْحَيَوانِ لأَهْلِ الْعِرْفانِ وَالرَّحِيْقُ الْمَخْتُوْمُ لِمَنْ أَقْبَلَ إِلى الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، سَتَفْنى الدُّنْيا وَما فِيْها وَيَبْقى ما قُدِّرَ لَكُمْ مِنْ لَدُنْ مُسَخِّرِ الأَرْياحِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكُمْ وَعَلى الَّذِيْنَ فازُوا بِأَنْوارِ الْوَجْهِ وَاسْتَقامُوا عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ ذَلَّتِ الرِّقابُ.

 

[81]

هو المستوي على عرش البيان

يا أَوْلِيائِي اسْمَعُوا نِدآئِيْ ثُمَّ انْصُرُوْنِيْ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ، هذا ما أُمِرْتُمْ بِهِ فِيْ أَلْواحِ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، قَدْ ظَهَرَ الْيَوْمَ مِنْ صَدَفِ بَحْرِ بَيانِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ لُؤْلُؤُ الْعِرْفانِ وَهُوَ هذا يا أَهْلَ الْبَهآءِ اعْرِفُوا مَقامَ الأَيّامِ ثُمَّ انْصُرُوْهُ بِجُنُوْدِ الأَعْمالِ وَالأَخْلاقِ هذا ما أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ قَبْلُ وَفِيْهذا اللَّوْحِ الْمُنِيْرِ، قَدْ أَنْزَلْنا الآياتِ وَأَظْهَرْنا الْبَيِّناتِ وَالْقَوْمُ فِيْ وَهْمٍ عَظِيْمٍ، قَدْ حَضَرَ اسْمُكَ لَدى الْمَظْلُوْمِ ذَكَرَكَ بِما لا تُعادِلُهُ أَذْكارُ الْعالَمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مالِكُ الْقِدَمِ الَّذِيْ يُنادِيْ أَمامَ وُجُوْهِ الْعالَمِ الْمُلْكُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوآءَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِيَوْمِ الدِّيْنِ، تَاللهِ قَدْ ظَهَرَ السَّبِيْلُ الأَعْظَمُ وَالنَّبَأُ الْعَظِيْمُ يُنادِيْ وَيَدْعُ الْكُلَّ إِلى الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، إِنَّكَ إِذا أَخَذَتْكَ حَرارَةُ بَيانِيْ وَاجْتَذَبَكَ تَغَرُّداتُ حَماماتِ فِرْدَوْسِيْ قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ أَشْهَدُ أَنَّ حُجَّتَكَ أَحاطَتْ وَظَهَرَ دَلِيْلُكَ وَبُرْهانُكَ وَفاضَ بَحْرُ عِلْمِكَ وَأَشْرَقَ نَيِّرُ حِكْمَتِكَ، أَسْئَلُكَ بِالأَسْرارِ الْمَخْزُوْنَةِ فِيْ كُتُبِكَ بِأَنْ تُؤَيِّدَ عَبْدَكَ هذا عَلى الاسْتِقامَةِ عَلى حُبِّكَ بِحَيْثُ لا تَمْنَعُهُ زَماجِيْرُ عِبادِكَ وَلا سُبُحاتُ عُلَمآءِ أَرْضِكَ، أَيْرَبِّ قَدِّرْ لِيْ بِفَضْلِكَ ما يُذَكِّرُنِيْ فِيْكُلِّ الأَحْوالِ وَيُقَرِّبُنِيْ إِلَيْكَ يا رَبِّي الْمُتَعالِ، ثُمَّ اقْبَلْ مِنِّيْ يا إِلهِيْ ما عَمِلْتُهُ فِيْ سَبِيْلِكَ وَأَقْبَلْتُ إِلى أُفُقِكَ، ثُمَّ أَيِّدْنِيْ يا إِلهِيْ بِأَخْذِ كِتابِكَ بِقُوَّةٍ لا تُضْعِفُها قُوَّةُ الأَقْوِيآءِ وَلا شَوْكَةُ الأُمَرآءِ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْقَوِيُّ الْغالِبُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ.

 

[82]

بسمه الأبدع الأمنع الباقي الكافي

قَدِ ارْتَفَعَ ذِكْرُ الْمُخْتارِ مِنْ سِدْرَةِ النّارِ عِنْدَ مَطْلِعِ الأَنْوارِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، قَدْ أَضآءَ الْعالَمُ مِنْ أَنْوارِ الْقِدَمِ وَلكِنَّ الأُمَمَ فِيْ حِجابٍ مُبِيْنٍ، إِلاّ مَنْ أَنْقَذَهُ يَدُ الاقْتِدارِ وَأَحْيَتْهُ نَفْحَةُ الْحَيَوانِ الَّتِيْ مَرَّتْ مِنَ الْفَرْعِ الْمُعَلَّقِ عَلى مَتْنِ مَحْبُوْبِ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قَدْ كَمُلَ الإِمْكانُ مِنْ لَواقِحِ الرَّحْمنِ سَوْفَ يَظْهَرُ مِنْهُ عِبادٌ بِهِمْ تُنْصَبُ راياتُ اسْمِي الأَعْظَمِ عَلى كُلِّ جَبَلٍ رَفِيْعٍ، قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ لَدى الْمَذْكُوْرِ وَوَجَدْنا مِنْهُ نَفَحاتِ حُبِّكَ مَقْصُوْدَ الْعالَمِيْنَ، لَوْ وَجَدْنا لِلسِّجْنِ مِنْ قَرارٍ لأَمَرْناكَ بِالْحُضُوْرِ لَدى الْعَرْشِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، قَدْ أَرْسَلْنا إِلَيْكَ بِيَدِ السِّيْنِ لَوْحًا ثُمَّ بِيَدِ الأَمِيْنِ هذا اللَّوْحَ الْمُبِيْنَ لِتَفْرَحَ بِذِكْرِهِ إِيّاكَ وَتَشْكُرَهُ فِيْكُلِّ حانٍ وَحِيْنٍ، لا تَحْزَنْ عَنِ الْبُعْدِ كُنْ ناطِقاً بِذِكْرِ الْمَعْبُوْدِ فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ إِنَّهُ يُقَرِّبُ مَنْ يَشآءُ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، قَدْ كُتِبَ لَكُمْ فِيْ الأَلْواحِ ما لا يُعادِلُهُ ما خُلِقَ فِي الأَرْضِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُجْزِي الْمُعْطِي الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، كَذلِكَ هَطَلَتْ مِنْ سَمآءِ الْبَيانِ أَمْطارُ الْحِكْمَةِ وَالتِّبْيانِ لِيَنْبُتَ مِنَ الْقُلُوْبِ نَباتُ الذِّكْرِ وَالْعِرْفانِ فِيْهذا الذِّكْرِ الْعَظِيْمِ، دارِ مَعَ اسْمِنا الْفَتْحِ فِي الأُمُوْرِ وَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّهُ يُظْهِرُ فِي الْمُلْكِ ما يَشآءُ وَيُبَدِّلُ الأُمُوْرَ كَيْفَ أَرادَ كُلُّشَيْءٍ فِيْ قَبْضَتِهِ أَسِيْرٌ وَإِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيْمٌ، إِنَّما البَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ وَذَوِيْ قَرابَتِكَ مِنَ الَّذِيْنَ تَعاطَوْا الأَقْداحَ فِيْهذا الذِّكْرِ الْبَدِيْعِ.

[83]

الأقدس الأقدم الأعظم

قَدْ سَمِعْنا نِدآئَكَ وَما ذَكَرْتَ بِهِ مَذْكُوْرَ الْعالَمِيْنَ، وَوَجَدْنا مِنْ كِتابِكَ عَرْفَ حُبِّكَ مَوْلَيكَ الْعَلِيْمَ الْحَكِيْمَ، وَرَأَيْناهُ مُطَرَّزًا بِطِرازِ ذِكْرِ مالِكِ الأَسْمآءِ وَمُزَيَّنًا بِاسْمِهِ الْمُهَيْمِنِ عِلى الْعالَمِيْنَ، قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْكَ فِيْكُلِّ حَجَّةٍ حُجَّةُ اللهِ وَبَيانُهُ وَنُزِّلَ لَكَ فِيْكُلِّ سَنَةٍ ما يَنْبُتُ بِهِ شَقايِقُ الْعِرْفانِ مِنْ حَقايِقِ الإِمْكانِ وَيَشْهَدُنَّ عَلى أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيُّ الْعَلِيْمُ، قَدْ مُلِئَتِ الأَلْواحُ مِنْ ذِكْرِكُمْ هذا مِنْ فَضْلِيْ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، سَوْفَ يَظْهَرُ ما سُتِرَ الْيَوْمَ وَيَشْهَدُنَّ الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوْتُ بِإِعْزازِ كَلِمَةِ اللهِ وَما ذُكِرْتُمْ بِهِ فِيْ لَوْحٍ حَفِيْظٍ، هَلْ يَحْسَبُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ فِيْ عِزٍّ لا وَنَفْسِهِ الْحَقِّ إِنَّ الْعِزَّةَ كُلَّها للهِ وَلِلَّذِيْنَهُمُ اعْتَرَفُوا بِسُلْطانِهِ إِذْ أَتى بِجَبَرُوْتِهِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ، سَوْفَ يُظْهِرُ اللهُ عِزَّ الَّذِيْنَ آمَنُوا بِمَطْلِعِ الْوَحْيِ إِذًا يَرَوْنَ الْمُشْرِكُوْنَ أَنْفُسَهُمْ فِيْ خُسْرانٍ مُبِيْنٍ، طُوْبى لَكَ بِما شَرِبْتَ رَحِيْقَ الْوَحْيِ وَفُزْتَ بِحُبِّ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، قُلْ إِنَّ حُبَّهُ مآءٌ فِيْ أَثَرِهِ وَنارٌ فِيْ طَبِيْعَتِهِ مُجْذِبٌ بِحَرارَتِهِ الرُّطُوْباتِ الَّتِيْ مَنَعَتِ النّاسَ عَنِ الصُّعُوْدِ إِلى هَوآءِ عِرْفانِ رَبِّهِمُ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، قَدْ نُزِّلَ فِيْهذِهِ الآيَةِ عِلَّةُ الْحَرَكَةِ وَالسُّكُوْنِ طُوْبى لِمَنْ عَرَفَ وَطارَ بِقَلْبِهِ إِلى مَقامٍ عَجِزَتْ عَنْ ذِكْرِهِ الأَقْلامُ ثُمَّ أَلْسُنُ الْمُتَكَلِّمِيْنَ، مَرَّةً تَراهُ ماءَ الْحَيَوانِ لأَنَّ بِهِ أَحْيَيْنا أَفْئِدَةَ الْعارِفِيْنَ، مَرَّةً تَراهُ النّارَ وَبِها احْتَرَقَتْ حُجُباتُ الأَوْهامِ وَتَوَجَّهَتِ الْقُلُوْبُ إِلى وَجْهِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، كَذلِكَ أَجْرَيْنا مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلى سَلْسَبِيْلَ الذِّكْرِ وَالثَّناءِ فَضْلاً مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ مِنْ عِبادِ اللهِ الْمُخْلِصِيْنَ، أَنِ اشْرَبُوا بِإِذْنٍ مِنْ لَدُنّا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما أَرادَ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْعَلِيْمُ الْمُحِيْطُ.

[84]

بِسمه الباقي بعد فنآء الأشيآء

قَدْ فازَ كِتابُكَ بِمَحْضَرِ رَبِّكَ الْفَيّاضِ وَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ وَجْهُ الْقِدَمِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، وَعَرَفْنا ما فِيْهِ مِنْ ذِكْرِكَ مَوْلَيكَ وَوَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ حُبِّكَ مَحْبُوْبَ الْعارِفِيْنَ، قُلْ هذا يَوْمٌ فِيْهِ يُنادِي الْحَجَرُ قَدْ ظَهَرَ مالِكُ الْقَدَرِ وَالْمَدَرُ يُسَبِّحُ رَبَّهُ فِي الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ وَالْهِضابُ تُنادِيْ قَدْ أَتى الْوَهّابُ وَالْبِطاحُ تَصِيْحُ قَدْ قُضِيَ الْمِيْقاتُ وَأَنارَ الْمِصْباحُ لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، طُوْبى لِنَفْسٍ أَقْبَلَتْ وَلِناظِرٍ تَوَجَّهَ بِطَرْفِ الإِنْصافِ إِلى ما ظَهَرَ فِي الإِبْداعِ مِنْ ظُهُوْراتِ رَحْمَةِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، طُوْبى لَكَ بِما حَضَرَ كِتابُكَ لَدى الْعَرْشِ وَذُكِرْتَ مِنْ قَلَمِهِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ، أَنِ اشْكُرِ اللهَ بِما اعْتَرَفَ لِسانُكَ بِما اعْتَرَفَ الْمَقْصُوْدُ وَسَمِعَتْ أُذُنُكَ ما ارْتَفَعَ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ النَّوْراءِ مِنَ السِّدْرَةِ الْمُنْتَهى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ، تَوَكَّلْ عَلى اللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ عَلى شَأْنٍ يَنْبَغِيْ لأَيّامِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، كُنْ ناطِقًا بِاسْمِهِ وَذاكِرًا بِذِكْرِهِ وَقائِمًا عَلى نُصْرَةِ أَمْرِهِ بَيْنَ عِبادِهِ الْغافِلِيْنَ، قَدْ شَهِدَ اللهُ لَكَ بِما شَهِدْتَ فِيْكِتابِكَ إِنَّ هذا لَفَضْلٌ كَبِيْرٌ، وَنَزَّلَ لَكَ فِي السِّجْنِ ما أَشْرَقَتْ بِهِ شَمْسُ الأَلْطافِ إِنَّهُ لَهُوَ الْفَضّالُ الْقَدِيْمُ، إِنَّهُ يُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ وَيَذْكُرُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ فِيْ مَلَكُوْتِهِ الْمُمْتَنِعِ الْمَنِيْعِ، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ تَوَجَّهَ إِلى هذا الأُفُقِ الْمُنِيْرِ.

[85]

الأقدس الأمنع الأعظم

هذا كِتابٌ مِنْ لَدُنّا إِلى الَّذِيْ فازَ بِأَنْوارِ الرَّحْمنِ بَعْدَ الَّذِيْ أَنْكَرَهُ كُلُّ غافِلٍ مُرْتابٍ، قَدْ ذُكِرَ اسْمُكَ لَدى الْعَرْشِ وَنُزِّلَ لَكَ ما تَطِيْرُ بِهِ الْعُقُوْلُ وَالأَرْواحُ إِنَّهُ يَذْكُرُ فِي السِّجْنِ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ قَدْ أَحاطَ فَضْلُهُ الآفاقَ، كَمْ مِنْ حَكِيْمٍ ما فازَ بِلِقآءِ رَبِّهِ وَكَمْ مِنْ صَبِيٍّ إِذا سَمِعَ النِّدا قَالَ لَبَّيْكَ يا رَبَّ الأَرْبابِ، طُوْبى لِوَجْهٍ أَقْبَلَ إِلى الْوَجْهِ وَلِقَلْبٍ أَنارَ مِنْ مَطْلِعِ الإِلْهامِ، إِنَّ الَّذِيْنَ اتَّخَذُوا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَلِيٍّا أُوْلئِكَ مُنِعُوا بِما اتَّبَعُوا الأَوْهامَ، يَعْبُدُوْنَ الأَصْنامَ وَيَظُنُّوْنَ أَنَّهُمْ مِنْ خِيْرَةِ الْخَلْقِ لَدى الْحَقِّ الْمُتَعالِ، قُلْ اللهُ يَعْلَمُ خافِيَةَ الصُّدُوْرِ عِنْدَهُ عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ فِي الْكِتابِ، أَنِ احْمَدِ اللهَ بِما فُزْتَ بِهذا الرَّحِيْقِ الَّذِيْ فَكَّيْنا خَتْمَهُ بِإِصْبَعِ الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ، وَشُرِّفْتَ بِأَيّامِهِ وَجَرى عَلى ذِكْرِكَ قَلَمُ الْوَحْيِ مِنْ لَدُنْ مالِكِ الأَنامِ، قُلْ يا إِلهِيْ أَيِّدْنِيْ عَلى ما تُحِبُّهُ ثُمَّ اكْتُبْ لِيْ ما يَجْعَلُنِيْ ناظِرًا إِلَيْكَ وَناطِقًا بِاسْمِكَ وَمُنادِيًا لأَمْرِكَ بَيْنَ الأَكْوانِ، أَنا الَّذِيْ أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ وَتَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فَاجْعَلْنِيْ مِنَ الَّذِيْنَ دَخَلُوا فِيْ سُرادِقِ مَجْدِكَ وَاسْتَقَرُّوا عَلى أَمْرِكَ وَاسْتَقامُوا عَلى ما أَمَرْتَهُمْ فِيْ أَلْواحِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبِيْكَ وَأُمِّكَ وَعَلى مَنْ مَعَكُمْ مِنْ كُلِّ ذُكُوْرٍ وَإِناثٍ، الْحَمْدُ للهِ مالِكِ الرِّقابِ.

 

[86]

هو السّامع البصير

يا أَيُّها النّاظِرُ إِلى أُفُقِ الظُّهُوْرِ اسْمَعْ نِدآءَ مُكَلِّمِ الطُّوْرِ إِنَّهُ نَطَقَ بِما ظَهَر َمِنْهُ حُكْمُ النُّشُوْرِ وَقامَ أَهْلُ الْقُبُوْرِ أَمْرًا مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، وَلِّ وَجْهَكَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى لِتَسْمَعَ نِدآءَ مالِكِ الأَسْمآءِ الَّذِي ارْتَفَعَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ إِنَّهُ يَجْذُبُكَ إِلى مَقامٍ يَطُوْفُهُ أَهْلُ الْمَلَكُوْتِ، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ اتَّقُوا الرَّحْمنَ قَدْ أَتى مَنْ كانَ مَذْكُوْرًا فِيْ كُتُبِ اللهِ وَبَشَّرَ بِهِ نُقْطَةُ الْبَيانِ لَوْ أَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ، لا تُغْنِيْكُمُ الْيَوْمَ كُتُبُ الْعالَمِ وَلا ما عِنْدَ الأُمَمِ ضَعُوا الأَوْهامَ وَرآئَكُمْ مُقْبِلِيْنَ إِلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، هذا يَوْمٌ تَنْطِقُ فِيْهِ الأَشْجارُ وَالأَوْراقُ وَتُنادِي السِّدْرَةُ وَارْتَفَعَتِ الصَّيْحَةُ وَلكِنَّ الْقَوْمَ لا يَفْقَهُوْنَ، قُلْ قُوْمُوا عَنْ رَقْد الْهَوى قَدْ أَتى مَوْلى الْوَرى بِسُلْطانٍ مَشْهُوْدٍ، إِنْ تُنْكِرُوا هذا الْفَضْلَ الأَعْظَمَ بِأَيِّ أَمْرٍ تَطْمَئِنُّ قُلُوْبُكُمْ يا أَهْلَ الظُّنُوْنِ، إِنَّكَ أَنْتَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ تَوَكَّلْ عَلى اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، إِنَّهُ أَنْزَلَ لَكَ فِي السِّجْنِ ما لا يَأْخُذُهُ الْفَنآءُ بِدَوامِ أَمْرِي الْمَحْتُوْمِ، وَنَذْكُرُ مَنْ سُمِّيَ بِحَيْدَرٍ وَنُبَشِّرُهُ بِعِنايَةِ اللهِ مالِكِ الْقَدَرِ الَّذِيْ اسْتَوى عَلى عَرْشِ الْبَيانِ وَيَنْطِقُ بِما تَطِيْرُ بِهِ الْقُلُوْبُ، إِذا فُزْتَ بِآياتِيْ وَشَرِبْتَ كَوْثَرَ الْبَقآءِ مِنْ كَلِماتِيْ قُمْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْوُجُوْدِ وَسُلْطانَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، وَنَذْكُرُ مَنْ سُمِّيَ بِسَيِّدْ آقا وَنُوْصِيْهِ بِما وَصَّيْنا عِبادَنا فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ مِنْ لَدى الْحَقِّ عَلاّمِ الْغُيُوْبِ، اشْكُرِ اللهَ بِما عَرَّفَكَ وَأَيَّدَكَ عَلى الإِقْبالِ إِلى مَقامٍ أَعْرَضَ عَنْهُ الْعُلَمآءُ وَالْفُقَهآءُ ثُمَّ الأُمَرآءُ الَّذِيْنَ سَفَكُوا الدِّمآءَ إِذْ أَعْرَضُوا عَنِ اللهِ مالِكِ الْجَبَرُوْتِ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ انْصُرُوا الرَّحْمنَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ وَبِالأَخْلاقِ الَّتِيْ بِها تَظْهَرُ مَقاماتُ النُّفُوْسِ، كَذلِكَ اسْتَنَّ قَلَمُ الرَّحْمنِ فِيْ مِضْمارِ الْبَيانِ طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ وَشَهِدَ وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ.

 

[87]

بسمي المغرد على الأغصان

كِتابٌ أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ لِمَنْ فِي الإِمْكانِ وَفِيْهِ هَدى الْكُلَّ إِلى صِراطِهِ الْمُسْتَقِيْمِ، إِنَّهُ لَكَوْثَرُ الْحَيَوانِ  لِلظَّمْآنِ وَشِفآءٌ لِكُلِّ عَبْدٍ سَقِيْمٍ، إِنَّهُ لَمائِدَةُ السَّماءِ لأَهْلِ الإِنْشاءِ وَسِراجُ الأَمْرِ لأَهْلِ الأَرْضِ طُوْبى لِعَبْدٍ عَرَفَ وَقامَ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِ اللهِ وَوَيْلٌ لِلْمُتَوَقِّفِيْنَ، قُلْ هذا يَوْمُ الْبَيانِ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ السّامِعِيْنَ، وَهذا يَوْمٌ فِيْهِ يُنادِي الْمُنادِ مِنْ كُلِّ الْجِهاتِ قَدْ ظَهَرَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ عِلْمِ اللهِ أَنِ افْرَحُوا يا قَوْمِ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْمُعْرِضِيْنَ، كَذلِكَ نُزِّلَ مِنْ قَلَمِ الْبَيانِ ما يَجِدُ مِنْهُ كُلُّ ذِيْ شَمٍّ عَرْفَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، إِنَّكَ تَمَسَّكْ بِلَوْحِيْ ثُمَّ اقْرَئْهُ بِرَبَواتِ الْمُقَرَّبِيْنَ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[88]

بسمي المهيمن على ملكوت الأسماء

يا مُحَمَّدُ قَبْلَ علِيٍّ يَذْكُرُكَ الْمَظْلُومُ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ نَعَبَ الْغُرابُ وَارْتَفَعَ نُباحُ الْكِلابِ وَأَرادُوا أَنْ يَسْفِكُوا دِماءَ الَّذِيْنَ أَجابُوا إِذِ ارْتَفَعَ النِّداءُ وَسَمِعُوا إِذْ ظَهَرَ حَفِيْفُ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى وَشاهَدُوا إِذْ أَشْرَقَ النُّوْرُ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلى وَتَوَجَّهُوا إِلى الْوَجْهِ بَعْدَ فَناءِ الأَشْياءِ كَذلِكَ تَرَنَّمَ لَكَ قَلَمِي الأَعْلى أَنِ اسْتَمِعْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَنْ ذَكَرْتَنِيْ فِيْ سِجْنِكَ الْعَظِيْمِ، كُنْ قائِمًا عَلى خِدْمَةِ مَوْلاكَ وَناطِقًا بِثَنائِهِ الْجَمِيْلِ، إِيّاكَ أَنْ تُخَوِّفَكَ سَطْوَةُ الْجَبابِرَةِ أَوْ تَمْنَعَكَ شُبُهاتُ الْفَراعِنَةِ الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ الْعِلْمَ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ مِنَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، يُسْرِعُوْنَ إِلى الْمَساجِدِ بِاسْمِيْ وَيُفْتُوْنَ عَلى نَفْسِيْ إِنْ هذا إِلاّ أَمْرٌ عَجِيْبٌ، قُلْ يا مَعْشَرَ الْعُلَماءِ كَمْ مِنْ عالِمٍ أَرادَ أَنْ يُطْفِىءَ نُوْرَ اللهِ بِظُنُوْنِهِ وَكَمْ مِنْ حاكِمٍ قامَ عَلى الإِعْراضِ بِجُنُوْدِهِ وَلكِنَّ اللهَ أَطْرَدَهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَأَظْهَرَ ما أَرادَ رَغْمًا لأَنْفِهِمْ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الَّذِيْ لا تُعْجِزُهُ كَثْرَةُ الْعِبادِ وَلا تَمْنَعُهُ ضَوْضاءُ الْبِلادِ إِنَّهُ لَهُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، كَذلِكَ ماجَ بَحْرُ الْبَيانِ إِذْ أَحاطَتْنا الأَحْزانُ مِنَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالرَّحْمنِ فِيْهذا الْيَوْمِ الْمُقَدَّسِ الْمُنِيْرِ، طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ إِلى الْوَجْهِ وَوَيْلٌ لِكُلِّ مُعْرِضٍ بَعِيْدٍ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ مَلَكُوْتِ عِنايَتِيْ عَلى الَّذِيْنَ فازُوا بِذِكْرِيْ وَطارُوا فِيْ هَواءِ حُبِّيْ وَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِي الْمَتِيْنِ.

 

[89]

هو السّامع المجيب

قَدْ ذُكِرَ ذِكْرُكَ لَدى الْمَظْلُوْمِ فِيْ سِجْنِهِ الأَعْظَمِ وَأَجابَكَ بِما تَضَوَّعَ مِنْهُ مِسْكُ الْمَعانِيْ بَيْنَ الأُمَمِ، طُوْبى لِمَنْ وَجَدَ وَشَكَرَ وَوَيْلٌ لِمَنْ غَفَلَ وَأَعْرَضَ، قُلْ يا قَوْمِ هذا كِتابُ اللهِ قَدْ نُزِّلَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنْتُمْ تَقْرَؤُنَ، وَهذا نِداءُ الرَّحْمنِ قَدِ ارْتَفَعَ بِالْفَضْلِ لَوْ أَنْتُمْ تَسْمَعُوْنَ، وَهذا وَجْهُ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ لَوْ أَنْتُمْ تَنْظُرُوْنَ، تَاللهِ قَدِ ارْتَفَعَ صَرِيْرُ قَلَمِيْ وَهَزِيْزُ أَرْياحِ رَحْمَتِيْ وَخَرِيْرُ ماءِ عِنايَتِي الَّتِيْ أَحاطَتِ الْوُجُوْدَ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ إِلى مَ تَتَّبِعُوْنَ الظُّنُوْنَ وَالأَوْهامَ أَنِ افْتَحُوا الأَبْصارَ تَاللهِ قَدْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الأَمْرِ مِنْ أُفُقِ إِرادَةِ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، ضَعُوا عُلَمائَكُمُ الْجُهَلاءَ مُقْبِلِيْنَ إِلى اللهِ الْفَرْدِ الْواحِدِ الْمُهَيْمِنِ عَلى ما كانَ وَما يَكُوْنُ، لا يَنْفَعُكُمُ الْيَوْمَ ما عِنْدَكُمْ يَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ لَوْحٌ مَسْطُوْرٌ، كَذلِكَ غَرَّدَتْ حَمامَةُ الْعِرْفانِ عَلى غُصْنِ الْبَيانِ أَمْرًا مِنْ لَدُنْ مالِكِ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، وَنَذْكُرُ أَحِبّائِيْ هُناكَ وَنُبَشِّرُهُمْ بِرَحْمَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ فِيْهذا الْيَوْمِ الْمُبارَكِ وَفِيْهذا الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ.

 

[90]

بسمي النّاطق بالحقّ

هذا كِتابٌ مِنْ لَدى الْحَقِّ إِلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا وَآمَنُوا بِاللهِ الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، هذِهِ سَنَةٌ فِيْها فَدى الْحَسَنُ نَفْسَهُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، وَمِنْ بَعْدِهِ الْحُسَيْنُ الَّذِيْ فازَ بِالشَّهادَةِ الْكُبْرى لَعَمْرُ اللهِ ناحَتِ الأَشْيآءُ عَلَيْهِما وَعَلى مَنْ سَبَقَهُما وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ فَرَحٍ مُبِيْنٍ، قَدْ أَنْكَرُوا حَقَّ اللهِ وَأَصْفِيائِهِ بِما اتَّبَعُوا كُلَّ جاهِلٍ أَعْرَضَ عَنِ اللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، مَنْ يَتَفَكَّرْ فِيْما وَرَدَ عَلى آلِ الرَّسُوْلِ لَيَنُوْحُ نَوْحَ الثَّكْلى أَوْ كَمَنْ فَقَدَ أَباهُ وَأُمَّهُ وَابْنَهُ يَشْهَدُ بِذلِكَ هذا الْكِتابُ النّاطِقُ الْبَصِيْرُ، هَنِيْئًا لَكَ بِما شَرِبْتَ رَحِيْقَ الْبَقآءِ مِنْ يَدِ رَبِّكَ الأَبْهى إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ أَكْثَرُ الْخَلْقِ الَّذِيْنَ مَنَعَهُمُ الْهَوى عَنِ الأُفُقِ الأَعْلى وَكانُوا فِيْ أَيّامِ الرِّبْحِ مِنَ الْخاسِرِيْنَ.

 

[91]

هو المُنادي بين الأرض والسَّمآء

كِتابٌ نُزِّلَ بِالْحَقِّ إِنَّهُ شَهِدَ بِما نُزِّلَ مِنْ قَبْلُ مِنْ لَدى اللهِ عَلى النَّبِيِّيْنَ وَالْمُرْسَلِيْنَ، قَدْ فازَتِ الْكُتُبُ بِشَهادَتِ اللهِ فِيْهذا الظُّهُوْرِ الَّذِيْ كانَ مَوْعُوْدًا مِنْ لَدى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ وَقَرَئَهُ الْعَبْدُ الْحاضِرُ لَدى الْوَجْهِ وَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ الإِقْبالِ نَزَّلْنا لَكَ هذا اللَّوْحَ الْمُبِيْنَ، أَنِ اقْرَءْ كِتابَ رَبِّكَ إِنَّهُ يَجْذُبُكَ إِلى مَقامٍ لا تَرى فِيْهِ إِلاّ أَنْوارَ الْوَجْهِ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ صادِقٍ بَصِيْرٍ، كُنْ ناطِقًا بِذِكْرِ رَبِّكَ وَقائِمًا مُسْتَقِيْمًا عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ إِذا ظَهَرَ زَلَّتْ أَقْدامُ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا عَنِ الْوَجْهِ مُقْبِلِيْنَ إِلى كُلِّ مُشْرِكٍ رَجِيْمٍ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا لَكَ الآياتِ لِتَشْكُرَ رَبَّكَ الْكَرِيْمَ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمْ إِشاراتُ الْمُشْرِكِيْنَ عَنْ هذا النَّبَإِ الْعَظِيْمِ.

[92]

هو السّامع المجيب

قَدْ كُنّا نَنْظُرُ إِلى شَطْرِ السِّجْنِ فِي الطّاءِ وَنَرى أَوْلِيآءَ الَّذِيْنَ سُجِنُوا مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ وَلا كِتابٍ قَدْ سَمِعْنا حَنِيْنَهُمْ فِيْ فِراقِ اللهِ وَرَأَيْنا عَبَراتِهِمْ حُبًّا للهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، إِنَّ الظّالِمَ غَرَّتْهُ الأَمْوالُ إِلى أَنْ قامَ عَلى الْغَنِيِّ الْمُتَعالِ قُلْ سَحْقًا لَكَ يا أَيُّها الظّالِمُ الْبَعِيْدُ، سَوْفَ تَرى الأَمْرَ فَوْقَ رَأْسِكَ وَنَفْسِكَ فِيْ خُسْرانٍ مُبِيْنٍ، دَعْ ما غَرَّكَ وَخُذْ ما أَتى مِنْ لَدى اللهِ لَعَلَّ يَغْفِرُكَ وَيُكَفِّرُ عَنْكَ سَيِّئاتِكَ يا أَيُّها الْغافِلُ الشِّرِّيْرُ، إِنّا سَمِعْنا ذِكْرَكَ ذَكَرْناكَ وَأَرْسَلْنا لَكَ هذا الْكِتابَ الْمُبِيْنَ، إِيّاكَ أَنْ تُحْزِنَكَ شُئُوْناتُ الْخَلْقِ قُمْ بِالاسْتِقامَةِ الْكُبْرى عَلى أَمْرِ اللهِ مالِكِ الْوَرى وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَقْصُوْدَ الْعالَمِيْنَ، السَّلامُ الظّاهِرُ مِنْ دارِ السَّلامِ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ تَمَسَّكُوا بِحَبْلِ اللهِ الْمَتِيْنِ.

 

[93]

بسمي المشرق من أفق الألطاف

كِتابٌ أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ مِنْ مَلَكُوْتِ الْبَيانِ وَيَدْعُ الْعِبادَ إِلى أُفُقِهِ الأَعْلى وَالذِّرْوَةِ الْعُلْيا الْمَقامِ الَّذِيْ مِنْهُ ارْتَفَعَ النِّداءُ وَنُفِخَ فِي الصُّوْرِ وَتَكَلَّمَ مُكَلِّمُ الطُّوْرِ وَظَهَرَ ما كانَ مَسْطُوْرًا فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ، يا عَبْدَ الْحُسَيْنِ إِنَّ الْمَظْلُوْمَ يَدْعُوْكَ إِلى صِراطِ اللهِ وَيَهْدِيْكَ إِلى مَقامٍ يَطُوْفُهُ الْمَلأُ الأَعْلى فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ، طُوْبى لِقَوِيٍّ نَبَذَ الأَوْهامَ وَتَشَبَّثَ بِذَيْلِ اللهِ مالِكِ الأَنامِ، إِنّا ذَكَرْناكَ وَالَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى أُفُقِ الأَمْرِ  وَأَجابُوا رَبَّهُمُ الْعَزِيْزَ الْوَهّابَ، طُوْبى لِبَصِيْرٍ فازَ بِأَيّامِ اللهِ وَلِقاصِدٍ قَصَدَ بَيْتَ اللهِ الْحَرامَ، قُلْ تَاللهِ قَدْ أَتى الْوَعْدُ وَالْمَوْعُوْدُ يَدْعُوْكُمْ إِلى أَعْلى الْمَقامِ، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ شُئُوْناتُ الْوَرى عَنْ مالِكِ الْعَرْشِ وَالثَّرى ضَعُوا ما عِنْدَ الْقَوْمِ مُتَمَسِّكِيْنَ بِحَبْلِ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، كَذلِكَ نَطَقَتْ سِدْرَةُ الْمُنْتَهى فِيْ سِجْنِ عَكآءَ وَنادَتِ الذَّرّاتُ الْمُلْكُ للهِ مالِكِ الإِيْجادِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ عِنايَتِيْ عَلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا بِوُجُوْهٍ نَوْراءَ وَعَمِلُوا بِما أُمِرُوا بِهِ فِي الْكِتابِ.

 

[94]

هو المشرق من أفق العالم

يا مَعْشَرَ الأُمَمِ قَدْ أَتى الاسْمُ الأَعْظَمُ وَيَدْعُوْكُمْ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى اتَّقُوا مَوْلى الْوَرى وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْغافِلِيْنَ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ يُنادِي الْهآءُ وَالْبَآءُ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَتُغَرِّدُ حَمامَةُ الْعِرْفانِ عَلى غُصْنِ الْبَيانِ وَالْقَوْمُ أَكْثَرُهُمْ مِنَ الرّاقِدِيْنَ، إِيّاكَ أَنْ تُخَوِّفَكَ وَعِيْدُ الْفُجّارِ دَعْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ مُنْتَظِرًا ما وَعَدَ بِهِ اللهُ فِيْكِتابِهِ الْمُبِيْنِ، قَدْ أَخَذَتِ الْغَفْلَةُ سُكّانَ الأَرْضِ  كُلِّها إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، يا يُوْسُفُ إِنّا ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ بِلَوْحٍ يَشْهَدُ بِذلِكَ لَكَ أَمامَ الْوُجُوْهِ بِدَوامِ مَلَكُوْتِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، وَفِيْهذا الْحِيْنِ بِهذا اللَّوْحِ الْمُشْرِقِ الْمُبِيْنِ، لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُ مَعَ مَنْ قَبِلَ اللهَ سَوْفَ يُظْهِرُ اللهُ فِي الأَرْضِ مَقاماتِ الرّاسِخِيْنَ، أَنِ افْرَحْ بِما جَرى مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلى إِيّاكَ أَنْ تُشْغِلَكَ شُئُوْناتُ الْعالَمِ وَتَمْنَعَكَ أَوْهامُ الْمُرِيْبِيْنَ، إِنَّ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا سَوْفَ يَرَوْنَ أَنْفُسَهُمْ فِيْ خُسْرانٍ عَظِيْمٍ، الْبَهآءُ اللائِحُ مِنْ أُفُقِ سَماءِ فَضْلِيْ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ آمَنُوا بِالْفَرْدِ الْخَبِيْرِ.

[95]

هو المبيّن العليم الحكيم

كِتابٌ أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ لِمَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ أَعْرَضَ كُلُّ غافِلٍ بَعِيْدٍ، لِتَجْذُبَهُ نَفَحاتُ بَيانِيْ إِلى مَلَكُوْتِ عِنايَتِيْ وَأَنا الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، قَدْ ظَهَرَ ما لا ظَهَرَ مِنْ قَبْلُ وَأَتى ما كانَ مَسْتُوْرًا فِيْ كُتُبِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قَدْ قَرَّتْ عَيْنُ الْعالَمِ بِظُهُوْرِهِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ حِجابٍ مُبِيْنٍ، قَدِ اهْتَزَّ الْحِجازُ شَوْقًا لِلِقائِهِ وَكَوْمُ اللهِ شَغَفًا لِقُدُوْمِهِ وَبَرُّ الشّامِ قَدْ تَعَطَّرَ بِقَمِيْصِهِ الْمُنِيْرِ، إِنَّ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا أُوْلئِكَ لَيْسَ لَهُمْ نَصِيْبٌ يَذْكُرُوْنَ اللهَ بِأَلْسُنِهِمْ وَقُلُوْبُهُمْ تَحْكِيْ عَنِ الصُّوَرِ وَالتَّماثِيْلِ، كَذلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ الأَعْلى طُوْبى لِلسّامِعِيْنَ، إِنَّكَ إِذا وَجَدْتَ نَفَحاتِهِ مِنْ كَلِماتِيْ قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَوْلى الْعارِفِيْنَ.

[96]

هو الشّاهد الخبير

شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْعَظَمَةُ وَلَهُ الْكِبْرِيآءُ وَالسَّلْطَنَةُ قَدْ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ الْفَيّاضُ الْكَرِيْمُ، قَدْ شَرَّعَ الشَّرائِعَ وَأَنْزَلَ الأَوامِرَ لِحِفْظِ عِبادِهِ وَارْتِقاءِ خَلْقِهِ مَنْ تَمَسَّكَ بِها نَجا وَمَنْ أَعْرَضَ هَلَكَ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَمُدَّ عِبادَهُ بِما يُقَرِّبُهُمْ إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفّارُ الْكَرِيْمُ، شَهِدَ قَلَمِي الأَعْلى بِأَنَّكَ أَقْبَلْتَ إِلى السِّجْنِ وَوَرَدْتَ فِيْهِ وَحَضَرْتَ أَمامَ وَجْهِ الْمَظْلُوْمِ وَسَمِعْتَ نِدائَهُ وَرَأَيْتَ أُفُقَهُ اعْرِفْ هذا الْمَقامَ الأَعْلى وَكُنْ مِنَ الشّاكِرِيْنَ، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُؤَيِّدَكَ وَيُوَفِّقَكَ عَلى ما يُحِبُّ وَيَرْضى وَعَلى الْعَمَلِ بِما أَنْزَلَهُ فِيْ كِتابِهِ الْمُبِيْنِ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ

[97]

هو الأقدس الأعظم الأبهى

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنّا لِمَنْ سُمِّيَ بِكاظِمٍ الَّذِيْ أَقْبَلَ إِلى أُفُقِ الإِيْمانِ وَآمَنَ بالرَّحْمنِ إِذ أَعْرَضَ عَنْهُ كُلُّ غافِلٍ بَعِيْدٍ، يا كاظِمُ تَفَكَّرْ فِي الَّذِيْ سُمِّيَ بِاسْمِكَ وَأَنْفَقَ رُوْحَهُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّهُ قَدْ فازَ بِالاسْتِقامَةِ الْكُبْرى وَفَدى رُوْحَهُ وَمالَهُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ عَلى شَأْنٍ تَحَيَّرَتْ أَفْئِدَةُ الْعُرَفآءِ وَعُقُوْلُ الْعُلَمآءِ الَّذِيْنَ نَبَذُوا أَحْكامَ اللهِ عَنْ وَرائِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوائَهُمْ أَلا إِنَّهُمْ فِيْ ضَلالٍ مُبِيْنٍ، قَدِ اشْتَعَلَتْ نارُ الظُّلْمِ فِيْ أَرْضِ الصّادِ بِما اكْتَسَبَتْ أَيادِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، إِنَّ الرَّقْشآءَ لَدَغَتْ آلَ الرَّسُوْلِ وَنَهَبَتْ أَمْوالَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، قَدْ أَخَذْناها بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِنا وَجَعَلْناها عِبْرَةً لِلنّاظِرِيْنَ، إِيّاكَ أَنْ تَمْنَعَكَ الدُّنْيا عَنِ اللهِ مالِكِ الأَسْمآءِ تَوَجَّهْ إِلَيْهِ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

 

[98]

هو الشّاهد الخبير

يَشْهَدُ قَلَمِيْ وَلِسانِيْ وَأَنامِلِيْ وَسِرِّيْ وَظاهِرِيْ وَباطِنِيْ وَقَلْبِيْ وَكَبْدِيْ وَرُوْحِيْ وَنَفْسِيْ وَأَرْكانِيْ وَجَوارِحِيْ وَعِلْمِيْ وَإِدْراكِيْ وَسَمْعِيْ وَبَصَرِيْ وَفُؤادِيْ بِوَحْدانِيَّةِ اللهِ وَفَرْدانِيَّتِهِ وَبِعَظَمَتِهِ وَسُلْطانِهِ وَعِزِّهِ وَقُدْرَتِهِ وَكِبْرِيآئِهِ طُوْبى لِلِسانٍ يَشْهَدُ بِما شَهِدَ قَلَمِي الأَعْلى فِيْهذِهِ اللَّيْلَةِ الْبَلْمآءِ وَلِقَلْبٍ أَقْبَلَ إِلى أُفُقِ الرَّحْمنِ وَلِعَيْنٍ رَأَتْ أَنْوارَ الْوَجْهِ إِذْ كانَ مُشْرِقًا مِنْ أُفُقِ السِّجْنِ وَلِيَدٍ أَخَذَتْ كِتابَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[99]

هو العزيز البديع

شَهِدَ الْقَلَمُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، وَشَهِدَ اللِّسانُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَزِيْزُ الْمَحْبُوْبُ، شَهِدَ اللهُ بِما شَهِدَ لِسانِيْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَزِيْزُ الْمَنِيْعُ، يا أَمَتِيْ أَنِ اسْتَمِعِيْ نِدآئِيْ مِنْ أُفُقِ عِنايَتِيْ إِنَّهُ يَهْدِيْكِ إِلى صِراطِي الْمُسْتَقِيْمِ، لَعَمْرِيْ مَنْ فازَ بِإِصْغآءِ نِدآئِيْ حَقَّ الإِصْغاءِ إِنَّهُ لا تَمْنَعُهُ جُنُوْدُ الْعالَمِ وَلا تُخَوِّفُهُ سَطْوَةُ الظّالِمِيْنَ، كَذلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ إِذْ كانَ جَمالُ الْقِدَمِ مُتَّكِئًا فِيْهذا الْقَصْرِ الرَّفِيْعِ، الْبَهآءُ عَلَيْكِ وَعَلى كُلِّ أَمَةٍ سَمِعَتْ وَأَقْبَلَتْ وَأَجابَتْ مَوْلَيها الْعَزِيْزَ الْكَرِيْمَ.

 

[100]

بسم الله القدميّ بلا انتقال

قَدْ حَبَسُوْنا فِيْ حِصْنٍ بُنِيَ مِنَ الصَّخْرَةِ الصَّمّا وَجَعَلُوا سَحابَ الأَوْهامِ حاجِزًا بَيْنَنا وَبَيْنَ أَحِبَّآءِ اللهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى، وَأَرادُوا أَنْ يَسْتُرُوا جَمالَ الشَّمْسِ بِغَمامِ النَّفْسِ وَالهَوى تَاللهِ يَضْحَكُ عَلَيْهِمْ كُلُّ الأَشْيا لأَنَّ رَبَّكَ لَمُقْتَدِرٌ عَلى ما يَشآءُ، لا يَمْنَعُهُ الْمُلُوْكُ عَمّا أَرادَ وَإِنَّهُمُ الْمَمْلُوْكُ فِيْ قَبْضَةِ مالِكِ يَوْمِ التَّنادِ، فَسَوْفَ يُظْهِرُ أَمْرَهُ بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ وَإِنَّهُ لَمُحْيِي الْعالَمِيْنَ، طُوْبى لِمَنْ كانَ مُسْتَقِيْمًا عَلى الأَمْرِ وَتَمَسَّكَ بِعَهْدِ اللهِ وَنَبَذَ عَهْدَ ما سِواهُ عَنْ وَراهُ، إِنَّهُ لَبِالْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ فَسَوْفَ يَجِدُ نَفْسَهُ فِيْ أَعْلى الْمَقامِ، مَقامِ الَّذِيْ تَسْتَضِيْءُ فِيْهِ أَنْوارُ وَجْهِ الْغُلامِ إِنَّهُ مَقامٌ كَرِيْمٌ.

 

[101]

هو المقتدر المتعالي العزيز المحبوب

قَدْ فاحَتْ نَفْحَةُ الرَّحْمنِ فِي الإِمْكانِ وَالْمُخْلِصُوْنَ فِيْ وَلَهٍ مُبِيْنٍ، قَدْ تَضَوَّعَتْ رائِحَةُ الْقَمِيْصِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ غَفْلَةٍ وَاحْتِجابٍ عَظِيْمٍ، طُوْبى لِمَنْ نَبَذَ ما عِنْدَ النّاسِ وَأَخَذَ ما نُزِّلَ مِنْ لَدى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّا نَذْكُرُ مَنْ تَوَجَّهَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى وَنُبَشِّرُهُ بِمَقامٍ كَرِيْمٍ، الَّذِيْ سُمِّيَ فِي الْفُرْقانِ بِالْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ وفِيْمَقامٍ آخَرَ بِالْمَسْجِدِ الأَقْصى إِنَّهُ لَهُوَ الْمُفَسِّرُ الْعَلِيْمُ، أَنِ اشْكُرِ اللهَ بِما أَقْبَلْتَ إِلى الْمَقْصُودِ وَعَرَفْتَ ما لَمْ يَعْرِفْهُ أَكْثَرُ الْعِبادِ إِنَّ هذا لَفَضْلٌ كَبِيْرٌ، لا تَحْزَنْ مِنَ الدُّنْيا أَنِ افْرَحْ بِهذا اللَّوْحِ الَّذِيْ بِهِ سَرَتْ نَسَمَةُ اللهِ فِي الْعالَمِ وَاسْتَضائَتْ وُجُوْهُ الْمُقْبِلِيْنَ، إِنَّا نُبَشِّرُ الَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ إِذْ أَتَيهُمْ مَطْلِعُ ذاتِهِ الَّذِيْ يَنْطِقُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، قُلْ تَمَسَّكُوا بِالاسْتِقامَةِ لأَنَّ الذِّئْبَ يَعْوِيْ وَالنَّاسَ فِيْ رَيْبٍ مُبِيْنٍ.

 

[102]

بسمي النّاطق بين الأرض والسّمآء

كِتابٌ أَنْزَلَهُ الْوَهّابُ فِي الْمَآبِ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، يا مَلأَ الأَرْضِ إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ أَعْمالُ الظّالِمِيْنَ عَنِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قُوْمُوا عَنْ رَقْدِ الْهَوى مُقْبِلِيْنَ إِلى اللهِ مَوْلى الْوَرى هذا ما يَنْفَعُكُمْ فِي الآخِرَةِ وَالأُوْلى إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، قَدْ حَضَرَ ذِكْرُكَ لَدى الْمَظْلُوْمِ وَنُزِّلَ لَكَ هذا اللَّوْحُ الْعَزِيْزُ الْبَدِيْعُ، إِنّا نُوْصِيْكَ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا بِالاسْتِقامَةِ الَّتِيْ جَعَلَها اللهُ إِكْلِيْلاً لِرَأْسِ الإِيْمانِ وَعَيْنًا لِهَيْكَلِ الْعِرْفانِ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ قَلَمِي الأَعْلى فِي الصَّحِيْفَةِ الْحَمْراءِ وَالْقَوْمُ أَكْثَرُهُمْ مِنَ الْغافِلِيْنَ، إِنَّكَ إِذا وَجَدْتَ عَرْفَ قَمِيْصِيْ مِنْ هَيْكَلِ بَيانِيْ أَنِ اشْكُرِ اللهَ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوْتِ وَلَكَ الثَّنآءُ يا راحِمَ الْمُلُوْكِ وَالْمَمْلُوْكِ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الْعالَمَ وَهَدَيْتَ الأُمَمَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مُسْتَقِيْمًا عَلى أَمْرِكَ وَثابِتًا عَلى حُبِّكَ وَناطِقًا بِثَنآئِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمُهَيْمِنُ عَلى ما كانَ وَما يَكُوْنُ.

 

[103]

الأقدس الأعظم الأبهى

تَبارَكَ الَّذِيْ أَنْزَلَ الآياتِ وَجَعَلَها بَيِّناتٍ لِمَنْ عَلى الأَرْضِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ، قَدْ أَنْزَلَ الْمائِدَةَ الأَبَدِيَّةَ مِنْ سَمآءِ الْمَشِيَّةِ عَلى هَيْكَلِ الإِنْسانِ تَبارَكَ الرَّحْمنُ الَّذِيْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ بِهذا الاسْمِ الْعَظِيْمِ، طُوْبى لِمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيْها وَتَنَعَّمَ مِنْها إِنَّهُ مِنَ الْمُخْلِصِيْنَ فِيْكِتابٍ مُبِيْنٍ، وَالَّذِيْ مُنِعَ عَنْها إِنَّهُ مِنَ الْمَيِّتِيْنَ فِيْلَوْحٍ كَرِيْمٍ، أَنِ اسْتَمِعُوا يا أَهْلَ الْبَهآءِ هذا النِّدآءَ الأَحْلى تَاللهِ بِهِ انْجَذَبَتِ الأَشْيآءُ وَاهْتَزَّ كُلُّ عَظْمٍ رَمِيْمٍ، أَنِ اشْرَبُوا خَمْرَ الْبَيانِ فِيْ أَيّامِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ رَغْمًا لِلَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ إِذْ أَتى بِهذا الظُّهُوْرِ الْبَدِيْعِ، أَنِ اسْتَقِيْمُوا عَلى حُبِّ اللهِ عَلى شَأْنٍ تَرَوْنَ الْوَرى عَنْ وَرائِكُمْ هذا يَنْبَغِيْ لِمَنْ تَشَبَّثَ بِهذا الذَّيْلِ الْمَنِيْعِ، كَذلِكَ نُزِّلَتِ الآياتُ وَظَهَرَتِ الْبَيِّناتُ طُوْبى لِمَنْ فازَ بِهذا الْيَوْمِ الْبَدِيْعِ.

 

[104]

هو المبيّن العليم

شَهِدَ اللهُ لِمَنْ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ أَنَّهُ لَهُوَ الْكَنْزُ الْمَخْزُوْنُ وَالسِّرُّ الْمَكْنُوْنُ وَاللَّوْحُ الْمَحْفُوْظُ وَالْكِتابُ الْمَسْطُوْرُ لَوْلاهُ ما ظَهَرَ سُلْطانِيْ فِي الإِمْكانِ وَما تَوَجَّهَ إِلى أُفُقِيْ أَحَدٌ مِنَ الأَدْيانِ، مَنْ فازَ بِهِ قَدْ فازَ بِكُلِّ الْخَيْرِ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ إِنَّهُ مِمَّنْ أَعْرَضَ عَنْ سُلْطانِيْ فِيْ أَزَلِ الآزالِ وَجادَلَ بِآياتِيْ وَحارَبَ بِنَفْسِيْ وَكَفَرَ بِبُرْهانِي الْمُهَيْمِنِ عَلى الْعالَمِيْنَ، طُوْبى لِمَنْ شَهِدَ بِما شَهِدَ اللهُ وَشَرِبَ هذا الرَّحِيْقَ بِيَقِيْنٍ مُبِيْنٍ، كَذلِكَ أَرْسَلْنا إِلَيْكَ نَفَحاتِ الْوَحْيِ لِتَجِدَ مِنْها عَرْفَ الْمَقْصُوْدِ وَتَكُوْنَ مِنَ الْحامِدِيْنَ.

[105]

بسمه القدير الغالب

قَدْ شَهِدَ الْكِتابُ بِما شَهِدَ بِهِ الْمَظْلُوْمُ فِي الْمَبْدَءِ وَالْمَآبِ يا أَهْلَ الأَرْضِ أَنِ اسْتَمِعُوا نِدآئِيْ تَاللهِ إِنَّهُ يُقَرِّبُكُمْ إِلى مَلَكُوْتِيْ طُوْبى لِنَفْسٍ فازَتْ وَوَيْلٌ لِلْمُنْكِرِيْنَ، فَلَمّا أَنارَ أُفُقُ الظُّهُوْرِ وَأَتى الْمَوْعُوْدُ كَفَرَ النَّاسُ بِاللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، مِنْهُمْ مَنْ قالَ ما ظَهَرَ ما سَمِعْناهُ مِنْ آبائِنا وَمِنْهُمْ مَنْ قالَ قَدْ آمَنْتُ بِكَ يا إِلهَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ نَعَبَ الْغُرابُ وَارْتَفَعَتْ رايَةُ الظُّلْمِ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي الْمُشْرِكِيْنَ الَّذِيْنَ نَبَذُوا اللهَ وَأَخَذُوا ما أَمَرَهُمْ بِهِ الشَّيْطانُ كَذلِكَ يَقُصُّ لَكَ قَلَمِي الأَعْلى لِتَكُوْنَ مِنَ الْفَرِحِيْنَ، طُوْبى لِنَفْسٍ فازَتْ بِذِكْرِيْ وَأَخَذَتْ كِتابِي الْبَدِيْعَ، يا أَحِبّآئِيْ أَنِ اصْبِرُوا فِيْما وَرَدَ عَلى أُمَنآءِ اللهِ وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي الأُمُوْرِ إِنَّهُ يَسْمَعُ وَيَرى لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْحَمِيْدُ.

[106]

الأقدم الأعظم

يا إِمآئِيْ لا تَتَّبِعْنَ الْهَوى أَنِ اتَّبِعْنَ ما أَتى بِأَمْرٍ مُبِيْنٍ، أَنْتُنَّ أَوْراقُ سِدْرَتِيْ أَنِ اعْرِفْنَ هذا الْمَقامَ العَزِيْزَ الْمَنِيْعَ، أَنِ اثْبُتْنَ عَلى أَمْرِ اللهِ وَسُلْطانِهِ وَلا تَتَّبِعْنَ كُلَّ جاهِلٍ بَعِيْدٍ، طُوْبى لأَمَةٍ فازَتْ بِأَيّامِيْ وَسَمِعَتْ نِدآئِيْ وأَقْبَلَتْ إِلى أُفُقِ عِنايَتِيْ وَيْلٌ لأَمَةٍ أَعْرَضَتْ عَنِ الْوَجْهِ وَكانَتْ مِنَ الْمُشْرِكاتِ فِيْ أَلْواحِ اللهِ الْعَلِيْمِ الْحَكِيْمِ، يا إِمآءَ اللهِ أَنِ اعْرِفْنَ قَدْرَ الأَيّامِ وَاشْكُرْنَ اللهَ فِيْهذا الظُّهُوْرِ الْبَدِيْعِ، كُنَّ طائِفاتٍ حَوْلَ أَمْرِ اللهِ وَمُسْتَقِيْماتٍ عَلى ما أُمِرْتُنَّ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ.

[107]

الأقدس الأعظم

قَدْ مُحَتِ الأَذْكارُ عِنْدَ ذِكْرِ رَبِّكَ مالِكِ الأَنامِ وَانْصَعَقَتِ الطُّوْرِيُّوْنَ إِذا نَطَقَتْ سِدْرَةُ الرَّحْمنِ بِأَنِّيْ أَنا اللهُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيْزُ الْمَنّانُ، إِذا أَظْهَرْنا الْكَلِمَةَ مِنْ أُفُقِ الْمَشِيَّةِ مِنَ النّاسِ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْها وَمِنْهُمْ مَنْ أَعْرَضَ وَكَفَرَ بِرَبِّهِ الرَّحْمنِ، إِذا فُزْتَ بِقَمِيْصِ الْوَحْيِ وَوَجَدْتَ مِنْهُ عَرْفَ رَبِّكَ قُمْ بَيْنَ مَلإِ الأَرْضِ قُلْ قَدْ ظَهَرَ الْمَوْعُوْدُ بِسُلْطانِ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ شُئُوْناتُ الدُّنْيا عَنْ رَبِّكُمُ الْعَلِيِّ الأَبْهى ضَعُوْها عَنْ وَرآئِكُمْ وَخُذُوا ما أُوْتِيْتُمْ مِنْ لَدُنْ فالِقِ الإِصْباحِ، كَذلِكَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الآياتِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْفَضّالُ، يا أَهْلَ الْبَها إِيّاكُمْ أَنْ تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ اتَّبَعُوا الأَوْهامَ، كَسِّرُوا الأَصْنامَ الَّذِيْنَ يَتَكَلَّمُوْنَ بِأَهْوآءِ أَنْفُسِهِمْ طُوْبى لِمُقْتَدِرٍ قَهّارٍ.

 

[108]

هو المبيّن الحكيم

شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ لَمْ يَزَلْ كانَ فِيْ عُلُوِّ الارْتِفاعِ وَسَمُوِّ الامْتِناعِ وَلا يَزالُ يَكُوْنُ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ وَهُوَ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، قَدْ ظَهَرَ وَأَظْهَرَ الأَمْرَ إِذًا أَنْكَرَهُ الْعُلَمآءُ الَّذِيْنَ اسْتَنْكَفُوا عَنْ عِبادَةِ مالِكِ الأَسْمآءِ أَلا إِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْحِجابِ، قَدْ نَبَذُوا كِتابَ اللهِ عَنْ وَرآئِهِمْ وَاتَّبَعُوا كُلَّ غافِلٍ مُرْتابٍ إِلاّ الَّذِيْنَ نَبَذُوا الأَوْهامَ مُقْبِلِيْنَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى أَلا إِنَّهُمْ مِنْ أُوْلِي الأَبْصارِ فِيْ كِتابِ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ ظَهَرَ بَحْرُ الْعِلْمِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ سُكْرٍ عُجابٍ، نَبَذُوا أَمْرَ اللهِ عَنْ وَرائِهِمْ بِما اتَّبَعُوا كُلَّ فاجِرٍ مَكّارٍ، إِنَّكَ إِذا فُزْتَ بِلَوْحِيْ وَوَجَدْتَ عَرْفَ بَيانِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ قُمْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الإِمْكانِ، أَسْئَلُكَ بِبَيانِكَ الأَحْلى وَمَظاهِرِ أَمْرِكَ فِيْمَلَكُوْتِ الإِنْشاءِ بِأَنْ تُؤَيِّدَنِيْ عَلى ما تُحِبُّ وَتَرْضى إِنَّكَ مالِكُ الْعَرْشِ وَالثَّرى لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ.

[109]

هو الظّاهر من أفق الملكوت

الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ الْبَقآءِ عَلى مَنْ شَرِبَ رَحِيْقَ الاسْتِقامَةِ مِنْ يَدِ عَطآءِ رَبِّهِ الْكَرِيْمِ، كَمْ مِنْ عَبْدٍ سَمِعَ وَأَقْبَلَ وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ سَمِعَ وَأَعْرَضَ أَلا إِنَّهُ مِنَ الْهالِكِيْنَ، طُوْبى لِلَّذِيْنَ ما خَوَّفَتْهُمْ جُنُوْدُ الأَرْضِ وَما أَضْعَفَتْهُمْ قُوَّةُ الْمُشْرِكِيْنَ، لَعَمْرُ اللهِ سَيَفْنى كُلُّ قُوَّةٍ وَكُلُّ اقْتِدارٍ وَكُلُّ حِزْبٍ يَشْهَدُ بِذلِكَ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْ هذا الْمَقامِ الرَّفِيْعِ، أَنِ افْرَحُوا يا أَهْلَ الْبَهآءِ بِذِكْرِي الْجَمِيْلِ قَدْ سَمِعْتُمْ شَماتَةَ الأَعْدآءِ وَتَسْمَعُوْنَ الْحِيْنَ ذِكْرَكُمْ وَثَنآئَكُمْ مِنْ قَلَمِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، هَنِيْئًا لَكُمْ وَمَرِيْئًا لَكُمْ يا أَهْلَ الْوَفآءِ وَلِمَنْ شَرِبَ الرَّحِيْقَ الْمَخْتُوْمَ بِاسْمِي الْغَفُوْرِ الرَّحِيْمِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ مَلَكُوْتِيْ عَلى الَّذِيْنَ ما مَنَعَهُمْ ظُلْمُ كُلِّ غافِلٍ كَفَرَ بِالَّذِيْ آمَنَ مِنْ قَبْلُ أَلا إِنَّهُ مِنَ الْغابِرِيْنَ.

 

[110]

الأقدس الأعظم

قَدِ اسْتَضآءَ كِتابُكَ مِنْ أَنْوارِ أُفُقِ الْوَحْيِ وَتَشَرَّفَ بِلِحاظِ عِنايَةِ رَبِّكَ الْغَفُوْرِ الْكَرِيْمِ، وَذَكَرْناكَ جَزآءَ ذِكْرِكَ إِيّاهُ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُجْزِي الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، بِحُضُوْرِهِ لَدى الْعَرْشِ غَفَرَ اللهُ خَطاياكَ وَجَعَلَكَ مِنَ الْفائِزِيْنَ، إِنَّهُ يَغْفِرُ مَنْ يَشآءُ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُعْطِي الْغافِرُ الْعَزِيْزُ الرَّحِيْمُ، لا تَيْأَسْ مِنْ رُوْحِ اللهِ وَرَوْحِهِ ثُمَّ افْرَحْ بِهذا اللَّوْحِ الْمُبِيْنِ، أَنِ اثْبُتْ عَلى الأَمْرِ ثُمَّ اجْهَدْ لِيَظْهَرَ مِنْكَ ما يَنْبَغِيْ لِهذا الْفَوْزِ الْعَظِيْمِ، وَما ذُكِرَ فِي الَّذِيْ تَوَقَّفَ إِنَّهُ سَيُقْبِلُ كَذلِكَ قُدِّرَ فِي الْعِراقِ لِمَنْ نُسِبَ بِهذا الأَصْلِ الْقَوِيْمِ، إِنَّ الْفَرْعَ يَتَحَرَّكُ مَعَ الأَصْلِ وَلَوْ يَكُوْنُ غافِلاً إِنَّهُ لَهُوَ النّابِضُ الْمُحَرِّكُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، أَنِ اشْكُرْ بِما فُزْتَ بِذِكْرِ مَوْلَيكَ وَتَوَجَّهَ إِلَيْكَ وَجْهُ الْقِدَمِ مِنْ هذا الْمَقامِ الْحَزِيْنِ، كُنْ ناظِرًا إِلَيْهِ فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ وَناطِقًا بِذِكْرِهِ بَيْنَ الْعالَمِيْنَ، قُلِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَمَوْلى الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ.

 

[111]

أنا المظلوم الذّاكر

قُلْ يا أَيَّتُها الرَّقْشآءُ إِنَّ الْبَتُوْلَ تَسْئَلُكِ عَنْ بَناتِها بَيِّنِيْ ما أَفْتَيْتِ عَلَيْهِنَّ وَيا أَيُّها الذِّئْبُ إِنَّ الرَّسُوْلَ يَسْئَلُكَ عَنِ ابْنِهِ أَيْنَ يُوْسُفُ الرَّسُوْلُ وَأَيْنَ قُرَّةُ عَيْنِ الْبَتُوْلِ تَاللهِ قَدْ وَقَعَ الافْتِرآءُ عَلى الذِّئْبِ الأَوَّلِ وَهذا الذِّئْبُ أَكَلَ ابْنَ الرَّسُوْلِ أَمامَ وُجُوْهِ الْغافِلِيْنَ، قَدْ غُرَّتِ الرَّقْشآءُ بِما رَأَتْ نَفْسَها أَمامَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قَدْ خَرَجَتْ هذِهِ الْمُصِيْبَةُ عَنِ الذِّكْرِ وَالْبَيانِ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُعَزِّيْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، يا أَيُّها السَّامِعُ إِذا سَمِعْتَ نِدآءَ الْمَظْلُوْمِ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ تَفَكَّرْ فِي الَّذِيْنَ ظَلَمُوا وَفِي الَّذِيْنَ أَنْفَقُوا أَرْواحَهُمْ للهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ.

[112]

الأطهر الأبهى

أَنِ اسْتَمِعْ نِدآءَ اللهِ الأَبْهی مِنْ بِئْرٍ ظَلْمآءَ أَنِ انْصُرُوْنِيْ يا أَهْلَ الْبَها بِسَيْفِ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ، قُلْ إِنَّ الْبِئْرَ بَيْتِيْ وَالسِّجْنَ قَصْرِيْ وَالْبَلا إِكْلِيْلُ الْبَها أَنِ اعْرِفُوا يا أُوْلِي الأَبْصارِ، مِنْ أُفُقِ الذِّلَةِ أَشْرَقَتْ  شَمْسُ اسْمِي الْعَزِيْزِ أَنِ انْظُرُوا يا أَهْلَ الأَعْرافِ، قَدْ جَعَلَ اللهُ الْبِئْرَ قَصْرًا مِنَ الْياقُوْتِ وَاسْتَقَرَّ فِيْهِ هَيْكَلُ الظُّهُوْرِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، إِنّا تَرَكْنا الْقُصُوْرَ وَاخْتَرْنا أَخْرَبَ الْبُيُوْتِ وَزَيَّنّاهُ بِطِرازِ الْمَلَكُوْتِ تَعالى هذا الْقَصْرُ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مَظْهَرَ الْقَدَرِ وَالْمَنْظَرَ الأَكْبَرَ وَفِيْهِ اسْتَوى الْقَدِيْمُ عَلى عَرْشِ اسْمِهِ الْعَظِيْمِ بِسُلْطانِ الْعَظَمَةِ وَالإِجْلالِ، إِنَّكَ يا أَيُّها الْمُقْبِلُ إِذا شَرِبْتَ رَحِيْقَ الْحَيَوانِ الَّذِيْ جَرى مِنْ قَلَمِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مُبْدِعَ الأَكْوانِ بِما ذَكَرْتَنِيْ فِي السِّجْنِ إِذْ كُنْتَ بَيْنَ أَيْدِي الْفُجّارِ.

[113]

الأقدس الأبدع الأعظم

كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنَّ الَّذِيْ سَمِعَ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَهآءِ فِيْ لَوْحِ الْبَقآءِ وَالَّذِيْ أَعْرَضَ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الضَّلالِ، أَنِ اسْتَمِعْ يا عَبْدُ ما يَنْطِقُ بِهِ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ لِيَجْذُبَكَ إِلى مَقَرِّ الْقُدْسِ وَالْقُرْبِ وَالْجَمالِ، أَنِ اقْتَصِرِ الأُمُوْرَ عَلى ذِكْرِ مَوْلَيكَ إِنَّهُ يَنْفَعُكَ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ يَشْهَدُ بِذلِكَ رَبُّكَ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، لا تَلْتَفِتْ إِلى النّاسِ وَضَوضآئِهِمْ أَنِ اتَّبِعْ ما أُمِرْتَ بِهِ مِنْ لَدى اللهِ فالِقِ الإِصْباحِ، كَذلِكَ يَأْمُرُكَ مَوْلى الأَسْمآءِ إِذْ كانَ مَسْجُوْنًا فِيْ أَبْعَدِ الْمَقامِ.

[114]

بسمي الأعزّ الأبهى

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنّا لِمَنْ آمَنَ بِاللهِ الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، لِيَجْذُبَهُ مَرَّةً إِلى جَبَرُوْتِيْ وَطَوْرًا إِلى مَلَكُوْتِيْ وَأُخْرى إِلى أُفُقِي الْمُنِيْرِ، إِنَّ الَّذِيْ تَوَجَّهَ إِلى الْوَجْهِ إِنَّهُ مِنْ أَعَزِّ الْخَلْقِ لَدى الْحَقِّ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ مُنْصِفٍ بَصِيْرٍ، أَنِ اسْتَمِعُوا النِّدآءَ مِنْ شَطْرِ الْبُقْعَةِ الْحَمْراءِ عَنْ يَمِيْنِ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ النَّوْرآءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَلِيْمُ الْبَصِيْرُ، قَدْ شَهِدَ كُلُّ سَمِيْعٍ لِهذا النُّوْرِ وَكُلُّ بَصِيْرٍ لِهذا الأَمْرِ الْعَظِيْمِ، إِنَّ الَّذِيْ أَعْرَضَ عَنِ اللهِ إِنَّهُ مِنْ عَبَدَةِ الْهَوى يَشْهَدُ بِذلِكَ مَوْلى الْوَرى فِيْ كِتابِهِ الْمُبِيْنِ، مَنْ فازَ بِكِتابِ اللهِ وَأَمْرِهِ إِنَّهُ مِنَ الْمُقَرَّبِيْنَ، يَنْبَغِيْ لَهُ أَنْ يَسْئَلَ اللهَ فِيْكُلِّ الأَحْيانِ أَنْ يَجْعَلَهُ مُسْتَقِيْمًا عَلى هذا الأَمْرِ الْخَطِيْرِ.

 

[115]

هو السّامع المجيب

ذِكْرُ الْمَظْلُوْمِ لِمَنْ فازَ بِالرَّحِيْقِ الْمَخْتُوْمِ إِذْ أَتى الْقَيُّوْمُ بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ، هذا كِتابٌ يُنادِيْ بِأَعْلى النِّدآءِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَيَدْعُ الْكُلَّ إِلى الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، يا أَهْلَ الأَرْضِ اسْمَعُوا النِّدآءَ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْغافِلِيْنَ، ارْفَعُوا رُؤُسَكُمْ عَنْ فِراشِ الْغَفْلَةِ وَالْهَوى تَاللهِ قَدِ ارْتَفَعَتِ الصَّيْحَةُ وَمَرَّتِ الْجِبالُ وَوُضِعَ الْمِيْزانُ وَنُفِخَ فِي الصُّوْرِ وَانْصَعَقَ مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّمآءِ إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَمّا ظَهَرَ بِالْحَقِّ ضَعُوا الأَوْهامَ وَمَطالِعَها وَالظُّنُوْنَ وَمَشارِقَها مُقْبِلِيْنَ إِلى أَنْوارِ الْيَقِيْنِ، هذا يَوْمٌ وُعِدْتُمْ فِي كُتُبِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، كَذلِكَ نَطَقَ اللِّسانُ إِذْ كانَ الْمَظْلُوْمُ مُسْتَوِيًا عَلى عَرْشِهِ الْعَظِيْمِ، إِنَّكَ إِذا وَجَدْتَ عَرْفَ بَيانِيْ وَسَمِعْتَ نِدائِيْ وَفُزْتَ بِلَوْحِيْ قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما ذَكَرْتَنِيْ إِذْ كُنْتَ بَيْنَ أَيْدِي الْغافِلِيْنَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مُسْتَقِيْمًا عَلى أَمْرِكَ وَراسِخًا فِيْ حُبِّكَ وَمُتَمَسِّكًا بِحَبْلِكَ الْمَتِيْنِ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.

 

[116]

بسمه المهيمن على الأشيآء

ذِكْرٌ مِنْ لَدی الْمَذْكُوْرِ لِمَنْ فازَ بِعِرْفانِ اللهِ فِيْ يَوْمٍ أَتى الرَّحْمنُ بِرَحْمَةٍ أَحاطَتِ الْعالَمِيْنَ، قُلْ إِنَّ الذِّكْرَ مَرَّةً تَراهُ فِي الأَلْواحِ وَطَوْرًا يَنْزِلُ مِنْ سَمآءِ الْبَيانِ وَتارَةً يَمْشِيْ عَلى شَأْنٍ كَأَنَّ كَيْنُوْنَةَ الْقِدَمِ ظَهَرَ فِي الْعالَمِ بِطِرازِهِ الْمُقَدَّسِ الْبَدِيْعِ، قُلْ كُلُّ ما يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الذِّكْرُ الأَعْظَمُ بَيْنَ الأُمَمِ وَطِرازُ الْوَحْيِ لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، يَتَحَقَّقُ كُلُّ شَيْءٍ بِقَوْلِهِ وَكُلُّ قِسْطاسٍ بِأَمْرِهِ الْمُحْكَمِ الْمَنِيْعِ، قُلْ لا تَنْظُرُوا إِلَيْهِ إِلاّ بِما أُمِرْتُمْ بِهِ فِي الْكِتابِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْجاهِلِيْنَ، كَذلِكَ نَطَقَ مَظْهَرُ الأَمْرِ طُوْبى لِلسّامِعِيْنَ.

[116]

هو الأقدس الأبهى

سِدْرَةُ الْمُنْتَهى تَنْطِقُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، خَلَقْتُكُمْ لِعِرْفانِيْ إِنْ أَنْتُمْ تَعْرِفُوْنَ، قُلْ دَعُوا الْكَأْسَ إِنَّ بَحْرَ الأَعْظَمَ تَمَوَّجَ بِأَسْمآئِهِ الْحُسْنى وَصِفاتِهِ الْعُلْيا تِلْكَ رَشَحاتُهُ وَالنّاسُ هُمْ مَيِّتُوْنَ، لا يُغْنِيْهِمُ الْيَوْمَ شَيْءٌ لَوْ يَتَمَسَّكُوْنَ بِما فِي الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ إِلاّ اللهُ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْوَدُوْدُ، إِنَّكَ فَاطْمَئِنَّ بِفَضْلِ رَبِّكَ قُلْ يا قَوْمِ أَتى الْقَيُّوْمُ وَيُنادِيْكُمْ إِلى مَقامٍ مَحْمُوْدٍ، طُوْبى لِمَنْ تَوَجَّهَ إِلى اللهِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَقا فِيْ لَوْحٍ مَسْطُورٍ.

 

[118]

المذكور في الصحف الأولى

كِتابُ الْبَها إِلی الإِمآءِ اللاّئِيْ شَرِبْنَ رَحِيْقَ الْحَيَوانِ فِيْ أَيّامِ الرَّحْمنِ وَأَقْبَلْنَ بِقُلُوْبِهِنَّ إِلى اللهِ مالِكِ الإِمْكانِ، يا إِمآئِيْ أَنِ افْرَحْنَ بِذِكْرِيْ ثُمَّ اسْتَقِمْنَ عَلى حُبِّيْ كَذلِكَ يَأْمُرُكُنَّ صاحِبُ الأَدْيانِ، لا تَجْزَعْنَ عَنِ الْمَكارِهِ إِنَّهُ قَدْ يَتَغَمَّسُ فِيْ بَحْرِ الْبَلآءِ بِذلِكَ شَهِدَ مالِكُ الأَسْمآءِ فِيْ أَعْلى الْمَقامِ، تَنُوحُ الذَّرّاتُ بِحُزْنِهِ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ فِيْ سُرُوْرٍ وَابْتِهاجٍ، قَدْ أَخَذَتْهُمُ الْغَفْلَةُ فِيْ أَيّامِ اللهِ سَوْفَ يَنُوْحُوْنَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلا يَجِدُوْنَ مِنْ مَناصٍ، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكُنَّ يا إِمآءَ اللهِ وَعَلى مَنْ طافَ حَوْلَ الأَمْرِ بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ.

 

[119]

بسمه الباقي الأبديّ

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنّا لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيْلاً، لِتَجْذُبَهُ نَفَحاتُ الذِّكْرِ إِلى مَقامِ الاسْتِقامَةِ وَالإِيْقانِ وَيُبْلِغَهُ إِلى مَقَرٍّ كانَ بِأَنْوارِ الْعَرْشِ مُضِيْئًا، قَدْ عَرَفْنا إِقْبالَكَ إِلى اللهِ وَعِرْفانَكَ هذا الْمَعْرُوْفَ الَّذِيْ كانَ أَكْثَرُ الْخَلْقِ عَنْهُ مَحْجُوْبًا، وَنَزَّلْنا لَكَ هذا اللَّوْحَ لِتَجِدَ مِنْهُ عَرْفَ الرُّوْحِ وَتَكُوْنَ عَلى الأَمْرِ مُسْتَقِيْمًا، كَمْ مِنْ عَبْدٍ ناحَ فِي الْفِراقِ وَإِذا فاحَ عَرْفُ الْوِصالِ أَعْرَضَ وَكانَ عَنِ الْحَقِّ مَحْرُوْمًا، طُوْبى لَكَ بِما تَوَجَّهْتَ إِلى الْوَجْهِ وَشَرِبْتَ رَحِيْقَ الْعِرْفانِ فِيْ أَيّامٍ كانَتْ فِيْ الأَلْواحِ مَسْطُوْرًا، أَنِ اذْكُرْ رَبَّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ لَعَلَّ يَنْتَبِهُنَّ الَّذِيْنَ رَقَدُوا عَلى فِراشِ الْغَفْلَةِ وَالأَوْهامِ كَذلِكَ كانَ الأَمْرُ مَقْضِيًّا، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى أَمْرٍ كانَ عَنْ أَعْيُنِ الْمُنْكِرِيْنَ مَسْتُوْرًا.

 

[120]

الأقدس الأبهى

هذا كِتابٌ مِنَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، إِنَّهُ لَرُوْحُ الْحَيَوانِ لِلْعالَمِيْنَ، فِيْ كُلِّ كَلِمَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّكَ سُتِرَ رُوْحٌ لَوْ يَأْذَنُ اللهُ لَهُ بِالظُّهُوْرِ لَيَنْجَذِبُ مِنْهُ السَّمواتُ وَالأَرَضِيْنَ، إِنَّ الَّذِيْ وَجَدَ نَفْحَةَ الرَّحْمنِ فِيْ هذا الزَّمانِ إِنَّهُ يَسْتَقِيْمُ عَلى الأَمْرِ عَلى شَأْنٍ لا يَمْنَعُهُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا إِنَّ رَبَّكَ يُؤَيِّدُ مَنْ أَرادَ الْوَجْهَ إِنَّهُ مَعَ عِبادِهِ الْمُخْلِصِيْنَ، يا ناظِرُ انْظُرْ تَرانِيْ إِنَّ الَّذِيْ أَقْبَلَ إِلَيَّ إِنَّهُ مِمَّنْ رَآنِيْ إِنَّ رَبَّكَ عَلى ما أَقُوْلُ شَهِيْدٌ، دَعِ الْمَوْتى وَتَمَسَّكْ بِاسْمِ الَّذِيْ بِهِ تَمَسَّكَ كُلُّ مُخْلِصٍ أَمِيْنٍ، أَنِ انْصُرْ رَبَّكَ بَيْنَ عِبادِهِ هذا ما كَتَبَ اللهُ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِهِ فِيْ هذا الظُّهُوْرِ الْعَظِيْمِ.

[121]

بسم الله الدّائم بلا نفاد

هَلْ حَمَلَتِ الأَرْضُ بِالَّذِيْ لا يَمْنَعُهُ النِّسْبَةُ عَنْ مالِكِ الْبَرِيَّةِ وَيَدَعُ عَنْ وَرائِهِ النِّسَبَ وَالإِشاراتِ حُبًّا للهِ مالِكِ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ، طُوْبى لِمَنْ لا يَرى لِنَفْسِهِ عِزًّا إِلاّ بِعِزِّ اللهِ وَيَنْقَطِعُ عَمّا سِواهُ إِنَّهُ مِنْ أَعْلى الْخَلْقِ لَدى الْحَقِّ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ وَأَتَتِ الآياتُ، وَالَّذِيْ ما مَنَعَهُ حُبُّ ذَوِيْ قُرْباهُ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى مَوْلاهُ إِنَّهُ يَسْتَضِيْءُ وَجْهُهُ بَيْنَ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، يُؤَيِّدُهُ جُنُوْدُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَيَنْصُرُوْنَهُ مَلئِكَةُ الأَمْرِ بِما يُقَرِّبُهُ إِلى مَقَرِّ الَّذِيْ تُوْقَدُ وَتُضِيْءُ فِيْهِ أَنْوارُ الذَّاتِ، أَنِ اسْتَمِعْ لِما يُوْحى إِلَيْكَ عَنْ شَطْرِ السِّجْنِ وَما نُزِّلَ مِنْ قَلَمِ الأَمْرِ إِنَّهُ مِسْكٌ تَفُوْحُ عَنْهُ النَّفَحاتُ، إِذا حَضَرَ عِنْدَكَ لَوْحُ النّارِ دَعْهُ وَخُذْ ما أُوْتِيَ مِنْ لَدُنْ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، سُبْحانَكَ يا إِلهِيْ تَسْمَعُ ضَجِيْجِيْ فِيْ هذا السِّجْنِ وَتَعْلَمُ بِأَنِّيْ ما دَعَوْتُ الْعِبادَ إِلاّ إِلى شَطْرِ رَحْمَتِكَ وَأَلْطافِكَ وَما أَمَرْتُهُمْ إِلاّ بِما أُمِرْتُ بِهِ فِيْ مَلَكُوْتِ تَقْدِيْرِكَ وَجَبَرُوْتِ قَضائِكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الأَرْياحَ بِأَنْ تَحْفَظَ هذا الْعَبْدَ الَّذِيْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ وَتَمَسَّكَ بِذَيْلِ عَطائِكَ، أَيْ رَبِّ أَنْتَ تَعْلَمُ ما فِي الْقُلُوْبِ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْحَقُّ عَلاّمُ الْغُيُوْبِ تَعْلَمُ خافِيَةَ الصُّدُوْرِ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ بِأَنْ تُوَفِّقَهُ عَلى شَأْنٍ لا يَمْنَعُهُ شَيْءٌ عَنْ حُبِّكَ وَيَقُوْمُ عَلى نُصْرَتِكَ وَيَسْتَقِيْمُ عَلى أَمْرِكَ، أَيْ رَبِّ لَمّا عَرَّفْتَهُ مَناهِجَ فَضْلِكَ وَهِدايَتِكَ لا تَحْرِمْهُ بِجُوْدِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، أَنْ يا عَبْدُ النّاظِرُ قُمْ عَلى نُصْرَةِ رَبِّكَ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ لِيُباهِيْ بِكَ أَهْلُ الْفِرْدَوْسِ كَذلِكَ يَأْمُرُكَ قَلَمُ الْفَضْلِ مِنْ لَدى اللهِ الْعَلِيْمِ الْحَكِيْمِ، وَالْحَمْدُ للهِ مَحْبُوْبِ الْعارِفِيْنَ وَمَقْصُوْدِ الْمُخْلِصِيْنَ.

 

[122]

هو الله الأعظم الأبهى

أَنْ يا قَلَمُ الأَعْلى أَنِ اكْتُبْ عَلى الْوَرَقَةِ الْبَيْضاءِ ما تُنادِيْكَ بِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهى عَلى الْبُقْعَةِ الْحَمْراءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ، لَوْ يَتَوَجَّهُ كُلُّ الْوُجُوْدِ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ إِلى الْمَعْبُوْدِ لَيَسْمَعُنَّ ما سَمِعَ الْكَلِيْمُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ زُيِّنَ مَنْ أَقْبَلَ بِطِرازِ الْوَجْهِ وَالَّذِيْ أَعْرَضَ إِنَّهُ مِنَ الأَخْسَرِيْنَ هذا يَوْمٌ فِيْهِ تَبَسَّمَ ثَغْرُ الْوُجُوْدِ بِما أَتى الْمَوْعُوْدُ وَلكِنَّ الْمَقْصُوْدَ فِيْ حُزْنٍ مُبِيْنٍ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ صُلِيَتِ الْقُلُوْبُ بِنارِ وَجْهِ الْمَحْبُوْبِ وَاحْتُقِرَتْ لَئالِئُ الْبُحُوْرِ إِذْ تَكَلَّمَ مَطْلِعُ الظُّهُوْرِ بَيْنَ عِبادِهِ الْمُقَرَّبِيْنَ، إِنَّ الَّذِيْنَ فازُوا بِأَنْوارِ الْيَوْمِ أُوْلئِكَ مِنْ أَهْلِ الْبَهاءِ فِيْ لَوْحِ الْبَقاءِ وَالَّذِيْنَ مُنِعُوا هُمْ فِيْ ضَلالٍ عَظِيْمٍ، يَنْبَغِيْ لِكُلِّ نَفْسٍ أَنْ تَقُوْمَ عَلى نُصْرَةِ الْمَظْلُوْمِ وَلِكُلِّ لِسانٍ أَنْ يَنْطِقَ بِهذا الذِّكْرِ الْبَدِيْعِ، إِنَّ الَّذِيْنَ نَبَذُوا الأَوْهامَ فِيْ أَيّامِ رَبِّهِمُ الْعَلاّمِ أُوْلئِكَ مِنْ خِيْرَةِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، لَنْ يَسْبِقَهُمْ أَحَدٌ فِيْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ مِنَ الْمُخْلِصِيْنَ، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُؤَيِّدَ أَحِبّائَهُ عَلى إِظْهارِ أَمْرِهِ وَيُنْطِقَهُمْ بِثَنائِهِ بَيْنَ الْعالَمِيْنَ، يا أَهْلَ الْبَهاءِ أَنِ اسْتَمِعُوا النِّداءَ مِنْ شَطْرِ الْكِبْرياءِ مَرَّةً أُخْرى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْمُقْتَدِرُ الْعالِمُ الْمُحِيْطُ، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ سُبُحاتُ الْمُشْرِكِيْنَ عَنْ مَطْلِعِ آياتِ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، دَعُوا ما سِواهُ وَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِهِ الْمَتِيْنِ، إِنَّهُ يَرى مَنْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ وَيَسْمَعُ مَنْ ناداهُ إِنَّهُ مَعَ عِبادِهِ الْمُحْسِنِيْنَ، فِيْ قَبْضَتِهِ زِمامُ الْعُلُوْمِ وَفِيْ يَمِيْنِهِ مَلَكُوْتُ مُلْكِ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِنْ شَيْءٍ يُفَصِّلُ لِمَنْ يَشاءُ ما يَشاءُ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ مِنَ الْغافِلِيْنَ، لَوْ تَتَوَجَّهُوْنَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى لَتَرَوْنَ آياتِنا الْكُبْرى وَتَسْمَعُوْنَ هذا النِّداءَ الَّذِي ارْتَفَعَ بِالْحَقِّ فِيْ هذا الْمَقامِ الرَّفِيْعِ، قَدْ نَزَّلْنا كُلَّ أَمْرٍ فِي الْكِتابِ طُوْبى لِلْعارِفِيْنَ، قَدْ فَصَّلْنا كُلَّشَيْءٍ فِي الأَلْواحِ طُوْبى لِلْمُوْقِنِيْنَ، إِنَّكَ أَنْتَ يا عَبْدُ أَنِ اشْكُرْ بِما تَوَجَّهَ إِلَيْكَ وَجْهُ الْمَحْبُوْبِ وَنَطَقَ بِذِكْرِكَ لِسانُ اللهِ الْعَزِيْزِ الْجَمِيْلِ، هذا فَضْلٌ لا يُعادِلُهُ شَيْءٌ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ مُنْصِفٍ بَصِيْرٍ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلى أَهْلِ الْبَهاءِ الَّذِيْنَ اسْتَقَرُّوا عَلى الْفُلْكِ الْحَمْراءِ بِهذا الاسْمِ الْمُهَيْمِنِ عَلى الْعالَمِيْنَ.

 

[123]

بسمه العزيز الحكيم

إِنّا نَذْكُرُ الَّذِيْنَ تَغَمَّسُوا فِيْ بَحْرِ الْعِرْفانِ فِيْ أَيّامِ الرَّحْمنِ وَتَوَجَّهُوا إِلى الْوَجْهِ إِذْ أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ الْبَيانِ، إِنَّ الَّذِيْنَ غَفَلُوا الْيَوْمَ أُوْلئِكَ مِنْ أَهْلِ النِّيْرانِ فِيْ كِتابِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْمَنّانِ، وَالَّذِيْ تَقَرَّبَ يَذْكُرُنَّهُ أَهْلُ الْفِرْدَوْسِ وَالَّذِيْنَ طافُوا حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْغُدُوِّ وَالآصالِ، أَنِ اشْكُرِ اللهَ بِما أَيَّدَكَ عَلى الإِقْبالِ إِلَيْهِ إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ كُلُّ مُشْرِكٍ غَرّارٍ، إِنَّهُ  يَنْصُرُ مَنْ نَصَرَهُ وَيَذْكُرُ مَنْ ذَكَرَهُ وَيُقَدِّرُ لَهُ ما تَقَرُّ بِهِ الأَبْصارُ، كَذلِكَ ذَكَرْناكَ لِتَفْرَحَ بِذِكْرِ رَبِّكَ مالِكِ الأَدْيانِ.

 

[124]

بسمه المقتدر عَلى من في الأرض والسّماء

قَدْ تُنادِي السِّدْرَةُ الْمُنْتَهى فِيْ مَلَكُوْتِ الإِنْشاءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، ما مِنْ شَيْءٍ إِلاّ وَقَدْ يُسَبِّحُ بِذِكْرِ رَبِّهِ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ مِنَ الْغَافِلِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ خافُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوائَكُمْ أَنِ اتَّبِعُوا مَنْ يَدْعُوْكُمْ إِلى الصِّراطِ الْمُسْتَقِيْمِ، قُلْ تَفَكَّرُوا فِيْ آياتِ اللهِ وَبُرْهانِهِ ثُمَّ أَنْصِفُوا وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الظّالِمِيْنَ، تَاللهِ هذا أَمْرٌ أَحاطَ الإِبْداعَ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، إِنَّكَ خُذْ كِتابَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ اقْرَئْهُ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ.

[125]

بسمه الباقي الدّائم العليم الحكيم

قَدْ تُغَرِّدُ الْوَرقاءُ عَلى أَفْنانِ دَوْحَةِ الْبَقاءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، قَدْ نادَتِ الذَّرّاتُ فِيْ مَلَكُوْتِ الإِنْشاءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلى الْعالَمِيْنَ، قَدْ  أَخَذَ جَذْبُ الآياتِ كُلَّ الأَشْياءِ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ مِنَ الْهائِمِيْنَ، قَدْ نَبَذُوا الْقَيُّوْمَ وَأَخَذُوا الْمَوْهُوْمَ بِما اتَّبَعُوا هَمَزاتِ الشَّياطِيْنِ الَّذِيْنَ يَصُدُّوْنَ النّاسَ عَنِ الْبَحْرِ الأَعْظَمِ وَيَحْسَبُوْنَ أَنَّهُمْ مِنَ الْمُهْتَدِيْنَ، قُلْ تَاللهِ قَدْ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الْهُدى وَأَقْبَلْتُمْ إِلى الْهَوى هذا ما شَهِدَ بِهِ مالِكُ الأَسْماءِ إِذِ اسْتَقَرَّ عَلى عَرْشِهِ الْعَظِيْمِ، قُلْ يا أَهْلَ الْغُرُوْرِ كَسِّرُوا أَصْنامَ أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ تَوَجَّهُوا إِلى الأُفُقِ الأَعْلى مَقامِ الَّذِيْ مِنْهُ ظَهَرَ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيْمٍ، اتَّقُوا اللهَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها أَجِيْبُوا مَنْ يَدْعُوْكُمْ إِلى الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، إِنَّهُ قَبِلَ الْبَلاءَ لِنَجاتِكُمْ وَأَنْتُمْ أَعْرَضْتُمْ عَنْهُ ما لَكُمْ يا مَلأَ الْغافِلِيْنَ، إِنَّكَ يا عَبْدُ قُمْ عَلى أَمْرِ مَوْلَيكَ ثُمَّ انْصُرْهُ بِذِكْرٍ بَدِيْعٍ، إِنَّهُ ما أَرادَ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا إِنَّما يَدْعُوْ لِوَجْهِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، طُوْبى لَكَ بِما فُزْتَ بِآياتِ اللهِ وَنُزِّلَ لَكَ هذا اللَّوْحُ الْمَنِيعُ، أَنِ احْفَظْهُ ثُمَّ اقْرَأْهُ فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكَ عَمّا خُلِقَ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

 

[126]

بسمي المهيمن على ما كان وما يكون

يُنادِي الْقَلَمُ الأَعْلى مَنْ فِي الإِنْشاءِ وَيُبَشِّرُهُمْ بِما يُقَرِّبُهُمْ إِلى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، مِنَ النّاسِ مَنِ انْبَسَطَ إِذا سَمِعَ وَمِنْهُمْ مَنِ انْقَبَضَ مِنْ نارِ الْحَسَدِ وَالْبَغْضاءِ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ لَدى اللهِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَمْنَعَ الْبَحْرَ عَنْ أَمْواجِهِ وَالشَّمْسَ عَنْ إِشْراقِها قُلْ مُتْ بِغَيْظِكَ يا أَيُّها الْمُلْحِدُ الْمَرْدُوْدُ، تَاللهِ إِنَّكَ لا تَقْتَدِرُ بِذلِكَ وَلا أَمْثالُكَ وَلا الَّذِيْنَ يَحْكُمُوْنَ عَلى النّاسِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما يَشاءُ لا يَمْنَعُهُ مَنْعُ كُلِّ فاسِقٍ مَقْهُوْرٍ، سَتَفْنى الدُّنْيا وَما فِيْها إِنَّها بُنِيَتْ لِلْفَناءِ طُوْبى لِقَوْمٍ يَفْقَهُوْنَ طُوْبى لِمَنْ نَبَذَها خالِصًا لِوَجْهِ اللهِ وَأَقْبَلَ إِلى أُفُقِ الْوَحْيِ هذا الْمَقامِ الَّذِيْ يَطُوْفُنَّهُ عِبادٌ مُخْلِصُوْنَ، إِنَّا وَجَدْنا عَرْفَ إِيْمانِكَ زَيَّنّاكَ بِطِرازِ الذِّكْرِ الأَوَّلِ فِيْ هذا اللَّوْحِ الْمَسْطُورِ، إِنَّا نَذْكُرُ الَّذِيْنَ تَوَجَّهُوا إِلى الْوَجْهِ وَأَقْبَلُوا إِلى اللهِ مالِكِ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، لا تَحْزَنْ مِنَ الدُّنْيا وَشُؤُناتِها فَوَّضْ أَمْرَكَ إِلى اللهِ ثُمَّ اذْكُرْهُ بَيْنَ الْعِبادِ لَعَلَّ يَتَنَبَّهُنَّ وَيَتَوَجَّهُنَّ إِلى الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ، كَذلِكَ تَضَوَّعَ عَرْفُ ما ظَهَرَ مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلى فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا طُوْبى لِمَنْ وَجَدَ وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْوُجُوْدِ.

[127]

بسمه المقتدر على الأسماء

أَنْ يا أَمَتِيْ إِنَّ مَوْلَيكِ يَذْكُرُكِ فِيْ سِجْنِهِ الْمَتِيْنِ لَعَمْرُ الرَّحْمنِ إِنَّهُ يَذْكُرُكِ فِيْ حِيْنٍ أَحاطَتْهُ الأَحْزانُ مِنْ أَهْلِ الإِمْكانِ عَلى شَأْنٍ عَجِزَتْ عَنْ ذِكْرِها أَقْلامُ الْعالَمِيْنَ، تَفَكَّرِيْ فِيْ ظُهُوْرِ اللهِ وَسَلْطَنَتِهِ إِنَّهُ مَعَ سِجْنِهِ وَبَلائِهِ يَدْعُ الْعالَمَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ بِقُدْرَةٍ ما مَنَعَتْها سَطْوَةُ الظّالِمِيْنَ، لِهذا الْمَسْجُوْنِ يَنْبَغِيْ ثَناءُ ما كانَ وَما يَكُوْنُ وَلِهذا الْمَظْلُوْمِ يَلِيْقُ ذِكْرُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، أَنِ اشْكُرِيْ رَبَّكِ بِهذا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ إِنَّهُ لا يُعادِلُهُ ما خُلِقَ فِي الإِمْكانِ يَشْهَدُ بِذلِكَ رَبُّكِ الْخَبِيْرُ الْعَلِيْمُ.

 

[128]

بسمه الباقي بعد فناء الأشياء

كِتابٌ أَنْزَلَهُ الْمَحْبُوْبُ وَبِهِ أَنارَ الْقُلُوْبَ طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ وَيْلٌ لِكُلِّ غافِلٍ بَعِيْدٍ، قَدْ سَرُعَ كُلُّ جَبَلٍ بِما أُلْقِيَ عَلَيْهِ مِنْ آياتِ رَبِّهِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ وَهْمٍ عَظِيْمٍ، طُوْبى لِمَنْ نَبَذَ الْعالَمَ وَأَقْبَلَ إِلى الاسْمِ الأَعْظَمِ بِقُوَّةٍ ما مَنَعَتْها شُئُوْناتُ الأُمَمِ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا عَنْ أُفُقِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيْمِ الْحَكِيْمِ، إِنَّ هذا لأُفُقٌ بِهِ أَضاءَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَلكِنَّ النّاسَ فِيْ ظُلُماتِ أَنْفُسِهِمْ لَمِنَ السّاكِنِيْنَ، قُلْ أَنِ احْرِقُوا الأَحْجابَ إِنَّ الْوَهّابَ يَدْعُوْكُمْ إِلى مَقامِهِ الْكَرِيْمِ، كَذلِكَ ذَكَرْناكَ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا وَأَنا الْفَضّالُ الْعَلِيْمُ.

 

[129]

بسم الله الباقي بلا انقلاب

كِتابُ اللهِ نُزِّلَ بِالْحَقِّ مِنْ جَبَرُوْتِ رَحْمَةِ رَبِّكُمُ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، إِنَّهُ لَمُنادِ اللهِ فِيْما سِواهُ وَآيَةُ رَحْمَتِهِ لِمَنْ فِي الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، إِنَّ الَّذِيْ أَخَذَ الْكِتابَ بِيَدِ الاقْتِدارِ يَتَباهى بِهِ أَهْلُ مَلإِ الأَعْلى وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْرِفُوْنَ، إِيّاكُمْ أَنْ تَحْجُبَكُمْ حُجُباتُ الْبَشَرِ  عَنِ الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ أَوْ تَضْطَرِبَكُمْ شُئُوْناتُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، أَنِ ازْرَعُوا بِأَيادِي التَّوَكُّلِ وَالانْقِطاعِ ما يَنْبُتُ بِهِ نَباتُ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ فِي الأَفْئِدَةِ وَالْعُقُولِ، إِنَّهُ مَعَكُمْ وَيَرى ما أَنْتُمْ تَعْمَلُوْنَ فِيْ سَبِيْلِهِ وَتَنْطِقُوْنَ بِذِكْرِهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، قَدْ خَلَقْنا الْعِبادَ لِلْمَعادِ وَأَتى الْوَعْدُ وَهُمْ غافِلُوْنَ، ذَكِّرُوْهُمْ لَعَلَّ يَجِدُوْنَ هذا الْعَرْفَ الْمُقَدَّسَ الْعَزِيْزَ الْمَمْنُوْعَ، وَتُحَرِّكُهُمْ نَسَمَةُ اللهِ وَتُبْلِغُهُمْ إِلى مَقامِ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مُقَدَّسًا عَنِ الْحُدُوْدِ.

[130]

بسمه المستقرّ على العرش

إِنَّا نَذْكُرُ مَنْ أَقْبَلَ إِلى الْوَجْهِ وَنُنْزِلُ لَهُ ما يَبْقى بِهِ اسْمُهُ بِدَوامِ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوْتِ أَنِ اعْرِفُوا يا أُوْلِي الأَبْصارِ، قَدْ فُتِحَ بابُ اللِّقاءِ لِمَنْ فِي الإِنْشاءِ طُوْبى لِمَنْ تَقَرَّبَ وَيْلٌ لِكُلِّ مُشْرِكٍ مُرْتابٍ، قَدْ نَزَّلْنا لَكَ الآياتِ مِنْ قَبْلُ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَقُوْمَ عَلى نُصْرَةِ الْمَظْلُوْمِ بَيْنَ الْعِبادِ، تَاللهِ لا يَنْفَعُكَ ما عِنْدَ النّاسِ وَلا تُغْنِيْكَ خَزائِنُ الأَرْضِ دَعْها لأَهْلِها وَتَوَجَّهْ بِالْقَلْبِ الأَطْهَرِ إِلى الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ إِنَّهُ يَكْفِيْكَ بِالْحَقِّ وَيَهْدِيْكَ إِلى سَوِيِّ الصِّراطِ، قُلْ إِنَّهُ ما أَرادَ لِنَفْسِهِ مِنْ شَيْءٍ يَدْعُوْ مَنْ فِي الإِمْكانِ إِلى رَبِّهِمُ الرَّحْمنِ، قَدْ قَبِلَ الْبَلاءَ لِنَجاتِكُمْ وَحَمِلَ السِّجْنَ لِخَلاصِكُمُ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا كُلِّ غافِلٍ مَكّارٍ، كَذلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْمَظْلُوْمِ لِيُقَرِّبَكَ إِلى أُفُقِ أَمْرِ رَبِّكَ الْقَيُّوْمِ تَوَجَّهْ إِلَيْهِ بِقُوَّةٍ لا يَمْنَعُها ضَوْضاءُ الأَنْامِ.

[131]

الأقدس الأمنع

كِتابٌ نُزِّلَ بِالْحَقِّ مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ إِنَّهُ ما مِنْ إِلهٍ إِلاّ هُوَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ وَكُلٌّ إِلَيْهِ راجِعُوْنَ، قَدْ شَهِدَتِ الأَشْياءُ لِمالِكِ الأَسْماءِ وَلا يَعْقِلُهُ إِلاّ الْعاقِلُوْنَ، قَدْ نادَتِ السِّدْرَةُ بِأَعْلى الصَّيْحَةِ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ لا يَسْمَعُوْنَ، قَدْ شَهِدَتِ الْبِحارُ لِمَطْلِعِ الأَنْوارِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ لا يَفْقَهُوْنَ، طُوْبى لِقَلْبٍ طارَ وَلِلِسانٍ نَطَقَ وَلِعَيْنٍ رأَتْ مَنْظَرَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، قَدْ خَلَقَ الْخَلْقَ لِهذا الْيَوْمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُتُبُ اللهِ كُلُّها وَلكِنَّ الْقَوْمَ لا يَشْعُرُوْنَ، قَدْ أَعْرَضُوا عَنِ النُّوْرِ مُسْرِعِيْنَ إِلى النّارِ أَلا إِنَّهُمْ قَوْمٌ مُنْكِرُوْنَ، لَيْسَ لَهُمْ نَصِيْبٌ مِنْ هذا الْبَحْرِ الأَعْظَمِ إِنَّهُ قَدْ قُدِّرَ لأَهْلِ الْبَهاءِ الَّذِيْنَ نَبَذُوا الْوَرى مُقْبِلِيْنَ إِلى الْمَقْصُوْدِ، أُوْلئِكَ لا تَمْنَعُهُمْ إِشاراتُ الْقَوْمِ وَلا تَحْجُبُهُمْ حُجُباتُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، إِنَّكَ أَنْتَ فَاشْكُرِ اللهَ بِما فُزْتَ بِهذا اللَّوْحِ إِذْ نَطَقَ الذِّكْرُ الأَعْظَمُ فِيْ هذا الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ.

 

[132]

الأعظم الأقدم الأكرم

قَدْ ماجَ بَحْرُ الْفَضْلِ بِما هاجَتْ أَرْياحُ مَشِيَّةِ رَبِّكُمُ الْحَمِيْدِ، كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَقْبَلَ إِلَيْهِ وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَعْرَضَ عَنْهُ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، لا يَنْفَعُهُ إِقْبالُ الْمُقْبِلِيْنَ وَلا يَضُرُّهُ إِعْراضُ الْمُعْرِضِيْنَ إِنَّما يَدْعُ النّاسَ لِوَجْهِهِ الْمُشْرِقِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، إِنَّ الَّذِيْ فازَ فِيْ أَيّامِ اللهِ إِنَّهُ مِنْ جَوْهَرِ الْخَلْقِ لَدى الْحَقِّ وَالَّذِيْ تَوَقَّفَ إِنَّه مِنَ الْمَيِّتِيْنَ، أَنِ افْرَحُوا يا أَهْلَ الْبَهاءِ بِظُهُوْرِ رَبِّكُمْ مالِكِ الأَسْماءِ ثُمَّ اسْتَقِيْمُوا عَلى الأَمْرِ عَلى شَأْنٍ لا تَزَلُّكُمْ شُبُهاتُ الْمُرِيْبِيْنَ، كُوْنُوا راياتِ الاسْتِقامَةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ وَأَدِلاّءَ الإِيْقانِ لِمَنْ فِي الإِمْكانِ هذا يَنْبَغِيْ لَكُمْ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، إِيّاكُمْ أَنْ تَأْخُذَكُمُ الأَحْزانُ هذا رَبُّكُمُ الرَّحْمنُ أَنِ افْرَحُوا بِطُلُوْعِ النَّيِّرِ الأَعْظَمِ مِنْ هذا الأُفُقِ الْمُبِيْنِ، لا تَحْسَبُنَّ الَّذِيْنَ غَفَلُوا الْيَوْمَ أَحْياءَ وَهُمْ أَمْواتٌ فِيْ كِتابِ رَبِّكُمُ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، أَنِ اجْتَمِعُوا عَلى الأَمْرِ ثُمَّ انْصُرُوا الرَّحْمنَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ هذا يَنْبَغِيْ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهذا الْحَبْلِ الْمَتِيْنِ، كَذلِكَ تَحَرَّكَتْ أَفْلاكُ الْبَيانِ مِنْ أَرْياحِ مَشِيَّةِ رَبِّكُمُ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ.

 

[133]

بسمه المقدّس عن الذّكر والبيان

قَدْ شَهِدَتِ الذَّرّاتُ لِمُنْزِلِ الآياتِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ يَتَكَلَّمُوْنَ بِما احْتَرَقَ بِهِ أَكْبادُ الأَصْفِياءِ وَجَرَتْ دُمُوْعُ الأَوْلِياءِ لَعَمْرُ اللهِ إِنَّهُمْ فِيْ خُسْرانٍ مُبِيْنٍ، قَدْ تَمَوَّجَ بَحْرُ الْعِلْمِ وَأَشْرَقَ نَيِّرُ الْعِرْفانِ وَلكِنَّ النّاسَ فِيْ حِجابٍ مُبِيْنٍ، قَدْ نَبَذُوا إِلهَهُمْ وَاتَّخَذُوا أَهْوائَهُمْ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِنْ عَذابِ يَوْمٍ عَظِيْمٍ، قَدْ خُلِقُوا لإِصْغاءِ نِداءِ اللهِ وَإِذا ارْتَفَعَ بِالْحَقِّ نَكَصُوا عَلى أَعْقابِهِمْ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ النّائِمِيْنَ، طُوْبى لِمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَ مَوْلَيهُ وَفازَ بِهذا الْيَوْمِ الَّذِيْ فِيْهِ يُنادِيْ مَحْبُوْبُ الْعالَمْ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ.

[134]

بسم الله الأقدس الأبهى

هذا كِتابٌ مِنْ لَدُنّا إِلى مَنْ سَرُعَ بِقَلْبِهِ إِلى شَطْرِ الْفِرْدَوْسِ إِذِ ارْتَفَعَ النِّداءُ عَنْ يَمِيْنِ بُقْعَةِ النَّوْراءِ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ وَقالَ لَبَّيْكَ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ، لَعَمْرِيْ لَوْ نَرْشَحُ مِنْ بَحْرِ جَذْبِ كَلِمَةِ رَبِّكَ عَلى الْجِبالِ لَتَرْقُصُنَّ فِيْ حُبِّ مَوْلاكَ وَلَوْ عَلى الْكائِناتِ لَتَرَيهُنَّ طائِراتٍ فِي الْهَواءِ كَذلِكَ يَذْكُرُكَ قَلَمُ الأَمْرِ مِنْ لَدُنْ عَلِيْمٍ خَبِيْرٍ، قَدْ وَجَدْنا شَوْقَكَ وَاشْتِياقَكَ نَزَّلْنا لَكَ هذا اللَّوْحَ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مَطْلِعَ آياتِهِ بَيْنَ عِبادِهِ وَناشِرَ أَمْرِهِ بَيْنَ الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، إِذا فُزْتَ بِهِ أَنِ اقْرَئْهُ بِلَحْنِ الْفِطْرَةِ كَذلِكَ يَأْمُرُكَ مالِكُ الْبَرِيَّةِ إِنَّهُ يُقَرِّبُكَ إِلى اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، لا تَنْظُرْ إِلى الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ ما لا أَذِنَ اللهُ لَهُمْ أَنِ انْظُرْ إِلى الشَّطْرِ الأَنْوَرِ وَالْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ قُلْ أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ يا مَنْ بِيَدِكَ مَلَكُوْتُ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قُلْ إِنّا أَظْهَرْنا الْبُرْهانَ عَلى شَأْنٍ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَهُ أَهْلُ الإِمْكانِ إِلاّ الَّذِيْ خَرَجَ مِنْ حَدِّ الإِنْصافِ وَكانَ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ، قُلِ الْحُجَّةُ قَدْ سَجَدَتْ لِوَجْهِ رَبِّها وَالدَّلِيْلُ يَطُوْفُ حَوْلَ الْجَلِيْلِ وَالنَّبِيْلُ يُنادِيْ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ قَدْ أَتى الْمَحْبُوْبُ بِسُلْطانِ الأَسْماءِ هذا لَهُوَ الَّذِيْ بِاسْمِهِ زَيَّنّا الْبَيانَ وَبِذِكْرِهِ طُرِّزَ كُتُبُ الرَّحْمنِ أَنْ أَقْبِلُوا إِلَيْهِ يا مَلأَ الأَرْضِ بِقَلْبٍ مُنِيْرٍ، طُوْبى لَكَ بِما ما مَنَعَكَ شَيْءٌ عَنِ اللهِ رَبِّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيْعِ، وَضَعْتَ ما عِنْدَ الْقَوْمِ وَأَخَذْتَ ما أَتاكَ الْيَوْمَ مِنْ لَدُنْ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ أَقْبَلَ إِلى اللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

[135]

بسمي المهيمن على الأسماء

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنّا لِمَنْ أَقْبَلَ إِلى الْعَرْشِ وَتَوَجَّهَ إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، لِيُقَرِّبَهُ النِّداءُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَيَجْذُبَهُ الذِّكْرُ وَالْبَيانُ كَرَّةً بَعْدَ كَرَّةٍ عَلى شَأْنٍ يَقُوْمُ بَيْنَ الإِمْكانِ بِاسْمِ رَبِّهِ الرَّحْمنِ وَيَدْعُ الأُمَمَ إِلى الاسْمِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الْعالَمِ وَنادى الْمُنادِ الْمُلْكُ للهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، أَنِ اسْتَمِعْ نِداءَ هذا الْمَظْلُوْمِ مِنْ هذا السِّجْنِ الَّذِيْ تَنْطِقُ ذَرّاتُ تُرابِهِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْغَرِيْبُ الْفَرِيْدُ، قَدْ حَضَرَ لَدى الْعَرْشِ فِيْ هذا الْحِيْنِ مَنْ أَقْبَلَ إِلى اللهِ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبِيْنِ، وَفازَ بِلِقاءِ اللهِ وَشَرِبَ رَحِيْقَ الْوِصالِ مِنْ أَيادِيْ عَطاءِ رَبِّهِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، طُوْبى لَكَ بِما حَضَرْتَ وَرَأَيْتَ وَسَمِعْتَ ما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ إِذْ ظَهَرَ مَشْرِقُ الْوَحْيِ بِسُلْطانٍ عَظِيْمٍ، قَدْ دَخَلْتَ بِإِذْنٍ مِنْ لَدُنّا وَرَجَعْتَ بِأَمْرِ رَبِّكَ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، أَنِ اطْمَئِنَّ بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ ثُمَّ اذْكُرْ رَبَّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ لِئَلاّ يَضْطَرِبَ بِهِ مَلأُ الإِمْكانِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، طُوْبى لَكَ بِما نَصَرْتَ أَمْرَ رَبِّكَ وَأَظْهَرْتَ ما يَنْبَغِيْ لَكَ فِيْ أَيّامِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ تَوَكَّلْ عَلى الَّذِيْ بِحَرَكَةِ إِصْبَعِهِ تَحَرَّكَتِ الْمُمْكِناتُ وَبِإِشارَةٍ مِنْ عِنْدِهِ سَجَدَ كُلُّ الْوُجُوْدِ للهِ الْمَلِكِ الْعَدْلِ الْحَكِيْمِ، إِنّا قَدْ ذَكَرْناكَ فِيْ أَلْواحٍ شَتّى فَضْلاً مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَنَذْكُرُكَ بِالْحَقِّ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْقَوِيُّ الأَمِيْنُ، إِنَّا نَراكَ فِيْ كُلِّ الأَحْيانِ قائِمًا لَدى الْبابِ وَناطِقًا بِذِكْرِي الْجَمِيْلِ، قُلِ اللّهُمَّ يا مَحْبُوْبَ الْعالَمِيْنَ وَمَقْصُوْدَ الْعارِفِيْنَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الْعالَمِيْنَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مِنَ الَّذِيْنَ نَصَرُوا أَمْرَكَ وَاسْتَقامُوا عَلى حُبِّكَ عَلى شَأْنٍ ما مَنَعَتْهُمْ سَطْوَةُ الْمُلُوْكِ وَلا شُئُوْناتُ الْمَمْلُوْكِ، قَدْ نَطَقُوا بِاسْمِكَ وَنادُوا بِذِكْرِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِر عَلى ما تَشاءُ وَفِيْ قَبْضَتِكَ مَلَكُوْتُ الإِنْشاءِ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزُ الْعَلِيْمُ، قَدْ غَفَرَ اللهُ أَباكَ وَأُمَّكَ وَذَوِيْ قَرابَتِكَ وَأَلْبَسَهُمْ أَثْوابَ عِنايَتِهِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ أَنِ افْرَحْ بِذلِكَ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ.

 

[136]

بسم الباقي الدّائم

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنّا إِلى الَّذِيْ أَقْبَلَ إِلى الْمَسْجُوْنِ وَكانَ مِنَ الْمُهْتَدِيْنَ، قُلْ هذا لَبِرُّ اللهِ الَّذِيْ نَطَقَ بِهِ الرُّوْحُ وَإِنَّ هذا لَنامُوْسُ الأَكْبَرُ وَإِنَّ هذا لاسْمُهُ الْمَكْنُوْنُ قَدْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ بِمَلَكُوْتِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، لَوْلاهُ لَمْ يَثْبُتْ ما نَطَقَتْ بِهِ صَحائِفُ اللهِ بِهِ ظَهَرَ ما هُوَ الْمَسْتُوْرُ وَلاحَ جَمالُ الْقِدَمِ بَيْنَ الأُمَمِ وَلكِنَّ النّاسَ فِيْ حِجابٍ عَظِيْمٍ، هذا لأُفُقُ الَّذِيْ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شُمُوْسُ الأَسْماءِ وَالرَّبِيْعُ الَّذِيْ بِهِ زُيِّنَتْ حَدائِقُ قُلُوْبِ الْعارِفِيْنَ، وَهذا لَفَجْرُ الْهِدايَةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ وَسِراجُ الأَحَدِيَّةِ لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، بِنِدائِهِ نادَتِ الأَشْياءُ وَبِحُزْنِهِ ناحَ أَهْلُ مَلإِ الأَعْلى وَصاحَ الرُّوْحُ الأَمِيْنُ، إِنَّ هذا لَكِتابُ الَّذِيْ لا رَيْبَ فِيْهِ وَنُوْرُ اللهِ لِمَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ وَشِهابُ نارِهِ لِلشَّياطِيْنِ، وَهذا لَبُرْهانُ اللهِ لِمَنْ فِي الإِمْكانِ وَحُجَّتُهُ الْباقِيَةُ لِمَنْ فِي الْعالَمِيْنَ، بِهِ فاحَتْ نَفْحَةُ الرَّحْمنِ فِي الأَكْوانِ وَنادَتِ الذَّرّاتُ الْقُدْرَةُ للهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيِّ الْقَدِيْرِ، بِهِ خُرِقَتِ الأَحْجابُ وَظَهَرَ ما سُطِرَ فِيْ لَوْحٍ حَفِيْظٍ، لَوْ نُفَصِّلُ آياتِ الظُّهُوْرِ لَتَنْفَدُ الْبُحُوْرُ وَعَزْمِي الثّابِتِ الْقَدِيْمِ، إِنَّ الَّذِيْنَ غَفَلُوا الْيَوْمَ سَوْفَ يَرَوْنَ أَنْفُسَهُمْ فِيْ خُسْرانٍ مُبِيْنٍ، طُوْبى لِلَيْثٍ ظَهَرَ مِنْ غَيْضَةِ الْقُدْرَةِ لِنُصْرَةِ أَمْرِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْكَرِيْمِ، قُمْ عَلى الأَمْرِ مُنْقَطِعًا عَنِ الإِشاراتِ الَّتِيْ بِها مُنِعَ الْعِبادُ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى اللهِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، إِذا انْتَشَرَتْ أَوْراقُ النِّفاقِ فِي الآفاقِ دَعْها عَنْ وَراكَ مُقْبِلاً إِلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى شَأْنٍ بِكَ تَسْتَقِرُّ قُلُوْبُ الَّذِيْنَ تَوَقَّفُوا وَتَطْمَئِنُّ أَفْئِدَةُ الْمُرِيْبِيْنَ، قَدْ بَلَغَ الأَمْرُ إِلى مَقامٍ سَطا عَلَيْنا أَضْعَفُ الْعِبادِ وَبَغى عَلَيْنا مَنْ كانَ أَرْذَلَ النّاسِ كَذلِكَ وَرَدَ عَلَيْنا مِنْ هؤُلاءِ الْغافِلِيْنَ، لا يَجْرِي الْقَلَمُ عَلى قَصَصِ الْغُلامِ لَعَمْرِيْ إِنَّهُ فِيْ بَلاءٍ عَظِيْمٍ، كُلَّما يُرِيْدُ أَنْ يُظْهِرَ ما وَرَدَ عَلَيْهِ مِنَ الأَشْرارِ يَمْنَعُهُ اسْمُهُ السَّتّارُ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ كُنْ كَما كانَ مَوْلَيكَ عَلى شَأْنٍ لا يَمْنَعُكَ الْبَلاءُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّكَ مالِكِ الأَسْماءِ وَلا يَضْطَرِبُكَ إِعْراضُ الْمُعْرِضِيْن، أَنِ اسْتَعِنْ بِاللهِ إِنَّهُ يَكْفِيْ شَرَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا وَإِنَّهُ هُوَ خَيْرُ النّاصِرِيْنَ، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُوَفِّقَكَ عَلى ذِكْرِهِ وَيُؤَيِّدَكَ عَلى نُصْرَةِ أَمْرِهِ وَيَجْعَلَكَ مِنَ الَّذِيْنَ نَبَذُوا ما سِواهُ وَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِهِ الْمَتِيْنِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ فازُوا بِأَنْوارِ الْهُدى فِيْ هذا الْفَجْرِ الْبَدِيْعِ.

 

[137]

بسم الله الأقدم الأعظم

أَنْ يا قَلَمُ الأَعْلى أَنِ اذْكُرِ الَّذِيْنَ نَسَبْناهُمْ إِلى نَفْسِكَ الْعُلْيا ثُمَّ اذْكُرْهُمْ بِأَذْكارٍ بِها تَنْجَذِبُ الْحِيْتانُ فِي الْبِحارِ وَتَنْطِقُ الأَثْمارُ عَلى الأَشْجارِ وَالطُّيُوْرُ فِي الأَوْكارِ إِنَّكَ أَنْتَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيْمِ وَسَبَقَتْ رَحْمَتُكَ الْعالَمِيْنَ، يا بُشْرى لَكَ بِما نَطَقَ بِاسْمِكَ لِسانُ الْعَظَمَةِ وَالإِجْلالِ فِيْ مَقامٍ ظاهِرُهُ سِجْنٌ وَباطِنُهُ رِضْوانٌ قَدْ غُرِسَتْ أَشْجارُهُ بِأَيادِي الْفَضْلِ وَظَهَرَتْ أَوْرادُهُ مِنْ نَسَمَةِ الْوَحْيِ وَسَكَرَ كُلُّ ذَرَّةٍ مِنْ تُرابِهِ بِما ارْتَشَحَ عَلَيْهِ خَمْرُ الْحَيَوانِ مِنْ فَمِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ وَاهْتَزَّتْ حَصاتُهُ بِما مَرَّ عَلَيْها الْعَرْفُ الْمُتَضَوِّعُ مِنَ الشَّعْرِ الْمُعَلَّقِ الْمُتَحَرِّكِ عَلى ظَهْرِ رَبِّكَ الْغَفُوْرِ الرَّحِيْمِ، يا طُوْبى لَكَ لَوْ تَقْرَءُ هذا اللَّوْحَ عَلى لَحْنٍ نُزِّلَ مِنْ سَماءِ مَشِيَّةِ رَبِّكَ الْمُعْطِي الْعَزِيْزِ الْكَرِيْمِ، لَعَمْرِيْ لَوْ تَسْمَعُ أُذُنُ الْكائِناتِ ما يُغَرِّدُ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْ هذِهِ الْوَرَقَةِ الْمُبارَكَةِ لَيَجْذُبُهُمْ إِلى مَلَكُوْتِ رَبِّهِمْ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ لا يَسْمَعُوْنَ قَدْ مَنَعَتْهُمْ أَهْوائُهُمْ عَمّا جَرى عَنْ يَمِيْنِ الْعَرْشِ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ  الْمُدْحَضِيْنَ، أَنِ اشْكُرْ رَبَّكَ بِما فُزْتَ بِبَيانِ اللهِ إِذِ اسْتَقَرَّ الرَّحْمنُ عَلى عَرْشِهِ الْعَظِيْمِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلى أَبِيْكَ وَعَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكُمْ مِنَ الَّذِيْنَ تَشَبَّثُوا بِهذا الذَّيْلِ الْمُنِيْرِ.

 

[138]

بسم الله الأقدس الأبهى

يا أَهْلَ الْعِبَرِ أَيْنَ ما عَبَرَ مِنْ أَيّامِكُمْ وَأَيْنَ ما غَبَرَ أَنِ اغْتَنِمُوا هذا الْيَوْمَ الَّذِيْ فِيْهِ أَضاءَ الْوَجْهُ أَمامَ الْبَصَرِ هَلْ يَبْقى الإِنْسانُ أَوْ ما تَراهُ فِي الإِمْكانِ وَرَبِّكَ الرَّحْمنِ كُلُّ مَنْ عَلَيْها فَانٍ وَالْمُلْكُ للهِ الْعَزِيْزِ الْمَنّانِ، أَيْنَ الْجَبابِرَةُ وَالْفَراعِنَةُ قَدْ أَرْجَعْناهُمْ إِلى الْهاوِيَةِ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيْدُ الْعِقابِ، هَلِ الْعاقِلُ يَتَمَسَّكُ بِما يَفْنى لا وَمُظْهِرِ الأَسْرارِ، كَمْ مِنْ عِبادٍ غَرَّتْهُمُ الدُّنْيا عَلى شَأْنٍ كَفَرُوا بِاللهِ وَاعْتَرَضُوا عَلى سُفَرائِهِ قَدْ أَمْهَلْناهُمْ أَيّامًا مَعْدُوْداتٍ حِكْمَةً مِنْ لَدُنّا إِلى أَنْ أَتى الْمِيْقاتُ إِذًا أَخَذْناهُمْ وَتَرَكْناهُمْ فِي النِّيْرانِ، إِنَّ الَّذِيْنَ يَهْرَعُوْنَ إِلى الطّاغُوْتِ مُعْرِضًا عَنِ الْجَبَرُوْتِ أُوْلئِكَ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ لَدُنّا مِنْ واقٍ، قَدْ خَسِرَ الَّذِيْنَ بَدَّلُوا أَمْرَ اللهِ بِأَهْواءِ أَنْفُسِهِمْ وَأَنْكَرُوا حَقَّ اللهِ بَعْدَ الَّذِيْ أَتى بِسُلْطانِ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ، قُلْ يا قَوْمِ أَتَدْحَضُوْنَ الْحَقَّ بِما عِنْدَكُمْ فَانْطُرُوا فِي الَّذِيْنَ كانُوا قَبْلَكُمْ مِنَ الأَحْزابِ، قَدْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً وَكَذَّبُوا بِأَمْرِنا إِذًا أَخَذْناهُمْ وَتَرَكْناهُمْ عِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصارِ، كَذلِكَ أَشْرَقْنا لَكَ مِنْ أُفُقِ الْبَيانِ شَمْسَ الذِّكْرِ وَالتِّبْيانِ لِتَفْرَحَ وَتَقُوْمَ عَلى ذِكْرِ رَبِّكَ بَيْنَ الْعِبادِ.

 

[139]

 يا معبود

ذِكْرُ كَلِمَةٍ مِنْ لَدى الْغُلامِ إِلى الَّذِيْ آمَنَ بِاللهِ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، لِيَأْخُذَها بِقُوَّةٍ مِنْ لَدُنّا وَيَضَعَ ما عِنْدَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِرَبِّ الأَرْبابِ، قُلْ أَنِ افْتَحُوا الأَبْصارَ يا أُوْلِي الأَحْبارِ لِمُشاهَدَةِ الْجَمالِ وَإِنَّهُ أَشْرَقَ عَنْ أُفُقِ الْجَلالِ وَلا يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ إِلاّ كُلُّ مُشْرِكٍ مُرْتابٍ، إِنَّ الَّذِيْ ما فازَ بِهِ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَصَرِ كَذلِكَ حَكَمَ مُنْزِلُ الْكِتابِ، قُلْ يا قَوْمِ إِنَّا خَلَقْنا الْبَصَرَ لِعِرْفانِ هذا الْجَمالِ وَالَّذِيْ ما عَرَفَهُ إِنَّهُ عَمِيٌّ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ أُوْلُوا الأَلْبابِ، إِنْ كانَ بَصَرُكُمْ ضَعِيْفًا أَنِ اسْتَبْصِرُوا مِنْ عَيْنِيْ وَبِها فَانْظُرُوْنِيْ يا أُوْلِي الأَنْظارِ، إِيّاكُمْ أَنْ تَجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ مَحْرُوْمًا عَنْ هذا الْفَضْلِ الَّذِيْ رُزِقْتُمْ بِهِ مِنْ دُوْنِ سُؤالٍ وَجَوابٍ، قُلْ يا قَوْمِ إِنَّ هذا لَهُوَ الَّذِيْ ماتَ فِيْ حَسْرَتِهِ قُرُوْنُ الأُوْلى وَأَنْتُمْ لَمّا وَجَدْتُمُوْهُ مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ غَفَلْتُمْ فَسَوْفَ تَنُوْحُوْنَ وَتَبْكُوْنَ يا أَصْحابَ الْحِجابِ، قُوْمُوا يا قَوْمِ ثُمَّ افْتَحُوا الْخِطابَ تِلْقاءَ الْبابِ بِخُضُوْعٍ وَإِنابٍ، وَالَّذِيْ ما فازَ بِذِكْرِ هذا الذِّكْرِ الأَعْظَمِ إِنَّهُ كَلِيْلٌ وَلَوْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةِ الْعالَمِيْنَ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ فَصْلُ الْخِطابِ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَقاوَةِ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا فِيْ هذا الظُّهُوْرِ إِنَّهُمْ هُمُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ فِيْ كُلِّ الأَعْصارِ، قُلْ أَيْ رَبِّ فَاحْفَظْنِيْ بِسُلْطانِكَ وَاقْتِدارِكَ ثُمَّ اكْتُبْنِيْ مَعَ عِبادِكَ الأَخْيارِ، أَيْ رَبِّ فَاجْعَلْنِيْ عَلى ما أَنْتَ تُحِبُّ وَتَرْضى وَلا تَدَعْنِيْ بالْهَوى وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ، وَالْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ آمَنَ بِاللهِ الَّذِيْ إِلَيْهِ يَرْجعُ حُكْمُ الْمَبْدَءِ وَالْمَآبِ.

 

[140]

يا مظلوم

أَشْهَدُ أَنَّهُ شَهِدَ لِذاتِهِ أَنَّهُ لا يُعْرَفُ بِما سِواهُ وَلا يُدْرَكُ بِدُوْنِهِ قَدِ ارْتَفَعَ بِاسْمٍ مِنْهُ رايَةُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عَلى طُوْرِ الْوُجُوْدِ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، وَبِاسْمٍ آخَرَ نُصِبَ سُرادِقُ إِنِّيْ أَنا اللهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا عَلى هذا الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ، يَشْهَدُ كُلُّ الأَشْياءِ لِنَفْسِيْ وَكُلُّ الأَسْماءِ لِسُلْطانِيْ وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ ما عَرَفُوْنِيْ وَيَرْجعُ ما عِنْدَهُمْ إِلى مَظْهَرٍ مِنْ مَظاهِرِي الَّذِيْنَ خُلِقُوا مِنْ قَلَمِيْ مَنْ فازَ بِهذِهِ الشَّهادَةِ وَشَهِدَ بِما شَهِدَ اللهُ فِيْهذِهِ الْوَرَقَةِ يَجْعَلُهُ اللهُ مُسْتَغْنِيًا عَنْ شَهادَةِ الْعالَمِيْنَ، يا إِلهِيْ أَسْئَلُكَ بِمَحْبُوْبِيَّتِكَ بِأَنْ تَجْعَلَ هذِهِ الشَّهادَةَ سِراجَ قَلْبِيْ وَضِياءَ وَجْهِيْ وَنُوْرَ صَدْرِيْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ إِنَّكَ أَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ.

 

[141]

بسم الله الأقدس

قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ الْمَخْتُوْمُ لَدى الْمَظْلُوْمِ وَوَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ خُلُوْصِكَ للهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُعَرِّفَكَ ما هُوَ الْمَسْتُوْرُ فِيْ لَوْحٍ مَسْطُوْرٍ وَيُسْمِعَكَ هَدِيْرَ الْوَرْقاءِ عَلى الأَفْنانِ وَخَرِيْرَ ماءِ الْحَيَوانِ الَّذِيْ جَرى مِنْ مَعِيْنِ مَشِيَّةِ مالِكِ الإِمْكانِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ، أَنْ يا حَبِيْبُ يَنْبَغِيْ لِحَضْرَتِكَ أَنْ تَتَفَكَّرَ فِيْ كَلِمَةِ اللهِ وَعَظَمَتِها وَحَلاوَتِها إِنَّها لَتَكْفِي الْعالَمِيْنَ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِالرُّوْحِ قَدْ أَخَذَهُ جَذْبُ كَلِمَةِ رَبِّهِ وَبِها أَقْبَلَ وَآمَنَ مُنْقَطِعا عَمّا فِيْ أَيْدِي النَّاسِ هذا يَنْبَغِيْ لِحِيْتانِ الْبَحْرِ الأَعْظَمِ، يا أَيُّها الْعارِفُ الْخَبِيْرُ وَالْحَبْرُ الْبَصِيْرُ فَاعْلَمْ قَدْ مَنَعَ الْهَوى أَكْثَرَ الْوَرى عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى اللهِ مالِكِ الأَسْماءِ، مَنْ يَنْظُرْ بِعَيْنِ الْبَصِيْرَةِ يَشْهَدُ وَيَرى وَيَقُوْلُ سُبْحانَ رَبِّي الأَعْلى، قَدْ بُشِّرَ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ بِبِرِّ اللهِ وَوُعِدَ الْمِلَلُ بِمُطَهِّرِ الْعِلَلِ إِنَّهُ لَبانِي الْهَيْكَلِ طُوْبى لِلْعارِفِيْنَ، إِذا أَتى الْمِيْقاتُ يَصِيْحُ الْكَرْمِلُ كَأَنَّهُ اهْتَزَّ مِنِ اهْتِزازِ نَسَمَةِ الرَّبِّ طُوْبى لِلسَّامِعِيْنَ، لَوْ يَتَوَجَّهُ أَحَدٌ بِأُذُنِ الْفِطْرَةِ لَيَسْمَعُ مِنَ الصَّخْرَةِ أَنَّها تُنادِيْ بِأَعْلى الصَّيْحَةِ وَتَشْهَدُ للإِلهِ الأَبَدِيِّ، طُوْبى لِمَنْ وَجَدَ عَرْفَ الْبَيانِ وَأَقْبَلَ إِلى الْمَلَكُوْتِ مُنْقَطِعًا عَنِ الإِمْكانِ، فَإِذا ظَهَرَ ما ذُكِرَ فِي الْكُتُبِ تَرى النَّاسَ يَنْظُرُوْنَ وَلا يَعْرِفُوْنَ، يا حَبِيْبُ فَانْظُرْ سِرَّ التَّنْكِيْسِ لِرَمْزِ الرَّئِيْسِ حَيْثُ جَعَلَ أَعْليهُمْ أَسْفَلَهُمْ وَأَسْفَلَهُمْ أَعْليهُمْ وَاذْكُرْ إِذْ أَتى الْيَسُوْعُ أَنْكَرَهُ الْعُلَماءُ وَالْفُضَلاءُ وَالأُدَباءُ وَأَقْبَلَ إِلى الْمَلَكُوْتِ مَنْ يَصْطادُ الْحُوْتَ هذا سِرُّ ما ذُكِرَ فِيْ غَياهِبِ الْكَلِماتِ بِالرُّمُوْزِ وَالإِشاراتِ، إِنَّ الأَمْرَ عَظِيْمٌ عَظِيْمٌ، إِنَّ بُطْرُسَ الْحَوارِيَّ مَعَ عُلُوِّ شَأْنِهِ وَسُمُوِّ مَقامِهِ أَمْسَكَ اللِّسانَ إِذْ سُئِلَ، إِنَّكَ لَوْ تَتَفَكَّرْ فِيْما مَضى خالِصًا لِوَجْهِ الرَّبِّ لَتَرى النُّوْرَ مُشْرِقًا أَمامَ وَجْهِكَ وَتَجْعَلُهُ نُصْبَ عَيْنَيْكَ، إِنَّ الْحَقَّ أَظْهَرُ مِنْ أَنْ تَغْشيهُ الْحُجُباتُ وَالطَّرِيْقَ أَبْيَنُ مِنْ أَنْ تُغَطِّيْهِ الظُّلُماتُ وَالْيَقِيْنَ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ تَسْتُرَهُ الظُّنُوْناتُ وَالَّذِيْنَ مُنِعُوا أُوْلئِكَ اتَّبَعُوا أَهْوائَهُمْ وَهُمُ الْيَوْمَ نِيّامٌ راقِدُوْنَ، سَوْفَ يَنْتَبِهُوْنَ وَيَرْكُضُوْنَ وَلا يَجِدُوْنَ، طُوْبى لِمَنْ وَجَدَ الْعَرْفَ إِذْ هاجَ إِنَّهُ فازَ بِما فازَ بِهِ عِبادٌ مُخْلِصُوْنَ، ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّا رَأَيْنا بِأَنَّ الصَّادَ الظَّاهِرَةَ فِيْ كَلِمَةِ صُلْحٍ قَدْ طُرِّزَتْ بِطِرازِ الأَلِفِ الْقائِمَةِ، إِنَّها لَهِيَ الْمَذْكُوْرَةُ فِيْ لَوْحٍ مَنْشُوْرٍ، وَعِنْدَ ظُهُوْرِ أَنْوارِ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الإِلهِيَّةِ فُتِحَ بابُ السَّماءِ وَظَهَرَ مَلَكُوْتُ الأَسْماءِ وَتَمَّ الأَمْرُ بِالْهاءِ بَعْدَ اتِّصالِها بِالأَلِفِ الْمَبْسُوْطَةِ الَّتِيْ طُرِّزَتْ بِالنُّقْطَةِ الْبارِزِ عَنْها الاسْمُ الْمَخْزُوْنُ وَالسِّرُّ الْمَكْنُوْنُ وَالرَّمْزُ الْمَصُوْنُ وَإِنَّها لَهِيَ النُّقْطَةُ الَّتِيْ مِنْها ظَهَرَتِ الأَشْياءُ وَإِلَيْها أَعادَتْ، ثُمَّ رَأَيْنا الْكَلِمَةَ نَطَقَتْ بِكَلِمَةٍ وَجَدَها كُلُّ حِزْبٍ مِنَ الأَحْزابِ عَلى لُغَتِهِ وَلِسانِهِ وَعِنْدَ نُطْقِها أَشْرَقَتْ مِنْ أُفُقِ بَيانِها شَمْسٌ أَظْلَمَتْ عِنْدَ أَنْوارِها شَمْسُ السَّماءِ، وَقالَتْ قَدْ زُيِّنَ رَأْسُ السَّبْعِيْنَ بِإِكْلِيْلِ الأَرْبَعِيْنَ وَاتَّصَلَ بِالسَّبْعِ قَبْلَ الْعَشَرَةِ، وَعِنْدَ ذلِكَ ناحَتْ وَقالَتْ ما لِيْ أَرى الْبَيْتَ لا يَعْرِفُ صاحِبَهُ وَالابْنَ لا يَلْتَفِتُ أَباهُ وَكَذلِكَ الرَّاجِيْ مَلْجَأَهُ وَمَثْويهُ، يا أَيُّها الطَّائِرُ فِيْ هَواءِ الْعِرْفانِ مَنْ عَرَفَ الْجارِي الْمُنْجَمِدَ وَالطَّائِرَ السَّاكِنَ وَالظَّاهِرَ الْمَسْتُوْرَ وَالْمُشْرِقَ الْمَحْجُوْبَ يَأْخُذُهُ جَذْبُ الإِشْراقِ عَلى شَأْنٍ يَطِيْرُ بِأَجْنِحَةِ الاشْتِياقِ فِيْ هَواءِ الْقُرْبِ وَالْقُدْسِ وَالْوِصالِ، وَما ذَكَرْتَ حَضْرَتُكَ فِي الظَّلامِ نَشْهَدُ أَنَّهُ أَحاطَ الأَنامَ، طُوْبى لِمَنْ أَضاءَ بِنُوْرِ الْمُشْرِقِ مِنْ أُفُقِ رَحْمَةِ رَبِّهِ الأَقْدَسِ، إِنَّ الظَّلامَ هُوَ الأَوْهامُ وَبِها مُنِعَ الأَنامُ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى الْمَلَكُوْتِ إِذْ ظَهَرَ بِأَمْرِ اللهِ مالِكِ الْجَبَرُوْتِ، وَأَمَّا ما ذَكَرْتَ أَنَّ فُلانًا ظَنَّ أَنْ لا اخْتِلافَ بَيْنَنا مِنْ جِهَةِ الرُّوْحِ، هذا حَقٌّ لأَنَّ الرُّوْحَ مُقَدَّسٌ مِنْ أَنْ تَعْتَرِيْهِ الاخْتِلافاتُ أَوْ تَحْوِيْهِ الإِشاراتُ، إِنَّهُ لَظُهُوْرُ نُوْرِ الأَحَدِيَّةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ وَآيَةُ الْقِدَمِ بَيْنَ الأُمَمِ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ فَقَدْ أَقْبَلَ إِلى مَنْ أَرْسَلَهُ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ أَعْرَضَ عَمَّنْ أَظْهَرَهُ وَأَنطَقَهُ، إِنَّهُ كانَ عَلى ما كانَ وَيَكُوْنُ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ إِنَّما تَخْتَلِفُ إِشْراقاتُ تَجَلِّيْهِ فِي الْمَرايا بِاخْتِلافات ِ صُوَرِهِنَّ وَأَلْوانِهِنَّ، يا حَبِيْبُ لَوْ يَنْكَشِفُ رَمْزٌ مِنْ سِرِّ الَّذِيْ كانَ مُقَنَّعًا بِالسِّرِّ لَتَضْطَرِبُ أَفْئِدَةُ الَّذِيْنَ أَخَذُوا ما عِنْدَهُمْ وَنَبَذُوا ما عِنْدَ الرَّبِّ، إِنَّ حَضْرَتَكَ لَوْ تَتَفَكَّرُ فِيْما أَلْقَيْناكَ وَتَقُوْمُ عَلى ما ذُكِرَ بِالاسْتِقامَةِ الْكُبْرى لَيَظْهَرُ مِنْكَ ما ظَهَرَ مِنْ قَبْلُ، يا حَبِيْبُ إِنَّ الطَّيْرَ بَيْنَ مَخالِيْبِ الظُّلْمِ وَالنِّفاقِ لا تَرى لِنَفْسِها مِنْ وَكْرٍ لِتَسْكُنَ فِيْهِ وَلا مِنْ فَضاءٍ لِتَطِيْرَ إِلَيْهِ وَفِيْ مِثْلِ تِلْكَ الْحالَةِ تَدْعُ الْبَرِيَّةَ إِلى الْحَيوةِ الأَبَدِيَّةِ طُوْبى لأُذُنٍ واعِيَةٍ، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَجْمَعَنا فِيْ بِساطٍ واحِدٍ وَيُؤَيِّدَنا عَلى ما يُحِبُّ وَيَرْضى.

 

[142]

هو النّاطق بالفضل والآمر بالعدل

كلمة الله از افق ملكوت بيان ظاهر و نور ظهور از افق طور ساطع، آن كلمه كلمهٴ مباركهٴ يَفْعَلُ ما يَشآء است و آن نور نور ظهور مقصود عالميان، يا تاج طوبى از براى نفسيكه راس فؤادش باكليل اسم ابهى مزيّن و هيكلش بطراز انقطاع، اوليارا لا زال ذكر نموده و مينمائيم مفتريات مفترين و اعراض مشركين قلم اعلى را منع ننمود در ليالى و ايّام بذكر احبّاى حقيقى و دوستان معنوى ناطق و مشغول، انكار اختر مظاهر اقرار را از صدق و صفا محروم نساخت و ظلمش نور عدلرا از اشراق و تجلّى باز نداشت جَلَّ عَزْمُهُ وَجَلَّ اقْتِدارُهُ وَعَزَّ بَيانُهُ، يا تاجَ الدِّيْنِ اينمظلوم در سجن غافلين بي ناصر و معين ساكن لذا هر ظالمى بر اعراض و اعتراض قيام نموده، ظالمهاى عالم ميدانى يافته‌اند و بر بى ناصر و معين تاخته ‌اند و لكن اعراض و اعتراض كلّ بمثابهٴ طنين ذباب لدى الله بوده و هست، قطع نظر از حقيت اهل ايران در تمام عمر باوصاف نفوس مهمله مشغول و از مظاهر قدرت ومطالع اقتدار غافل و محجوب، از حق بطلبيد اعتسافرا بانصاف مبدّل فرمايد و ابصار را از رمد أوهام مقدّس سازد و مطهّر دارد إِنَّهُ عَلى كُلِّشَيْءٍ قَدِيْرٌ، سُبْحانَ اللهِ أمطار رحمت ربّانى در كلّ حين از سحاب فضل مالك يوم الدّين نازل و هاطل و تجلّيات أنوار آفتاب حقيقى ظاهر و مشهود معذلك كل بمطالع اوهام و مشارق ظنون متمسّك و مشغول، امروز ملكوت بيان امام و جوه اديان من غير ستر و كتمان ندا مينمايد و ميفرمايد يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ ثُمَّ أَقْبِلُوا إِلى أُفُقٍ مِنْهُ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ وَسَطَعَ النُّوْرُ وَظَهَرَ ما كانَ مَرْقُوْمًا مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلى فِيْكُتُبِ اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ مِصْباحِ الْفَلاحِ الَّذِيْ يُنادِيْ بِأَعْلى النِّدآءِ وَيَدْعُو الْكُلَّ إِلى اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، قُلْ يا حِزْبَ اللهِ انْصُرُوا رَبَّكُمْ بِجُنُوْدِ الآياتِ الَّتِيْ نُزِّلَتْ مِنْ سَمآءِ إِرادَةِ رَبِّكُمُ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، يا تاجَ الدِّيْنِ إِذا شَرِبْتَ رَحِيْقَ الْوَحْيِ مِنْ هذا الْقَدَحِ الْمُبِيْنِ قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ وَلَكَ الْبَهآءُ يا مَقْصُوْدِيْ وَلَكَ الثَّنآءُ يا مَحْبُوْبِيْ بِما أَيَّدْتَنِيْ عَلى الإِقْبالِ إِلى أُفُقِكَ الأَعْلى وَوَفَّقْتَنِيْ عَلى الْوُرُوْدِ فِيْ بِساطِكَ بِأَسْبابِ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ، أَسْئَلُكَ يا مَوْلى الْعالَمِ وَمَقْصُوْدَ الأُمَمِ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ ماجَ بَحْرُ الْعَطآءِ أَمامَ وُجُوْهِ الْوَرى وَأَشْرَقَ نَيِّرُ الْوَفآءِ مِنْ أُفُقِكَ الأَعْلى أَنْ تُؤَيِّدَ أَحِبّآئَكَ عَلى الاسْتِقامَةِ عَلى أَمْرِكَ بِحَيْثُ لا تُخَوِّفُهُمْ صُفُوْفُ الْغافِلِيْنَ وَلا جُنُوْدُ الْمُشْرِكِيْنَ وَلا تُضْعِفُهُمْ سَطْوَةُ الظّالِمِيْنَ الَّذِيْنَ أَنْكَرُوا حُجَّتَكَ وَأَعْرَضُوا عَنْ طَلْعَتِكَ، أَيْرَبِّ أَنا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ قَدْ جَعَلْتَنِيْ فائِزًا بِلِقائِكَ وَسامِعًا نِدآئَكَ وَناظِرًا إِلى أُفُقِكَ، أَسْئَلُكَ أَنْ تُقَدِّرَ لِيْ ما يَنْفَعُنِيْ وَيَحْفَظُنِيْ وَيُقَرِّبُنِيْ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، إِنّا أَرَدْنا أَنْ نَذْكُرَ أَبا الْقاسِمِ الَّذِيْ فازَ بِالْحُضُوْرِ إِذِ اسْتَوى هَيْكَلُ الظُّهُوْرِ عَلى عَرْشِ الْبَيانِ وَدَعا الْكُلَّ إِلى ما يَرْفَعُهُمْ إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، يا أَبا الْقاسِمِ طُوْبى لَكَ بِما أَقْبَلْتَ وَسَمِعْتَ نِدآءَ الْمَظْلُوْمِ إِذْ كانَ مَسْجُوْنًا بَيْنَ أَيْدِي الْغافِلِيْنَ، إِنَّهُ ذَكَرَكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ بِما يَبْقى بِهِ ذِكْرُكَ بِدَوامِ مَلَكُوْتِ اللهِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ سَمِعْتَ نِدآئِيْ وَحَضَرْتَ أَمامَ وَجْهِيْ وَنَطَقْتَ بِثَنآئِي الْجَمِيْلِ، إِذا أَخَذَكَ رَحِيْقُ الْبَيانِ قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّيَ الرَّحْمنَ بِما هَدَيْتَنِيْ إِلى صِراطِكَ وَعَرَّفْتَنِيْ نَبَأَكَ الَّذِيْ بِهِ اضْطَرَبَتْ أَفْئِدَةُ خَلْقِكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ إِذْ ظَهَرَ خَضَعَتْ لَهُ الأَسْمآءُ وَبِأَمْرِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الأَرْضَ وَالسَّمآءَ أَنْ تَكْتُبَ لِيْ مِنْ قَلَمِكَ الأَعْلى ما كَتَبْتَهُ لِلَّذِيْنَ نَصَرُوا أَمْرَكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْمَنّانُ، وَنَذْكُرُ فِيْهذا الْحِيْنِ مَنْ سُمِّيَ بِعَلِيٍّ قَبْلَ مُحَمَّدٍ الَّذِيْ شَرِبَ رَحِيْقَ الْبَيانِ مِنْ كَأْسِ عَطآئِيْ وَأَقْبَلَ إِلى شَطْرِيْ إِلى أَنْ فازَ بِلِقآئِيْ وَسَمِعَ نِدآئِيْ وَرَأى أُفُقِيْ طُوْبى لَهُ وَلِمَنْ عَمِلَ بِما أُمِرَ بِهِ فِيْكِتابِ اللهِ مالِكِ هذا الْمَقامِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، يا أَيُّها النّاطِقُ بِثَنآئِيْ قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ تَرى أَيادِيْ رَجآئِيْ مُرْتَفِعَةً إِلى سَمآءِ جُوْدِكَ وَطَرْفِيْ ناظِرًا إِلى أُفُقِ فَضْلِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْوارِ عَرْشِكَ وَما كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ عِلْمِكَ أَنْ تُؤَيِّدَنِيْ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِكَ بَيْنَ عِبادِكَ، أَيْرَبِّ أَشْهَدُ بِوَحْدانِيَّتِكَ وَفَرْدانِيَّتِكَ وَبِقُدْرَتِكَ وَقُوَّتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَسُلْطانِكَ، أَسْئَلُكَ يا مالِكَ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوْتِ وَالْمُهَيْمِنَ عَلى الْجَبَرُوْتِ أَنْ تَجْعَلَنِيْ فِيْكُلِّ الأَحْوالِ مُقْبِلاً إِلى سَمآءِ فَضْلِكَ وَمُعْرِضًا عَنْ أَعْدآئِكَ الَّذِيْنَ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَمِيْثاقَكَ وَكَفَرُوا بِآياتِكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْعَزِيْزُ الْعَظِيْمُ، وَفِيْ آخِرِ الْكِتابِ أَرَدْنا أَنْ نَذْكُرَ مَنْ سُمِّيَ بِزَيْنِ الْعابِدِيْنَ الَّذِيْ شَهِدَ لِسانُ عَظَمَتِيْ بِتَوَجُّهِهِ وَإِقْبالِهِ إِذْ أَعْرَضَ عَنِّيْ أَكْثَرُ عِبادِي الَّذِيْنَ خَلَقْناهُمْ لِعِرْفانِيْ وَالْقِيامِ لَدى بابِيْ وَخِدْمَةِ أَمْرِي الْعَزِيْزِ، يا زَيْنَ الْعابِدِيْنَ يُنادِيْكَ رَبُّ الْعالَمِيْنَ وَيُوْصِيْكَ بِما يَرْتَفِعُ بِهِ مَقامُكَ بَيْنَ الْعِبادِ وَبِالأَمانَةِ الَّتِيْ جَعَلَها رَحْمَةً وَثَرْوَةً وَنِعْمَةً لِمَنْ فِي الْبِلادِ، قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَقْصُوْدِيْ وَلَكَ الْبَهآءُ يا مَعْبُوْدِيْ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَفِي قَبْضَتِكَ زِمامُ الْوُجُوْدِ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، أَسْئَلُكَ بِمَشْرِقِ آياتِكَ وَمَصْدَرِ بَيِّناتِكَ وَبِسُلْطانِكَ الَّذِيْ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الْغافِلِيْنَ مِنْ عِبادِكَ وَالْمُرِيْبِيْنَ مِنْ خَلْقِكَ أَنْ تَفْتَحَ عَلى وُجُوْهِ أَوْلِيآئِكَ أَبْوابَ رَحْمَتِكَ بِمَفاتِيْحِ فَضْلِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ وَفِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِنّا أَرَدْنا أَنْ نَتَوَجَّهَ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ إِلى مَنْ سُمِّيَ بِعَلِيٍّ قَبْلَ عَسْكَرَ وَنَذْكُرَهُ بِذِكْرٍ تَقَرُّ بِهِ عُيُوْنُ الْمُقَرَّبِيْنَ، يا عَلِيّ عَسْكَرُ نَشْهَدُ أَنَّكَ أَقْبَلْتَ إِلى اللهِ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ أَعْرَضَ عَنْهُ أَكْثَرُ الْعِبادِ وَسَمِعْتَ نِدآئَهُ الأَحْلى فِيْ سِجْنِ عَكآءَ إِذْ كانَ مَسْجُوْنًا بَيْنَ أَيْدِي الَّذِيْنَ نَبَذُوا حُكْمَ اللهِ وَرآئَهُمْ بِما اتَّبَعُوا مَظاهِرَ الأَوْهامِ وَنَشْهَدُ أَنَّكَ اعْتَرَفْتَ بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ وَما نُزِّلَ فِيْكِتابِهِ الْبَدِيْعِ، إِنَّكَ إِذا شَرِبْتَ رَحِيْقَ الْبَيانِ مِنْ كَأْسِ عَطآءِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ اشْتَعَلَ قَلْبِيْ بِنارِ حُبِّكَ وَتَنَوَّرَ فُؤادِيْ بِنُوْرِ مَعْرِفَتِكَ، أَسْئَلُكَ يا مَوْلى الْعالَمِ بِأَمْرِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الأُمَمَ وَبِالَّلئآلِىءِ الَّتِيْ كانَتْ مَخْزُوْنَةً فِيْ بَحْرِ عِرْفانِكَ وَبِالأَسْرارِ الَّتِيْ كانَتْ مَسْتُوْرَةً عَنْ أَعْيُنِ خَلْقِكَ أَنْ تُوَفِّقَنِيْ فِيْكُلِّ الأَحْوالِ عَلى ما يَنْبَغِيْ لأَيّامِكَ، ثُمَّ اكْتُبْ لِيْ يا إِلهِيْ ما يَجْعَلُنِيْ مُسْتَقِيْمًا عَلى حُبِّكَ إِنَّكَ أَنْتَ الآمِرُ الْمُقْتَدِرُ الْحَكِيْمُ، يا أَحْمَدُ قَبْلَ عَلِيٍّ عَلَيْكَ بَهآئِيْ وَعِنايَتِيْ قَدْ حَضَرَ اسْمُكَ لَدى الْمَظْلُوْمِ ذَكَرَكَ بِما لا تُعادِلُهُ أَذْكارُ الأُمَمِ وَما فِي الْعالَمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ أُمُّ الْكِتابِ فِي الْمَآبِ، إِنّا ذَكَرْناكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَأَنْزَلْنا لَكَ ما تَضَوَّعَ بِهِ بَيْنَ الْعِبادِ عَرْفُ الْعِنايَةِ وَالأَلْطافِ، قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ بِما ذَكَرْتَنِيْ وَأَنْزَلْتَ لِيْ ما لا تُغَيِّرُهُ الأَعْصارُ، أَسْئَلُكَ بِأَسْمائِكَ الْحُسْنى وَصِفاتِكَ الْعُلْيا وَسُلْطانِكَ الَّذِيْ أَحاطَ الأَشْيآءَ أَنْ تُقَدِّرَ لِيْ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى إِنَّكَ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ وَالثَّرى لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ، وَنَذْكُرُ أَوْلِيآئِيْ فِي الشِّيْنِ الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمْ هَمَزاتُ الْمُرِيْبِيْنَ الَّذِيْنَ يَسْمَعُوْنَ الآياتِ وَيُنْكِرُوْنَها وَيَرَوْنَ الْبَيِّناتِ وَيَتْرِكُوْنَها أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الأَخْسَرِيْنَ، قَدِ اتَّخَذُوا الأَوْهامَ لأَنْفُسِهِمْ أَرْبابًا مِنْ دُوْنِ اللهِ كَذلِكَ سَوَّلَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ وَهُمُ الْيَوْمَ فِيْ بُعْدٍ مُبِيْنٍ، إِنّا نَسْئَلُ اللهَ رَبَّ الْعَرْشِ وَالثَّرى وَمالِكَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى أَنْ يُؤَيِّدَ أَوْلِيآئَهُ هُناكَ عَلى نُصْرَةِ أَمْرِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ إِنَّهُ هُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِنْ شَيْءٍ يَسْمَعُ وَيَرى وَهُوَ الآمِرُ الْحَكِيْمُ، وَنَذْكُرُ فِيْهذا الْحِيْنِ مَنْ أَقْبَلَ إِلى وَجْهِيْ وَفازَ بِنِدآئِيْ وَقامَ لَدى بابِيْ وَشَرِبَ رَحِيْقَ اللِّقآءِ مِنْ يَدِ عَطائِيْ وَسُمِّيَ بِالشِّيْنِ وَالْكافِ فِيْهذا  اللَّوْحِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، إِنَّ الْمُشْرِكِيْنَ أَخَذُوْهُ وَحَبَسُوْهُ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ مِنَ اللهِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُؤَيِّدَ الظّالِمِيْنَ عَلى الْعَدْلِ وَيُزَيِّنَهُمْ بِطِرازِ الإِنْصافِ إِنَّهُ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِيْنَ، يا شُكْرِي اسْمَعْ نِدائِيْ مِنْ شَطْرِ سِجْنِيْ إِنَّهُ يُسَلِّيْكَ بِما وَرَدَ عَلَيْكَ مِنْ جُنُوْدِ الْمُنْكِرِيْنَ، انْظُرْ إِلى فَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ إِنَّهُ يَذْكُرُكَ فِي السِّجْنِ بَعْدَ إِذْ يَراكَ فِيْسِجْنٍ مُبِيْنٍ، قَدْ جَعَلْناكَ شَرِيْكًا لَنا فِي الضَّرِّ وَالْبَلآءِ وَالسِّجْنِ وَالْقَضآءِ إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ ما يَنْزِلُ عَلَيْهِ فِيْ أَمْرِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قَدْ أَخَذَ الْحُزْنُ وَالاضْطِرابُ بَعْضَ أَحِبّآئِيْ هُناكَ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِنا مِنْ شَيْءٍ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ عارِفٍ بَصِيْرٍ، وَنُحِبُّ فِيْهذا الْحِيْنِ أَنْ نَذْكُرَ أَحَدَ أَفْنانِي الَّذِيْ سُمِّيَ بِبا قَبْلَ قافٍ وَنُبَشِّرَهُ بِفَضْلِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، قَدْ حَضَرَ كِتابُهُ لَدى الْمَظْلُوْمِ وَأَنْزَلْنا لَهُ ما طارَتْ بِهِ أَفْئِدَةُ الْمُوَحِّدِيْنَ، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُنْزِلَ عَلَيْهِ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِهِ وَرَحْمَةً مِنْ لَدُنْهُ إِنَّهُ هُوَ النّاظِرُ الْخَبِيْرُ، الْبَهآءُ وَالذِّكْرُ وَالثَّنآءُ مِنْ لَدُنّا عَلى أَوْلِيآئِي الَّذِيْنَ ما خَوَّفَتْهُمْ ضَوْضآءُ الظّالِمِيْنَ وَلا شُبُهاتُ الْمُرِيْبِيْنَ عَنِ اللهِ رَبِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قَدْ فُتِحَ بابُ الْعِرْفانِ بِمِفْتاحِ الْبَيانِ وَظَهَرَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ عِلْمِ اللهِ مالِكِ هذا الْيَوْمِ الْبَدِيْعِ، قَدْ أَنْزَلْنا الآياتِ وَأَظْهَرْنا الْبَيِّناتِ وَالْقَوْمُ فِيْحِجابٍ عَظِيْمٍ، يا مُرْتَضى اسْمَعِ النِّدآءَ مِنْ هذا الأُفُقِ الأَعْلى إِنَّهُ يَذْكُرُكَ فِي السِّجْنِ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ وَعِنايَةً مِنْ لَدُنْهُ طُوْبى لَكَ وَنَعِيْمًا لَكَ بِما أَخَذْتَ كَأْسَ الْبَلآءِ باسْمِ مالِكِ الأَسْمآءِ وَشَرِبْتَ مِنْها حُبًّا لاسْمِهِ الْمُقَدَّسِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ، قَدْ وَرَدَ عَلَيْكَ ما وَرَدَ عَلَيْنا مِنْ جُنُوْدِ الظّالِمِيْنَ، إِنّا سَمِعْنا نِدآئَكَ وَصَرِيْخَكَ وَرَأَيْنا ما وَرَدَ عَلَيْكَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ الْمَلِكِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، نَشْهَدُ أَنَّ الْبَلآءَ ما مَنَعَكَ عَنِ الإِقْبالِ وَما حَجَبَتْكَ حُجُباتُ الْغافِلِيْنَ عَنِ اللهِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ وَلَكَ الْبَهآءُ يا مَحْبُوْبِيْ وَلَكَ الْعَطآءُ يا مالِكِيْ بِما ذَكَرْتَنِيْ فِيْ أَيّامِكَ وَأَنْزَلْتَ لِيْ ما فاحَتْ بِهِ نَفَحاتُ بَيانِكَ فِي الْعالَمِ أَشْهَدُ أَنَّكَ ظَهَرْتَ وَأَظْهَرْتَ أَمْرَكَ بِسُلْطانٍ غَلَبَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، أَسْئَلُكَ يا فاطِرَ السَّمآءِ بِكَلِمَتِكَ الْعُلْيا الَّتِيْ بِها انْتَشَرَتْ آثارُكَ وَأَحْكامُكَ أَنْ تَجْعَلَنِيْ راضِيًا بِما وَرَدَ عَلَيَّ فِيْ حُبِّكَ وَمُسْتَقِيْمًا عَلى أَمْرِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُهَيْمِنُ الْقَوِيُّ الْقَدِيْرُ.

 

[143]

هو الآمر الحكيم

يا عَنْدَلِيْبُ عَلَيْكَ بَهآءُ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، بلسان پارسى ندا ميْنمائيم، إِنّا نُحِبُ أَنْ نَذْكُرَكَ وَنُبَشِّرَكَ بِعِنايَتِيْ وَفَضْلِيْ وَرَحْمَتِيْ الَّتِيْ سَبَقَتْكَ وَأَيَّدَتْكَ عَلى تَبْلِيْغِ أَمْرِي الأَعْظَمِ وَنَبَإِيَ الْعَظِيْمِ، اللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتَ تَعْلَمُ قَلَمُ اللهِ ما تَوَقَّفَ فِيْذِكْرِ الْعِبادِ وَنُصْحِهِمْ قَدْ أَلْقَيْنا إلَيْهِمْ ما يَحْفَظُهُمْ وَيَرْفَعُهُمْ وَيُعِزُّهُمْ وَيُقَرِّبُهُمْ إِلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، آنچه سبب علوّ و ارتقا و تهذيب نفوس بوده مكرّر ذكر نموديم وانجم شرايط مبلّغين از آفاق الواح الهى مشرق و لائح، از حق ميطلبيم كلرا تاييد فرمايد بآنچه سبب تقرّب و انجذاب قلوب است، قلم اعلى نوحه مينمايد و ميفرمايد امروز بايد اهل بها اهل ناسوت انشارا باعمال و اخلاق هدايت كنند و بصراط مستقيم راه نمايند، شبي از شبها در عالم رؤيا بيكى از مدّعيان محبّت كه خارج از اين ارض است باين آيهٴ مباركه نطق نموديم إِنَّكَ خُلِقْتَ لِنُصْرَةِ أَمْرِيْ وَلكِنْ نَصَرْتَ أَعْدآئِيْ بِعَمَلٍ كانَ أَقْوى مِنْ جُنُوْدِ الْمُلُوْكِ وَالسَّلاطِيْنِ، و همچنين آيات أخرى بر او القا شد و اين آيه مذكوره را در بعضى از الواح ذكر نموديم، از حق بطلب مبعوث فرمايد نفوسيرا كه بكمال تقديس و تنزيه و انقطاع بر نصرت امر مظلوم قيام نمايند قياميكه سستى آنرا اخذ نكند و قعود از پى در نيايد، احبّا قليل و اعدا كثير، عَنْدَلِيْبِيْ عَلَيْكَ بَهائِيْ، جهد نما شايد عباد از امواج بحر معانى الهى محروم نمانند، اكثريرا اسما حايل شده و حجاب اكبر گشته لذا از تقرّب بافق اعلى ممنوعند، بگو اى اهل بها از هر يك اگر عمل نالايقى ظاهر شود او ناصر اعداى حق بوده و هست چه كه نفوس غافله بمجرّد اصغآء عمل منكرى نار فساد بر افروزند و بانتشار عمل آغاز نمايند و نسبت آنرا بمبدء راجع كنند، مكرّر از قلم اعلى اينكلمهٴ عليا نازل جنوديكه ناصر حقّند اعمال و اخلاق پسنديده بوده و قائد و سردار اين جنود تقوى الله، لَعَمْرِيْ آذانيكه لايق إصغآء اين ندآء است قليل مشاهده ميشود، از اوّل امر بلاياى لا تُحْصى را حمل نموديم كه شايد نفوس غافله آگاه شوند و بآنچه سزاوار است فائز گردند، امر حق بمثابهٴ آفتاب روشن و منير است، در ارض صاد حضرت اشرف جانرا در سبيل مقصود عالميان فدا نمود و بكمال استقامت و تسليم و رضا قصد مشهد وفا كرد، و بعد از شهادت آنمظلوم هادى دولت آبادى خوف و اضطراب اخذش نمود، آن بي انصاف بر منبر ارتقا جست و بمبدء و منتهى باسمه و رسمه لعن نمود و تبرّى جست بشانيكه ابن ذئب در مجمع بر ايمانش گواهى داد، از براى دو روز ايّام فانيه عمل كرد آنچه را كه اكباد مقرّبين محترق و عبرات مخلصين نازل، حيات اين دليل بر نفاق و شهادت آن گواه بر وفاق و اتفاق معذلك بعضى متنبّه نشده و نخواهند شد، آيا چه شده كه در شهداى اين امر عباد تفكّر نمينمايند، نورين نيّرين مع عزّت و ثروت و رفعت باستقامتى جان فدا نمودند كه ملأ اعلى متحيّر وهمچنين قبل از ايشان كاظم وَمَنْ مَعَهُ عَلَيْهِمْ بَهاءُ الله وَرَحْمَتُهُ وَعِنايَتُهُ، در هر بلد بكمال استقامت انفس مجرّده جانرا باين اسم فدا نمودند، اهل فرقان كه متنبّه نشدند سهلست معرضين بيان هم كذلك، در بديع بايد تفكّر نمود إِنّا أَحْضَرْناهُ وَشَرَعْنا فِيْ خَلْقِهِ فَلَمّا تَمَّ خَلْقُهُ وَطابَ خُلْقُهُ أَرْسَلْناهُ كَكُرَةِ النّارِ ما مَنَعَتْهُ سَطْوَةُ الأَيّامِ وَلا قُدْرَةُ الأَنامِ معذلك أحدى آگاه نه، بهتر آنكه بلوح حكمت ناظر شويم و باين آيه متمسّك لا تَنْظُرْ إِلى الْخَلْقِ وَأَطْوارِهِمْ بَلْ إِلى الْحَقِّ وَسُلْطانِهِ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، امروز جميع اشيا ناطق و لكن سامع مفقود إِلاّ مَنْ شآءَ رَبُّكَ، در يكى از الواح بخطّ خود اينكلمات مرقوم كتاب ميگويد چه ميگويد ميكويد مكنون آمد نافه ميگويد مشك معاني آمد صدف ميگويد لؤلؤ حقيقى آمد افق ميگويد نيّر أعظم آمد طور ميگويد مكلّم آمد سدره ميگويد انْظُرُوا أَثْمارِيْ وَاسْمَعُوا حَفِيْفِيْ بحر ميگويد انْظُرُوا عَظَمَتِيْ وَأَمْواجِيْ آفتاب ميگويد انْظُرُوا إِشْراقِيْ وَتَجَلِّياتِيْ مَظلوم ميگويد الْعِزَّةُ وَالْعَظَمَةُ للهِ وَلأَصْفِيائِهِ، در هر يوم لئآلىء حكمت و جواهر بيان از خزانهٴ قلم اعلى ظاهر و لكن طالب قابل بمثابهٴ عدل و انصاف معدوم و مفقود، قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ لا تَمْنَعْ عِبادَكَ عَنْ فُراتِ رَحْمَتِكَ وَلا عَنْ أَمْطارِ جُوْدِكَ وَعَطآئِكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سُخِّرَتِ الأَسْمآءُ وَبِبَيانٍ بِهِ انْجَذَبَتْ حَقايِقُ الأَشْيآءِ بِأَنْ تُؤَيِّدَ الْغافِلِيْنَ عَلى الإِنابَةِ لَدى بابِ فَضْلِكَ وَالرُّجُوْعِ إِلى بَحْرِ غُفْرانِكَ إِنَّكَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْفَضّالُ، يا عَنْدَلِيْبُ عَلَيْكَ بَهآئِيْ، اينكلمات مكنونه را بر عباد القا نما شايد از هوى بهدى راجع شوند و از طغى بتقوى، ايدوستان من سراج ضلالترا خاموش كنيد و مشاعل باقيهٴ هدايت در قلب و دل بر افروزيد كه عنقريب صرّافان وجود در پيشگاه حضرت معبود جز تقواى خالص نپذيرند و غير عمل پاك قبول ننمايند، در سطر اوّل لوح مذكور و مسطور است و در سرادق حفظ الله مستور ايبندهٴ من ملك بيزوالرا بانزالى از دست منه و شاهنشهى فردوسرا بشهوتى از دست مده اينست كوثر حيوان كه از معين قلم رحمن جارى گشته طُوْبى لِلشّارِبِيْنَ، اي گياه خاك چگونه است كه با دست آلوده بشكر مباشرت جامهٴ خود ننمائى و بادل آلودهٴ بكثافت شهوت و هوى معاشرتمرا جوئى و بممالك قدسم راه خواهى هَيْهاتَ هَيْهاتَ عَمّا أَنْتُمْ تُرِيْدُوْنَ، يا عَنْدَلِيْبُ مقصود آنكه بر كل معلوم گردد كه قلم أَعلى از اوّل ايّام كلرا بتقديس و تنزيه وَما يُرْفَعُ بِهِ الأَمْرُ أمر فرموده، اينكلمات عاليات در لوح جلال نازل امروز ناصر حق اعمال طيّبه و اخلاق مرضيّه بوده، مكرّر اينكلمهٴ عليا از قلم أعلى نازل ضرّ اينمظلوم زنجير و كند أرض طا نبوده و همچنين ظلم ظالمهاى ارض ميم نه بلكه از نفوسيست كه دعوى محبّت مينمايند و خود را از اهل بها ميشمرند و لكن مطيع نفس و هوى مشاهده ميگردند، امروز بايد اوليا بنور تقوى منّور باشند و بنار انقطاع مشتعل اينست و صيّت حق جَلَّ جَلالُهُ از قبل و بعد طُوْبى لِلْعامِلِيْنَ، براستى ميگويم از هر نفسى نار امل و شهوت ظاهر شود او از حق نبوده و نيست، بايد دوستان بطراز انقطاع و تقوى و امانت و ديانت مزيّن باشند، در كلمات مكنونه فرموديم اى بظاهر آراسته و بباطن كاسته مَثَل تو مِثْل آب تلخ صافيست كه كمال لطافت و صفا از آن در ظاهر مشاهده شود و چون بدست صرّاف ذائقهٴ أحديّه افتد قطرهٴ از آنرا قبول نفرمايد تجلّى آفتاب در تراب و مرآت هر دو موجود و لكن از فرقدان تا ارض فرق دان بلكه فرق بيمنتهى در ميان، تاثير كلمه از تقديس نفس بوده و هست، قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ نَوِّرْ قُلُوْبَ أَوْلِيآئِكَ بِنُوْرِ مَعْرِفَتِكَ وَأَيِّدْهُمْ عَلى نُصْرَةِ أَمْرِكَ بِبَيانٍ تَتَضَوَّعُ مِنْهُ عَرْفُ تَقْدِيْسِكَ، أَيْرَبِّ لا تَمْنَعْهُمْ عَنْ بَحْرِ عَطآئِكَ وَلا عَنْ فُيُوْضاتِ أَيّامِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ تُوَفِّقَهُمْ عَلى كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ فِيْكِتابِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْفَضّالُ الْقَوِيُّ الْقَدِيْرُ، ذكر اولياى ارض شين را نموديد و همچنين ديار اخرى، فضل آن ارض مباركه ما بين اراضى مقدّسه بمثابهٴ آفتاب ظاهر و هويداست، طُوْبى لَها وَنَعِيْمًا لأَهْلِها الَّذِيْنَ شَرِبُوا رَحِيْقَ الْوَحْيِ مِنْ كُأُوْسِ عَطآءِ رَبِّهِمُ الْمُشْفِقِ الْكَرِيْمِ، ذكر بعضى از نفوسرا نموده‌ايد و همچنين اشتعالشانرا بنار محبّت الهى، للهِ الْحَمْدُ هريك بامواج بحر بيان فائز، كلرا ذكر نموديم بذكريكه مقدّس از تغيير و محواست إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، بَشِّرْهُمْ مِنْ قِبَلِيْ وَذَكِّرْهُمْ بِآياتِيْ وَنَوِّرْهُمْ بِأَنْوارِ بَيانِي الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، افنان آن أرض عَلَيْهِمْ بَهآئِيْ وَعِنايَتِيْ فائز شدند بآنچه كه شبه و مثل نداشته و ندارد، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُظْهِرَ بِهِمْ راياتِ عِزِّهِ فِيْ بِلادِهِ وَأَعْلامَ هِدايَتِهِ بَيْنَ عِبادِهِ، ذكر جناب عبد الحميد عَلَيْهِ بَهائِيْ و توجّه و اشتعالشانرا نموديد، للهِ الْحَمْدُ در اوّل ايام اقبال كردند و بشرف لقا و وصال فائز گشتند، از حق ميطلبيم او را تاييد فرمايد تا بر امر قيام نمايد شايد بعضى اعمال نا پسنديدهٴ بعضى باعمال طيبهٴ طاهره تبديل شود، يا عَبْدُ قَبْلَ الْحاءِ وَالْمِيْمِ اسْمَعْ نِدآئِيْ مِنْ شَطْرِ سِجْنِيْ وَخُذْ زِمامَ الأَمْرِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ ثُمَّ اسْقِ النّاسَ مَرَّةً مِنْ رَحِيْقِ الْبَيانِ وَأُخْرى مِنْ كَوْثَرِ الْعِرْفانِ، قُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ الْحَقِّ قَدْ خُلِقْتُمْ لِهذا الْيَوْمِ ضَعُوا الأَوْهامَ وَمَظاهِرَها وَالظُّنُوْنَ وَمَطالِعَها قَدْ كُشِفَ الْغِطآءُ وَأتى مالِكُ الإِبْداعِ بِراياتِ الآياتِ وَأَعْلامِ الْبَيِّناتِ، أَسْرِعُوا بِالْقُلُوْبِ وَقُوْلُوا لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ يَوْمِ الْمَآبِ وَلَكَ الْبَهآءُ يا مالِكَ الرِّقابِ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا الآياتِ وَصَرَّفْناها بِالْحَقِّ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَقُوْمَ عَلى خِدْمَةِ الأَمْرِ بِقِيامٍ تَضْطَرِبُ بِهِ أَفْئِدَةُ الأَشْرارِ، امروز عباد غافلند اگر آگاه شوند و مقصود را بيابند كل بر خدمت قيام نمايند قَدْ مَنَعَهُمْ عُلَمآئُهُمْ عَنِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، از حق ميطلبيم كلرا تاييد فرمايد بر انابه و رجوع إِنَّهُ هُوَ الْعَطُوْفُ الْغَفُوْرُ، مخصوص بعضى از اولياى مذكوره الواح منيعهٴ بديعهٴ مقدّسه از سمآء مشيّت نازل انشآء الله از كوثر بيان رحمن بياشامند و از بحر توحيد حقيقى قسمت برند اوست معطى و اوست باذل و اوست كريم، إِنَّا نَذْكُرُ أَوْلِيآءَ اللهِ فِي الْمِيْمِ وَالْياءِ ثُمَّ الْمِيْمِ وَأَنْزَلْنا لَهُمْ أَلْواحًا مِنْ سَمآءِ الْعِنايَةِ وَالأَلْطافِ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَهُمْ لِقاءَ أَلْواحِهِ وَنُبَشِّرُهُمْ بِما قُدِّرَ لِلْمُقْبِلِيْنَ مِنْ لَدى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ فَابْتَعِثْ بِسُلْطانِكَ مَنْ يَقُوْمُ عَلى خدْمَةِ أَمْرِكَ بِحَيْثُ لا تَمْنَعُهُ شَيْءٌ مِنَ الأَشْيآءِ وَلا تُخَوِّفُهُ سَطْوَةُ الأُمَرآءِ وَلا تَضْعِفُهُ ضَوْضاءُ الأُمَرآءِ، أَيْرَبِّ تَرى أَصْفِيآئَكَ بَيْنَ أَيادِي الْغافِلِيْنَ مِنْ خَلْقِكَ أَسْئَلُكَ يا سُلْطانَ الْقِدَمِ وَمالِكَ الأُمَمِ بِالاسْمِ الأَعْظَمِ بِأَنْ تَكْتُبَ لِمَنْ دَخَلَ فِيْ ظِلِّكَ أَجْرَ لِقآئِكَ وَما قَدَّرْتَهُ لأَصْفِيآئِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُهَيْمِنُ عَلى ما كانَ وَما يَكُوْنُ، وَنَذْكُرُ إِمآئِيْ وَأَوْراقِيْ هُناكَ الّلآئِيْ آمَنَّ بِاللهِ الْفَرْدِ الْواحِدِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، قُلْ يا إِمآءَ اللهِ إِنَّ الْمَظْلُوْمَ يَدْعُو اللهَ أَنْ يُقَرِّبَكُنَّ وَيُؤَيِّدَكُنَّ عَلى الْعِصْمَةِ وَالْعِفَّةِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوى انْصُرْنَ رَبَّكُنَّ بِالأَعْمالِ الطَّيِّبَةِ الطّاهِرَةِ وَالأَخْلاقِ الْمَرْضِيَّةِ الْمُبارَكَةِ، يا إِمآءَ اللهِ دنيا را فنا احاطه نموده طوبى از براى نفسيكه شئونات أيّام او را از مالك أنام منع ننمود، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ عَطآئِيْ عَلَيْكَ يا عَنْدَلِيْبُ وَعَلى مَنْ مَعَكَ وَيَسْمَعُ قَوْلَكَ فِيْهذا النَّبَإِ الْعَظِيْمِ.

[144]

هو النّاطق من أفقه الأعلى

كِتابٌ أَنْزَلَهُ الْمَظْلُوْمُ لِيُقَرِّبَ الْكُلَّ إِلى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، قَدْ ظَهَرَ ما كانَ مَخْزُوْنًا فِيْ عِلْمِ اللهِ وَمَسْتُوْرًا عَنِ الأَفْئِدَةِ وَالْعُيُوْنِ، قَدْ أَتى الْيَوْمُ وَالْقَوْمُ أَنْكَرُوا حُجَّةَ اللهِ وَبُرْهانَهُ بِما اتَّبَعُوا كُلَّ غافِلٍ مَرْدُوْدٍ، نَبَذُوا كِتابَ اللهِ وَرآئَهُمْ وَارْتَكَبُوا ما ناحَ بِهِ الْمُقَرَّبُوْنَ، قَدْ عَمِلُوا ما نُهُوا عَنْهُ فِيْ كِتابِ اللهِ وَتَرَكُوا ما أُمِرُوا بِهِ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الَّذِيْنَ نَقَضُوا الْمِيْثاقَ وَالْعُهُوْدَ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا مَظاهِرَ الأَوْهامِ وَالظُّنُوْنِ، انْظُرُوا انْظُرُوا إِنَّ الشَّمْسَ تَنْطِقُ أَمامَ وُجُوْهِكُمْ وَتَدْعُوْكُمْ إِلى مَقامِها الْمَحْمُوْدِ، خافُوا اللهَ وَلا تُنْكِرُوا الَّذِيْ بَشَّرَتْ بِظُهُوْرِهِ كُتُبُ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَنَطَقَ بِثَنآئِهِ الْمُرْسَلُوْنَ، يا حُسَيْنُ إِنَّ الْمَظْلُوْمَ يُنادِيْكَ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ وَيُعَزِّيْكَ فِيْما وَرَدَ عَلَيْكَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الصَّبّارُ يَأْمُرُكَ بِالصَّبْرِ وَالاصْطِبارِ وَهُوَ الآمْرُ فِيْما كانَ وَما يَكُوْنُ، اسْمَعِ النِّدآءَ مِنْ شَطْرِ عَكَّآءَ إِنَّهُ يَنْطِقُ فِيْكُلِّ شَأْنٍ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ مالِكُ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِنْ شَيْءٍ يَفْعَلُ ما يَشآءُ وَيَحْكُمُ ما يُرِيْدُ وَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْوَدُوْدُ، إِيَّاكَ أَنْ تُحْزِنَكَ حَوادِثُ الْعالَمِ أَوْ تَزَلُّكَ شُبُهاتُ الَّذِيْنَ أَنْكَرُوا كِتابَ اللهِ وَظُهُوْرَهُ أَلا إِنَّهُمْ لا يَشْعُرُوْنَ، خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّهُ  يَأْمُرُكَ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَهُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْعَزِيْزُ الْمَحْبُوْبُ، قَدْ ظَهَرَ وَأَظْهَرَ ما يُقَرِّبُ النّاسَ إِلى صِراطِهِ الْمَمْدُوْدِ، قُمْ عَلى خِدْمَةِ الأَمْرِ ثُمَّ اذْكُرْهُ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ بِحَيْثُ تَنْجَذِبُ بِهِ الأَفْئِدَةُ وَالْقُلُوْبُ، إِيَّاكَ أَنْ تَمْنَعَكَ ضَوْضآءُ الْعِبادِ أَوْ حُجُباتُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالشّاهِدِ وَالْمَشْهُوْدِ، قُلْ تَاللهِ قَدْ خُرِقَتِ الأَحْجابُ وَأَتى الْوَهّابُ فِي الْمَآبِ بِأَمْرٍ لا تَقُوْمُ مَعَهُ الصُّفُوْفُ وَالْجُنُوْدُ، قُلْ هذا يَوْمٌ وُعِدْتُمْ بِهِ فِيْ كُتُبِ الْقَبْلِ وَبَشَّرَكُمْ بِهِ مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ بِقَوْلِهِ يَوْمَ يَقُوْمُ الّناسُ لِمالِكِ الْمَلَكُوْتِ، إِنّا أَنْزَلْنا الآياتِ وَأَظْهَرْنا الْبَيِّناتِ وَالْقَوْمُ أَكْثَرُهُمْ لا يَفْقَهُوْنَ، هذا يَوْمُ الإِقْبالِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ عَنْهُ مُعْرِضُوْنَ، وَضَعُوا إِلهَهُمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوآئَهُمْ أَلا إِنَّهُمْ لا يَشْعُرُوْنَ، كَفَرُوا بِنِعْمَةِ اللهِ بَعْدَ ظُهُوْرِها وَأَنْكَرُوا آياتِهِ بَعْدَ إِنْزالِها يَشْهَدُ بِذلِكَ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِي الأُفُقِ الأَعْلى وَلكِنَّ الْقَوْمَ هُمْ لا يَسْمَعُوْنَ، لَعَمْرُ اللهِ لَوْ سَمِعُوا سَرُعُوا إِلى مَقامٍ تَنْطِقُ ذَرّاتُهُ قَدْ أَتى الْوَعْدُ وَهذا هُوَ الْمَوْعُوْدُ، إِنَّ قَلَمِيَ الأَعْلى أَرادَ أَنْ يَذْكُرَ أَفْنانَهُ الَّذِيْ صَعَدَ إِلي الرَّفِيْقِ  الأَعْلى مِنْ قَضآءِ اللهِ الْمَحْتُوْمِ، نَشْهَدُ أَنَّهُ سَمِعَ النِّدآءَ إِذِ ارْتَفَعَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَفازَ بِما فازَ بِهِ عِبادٌ مُكْرَمُوْنَ، وَاعْتَرَفَ بِوَحْدانِيَّتِهِ وَفَرْدانِيَّتِهِ وَبِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْمَقامِهِ الْمَرْفُوْعِ، إِنَّهُ طَهَّرَهُ حِيْنَ صُعُوْدِهِ وَغَفَرَهُ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ وَقَدَّرَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ الْعُلْيا مَقاماً لا تَحْوِيْهِ الأَفْكارُ وَالْعُقُوْلُ، طُوْبى لَكَ يا أَفْنانِيْ بِما وَرَدَ عَلَيْكَ فِيْ أَوَّلِ الأَيّامِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْحَقُّ عَلاّمُ الْغُيُوْبِ، قَدْ شَهِدَ ما وَرَدَ عَلَيْكَ وَحَفِظَكَ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ إِلى أَنْ جآءَ الْوَعْدُ وَما قُدِّرَ لَكَ فِيْ لَوْحٍ مَحْفُوْظٍ، يا أَبا الْقاسِمِ عَلَيْكَ بَهآءُ اللهِ وَبَهآءُ أَنْبِيآئِهِ وَأَصْفِيآئِهِ وَبَهآءُ الَّذِيْنَ طافُوا الْعَرْشَ فِي الأَصِيْلِ وَالْبُكُوْرِ، أَوَّلُ مَوْجٍ ارْتَفَعَ مِنْ بَحْرِ الْكَرَمِ مِنْ لَدُنْ مالِكِ الْقِدَمِ عَلَيْكَ يا أَيُّها الْمُتَمَسِّكُ بِحَبْلِ الْفَضْلِ فِيْ أَيّامِ اللهِ مالِكِ الْمَلَكُوْتِ، نَسْئَلُهُ تَعالى أَنْ يُنْزِلَ عَلَيْكَ فِيْكُلِّ حِيْنٍ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ وَيُقَدِّرَ لَكَ ما تَقَرُّ بِهِ الْعُيوْنُ، كَذلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْمَظْلُوْمِ فِيْ هذِهِ اللَّيْلَةِ الدَّلْمآءِ أَمْراً مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، إِنّا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُوْنَ، از لغة تازى بپارسى توجّه نموديم  تا كل مقصود را بيابند و بيايند، يا أَفْنانِيْ محزون مباش از آنچه وارد شده عالم در جميع احيان دفتر خود را مينمايد و باعلى النّدآء برفناى خود گواهى ميدهد و اهل خود را پند ميگويد و نصيحت ميكند، طوبى از براى أُذُنيكه بإصغآء ندايش موفق شد چه كه اگر انسان فى الحقيقه حوادثات و تغييرات عالمرا مشاهده نمايد و بيابد خود را بر عرش اطمينان مستريح مشاهده كند، از فنا ببقا راجع شود و از ذلّت كبرى بعزّت عظمى دل بندد، عالم و آنچه در اوست او را تغيير ندهد، للهِ الْحَمْدُ از براى شما مقدّر شده آنچه شبه و مثل نداشته، سدرهٴ مباركه شمارا از افنان ذكر نموده و قبول فرموده، اين فضل عظيم است و اينمقام كبير باسم قادر يكتا حفظش نما، شان شما ترويج و تبليغ امر الله است، اينمظلوم از اوّل ايّام ذكر افنانرا بلند نمود صحف شاهد و الواح منزله گواه، دربلاياى وارده و مصيبات نازلهء برمظلوم تفكّر نما از اوّل ايّام امام وجوه انام از امرا و علما قيام فرمود و لوجه الله من غير ستر و حجاب كل را بافق اعلى دعوت نمود، از قيامش مقصود اعلاء كلمه بوده و از ندايش تقرّب وجود به مالك غيب و شهود، بر اهل بصر و اصحاب منظر اكبر واضح و مشهود است كه درهيچ امرى از امور از براى خود مقصودى نبوده و نيست يَشْهَدُ بِذلِكَ عَمَلِيْ أَمامَ وُجُوْهِ الْعالَمِ وَارْتِفاعُ نِدآئِيْ بَيْنِ الأُمَمِ، و چون اشراقات انوار آفتاب حقيقت از افق سمآء ظهور ظاهر جميع احزاب بر اعراض و اعتراض قيام نمودند و وارد آوردند آنچه را كه غير حق آگاه نه، سبحان الله از أهل بيان وارد شد آنچه كه قلم از ذكرش عاجز و قاصر است، بعض در ذكر الوهيّت و ربوبيّت اعتراض نموده ‌اند، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ لَعَمْرُ الرَّحْمَن إِنَّهُ ما أَرادَ ذِكْراً مِنَ الأَذْكارِ إِلاّ لِتَقَرُّبِ الْعِبادِ وَتَوَجُّهِهِمْ إِلى اللهِ مالِكِ يَوْمِ الْمَآبِ، صمت نزد مظلوم محبوب بوده و هست چه كه آذانيكه اليوم لايق اين ندا باشد كمياب يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ مُنْصِفٍ بَصِيْرٍ، و لكن حضرت مبشّر يعنى نقطهء وجود در اوّل بيان ميفرمايد (الَّذِيْ يَنْطِقُ فِيْكُلِّ شَأْنٍ إِنَّنِيْ أَنا اللهُ لا إِلهَ إِلاّ ّأَنا رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَإِنَّ ما دُوْنِيْ خَلْقِيْ أَنْ يا خَلْقِيْ إِيّايَ فَاعْبُدُوْنَ)، و همچنين در جواب يكى از حروف حى در ذكر مَنْ يُظهِرُهُ اللهُ ميفرمايد (إِنَّنِيْ أَنا أَوَّلُ الْعابِدِيْنَ)، مكرّر اين بيانات را فرموده ‌اند، قسم بآفتاب حقيقت اگر ذكر آنحضرت نبود اينمظلوم در اينمقامات صمت اختيار ميفرمود إِلاّ لأَهْلِهِ، سبحان الله عرفان اهل بيان از عرفان اهل فرقان پستر مشاهده ميشود چه كه آنحزب كلمهء إِنَّنِيْ أَنا الله را از شجر قبول نمودند و اين فئه از سدرهٴ وجود و مالك غيب و شهود اينكلمه را نميپذيرند، نفوسيكه بامثال اينكلمات القاى شبهه مينمايند مقصودشان عند الله مشهود و واضح است إِنَّهُ هُوَ السَّتّارُ الصَّبّارُ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ، قُلْ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ وَلا يُعْجِزُهُ أَمْرٌ يَشْهَدُ وَيَرى وَهُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ، يا أَفْنانِيْ نَسْئَلُهُ تَعالى أَنْ يُوَفِّقَكَ وَيُؤَيِّدَكَ وَيُقَدِّرَ لَكَ ما تَفْرَحُ بِهِ الْقُلُوْبُ وَتَقَرُّ بِهِ الْعُيُونُ، و در آخر لوح وصيّت مينمائيم شما را بآنچه سبب ارتفاع و ارتقآء است و آن مشورت در امور است، اگر با حضرت افنان عَلَيْهِ بَهائِيْ وَعِنايَتِيْ وَرَحْمَتِيْ در امور مشورت نمائيد لدى الله محبوب و مقبول است، سَوْفَ يُصْلِحُ اللهُ أُمُوْرَكُمْ وَيُقَرِّبُكُمْ إِلَيْهِ وَيُظْهِرُ لَكُمْ ما كانَ مَسْتُوْراً عَنْ أَعْيُنِ النّاظِرِيْنَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، منتسبين طرًّا را از قِبَل مظلوم تكبير برسان، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ رَحْمَتِيْ عَلى أَفْنانِيْ الَّذِيْنَ ما نَقَضُوا عَهْدِيْ وَمِيْثاقِيْ وَعَمِلُوا بِما أُمِرُوا بِهِ فِيْكِتابِي الْمُبِيْنِ، الأَمْرُ للهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَوِيِّ الْغالِبِ الْقَدِيْرِ.

 

[ 145 ]

بسمي الّذي به ماج بحر العرفان في الإمكان

عريضه ‌ات بلسان عربى حاضر و عين عنايت بآن ناظر و جواب از امّ الكتاب بلسان پارسى نازل تا كل از عمّان بيان حضرت رحمن قسمت و نصيب اخذ نمايند و بآنچه بصر و سمع و روح از براى او خلق شده آگاه گردند، امروز جذب كلمهٴ الهى عالمرا اخذ نموده جميع اشيا بكمال فرح و انبساط بذكر و ثنا مشغول، آب ميگويد ايخاك بيا ذكرهاى عالمرا بگذاريم و بثناى مالك قدم مشغول شويم، جبال ميگويد اى أشجار امروز روز تغنّى و ترنّم است چه كه مقصود غيب و شهود بر كرسى ظهور مستوى نيكوست وقت ما و نيكوست روز ما و نيكوست حال ما، فضل محبوب عالميان احاطه نموده انوار آفتاب شفقت تابيده درياى رحمت موّاج و نور بخشش مشرق، يك آنِ اين يوم عند الله افضل است از قرون و اعصار، طوبى از براى نفسيكه آگاه شد و بر عنايت حق گواهى داد و ويل از براى نفسيكه خود را از فرات رحمت محروم نمود و از فضل فضال حقيقى باز داشت، يا كاظم در اين يوم احد غصن اكبر امام وجه مالك قدر حاضر إِنّا نَنْطِقُ وَهُوَ يُحَرِّرُ مقام اين فضل را بدان، يا يَحْيى سَمِعْنا ذِكْرَكَ ذَكْرْناكَ وَرَأَيْنا اسْمَكَ أَنْزَلْنا لَكَ ما لا تُعادِلُهُ أَذْكارُ الأُمَمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ أُمُّ الْكِتابِ إِذْ كانَ مُسْتَوِياً على عَرْشِ الْخِطابِ، يا يَحْيى خُذْ كِتابَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ عِنْدِهِ وَقُدْرَةٍ مِنْ لَدُنْهُ إِنَّهُ يُؤَيِّدُ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ وَأَرادَ أَنْ يَشْرَبَ رَحِيْقَهُ الْمَخْتُوْمَ بِاسْمِه الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، در ليالى و ايّام قلم اعلى متحرّك از حق بطلب مبعوث فرمايد نفوسيرا كه لايق اين ايام و قابل اين امر اعظم باشند، قسم به نيّر معانى كه از افق سمآء بيان مشرق و لائح است فضل اين ايّام احصا نشده و نميشود، نيكوست حال نفسيكه از فيوضاتش محروم نشد و از عناياتش ممنوع نگشت، امروز آفتاب به لَكَ الْحَمْدُ يا سَيِّدَ الْعالَمِ ناطق و آسمان بلَكَ الثَّنآءُ يا مالِكَ الأَسْمآءِ متكلّم، سدرهٴ طور بقَدْ أَتى مالِكُ الظُّهُوْرِ مترنّم و لكن اهل عالم غافل و محجوب مگر معدودى، يا كاظم از حق ميطلبيم كلرا تاييد فرمايد برآنچه سبب اعزاز امر و ارتقآء وجود است، طلب غفران نمودى از براى والدين للهِ الْحَمْدُ باجابت مقرون يَفْعَلُ ما يَشآءُ وَيَحْكُمُ ما يُرِيْدُ وَلا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ مِنْ كُلِّ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَمِنْ كُلِّ صَغِيْرٍ وَكَبِيْرٍ، الَّذِيْنَ وَفَوْا بِعَهْدِ اللهِ وَمِيْثاقِهِ وَاعْتَرَفُوا بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمواتِ وَارَضِيْنَ.

 

[ 146 ]

هو السّامع المجيب

يا كاظِمُ عَلَيْكَ بَهآءُ اللهِ، مع نداى سدرهٴ منتهى و ارتفاع صيحه ما بين ارض و سما و اشراقات انوار آفتاب ظهور از كلّ جهات عباد ارض غافل و بيخبر مانده ‌اند، ابصار ممنوع آذان محروم چه كه اكثر عبدهٴ اسما مشاهده ميشوند بآن عاكفند و از حق جَلَّ جَلالُهُ بى نصيب، حزب قبل سالها عاكف اسما و عابد اصنام بودند مِنْ غَيْرِ شُعُوْرٍ، حزب بيان هم بآن مرض مبتلا إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ مع آنكه اهل بيان سبّ وردّ و لعن حزب قبلرا من غير ستر و حجاب بر روى منابر شنيده و ميشوند معذلك بترتيب چنين حزبى مشغولند، لَعَمْرُ اللهِ اگر مقام توحيد حقيقى ذكر شود كل منصعق مشاهده شوند الاّ معدودى إنَّ رَبَّكَ هُوَ السَّتّارُ الصَّبّارُ الْعَلِيْمْ الْخَبِيْرُ، يا كاظِمُ چندى قبل لوح امنع اقدس مخصوص آنجناب نازل و ارسال شد، در جميع احوال از حق ميطلبيم آنجناب را مؤيّد فرمايد بر آنچه سبب ارتفاع كلمهٴ اوست كه شايد مردگان از نفحات وحى مقصود عالميان بحيوة جديده فائز شوند و از قبور غفلت برآيند و آگاه گردند، نفوس مذكورهٴ در نامهٴ آنجناب هريك فائز شد بآنچه كه شبه نداشته اوليارا از قِبَل مظلوم تكبير برسان و بشارت ده، از حق ميطلبيم كلرا مؤيّد فرمايد بر آنچه سبب تذكّر أمم و إصلاح عالمست إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، قُلْ إِلهِيْ إِلهِي ارْحَمْ عِبادَكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِيْ سَبَقَتِ الْوُجُوْدَ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ وَأَنْقِذْهُمْ بِأَيادِيْ قُوَّتِكَ وَذِراعَيْ قْدْرَتِكَ ثُمَّ احْفَظْهُمْ بِجُنُوْدِ الْوَحْيِ وَالإِلْهامِ، أَيْرَبِّ نَوِّرْ قُلُوْبَهُمْ بِنُوْرِ مَعْرِفَتِكَ ثُمَّ اجْعَلْهُمْ مِنَ الَّذِيْنَ ذَكَرْتَهُمْ فِيْ صُحُفِكَ وَزُبُرِكَ وَأَلْواحِكَ لِيَسْتَطْبعَ عَلى أَفْئِدَتِهِمْ نَقْشُ إِنّا للهِ الْواحِدِ الْفَرْدِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، يا كاظِمُ عَلَيْكَ بَهائِيْ، از حقّ بطلب افئده را از ما سوايش فارغ نمايد بشانيكه اسماء ايشانرا محتجب نسازد و قصص اولى محروم نكند، سبحان الله در قرون و اعصار باسما متمسّك بودند در ثمر آن ملاحظه كنيد كه چه بود و چه شد، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ ما هُوَ الْمَقْصُوْدُ فِيْ أَيّامِهِ وَيُقَدِّرَ لَهُمْ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى إِنَّهُ هُوَ الْفَضّالُ الْكَرِيْمُ، الْبَهآءُ الظّاهِرُ اللاّئِحُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ وَيَسْمَعُ قَوْلَكَ فِيْهذا الأَمْرِ الْمُحْكَمِ الْمُبِيْنِ.

 

[ 147 ]

بنام داناى بينا

الحمد لله از فضل و رحمت و عنايت نامتناهيهٴ الهى بافق اعلى توجّه نمودى و از ايادى الطاف محبوب امكان كوثر حيوان آشاميدى و لسان رحمن بهَنِيْئًا لَكَ ناطق، قدر اينمقام اعلى و غاية قصوى و درّهٴ اولى را بدان و اين جوهر ثمين را از بصر سارقين و خائنين باسم حق جَلَّ جَلالُهُ حفظ نما، يا كاظِمُ اي دوست من اى بندهٴ من در ايّاميكه جميع نفوس از سطوت ظالمين و مشركين مضطرب و خائف بودند و خلف حجبات و سبحات ساكن اين مظلوم بكمال همّت و قدرت و عظمت بر امر قيام نمود قياميكه قعود او را اخذ ننمود و باعلى النّدآء اهل ملكوت انشارا بمالك اسما و فاطر سما دعوت نمود، و چون عالم امكان بانوار بيان رحمن روشن و منير گشت و راية حمرا بعنايت كلمهٴ عليا بر اعلى المقام منصوب نفوس مستورهٴ محتجبهٴ خائفه از خلف حجاب ظاهر و بصد هزار مكر و خدعه در اضلال نفوس منيرهٴ مطمئنه بر آمدند و بهر مملكت و ديار توجّه نموده و مينمايند كه شايد بالواح ناريّه و كتاب سجّين اهل يمين را از مآء معين منع نمايند و بمصدر ظنون و مطلع اوهام كشانند، انشآء الله بايد آنجناب بشانى مستقيم باشند كه از اثر آن أهل آن ديار بل ساير اشطار و اقطار باستقامت كبرى فائز شوند لَيْسَ هذا عَلى رَبِّكَ بِعَزِيْزٍ، جهد نما تا در حيات جان عزيز را بفداى ربّ عزيز نمائى و در زندگى بمقام بلند شهادت فائز باشى، هر نفسى اليوم در مشيّت و ارادهٴ حق جَلَّ جَلالُهُ فانى نمود يعنى از ارادهٴ خود گذشت وَبِما أَرادَ اللهُ تمسّك جست او در زندگى و حيات بشهادت كبرى فائز است طُوْبى لِنَفْسٍ فازَتْ بِهذا الْمَقامِ الأَسْمى الأَسْنى وَالأُفُقِ الأَعْلى الأَبْهى، يا كاظِمُ أَنِ افْرَحْ بِهذا الْفَرَحِ الأَعْظَمِ، بدرستيكه حقّ جَلَّ جَلالُهُ ذكر ترا قبول نمود و قربانيت لدى المظلوم مقبول افتاد أَنِ احْمَدِ اللهَ بِهذا الْفَضْلِ الَّذِيْ سَبَقَكَ وَالرَّحْمَةِ الَّتِيْ أَحاطَتْ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، انشآء الله ساقى رحيق عرفان باشى و بر آن ديار و ناس پژمرده را از سلسبيل بيان الهى تازه و زنده نمائى تا كلّ از درياى دانائى محروم نمانند، ايكاش بنيّر اعظم كه از افق عالم اشراق نموده آگاه ميشدند، قسم بآفتاب علم الهى كه از افق سجن طالع است اگر بذرّهٴ از عنايات لا تحصاى او عارف شوند هر آينه كلّ را طائف حول مشاهده نمائى، اينست كلمهٴ عليا كه از مطلع علم مالك اسما ظاهر شده طُوْبى لِلسّامِعِيْنَ طُوْبى لِلْعارِفِيْنَ طُوْبى لِلْعامِلِيْنَ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[ 148 ]

هو المعزّي العليم

يا أَفْنانِيْ قَدْ قُرِءَ لَدى الْعَرْشِ ما أَرْسَلْتَهُ إلى اسْمِنا الْمَهْدِيِّ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَوَجَدْنا مِنْها عَرْفَ الأَحْزانِ فِيْهذِهِ الْمُصِيْبَةِ الَّتِيْ تَرَدّى هَيْكَلُ الْعَظَمَةِ بِرِدآءِ الْحُزْنِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الذّاكِرُ الْعَلِيْمُ، قَدْ ناحَ فِيْهذِهِ الْمُصِيْبَةِ الْكُبْرى قَلَمِي الأَعْلى يَشْهَدُ بِذلِكَ ما أَنْزَلَهُ فاطِرُ السَّمآءِ فِيْكِتابِهِ الْمُبِيْنِ، طُوْبى لِمَنْ يَذْكُرُ الَّذِيْنَ  اسْتُشْهِدُوا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَفِيْهذِهِ الأَيّامِ وَيَقْرَءُ ما نُزِّلَ لَهُمْ مِنْ لَدى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، يا أَفْنانِيْ قَدْ ناحَتِ السِّدْرَةُ وَصاحَتِ الصَّخْرَةُ وَلكِنَّ الظّالِمِيْنَ فِيْ نَوْمٍ عَظِيْمٍ، سَوْفَ يَنْتَبِهُوْنَ مِنْ سِياطِ قَهْرِ رَبِّكَ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُخْبِرُ الْعَلِيْمُ، يا أَفْنانِيْ اگر چه بر هر نفسى كه از رحيق محبّت الهى آشاميده لازمست كه در اين مصيبت كبرى و رزيهٴ عظمى با صاحبان مصيبت كه ملأ اعلى باشند شريك شود چه كه طلعت مظلوم بكمال حزن ظاهر و هويداست إِظْهاراً لِفَضْلِهِ وَوَفائِهِ وَرَحْمَتِهِ وَعِنايَتِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْفَضّالُ الْقَدِيْمُ، و لكن آنجناب و ساير دوستان الهى بايد بكمال تسليم و رضا و صبر و اصطبار مشاهده شوند، اين آيهٴ مباركه در اين ايّام از سمآء مشيّت ربّانيّه نازل إِنّا زَيَّنّا رَأْسَنا بِإِكْلِيْلِ الْحِلْمِ وَهَيْكَلَنا بِدِرْعِ الصَّبْرِ فِيْهذا الصَّراطِ الْمُسْتَقِيْمِ وَلكِنْ أَعاذَنا اللهُ مِنْ غَضَبِ الْحَلِيْمِ، از قبل گفته شده أَنِ اطْمَئِنَّ بِفَضْلِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ الشّاكِرِيْنَ، و از قلم اعلى دراين ايّام نازل شده آنچه مدلّ بر علوّ قدر و سموّ مقام مستشهدين بوده، بعضى از آنرا باسم مهدى امر نموديم نوشته ارسال دارد انشآء الله بقرائت آن فائز شويد، يا أَفْنانِيْ إِنّا نُعَزِّيْكُمْ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا فِيْما وَرَدَ على اسْمِي الْحاءِ الَّذِيْ بِهِ أَنارَ أُفُقُ الْوَفآءِ وَعَلى الَّذِيْنَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ فِيْ سَبِيْلِي الْمُبِيْنِ، لَعَمْرُ اللهِ لا يُغادِرُ ذَرَّةٌ مِنْ أَعْمالِ الْمُشْرِكِيْنَ إِلاّ وَقَدْ يَجْزِيْهِمْ بِها رَبُّكَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، وَقَدْ أَنْزَلْنا مِنْ قَبْلُ فِي الْمِيْزانِ ما يَطْمَئِنُّ بِهِ قُلُوْبُ الْعارِفِيْنَ، إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُهَيْمِنُ عَلى الأَشْيآءِ وَعِنْدَهُ عِلْمُ كُلِّشَيْءٍ فِيْكِتابٍ ما أَحاطَهُ إِلاّ عِلْمُهُ الْمُحِيْطُ، إِنَّ الْمُجْزِيْ يَمْشِيْ أَمامَ عُيُوْنِ الْعِبادِ وَالْبَصِيْرَ يَنْظُرُ وَيَرى إِنَّهُ لَهُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ أَحِبّآئِي الَّذِيْنَ وَفَوْا بِمِيْثاقِيْ وَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِي الْمَتِيْنَ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى أَفْنانِيْ وَعَلى الَّذِيْنَ فازُوا بِرَحِيْقِ بَيانِي الْبَدِيْعِ.

 

[ 149 ]

هو الشّاهد السّميع العليم

يا اسْمِيْ مكتوب جناب افنان آقا عَلَيْهِ بَهآئِيْ وَعِنايَتِيْ كه باسم شما بود عبد حاضر لدى المظلوم مذكور داشت، انشآء الله در جميع عوالم بفيوضات نامتناهيهٴ حضرت فيّاض فائز باشند، إِنَّهُ هُوَ الَّذِيْ شَهِدَ وَرَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى وَنَطَقَ وَأَثْنى مالِكَ الْوَرى إِذْ سَمِعَ نِدآئَهُ مِنْ أُفُقِهِ الأَعْلى كَذلِكَ شَهِدَ اللهُ لَهُ فِيْمَنْظَرِهِ الأَبْهى إِنَّهُ لَهُوَ الْفَضّالُ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ، لحاظ عنايت باو متوجه بوده و هست عَرْف محبّت الهى در كلّ أحيان از او متضوّع، از حقّ جَلَّ جَلالُهُ بطلبيد كلرا مؤيّد فرمايد بر آنچه سزاوار يوم الهيست، يا مهدى قلم اعلى در اكثر الواح ذكر عظمت اين يوم را نموده و ذكرش در كتب و صحف الهى از قبل و بعد بوده معذلك اهل عالم از او غافل و محجوب مشاهده ميشوند إِلاّ الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمْ شُئُوْناتُ الأُمَرآءِ وَلا شُبُهاتُ الْعُلَمآءِ عَنْ هذا الصَّراطِ الَّذِيْ بِنَفْسِهِ يُنادِيْ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ طُوْبى لِبَصَرٍ رَأى وَلأُذُنٍ سَمِعَتْ وَلِقَلْبٍ أَقْبَلَ إِلى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، إِنّا نَذْكُرُ الأَفْنانَ مَرَّةً أُخْرى لِيَشْكُرَ رَبَّهُ الْغَنِيَّ الْمُتَعالِ، يا أَفْنانِيْ قَدْ فاحَ عَرْفُ حُبِّكَ وَوَجَدَهُ كُلُّ ذِيْ شَمٍّ أَنْصَفَ فِيْ أَمْرِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، قَدْ نَطَقَ كُلُّ لِسانٍ بِثَنآءِ اللهِ وَلكِنَّ الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ الْعِلْمَ نَراهُمْ فِيْ غَفْلَةٍ وَحِجابٍ، طُوْبى لِعالِمٍ طَهَّرَ قَلْبَهُ بِفُراتِ رَحْمَةِ رَبِّهِ الْمُقْتَدِرِ الْغَفّارِ، قَدْ نَبَذُوا الْحَقَّ عَنْ وَرآئِهِمْ وَيَحْسَبُوْنَ أَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنانِ، سبب و علّت غفلت نفوس و احتجاب عباد علمای عصر بوده‌ اند چنانچه از قلم اعلی در الواح قبل و بعد نازل شده آنچه كه اهل بصر را كفايت مينمايد، در جميع كتب ذكر اعراض نفوس طاغيهٴ ياغيه بوده و هست و لكن در اينظهور اعظم جمع كثيری از علما بافق اعلی توجّه نمودند و از رحيق اطهر آشاميدند، هر نفسی اليوم بعرفان حق فائز شد او از علما لدی الله مذكور و در كتاب الهی مسطور، جميع عبادرا از قبل اخبار نموديم بآنچه سبب ارتقای نفوس و حفظ وجود است، از حق بخواهيد تا كلرا مؤيّد فرمايد و از اشراقات انوار آفتاب معانی و بيان محروم ننمايد إِنَّهُ لَهُوَ الشّاهِدُ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ، يا أَفْنانُ در بحبوحهٴ أحزان محبوب إمكان ترا ذكر مينمايد إِنَّهُ يُحِبُّ مَنُ أَحَبَّهُ وَيَتَوَجَّهُ إِلی مَنْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ إِنَّ رَبَّكَ سُمِّيَ بِالرَّحِيْمِ فِيْكِتابِهِ الْعَظِيْمِ، إِنّا سَتَرْنا ما وَرَدَ مِنْ قَبْلُ وَيَرِدُ مِنْ بَعْدُ لِئَلاّ يَحْزَنَ مَنْ أَقْبَلَ إِلى اللهِ الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، حق اليوم در ارض موعوده ظاهر و بر كرسی مذكور جالس، اين ارضی است كه بارض مقدّسه در فرقان مذكور و همچنين در كتب قبل و ندای انبيا در اين بيدا مرتفع و لكن اهلش باولاد أفاعی مذكور و مسطور، و اينمظلوم ما بين اين گروه جميع احزابرا بحق جَلَّ جَلالُهُ دعوت مينمايد طُوْبى لِلْفائِزِيْنَ وَطُوْبى لِلسّامِعِيْنَ وَطُوْبى لِلْعارِفِيْنَ، ذكر ورقهٴ عليا و مخدّره والده عَلَيْهِما بَهآءُ اللهِ نموده بودند دو لوح امنع اقدس مخصوص ايشان نازل و ارسال شد و همچنين مخصوص افنان عَلَيْهِمْ بَهآءُ الرَّحْمنِ انشآء الله برسانند تا از كوثر بيان الهی بياشامند، ورقهٴ عليا عَلَيْها بَهائِيْ از تاخير و توقّف محزون نباشند لَعَمْرِي آنچه واقعشده نظر بحكمت و مصلحت بوده عِنْدَهُ عِلْمُ كُلِّشَيْءٍ وَهُوَ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِما وَعَلَيْهِمْ وَعَلی الَّذِيْنَ شَرِبُوا رَحِيْقَ الْوَحْيِ بِاسْمِي الْمَحْبُوْبِ.

 

[150]

بنام خداوند عالم دانا

رشحات الهام از اوراق سدرهٴ منتهى باعانت نسيم ارادهٴ مالك اسما بصورت اينكلمات ترشّح نموده، ای اشرف كتابت در منظر اكبر حاضر و طَرْف عنايت مالك قَدَر بآن متوجّه، الْحَمْدُ للهِ از سلسبيل بيان رحمن آشاميدی و بذكر حق ما بين خلق مشغولی، قَدْ عَرَفْنا نارَ حُبِّكَ وَسَمِعْنا نِدائَكَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ السّامِعُ الْعَلِيْمُ، طُوْبى لَكَ بِما وَفَيْتَ بِمِيْثاقِ اللهِ وَعَهْدِهِ وَاخْتَرْتَ لِنَفْسِكَ خِدْمَةَ هذا النَّبَإِ الْعَظِيْمِ الَّذِيْ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الْعالَمِ وَاضْطَرَبَتِ الأُمَمُ وَزَلَّتْ أَقْدامُ الْعارِفِيْنَ، إِنْشآءَ الرَّحْمنُ در كلّ احيان بنصرت امرش قائم باشی و بذكرش ناطق نطقی كه او را صمت اخذ نكند و قياميرا كه او را جلوس از پی در نيايد، و لكن در كلّ أحوال بحكمت ناظر باشيد و ناسرا بحكمت محضه دعوت كنيد چه كه ضعيفند و از مَطْلِع وحی إلهی ومَشْرِق ظُهُور ربّانی غافل و بيخبرند، اگر امری مشاهده نمايند و بحقيقت آن پی نبرند البتّه إجتناب نمايند در اين صورت امر تبليغ معوّق ماند، مثلاً مولود مبارك در محرّم واقع بِذلِكَ رَفَعَهُ اللهُ بِالْحَقِّ وَجَعَلَهُ مِنَ الأَعْيادِ لِلْعِبادِ، حال اگر نفسی در بلاد اسلام بر حسب ظاهر در شهر محرّم بشرايط عيد عمل نمايد البتّه از حكمت خارج شده چه كه اكثری از مباركی آن يوم وما وُلِدَ فِيْهِ مطّلع نيستند، و همچه گمان مينمايند كه سبب و علّت عيد أَلْعَياذُ بِاللهِ عداوت با سيّد الشّهَدآء عَلَيْهِ مِنْكُلِّ بَهآءٍ أَبْهاهُ بوده چه كه جاهلند و نميدانند كه مطلع آيات و مظهر بينات ظاهر و ناطقست، از اين گذشته از رواياتيكه نزد خودشان محقّق است غافلند چنانچه فرموده سيّد الشّهدآء رُوْحُ ما سِواهُ فِداهُ بعد از قائم باسم قيّوم ظاهر و جميع انبيا و اصفيا در ظلّ آنحضرت مجتمع، باری از قيامت و يوم الله وَما ظَهَرَ فِيْهِ كه در فرقان و كتب قبل نازلست بيخبرند از خمر هوى مدهوش و از افق هدى معرض تَبًّا لَهُمْ وَلِلَّذِيْنَ اتَّبَعُوْهُمْ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ وَكِتابٍ، نظر برحمت سابقهٴ الهيّه و فضل و الطاف محيطهٴ ربّانيه بايد كل را بحكمت بخوانيد تا علقه‌ های وجود بحكمت و تربيت اوليای حق بمقام فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِيْنَ فائز شوند، جميع دوستانرا از قِبَل اين مظلوم تكبير برسانيد و كلرا بنار مشتعلهٴ شجرهٴ مباركه مشتعل نمائيد و بزينت اتّحاد و اتّفاق وَما أَمَرَ بِهِ اللهُ فِي الأَلْواحِ مزّين داريد، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ تَوَجَّهُوا إِلى الْوَجْهِ بَعْدَ فَنآءِ الأَشْياءِ إِنَّهُ لَمَوْلى الأَسْمآءِ وَفاطِرُ السَّمآءِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُبَيِّنُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ.

 

[151]

هو السّامع بالفضل والمجيب بالعدل

حمد و ثنا ذكر و بهآء آفتاب حقيقترا لايق و سزاست كه بانوار نيّر برهان اهل امكانرا بطراز عرفان و اكليل ايقان مزيّن داشت جَلَّ سُلْطانُهُ وَجَلَّتْ آياتُهُ وَعَظُمَتْ سَلْطَنَتُهُ، يا ع قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ الَّذِيْ أَرْسَلْتَهُ إِلى اسْمِ الْجُوْدِ عَلَيْهِ بَهائِيْ وَعِنايَتِيْ قَرَأْناهُ وَأَجَبْناكَ بِهذا اللَّوْحِ الَّذِيْ بِهِ لاحَتْ آفاقُ الْمَعانِيْ وَالْبَيانِ وَظَهَرَتِ الأَسْرارُ الْمُوْدَعَةُ فِيْكِتابِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْمَنّانِ، يا ن إِنَّ النُّوْنَ يَسْبَحُ فِيْ بَحْرِ الْبَيانِ وَيَقُوْلُ طُوْبى لَكَ يا عَنْدَلِيْبُ بِما تَغَرَّدْتَ عَلى الأَفْنانِ بِفُنُوْنِ الأَلْحانِ، يا د عَلَيْكَ بَهآءُ اللهِ مالِكِ الإِيْجادِ اسْمَعِ النِّداءَ الَّذِيْ ارْتَفَعَ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلى الْمَقامِ الَّذِيْ فِيْهِ نادَى الْمُنادِ الْمُلْكُ للهِ مالِكِ الْمَبْدَءِ وَالْمَعادِ، يا ل يُبَشِّرُكَ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ بِما قُدِّرَ لِلأَوْلِيآءِ مِنْ لَدى اللهِ رَبِّ الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ، طُوْبى لِسَمْعٍ سَمِعَ وَلِلِسانٍ نَطَقَ وَلِعَيْنٍ رَأَتْ وَفازَتْ بِأَيّامِ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، إِنّا وَجَدْنا مِنْ كِتابِكَ عَرْفَ الْقَمِيْصِ وَأَنْزَلْنا لَكَ ما قَرَّتْ بِهِ الْعُيُوْنُ وَالأَبْصارُ، يوم يوم فرح اكبر است، بايد اوليا همّت كنند و گمراهانرا بسبيل اِلهی راه نمايند، بگو ايدوستان امروز روز خدمتست جامهٴ خوف و صمت و سكونرا بنطق و بيان و اطمينان و اهتزاز تبديل نمائيد، جميع اشيا بذكر و ثنا ناطق، يوم يوم الله و ربيع زهورات و اوراد حكمت و بيان، طُوْبى لِنَفْسٍ عَرَفَ وَلأَلْسُنٍ نادَتْ وَقالَتْ يا قَوْمِ قَدْ أَتى الْيَوْمُ الْعِزَّةُ وَالاقْتِدارُ وَالْعَظَمَةُ وَالاخْتِيارُ للهِ الْواحِدِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْغَفّارِ، اينكه در بارهٴ بعضی از نفوس كه بكوثر عرفان و تسنيم ايمان فائز گشته ‌اند ذكر نمودند ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ يُؤَيِّدُ مَنْ يَشآءُ عَلى الإِقْبالِ إِلى أُفُقِ ظُهُوْرِهِ وَالتَّوَجُّهِ إِلى أَنْوارِ وَجْهِهِ إِنَّهُ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِيْنَ وَمُنَوِّرُ أَفْئِدَةِ الْمُقْبِلِيْنَ وَالْمُوَحِّدِيْنَ، اينكه مذكور نمودی مبلّغين و قائمينرا مُؤيّد فرمايد بر تقديس و تنزيه و امانت و ديانت و تكلّم بِما نُزِّلَ فِي الأَلْواحِ اينكلمهٴ آنجناب لدی العرش بطراز قبول و رضا مزيّن گشت، از حق بطلب و ميطلبيم اهل بها را موفّق دارد بر حفظ آياتيكه سبب ارتفاع و ارتقآء عباد است چه اگر از آيات منزله در مجالس در هر مقام قرائت شود عنقريب عالم از ما عِنْدَهُمْ بِما عِنْدَ اللهِ توجّه نمايند، جناب اسم الله ج هم در اينمقام كلمهٴ عرض نمود كه باصغا فائز و بنور قبول منوّر قوله نوشته‌اند كه حدود كردستان بسيار مستعد و مبلّغ لازم دارد اما بشرط آنكه نفس اعلآء امر را منظور دارد و برای خود بساطی پهن ننمايد فی الحقيقه اينكلمه و كلمهٴ آنجنابرا بايد بعضى از مبلّغين ملاحظه نمايند و بآن ناظر باشند و بآن تمسّك جويند أَمْرًا مِنْ لَدی اللهِ الآمِرِ الْحَكِيْمِ، اينكه در بارهٴ نيّر و سينا ذكر نمودی قَدْ نَطَقْتَ بِالْعَدْلِ نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يَرْفَعَهُما بِاسْمِهِ وَيَجْعَلَهُما مِنْ راياتِ نَصْرِهِ فِيْ مَمْلَكَتِهِ وَأَعْلامِ هِدايَتِهِ بَيْنَ خَلْقِهِ، از اطراف ارض خا هم ذكر ايشانرا نموده‌اند هَنِيْئًا لَهُما وَمَرِيْئًا لَهُما نَشْهَدُ أَنَّهُما أَخَذا أَقْداحَ الْبَيانِ وَشَرِبا بِاسْمِ رَبِّهِما الرَّحْمَنِ وَفازا بِخِدْمَةِ الأَمْرِ فِيْ أَكْثَرِ الأَحْيانِ، آنچه اليوم لازم بايد ايادى امر الهی عبادرا بمطلع نور توحيد حقيقی راه نمايند و بافق ظهور وحده ناظر باشند و بمثابهٴ حزب قبل هر يوم صنمی اخذ ننمايند هذا نُصْحِيْ لَهُمْ، وَنَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يُؤَيِّدَ الْكُلَّ عَلى ما أَنْزَلَهُ فِيْكِتابِهِ الْمُبِيْنِ، اوليای آن ارضرا از قِبَل مظلوم تكبير برسان ثُمَّ اتْلُ عَلَيْهِمْ ما أَنْزَلْناهُ لَكَ فِيْهذا اللَّوْحِ الْعَظِيْمِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلی الَّذِيْنَ يَسْمَعُوْنَ قَوْلَكَ فِيْهذا النَّبَإِ الْعَظِيْمِ وَيُحِبُّوْنَكَ لِوَجْهِ اللهِ رَبِّ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ.

 

[152]

هو الله تعالى شأنه الحكمة والبيان

يا اسم جود عَلَيْكَ بَهآئِيْ، نامهٴ جناب عندليب عَلَيْهِ بَهآئِيْ كه بشما ارسال داشت تلقآء وجه قرائت شد، الحمد لله بافق اعلی ناظرند و بذكر و ثنا ناطق  وبر خدمت قائم، اينكه در اتّفاق و اتحاد نجمين عَلَيْهِما بَهائِيْ وَعِنايَتِيْ وَرَحْمَتِيْ نوشته‌ اند افق حزن بنور سرور لائح و ساطع نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ أَعْمالَهُما وَأَوْرادَهُما كُلَّها وِرْدًا واحِدًا وَحالَهُما فِيْ خِدْمَتِيْ سَرْمَدًا، اينكلمهٴ مباركه از سلطان وجود يعنی خاتم انبيا است كه بعلیّ تعليم فرموده، لله الحمد خود را فِيْسَبِيْلِ اللهِ انفاق نموده‌اند، از أوّل أيّام فائز گشته‌اند و كاس عرفانرا از ايادی عطآء مولی الاديان نوشيده‌اند هَنِيْئًا لَهُما وَمَرِيْئًا لَهُما، و اينكه از بعضی نوشته‌ اند كه باوهامات خود ناطقند وبغَيْرِ ما أَرادَهُ اللهُ متمسّك نفوسی هستند كه از اعمالشان شجرهٴ رجا قطع شده، از قبل در كلمات مكنونه فرموده ‌ايم )ايخاك متحرّك من بتو مانوسم و تو از من مايوس سيف عصيان شجرهٴ اميد ترا بريده و قطع نموده در جميع احيان بتو نزديكم و تو در جميع احوال از من دور من عزّت بيزوال از برای تو اختيار نمودم و تو ذلّت بيمنتهی برای خود پسنديدی آخر تا وقت باقی مانده رجوع كن و فرصترا مگذار)، يا اسم جود حق  عالمست بعضی اعماليرا ارتكاب نموده ‌اند كه عين انصاف گريست و حنين قلب مرتفع گشت امثال آن نفوس لا زال باوهام متكلّم، در عهد خاتم انبيا هر يوم معدودی بِأَهْوآئِهِمْ ناطق لا زال امثال آن نفوس بوده و هستند، از حق ميطلبيم كلرا هدايت فرمايد و از بحر دانائی محروم ننمايد، امروز هر چيزيرا طالب مشاهده ميشود مگر لئآلیء ثمينه كه از خزانهٴ قلم اعلی ظاهر و باهر است بيمشتری مانده طالب مفقود مشتری غير موجود و لكن وقتی آيد كه مردمان بجان گوهر بحر بيانرا خريدار شوند، اوليآء آن ارض طرًّا را تكبير ميرسانيم، يا حزب الله استقامت محبوبست بايد كل بشانی ثابت و راسخ باشيد كه از قواصف ايّام و عواصف اوهام حركت ننمائيد، نفوسيكه بغير ارادهٴ حق تكلّم مينمايند هر نفسی از اقوال و اعمالشان شهادت ميدهد بر خسارت آن نفوس، يا أَوْلِيائِيْ لا تَحْزَنُوا مِنْ شَيْءٍ وَعَمّا يَتَكَلَّمُ بِهِ الْجاهِلُوْنَ أُوْلئِكَ يَتَحَرَّكُوْنَ بِأَهْوآئِهِمْ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُؤَيِّدَهُمْ عَلى الرُّجُوْعِ إِنَّهُ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ.

 

[153]

هو النّاطق الظّاهر العليم الحكيم

حمد مقدّس از بيان و عرفان ساحت امنع اقدس حضرت مقصود را لايق و سزاست كه اسرار مكنونهٴ در افئده و قلوب را ظاهر فرمود وَثَبُتَ حُكْمُ ما أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ فِي الْفُرْقانِ (إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِيْ صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمواتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِها اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيْفٌ خَبِيْرٌ)، خافيهٴ صدور و خائنهٴ اعين بقسمی ظاهر كه از برای احدی مجال انكار نه، يا أَفْنانِيْ عَلَيْكَ بَهآئِيْ وَعِنايَتِيْ، ايّاميكه از ظلم ظالمان و اعراض اهل اديان بمثابهٴ ليل تيره و تار بود اين مظلوم امام وجوه كل بر نصرت قيام نمود بشانيكه تجلّيات انوار نيّر ظهور از هر جهتی ظاهر لا يُنْكِرُ ذلِكَ إِلاّ مَنْ كانَ عَنِ الْعَدْلِ وَالإِنْصافِ مَحْرُوْمًا، إِذًا خَرَجَ عَنْ خَلْفِ الدِّنانِ هَياكِلُ الظُّلْمِ بِسُيُوْفِ الْبَغْضآءِ وَظَهَرَ مِنْهُمْ ما شَهِدَ بِكَذِبِهِمْ وَمُفْتَرَياتِ أَنْفُسِهِمُ الَّتِيْ بِها ناحَ اللَّوْحُ وَصاحَ قَلَمِي الْعَزِيْزُ الْبَدِيْعُ، نفسی را كه تحت قباب عظمت از اوّل ايّام مقرّ عطا نموديم و بحفظش اعين ناظره گماشتيم بالاخره با نفوس مثل خود متّحد شده و بظلم و تصرّف در اموال ناس فتوی داده، هر يوم كذبی ظاهر و ضرّی وارد، هر نفسی باين شطر توجّه مينمايد باو نسبت ميدهند وجهی بسرقت اخذ نموده و بعكّا برده و ظلم بمقامی رسيده كه بجناب آقا سيّد احمد هم نسبت دادند آنچه را كه لايق خود آن نفوس بوده، حق شاهد و ذرّات كائنات گواه كه افنان كبير محض اعتكاف باين ارض آمده نه تجارت، بر داشته‌ اند و در بارهٴ او نوشته ‌اند آنچه را كه منادی بود از برای عرفان آن نفوس غافلهٴ مشركه، وَلكِنَّ الْبَهآءَ ما مَنَعَهُ عَمّا أَرادَ شَيْءٌ مِنَ الأَشْيآءِ وَلا حُزْنٌ مِنَ الأَحْزانِ، إِنَّهُ نَطَقَ وَيَنْطِقُ أَمامَ الْوُجُوْهِ بِقُدْرَةٍ لا تُضْعِفُها جُنُوْدُ الْعالَمِ وَبِسُلْطانٍ لا تَمْنَعُهُ صُفُوْفُ الأُمَمِ، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَسْقِ الْكُلَّ مِنْ كَوْثَرِ عَدْلِهِ وَعَطائِهِ وَيُرْجِعَهُمْ إِلَيْهِ وَيُؤَيِّدَهُمْ عَلى الإِنابَةِ لَدی بابِهِ إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، بر هر نفسی فساد آن نفوس ظاهر و واضح، جَلَّ مَنْ أَظْهَرَ ما فِيْ صُدُوْرِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ وَجَلَّ مَنِ اسْتَوى عَلى عَرْشِ الْبَيانِ وَبَشَّرَ الْكُلَّ بِظُهُوْرِ رَبِّهِمُ الرَّحْمنِ إِنَّهُ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْمَنّانُ، مناجات شما رسيد طُوْبى لِلِسانِكَ بِما نَطَقَ بِما تَضَوَّعَ مِنْهُ عَرْفُ اللهِ فِيْما سِواهُ وَلِقَلْبِكَ بِما أَقْبَلَ إِلَيْهِ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ ظَهَرَ ما كانَ مَسْتُوْرًا عَنِ الأَبْصارِ، نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يَرْفَعَكَ بِسُلْطانِهِ وَيُقَرِّبَكَ بِآياتِهِ وَيَرْفَعَ بِكَ أَعْلامَ نَصْرِهِ وَراياتِ عِزِّهِ وَيُقَدِّرَ لَكَ ما أَنْزَلَهُ فِيْ كِتابِهِ لأَصْفِيآئِهِ الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمُ الدُّنْيا وَزُخْرُفُها وَأَلْوانُها، قامُوا وَقالُوا يا مَلأَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ تَاللهِ قَدْ أَتى فاطِرُهُما بِأَمْرٍ لا يَقُوْمُ مَعَهُ مَنْ فِيْ مَلَكُوْتِ الأَسْمآءِ يَشْهَدُ بِذلِكَ الْكِتابُ الأَعْظَمُ الَّذِيْ يَنْطِقُ بَيْنَ الأُمَمِ، وَاخْتارَ لِنَفْسِهِ السِّجْنَ لِخَلاصِ الْعالَمِ طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ وَوَجَدَ وَعَرَفَ وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا مَحْبُوْبَ الْعالَمِ وَلَكَ الْبَهآءُ يا مَقْصُوْدَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، اوليای آن أرض را از قِبَل مظلوم تكبير برسان بگو بحكمت تمسّك نمائيد و بتبليغ مشغول، قُلْ هذا يَوْمُ اللهِ اعْرِفُوا مَقامَهُ وَما قُدِّرَ فِيْهِ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ مَنْ يُحِبُّكَ وَيَسْمَعُ قَوْلَكَ فِيْهذا النَّبَإِ الأَعْظَمِ وَهذا الأَمْرِ الْعَظِيْمِ، الْحَمْدُ لَهُ إِذْ هُوَ مَقْصُوْدُ الْعارِفِيْنَ.

[154]

باسم محبوب عالميان

قلم أعلی ميفرمايد كتابت لدی الوجه حاضر و نفحات حبّ محبوب عالميان از قميص بيان آن استشمام شد، لله الحمد كه بعنايت رحمانی در اين فجر روحانی بِما هُوَ الْمَقْصُوْدُ فائز شده‌ايد و باشراقات كلمهٴ الهيّه كه از مطلع اراده مشرقست منوّر گشته‌ايد، اشراقات كلمه كُل مَنْ فِي الأَرْضِ را احاطه نموده و لكن اكثری از بريّه باحجاب وهميّه از مشرق ظهورات احديّه محروم مانده‌اند، عنقريب كل بشطر مقصود توجّه نمايند و لكن حسرت از برای نفوسی كه از انوار مشرقه محروم گشته‌اند، قسم بمطلع اسم اعظم اگر ناس خرق حجاب كنند و اقلّ من آن بسمع فطرت ندآء الله را كه از يمين بقعه نورا مرتفعست اصغا نمايند كل بقلوب منيره بشطر محبوب توجّه كنند، قَدْ مَنَعَتْهُمُ الأَحْجابُ سَوْفَ يَنُوْحُوْنَ وَيَبْكُوْنَ وَلكِنَّ الْيَوْمَ لا يَشْعُرُوْنَ، طوبى از برای نفوسی كه اليوم بعرفان الله فائز شده‌اند و باسم اعظم و بحر قدم توجّه نموده‌اند، اگر چه اليوم نفوس مشتعلهٴ مقبله را لإِقْبالِهِمْ إِلی كَلِمَةِ اللهِ ذلّت اخذ نموده و لكن عنقريب كلّ مَنْ عَلی الأرض باعزاز تمام بذكر آن نفوس مشغول شوند و ذاكر گردند، آنچه موجود و مشهود عنقريب مفقود خواهد شد و لكن هر امری كه از هر نفسی لنصرة الله ظاهر شده اگر چه بنفَسی باشد كه لِحُبِّ اللهِ برآورده دائم و باقي خواهد ماند و اثر آن در جميع عوالم الهيّه كه احدی بر آن مطّلع نه، اگر انامل قدرتيّهٴ ربّانيّه بظهورات بديعهٴ منيعه ظاهر خواهد شد اينست فضل مكنونهٴ الهيّه كه احدی بر آن مطّلع نه، اگر انامل قدرتيّهٴ ربّانيّه اينحجاب را خرق فرمايد مشاهده مينمائيد كه كل باقبال تمام و رجای كامل و استقامت كبرى خود را در ره دوست فدا نمايند وما هُوَ الْمَوْجُوْدُ را از دنيا وما يَتَعَلَّقُ بِها معدوم شمرند، چون ابقای نفوس لِنُصْرَةِ أَمْرِ اللهِ بمقتضيات حكمتيّهٴ إِلهيّه ملاحظه ميشود لذا اين مقام كشف نشده و در حجب غيب مستور مانده، طُوْبى لَكُمْ بِما فُزْتُمْ وَقُمْتُمْ وَأَقْبَلْتُمْ وَسَمِعْتُمْ وَقُلْتُمْ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ يا مَحْبُوْبَ الْعالَمِيْنَ، اين لئآلی و كنوزيست كه در خزائن غيبيّهٴ إلهيّه محفوظ خواهد ماند و ايادی خائنين و سارقين از او ممنوع، قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ بِما جَعَلْتَنِيْ حاضِرًا لَدى الْعَرْشِ وَأَسْمَعْتَنِيْ نِدآئَكَ وَشَرَّفْتَنِيْ بِلِقائِكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الْمُهَيْمِنِ عَلی الأَسْما بِأَنْ تُقَدِّرَ لِيْ لِقائَكَ فِيْ كُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِكَ وَتَجْعَلَنِيْ طائِرًا فِيْكُلِّ الأَحْوالِ فِيْهَوآءِ حُبِّكَ وَمُقْبِلاً إِلى كَعْبَةِ وَصْلِكَ وَلِقائِكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لأَنَّكَ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ، الواح مذكوره ارسال شد إِنَّهُ خَيْرُ الذّاكِرِيْنَ، قُلِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[155]

هو الذّاكر العليم الخبير

يا حُسَيْنُ عَلَيْكَ بَهائِيْ وَعِنايَتِيْ، للهِ الْحَمْدُ ذكرت قبل از حضور و بعد از حضور و قيام امام وجه مظلوم بوده و هست از حق ميطلبيم ترا مؤيّد فرمايد بر آنچه سزاوار ايّام اوست، هر نفسی بر فنای عالم و تغيير آن گواهی داده و ميدهد لذا دوستان الهی كه بكوثر بيان فائز  گشته ‌اند بايد در جميع احوال در تحصيل مقامات باقيه و نعمتهای سرمديّه سعی بليغ مبذول دارند إِنَّهُ مَعَ مَنْ ذَكَرَهُ وَأَرادَهُ وَهُوَ الْفَضّالُ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، قلم اعلى در اين حين اراده نموده و رقی از اوراق سدره و امهٴ از امآء خود را ذكر فرمايد، نَشْهَدُ أَنَّها خَرَجَتْ مِنَ الْبَيْتِ مُقْبِلَةً إِلى الأُفُقِ الأَعْلى وَقَطَعَتِ الْبَوادِيْ وَالْجِبالَ وَالْبَرَّ وَالْبَحْرَ إِلى أَنْ وَرَدَتِ الْمَدِيْنَةَ الْمُحَصَّنَةَ الْمَذْكُوْرَةَ فِي الْكُتُبِ وَالصُّحُفِ وَحَضَرَتْ أَمامَ الْوَجْهِ وَفازَتْ بِما أَنْزَلَهُ اللهُ فِيْ كُتُبِهِ، نَشْهَدُ أَنَّها آمَنَتْ بِاللهِ وَآياتِهِ وَأَجابَتْ إِذِ ارْتَفَعَ النِّدآءُ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَشَرِبَتْ كَأْسَ الْوِصالِ مِنْ أَيادِيْ عَطآءِ رَبِّها الْغَنِيِّ الْمُتَعالِ وَسَمِعَتْ ما سَمِعَ الْمُقَرَّبُوْنَ فِيْ طُوْرِ الْعِرْفانِ وَرَأَتْ ما مُنِعَتْ عَنْهُ الْعُيُوْنُ وَالأَبْصارُ إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ رَبُّ الأَرْبابِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ عِنايَتِيْ وَبَهآءُ مَنْ فِيْ مَلَكُوْتِيْ وَجَبَرُوْتِيْ وَأَوَّلُ عَرْفٍ فاحَ مِنْ قَمِيْصِيْ عَلَيْكِ يا وَرَقَتِيْ وَأَمَتِيْ، نَشْهَدُ أَنَّكِ طُفْتِ الْعَرْشَ وَفُزْتِ بِاللِّقاءِ إِذْ مُنِعَ عَنْهُ أَكْثَرُ الْوَری وَشَرِبْتِ الرَّحِيْقَ مِنْ يَدِ عَطآءِ رَبِّكِ، نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يُنْزِلَ عَلَيْكِ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ وَعِنايَةً مِنْ لَدُنْهُ وَفَضْلاً مِنْ جانِبِهِ، طُوْبى لَكِ بِما ماجَ بِما نُزِّلَ لَكِ بَحْرُ الْغُفْرانِ فِي الإِمْكانِ وَأَشْرَقَ نَيِّرُ الْفَضْلِ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ الْعَفْوِ وَالإِحْسانِ، قَدْ آمَنْتِ بِالرَّحْمنِ إِذْ كَفَرَهُ أَكْثَرُ الإِمآءِ، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكِ وَعَلى أَوَّلِكِ وَآخِرِكِ وَظاهِرِكِ وَباطِنِكِ وَعَلى مَنْ يَذْكُرُ أَيّامَكِ وَهِجْرَتَكِ وَقُرْبَكِ وَحُضُوْرَكِ وَعَلى كُلِّ ثابِتٍ مُسْتَقِيْمٍ وَكُلِّ عارِفٍ بَصِيْرٍ، يا حُسَيْنُ يا أَيُّها الْقائِمُ أَمامَ الْوَجْهِ محزون مباش از آنچه وارد شده لَعَمْرُ اللهِ او فائز شد بآنچه كه قلم از ذكرش عاجز است، فی الحقيقه اين دار فانی لايق توقّف و توطّن و سكون نبوده و نيست، و لكن در يكمقام از جميع عوالم اعلى و بر كُلّ مقدَّم چه كه مَعَ فنائِهِ وَتَغْيِيْرِهِ كسب مقامات باقيه و مراتب عاليه در آن مقدّر است مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ، در هر صورت آنجناب محزون نباشند چه كه او بفيض اكبر فائز شده، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنَّا عَلَيْكَ وَعَلى أَخِيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ مِنْ عِبادِ اللهِ الْمُوْقِنِيْنَ.

 

[156]

أَنْ يا تَقِيُّ قَدْ فَسَّرْتَ ما فَسَّرْتَ فِيْما أَرَدْتَ فِيْ قِيامِكَ لَدى الْبابِ وَحُضُوْرِكَ فِيْ مَقاعِدِ الْعَظَمَةِ عَنْ يَمِيْنِ دَوْحَةِ الْبَقا فِيْما غَرَسْتَ عَلى شاطِئِ الْهُوِيَّةِ رَفْرَفِ الْعَمآءِ، وَتَمَّتْ كَلِماتُ رَبِّكَ فِيْ جَوِّ هذِهِ الإِشاراتِ وَحُدِّدَتْ مَعانِيْ نِعْمَةِ بارِئِكَ فِيْ باطِنِ هذِهِ الدَّلالاتِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ فَاشْهَدْ لِنَفْسِكَ كَما شَهِدْتُ حِيْنَئِذٍ لَكَ بِأَنَّكَ أَطَعْتَ اللهَ فِيْ كُلِّ شَأْنٍ وَما عَصَيْتَهُ وَلَنْ تَعْصِيَهُ إِنْ شآءَ وَأَرادَ وَسَيَظْهَرُ عَلَيْكَ ما سُتِرَ فِيْ قَلْبِكَ وَيَنْزِلُ عَلَيْكَ ما قُدِّرَ لَكَ إِذْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الْعِزَّةِ وَالْقُدْرَةِ وَإِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٍ، يعنى گوشهٴ ميخانهٴ محبّت الهى آرامگاه منزل جان است زيرا كه جان رقيق لطيف جز در هواى جانان طير ننمايد و غير محفل دوست مقرّى نيابد، و شكر اين ساقى خمر بقا را بايد در جميع اوقات بتمام جان و روان قيام و اقدام نمود، و معنى اين شكر شكرى است كه گوشرا از استماع چنك و بربط ظاهرى پاك سازد تا از نواهاى قدس معنوى ادراك نمايد، و چشم را از ملاحظهٴ جمال ظاهرهٴ مكدّره منع نمايد تا از مشاهدهٴ جمال هويّه نصيب بر دارد، فرخنده گوشى كه از اين شاهباز هواى الهى شهناز ملكوتى را استماع فرمايد و از اين طلعت عراقى نواهاى عزّ حجازى بشنود تا همهٴ جسمش جان شود و تمام جسدش منزل و مقر جانان گردد، و لكن قسم بخدا نميشنود احدى و ادراك نمينمايد نفسى زيرا كه اين مزمار احديّه را مضرابى از جوهر روح بايد و اين چنك صمديّه را آهنك نور شايد نه اين نفوس بعيده كه هرگز از خمر قرب نه چشيده‌اند و شراب وصال را از زلال چشمهٴ بيمثال ننوشيده‌اند، جز هواى صرف خيالى ندارند و جز فناى بحت بقائى نيابند، مملوك نفس شده ‌اند و از مالك الملوك باز مانده‌ اند و عبد جسد گشته‌اند و از مولى الموالى غافل و محجوب شده، و لكن اى تقىّ نسيم محبّت تو از اوراد صبحگاهى نيكوتر است و گناه تو از عذر خواهى محبوب‌ تر، اراده شد كه جميع اين مراتب را شرحى ذكر شود و لكن قُضِيَ ما أَمْضى وَلِذا تَمَّ وَانْتَهى، چه اگر كُلُّ مَنْ عَلى الأَرْضِ از حجبات فارغ شوند همين صفحه جميعرا كفايت مينمايد و تمام معانى از جواهر روحانى در اين بحر الهى مستور شده، فخر عباديرا كه فائز بشوند باخذ لئآلى آن.

 

[157]

بنام خداوند بيمانند

آنچه در رتبهٴ اوّليّه سبب نظام عالم و ترقّى امم است صلح اكبر بوده و خواهد بود و تفصيل آن در زبر و الواح ذكر شده، انشآء الله در مدينهٴ انصاف مؤتمرى از ملوك بمفاوضهٴ اين صلح اكبر جمع شوند و آنچه از قلم اعلى نازل شده مجرى دارند در اينصورت عالم ساكن و خود مستريح گردند، آنچه كه سبب و علّت ترقّى دولت و ملّت است اينست كه ذكر شد و لكن آذان واعيه بايد و ابصار حديده شايد تا ببينند و بشنوند، اميد هست كه حقّ جَلَّ جَلالُهُ از توجّه و استقامت أُمنا و اصفياى خود برانگيزاند خلقيرا كه ملتفت شوند و باصلاح عالم قيام نمايند، عجب در آنكه قلم اعلى در جميع احوال بنصايح مشفقانه مشغول بوده و هست، در ايّاميكه سهام بلا از سحاب بغضا بمثابهٴ باران در حركت و نزول بود كلمهٴ حقرا ذكر نموديم و ناسرا بصراط مستقيم هدايت فرموديم مَعَذلك اثرى از او ظاهر نه وَجَدْناهُمْ صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ، انشآء الله بنور بيان رحمن منوّر باشيد و بخدمتش قائم، طُوْبى لِمَنْ فازَ بِكَلِمَةِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ وَقامَ عَلى نُصْرَةِ الأَمْرِ وَهُوَ التَّبْلِيْغُ فِيْ لَوْحِي الْمَحْفُوْظِ، اي اهل بها لئالى اگاهى را از غير خود منع ننمائيد بحكمت و بيان اين درّ ثمينه را بر ابصار خلق عرضه داريد شايد بصرى يافت شود و بمنظر اكبر توجّه نمايد، الأَمْرُ بِيَدِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[158]

بنام خداوند يكتا

حمد مالك وجود و سلطان غيب و شهود را لايق و سزا كه ترا مزيّن فرمود باسميكه نسبتش بنفس اوست فَكِّرْ فِيْما ظَهَرَ مِنْ قَلَمِيْ الأَعْلى وَكُنْ مِنَ الشّاكِرِيْن َ، يا أَيُّها الْحاضِرُ لَدى الْوَجْهِ وَالْقائِمُ لَدى الْبابِ بگو يا مَلأَ الأَرْضِ در آنچه ظاهر شده تفكّر نمائيد حجبات ظنون و اوهامرا باسم مالك انام شق كنيد شايد بانوار نيّر ايقان كه از افق سمآء ارادهٴ رحمن اشراق نموده فائز شويد، از اوّل امر اينمظلوم ظاهِرًا باهِرًا امام وجوه اهل عالم از ملوك و مملوك قائم و كلرا بعناية قصوى و ذروهٴ عليا دعوت نمود، آنچه از بعد ظاهر از قبل از قلم اعلى بكمال تصريح نازل، آيات عالمرا احاطه نموده و بيّنات فرا گرفته معذلك علماى جاهل عباد غافل را از شريعهٴ رحمت الهى منع نموده‌اند، طُوْبى لَكَ وَنَعِيْمًا بِما تَوَجَّهْتَ وَأَقْبَلْتَ وَحَضَرْتَ وَفُزْتَ بِما كانَ مَسْطُوْرًا فِيْ كُتُبِ اللهِ وَمَذْكُوْرًا فِيْ أَفْئِدَةِ أَنْبِيائِهِ وَأَصْفِيائِهِ نَشْهَدُ أَنَّكَ حَضَرْتَ وَشَرِبْتَ الرَّحِيْقَ الْمَخْتُوْمَ مِنْ يَدِ عَطآءِ رَبِّكَ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، و اينكلمهٴ عُليا كنزيست از براى تو عند الله نَسْئَلُهُ أَنْ يُوَفِّقَكَ مِنْ بَعْدُ كَما وَفَّقَكَ مِنْ قَبْلُ وَيُظْهِرَ مِنْكَ ما لا يَتَغَيَّرُ فِي الْقُرُوْنِ وَالأَعْصارِ وَيَجْعَلَهُ مُخَلَّدًا فِيْكِتابِهِ الْعَظِيْمِ، دوستان الهيرا تكبير برسان و بذكرش مشتعل نما شايد حرارت محبّت إلهى كلرا متّحد نمايد، لا زال اتّحاد و اتّفاق سبب اعلآء كلمة الله بوده و هست، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَهُمْ عَلى عِرْفانِ ما  خُلِقُوا لَهُ وَيَجْعَلَهُمْ مِنَ الَّذِيْنَ فازُوا بِالاسْتِقامَةِ الْكُبْرى، چه كه ناعقين در هر بلدى ظاهر شده و ميشوند و اين از اخباريست كه قلم اعلى در زورآء و ارض سرّ و اوّل ورود سجن اعظم كلرا به آن آگاه نموده، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ رَحْمَتِيْ وَعِنايَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ ما خَوَّفَتْهُمْ سَطْوَةُ الْعالَمِ وَما مَنَعَتْهُمْ ضَوْضاءُ الأُمَمِ عَنْ صِراطِ اللهِ الْمُسْتَقِيْمِ.

 

[159]

بسمي السامع المجيب

يا يُوْسُفُ عَلَيْكَ بَهائِيْ، للهِ الْحَمْدُ از صرير قلم اعلى به اثمار سدرهٴ منتهى فائز گشتى و آن اقرار و اعتراف بر ظهور مكلّم طور وَبِما أَتى بِهِ مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، بايد آنجناب در جميع احوال باسم حقّ جَلَّ جَلالُهُ بذكر و ثنا و خدمت امر قيام نمايند قياميكه سطوت ظالمين و اعراض معرضين او را منع ننمايد، بعنايت حقّ جَلَّ جَلالُهُ بشانى از نار سدرهٴ مباركه مشتعل شوى كه آثارش در عالم ظاهر شود، اينست آن نبأ عظيميكه جميع كتب الهى بذكرش مزيّن گشته و جميع نبيّين و مرسلين عباد ارضرا بآن بشارت داده‌اند، دوستان آن ارضرا از قِبَل مظلوم تكبير برسان كه شايد ذكر قلم اعلى اهل بهارا تاييد فرمايد بر آنچه سزاوار اين يوم مباركست، بگو امروز نصرت و خدمت باخلاق و اعمال طيّبه بوده و هست باين جنود بايد نصرت نمود، إِنّا نَوْصِي الْكُلَّ بِتَقْوى اللهِ وَبِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ وَنَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُؤَيِّدَكَ وَيُوَفِّقَكَ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا عَلى الاسْتِقامَةِ عَلى أَمْرِهِ وَالْعَمَلِ بِما يَرْتَفِعُ بِهِ ذِكْرُهُ فِيْ بِلادِهِ بَيْنَ عِبادِهِ إِنَّكَ إِذا وَجَدْتَ عَرْفَ الْعِنايَةِ وَالأَلْطافِ مِنْ لَوْحِ رَبِّكَ مالِكِ الأَسْمآءِ وَالصِّفاتِ قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما أَسْمَعْتَنِيْ وَعَرَّفْتَنِيْ وَعَلَّمْتَنِيْ وَهَدَيْتَنِيْ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ كانَ مَقَرُّ الْعَرْشِ السِّجْنَ الأَعْظَمَ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِيْ طُغاةِ خَلْقِكَ وَبُغاةِ بَرِيَّتِكَ، أَسْئَلُكَ يا مالِكَ الْمَلَكُوْتِ وَالْمُهَيْمِنَ عَلى الْجَبَرُوْتِ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ انْجَذَبَتْ أَفْئِدَةُ الْمُقَرَّبِيْنَ وَطارَتْ قُلُوْبُ الْعارِفِيْنَ وَبِضَجِيْجِ الْمُخْلِصِيْنَ فِيْ فِراقِكَ وَصَرِيْخِهِمْ فِيْ بُعْدِهِمْ عَنْ ساحَةِ قُرْبِكَ بِأَنْ تُؤَيِّدَنِيْ عَلى ما تُحِبُّ وَتَرْضى ثُمَّ اكْتُبْ لِيْ مِنْ قَلَمِكَ الأَعْلى أَجْرَ لِقائِكَ يا مَوْلى الْوَرى وَرَبَّ الْعَرْشِ وَالثَّرى لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الْرَّحِيْمُ، ثُمَّ قُدِّرَ لِيْ مِنْ بَدايعِ جُوْدِكَ وَسَمآءِ فَضْلِكَ ما قَدَّرْتَهُ لأَوْلِيآئِكَ وَأَصْفِيآئِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْفَضّالُ الْكَرِيْمُ.

[160]

هو النّاطق من الأفق الأعلى

يا يُوْسُفُ إِنّا ذَكَرْناكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَنَذْكُرُكَ فِيْهذا الْحِيْنِ الَّذِيْ ارْتَفَعَ فِيْهِ النَّعِيْقُ مِنْ كُلِّ ظالِمٍ بَعِيْدٍ، وَنُوْصِيْكَ بِما يَرْتَفِعُ بِهِ أَمْرُ اللهِ رَبِّكَ الْعَلِيْمِ الْحَكِيْمِ، سُبْحانَ الله انسان متحيّر است از اعمال عباد غافل گويا خود را باقى و عالمرا باقى دانسته‌اند چه اگر بر فناى آن موقن بودند ارتكاب نمينمودند اعماليرا كه سبب نوحهٴ ملأ اعلى و اصحاب جنّت عُليا گردد، چه مقدار از قصرها كه در ليالى تغرّدات عنادل و تغنّيات ذات حمايل از آن مرتفع و در اصباح ناله و حنين ظاهر معذلك خلق غافل پند نگرفتند و متذكر نشدند، حق جَلَّ جَلالُهُ در جميع كتب و صحف كلرا باين يوم امنع اقدس بشارت داده و وعده فرموده و چون فجر يوم  ظهور از انوار نيّر اعظم روشن كل باوهات خود مشغول و از او معرض بنعمتهاى فانيه از مائدهٴ الهيّه گذشتند، قسم بانوار آفتاب حقيقت اگر اقلّ از سمّ ابره برخسارت خود مطّلع شوند از عالم و آنچه در اوست بگذرند و بايادى خود خود را هلاك نمايند، زهى خسارت از براى نفوسيكه قدر يوم الله را ندانستند و از فيوضات آن خود را محروم نمودند، كلّ خير از براى نفسيكه زخارف و الوان عالم او را از مالك قدم محروم نساخت و بكمال استقامت بر امر قيام نمود إِنَّهُ يَرى نَفْسَهُ فِيْ مَقامٍ اعْتَرَفَ الْقَلَمُ وَاللِّسانُ بِالْعَجْزِ عَنْ ذِكْرِهِ، از حق ميطلبيم آنجنابرا موفّق فرمايد بر نصرت امرش بحكمت و بيان لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيْزُ الْمَنّانُ.

 

[161]

هو الذّاكر وهو المذكور

للهِ الْحَمْدُ تجليات انوار شمس بيان مقصود عالميان كل را احاطه نموده، ظلم ظالمين و سطوت غافلين و ضوضاى علما ارادة الله را منع ننمود و از ظهور باز نداشت، و امر بمقامى رسيده كه ملوك عالم اراده نموده‌اند كه بمقصود آگاه شوند، و از حق ميطلبيم كل را تاييد فرمايد بر اعماليكه از قلم اعلى در زبر و الواح نازل گشته، بيقين مبين بدان اقتدار كلمهٴ عليا و نفوذ قلم اعلى را ضوضاى ارباب عمائم كه نزد بحر علم از جهّال محسوب منع ننمايد و حائل نشود، طُوْبى لَكَ بِما أَقْبَلْتَ وَأُسْمِعْتَ وَآمَنْتَ بِاللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، آنچه بر شما وارد شد كل در ساحت امنع اقدس مذكور و در كتاب الهى ثبت گشت، إِنّا سَمِعْنا نِدائَكَ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ أَجَبْناكَ بِهذا اللَّوْحِ الْمُبِيْنِ، عنقريب آنچه مشاهده ميشود بعدم راجع گردد و آنچه از قلم اعلى در شان اوليا نازل باقى و پاينده است محو نشود و تغيير نپذيرد، بايد اوليا در آن ارض متّحد شوند و بحكمت و بيان در تبليغ امر الهى مشغول گردند اينست خدمتيكه در الواح ذكر شده طُوْبى ِللْعامِلِيْنَ، قَدْ صَعَدَتْ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى وَرَقَةٌ مِنْ أَوْراقِيْ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُنْزِلَ عَلَيْها رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ وَيَغْفِرَها بِجُوْدِهِ وَكَرَمِهِ وَيُنْزِلَ عَلَيْها ما يَنْبَغِيْ لِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيْزُ الْفَضّالُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى كُلِّ عَبْدٍ آمَنَ بِاللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ.

 

[162]

هو العليم الخبير

قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ وَعَرَضَهُ الْعَبْدُ الْحاضِرُ لَدى الْوَجْهِ أَجَبْناكَ بِهذا اللَّوْحِ الْمُبِيْنِ، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَكَ عَلى الاسْتِقامَةِ عَلى هذا النَّبَإِ الْعَظِيْمِ، بلسان پارسى بشنو اينكه سؤال از آيهٴ مباركه نمودى، قطب جنّت فردوس مقاميست كه اليوم مقّر عرش عظمت الهى واقع، و سدرهٴ قدس در مقامى ظهور حق جَلَّ جَلالُهُ و آن سدرهٴ مباركه در ارض زعفران يعنى ارضيكه مُنْبِت و مبارك و مقدّس و معطّر است غرس شده، جميع اسمآء حسنى كه در بيان و در اينظهور در ألواح از قلم اعلى جاريشده مقصود نفس ظهور است، در مقامى بقلم اعلى مذكور و در مقامى بامّ الكتاب مسطور و هنگامى بافق اعلى و لوح محفوظ و بكتاب مسطور و بأمّ البيان ناميده شده، و فى الحقيقه از جميع آنچه ذكر شد در مقامى مقدس و منزه و مبرّاست، طوبى از براى تو، عريضه‌ ات بشرف اصغا فائز شد و تو باثر قلم اعلى فائز گشتى هَنِيْئًا لَكَ وَمَرِيْئًا لَكَ، قدر اينمقام اعلى را بدان و حقّ جَلَّ جَلالُهُ را شكر نما، امروز ارض جيّده كمياب طوبى از براى كسيكه او را يافت و تخم امانترا در او كاشت إِنَّهُ مِنَ الْفائِزِيْنَ فِيْ كِتابِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ ما مَنَعَهُمْ نِعاقُ النّاعِقِيْنَ عَنِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ.

[163]

بنام خداوند يكتا

يا عَلِيُّ عَلَيْكَ بَهآئِيْ، عريضه‌ ات لدى المظلوم مذكور و نفحات ايقان و عرفان و محبّت از آن متضوع، لا زال در اين بساط مذكور بودهٴ إِنَّا ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ بِآياتٍ لا تَتَغَيَّرُ مِنْ ظُلْمِ الْفَراعِنَةِ وَلا مِنْ تَعَدِّي الْجَبابِرَةِ وَلا يَنْقَطِعُ عَرْفُها بِدَوامِ أَسْمائِنا الْحُسْنى اشْكُرْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَوْلى الْعالَمِ وَلَكَ الْعَطاءُ يا مَنْ فِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، اوليا را از قبل مظلوم تكبير برسان و بنور بيان مقصود عالميان كل را منوّر دار، آنچه در ارض يا ظاهر سبب ارتفاع كلمه و ارتقاى امر است، و در كتاب اقدس نازل شده آنچه كه منقطعين و متبصِّرين را بر خدمت امر ترغيب نمايد، بگو يا حِزْبَ اللهِ امروز روز نصرت امر است بحكمت تمسّك نمائيد و بآنچه سزاوار است مشغول گرديد، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ ضَوْضآءُ الْغافِلِيْنَ أَوْ تَحْجُبَكُمْ شُبُهاتُ الْمَرِيْبِيْنَ، در جميع احوال از غنىّ متعال ميطلبيم آنچه را كه سبب ظهور عزّت و نعمت و ثروت اولياست، براستى ميگويم آنچه از قلم اعلى جارى شده البتّه ظاهر خواهد شد و اگر نظر بمقتضيات حكمت بالغه تاخير شود باسى نه، سَوْفَ يُظْهِرُ اللهُ ما وَعَدَ بِهِ فِيْ أَلْواحِهِ إِنَّهُ هُوَ الصَّادِقُ الأَمِيْنُ، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ نَبَذُوا الْوَرى مُقْبِلِيْنَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى وَعَلى كُلِّ ثابِتٍ مُسْتَقِيْمٍ وَكُلِّ راسِخٍ أَمِيْنٍ.

 

[164]

بنام خداوند يكتا

يا عَلِيُّ اسمآء عباد را از مالك و خالق آن منع نموده در غدير وهم غرق شده‌اند، سبحان الله بحر اعظم امام وجوه موّاج و مقصود عالم از افق اسم اعظم ظاهر و هويدا معذلك ممنوع و محرومند، در قرون و اعصار باسم وصايت و ولايت و امثال آن بر جميع احزاب و ملل فخر مينمودند و در روز جزاء حقّيكه هزار ولىّ و وصىّ بقولش خلق ميشد شهيدش كردند، و حال بعضى از اهل بيان بهمان اسمآء متشبّثند و بهمان اشيآء متمسّك، لَعَمْرُ اللهِ اگر قلم اعلى باحزاب عالم توجّه مينمود بمثل آنچه باهل ايران نمود هر آينه اكثرى وارد بحر اعظم ميشدند چنانچه در اين ارض جمعى قبل از تبليغ داخل شدند، بمثابة امطار آيات بر ايران هاطل و نازل مع ذلك ميّت مشاهده ميشوند إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِيْنَ، از حق ميطلبيم ترا داراى قلب مقدّس نمايد تا كنزى باشد از براى لؤلؤ منير توحيد، الأَمْرُ بِيَدِ اللهِ يَفْعَلُ ما يَشآءُ وَيَحْكُمُ ما يُرِيْدُ.

 

[165]

بنام يكتا خداوند بينا

يا وَرَقَتِيْ وَوَرَقَةَ سِدْرَتِيْ قَدْ هَبَّتْ رَوائِحَ النِّفاقِ وَسَقَطَتْ مِنْ سِدْرَةِ الأَمْرِ أَوْراقٌ بِها ناحَ الْحَبِيْبُ وَصاحَ الْخَلِيْلُ وَنَطَقَ جِبْرِيْلُ قَدْ تَهَيَّأَ لَكُمُ الْعَذابُ يا أَهْلَ النِّفاقِ، انشاء الله بعنايت مخصوصهٴ إلهى فائز باشيد و بذكرش مؤانس، اگر چه اين مصيبت كبرى فوق مصائب بوده و لكن بهترين عالم در راه مالك قدم سر داد و جان باخت، اين امور اگر چه بر حسب ظاهر قلبرا ميگدازد و لكن سبب و علّت نموّ سدرهٴ إلهيّه بوده و خواهد بود، قسم بآفتاب حقيقت كه اليوم از افق ظهور مشرقست اگر اينمقام بتمامه ذكر شود جميع دوستان بمقرّ شهادت توجّه نمايند و فدا قبول نكنند، مكتوبت رسيد و مشاهده شد تحت لحاظ عنايت حق بوده و خواهى بود و آنچه حكمت اقتضا نمايد از سمآء امر الهى جارى خواهد شد، أَنِ افْرَحِيْ بِظُهُوْرِيْ وَاسْتِوآئِيْ وَنِدآئِيْ وَذِكْرِيْ وَثَنآئِيْ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ النَّاظِرُ السّامِعُ الْعَلِيْمُ، جناب أفنان عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَهآءٍ أَبْهآهُ أمام وجه حاضرند وَبُنْزِلُ إِلَيْهِ مِنْ سَمآءِ عَطائِهِ ما قُدِّرَ لَهُ إِنَّهُ لَهُوَ الْفَضّالُ الْكَرِيْمُ، بهيچوجه محزون مباشيد و حَسَب الأمر بحبل صبر متمسّك إِنَّهُ يُظْهِرُ ما يَفْرَحُ بِهِ أَفْئِدَةُ الَّذِيْنَ أَخَذَتْهُمُ الأَحْزانُ بِما اكْتَسَبَتْ أَيادِي الطُّغْيانِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، وَالْبَهآءُ عَلَيْكِ وَعَلى الَّلآئِيْ آمَنَّ بِالْفَرْدِ الْخَبِيْرِ.

 

[166]

 هو الله

انشآء الله آنورقهٴ الهيّه باين ذكر كه مذكور شد در كلّ ايّام متذكّر باشيد و ببدايع رحمت الهى مطمئن كه لم يزل فضل حق شامل آنورقه بوده و انشآء الله خواهد بود، و اينكه مذكور نموده بوديد كه والدهٴ حضرت اعلى رُوْحُ ما سِواهُ فِداهُ ميل دارند كه بآن شطر توجه نمائيد بسيار محبوبست اگر تشريف ببريد لا بَأْسَ عَلَيْكِ انشآء الله لا زال در ظلّ شجرهٴ الهيّه مستريح باشيد ودر سرادق عصمة امر ساكن، از مصائب وارده مكدّر مباشيد چه كه لا زال بلايا مخصوص اصفياى حق بوده و خواهد بود، پس نيكوست حال نفسيكه بِما وَرَدَ عَلَيْهِ راضى و شاكر باشد چه كه وارد نميشود بر نفسى مِنْ عِنْدِ اللهِ الاّ آنچه از براى آن نفس بهتر است از آنچه خلق شده ما بين سموات و ارض، و چون ناس باين ستر و سرّ آن آگاه نيستند لذا در موارد بلايا خود را محزون مشاهده مينمايند، انشآء الله لم يزل و لا يزال بر مقرّ اطمينان ساكن باشيد و از اثمار عرفان مرزوق وَإِنَّهُ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِيْنَ وَخَيْرُ الْحافِظِيْنَ، وَالرَّوْحُ وَالْبَهآءُ عَلَيْكِ وَعَلى مَنْ مَعَكِ وَعَلى كُلِّ عَبْدٍ مُنِيْبٍ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[167]

بنام مبيّن حقيقى

اى اهل عالم ضرّ جمال قدم و اسم اعظم از ظلم امرا و وزرا نبوده و نيست چه كه آنچه ايشان مرتكب شده‌اند از عدم اطّلاع بوده، قسم بآفتاب حقيقت كه از افق سجن مشرقست اگر اقلّ از خردل بطراز آگاهى مزيّن شوند از ما عِنْدَهُمْ فارغ و آزاد وبما عِنْدَ اللهِ توجّه و اقبال نمايند، ضّر محبوب امكان از اهل بيان بوده كه بكمال جهد و اجتهاد در تضييع امر قيام نموده‌اند، آيات الهى جميع آفاق را احاطه فرموده  وظهوراتش كلرا بطراز آگاهى مزيّن نموده بيّناتش از حدّ احصا خارج، اگر جميع كتّاب عالم جمع شوند از ذكر آنچه ظاهر شده و نازل گشته خود را عاجز مشاهده نمايند، كل در اينظهور مامورند كه بچشم او او را ببينند، للهِ الْحَمْدُ وجه مشرق و ظاهر و بحر موّاج و قوم غافل و محتجب، از حق بطلبيد كلرا بطراز انصاف مزيّن فرمايد و بنور عدل هدايت نمايد، طُوْبى لَكَ بِما ذُكِرْتَ لَدى الْمَظْلُوْمِ وَنُزِّلَ لَكَ ما يُنادِيْ بِأَعْلى النِّدآءِ أَمامَ وَجْهِ الْعالَمِ قَدْ أَتى مالِكُ الْقِدَمِ بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى كُلِّ مُوْقِنٍ بَصِيْرٍ.

 

[168]

بنام خداوند يكتا

الحمد لله بانوار آفتاب حقيقت كه از افق اعلى بامر مالك ورى مشرقست فائزيد و از رحيق مختوم كه محبّت حضرت مقصود است آشاميديد، قسم بآفتاب افق امر كه خزائن ارض باين مقام معادله ننمايد، انشآء الله لا زال باين فضل فائز باشيد و درين مقام قائم، كتابت حاضر و آنچه در او مذكور مشاهده شد،  طُوْبى لَكَ بِما تَوَجَّهْتَ وَأَقْبَلْتَ إِلى أُفُقٍ أَعْرَضَ عَنْهُ أَكْثَرُ الْعِبادِ إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ مالِكُ هذا الأَمْرِ الْعَظِيْمِ، جميع ناس در قرون و اعصار منتظر يوم الله بودند و بنوحه و زارى مظهر الهى را طالب و آمل و لكن چون فجر يوم ظهور دميد و عالم بانوار وجه منوّر گشت كل غافل بل معرض مشاهده شدند، قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الأَسْمآءِ وَفاطِرَ السَّمآءِ بِما أَيَّدْتَنِيْ وَعَرَّفْتَنِيْ وَوَفَّقْتَنِيْ عَلى عِرْفانِ شَمْسِ ظُهُوْرِكَ وَبَحْرِ عِرْفانِكَ، أَيْرَبِّ أَسْئَلُكَ بِنَفْسِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ ثابِتًا راسِخًا عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ أَخَذَ الزَّلازِلُ قَبائِلَ الأَرْضِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ وَفِيْ قَبْضَتِكَ مَلَكُوْتُ الأَشْيآءِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ.

[169]

بسمه المهيمن على الأسمآء

حضرت خاتم انبيا رُوْحُ ما سِواهُ فِداهُ از مشرق امر الهى ظاهر و با عنايت كبرى و فضل بيمنتهى ناسرا بكلمهٴ مباركهٴ توحيد دعوت نمودند، و مقصود آنكه نفوس غافله را آگاه فرمايند و از ظلمات شرك نجات  بخشند و لكن قوم بر اعراض و اعتراض قيام كردند، وارد آوردند آنچه را كه معشر انبيا در جنّت عليا نوحه نمودند، در انبياى قبل تفكّر نما هر يك باعراض قوم مبتلا گشتند، بعضيرا بجنون نسبت دادند و برخيرا سحّار گفتند و حزبيرا كذّاب، بمثابهٴ علماى ايران سالها از حقّ جَلَّ جَلالُهُ ظهور اين ايّامرا ميطلبيدند و چون افق عالم منير و روشن گشت كل اعراض نمودند و بر سفك دم اطهرش فتوى دادند، إِنَّكَ إِذا سَمِعْتَ تَغَرُّداتِ حَمامَةِ بَيانِيْ عَلى أَغْصانِ دَوْحَةِ عِرْفانِيْ قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ أَشْهَدُ بِوَحْدانِيَّتِكَ وَفَرْدانِيَّتِكَ وَبِأَنَّ لَيْسَ لَكَ شَرِيْكُ فِيْ مُلْكِكَ وَلا شَبِيْهٌ فِيْ مَمْلَكَتِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَمْواجِ بَحْرِ قُدْرَتِكَ وَإِشْراقاتِ أَنْوارِ شَمْسِ أَحَدِيَّتِكَ بِأَنْ تَحْفَظَنِيْ مِنْ شَرِّ أَعْدائِكَ وَتُقَرِّبَنِيْ إِلَيْكَ، أَيْرَبِّ تَرانِيْ مُقْبِلاً إِلى أُفُقُكَ مُعْرِضًا عَنْ دُوْنِكَ، أَسْئَلُكَ بِنارِ سِدْرَتِكَ وَنُوْرِ أَمْرِكَ أَنْ تَكْتُبَ لِيْ ما كَتَبْتَهُ لأَصْفِيائِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ.

 

[170]

 بسمي الّذي به أشرق نيّر التّوحيد

يا أبا الْقاسِمِ نداى مظلومرا بگوش جان بشنو، اين ايّام في الجمله اوهاماتى بميان آمده از حق بطلب حزب خود را حفظ نمايد، حزب قبل هر يوم بايادى ظنون هيكلى از وهم ترتيب ميدادند و ركن رابعش ميناميدند و يا اسماى اخرى، سبحان الله انسان متحيّر است از اقوال و اعمال آنحزب، هر يوم اجتهادى مينمودند و عرفانى ذكر ميكردند، بالاخره عرفان منتهى شد باينكه يومى از ايام اينمظلوم قبل از بلوغ در مجلسى وارد مشاهده شد دو نفس با عمامهاى بسيار كبير از براى يكى از مخدّرات خلف حجاب معارف و مراتب علوم خود را ذكر مينمودند تا آنكه يكى از آن دو ذكر نمود بايد بدانيم جبرئيل بالاتر است يا قنبر عبّاس بالاتر است، يا سلمان اينمظلوم متحيّر، بعد از چند دقيقه ذكر شد يا ملاّ اگر جبرئيل آنست كه ميفرمايد (وَنَزَلَ بِهِ الرُّوْحُ الأَمِيْنُ عَلى قَلْبِكَ) آنجا آقاى قنبر هم تشريف نداشت، بارى آن ايام اين مظلوم بر مظلوميت خاتم انبيا نوحه نمود، براستى ميگويم از حزب قبل ظلمى بر آنحضرت وارد شده كه لوح نوحه نمود و قلم گريست گريستنيكه ملأ اعلى گريستند و اصحاب جنّت عليا صيحه زدند، از حق ميطلبيم اينحزبرا از امثال اين ظنون و اوهام حفظ فرمايد و بر صراط مستقيم مستقيم دارد إِنَّهُ هُوَ الْقَوِيُّ الْغالِبُ الْقَدِيْرُ، يا أَبا الْقاسِمِ امروز أمّ الكتاب از شطر سجن بتو توجّه نموده طُوْبى لِمَنْ ذَكَرَكَ وَأَرْسَلَ اسْمَكَ إِلى مَقامٍ سُمِّيَ بِسَمآءِ هذِهِ السَّمآءِ، ذَكَرْناكَ وَأَجَبْناكَ بِآياتٍ لا تُعادِلُها كُتُبُ العالَمِ وَما عِنْدَ الأُمَمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ نَطَقَ أَمامَ الْوُجُوْهِ الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوْتُ للهِ الْمُقْتَدِرِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ.

 

[171]

هو الأقدس الأعظم الأبهى

يا اختر ندايت در منظر اكبر باصغاى مالك قدر فائز نفحات محبّت از او استشمام شد، قسم بآفتاب افق سمآء بيان كه امروز روز ذكر و ثناست و روز استقامت و وفا، لسان از براى امروز خلق شده و آذان از براى شنيدن ندا، طوبى از براى چشميكه بافق اعلى توجه نمود و از براى يدى كه بسمآء عنايت او مرتفع گشت و بلند شد، آنچه در مدح و ثناى مظلوم از لسان محبّت جاريشد و ظاهر گشت عبد حاضر عرض نمود، مكافات آن با حق جَلَّ جَلالُهُ است أَنِ افْرَحْ وَكُنْ مِنَ الشّاكِرِيْنَ، آنچه اليوم از اعظم اعمال لدى العرش مذكور استقامت بر اين امر عظيمست، لَعَمْرِيْ هذا نَبَأٌ عَظِيْمٌ بَشَّرَ بِهِ اللهُ فِيْ كُتُبِهِ وَصُحُفِهِ، طُوْبى از براى نفسيكه بآن فائز شد إِنَّا ذَكَرْناكَ بِما لا يَأْخُذُهُ الْفَنآءُ بِدَوامِ أَسْمآئِيْ وَصِفاتِيْ أَنِ احْمَدْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ، الْبَهآءُ عَلى الَّذِيْنَ سَمِعُوا النِّدآءَ وَعَمِلُوا بِما أُمِرُوا بِهِ مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الأَسْمآءِ فِيْهذا الظُّهُوْرِ الأَعْظَمِ الْبَدِيْعِ.

 

[172]

بسمه الشّاهد العليم الحكيم

يا ورقتي بگوش جان نداى رحمن را بشنو، از سجن اعظم بتو توجّه نموده و ترا بذكر و آياتش تسلّى ميدهد، أُذُن واعيهٴ طاهرهٴ مقدسه در جميع احيان از كلّ اشطار كلمهٴ مباركهٴ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُوْنَ اصغا مينمايد، اسرار موت و رجوع مستور بوده و هست لَعَمْرُ اللهِ اگر ظاهر شود بعضى از خوف و حزن هلاك شوند و بعضى بشانى مسرور گردند كه در هر آنى از حقّ جَلَّ جَلالُهُ موترا طلب نمايند، موت از براى موقنين بمثابهٴ كاس حيوانست فرح بخشد و سرور آرد و زندگى پاينده عطا فرمايد مخصوص نفوسيكه بثمرهٴ خلقت كه عرفان حقّ جَلَّ جَلالُهُ است فائز شده‌اند، اينمقامرا بيانى ديگر و ذكرى ديگراست الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، از قلم اعلى در اين مصيبت عظمى جارى شد آنچه بدوام ملك و ملكوت باقيست، محزون مباش از ما بود و بما راجع وأَنا الْحافِظُ الصّادِقُ الأَمِيْنُ، طُوْبى لَكِ وَنَعِيْمًا لَكِ بِما تَوَجَّهَ إِلَيْكِ لِحاظُ الْمَظْلُوْمِ مِنْ مَقامِهِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ، الْبَهآءُ عَلَيْكِ وَعَلى أَوْراقِي الَّلائِيْ تَمَسَّكْنَ بِسِدْرَةِ أَمْرِي الْعَظِيْمِ.

 

[173]

هو المنادي بالحقّ والمبشّر بالعدل

يا أَفْنانِيْ عَلَيْكَ بَهآئِيْ وَعِنايَتِيْ، نامه ‌ات رسيد و در پيشگاه حضور مكلّم طور بشرف اصغا فائز گشت، للهِ الْحَمْدُ نفحهٴ اصحاب سفينهٴ حمرا از آن متضوع بود عرفش گواهى بود بر استقامت و توجّه و اقبالت، فضل حق با شما بوده و هست لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ ظاهر ميشود آنچه از قلم اعلى مخصوص شما در زبر و الواح نازل شده، اين مظلوم در جميع احوال افنانش را ذكر نموده و آنچه بوهم نيايد و ادراك احصا نكند مقدّر شده هذِهِ كَلِمَةٌ نُزِّلَتْ مِنْ لَدُنْ عَلِيْمٍ خَبِيْرٍ، ارادات عباد ارادهٴ حقرا تغيير ندهد كلمهٴ عليا را از نفوذ منع نكند آنچه از لسان جارى شده حرف بحرف در ارض ظاهر ميشود، تغيير اين ارض و حوادث عالم آنچه را كه ثبت شده تبديل ننمايد و محو نسازد إِنَّهُ جَرى مِنْ قَلَمِ الإِثْباتِ لا يَأْخُذُهُ الْمَحْوُ بِدَوامِ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوْتِ، هذا ما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْمَظْلُوْمِ فِيْ مَقامِهِ الْمَحْمُوْدِ ورقهٴ سدره و مخدّره أمّ ومَنْ فِي الْبَيْتِ كل را از قبل مظلوم تكبير برسان و بآنچه نازل شده متذكّر دار، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكُمْ وَعَلى مَنْ يُحِبُّكُمْ وَيَسْمَعُ قَوْلَكُمْ فِيْ أَمْرِ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ.

 

[174]

هو المجيب

يا أَيُّها الطّائِفُ حَوْلَ الْعَرْشِ يا مُحَمَّدُ قَبْلَ عَلِيٍّ يا أَيُّهَا الْمُهاجِرُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ، مكتوب افنان عَلَيْهِ بَهآئِيْ كه بشما نوشته بودند عبد حاضر لدى العرش بتمامه عرض نمود و از سمآء مشيّت مخصوص ايشان آيات بديعهٴ منيعه مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ نازل، بَشِّرْهُ بِعِنايَتِيْ وَفَضْلِيْ وَرَحْمَتِيْ، و مكتوبيكه از ايران فرستاده بودند آنهم لَدى الوجه حاضر و تفصيل آن اصغا شد، أَلْيَوْمَ يَوْمُ اللهِ لا يُذْكَرُ فِيْهِ إِلاّ هُوَ، جميع اسما در مقام خود واقف لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَنْطِقَ بِكَلِمَةٍ إِلاّ بِما حَكَمَ بِهِ اللهُ فِيْكِتابِ الأَقْدَسِ الَّذِيْ نُزِّلَ مِنْ مَلَكُوْتِ بَيانِي الْبَدِيْعِ، هر نفسى بكلام حق ناطق باشد البتّه لدى العرش محبوبست، و لكن نفوسيكه از خود فانيند و بحق باقى ايشانند نفوس مستقيمهٴ راضيهٴ مرضيّه إِنْ شآءَ اللهُ كل باينمقام بلند اعلى فائز شوند، اينكلمه از مظاهر قبل است قالَ أَحَدٌ مِنَ الأَوْلِيآءِ يا رَبُّ كَيْفَ الْوُصُوْلُ إِلَيْكَ، قَالَ أَلْقِ نَفْسَكَ ثُمَّ تَعالَ، كَذلِكَ نَطَقَ اللِّسانُ فِيْمَلَكُوْتِ الْبَيان، الْبَهآءُ مِنْ لَدى الْبَهآءِ عَلى أَفْنانِيْ وَعَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ فازُوا بِهذا الْمَقامِ الْعَظِيْمِ، و در آخر كتاب نفسيكه بافنان حوادث آنجهات را نوشته ذكر مينمائيم لِيَفْرَحَ وَيَكوْنَ مِنَ الشّاكِرِيْنَ، إِنّا نُكَبِّرُ مِنْ هذا الْمَقامِ عَلَيْهِ وَعَلى الَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ فِيْهُناكَ فَضْلاً مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، و اينكه ذكر توجّه اسم الله جمال عَلَيْهِ مِنْكُلِّ بَهآءٍ أَبْهاهُ را نموده بوديد انشاءَ الله بعنايت الهى فائز باشيد و بكمال حكمت متمسّك، إِنّا ذَكَرْناهُ مِنْ قَبْلُ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِ ما تَقَرُّ بِهِ عُيُوْنُ الْعارِفِيْنَ وَنُكَبِّرُ عَلى وَجْهِهِ وَعَلى مَنْ مَعَهُ وَعَلى الَّذِيْنَ يَسْمَعُوْنَ قَوْلَهُ فِيْ أَمْرِ اللهِ مالِكِ هذا الأَمْرِ العَظِيْمِ، الَّذِيْ بِهِ اضْطَرَبَتِ الأَفْئِدَةُ وَزَلَّتِ الأَقْدامُ وَشاخَصَتِ الأَبْصارُ وَارْتَعَدَتِ الْفَرائِصُ وَتَزَلْزَلَتِ الأَرْكانُ وَانْقَلَبَتِ الْوُجُوْهُ وَتَحَرَّكَ كُلُّ بُنْيانٍ قَوِيْمٍ إِلاّ مَنْ شاءَ اللهُ مالِكُ هذا الْيَوْمِ الْمُبِيْنِ، كَذلِكَ ظَهَرَ مِنْ هَوآءِ بَيانِيْ صَفِيْرُ قَلَمِي الأَعْلى طُوْبى لِمَنْ تَوَجَّهَ وَأَقْبَلَ وَسَمِعَ وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ.

 

[175]

بسمي المهيمن علی الأسمآء

يا سَلْمانُ عَلَيْكَ بَهآءُ الرَّحْمنِ، اگر چه در ظاهر قدرت و مقامت ما بين عباد معلوم نه چه كه اسباب ظاهرت موافق طبايع مختلفه نبوده و نيست و لكن فضل حقّ جَلَّ جَلالُهُ و قدرت بالغه‌اش بتو انتشار آيات نمود، اگر عباد در اينفقره تفكّر نمايند باينمقام اعلی و همچنين باقتدار حقّ جَلَّ جَلالُهُ فی الجمله آگاه شوند، حمد كن مقصود عالمرا كه از قطره دريا ظاهر فرمود و از ذرّه انوار آفتاب، جودش عالم وجود را موجود نمود و فضلش قدرت بخشيد و قوّت عطا نمود، اگر بعدد حصاة و نواة حقرا شكر گوئی وإِلى أَبَدِ الآبادِ ذكر نمائی هر آينه نزد قطرهٴ از بحر عنايتش معدوم و مفقود است لَهُ الْحَمْدُ فِيْكُلِّ الأَلْواحِ إِنَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ، نامهٴ شما رسيد غصن اكبر مكرّر عرض نمود و جواب از سمآء مشيّت نازل لِيَفْرَحَ بِهِ قَلْبُكَ وَقُلُوْبُ الَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ الْمُقْتَدِر الْعَلِيْمِ الْحَكِيْمِ، در جميع احوال باينكلمهٴ عليا ناطق باش لا تُدْرِكُكَ الأَبْصارُ وَأَنْتَ تُدْرِكُ الأَبْصارَ وَأَنْتَ الْعَلِيْمُ  الْخَبِيْرُ وَلا تُدْرِكُكَ الْعُقُوْلُ وَأَنْتَ تُدْرِكُ الْعُقُوْلَ وَأَنْتَ الْعَزِيْزُ الْعَظِيْمُ، در جميع احوال مسرور باش عنايت حق با تو بوده و هست، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَفْتَحَ عَلی وَجْهِكَ أَبْوابَ الْعِنايَةِ والْبَرَكَةِ إِنَّهُ هُوَ الْفَضّالُ الْكَرِيْمُ وَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ تَمَسَّكُوا بِحَبْلِ الأَمْرِ وَكانُوا مِنَ الرّاسِخِيْنَ.

[176]

بنام محبوب عالم

بگو چه خوشست كوثر استقامت اگر از دست دوست بياشاميد و چه نيكوست عَرف آن اگر بآن فائز شويد، بگو ايدوستان مالك امكان ميفرمايد اكليل اعمال استقامتست بآن متمسّك شويد و اعظم از كلّ مقاماتست بآن ناظر باشيد، اوست از عطيّهٴ كبری كه صاحب خود را از اشارات ملحدين و وساوس شياطين و نعاق ناعقين حفظ مينمايد، اوست درعيكه بايادى قدرت صانع حقيقی بافته شده، هر هيكلی بآن مزيّن گشت از رمی شياطين محفوظ ماند، انشآء الله از فيوضات فيّاض اهل حقيقت از اين كاس بياشامند و باين فيض  اعظم فائز گردند، عجبست از نفوسيكه اشراق انوار شمس عظمت و اقتدار را در وسط زوال مشاهده مينمايند معذلك بتوهّمات انفس موهومه خود را محتجب ميسازند، اينذكر روحانی كه فی الحقيقه كوثر باقيست و از مطلع الطاف الهی جاريشده بدوستان حقّ برسانيد شايد كل عرف آنرا بيابند و از ما سوايش فارغ و آزاد شوند، لَمْ يَزَلْ طَرْف عنايت متوجّه دوستان بوده و از برای كل خواسته آنچه را كه سبب و علّت وصول بمقام محمود است، طُوْبی لِمَنْ سَمِعَ ما نَطَقَ بِهِ الْمَقْصُوْدُ فِيْهذا اللَّوْحِ الْمَشْهُوْدِ، بشنو ندای مظلومرا كه از شطر سجن اعظم ندا ميفرمايد و بخدمت امر قيام نما قياميكه قعود او را اخذ نكند و حرارتيكه خمودت او را از فوران باز ندارد، انشآء الله بپرهای ذكر و بيان در هوای محبّت رحمن طيران نمائی و باذكار بديعهٴ منيعه كه از افق فم مشيّت رحمانيّه اشراق فرموده كلرا بصراط مستقيم هدايت نمائی، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُوَفِّقَكَ عَلى خِدْمَتِهِ وَذِكْرِهِ وَثَنائِهِ وَيُقَرِّبَكَ إِلی الْبَحْرِ الَّذِيْ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ انْقَطَعَ عَمّا  سِواهُ وَيُقَدِّرَ لَكَ الْخَيْرَ فِي الآخِرَةِ والأَوْلی إِنَّهُ لَهُوَ الْجَوادُ الْكرِيْمُ.

[177]

بسمي الأعظم الأعلى

أَنِ اشْهَدْ بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الرَّحْمنِ فِيْمَلَكُوْتِ الْبَيانِ وَقُمْ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِهِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، إِنَّهُ ذَكَرَكَ بِما لا تُعادِلُهُ خَزائِنُ الأَرْضِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ يَنْطِقُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ وَعَرَضَهُ الْعَبْدُ الْحاضِرُ أَجَبْناكَ بِهذا الْكِتابِ الْبَدِيْعِ، يا عَنْدَلِيْبُ نامه‌ات رسيد و نزد مظلوم ذكر شد و در ايّام حزن سبب بهجت و سرور گشت و اينكلمه‌ات بسيار مقبول افتاد: الهی بيزار از آن طاعتم كه مرا بعجب آورد و مايل آن معصيتم كه مرا بعذر آورد، اگر چه جميع آنچه عرض نمودی سبب فرح و تبسّم شد و لكن اينكلمه را مقام ديگر عنايت نموديم، إِنَّ رَبَّك لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ، يا عَنْدَلِيْبُ إِنّا جَعَلْناكَ مُؤَيَّدًا عَلى ذِكْرِيْ وَثَنائِيْ وَخِدْمَةِ أَمْرِيْ وَمُبَشِّرًا بَيْنَ عِبادِيْ، در جميع احوال بحق ناظر باش و از برای حق بگو، عنقريب نهالهای مغروسه باثمار بديعهٴ منيعه در عالم ظاهر شوند هذِهِ بِشارَةٌ مِنْ لَدُنّا لِتَفْرَحَ وتَكُوْنَ مِنَ الشّاكِرِيْنَ، الواح متعدّده باسم آنجناب نازل انشآء الله بكلّ فائز شوی وبِما يَنْبَغِيْ لَكَ وَلأَمْرِيْ عامل أَنِ اطْمَئِنَّ بِفَضْلِ مَوْلَيكَ، إِنْشآء الله بِما أَرادَهُ اللهُ فائزی و بحقيقت مبعوث إِنَّهُ قَدَّرَ لَكَ مِنْ قَلَمِهِ الأَعْلى ما تَفْرَحُ بِهِ أَفْئِدَةُ الْمُقَرَّبِيْنَ، طُوْبى لأَبِيْكَ وَأُمِّكَ قَدْ أَظْهَرَ اللهُ مِنْهُما عَمَلاً صالِحًا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِما وَعَلی مَنْ سَمِعَ قَوْلَكَ فِيْهذا الأَمْرِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ، قَدْ ذَكَرْنا كُلَّ اسْمٍ كانَ فِيْكِتابِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ السّامِعُ الْمُجِيْبُ.

 

[178]

هو المشفق الغفور الكريم

للهِ الْحَمْدُ مَرَّةً أُخْرى كوثر حيوان از يد عطای مقصود عالميان آشاميدی، لا زال ذكرت در ساحت اقدس بوده و لكن در اوّل بفرح و سرور و بهجت و در آخر بحزن و اسف و حيرت، يا عَنْدَلِيْبُ قَدْ سَرَّنِيْ صَحْوُكَ كَما أَحْزَنَنِيْ مَحْوُكَ، فائز شدی بصحو بعد  محو، قَدْ حَضَرَ ما أَرْسَلْتَهُ وَقَرَأَهُ الْعَبْدُ الْحاضِرُ إِذًا ابْتَسَمَ ثَغْرُ الْحُزْنِ بِفَرَحٍ لا مَزِيْدَ لَهُ فَاحْمَدْ وَكُنْ مِنَ الشّاكِرِيْنَ، مدح و ثنايت لدى الله مذكور در جميع احوال لحاظ عنايت بتو متوجّه حق جَلَّ جَلالُهُ وفا را دوست داشته و دارد و لا زال باين اسم مبارك ناظر، لسان جز بكلمهٴ اسف تكلّم ننموده إِلى أَنْ وَرَدَ مِنْكَ ما وَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ عِنايَةِ رَبِّكَ الْمُشْفِقِ الْكَرِيْمِ، يا عَنْدَلِيْبُ نُوْصِيْكَ بِما يَرْتَفِعُ بِهِ مَقامُكَ وَيَتَضَوَّعُ عَرْفُ حُبِّكَ إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّكَ وَيَنْصَحُكَ وَهُوَ النّاصِحُ الْحَكِيْمُ، بايد بشانی باعمال طيّبه و اخلاق مرضيّه تمسّك نمائی كه عرفش نشر نمايد، در جميع احوال حق تاييد نموده و مينمايد اطْمَئِنَّ وَكُنْ مِنَ الرّاسِخِيْنَ، بايد مثل آنجناب بر اصلاح عالم قيام نمايد مُتَوَجِّهًا إِلَيْهِ هذا يَنْبَغِيْ لَكَ يَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ مُبِيْنٌ، بروح و ريحان بذكر و ثنای محبوب عالميان ناطق باش و بآنچه از قلم اعلی جاريشد عامل، إِنّا نُحِبُّكَ وَنُحِبُّ أَنْ نَراكَ عَلی ما يَنْبَغِيْ لَكَ فِيْ أَيّامِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلی الَّذِيْنَ قامُوا وَقالُوا اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

 

[179]

هو النّاطق في قطب الإمكان

طُوْبى لَكَ يا عَنْدَلِيْبُ بِما أَقْبَلَ إِلَيْكَ الْبَحْرُ الأَعْظَمُ مِنْ هذا الْمَكانِ بِأَمْواجِ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ لِتَفْرَحَ وَتَقُوْلَ كُلُّ الْوُجُوْدِ لِعِنايَتِكَ الْفِدآءُ تَنْطِقُ وَتَقُوْلُ رُوْحِيْ لِفَضْلِكَ الْفِدآءُ وتُنادِيْ بِأَعْلى النِّدآءِ يا مَوْلى الْوَرى وَمالِكَ الْعَرْشِ وَالثَّرى أَسْئَلُكَ بِسَمآءِ فَضْلِكَ وَبَحْرِ عَطآئِكَ وَأَنْجُمِ مَواهِبِكَ بِأَنْ تُؤَيِّدَ أَوْلِيآئَكَ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِكَ وَنُصْرَةِ عِبادِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ وَفِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، طُوْبى لِلِسانِكَ يا عَنْدَلِيْبُ بِما نَطَقَ بِثَنآءِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قَدْ جَعَلَ اللهُ فُؤادَكَ مَكْمَنَ ذِكْرِهِ لِيَظْهَرَ مِنْهُ لَئآلِئُ الذِّكْرِ وَالثَّنآءِ فِيْهذا الأَمْرِ الَّذِيْ إِذْ أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ الإِرادَةِ انْصَعَقَ الْوُجُوْدُ إِلاّ مَنْ أَنْقَذَتْهُ يَدُ الإِرادَةِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْمُشْفِقُ الْكرِيْمُ، قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ لَدی الْمَظْلُوْمِ وَعَرَضَهُ أَحَدُ أَغْصانِيْ أَمامَ وَجْهِيْ ذَكَرْناكَ بِهذا اللَّوْحِ الْمُبِيْنِ، يا عَنْدَلِيْبُ در مدينهٴ كبيره جمعی جمع شده‌اند و بمفترياتی تشبّث نموده‌اند كه شايد امر الله را ضايع نمايند و لكن جميع اعمال باغوای محرّكين ظاهر و مشهود، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَهُمْ عَلى الرُّجُوْعِ وَيُؤَيِّدَهُمْ عَلی التَّدارُكِ عَلى ما فاتَ عَنْهُمْ، اوليا را از قدح بيان مالك اديان و كوثر عرفان سرمست نما تا بكمال بهجت و انقطاع و بِرّ و تقوى بر نصرت امر قيام نمايند، قُلْ إِيّاكُمْ أَنْ تُخَوِّفَكُمْ سَطْوَةُ كُلِّ ظالِمٍ أَوْ نِعاق كُلِّ ناعِقٍ أَوْ ضَوْضآءُ الَّذِيْنَ نَبَذُوا إِلهَ الأَسْمآءِ مُتَمَسِّكِيْنَ بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الظُّنُوْنِ وَالأَوْهامِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ مَلَكُوْتِيْ وَالنُّوْرُ السّاطِعُ مِنْ جَبَرُوْتِيْ عَلَيْكَ وَعَلی الَّذِيْنَ سَمِعُوا نِدآئَكَ واعْتَرَفُوا بِما نُزِّلَ مِنْ لَدی اللهِ الآمِرِ الْحَكِيْمِ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

 

[180]

بسمي المهيمن علی الأَسمآء

ذكرت لدی المظلوم مذكور و اسمت از قلم اعلی جاری و نازل حمد كن مقصود عالمرا بر اين نعمت  عظمى و موهبت كبرى، ملاحظه نما و تفكّر كن تفكّر در يكساعت بهتر است از اعمال سبعين سنه، چه مقدار از علما و عرفا و فقها از حزب شيعه كه در ليالی و ايّام بذكر قائم مشغول و در مساجد و بر منابر از حقّ جَلَّ جَلالُهُ ظُهورشرا سائل و لقايشرا آمل و چون افق عالم بانوار وجه منوّر و سدرهٴ اميد باذن ربّ مجيد روئيد در سنين اوّليّه كل بر اعراض قيام نمودند و بر سفك دم اطهرش فتوی دادند و تو از فضل الهی و موهبت ربّانی باين فيض اعظم فائز شدی و نبا عظيم كه در كتاب الهی مذكور بعرفان او فائز گشتی، قدر اينمقام بلندرا بدان و باسمش حفظ نما، اگر فی الحقيقه در آنچه ذكر شد تفكّر نمائی بفرح اكبر فائز شوی، ابنت را از قِبَل مظلوم تكبير برسان و بآيات الهی متذكّر دار شايد نعمت حياترا در خدمت مُنْزِل آيات صرف نمايد و زخارف فانيه او را از ثروت باقيه محروم نسازد، و همچنين باقر را ذكر مينمائيم و بآيات بديعهٴ منيعه متذكّر ميداريم از قِبَل مظلوم تكبير برسان، از حق ميطلبم اولياى خود را موفّق فرمايد  بر آنچه لايقست، وَنَذْكُرُ مَنْ سُمِّيَ بِمُحَمَّدْ جَعْفَرٍ وَنُوْصِيْهِ وَأَوْلِيآئِيْ بِالْعَدْلِ وَالإِنْصافِ وَبِما يَظْهَرُ بِهِ عِزَّةُ حِزْبِيْ بَيْنَ الأَحْزابِ، كَذلِكَ أَظْهَرَ الْكَنْزُ لَئآلِئَهُ وَالْبَحْرُ أَمْواجَهُ وَالنُّوْرُ إِشْراقَهُ، طُوْبی لِمَنْ شَهِدَ وَرَأى وَوَيْلٌ لِلْغافِلِيْنَ.

 

[181]

بنام خداوند يكتا

يا صادِقُ عريضه‌ات حاضر و عرف محبّت محبوب عالميان از او متضوّع، حمد كن مقصود عالمرا كه ترا موفّق فرمود بر عرفان مشرق وحی و مطلع الهام و مظهر نفسش، هر نفسی امروز باقبال فائز شد او بكلّ خير فائز است، جميع عالم از برای اينروز مبارك كه در كتب الهی بيوم الله موسومست خلق شده‌اند معذلك چون يوم ظاهر و مالك آن برعرش مستوی كل اعراض نمودند إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِيْنَ، و سبب و علّت منع علمای عصرند نَشْهَدُ أَنَّهُمْ مِنَ الْجُهَلآءِ فِيْكِتابٍ مُبِيْنٍ، باسم حق معزّزند و از او معرض و باسم او معروفند و از او غافل و محجوب، هر نفسی اليوم بافق  اعلی فائز شد بايد بدوام عمر بذكر و ثنای حق ناطق شود و باسمش اينمقام اعلی را حفظ نمايد چه كه شياطين در كمين و بر مراصد منتظر إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُخْبِرُ الْعَلِيْمُ، جميع دوستان آن ارضرا از قِبَل حق تكبير برسان وبِما قُدِّرَ لَهُمْ بشارت ده، عنقريب مقام ايشان بر عالميان ظاهر وهويدا گردد إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ.

 

[182]

هو الشّاهد السّميع العليم

قلم اعلی در كلّ حين ندا ميفرمايد و لكن اهل سمع كمياب، الوان مختلفهٴ دنيا اهل ملكوت اسما را مشغول نموده مع آنكه هر ذی بصری و ذی سمعی شهادت بر فنای آن داده و ميدهد، جميع اهل ارض در اينعصر در حركتند و سبب و علّت آنرا نيافته‌اند، مشاهده ميشود اهل غرب بادنی شیء كه فی الحقيقه ثمری از او حاصل نه متمسّك ميشوند بشانيكه الوف الوف در سبيل ظهور و ترقی آن جان داده و ميدهند و اهل ايران مع اين امر محكم مبين كه صيت و علوّ  وسموّش عالمرا احاطه نموده مخمود و افسرده‌اند، ايدوستان قدر و مقام خود را بدانيد زحمات خود را بتوهّمات اين و آن ضايع منمائيد، شمائيد انجم سمآء عرفان و نسايم سحر گاهان، شمائيد مياه جاريه كه حيات كل معلق بآنست، و شمائيد احرف كتاب بكمال اتّحاد و اتّفاق جهد نمائيد كه شايد موفّق شويد بآنچه سزاوار يوم الهيست، براستی ميگويم فساد و نزاع وما يَكْرَهُهُ الْعُقُوْلُ لايق شان انسان نبوده و نيست، جميع همّترا در تبليغ امر الهی مصروفداريد، هر نفسی كه خود لايق اينمقام اعلى است بآن قيام نمايد وإلاّ أَنْ يَأْخُذَ وَكِيْلاً لِنَفْسِهِ فِيْ إِظْهارِ هذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ تَزَعْزَعَ كُلُّ بُنْيانٍ مَرْصُوْصٍ وَانْدَكَّتِ الْجِبالُ وَانْصَعَقَتِ الْنُّفُوْسُ، اگر مقام اين يوم ظاهر آنی از او را بصد هزار جان طالب و آمل شوند تا چه رسد بارض و زخارف آن، در جميع امور بحكمت ناظر باشيد و باو متشبّث و متمسّك، انشآء الله كل موفق شوند بما أَرادَهُ اللهُ و مؤيّد گردند بر عرفان مقامات اوليای او كه بخدمت قائم و بثنا ناطقند، عَلَيْهِمْ بَهآءُ  اللهِ وَبَهآءُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَبَهآءُ مَنْ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلى وَالْجَنَّةِ الْعُلْيا أَنِ اشْكُرْ رَبَّكَ بِهذا الْفَضْلِ الْعَظِيْمِ، إِنَّهُ ذَكَرَكَ بِما لا يَنْقَطِعُ عَرْفُهُ عَنِ الْمُلْكِ، أَنِ احْمَدْ وَكُنْ مِنَ السّاجِدِيْنَ للهِ الَّذِيْ خَلَقَكَ وَخَلَقَ كُلَّشَيْءٍ إِنَّهُ لَهُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْقَدِيْرُ.

 

[183]

هو المؤيّد الحكيم

يوم يوم قيام است و جمالقدم بر عرش اعظم مستوی، نور مشرق نار مشتعل بحر موّاج هوا مزيّن، از حق ميطلبيم انسانرا قوّت عطا فرمايد و بر باصره بيفزايد تا كل بعين خود مشاهده نمايند و آگاه گردند، يا تاجَ الدِّيْنِ للهِ الْحَمْدُ راس توجّهت بتاج عرفان الهی مزيّن، قصد كعبهٴ حقيقی نمودی و فائز شدی بحضور و از يد عطا كاس لقا نوشيدی كُلُّ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْكَ، إِنَّ قَلَمِي الأَعْلى يَشْهَدُ بِإِقْبالِكَ إِلى أُفُقِ النُّوْرِ وَتَوَجُّهِك إِلى الْوَجْهِ وَقِيامِكَ لَدى الْبابِ وَإِصْغآئِكَ نِدآءَ مُكَلِّمِ الطُّوْرِ إِذْ كانَ مُسْتَوِيًا عَلى عَرْشِ الظُّهُوْرِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْفَيّاضُ الْكَرِيْمُ، يَحْفَظُ أَجْرَ أَعْمالِ عِبادِهِ فِيْ كَنائِزِ عِصْمَتِهِ وَيُظْهِرُ لَهُمْ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ وَرَحْمَةً مِنْ لَدُنْهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالی أَنْ يُؤَيِّدَكَ عَلى هِدايَةِ الْعِبادِ وَذِكْرِهِ فِي الْبِلادِ، اوليای آن ارضرا از قِبَل مظلوم تكبير برسان وباشراقات انوار نيّر عنايت الهی منوّر دار إِنَّهُ مَعَ أَحِبّآئِهِ يَسْمَعُ وَيَری أَعْمالَهُمْ وَما يَنْطِقُ بِهِ أَلْسُنُهُمْ إِنَّهُ هُوَ السَّامِعُ وَهُوَ الْمُجِيْبُ، امروز اتّحاد و اتّفاق لدى العرش از افضل اعمال محسوب و مذكور طوبى از برای نفوسيكه بتاليف افئده و قلوب مشغولند إِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَهآءِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مَلَكُوْتُ الْبَيانِ فِيْهذا الْمَقامِ الرَّفِيْعِ الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلی مَنْ سَمِعَ النِّدآءَ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلى وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا مَقْصُوْدَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

[184]

بنام محبوب آفاق

يا عَبْدَ الْحُسَيْنِ كتابت در بقعهٴ بيضا امام عين مالك اسما حاضر و لحاظ عنايت باو متوجّه و باين كلمه مزيّن بود: ثَبِّتْنِيْ عَلی الْقَوْلِ بِأَنَّكَ أَنْتَ الْحَقُّ الصِّرْفُ وَالنُّوْرُ الْبَحْتُ، طُوْبی لَكَ بِما نَطَقْتَ بِهذِهِ الْكَلِمَةِ، فی الحقيقه جميع خلق بايد اليوم اينمقامرا از حق مسئلت نمايند چه كه امر بسيار عظيمست، چه بسيار از نفوس كه دعوی ثبوت و رسوخ و استقامت مينمودند و بعد باندك هبوب از محبوب قلوب اعراض نمودند و بعَبَدهٴ اصنام ملحق گشتند، انشآء الله بشانی بر امر الله ثابت و راسخ شوی كه جميع اهل عالم قادر بر منع نباشند، كُنْ مُشْتَعِلاً بِنارِ حُبِّيْ وَطائِرًا فِيْ هَوآئِيْ وَمُتَمَسِّكًا بِحَبْلِيْ وَمُتَشَبِّثًا بِذَيْلِيْ وَمُتَحَرِّكًا بِإِرادَتِيْ وَمُتَوَجِّهًا إِلى وَجْهِيْ وَناطِقًا بِثَنآئِيْ وَعامِلاً بِما نُزِّلَ فِيْ كِتابِي الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ الْحَكِيْمِ، سُبْحانَ اللهِ اگر نفسی از اين افق اعراض نمايد بكدام افق توجّه مينمايد و بچه حجّت و برهان متمسّك ميشود، لَعَمْرُ اللهِ إِنَّ الْحُجَّةَ تَطُوْفُ وَالْبُرْهانَ يَسْجُدُ لِوَجْهِيْ وَلكِنَّ الْقَوْمَ أَكْثَرَهُمْ فِيْ حِجابٍ مُبِيْنٍ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى كُلِّ عَبْدٍ كانَ مُسْتَقِيْمًا عَلی هذا الأَمْرِ الْعَظِيْمِ.

 

[185]

هو المهيمن علی من في الأرض والسّمآء

حمد مقدّس از ادراك و عقول ساحت امنع اقدس حضرت مقصوديرا لايق و سزاست، در ايّاميكه ظلمت عالمرا احاطه نموده نار امرشرا بر افروخت و خبآء مجدش را بانوار و جهش بياراست، سراج قدرتشرا از ارياح مختلفهٴ عالم حفظ نمود و آفتاب ظهورشرا سحاب و غمام ستر ننمود، در جميع احيان به الْمُلْكُ للهِ ناطق و در قطب امكان بِقَدْ أَتى الْمالِكُ مُتكلّم، حوداث زمان و اعراض اهل ايران او را از اراده‌اش منع ننمود و از مشيّتش باز نداشت، از يمينش علَم يَفْعَلُ ما يَشآءُ مرتفع و از يسارش راية يَحْكُمُ ما يُرِيْدُ منصوب، جَلَّتْ عَظَمَتُهُ وَعَلَتْ سَلْطَنَتُهُ وَغَلَبَتْ قُدْرَتُهُ وَلا إِلهَ غَيْرَهُ، يا أَفْنانِيْ يا أَبا الْحَسَنِ عَلَيْكَ بَهائِيْ، بشنو ندای مظلوم را و قلب را از غبار احزان وارده بآب ذكر الهی مقدّس دار، اگر چه مصيبت وارده عظيم است و لكن صبر و اصطبار عند الله اعظم إِنَّهُ هُوَ الصَّبّارُ وَأَمَرَ عِبادَهُ بِالصَّبْرِ الْجَمِيْلِ، إِنّا ذَكَرْنا أَفْنانِي الَّذِيْ صَعَدَ إِلى اللهِ بِما ماجَ بِهِ بَحْرُ الْغُفْرانِ وَهَطَلَتْ أَمْطارُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْغَفُوْرِ الْكَرِيْمِ، حِيْنَ صُعُوْدِهِ زَيَّنَهُ اللهُ بِطِرازِ الْغُفْرانِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ الْفَضّالُ الْقَدِيْمُ، منتسبين طرًّا را از قِبَل مظلوم ذكر نما و بصبر و اصطبار وصيّت كن، امروز روز ذكر و ثنا و خدمت امر است، بايد اوليا مخصوص افنان بتبليغ امر الله و ارتفاع كلمه مشغول باشند، از قلم اعلى در بارهٴ افنان نازل شده آنچه كه بدوام اسمآء و صفات الهی باقی و پاينده است بايد اينمقام اعلى را حفظ نمائيد چه كه نفوس غافله بانواع مختلفه در كمينگاه مترصّدند كه كلمهٴ القا نمايند و از صراط مستقيم و نبا عظيم عباد را منحرف سازند، ايكاش از اصل امر مطّلع ميبودند إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ وَيَسْتُرُ وَهُوَ السَّتّارُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، عالم كتابيست مبين در هر حين اسرار خود را ذكر ميكند و مينمايد لذا حوادثش اهل بصر و اصحاب منظر اكبر را از ما أَرادَهُ اللهُ باز نميدارد، بايد آنجناب با كمال روح وريحان عَلی ما يَنْبَغِيْ قيام نمايند، از بعد احدی آگاه نه سَوْفَ يَظْهَرُ ما يَسُرُّكَ وَيُقَرِّبُكَ وَيُعَرِّفُكَ ما كانَ مَسْتُوْرًا عَنِ الأَبْصارِ، در امور  ظاهره حكم مشورت از قلم اعلی ظاهر و بعد مُتَوَكِّلاً عَلى اللهِ بآن متمسّك و مشغول، اذا فُزْتَ بِكِتابِيْ وَوَجَدْتَ مِنْهُ عَرْفَ عِنايَتِيْ قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما هَدَيْتَنِيْ إِلى صِراطِكَ الْمُسْتَقِيْمِ وَلَكَ الثَّنآءُ بِما ذَكَرْتَنِيْ فِيْ سِجْنِكَ الأَعْظَمِ أَمامَ وُجُوْهِ الْعالَمِ وَلَكَ الْبَهآءُ بِما كَشَفْتَ لِيْ ما سَتَرْتَهُ عَنْ أَكْثَرِ خَلْقِكَ، أَسْئَلُكَ يا إِلهَ الْوُجُوْدِ وَمالِكَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ بِأَمْواجِ بَحْرِ عَطآئِكَ وَأَنْوارِ شَمْسِ ظُهُوْرِكَ بِأَنْ تُقَدِّرَ لِيْ مِنْ قَلَمِكَ الأَعْلى ما يُقَرِّبُنِيْ إِلَيْكَ وَيُطَهِّرُنِيْ عَمّا لا يَنْبَغِيْ لأَيّامِكَ ثُمَّ اغْفِرْ لِيْ بِجُوْدِكَ وَكَرَمِكَ، أَيْرَبِّ تَرانِيْ مُقْبِلاً إِلَيْكَ وَمُتَمَسِّكًا بِحَبْلِ عِنايَتِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ تَفْتَحَ عَلى وَجْهِيْ أَبْوابَ رَحْمَتِكَ وَبَرَكَتِكَ وَقَدِّرْ لِيْ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلى الْوَرى وَرَبُّ الْعَرْشِ وَالثَّرى لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُقتَدِرُ الْقَدِيْرُ.

 

[186]

بسمي الّذي به ماج بحر العرفان في الإمكان

تَعالى الْقَدِيْمُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيْمِ، تَعالی الْقَدِيْرُ ذُو النُّوْرِ الْمُنِيْرِ، تَعالی الْكَرِيْمُ ذُو الأَمْرِ الْحَكِيْمِ، تَعالى

الْبَهآءُ ذُو الْفَضْلِ وَالْعَطآءِ، وَتَعالى مالِكُ الأَسْمآءِ ذُو الْعِنايَةِ الْكُبْری، يا أَفْنانِيْ عَلَيْكَ بَهائِيْ وَعِنايَتِيْ وَرَحْمَتِي الَّتِيْ سَبَقَتِ الْوُجُوْدَ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، در بلايای مظلوم تفكّر نما نفسيرا كه تحت قباب عظمت و ظلّ سدرهٴ عنايت سالها حفظ نموديم بعنادی قيام نموده كه شبه نداشته و ندارد، حسَب الامر پادشاه ايران بعراق عرب توجّه نموديم، بعد از چندی اخوی وارد، و بعد از عراق حسَب الارادهٴ دولت عليّه بارض سرّ توجّه شد، مشاهده شد رفته در موصل منتظر ورود است، هر كجا رفتيم آمده و بعد معلوم شد به هادی دولت آبادی نوشته و انكار سفر و حضور خود را نموده، سبحان الله در اين امر يك لطمه نخورده حال با مثل خودی شيخ محمّد متّحد شده و همچنين با پسر ملاّ جعفر و آقا خان و دو نفس ديگر و هر يوم بمفترياتی متمسّك، حمد خدا را كه ظاهر فرمود آنچه را كه مستور بود تا مظاهر عدل و انصاف آگاه شوند وَلكِنَّ الْمَظْلُوْمَ كانَ قائِمًا بِأَمْرٍ لا يَقُوْمُ مَعَهُ جُنُوْدُ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَناطِقًا بِقُدْرَةٍ لا تُضْعِفُهُ  صُفُوْفُ الأَعْدآءِ، از حق ميطلبيم آنجنابرا موفّق فرمايد بر آنچه سزاوار يوم اوست، يا أَفنانی محزون مباشيد از آنچه ظاهر شده بروح و ريحان و حكمت و بيان بتبليغ مشغول شويد اينست شان شما وَكانَ اللهُ عَلى ما أَقُوْلُ شَهِيْدا، غصن اكبر عَلَيْهِ بَهآءُ اللهِ مكرّر ذكر شما را نموده، نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يُقَدِّرَ لَهُ وَلِجَنابِكَ ما يَكُوْنُ باقِيًا بِدَوامِ مُلْكِهِ وَمَلَكُوْتِهِ وَعِزِّهِ وَجَبَرُوْتِهِ إِنَّهُ عَلى كُلِّشَيْءٍ قَدِيْرٌ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ عِنايَتِيْ عَلَيْكُمْ وَعَلى مَنْ مَعَكُمْ وَيُحِبُّكُمْ وَيَسْمَعُ قَوْلَكُمْ فِيْهذا الأَمْرِ الأَقْدَسِ الأَظْهَرِ الأَطْهَرِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ.

 

[187]

بنام خداوند يكتا

يا آقا كوچك اميد آنكه فضل الهی اخذت نمايد و عنايتش احاطه فرمايد بشانيكه مقام كوچك بزرگ ظاهر شود و از افق انقطاع طلوع نمايد، اوست مقتدريكه از نقطهٴ واحده علم ما كانَ وَما يَكُوْنُ را ظاهر فرموده، امروز امواج بحر رحمت امام وجوه ظاهر و مشهود، آفتاب حقيقت از افق سجن عكّا  مشرق و لائح، ظاهر شده آنچه كه شبه و مثل نداشته طوبی از برای نفسيكه مقام يوم الله را ادراك نمود وبِما يَنْبَغِيْ فائز شد، بگو ای ملأ بيان ظاهر شد آنچه كه در كنز علم الهی مخزون بوده، اگر از فضائل يوم ذكر شود هر آينه آسمانها و زمينها و اشيا كلّها بصُوَر كتب و زبر و صحف ظاهر شود، خُذْ كَأْسَ الْبَيانِ بِاسْمِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ ثُمَّ اشْرَبْ مِنْها بِأَمْرِي الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، إِنَّهُ يَحْفَظُ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ وَيَنْصُرُهُ بِجُنُوْدِهِ وَيُؤَيِّدُهُ بِفَضْلِهِ إِنَّهُ هُوَ الْفَضّالُ الْكَرِيْمُ، جهد نما شايد فائز شوی بآنچه كه در كتب الهی مخلّد شود و ببقآء ابدی مزيّن گردد، عَرْف يك عمل كه در يوم الهی خالِصًا لِوَجْهِهِ ظاهر شود او از سيّد اعمال عند الله مذكور و از قلم اعلی مرقوم، از حق ميطلبيم كل را تاييد فرمايد و توفيق بخشد اوست قادر و توانا.

 

[188]

هو السّامع المجيب

يا أَوْلِيآءَ اللهِ وَحِزْبَهُ ندای مظلومرا بشنويد براستی ميگويم اهل بيان اليوم از عرفان يوم الهی و شرائط آن  محروم مشاهده ميشوند، قُلْ يا مَعْشَرَ الْغافِلِيْنَ هذا يَوْمُ اللهِ لا يُذْكَرُ فِيْهِ إِلاّ هُوَ وَلا تَنْفَعُكُمُ الأَسْمآءُ وَلا ما عِنْدَ الْعُلَمآءِ ضَعُوا مَطالِعَ الأَوْهامِ وَخُذُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فِيْكِتابِهِ الْمُبِيْنِ، امروز آفتاب بأَتى الْوَهّابُ ناطق و دريا بقَدْ أَتى فاطِرُ السَّمآءِ متكلّم و طور بمَشْرق ظهور مسرور و مشغول، جهد نمائيد بشانيكه الوان و اشيا و اسباب دو روزه شما را از نعمت باقيه و مائدهٴ سرمديّه منع ننمايد، در آن ارض حضرت افنان سدره عَلَيْهِ بَهآءُ اللهِ مَطْلِعِ نُوْرِ الأَحَدِيَّةِ موجود، در ليالی و ايّام امام حضورش حاضر شويد و بتلاوت آيات محكمات ناطق و مشغول گرديد بِها تَحْدُثُ فِيْ قُلُوْبِكُمْ نارُ حُبِّ اللهِ وَنُوْرُ عِرْفانِهِ وَيَطْلُعُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ قُلُوْبِكُمْ شَمْسُ بَيانِهِ إِنَّهُ هُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما يَشآءُ بِقَوْلِهِ وَالْمُهَيْمِنُ عَلى الأَشْيآءِ بِسُلْطانِهِ الَّذِيْ غَلَبَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، وَنَذْكُرُ أَحْمَدَ قَبْلَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ بَهائِيْ وَنُبَشِّرُهُ بِما أَظْهَرْنا بِاسْمِهِ لَئآلِیءَ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ مِنْ خَزائِنِ قَلَمِ رَبِّهِ الرَّحْمنِ، طُوْبى لَهُ بِما أَقْبَلَ وَفازَ فِيْ أَيّامٍ أَعْرَضَ فِيْها أَكْثَرُ الْعِبادِ إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزَ الْحَمِيْدُ، وَأَنْزَلْنا لَهُ لَوْحًا آخَرَ لِيَفْرَحَ وَيَكُوْنَ مِنَ الرّاسِخِيْنَ فِيْهذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الْمُشْرِكِيْنَ وَناحَتْ قَبائِلُ الأَرْضِ إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ مُبَيِّنُ هذا الْبَيانِ الْبَدِيْعِ.

 

[189]

هو الشّاهد الخبير

يا أَفْنانِيْ عَلَيْكَ بَهآئِيْ وَعِنايَتِيْ وَرَحْمَتِيْ، فضل الهی در بارهٴ آنجناب از حدّ احصا خارج رشحی از بحر آنرا ذكر مينمائيم تا بيابی و بدانی، در اوّل امر معتمد الدولهٴ معروف ارادهٴ خدمت و نصرت نمود فائز نشد، و بعد در چندی قبل مشير ارض ش او هم ارادهٴ نصرت و خدمت نمود و لدی المظلوم مقبول نيفتاد چه كه در شهادت بعضی از اوليا شريك بوده ولكِنْ عَفا اللهُ عَنْهُ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ وَرَحْمَةً مِنْ لَدُنْهُ، و آنجناب للهِ الْحَمْدُ مَعَ مَنْ أَحَبَّنِيْ وَفازَ بِلِقآئِيْ وَشَرِبَ رَحِيْقَ وِصالِيْ وَتَزَيَّنَ بِكَلِمَةِ رِضآئِيْ هم بخدمت فائز شدند و هم بنصرت، و همچنين سدرهٴ مباركه ظاهرًا باهرًا أمام وجوه عالم شما را بخود نسبت داد و فائز فرمود بآنچه شبه و مثل نداشته و ندارد، سَوْفَ يَظْهَرُ فِي الأَيّامِ ما نُزِّلَ مِنْ قَلَمِي الأَعْلى إِنَّهُ هُوَ الْحَقُّ عَلاّمُ الْغُيُوْبِ، قُلْ سُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما هَدَيْتَنِيْ، وَسُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما عَرَّفْتَنِيْ، وَسُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما شَرَّفْتَنِيْ وَأَحْضَرْتَنِيْ وَأَسْمَعْتَنِيْ وَأَرَيْتَنِيْ، وَسُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما فَضَّلْتَنِيْ وَأَقَمْتَنِيْ عَلى خِدْمَتِكَ وَأَنْطَقْتَنِيْ بِذِكْرِكَ وَثَنآئِكَ، أَيْرَبِّ قَدِّرْ لِيْ كُلَّ خَيْرٍ كانَ مَكْنُونًا مَخْزُونًا مَسْتُوْرًا عَنْ عُيُوْنِ عِبادِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْفَضّالُ الْكَرِيْمُ.

 

[190]

هو الظّاهر بالعدل والنّاظر بالفضل

يا أَفْنانِيْ عَلَيْكَ فَضْلِيْ وَرَحْمَتِيْ وَعِنايَتِيْ، ارادهٴ مطلقه و مشيّت نافذهٴ حقّ جَلَّ جَلالُهُ خافيهٴ صدور را ظاهر فرمود تا كل مطلع تقديس و مشرق تنزيه را بدانند و آگاه شوند نفسيرا كه چهل سنه در ظلّ قباب رحمت عظمى حفظ نموديم بر تضييع امر الهی قيام نموده، نار ضغينه‌اش را فرات عالم ساكن ننمود، للهِ الْحَمْدُ  نفوسيكه ادّعای معرفت و حقيقت مينمودند از ايشان ظاهر شد آنچه كه هر صاحب بصری گواهی داده و ميدهد بر ظلم و تعدّی و خيانت و كذب آن نفوس، مؤسّس اين تعدّيات و مفتريات شيخ محمّد يزدی و ساكن جزيره بوده، فی الحقيقه شقاوتی ظاهر شده كه شبه نداشته و ندارد، هر هنگام كه قاصدی قصد مقصد اقصی نمايد ذيل طاهرشرا بغبار مفتريات ميآلايند، چندی شهرت دادند كه ميرزا ابوالقاسم ناظر وجهی سرقت نموده و بعكّا رفته، و چندی قبل كه جناب افنان ح عَلَيْهِ بَهآئِيْ وَعِنايَتِيْ باين ارض توجّه نمودند از بعد سيّالهٴ برقيّه اخبار نمودند كه جناب مذكور مبلغ نود ليره و بعضی اوراق سرقت نموده و رفته، ديگر آنچه اختر از قبل و بعد نوشته آنجناب آگاهند، بالمرّه از عدل و انصاف و صدق و امانت محرومند، بارى يد قدرت ظاهر فرمود آنچه را كه مستور بود، از حق ميطلبيم اوليای خود را از همزات غافلين حفظ فرمايد، جناب اسم جود عَلَيْهِ بَهآئِيْ مكرّر ذكر شما را نموده محبّتش باغصان و افنان  سدرهٴ مباركه بمثابهٴ آفتاب ظاهر و مشرق، لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ سَوْفَ يَرْفَعُ اللهُ أَمْرَهُ وَيُعِزُّ أَوْلِيآئَهُ وَيَفْتَحُ عَلى وُجُوْهِهِمْ أَبْوابَ جُوْدِهِ وَعَطآئِهِ إِنَّهُ عَلى كُلِّشَيْءٍ قَدِيْرٌ، النُّوْرُ السّاطِعُ اللَّمِيْعُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ وَعَلى الَّذِيْنَ يَسْمَعُوْنَ قَوْلَكَ فِيْ نَبَإِ اللهِ الْعَظِيْمِ.

[191]

هُو النّاطق بالحقّ

يا حَيْدَرُ قَبْلَ عَلِيٍّ ندای الهی را بگوش جان بشنو و لئآلی حكمتش را در صدف قلب مقرّ ده و از ابصار خائنين و سارقين باسم مالك يوم دين حفظش نما، صَدَقَ اللهُ رَبُّكَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، آنچه در عراق از قلم نيّر آفاق اشراق نمود كل ظاهر و از هر بلدی نعاق مرتفع، سبحان الله بحر علم الهی بكمال اوج ظاهر و موج بيان در هر حين امام وجوه هويدا از حق بطلب عباد خود را از اين فضل اكبر محروم نفرمايد، قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ نَفْسِيْ لِحُبِّكَ الْفِدآءُ وَرُوْحِيْ لِفَضْلِكَ الْفِدآءُ، عبادت در بيوت بخود مشغول و تو در سجن اعظم بذكر ايشان مشغول آيا اين فضلرا  كدام قلم احصا نمايد و كدام ادراك بهوآء قربش رسد، هر حرفی از حروفات باب اعظم است از برای موحّدين و متوجّهين، لَعَمْرُ اللهِ اگر يك كلمه از كلماتش معانی مستورهٴ در خود را ظاهر فرمايد غافلين ارض طرًّا بكلمهٴ مباركهٴ تُبْنا إِلَيْكَ يا غَفّارَ الذُّنُوْبِ وَرَجِعْنا إِلَيْكَ يا سَتّارَ الْعُيُوْبِ ناطق گردند، كَذلِكَ أَظْهَرَ مِصْباحُ اللهِ نُوْرَهُ وَالْبَحْرُ الأَعْظَمُ مَوْجَهُ، طُوْبى لَكَ وَلِمَنْ وَفى بِمِيْثاقِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[192]

هو المشرق من أفق سمآء البيان

عريضه ‌ات رسيد هنگاميكه مالك انام در قصريكه در آن سجن اعظم واقعست مشی مينمود، ندايت را شنيديم و عَرف محبّت را يافتيم، بمناجات مظلوم حق جَلَّ جَلالُهُ را ذكر نمودی طُوْبى لِلِسانِكَ بِما نَطَقَ بِالْحَقِّ وَلِقَلْبِكَ بِما أَقْبَلَ إِلى الْمَظْلُوْمِ، قسم بآفتاب حقيقت يك عمل امروز مقابلست باعمال اعصار و قرون بلكه معادله نمينمايد بآن اعمال ارض، طوبى از برای چشميكه امروز بكُحْل معارف الهی روشن شد  واز برای قلبيكه قصص اولی را بعنايت حق محو نمود و بكلمهٴ إِنَّنِيْ عَبْدُ اللهِ مزيّن داشت، از حق ميطلبيم اوليای آن ارض و اطرافرا مؤيّد فرمايد بر خدمت امر، عالمرا آيات احاطه نموده و بيّنات در عرصهٴ وجود مشهود نَعِيْمًا لِمَنْ أَقْبَلَ وَفازَ وَوَيْلٌ لِلْغافِلِيْنَ، از حق ميطلبيم ترا تاييد فرمايد و از كوثر استقامت در هر حين عطا نمايد، اوست سلطان كريم و مالك وجود لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْوَدُوْدُ.

 

[193]

هو المشرق من أفق الظُّهور

يا عَلِيُّ قَبْلَ رِضا مكلّم طور بر عرش ظهور مستوی وَمِنْ غَيْرِ سِتْرٍ وَحِجابٍ اهل عالمرا از علما و فقها و امرا و ملوك و سلاطين بصراط مستقيم و نبا عظيم دعوت فرموده و ميفرمايد، نار ضغينه و بغضا و ضوضای علما و سطوت امرا او را منع ننموده، اقتدار كلمهٴ عليا بمثابهٴ آفتاب ظاهر و هويدا، و مقصود آنكه آفاق عالم بنور اتّفاق منّور شود و باصلاح مزيّن و همچنين بيابند از برای چه از عدم بوجود آمده‌اند، و لكن ظنون و اوهام علمای عصر عباد را از مصر الهی منع نمود و از نور يقين محروم داشت، طوبی از برای عبديكه حوادث زمان او را از نيّر برهان منع ننمود، ورقه أُم در ساحت امنع اقدس مذكور و بعنايت فائز، يا وَرَقَتِيْ وَيا أَمَتِيْ بشنو ندای مظلومرا، از شطر سجن بتو توجّه نموده و ميفرمايد ابصار عالم و آذان امم از برای مشاهده و اصغای اين ايّام خلق شده و لكن اكثريرا حجاب از مشاهده و اصغا منع كرده، و اين حجاب حجاب اكبر است و مقصود علمای ارض، قُوْلِيْ إِلهِيْ إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما أَيَّدْتَنِيْ عَلى الإِقْبالِ إِلى أُفُقِكَ الأَعْلى إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ عُلَمآءُ أَرْضِكَ يا مَوْلى الْوَرى، وَوَفَّقْتَنِيْ عَلى عِرْفانِ مَشْرِقِ آياتِكَ وَمَظْهَرِ بَيِّناتِكَ وَمَطْلِعِ وَحْيِكَ وَإِلْهامِكَ الَّذِيْ كانَ مَذْكُوْرًا وَمَسْطُوْرًا فِيْ كُتُبِكَ وَزُبُرِكَ وَأَلْواحِكَ، أَيْ رَبِّ تَرى أَمَتَكَ مُتَوَجِّهَةً إِلى أُفُقِ ظُهُوْرِكَ وَوَرَقَتَكَ مُتَمَسِّكَةً بِسِدْرَةِ أَمْرِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ تُؤَيِّدَنِيْ عَلى ذِكْرِكَ وَثَنآئِكَ بَيْنَ إِمآئِكَ وَالتَّشَبُّثِ بِذَيْلِ حِكْمَتِكَ، ثُمَّ قَدِّرْ لِيْ ما  يَنْفَعُنِيْ فِيْكُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ، وَالْحَمْدُ لَكَ يا مَقْصُوْدَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

 

[194]

هو السّامع المجيب

يا أَمَتِيْ وَوَرَقَتِيْ أَنِ افْرَحِيْ بِما صَعَدَ نِدائُكِ إِلى سِدْرَةِ الْمُنْتَهى وَإِنَّها أَجابَتْكِ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْمَظْلُوْمُ الْغَرِيْبُ، قَدْ ظَهَرْنا وَأَظْهَرْنا الأَمْرَ وَهَدَيْنا الْكُلَّ إِلى صِراطِ اللهِ الْمُسْتَقِيْمِ، وَشَرَّعْنا الشَّرايِعَ وَأَمَرْنا الْكُلَّ بِما يَنْفَعُهُمْ فِي الآخِرَةِ وَالأُوْلى وَهُمْ أَفْتَوْا عَلى سَفْكِ دَمِيْ وَبِذلِكَ ناحَتِ الْحُوْرُ وَصاحَ الطُّوْرُ وَبَكَى الرُّوْحُ الأَمِيْنُ، قَدْ مَنَعُوا أَنْفُسَهُمْ عَنْ فُيُوْضاتِ الأَيّامِ بِما اتَّبَعُوا كُلَّ جاهِلٍ بَعِيْدٍ، قَدْ نَبَذُوا بَحْرَ الْعِلْمِ عَنْ وَرآئِهِمْ مُتَوَجِّهِيْنَ إِلى الْجُهَلآءِ الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ الْعِلْمَ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ مِنَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، طُوْبى لَكِ بِما نَبَذْتِ الأَوْهامَ وَتَمَسَّكْتِ بِحَبْلِ اللهِ الْمَتِيْنِ، در فضل حق جَلَّ جَلالُهُ ملاحظه نما چه بسيار از ملوك و ملكه‌های عالم بعد از طلب  وآمال و انتظار از مقصود عالميان محروم ماندند و تو بآن فائز شدی. انشآء الله فائز شوی بعملی كه عرفش بدوام اسمآء حق جَلَّ جَلالُهُ باقی و پاينده ماند، لَعَمْرُ اللهِ بكلمهٴ يا أَمَتِيْ معادله نمينمايد آنچه در ارض مشهود است، زود است چشمهای عالم بمشاهدهٴ آنچه از قلم اعلى نازل شده روشن و منير گردد طُوْبى لَكِ وَأَيَّامَ رَضَّعَتْكِ، قدر اين مقام را بدان و بايست بر خدمت امر بشانيكه شبهات و اشارات مريبين ترا از قيام منع ننمايد، آفتاب يقين مشرق و ناس بظنون متمسّك بحر علم موّاج و قوم بذيل جهلا متشبّث، اين امراض مزمنه را درياق رفع ننمايد مگر بعنايت حق جَلَّ جَلالُهُ، امآء آن ارضرا تكبير برسان و بفضل و رحمت الهی بشارت ده، إِنّا أَرَدْنا لَكِ مَقامًا، أَنِ احْمَدِيْ ثُمَّ اشْكُرِيْ رَبَّكِ الْفَضّالَ الْكَرِيْمَ، الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ.

 

[195]

بسمي الّذي به هاج عرف الوداد وماج بحر الاتّحاد

حمد حضرت قيّوميرا لايق و سزاست كه بايادی عطآء رحيق مختوم را بمفتاح اسم اعظم گشود و بخشود، طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ وَأَخَدَ وَشَرِبَ بِاسْمِي الَّذِيْ جَعَلْناهُ سُلْطانَ الأَسْمآءِ فِيْ مَلَكُوْتِ الإِنْشآءِ وَمَطْلِعَ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِياءِ لِمَنْ فِيْ مَمالِكِ الْعِزِّ وَالْعَطآءِ وَوَيْلٌ لِمَنْ أَعْرَضَ وَأَنْكَرَ فَضْلَ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، يا أَيُّها الشّارِبُ رَحِيْقَ بَيانِيْ مِنْ أَيادِيْ عَطآئِيْ اسْمَعْ نِدآئِيْ إِنَّهُ ارْتَفَعَ فِيْهذا الْيَوْمِ الَّذِيْ أَحاطَتْنِي الأَحْزانُ مِنْ كُلِّ الْجِهاتِ بِما وَرَدَ عَلى أَصْفِيآئِيْ فِيْ أَرْضِ الْيآءِ مِنَ الَّذِيْنَ نَقَضُوا عَهْدَ اللهِ وَمِيْثاقَهُ وَأَنْكَرُوا حُجَّتَهُ وَكَفَرُوا بِنِعْمَتِهِ وَجاحَدُوا بِبُرْهانِهِ الظّاهِرِ الْباهِرِ الْمُشْرِقِ الْمُنِيْرِ، در صبر و اصطبار آن نفوس مقدّسهٴ مطمئنّه بايد تفكّر نمود، فی الحقيقه هريك آيت كبری بوده، غضب مظاهر نار و سطوت اشرار ايشانرا از توجّه و اصطبار منع ننمود، در سبيل الهی حمل نمودند آنچه را كه شبه و مثل نداشته، مع بلايای وارده  ورزايای نازله بر دفاع قيام ننمودند چه كه آن ايادی قويّهٴ غالبه بسلاسل منع الهی بسته بود، بكمال تسليم و رضا قصد مقرّ فدا نمودند و ارواح مقدّسهٴ منوّره را فدای دوست يكتا طُوْبى لَهُمْ وَنَعِيْمًا لَهُمْ، نامهٴ آنجناب بحضور و قرائت فائز نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يَرْفَعَكَ بِاسْمِهِ وَيُعِزَّكَ بِعِزِّهِ وَيَفْتَحَ عَلى وَجْهِكَ بابَ الْعَطآءِ وَيُقَدِّرَ لَكَ ما يُقَرِّبُكَ إِلَيْهِ بِدَوامِ أَسْمآئِهِ الْحُسْنى إِنَّهُ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْفَضّالُ، بشارت كبرى آنكه آنجناب لا زال در ساحت مظلوم مذكورند و بعنايت مخصوصه فائز البتّه ثمرات آن ظاهر شده و ميشود أَمْرًا مِنْ لَدی اللهِ الْمُشْفِقِ الْكَرِيْمِ، قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ بِما اٴَقْبَلْتَ إِلى عَبْدِكَ وَذَكَرْتَهُ فِيْ سِجْنِكَ فِيْ أَيّامٍ ظَهَرَتْ فِيْها مَطالِعُ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ وَمَصادِرُ الْكُفْرِ وَالشِّقاقِ، أَيْ رَبِّ تَرانِيْ مُتَمَسِّكًا بِكَ وَمُنْقَطِعًا عَنْ دُوْنِكَ، أَسْئَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنِيْ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِكَ وَالْقِيامِ عَلى نُصْرَتِكَ بِجُنُوْدِ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْمَنّانُ.

 

[196]

بسمي النّاطق أمام وجوه العباد

امروز مقصود مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّمآءِ و مالك ملكوت الاسمآء باين كلمات عاليات نطق ميفرمايد، يا إِمآئِيْ وَأَوْراقِيْ ندای سدرهٴ مباركه را بگوش جان بشنويد و بذيل اطهر انورش تشبّث جوئيد شايد فائز شويد بآنچه كه از قلم اعلى در صحيفهٴ حمرا مذكور و مسطور است، جميع نسآء عالم مخصوص عرفان حضرت مقصود از عدم بوجود آمده‌اند و لكن اكثری از اين مقام غافل و محجوبند، قسم بآفتاب حقيقت كه از افق سجن عكّآء اشراق نموده جميع خزائن ارض وَزُخْرُفِها وَأَلْوانِها بكلمهٴ مباركهٴ يا أَمَتِيْ معادله نمينمايد، چه مقدار از ملكات كه در حسرت اين ذكر ارواح را تسليم نمودند و فائز نشدند و تو حال فائزی، وَقُوْلِيْ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْقِدَمِ وَإِلهَ الْعالَمِ وَالظّاهِرَ بِالاسْمِ الأَعْظَمِ بِما أَسْمَعْتَنِيْ آياتِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْهارِ فِرْدَوْسِكَ الأَعْلى وَظُهُوْراتِ فَضْلِكَ فِي الْجَنَّةِ الْعُلْيا وَبِأَمْواجِ بَحْرِ عَطآئِكَ وَتَجَلِّياتِ نَيِّرِ جُوْدِكَ أَنْ تَجْعَلَ أَمَتَكَ هذِهِ مُسْتَقِيْمَةً عَلى أَمْرِكَ وَناطِقَةً بِذِكْرِكَ وَثَنآئِكَ، ثُمَّ قَدِّرْ لَها ما قَدَّرْتَهُ لإِمآئِكَ اللاَّئِيْ طُفْنَ حَوْلَ عَرْشِكَ فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْراقِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مالِكُ يَوْمِ التَّلاقِ.

[197]

هو السّامع المجيب

اهل ارض در قرون و اعصار منتظر تجلّيات انوار نيّر ظهور الهی بوده و هستند مخصوص حزب شيعه بكلمهٴ يا لَيْتَنا كُنّا مَعَكَ ناطق و عند اصغآء ذكر قائم بكلمهٴ عَجَّلَ اللهُ فَرَجَهُ متكلّم، و چون آفتاب حقيقت بارادهٴ حق جَلَّ جَلالُهُ اشراق نمود آنحزب غافل انصافرا گذاردند و باعتساف تمسّك جستند از عدل گذشتند و باسياف جفا و ظلم قصد مقصود عالم نمودند و عمل كردند آنچه را كه كل شنيده و ميدانند، از برای زندگانی دو يوم از حيات باقيه گذشتند و از برای آلآء فانيه از نعمت سرمديّه چشم پوشيدند، از حق ميطلبيم اوليای خود را در آن ارض موفّق فرمايد بر آنچه سبب اعلآء كلمة الله است، ندايت را شنيديم و از شطر سجن جواب عنايت نموديم افْرَحْ وَكُنْ مِنَ الشّاكِرِيْنَ، امروز اعمال و اقوال كل لَدى اللهِ مذكور و مشهود إِنَّهُ هُوَ السّامِعُ الْبَصِيْرُ وَهُوَ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، طُوْبى لَكَ وَنَعِيْمًا لَكَ بِما تَزَيَّنَ قَلْبُكَ بِنُوْرِ مَعْرِفَةِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، اوليا را از قِبَل مظلوم ذكر نما، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَهُمْ وَيُوَفِّقَهُمْ عَلى ما يُحِبُّ وَيَرْضی إِنَّهُ مالِكُ الآخِرَةِ وَالأُوْلى وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ.

[198]

بسمي العزيز العظيم

يا غلام حسين اسمت بسيار محبوبست انشآء الله بآنچه سزاوار اين اسم مباركست عمل نمائی، از غلامی در هيچ احوال نگذری و بخدمت مولى كه ظاهر و مشهود است قيام كنی، چه مقدار از نفوس مدّعی محبّت بودند و بافق اعلى ناظر و متوجّه و بعد باندك ربحی از هبوب ارياح حديقهٴ معانی محروم ماندند، قسم بسلطان ملك و ملكوت كه برايحهٴ دفراء مشغول گشتند و از تضوّعات قميص منير ممنوع شدند، انشآء الله تو باستقامت كبری ظاهر شوی بشانيكه احزاب مشركين ترا از مالك يوم دين باز ندارند، مكتوبت  لدى العرش عرض شد و لحاظ عنايت از شطر سجن بتو متوجّه اين نعمت كبرى را قدر و اندازهٴ نبوده و نيست أَنِ اشْكُرْ رَبَّكَ بِهذا الْفَضْلِ الْعَظِيْمِ، جميع دوستانرا تكبير ميرسانيم و باستقامت كبرى امر مينمائيم تا از بيانات هياكل ظنون و اوهام از مالك انام محروم نشوند، إِنَّهُ يُعَلِّمُ أَحِبّائَهُ ما يَنْفَعُهُمْ فِيْكُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ.

 

[199]

بنام گويندهٴ دانا

يا مُحَمَّدُ قَبْلَ باقِرٍ ضجيج و صريخ و حنينت در فراق محبوب آفاق اصغا شد، حق جَلَّ جَلالُهُ اين خلقرا از عدم بوجود آورد و از برای ادراك اين روز مبارك و عرفان مَنْ ظَهَرَ فِيْهِ بِاسْمِهِ الْمُهَيْمِنِ عَلى الْعالَمِيْنَ، و شكّی نبوده و نيست كه كل از برای لقا خلق شده‌اند و دوست يكتا قرب دوستانرا دوست داشته و دارد، شهادت ميدهد بآنچه ذكر شد الواح الهی و كتب ربّانی و لكن نفوس طاغيهٴ غافلهٴ باغيه سبب و علّت منع شدند، محزون مباش از اين منع چه كه اراده‌اش  مهيمن است و مشيّتش نافذ ثبت مينمايد از قلم اعلى اجر لقا از برای هر كه را اراده فرمايد إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، قُلْ سُبْحانَكَ يا إِلهِيْ تَرانِيْ مُقْبِلاً إِلى مَلَكُوْتِكَ وَسائِلاً مِنْ بَحْرِ جُوْدِكَ ما يَنْبَغِيْ لِسَمآءِ كَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، أَيْرَبِّ لا تَمْنَعْنِيْ عَمّا عِنْدَكَ قَدِّرْ لِيْ أَجْرَ مَنْ فازَ بِزِيارَةِ طَلْعَتِكَ وَطافَ حَوْلَ عَرْشِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الَّذِيْ لا تُعْجِزُكَ شُئُوْناتُ الْخَلْقِ وَلا تَمْنَعُكَ جُنُوْدُ الظّالِمِيْنَ، الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

 

[200]

هو النّاطق في ملكوت البيان

للهِ الْحَمْدُ فائز شدی بآنچه اهل عالم از آن محروم و ممنوعند مگر معدودی سبحاترا خرق نمودند و حجباترا شقّ، ايشانند عباديكه باستقامت تمام بر امر قيام نمودند أُوْلئِكَ رِجالٌ وَصَفَهُمُ اللهُ مِنْ قَبْلُ فِيْ كِتابِهِ الْعَزِيْزِ بِقَوْلِهِ (لا تُلْهِيْهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ)، آيات نازل و بيّنات ظاهر مكلّم طور بر عرش ظهور مستوی و لكن خلق غافل، حمد كن حق جَلَّ جَلالُهُ را كه ترا تاييد فرمود و باين فوز اعظم فائز نمود، كرمش عالمرا احاطه نموده وجودش عرصهٴ وجود را، طوبى از برای نفسيكه شبهات اهل ضلال او را از غنیّ متعال منع ننمود و محروم نساخت، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا اِلى اللهِ الْفَرْدِ الْواحِدِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ.

[201]

بسمي الظّاهر الباهر العليم الحكيم

يا مَعْشَرَ الْعُلَمآءِ اتَّقُوا اللهَ ثُمَّ أَنْصِفُوا فِيْ أَمْرِ هذا الأُمِّيِّ الَّذِيْ شَهِدَتْ لَهُ كُتُبُ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، لسان بيان در ملكوت عرفان ميفرمايد ای معشر علما بترسيد از خداوند يكتا، اينمظلوم با شما و امثال شما معاشر نبوده و كتب شما را نديده و در مجلس تدريس وارد نشده شهادت ميدهد بآنچه گفته شد كلاه او و زلف او و لباس او، آخر انصاف كجا رفته هيكل عدل در كجا آرميده چشم بگشائيد و بديدهٴ بصيرت نظر نمائيد و تفكّر كنيد شايد از انوار آفتاب بيان محروم نمانيد و از امواج بحر عرفان ممنوع نشويد، بعضی از امرا و آحاد ناس اعتراض نموده‌اند كه اين مظلوم  از علما و سادات نبوده، بگو ای اهل انصاف اگر فی الجمله تفكّر نمائيد صد هزار بار اينمقامرا اعظم شمريد و اكبر دانيد، قَدْ أَظْهَرَ اللهُ أَمْرَهُ مِنْ بَيْتٍ ما كانَ فِيْهِ ما عِنْدَ الْعُلَمآءِ وَالْفُقَهآءِ وَالْعُرَفآءِ وَالأُدَبآءِ، نَسَمَةُ اللهِ او را بيدار نمود وبندا امر فرمود فَلَمّا انْتَبَهَ قامَ وَنادَی الْكُلَّ إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، اين بيان نظر بضعف اهل امكانست و الاّ امرش مقدّس از اذكار و منزّه از افكار يَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ.

[202]

هو الله تعالى شأنه الحكمة والبيان

امروز ديباج كتاب وجود باين كلمهٴ مباركهٴ عليا مزيّن يا مَلأَ الأَرْضِ يوم الله آمد جهد نمائيد شايد بآثار قلم اعلى از اثمار سدرهٴ منتهی قسمت بريد و نصيب برداريد، يا عَلِيُّ عَلَيْكَ بَهآئِيْ، اگر آذان اهل عالم باصغاء يك كلمه از كلمات مشرقهٴ از افق ملكوت الهی فائز شوند كل از ما عِنْدَهُمْ بِما عِنْدَ اللهِ توجّه نمايند و لكن آذانرا حجبات ظنون و اوهام از اصغآء بيان رحمن محروم ساخته، سبحان الله الى حين حزب  شيعه آگاه نشده‌اند، لَعَمْرُ اللهِ أَخسر احزاب عالم مشاهده ميشوند، حال مجدَّد حزب بيان يعنی ناعقين در صدد تربيت حزبی بمثابهٴ قبل بوده و هستند، از حق ميطلبيم آنجنابرا مؤيّد فرمايد بر آنچه عرفش بدوام ملك و ملكوت باقی و پاينده ماند، اوليای آن ارضرا تكبير برسان از حق ميطلبيم كلرا بنار سدرهٴ مباركه مشتعل فرمايد تا باتّفاق آفاقرا بنور امر الهی منوّر سازند اينست و صيّت مظلوم اوليا را، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَماءِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ فازَ بِالاسْتِقامَةِ الْكُبْرى بِحَيْثُ ما مَنَعَتْهُ الْجُنُوْدُ وَالْصُّفُوْفُ عَنِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[203]

بنام يكتا خداوند دانا

عريضه‌ات بساحت اقدس فائز، حمد كن پروردگار عالمرا كه شما را روزی نمود آنچه را كه در روزهای لا يتناهی عباد او طالب و آمل بوده‌اند، هر يك از علما و عرفا و فقها و أُدبا و حكما ظهور مظهر امر را پيش خود تصوری نموده بودند و منتظر كه آن ذات قدم  بآن حدودات خياليّهٴ ايشان ظاهر شود و او بر خلاف كل ظاهر شد فَباطِلٌ ما ظَنُّوا وَيَظُنُّوْنَ الْيَوْمَ، و در جميع اعصار اينفقره سبب محرومی جميع گشت چنانچه مشاهده مينمائيد اليوم بحر حيوان امام هر عينی در امواج و احدی شاعر نبوده و نيست مگر معدودی بعنايت حق باو فائز گشتند، حال مقام خود را بدان و اينعنايت را از حق دان، قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ.

[204]

بسمي الّذي به هاج عرف الرّحمن فِي البلدان

امروز از هزيز ارياح رياض بيان اين كلمه استماع ميشود يا أَهْلَ الْبَهآءِ لا تَنْظُرُوا إِلى الْخَلْقِ وَظُلْمِهِمْ وَضَوْضائِهِمْ بَلْ إِلى الْحَقِّ وَعَدْلِهِ وَسُلْطانِهِ كَذلِكَ نَطَقَتْ سِدْرَةُ الْمُنْتَهى فِيْ سِجْنِهِ الْعَظِيْمِ، قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ وَعَرَضَهُ الْعَبْدُ الْحاضِرُ أَنْزَلْنا لَكَ هذا الْكِتابَ الَّذِيْ كُلُّ حَرْفٍ مِنْ كَلِماتِهِ يَشْهَدُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا النّاطِقُ الْحَكِيْمُ، طُوْبى لِمَنْ فازَ بِذِكْرِيْ وَبِلَوْحِي الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، إِنَّهُ لا يُعادِلُهُ كُنُوْزُ الْعالَمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مَنِ اسْتَوى عَلى عَرْشِهِ الْعَظِيْمِ، يا أَهْلَ الْبَهآءِ أَنِ انْصُرُوا الرَّحْمنَ بِالأَعْمالِ وَالأَخْلاقِ هذا ما أَمَرْناكُمْ بِهِ مِنْ قَبْلُ وَفِيْهذا اللَّوْحِ الْمَنِيْعِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ مَلَكُوْتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ نَصَرُوا الرَّحْمنَ بِالْمَعْرُوْفِ ألا إِنَّهُمْ مِنَ الْفائِزِيْنَ.

 

[205]

هو السّامع المجيب

ای اهل بها قسم بمالك ملكوت اسما كه معرضين از علما و امرا كه امروز بنار بغضا مشتعلند لدى الله مذكور نبوده و نيستند، هر بصری امثال آن نفوس را بمثابهٴ سارق و قاتل مشاهده مينمايد چه كه شئونات انسانيّه از ايشان ظاهر نه، لا زال در صدد جان و مال ناس بوده و هستند، چنانچه مشاهده نموده و مينمائيد از مال ناس جمع نموده و ثروت يافته‌اند و بر ايشان تكبّر مينمايند، در حقيقت ذليل‌ترين نفوس عالمند و لكن در ظاهر خود را بالوان مختلفه می آرايند والْعِزَّةُ لِيْ ميگويند، لَعَمْرِيْ نفسيكه اقلّ از خردل صاحب امتياز و ادراك باشد امثال آن نفوسرا معدوم ميشمرد، نَعِيْمًا لَكَ بِما سَمِعْتَ نِدآئِيْ وَأَقْبَلْتَ إِلى أُفُقِيْ وَنَطَقْتَ بِثَنائِيْ وَفُزْتَ بِعِرْفانِي الَّذِيْ خَلَقْنا الْكُلَّ لَهُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ قامَ عَلى خِدْمَةٍ الأَمْرِ بِقِيامٍ ثابِتٍ مُسْتَقِيْمٍ.

 

[206]

ای عبدالله سبّاق ميدان معانی و بيان و صبّاغ مَنْ فِي الإِمْكانِ ميفرمايد در آنچه از قبل نازل فرموديم تفكّر كن (صَبْغَةُ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صَبْغَةً)، و مقصود از اين صبغ صبغ فلزّات نبوده و نيست بلكه تزيين قلوب صافيه است بصبغة الله و آن تقديس و تنزيه نفوس است از الوان مختلفهٴ دنيا، جهد نما تا در اين صنعت اكبر كامل شوی و ناسرا بصبغ الهی مزيّن داری، اليوم اين امر اعظم بر شما و ساير احباب حق لازم است، از حق بخواهيد كه مؤيّد شويد و ناسرا باخلاق الهيّه و اعمال مرضيّه مطرّز داريد، بگير از جوهر حبّ و بمباركی اسم اعظم بر معادن قلوب عباد مبذول دار تا كل ذهب ابريز شوند يعنی بِعِرْفانِ اللهِ كه منتهى  مقام عالم وجود است فائز گردند، تو بخدمت دوست مشغول شو إِنَّهُ يُقَدِّرُ لَكَ ما أَرادَ إِنَّهُ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، أَنِ اذْكُرِ الْمَصائِبَ بَيْنَ النَّاسِ قَدْ أَذِنّاهُ لَكَ وَلكِنْ فَاجْعَلْ نِيَّتَكَ هذا الْمَظْلُوْمَ الْغَرِيْبَ.

 

[207]

هو المبيّن العليم

الْحَمْدُ للهِ بآنچه در كتب الهی مذكور و در صحفش مسطور بود فائز شدی و آن عرفان غيب مكنونست كه عالمرا بانوار ظهور خود منوّر فرموده، يا علیّ ندايت را شنيديم و اقبالترا مشاهده نموديم و از شطر سجن اعظم بتو متوجّه شديم تَفَكَّرْ فِيْ عِنايَةِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السّاجِدِيْنَ، كل از برای او خلق شده‌اند و از برای خدمتش بطراز وجود مزيّن گشته‌اند، و لكن آفتاب فضلش بشانی مشرق كه در ليالی و ايّام دوستان خود را ذكر مينمايد و بآنچه سبب ارتقا و ارتفاع است متذكّر ميدارد إِنَّهُ لَهُوَ الْفَضّالُ الْكَرِيْمُ، طُوْبى لَكَ كه بعرفانش مؤيّد شدی و بذكرش موفّق گشتی،أَنِ اعْرِفْ قَدْرَ هذا الْمَقامِ الأَعْلى وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ.

 

[208]

هو الآمر الحكيم

يا عَلِيُّ عَلَيْكَ بَهائِيْ، امروز چشم انصاف كور و دست اعتساف بلند، بنور هدايت نموده‌ايم بنار دلالت مينمايند وَما دُعآئُهُمْ إِلاّ فِيْ ضَلالٍ، با آنكه عرف ربيع از خريف ممتاز و رائحهٴ گل از دونش واضح و مبرهن آياتش از صاحبان بصر و منظر اكبر مستور نه و نفحات ايّامش با دونش مشتبه نه معذلك قوم يومرا فراموش نمودند وبِما عِنْدَهُمْ از ما عِنْدَ اللهِ اعراض كردند، حق جَلَّ جَلالُهُ با قدرت صابر و با نطق صامت، طُوْبى لَكَ بِما وَفَيْتَ بِمِيْثاقِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ بِما وَجَدْتَ عَرْفَ قَمِيْصِيْ وَسَمِعْتَ نِدائِيْ وَشَهِدْتَ بِما شَهِدَ بِهِ لِسانُ عَظَمَتِيْ فِيْ سِجْنِي الْمَتِيْنِ.

 

[209]

 بسمي الّذي به هاج عرف الرّحمن في الإمكان

امروز كتاب ما بين احزاب بِقَدْ أَتى الْوَهّابُ ناطق، يوم يوم عنايت و رحمت و كرمست و لكن اهل عالم محجوب بل معرض إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ، نهالهای عالم از يك سدره ظاهر و قطر‌ها از يك بحر و جميع وجود از يك نفس موجود معذلك تمسّك جستند بآنچه كه سبب اختلاف و تفريق و تشتّت است، يا أَيُّها الْمَذْكُوْرُ لَدى الْمَظْلُوْمِ طَهَّرْ قَلْبَكَ مِنْ مآءِ بَيانِ رَبِّكَ الْمَظْلُوْمِ الْغَرِيْبِ وَقُلْ أَسْئَلُكَ يا مَنْ فِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ الْكائِناتِ وَفِيْ يَمِيْنِكَ أَزِمَّةُ الْمَوْجُوْداتِ، وَأَسْئَلُكَ بِمَشارِقِ أَسْمآئِكَ وَمَطالِعِ صِفاتِكَ وَبِنُوْرِ كَلِمَتِكَ الَّتِيْ أَشْرَقَ مِنْ آفاقِ سَمآءِ أَلْواحِكَ أَنْ تَكْتُبَ لِيْ ما يُقَرِّبُنِيْ إِلَيْكَ وَيَكُوْنُ مَعِيْ فِيْ كُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْفَضّالُ الْكَرِيْمُ وَفِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

 

[210]

هو الظّاهر النّاطق أمام الوجوه

يا أَفْنانِيْ عَلَيْكَ بَهائِيْ وَعِنايَتِيْ، اينمظلوم در بحبوحهٴ احزان مَنْ فِي الإِمْكان را بحق دعوت نموده و مينمايد )وَحُزْنِيَ ما يَعْقُوْبُ بُثَّ أَقَلُّهُ – وَكُلُّ بَلا أَيُّوْبِ بَعْضُ بَلِيَّتِيْ)، مع احزان واردهٴ محيطه از يمين ايوان بزم مزيّن و از يسار ميدان رزم مشهود و مسموع، ظلم ظالمين و نعاق ناعقين بمثابهٴ طنين ذباب بوده و هست، امام وجوه عالم قائميم وبِما أَرادَهُ اللهُ ناطق، لسان بيانرا ظلم اهل امكان منع ننمود تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ وَالْكُرْسِيِّ الرَّفِيْعِ، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ وَيُحِبُّكَ لِوَجْهِ اللهِ وَيَسْمَعُ قَوْلَكَ فِيْ نَبَإِهِ الْعَظِيْمِ

[211]

هو الأقدس الأبهى

يا وَرَقَتِيْ يا أَمَتِيْ يَذْكُرُكِ مالِكُ الأَسْمآءِ فِيْ بُحْبُوْحَةِ الْبَلآءِ لِيَجْذُبَكِ إِلى مَقامٍ رُقِمَ مِنْ قَلَمِ الأَمْرِ فِيْكِتابِ رَبِّكِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، نَعِيْمًا لأَمَةٍ ما مَنَعَتْها وَساوِسُ الْخَلْقِ عَنِ الْحَقِّ وَتَمَسَّكَتْ بِعُرْوَةِ الْفَضْلِ وَأَعْرَضَتْ عَنْ كُلِّ جاهِلٍ بَعِيْدٍ، بلسان پارسی عرض كن بگو ای پروردگار عالم و مقصود امم مشاهده ميشود كه ابطال رجال و اقويآء عباد در يوم ظهور از سطوت ظالمان ممنوع و محرومند، ديگر كجا گمان ميرود كه اين امهٴ عاجزهٴ مسكينه بتواند در عرصهٴ شناسائی تو قدم گذارد يا در هوای محبّت تو طيران نمايد، و لكن ای محبوب من و مقصود من كرم تو مرا مغرور نمود و عفو تو بر جسارتم افزود، و حال بانامل رجا بذيل ردای عطا متشبّثم و بصد هزار لسان عرض مينمايم كه مرا از باب خود محروم منما و از كوثر فضلت ممنوع مكن، گناهانم را بعنايت خود ببخش و خطاهايم را بستّاری خود ستر فرما، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمُجِيْبُ وَأَنَّكَ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ.

[212]

بنام خداوند دانا

كتابت بانوار قرب منوّر و بلحاظ الطاف مشرّف، قَدْ سَمِعْنا نِدآئَكُمْ وَأَجَبْناكُمْ بِهذا اللَّوْحِ الْمَنِيْعِ، محزون مباشيد از آنچه وارد شده الْبَلآءُ لِلْوَلآءِ، تفكّر نمائيد در آنچه بر نفس حق از ظلم ظالمين وارد شده، قَدْ قَدَّرَ اللهُ لَكُمْ ما تَسْتَنِيْرُ بِهِ الصُّدُوْرُ وتَقَرُّ بِهِ الْعُيُوْنُ، در كمال فرح و سرور بذكرش مشغول باشيد، إِنَّهُ يَذْكُرُكُمْ فِيْ مَلَكُوْتِهِ الْمَمْتَنِعِ الْمَنِيْعِ، سَيَرْفَعُ اللهُ ذِكْرَكُمْ وَقَدْرَكُمْ وَيُعْطِيْكُمْ ما هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنَّهُ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، إِنَّا زَيَّنّا أُفُقَ كِتابِكَ بِآياتِ اللهِ لِتَكُوْنَ شَهادَةً لَكُمْ أَنِ افْرَحُوا بِهذا الْفَضْلِ الْمُبِيْنِ، وَقَبِلْنا ما أَرْسَلْتَهُ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا إِنَّهُ لَهُوَ الْفَضَّالُ الْقَدِيْمُ.

 

[213]

بنام محبوب عالم

ای امة الله ندايت اصغا شد و كتابت لدى العرش فائز گشت أَنِ اشْكُرِيْ رَبَّكِ بِهذا الْفَضْلِ الْمُبِيْنِ، اليوم بر كل لازمست باحكام الهی عامل باشند و بافق اعلى ناظر، مقام اعلى از برای نفسی است كه ندای الهی را بگوش جان استماع نمود او در حيوة و ممات طائف حول است، اينست فضل اعظم و عنايت كبرى طُوْبى لِمَنْ فازَ بِهِ وَكانَ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ.

 

[214]

بنام مالك ملكوت أسمآء در سجن عكّآء

عالم كتابيست مبين در هر حين بر زوال خود گواهی داده و ميدهد بلكه مينمايد، از اوّل دنيا الى حين بالرَّحِيْلَ الرَّحِيْلَ ناطق و بافصح بيان ميگويد ايعباد در تغييرات من نظر نمائيد گاهی بظلمت شب ظاهر ميشوم و هنگامی بنور فجر اشجارم وقتی بكمال سبزی و طراوت مشهود و گاهی زرد و سبك و خشك منظور )پند گيريد ای سياهيتان گرفته جای پند – پند گيريد ای سفيديتان دميده بر عذار)، پيری و جوانی و موت و حيات مناديند از جانب او و آگاه مينمايند بر خاتمهٴ امور، نيكوست حال نفسيكه از او بگسست و بحق پيوست، يا أَمَتِيْ وَوَرَقَتِيْ جميع اشيآء در يك مقام منادی حقّند ما بين عباد معذلك غفلت جميع عالمرا احاطه نموده إِلاّ مَنْ شآءَ رَبُّكِ الْمُشْفِقِ الْكَرِيْمِ، قُوْلِيْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَقْصُوْدَ الْعالَمِ بِما هَدَيْتَنِيْ إِلى صِراطِكَ وَذَكَرْتَنِيْ فِيْ سِجْنِكَ، أَسْئَلُكَ أَنْ تُؤَيِّدَنِيْ عَلى الاسْتِقامَةِ عَلى حُبِّكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ.

 

[215]

هو الشّاهد السّميع

يا مُرْتَضی عَلَيْكَ بَهآءُ اللهِ مَوْلى الْوَرى، مبشّر اينظهور اعظم ميفرمايد كل از برای آنست كه يكمرتبه در ساحت او ذكر شود، امروز خزائن عالم بكلمهٴ رضا كه از قلم اعلى نازل گشته معادله ننمايد، طوبى از برای نفوسيكه بكلمهٴ فائز گشته‌اند و دارای لوح الهی شده‌اند، آنچه بر اوليا وارد كل در صحيفهٴ مباركه كه بحمرا ناميده شده مذكور و مسطور، ربح عالم نصيب اولياست و خسارت آن قسمت ظالمين و معتدين، عنقريب دشمن بسقر راجع و دوست بمنظر اكبر، حمد كن مقصود عالميانرا كه ترا تاييد نمود و بآثار قلم اعلى فائز فرمود إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ.

 

[216]

بنام محبوب عالم

ای جواد نفحات قميص ظهور مالك قدم در عرصهٴ عالم متضوّع است و انوار وجهش از افق ابداع مشرق و لائح، هر نفسی باو اقبال نمود و از دونش فارغ گشت او از اهل توحيد در منظر اكبر مذكور است وهر كه از اين مقام دور ماند از اهل هوى از قلم اعلی محسوب، از حق خواسته بودی ترا از شرّ شياطين محفوظ دارد بَلى إِنَّهُ لَهُوَ الْحافِظُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، اين مقام منوط باستقامت بوده و خواهد بود و استقامت آنست كه حقرا وحده مهيمن بر كل و ناظر بر كل و عالِم بر كل و محيط بر كل دانی و دونشرا در ساحت او مفقود و فانی شمری، لَمْ يَزَلْ وَلا يَزالُ شريك نداشته و نخواهد داشت، اكثری از متوهّمين تا حين مقام اين ظهور را كَما هُوَ حَقُّهُ ادراك ننموده‌اند، اينست كه در بيدای غفلت و نسيان ساير و ماشيند، لَعَمْرِيْ لَوْ عَرَفُوا صاحُوا وَناحُوا وَقالُوا قَدْ فَرَّطْنا فِيْ جَنْبِكَ يا مَوْلى الْعالَمِيْنَ، أَنِ اجْعَلْ هذا النُّصْحَ نُصْبَ عَيْنَيْكَ وَكُنْ مِنَ الْعامِلِيْنَ.

 

[217]

بنام مقصود عارفان

نغمات و تغنيّات و تغرّدات طيور عرفان آنجناب كه بر افنان سدرهٴ دانش مرتفع بود بشرف اصغا فائز، انشآء الله در كلّ اوان بذكر و ثنای حق مشغول باشی و كمر خدمت را از برای تبليغ امر بحول و قوّهٴ الهی محكم نمائی، فی الحقيقه آنچه از شخص انسانی محبوبست اين بوده و خواهد بود چه كه اثر آن لَمْ يَزَلْ وَلا يَزالُ در امكان باقی و دائمست، اين يوم غير ايّام بوده و در جميع كتب و صحف و زبر بحق منسوب گشته و باسم حق مذكور و مسطور است و عمليكه در اين ايّام ظاهر شود سلطان اعمال بوده و خواهد بود، إِنَّهُ سَمِعَ ما نَطَقْتَ بِهِ وَيُجْزِيْكَ أَحْسَنَ الْجَزآءِ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ، دوستانرا بانوار ذكر الهی منوّر داريد، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

[218]

هُو الشّاهد السّميع

كتابت نزد مظلوم حاضر شنيديم و ديديم و باينكلمهٴ عليا جواب عنايت فرموديم، كُنْ عَلى شَأْنٍ لا يَمْنَعُكَ الْعالَمُ وَمَنْ فِيْهِ كَذلِكَ يُوْصِيْكَ مَنْ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ، لا زال مظاهر ظلم و بغی و فحشا در عالم بوده و در جميع اعصار در اطفآء نور كمال جهد مبذول  داشته‌اند، وَلكِنْ أَطْرَدَهُمُ اللهُ بِقُدْرَةٍ مِنْ عِنْدِهِ أَنِ اشْكُرْ رَبَّكَ الْمُقْتَدِرَ الْقَدِيْرَ، دوستان الهيرا تكبير ميرسانيم و بصبر و اصطبار و اعمال و اخلاقيكه لايق اين ايّام است و صيّت مينمائيم، طُوْبى لِلْعامِلِيْنَ.

 

[219]

بسمي النّاطق أمام وجوه العالم

يا أَيُّهَا النَّاظِرُ إِلى الْوَجْهِ قربانی عظيم در ارض ظاهر شبه آنرا عين ابداع نديده، فوارس مضمار انقطاع را ذئاب ارض دريدند چه كه ايادی مباركهٴ مقتدرهٴ اوليا بزنجير منع الهی بسته بود، ظاهر شد از آن نفوس آنچه كه اهل ملأ اعلى و فردوس ابهى و جنّت عليا بتَبارَكَ اللهُ ناطق، جانرا رايگان فدا نمودند و تجاوز از حكم آمر حقيقی را جائز ندانستند لذا بصبر جميل و اصطبار جليل و تسليم و رضا تمسّك نمودند، لِمِثْلِ هذِهِ النُّفُوْسِ الْمُقدَّسَةِ الْمُطَهَّرَةِ الْمُنْقَطِعَةِ يَنْبَغِي الذِّكْرُ وَالثَّنآءُ وَالْوَصْفُ وَالْبَهآءُ، نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يُوَفِّقَكَ وَيُقَدِّرَ لَكَ ما قَدَّرَهُ لأُمَنآئِهِ وَأَصْفِيآئِهِ إِنَّهُ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.

[220]

بنام محبوب عالم

ايصادق كتابت در منظر اكبر حاضر و ملاحظه شد انشآء الله هميشه بنفحات الطاف مالك ايجاد مسرور و خرّم باشی، و آنچه از آيات استخراج اسم اعظم نمودی لدى العرش مقبولست طُوْبى لَكَ، و لكن اليوم اعظم از آن آنكه جهد نمائيد كه شايد غريقيرا نجات دهيد يعنی مردهٴ را بمآء محبّت الهی زنده نمائيد و يا غافليرا بسر منزل دانائی رسانيد، علوم اعداديّة لا يُسمن و لا يُغنی بوده، انشآء الله باخلاق الهيّه مزيّن باشی و بنفحات وحيش مسرور، و بامريكه حاصل آن مشهود است مشغول شو كَذلِكَ يَأْمُرُكَ رَبُّكَ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ.

[121]

بنام خداوند بيمانند

يا عَبّاسُ امروز روزيست كه پادشاه ناس بر عرش مستوی و لحاظ عنايتش متوجّه دوستانش بوده و هست، اوليا در جميع احوال باذكار مكلّم طور فائزند، از حق ميطلبيم در جميع احيان از رحيق مختوم برايشان  مبذول فرمايد، يا حزب الله قدر يوم الهی را بدانيد امروز ندا از افق اعلى مرتفع و مقصود عالم باسم اعظم ظاهر، طوبى از برای بصريكه از رمد نفس و هوى پاك شد و دوست يكتا را در ردای تازه ديد و شناخت، قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ لَكَ الْحَمْدُ بِما أَنْزَلْتَ لِيْ ما لا يَنْقَطِعُ عَرْفُهُ بِدَوامِ مُلْكِكَ وَمَلَكُوْتِكَ، أَيْرَبِّ ارْحَمْ عَبْدَكَ الَّذِيْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ وَتَشَبَّثَ بِأَذْيالِ رِدآءِ عَطآئِكَ ثُمَّ اكْتُبْ لَهُ ما يَنْفَعُهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْفَضّالُ

[222]

هو السّامع من أفقه الأعلى

اوليای حق جَلَّ جَلالُهُ را بدو امر اعظم دعوت مينمايم اوّل معرفت ذات قدم و ثانی استقامت بر امرش، و همچنين بدو صفت عليا و صيت ميفرمايم ديانت و امانت، طوبى از برای نفسيكه در يوم الهی اقبال نمود و بآثار قلم اعلى فائز گشت، قدر بيان رحمن را بدان و لوح مبارك را چون بصر حفظ نما و قرائت كن كه شايد از جذب ندا بما أَرادَهُ اللهُ فائز گردی، از حق ميطلبيم ترا تاييد فرمايد و توفيق بخشد تا ايّام باقيه را بحبّ و ذكرش بگذرانی و در حين ارتقا مُنْقَطِعًا عَنِ الْعالَمِ برفيق اعلى توجّه كنی، اوست مشفق و كريم لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.

 

[223]

يا ناصِرَ أَمْرِ اللهِ اگر حكمت اقتضا نمايد بعضيرا آگاه نمائيد بر آنچه سزاوار ايّام الله نيست و لدى الوجه مقبول نه، بعضی از عباد بهوای نفس خود استدلال بر حِلِّيَّت بعضی اشيا مينمايند مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةِ مِنَ اللهِ و الى حين در كشف اعمال آن نفوس از قلم اعلى كلمهٴ صادر نه، چه كه اسم ستّار لا زال بذيل فضل متشبث لذا ستر سبقت گرفت إِنَّهُ هُوَ السَّتّارُ يَرى وَيَسْتُرُ وَهُوَ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، اگر چه اين ايّام بحر غفران موّاج و نيّر كرم از اعلى افق عالم مشرق و لكن در هر عملی بنفسه اثری مقدّر، اليوم عباديكه بمنظر اكبر ناظرند بايد باعمالی تمسّك نمايند كه عرف تقديس از او متضوع گردد و سبب اقبال اهل عالم شود، الْعَجَبُ  كُلُّ الْعَجَبِ از نفوسيكه بعيش ساعتی خود را از رضای الهی كه سبب بقای ابدی و نعمت سرمدی است محروم مينمايند، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُؤَيِّدَهُمْ عَلى الرُّجُوْعِ وَيُزَيِّنَهُمْ بِطِرازِ التَّقْوى إِنَّهُ مَوْلى الْوَرى وَرَبُّ الْعَرْشِ وَالثَّرى.

 

[224]

هو المشرق من أفق ملكوت البيان

يا عَبْدَ الْحُسَيْنِ امروز حفيف سدرهٴ منتهى مرتفع و در هر حين كلمهٴ از آن اصغا شده و ميشود، طوبى از برای آذانيكه قصص اولی او را از اصغآء كلمة الله محروم نساخت، آنچه مستور بود بارادهٴ قويّهٴ مطلقه ظاهر گشت، مظاهر ظنون و اوهام موهومی را اخذ نمودند و بآن تمسّك جستند و لكن يد قدرت الهی ستر را برداشت و حجابرا خرق فرمود وما فِي الصُّدُور را امام وجوه عالم ظاهر نمود، مفترياتيكه در مدينهٴ كبيره از شيخ يزدی ظاهر البتّه شنيده‌ايد، در قدرت حق تفكّر نما مرشد و مريد هر دو را بِما فِيْ أَنْفُسِهِمْ ظاهر فرمود تا كل بعصمت الهی و عنايتش خود را از بئر وهم  نجات دهند و باو متمسّك شوند، اين ايّام مراد و مريد نَعُوْذُ بِاللهِ بعملی مشغولند كه سبب خسران دنيا و آخرتست و لكن از خود وما عِنْدَهُمْ غافل و محجوب مانده‌اند، للهِ الْحَمْدُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَالْعَطآءُ حزب خود را حفظ فرمود و آگاه نمود، اين فضل عظيم است و اين عطا بزرگ طُوْبى لِلْفائِزِيْنَ.

[225]

بنام دانای توانا

يا أَمَتِيْ كتاب الهی من غير سِتر و حجاب ظاهر و ناطق و اين كتاب اعظم در فرقان بامّ الكتاب مذكور، طوبى از برای نفسيكه آگاه شد و باو تمسّك جست، اين كتاب در جميع احيان عباد را بافق رحمن دعوت ميفرمايد، اينست آن كتابيكه جامع جميع كتب قبل و بعد بوده، يا وَرَقَتِيْ حمد كن مقصود عالمرا كه تو اقبال نمودی بكتاب الهی در ايّاميكه كل از او معرض و غافلند، قسم بآفتاب افق اعلى تو در ربح مبين و ناس در خسران عظيم، اين نعمت را ذكر نما و بثنای مالك اسما مشغول باش، امروز هر نفسی بكلمة الله فائز شد  او بِما فِي الْكِتابِ فائز است، اشْكُرِيْ رَبَّكِ بِما ذَكَرَكِ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ وَتَحَرَّكَ عَلى اسْمِكِ قَلَمُ اللهِ الأَعْلى أَنَّ رَبَّكِ هُوَ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ، الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، الْبَهآءُ مِنْ لَدُنّا عَلَيْكِ وَعَلى كُلِّ أَمَةٍ سَمِعَتْ وَفازَتْ وَأَجابَتْ وَقالَتْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

[226]

هو السّامع البصير المجيب

اين ايّام مع احزان وارده جمال احديّه در كلّ احيان بذكر و ثنای ذات مقدّسش مشغول، طوبى از برای نفسيكه ندای الهيرا شنيد و باستقامت تمام بر خدمت امرش قيام نمود، ايدوستان قدر ايّام الله را بدانيد و از فيوضات فيّاض حقيقی در يومش محروم نمانيد، امروز سلطان ايّامست و عمل در او مالك اعمال جهد نمائيد تا ظاهر شود از شما خدمتيكه عَرف بقا از او استشمام شود و بطراز ابدی فائز گردد، قَدْ حَضَرَ ذِكْرُكَ لَدى الْمَظْلُوْمِ وَنُزِّلَ لَكَ هذا الْكِتابُ الْمُبِيْنُ، أَنِ اشْكُرِ اللهَ بِهذا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ إِنَّهُ يَسْمَعُ وَيَرَى  وَهُوَ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ.

 

[227]

بنام خداوند يكتا

يا مَسْعُوْدُ مظلوم عالم از مقام محمود بتو توجّه نموده و ترا ذكر مينمايد چه كه زفرات ترا در فراق مشاهده نموديم و عبراتت را در هجر نيّر آفاق ديديم إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْحَقُّ عَلاّمُ الْغَيُوْبِ، بخاطر آر آنحينی را كه مظلوم بمحلّ تو آمد أَرَدْتَ لِقآئَهُ حَضَرَ أَمامَ وَجْهِكَ، از حق ميطلبيم ترا بر حفظ اينمقام مؤيّد فرمايد، إِنَّ الْمُلُوْكَ وَالْمَمْلُوْكَ فِي الْحَقِّ سَوآءٌ، مراتب نفوس هر يك بمقدار بوده وهست، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ شاهد وگواه، إِنَّا نُوْصِيْكَ بِحُبِّ أَفْنانِيِّ الَّذِيْنَ وَفَوْا بِعَهْدِيْ وَمِيْثاقِيْ وَقامُوا عَلى خِدْمَةِ أَمْرِي الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، الْبَهآءُ عَلى أَهْلِ الْبَهآءِ الَّذِيْنَ ما غَرَّتْهُمُ الدُّنْيا وَما مَنَعَتْهُمْ شُبُهاتُ الْعُلَمآءِ وَما أَضْعَفَتْهُمْ شَوْكَةُ الأُمَرآءِ أَقْبَلُوا بِقُلُوْبٍ نُوْرآءَ إِلى اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ.

 

[228]

بنام مقصود عالميان

يا ورقه ذكرت لدی المظلوم بوده و هست، ذكر كن ايّامی را كه در سجن اعظم امام وجه حاضر بودی، ندآء الله را شنيدی و افق اعلى را ببصر ظاهر مشاهده نمودی، جميع عالم منتظر اين ايّام بوده و هستند، بسيار از علما و امرا كه هيچيك بلقا فائز نشدند و از بحر وصال نياشاميدند و تو فائز شدی و از كاس عنايت الهی آشاميدی، از حق ميطلبيم ترا بنار كلمه مشتعل نمايد اشتعاليكه سبب اشتعال امآء ارض گردد إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، الْبَهآءُ عَلَيْكِ وَعَلى مَنْ مَعَكِ وَيَخْدِمُكِ لِوَجْهِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

[229]

هو الأقدس العليّ الأبهی

ای دوستان ندای الهی را بلسان پارسی بشنويد كه شايد بِما أَرادَهُ اللهُ آگاه شويد و از دريای آگاهی و بينائی بياشاميد، عارف بصير از يك كلمهٴ محكمهٴ مباركه كه از مشرق فم ارادهٴ الهيّه ظاهر ميشود ادراك مينمايد آنچه را كه اليوم سزاوار است، ببصر حديد  توجه نمائيد وبأُذُن واعيه بشنويد إِنَّهُ لا يُرى بِبَصَرِ غَيْرِهِ وَلا يُعْرَفُ بِدُونْهِ، قسم بآفتاب بحر توحيد كه هر نفسی مؤيّد شود باصغآء اين كلمه او از اهل فردوس اعلى در صحيفهٴ حمرا مذكور و مسطور است، خُذِ الْكَلِمَةَ الْعُلْيا وَدَعْ ما سِواها كَذلِكَ يَأْمُرُكَ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ مَبِيْنٌ وَلَوْحٌ حَفِيْظٌ.

 

[230]

هو العزيز

معلوم آنجناب بوده كه لم يزل مقصود از آفرينش معرفت حق بوده و خواهد بود، و اين معرفت منوط بعرفان انفس عباد بوده كه ببصر و قلب و فطرت خود حق را ادراك نمايند چه كه تقليد كفايت ننمايد چه در اقبال و چه در اعراض، اگر باين رتبهٴ بلند ابهی فائز شوی بمنظر اكبر كه مقام استقامت بعد از مجاهدهٴ فی الله است واصل خواهيد شد، اينست دستور العملی كه خواسته بوديد و باين دو كلمه كه از جواهر حكم بالغهٴ الهيّه است اكتفا شد، وَلَوْ يَلْتَفِتُ بِها أَحَدٌ لَيَسْتَغْنِيْ عَنْ كُلِّ مَنْ فِي الْوُجُوْدِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيْدَ.

 

[231]

هو النّاطق في ملكوت البيان

اين نامه‌ايست از مظلوم عالم بيكی از دوستان تا عرف نامه او را بمطلع نور احديّه راه نمايد، ذكرت نزد مظلوم مذكور و اين كلمات عاليات از مشرق قلم منزل آيات اشراق نمود تا بكمال بهجت و سرور بذكر مكلّم طور مشغول باشی، بشنو ندای مظلومرا و بآنچه اليوم سزاوار حزب الهی است تمسّك نما، امروز در بيدای قرب حضرت روح بِلَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ناطق و در مدينهٴ حبّ حضرت كليم بلَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ ذاكر، جذب آيات عالم حقيقت را اخذ نموده و لكن غافلين فِيْ حِجابٍ عَظِيْمٍ، قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ أَنا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ قَدْ أَقْبَلْتُ بِكُلِّيْ إِلَيْكَ، أَسْئَلُكَ بِنَفَحاتِ وَحْيِكَ وَبِالْكَلِمَةِ الَّتِيْ أَحْيَيْتَ بِها عِبادَكَ وَبِبَحْرِ عِلْمِكَ وَسَمآءِ فَضْلِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ فِيْكُلِّ الأَحْوالِ ناطِقًا بِذِكْرِكَ وَمُنادِيًا بِاسْمِكَ وَقائِمًا عَلى خِدْمَةِ أَمْرِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ.

[232]

بنام خداوند يكتا

مصيبت عالم از جاهليست كه خود را بطراز علم مزيّن نمايد و ظاهر كند، چه كه عباد بيچاره را از ما يَنْفَعُهُمْ منع مينمايد وبما يَضُرُّهُمْ امر ميكند، از علم جز الفاظ معدودهٴ محدوده نديده و نشنيده‌اند، وهم را يقين دانسته‌اند و صنم را بجای صمد اخذ نموده‌اند، عهد و ميثاق الهيرا از قلب محو كرده‌اند، از اوهام ظاهر و باوهام متكلّم و الى الاوهام راجع، حقّ منيع عباد خود را از نفوس مذكوره و امثال آن حفظ فرمايد، بشنو ندای مظلومرا كه خالِصًا لِوَجْهِ اللهِ تكلّم مينمايد و ترا بثبوت و رسوخ و استقامت امر ميكند، أَنِ اعْمَلْ بِما أُمِرْتَ بِهِ فِي الْكِتابِ وَبِما نَزَلَ فِيْهذا اللَّوْحِ الْمُبِيْنِ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى كُلِّ عَبْدٍ شَرِبَ رَحِيْقَ الاسْتِقامَةِ بِاسْمِ رَبِّهِ الْقَدِيْرِ.

 

[233]

الأقدس الأمنع الأكرم

انشاء الله از بادهٴ روحانی كه معرفت جمال رحمانيست بنوشی و بنوشانی، اين رحيق معنوی نصيب هر نفسی  نبوده و نيست، لايق اين باده انفس باقيه و قلوب مجرّده بوده و خواهد بود، طُوْبى لِنَفْسٍ شَرِبَتْ وَفازَتْ وَوَيْلٌ لِمَنْ مُنِعَ عَنْ هذا الْفُراتِ السّائِغِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، جهد نما تا بر صراط معرفت و محبّت الهی مستقيم مانی و بامورات فانيه از مقامات باقيهٴ معنويّه محروم نگردی، الطاف حق و لحاظ عنايتش متوجّه امآء بوده و خواهد بود اين فضل را عظيم شمر و بزرگش دان، چه مقدار از امآء الله كه طالب ايّامش بودند و بجان مشتاق لقايش و چون كشف حجاب فرمود بمعرفتش فائز نگشتند و قطرهٴ از كاس حبّش نياشاميدند، الحمد لله كه تو اقبال نمودی و از خمر عرفانش قسمت بردی إِنَّ رَبَّكِ لَهُوَ الْفَضّالُ الْقَدِيْمُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

[234]

بنام خداوند دانندهٴ توانا

قلم ابهى در كلّ احيان اهل امكان را بافق اعلى دعوت مينمايد تا از فضل ايّام الله محروم نمانند و از نسايم صبح ظهور كه علّت نشور و حيات مَنْ فِي القبور  است ممنوع نگردند، آنجناب مدّتی در ظلّ سدرهٴ الهيّه ساكن بودند و بيانات سدره و اطوار آنرا مشاهده نمودند و شفقت و عنايت حق را نسبت بكل مطّلع شدند، حال تفكّر نمائيد حق در چه مقام از سموّ حكمت و علوّ مرحمت است و ناس در چه مقام، كل را بمحبّت و وداد امر نموديم باختلاف بر خواستند و بحكمت دعوت فرموديم اجابت ننمودند، چنانچه شنيده‌ايد كه در بعضی بلاد اختلاف ما بين احباب ظاهر و همچنين در بعض مدن خلاف حكمت مشهود چنانچه ضوضاء مشركين و منافقين در اماكن معلومه كه خود آنجناب مذكور داشتيد مرتفع شد، سبب نفی احبّاء الله از عراق اجتماع بوده وهمچنين علّت نفی از ارض سرّ، مَعَ ذلك آنچه نهی ميشود احدی اصغا ننموده و نمينمايد إِلاّ مَنْ شاءَ اللهُ، اگر چه نفی علّت اثبات شده و خروج سبب انتشار امر الله گشته و لكن چون بر حسب ظاهر ضرّ اجتماع باصل شجره وارد است بايد دوستان حق از آن اجتناب نمايند و ارادهٴ خود را در ارادهٴ او فانی سازند، طُوْبى لَكَ بِما  حَضَرْتَ لَدى الْعَرْشِ بِإِذْنِ رَبِّكَ الْمُشْفِقِ الْكَرِيْمِ، لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُ جامِعُ ما تَفَرَّقَ وَمُبْعِثُ ما فاتَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، إنشاء الله بكمال فرح وسرور در ذكر مطلع ظهور ناطق باشيد إِنَّهُ مَعَ الَّذِيْنَ وَفَوْا بِمِيْثاقِ اللهِ وَعَهْدِهِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، كَبِّرْ عَلى وُجُوْهِ الَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ وَمَنْ فِيْ حَوْلِكَ مِنْ لَدى الْمَظْلُوْمِ الْغَرِيْبِ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ تَمَسَّكُوا بِهذا الْحَبْلِ الْمَتِيْنِ.

[235]

بنام خداوند يكتا

ای شيخ ندای معنوی را از سدرهٴ ربّانی بلسان پارسی بشنو تا از ندای خوش رحمن جان شوی و جسد امكان را زنده و پاينده نمائی لَيْسَ هذا عَلى اللهِ بِعَزِيْزٍ، بادهٴ الست را از دست محبوب يكتا بگير و بياشام تا سرمست شده از مكان فانی بلامكان ابدی صعود نمائی و بفيض اقدس كه مقدّس از ذكر و بيانست فائز شوی، و بعد از ارتقای بمقصد اقصی باهل انشا توجّه نما تا بعنايت الهيّة كل را از اين بادهٴ روحانيّة بشطر احديّه كشانی إِنَّها هِيَ خَمْرٌ لَذَّةٌ لِلشارِبِيْنَ، نيكوست حال نفسيكه اليوم باين كاس فائز شد و از او آشاميد (إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُوْنَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوْرًا)، ای شيخ ملاحظه در احزاب مختلفهٴ اهل طريقه نمائيد كه كل خود را از اهل بصيرت ميشمردند و چون شمس حقيقت از افق مشيّت الهی طالع شد اكثری بحجبات نفس و هوى از مشرق هدى و مطلع اسماء حسنى محروم ماندند، لَيْسَ هذا أَوَّلَ قارُوْرَةٍ كُسِرَتْ فِي الْحَقِّ وَلا أَوَّلَ سِتْرٍ هُتِكَ بِما اكْتَسَبَتْ أَيادِي الْخَلْقِ، ملاحظه در قبل نمائيد چون آفتاب حقيقت از افق حجاز اشراق فرمود چه مقدار احجار اعراض و اعتراض از اهل نفاق و مجاز بر آن سدرهٴ لا شرقيّه ولا غربيّه وارد شد، قالُوا (إِنّا وَجَدْنَا آبائَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُوْنَ)، انشاء الله آن جناب در اين صباح جان افزا قدح فلاح را باسم فالق الإصباح بنوشند و بنوشانند و از عالميان فارغ و مقدّس و آزاد باشند، بگو ای بلبلان جمال گُل ظاهر و هويداست و ای عاشقان جمال معشوق چون صبح صادق روشن و منير است وقت تغنّی امروز است و هنگام جان افشانی امروز است، از حق ميطلبيم كه آنجناب را چون سراج هدايت ما بين اهل مملكت روشن فرمايد تا كل از انفاسش مستفيض شوند و بفيّاض راه يابند إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، هر نفسيكه در قول إِنّا للهِ صادق بوده البتّه بإِلَيْهِ راجِعُوْنَ در اين ظهور اسم مكنون فائز خواهد شد، الْبَهاءُ عَلَيْكَ.

[236]

الأقدس الأبهى

ای احبّای الهی انشاء الله لا زال از كوثر جمال بيمثال حضرت متعال بياشاميد و از اين رحيق الست چنان سرمست شويد كه جز خدا را هوا دانيد و غير مقصود را مفقود شمريد، در الواح زبرجديّه از قلم سلطان احديّه نصرت امر بحكمت و بيان مرقوم شده بآن ناظر باشيد، حضرت محبوب فتح مداين قلوب را بسيف لسان مقدّر فرموده كَذلِكَ قَضى الرَّحْمنُ إِنَّهُ لَهُوَ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، اقبال شما بكعبهٴ ذی الجلال و قيام بر امرش همان نصرتست و حق جَلَّ شَأْنُهُ قبول فرمود و از ناصرين در لوح مبين مذكوريد سَوْفَ يَجْزِيْكُمُ اللهُ جَزاءً حَسَنًا إِنَّهُ وَلِيُّ الْمُخْلِصِيْنَ، در كلّ احوال جهد نمائيد كه شايد قلوب مرده را بذكر سلطان احديّه زنده نمائيد و كوثر محبّت رحمن را بر اهل امكان مبذول داريد، اليوم هر نفسی ارادهٴ تبليغ نمايد روح الامر تاييد ميفرمايد، طُوْبى لَكَ بِما أَقْبَلْتَ إِلى اللهِ وَأَعْرَضْتَ عَنِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، وَعَرَفْتَ مَوْلاكَ وَأَرَدْتَ رِضائَهُ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ اسْوَدَّتْ وُجُوْهُ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا وَلاحَتْ وُجُوْهُ الْمُقْبِلِيْنَ، أَنِ اتَّحِدُوا فِيْ أَمْرِ اللهِ وَحُبِّهِ بِذلِكَ يَنْكَسِرُ ظَهْرُ الْمُشْرِكِيْنَ، وَالْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ فِيْ أَمْرِ رَبِّكَ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ.

[237]

بنام گويندهٴ دانا

قلم اعلى اين ايّام بلسان پارسی تكلّم ميفرمايد تا طايران هوای عرفان بيان رحمن را بيابند و بآنچه مقصود است فائز گردند كه شايد از شرور نفوس امّاره مخفوظ مانند و امين را از خائن بشناسند و مقبل را از معرض تميز دهند، بعضی از نفوس ضالّهٴ كاذبه ناس را از اوامر الهی منع نمايند و بنواهی دلالت كنند و معذلك خود را بحق نسبت ميدهند إِنَّهُ بَرِيْءٌ مِنْهُمْ يَشْهَدُ بِذلِكَ لِسانُ الْعَظَمَةِ وَعَنْ وَرائِهِ كُلُّ الأَلْواحِ وَعَنْ وَرائِها كُلُّ مَساءٍ وَصَباحٍ، بعضی اموال ناس را حلال دانسته و حكم كتاب را سهل شمرده عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السُّوْءِ وَعَذابُ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، قسم بآفتاب افق تقديس كه اگر جميع عالم از ذهب و فضّه شود نفسيكه فی الحقيقه بملكوت ايمان ارتقا جسته ابدًا بآن توجّه ننمايد تا چه رسد باخذ آن، در اين مقام بلسان عربی احلى و لغات فصحى از قبل نازل لعمر الله اگر نفسی حلاوت آن بيان را بيابد أبدًا بِغَيْرِ ما أَذِنَ اللهُ عمل ننمايد و بغير دوست ناظر نشود، فنای عالم را بعين بصيرت مشاهده نمايد و قلبش بعالم بقا متّصل گردد، بگو ای مدّعيان محبّت از جمال قدم شرم نمائيد و از زحمات و مشقّاتيكه در سبيل الهی حمل نموده پند گيريد و متنبّه شويد، اگر مقصود اين اقوال سخيفه و اعمال باطله بوده حمل اين زحمات بچه جهت  شده، هر سارق و فاسقی باين اعمال و اقوال شما قبل از ظهور عامل بوده، براستی ميگويم ندای احلى را بشنويد وخود را از آلايش نفس و هوى مقدّس داريد، اليوم ساكنين بساط احديّه و مستقرّين سُرُر عزّ صمدانيّه اگر قوت لا يموت نداشته باشند بمال يهود دست دراز نكنند تا چه رسد بغير، حق ظاهر شده كه ناس را بصدق و صفا و ديانت و امانت و تسليم و رضا و رفق و مدارا و حكمت و تقى دعوت نمايد و باثواب اخلاق مرضيّه و اعمال مقدّسه كل را مزيّن فرمايد، بگو بر خود و ناس رحم نمائيد و امر الهی را كه مقدّس از جوهر تقديس است بظنون و اوهام نجسهٴ نالايقه نيالائيد، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُوَفِّقَهُمْ عَلى الرُّجُوْعِ وَيُؤَيِّدَهُمْ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِهِ وَذِكْرِ ما نُزِّلَ فِيْ كِتابِهِ وَالْعَمَلِ بِما أَرادَ مَوْلَيهُمُ الْقَدِيْمُ، آنجناب بايد اين لوح را درست ملاحظه نمايند و بآنچه از سماء مشيّت نازل ناس را اخبار دهند تا احبّای حق از و ساوس نفوس جاهله محفوظ مانند و بافق تقديس ناظر گردند، طُوْبى لَكَ وَلِلَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ.

[238]

هو السّامع بالعدل والمجيب بالفضل

قَدْ ماجَ بَحْرُ السُّرُوْرِ وَابْتَسَمَ ثَغْرُ اللهِ الْمُهِيْمِنِ الْقَيُّوْمِ بِما بَلَغَ النِّدآءُ مِنْ أَرْضِ الطَّاءِ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى وَبَشَّرَ أَهْلَ الْفِرْدَوْسِ الأَبْهى وَالْجَنَّةِ الْعُلْيا بِقِيامِ أَيادِي الأَمْرِ وَمَظاهِرِ الْبَيانِ أَمامَ كَعْبَةِ اللهِ بِمِيْثاقٍ مُبِيْنٍ وَعَهْدٍ مَتِيْنٍ لِيَسْتَضِيْءَ الْعالَمُ وَمَنْ فِيْهِ بِنُوْرِ الاتِّحادِ وَالاتِّفاقِ، تَعالى تَعالى هذا الْمَقامُ الأَعْلى تَعالى تَعالى هذا الْعَهْدُ الَّذِيْ بِهِ تَجَدَّدَتْ دَفاتِرُ الأَسْماءِ وَارْتَفَعَتْ مَقاماتُ أَهْلِ الْبَهاءِ بَيْنَ الْوَرَی، اللّهُمَّ يا إِلهَ الأَسْماءِ وَفاطِرَ السَّماءِ وَعِزَّتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَاقْتِدارِكَ لا أَجِدُ جُنْدًا أَقْوى مِنْ عَهْدِ أَصْفِيائِكَ أَمامَ وَجْهِكَ وَمِيْثاقِهِمْ لِنُصْرَةِ أَمْرِكَ وَإِعْلاءِ كَلِمَتِكَ، أَيْرَبِّ أَيِّدْهُمْ بِجُنُوْدِ الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَبِالانْقِطاعِ الَّذِيْ بِهِ فَتَحْتَ أَبْوابَ الْعِزِّ وَالْغَناءِ عَلى كُلِّ مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّماءِ، أَيْرَبِّ انْصُرْهُمْ بِراياتِ بَيانِكَ وَأَعْلامِ ذِكْرِكَ وَقَدِّرْ لَهُمْ ما يَجْعَلُهُمْ مَظاهِرَ أَخْلاقِكَ وَأَسْمائِكَ وَمَطالِعَ جُوْدِكَ وَعَطائِكَ، تَراهُمْ يا إِلهِيْ أَقْبَلُوا إِلى أُفُقِ فَضْلِكَ وَأَرادُوا خِدْمَةَ أَمْرِكَ بَيْنَ عِبادِكَ فَاكْتُبْ لَهُمْ مِنْ قَلَمِكَ الأَعْلى كُلَّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ فِيْ كُتُبِكَ وَصُحُفِكَ وَزُبُرِكَ وَأَلْواحِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ سَخَّرْتَ الْعالَمَ وَبِاسْمِكَ الأَكُرَمِ فَتَحْتَ أَبْوابَ الْجُوْدِ وَالْعَطاءِ عَلى الأُمَمِ، أَسْئَلُكَ يا مَقْصُوْدَ الْعارِفِيْنَ وَمَحْبُوْبَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ بِأَنْ تُؤَيِّدَ حَضْرَةَ السُّلْطانِ عَلى الإِقْبالِ إِلَيْكَ وَإِظْهارِ عَدْلِكَ بِاسْمِكَ، أَيْرَبِّ انْصُرْهُ بِحِزْبِكَ ثُمَّ احْفَظْهُ بِجُنُوْدِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلى الْبَرِيَّةِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَوِيُّ الْغالِبُ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، يا عَلِيُّ قَبْلَ أَكْبَرَ عَلَيْكَ بَهائِيْ وَعِنايَتِيْ، نامهای آنجناب بحضور و اصغا فائز، فی الحقيقه آنچه در آن مذكور علّت بهجت و سرور چه كه كلمات و حروفات بعطر اتّحاد و اتّفاق ممزوج، براستی ميگويم اينعهد جديد بنفسه جندی است قوی قَدْ قَدَّرْنا بِهِ فَتْحَ مَدائِنِ الْقُلُوْبِ بِاسْمِنا الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، اميد آنكه باين اسباب جديدهٴ بديعه اساس امر الهی محكم و ثابت گردد، چندی قبل بيكی از حكما عَلَيْهِ بَهائِيْ اين آيات نازل و ارسال شد، يا حكيم قوّه و بنيهٴ ايمان در  اقطار عالم ضعيف شده درياق اعظم لازم، سواد نحاس امم را اخذ نموده اكسير اعظم بايد، يا حكيم آيا اكليل غلبه دارای آن قدرت بوده كه اجزای مختلفهٴ در شىء واحد را تبديل نمايد و بمقام ذهب ابريز رساند، اگر چه تبديل آن صعب و مشكل بنظر ميآيد و لكن تبديل قوّهٴ ناسوتی بقوّهٴ ملكوتی ممكن، نزد اينمظلوم آنچه اين قوّه را تبديل نمايد اعظم از اكسير است، اين مقام و اين قدرت مخصوص است بكلمة الله، اوست جوهريكه خوفرا باطمينان و ضعف را بقوّت و ذلّت را بعزّت تبديل فرمايد، يك قطره از بحر حكمت الهی بر بديع زد بمثابهٴ كرهٴ نار قصد فدا نمود رطوباتش بحرارت و ضعفش باقتدار و بُطْئش بسرعت تبديل شد، در اين حين آنچه لازم طلب شفائست از قادر بيچون از برای امراض مزمنهٴ غالبه، از بحر عطای حق جَلَّ جَلالُهُ حفظ آنجناب و اوليای آن ارض را ميطلبيم إِنَّهُ يَحْفَظُكُمْ وَيَنْصُرُكُمْ كَما حَفِظَكُمْ وَنَصَرَكُمْ مِنْ قَبْلُ، انْظُرْ فِي السِّجْنِ وَتَبْدِيْلِهِ وَالأَمْرِ وَسُلْطانِهِ در كمال ضعف كمال قدرت ظاهر و در فقر ملكوت غنا مشهود، امر الله را نصرت نمود نصرت عظيمی، اين است نتائج حكمتی كه از قلم اعلى در زبر و الواح نازل و مرقوم طُوْبى لِلْعارِفِيْنَ، جوهر وصيّت و نصح آنكه اگر از نفسی از اوليا ترك اولى و يا عملی منافی ظاهر شود اوليای امر بنصايح مشفقانه و مواعظ حكيمانه مع كمال شفقت و رفق و وداد او را آگاه نمايند و نصيحت كنند، البتّه آن كلمه چون لوجه الله ظاهر ميشود نافذ و معين و مربّی است، قُلْ إِلهِيْ إِلهِيْ أَيِّدْ مَنْ عَلى الأَرْضِ عَلى الْحُضُوْرِ أَمامَ وَجْهِكَ وَعَرِّفْهُمْ ما قَدَّرْتَ لَهُمْ فِيْ كُتُبِكَ ثُمَّ زَيِّنِ الْمُبَلِّغِيْنَ بِطِرازِ الْتَّقْدِيْسِ بَيْنَ عِبادِكَ ثُمَّ اجْعَلْ فِيْ كَلِماتِهِمْ نُفُوْذًا بِقُدْرَتِكَ ثُمَّ اجْعَلْهُمْ حامِلِيْنَ لِواءَ الانْقِطاعِ وَالتَّقْوى إِنَّكَ أَنْتَ مَوْلى الْوَرى وَالْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الآمِرُ الْحَكِيْمُ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَماءِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ وَيَسْمَعُ قَوْلَكَ فِيْ هذا الأَمْرِ الْمُبْرَمِ الْحَكِيْمِ.

 

[239]

بنام دوست يكتا

ای احزاب مختلفه باتّحاد توجّه نمائيد و بنور اتّفاق منوّر گرديد، لوجه الله در مقرّی حاضر شويد و آنچه سبب اختلاف است از ميان برداريد تا جميع عالم بانوار نيّر اعظم فائز گردند و در يك مدينه وارد شوند وبر يك سرير جالس، اين مظلوم از اوّل ايّام الى حين مقصودی جز آنكه ذكر شد نداشته و ندارد، شكّی نيست جميع احزاب بافق اعلى متوجّهند و بامر حق عامل نظر بمقتضيات عصر اوامر و احكام مختلف شده و لكن كل مِنْ عِنْدِ اللهِ بوده و از نزد او نازل شده و بعضی از امورهم از عناد ظاهر گشته، باری بعضد ايقان اصنام اوهام و اختلاف را بشكنيد و باتّحاد و اتّفاق تمسّك نمائيد، اين است كلمهٴ عليا كه از امّ الكتاب نازل شده يَشْهَدُ بِذلِكَ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْ مَقامِهِ الرَّفِيْعِ، آنجناب و ساير اوليا بايد باصلاح عالم و رفع اختلاف امم تمسّك نمايند و جهد بليغ مبذول دارند إِنَّهُ هُوَ الْمُؤَيِّدُ الْحَكِيْمُ وَهُوَ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ. انشآء الله بعنايت الهی فائز باشيد وَبِما يُهَذَّبُ بِهِ  أَخْلاقُ الْعِبادِ متوجّه و ناطق، يا طبيب ناس غافلند و مربّی لازم دارند و بمعلّم محتاجند بايد بعنايات اطبّای الهی و حكمای عصر امراض خود را بيابند و در صدد معالجه بر آيند، جهد نمائيد كه شايد ناس غافل ثمرهٴ اعمال حسنه و اخلاق مرضيّه را ادراك نمايند، اگر باين مقام فائز شوند هر يك خود را مصلح و مهذّب و موصل غافلين و تاركين مشاهده نمايند، قلم مظلوم در اكثر احيان بمحبّت و شفقت و اتّحاد امر فرموده و نصرت مذكورهٴ در الواح را بتصريح تمام ذكر نموده معذلك ملاحظه ميشود بعضی فساد را اصلاح دانسته‌اند و از نصرت شمرده‌اند، لا فَوَ الَّذِيْ خَلَقَ الْعالَمَ بِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِهِ نصرت امر الله بحكمت و بيان بوده و آن هم بكمال روح و ريحان معلّق گشته، از حق ميطلبيم جميع را مؤيّد فرمايد بآنچه اليوم سزاوار است، بگو ای عباد از برای عمار عالم از عدم بعرصهٴ وجود آمده‌اند فساد و جدال شان انسان نبوده و نيست، اليوم اگر نفسی سبب حزن نفسی شود مِنْ أَيِّ مِلَّةٍ كانَ لدى المظلوم محبوب نبوده يَشْهَدُ بِذلِكَ  لِسانُ ظاهِرِيْ وَلِسانُ باطِنِيْ وَعَنْ وَرائِهِما كُلُّ عارِفٍ بَصِيْرٍ وَكُلُّ عالِمٍ سَمِيْعٍ، اصل مذهب كه از سمآء امر الهی نازل شده مقصود اتّحاد و اتّفاق خلق بوده، يا طبيب حال ملاحظه كن كه اين گوهر پاك چگونه بغبار اوهام آلوده گشته و از ظلم نادانان بمقامی رسيده كه سبب و علّت بغضا ما بين عباد الله شده، اين است زلال كوثر بيان كه از ملكوت علم الهی جاری گشته طوبى از برای نفسی كه تقرّب جست و باسم حق از او نوشيد، اميد چنان است كه اهل بها بِما أَرادَهُ اللهُ فائز شوند و مطلع الفت و اتّحاد گردند كه شايد بعنايت الهی و فيوضات رحمانی سبب اصلاح عالم و تعمير آن گردند، دوستان ارض را از قبل اين غريب تكبير و سلام برسان و بگو انشآء الله بكمال حكمت بذكر دوست مشغول باشيد بشانی كه اذكار شما در قلوب تاثير نمايد، و وصيّت ميكنيم شما را برافت و رحمت و حلم و امانت و صدق كه شايد عالم تيره بعنايت سراجهای اخلاق مرضيّه و اعمال طيّبه روشن و منير گردد، اينست معنی نصرت كه در كتاب نازل شده، اگر از نفسی اليوم عملی ظاهر شود كه سبب ابتلا و ضرّ نفسی گردد فی الحقيقه آن عمل بمظلوم راجع است، اتَّقُوا يا أَحِبَّائِيْ عَنْ كُلِّ ما يَكْرَهُها الْعُقُوْلُ كَذلِكَ يَنْصَحُكُمْ قَلَمِيْ وَيُوْصِيْكُمْ لِسانِي الصّادِقُ الأَمِيْنُ، أَنْتُمْ أَمامَ عَيْنِيْ نَذْكُرُكُمْ وَنَتَكلَّمُ مَعَكُمْ وَنُبَشِّرُكُمْ بِما قُدِّرَ لِلْمُخْلِصِيْنَ فِيْ مَلَكُوْتِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

[240]

هو المقتدر على ما أراد

وجه حق از افق اعلی باهل بها توجّه نموده و ميفرمايد در جميع احوال بآنچه سبب آسايش خلق است مشغول باشيد، همّت را در تربيت اهل عالم مصروف داريد كه شايد نفاق و اختلاف از ما بين امم باسم اعظم محو شود و كل اهل يك بساط و يك مدينه مشاهده گردند، قلب را منوّر داريد و از خار و خاشاك ضغينه و بغضا مطهّر نمائيد، كل اهل يك عالميد و از يك كلمه خلق شده‌ايد، نيكوست حال نفسيكه بمحبّت تمام با عموم انام معاشرت نمايد، در جميع ايّام عباد الله را بمعروف امر نموديم و از منكر نهی كرديم، قسم بآفتاب ظهور كه از افق سجن مشرق است فساد و نزاع و جدال شان انسان نبوده و نخواهد بود، بايد كل بِما يُحِبُّ اللهُ ناظر باشند وبِما أُمِرُوا بِهِ فِي الْكِتابِ عامل، طُوْبى لَكَ بِما أَقْبَلْتَ إِلى اللهِ إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ كُلُّ مُشْرِكٍ مُرِيْبٍ، أَنِ احْفَظْ هذا الْمَقامَ بِاسْمِ رَبِّكَ الْقَوِيِّ الْقَدِيْرِ.

[241]

هو العظيم العزيز

قَدْ أَحْرَقَتْنِيْ نارُ فِراقِكَ أَيْنَ نُوْرُ وِصالِكَ يا مَحْبُوْبَ الْعالَمِ وَمَقْصُوْدَهُ، قَدْ أَهْلَكَنِيْ عَذابُ هَجْرِكَ أَيْنَ عَذْبُ قُرْبِكَ يا سُلْطانَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَمالِكَ الْبَرِّ وَبَحْرِها، أَيْرَبِّ عُبُوْدِيَّتِيْ أَقامَتْنِيْ عَلى خِدْمَتِكَ وَحُبِّيْ أَنْطَقَنِيْ بِثَنائِكَ مَعَ عِلْمِيْ وإِيْقانِيْ بِأَنَّ ما نَطَقَ بِهِ الْقَلَمُ الأَعْلى لا يَنْبَغِيْ لِسَمآءِ عِزِّكَ وَلا يَلِيْقُ لِبِساطِكَ بَلْ لِفِنآءِ بابِكَ فَكَيْفَ ذِكْرِي الَّذِيْ كانَ عَلى قَدْرِيْ وَمَسْكِنَتِيْ، أَيْرَبِّ أَتُوْبُ إِلَيْكَ وَأَسْئَلُكَ بِنَفْسِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مِنَ الَّذِيْنَ فازُوا بِما أَنْزَلْتَهُ فِيْكِتابِكَ الْعَظِيْمِ إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِيْنَ.

[242]

الحقّ

سُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ أَسْئَلُكَ بِحَنِيْنِ قُلُوْبِ الْعاشِقِيْنَ وَزَفَراتِ أَفْئِدَةِ الْمُشْتاقِيْنَ وَبِاسْمِكَ الَّذِيْ مِنْهُ انْعَدَمَ سُرادِقُ الشِّرْكِ وَارْتَفَعَ خِباءُ التَّوْحِيْدِ بِأَنْ تَحْفَظَ الَّذِيْ آمَنَ بِكَ وَبِآياتِكَ وَتَمَسَّكَ بِحَبْلِ فَضْلِكَ وَتَوَجَّهَ إِلى شَطْرِ رَحْمَتِكَ وَرِضاكَ، أَيْ رَبِّ فَاكْتُبْ لَهُ ما كَتَبْتَهُ لأَصْفِيائِكَ مِنْ قَلَمِ أَمْرِكَ وَتَقْدِيْرِكَ ثُمَّ أَلْبِسْهُ دِرْعَ حِمايَتِكَ ثُمَّ احْفَظْهُ عَنْ كُلِّ داءٍ وَمَكْرُوْهٍ وَآفَةٍ وَسَقَمٍ وَأَلَمٍ لِيَنْصُرَكَ فِيْ مَمْلَكَتِكَ وَيَذْكُرَكَ بَيْنَ بَرِيَّتِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ، ثُمَّ احْفَظْهُ يا إِلهِيْ وَمَنْ مَعَهُ مِنْكُلِّ ذَكَرٍ وَأُنْثى ثُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْهِمْ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ.

 

[243]

بسم الله الغافر

وَلَوْ أَنَّ سُوْءَ حالِيْ يا إِلهِيْ اسْتَحَقَّنِيْ بِسِياطِكَ وَعَذابِكَ وَلكِنَّ حُسْنَ عُطُوفَتِكَ وَمَواهِبِكَ يَقْتَضِي الْعَفْوَ عَلى عِبادِكَ وَالتَّلَطُّفَ عَلى أَرِقّائِكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ سُلْطانَ الأَسْماءِ بِأَنْ تَحْفَظَنِيْ بِسَلْطَنَتِكَ عَنْ كُلِّ بَلاءٍ وَمَكْرُوْهٍ وَعَنْ كُلِّ ما لا أَرادَهُ إِرادَتُكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ عَلى كُلِّشَيْءٍ قَدِيْرٌ.

 

[244]

هو الله الأعزّ الأبهى

سُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا فاطِرَ السَّماءِ وَمالِكَ الأَسْماءِ، أَسْئَلُكَ بِجَمالِكَ الَّذِيْ أَشْرَقَ عَنْ أُفُقِ الْبَهاءِ بِأَنْ تَجْمَعَ أَحِبَّتَكَ فِيْ ظِلِّ قِبابِ فَضْلِكَ ثُمَّ أَشْرِبْهُمْ ما يَحْيى بِهِ قُلُوْبُهُمْ فِيْ أَيّامِكَ إِذْ أَنَّكَ أَنْتَ الْقادِرُ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ.

[245]

هو العزيز

إِلهِيْ تَرانِيْ فِيْ فَمِ الثُّعْبانِ وَتَشْهَدُ كَيْفَ تَلْدَغُنِيْ فِيْكُلِّ حِيْنٍ وَحانٍ أَما تَنْصُرُنِيْ يا إِلهِيْ بَعْدَ الَّذِيْ تَمَسَّكْتُ بِذِيْلِ عَطاياكَ، أَما تَرْحَمُنِيْ يا مَحْبُوْبِيْ بَعْدَ الَّذِيْ تَشَبَّثْتُ بِرِداءِ عِزِّ إِفْضالِكَ وَقَضاياكَ، إِذًا يا إِلهِيْ فَانْصُرْنِيْ بِسُلْطانِ نَصْرِكَ ثُمَّ احْفَظْنِيْ عَنْ هذا الْبَلاءِ يا مَنْ بِيَدِكَ مَلَكُوْتُ الإِنْشاءِ وَأَنْتَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيْمٌ.

[246]

هو العزيز القيّوم

فَسُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ يا إِلهِيْ وَيا سَيِّدِيْ وَسَيِّدِيْ وَيا مَحْبُوْبِيْ وَمَحْبُوْبِيْ، لَكَ الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوْتُ وَلَكَ الْعِزَّةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْقَدَرُوْتُ، تُعْطِيْ وَتَمْنَعُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْغالِبُ الْقادِرُ الْعَلِيْمُ.

 

 

تعريف

نحمد ربّنا البهيّ الأبهى الّذي وفَّقنا علی نشر الجزء الثّالث هذا. مجموعات ألواح حضرة بهاء الله – جلّ ذكره – “لئآلئ الحكمة”، وهو كسابقيه يشتمل علی ألواح منزلة من القلم الأعلى تُنشر، في معظمها، للمرَّة الأولى. والآثار المباركة المدرجة في الجزء الثّالث هذا مستخرجة من ثمانِ مخطوطات علی النّحو التّالي :اللّوح الأوّل (1) منقول عن ورقة مفردة، وهو مكتوب بخطّ حضرة بهاء الله – جلّ ذكره. والألواح (2-30، 47-119، 142-232، 241) مستخرجة من مجموعة تحتوي علی عدد من ألواح حضرة بهاء الله – جلّ ذكره – منقولة عن النّسخ الأصليّة، وهذه المجموعة موجودة بحوزة السيّد أبي القاسم أفنان. والألواح (31، 32، 120-140، 233-236) توجد ضمن مجموعة مذهّبة تضمّ اثنتين وخمسين مخطوطة أصليّة مفردة من ألواح الجمال المبارك وأدعيته علاوة على ثلاثة تواقيع أصليّة من حضرة الربّ الأعلى – جلّ ذكره – بخطّه المبارك. وهنا تجدر الإشارة إلی أنّ اللّوح (135) مكتوب بخطّ حضرة بهاء الله – جلّ ذكره ­-، واللّوح (32) مخطوط في شكل الهيكل، واللّوح (140) مكتوب بخط مشكين قلم ويحمل تاريخ سنة 1289ﻫ؛ وهذه المجموعة النّفيسة هي بحوزة السيّد محمود ورقا. امّا الألواح (33-43) فهي مكتوبة علی ورقة مفردة كبيرة بخط مشكين قلم ولا تحمل تاريخًا. والألواح (44-46) مستخرجة من مجموعة كتبها السيّد حسين الحسيني الشّيرازي لا تحمل هي ايضًا تاريخ الاستنساخ. ولوح هرتيك (141) منقول عن نسخة بخطّ زين المقرّبين. والألواح (237-240) موجودة  ضمن مجموعة مذهّبة بخط علي أكبر الميلاني مؤرّخة في شهر جمادى الأولی من عام 1327ﻫ. وأدعية المناجاة الخمسة (242-246) منقولة عن ورقة مفردة بخط الشّهيد علي محمّد ورقا، وهي تحمل تاريخ شهر السّلطان من سنة 23 بديع.  أمّا فيما يتعلّق بضبط حركات الإعراب، فقد اعتمد المنهج المُتَّبع في المجلَّدين السابقين (راجع “لئالیء الحكمة”، المجلّد الأوّل، الطّبعة الأولی، ص 190). وتجدر الإشارة هنا إلی أنّ حرفي الجرّ (في) و(من) في معظم الألواح المرقّمة (2-30، 47-119، 142-232، 241) مكتوبة بشكل متّصل بالأسماء المجرورة بها. فبما أنّ المجموعة المنقولة عنها هذه الألواح تعتمد علی النّسخ الأصليّة للألواح، والمكتوب بعضها بخطّ الجمال المبارك نفسه، لذا آثرنا الإبقاء علی الأسلوب الكتابيّ في المخطوطة المصدر. كما أنّ الهمزة في الأسماء الممدودة محذوفة في مواضع كثيرة من المصادر المخطوطة، فلأمانة النقل ابقيناها على صورتها المخطوطة، اي دون زيادة الهمزة علی آخر الاسم الممدود. ومن الجدير بالذّكر أن جامع الكتاب قد سعی، بقدر المستطاع، لأن تكون ألواح المجموعة هذه أيضًا،مثل سابقيتها، مرتّبة ترتيبًا زمنيًّا، باستثناء أدعية المناجاة الخمس الأخيرة المنزلة في أدرنه أو قبل ذلك، وهذا ما يُستنتج من تاريخ المخطوطة المصدر. وأخيرًا، يودّ جامع الكتاب الدّكتور وحيد بهمردي أن يُعبّر عن شكره للسيّد روح الله پيرجمالي لمساعدته في استنساخ عدد كبير من ألواح هذا المجلَّد عن المصادر المخطوطة لتصير جاهزة للطّبع. هذا، ونسأل ربّنا البهيّ الأبهی أنّ يوفّقنا علی نشر أجزاء أخرى لهذه المجموعة المباركة، إن شاء وأراد.

– النّاشر –