لئالئ الحكمة المجلد الأول
لئالئ الحكمة المجلد الأول

لئالئ الحكمة المجلد الأول

اغْتَمِسُوا فِيْ بَحْرِ بَيَانيْ
لعَلّ تَطلعُوْنَ بِمَا فِيْهِ
مِنْ لَئَالِئ الحِكْمَةِ
والأسْرَارِ
الكتاب الاقدس

[1]

مِنْ أَنْهارِ كافُوْرِ صَمَدِيَّتِكَ فَأَشْرِبْنِيْ يا إِلهِيْ، وَمِنْ أثْمارِ شَجَرَةِ كَيْنُوْنَتِكَ فَأَطْعِمْنِيْ يا رَجَائِيْ، وَمِنْ زُلالِ عُيُوْنِ مَحَبَّتِكَ فَأَسْقِنِيْ يا بَهَائِيْ، وَفِيْ ظِلِّ عُطُوْفَةِ أَزَلِيَّتِكَ فَأَسْكِنِّيْ يا سَنَائِيْ، وَفِيْ رِيَاضِ الْقُرْبِ بَيْنَ يَدَيْكَ سَيِّرْنِيْ يا مَحْبُوْبِيْ، وَعَنْ يَمِيْنِ عَرْشِ رَحْمَتِكَ فَأَجْلِسْنِيْ يا مَقْصُوْدِيْ، وَمِنْ أَرْياحِ طِيْبِ بَهْجَتِكَ فَأَرْسِلْنِيْ يا مَطْلُوْبِيْ، وَفِيْ عُلُوِّ جَنَّةِ هَوِيَّتِكَ فَأَدْخِلْنِيْ يا مَعْبُوْدِيْ، وَمِنْ نَغَمَاتِ وَرْقَاءِ الأَحَدِيَّةِ فَأَسْمِعْنِيْ يَا مَشْهُوْدِيْ، وَبِرُوْحِ الْقُوَّةِ وَالقُدْرَةِ فَأَحْيِنِيْ يَا رَازِقِيْ، وَعَلَىَ رُوْحِ مَحَبَّتِكَ فَاسْتَقِمْنِيْ يَا نَاصِرِيْ، وَعَلَى سَبِيْلِ مَرْضَاتِكَ ثَبِّتْنِيْ يا خالِقِيْ، وَفِيْ رِضْوَانِ الْخُلُوْدِ عِنْدَ طَلْعَتِكَ فَأَدْخِلْنِيْ يا رَاحِمِيْ، وَعَلَى كُرْسِيِّ عِزِّكَ مَكِّنِّيْ يا صَاحِبِيْ، وَإِلى سَمَاءِ عِنَايَتِكَ عَرِّجْنِيْ يَا بَاعِثِيْ، وَإِلى شَمْسِ هِدايَتِكَ فَأَهْدِنِيْ يا جاذِبِيْ، وَعِنْدَ ظُهُوْراتِ غَيْبِ أَحَدِيَّتِكَ فَأَحْضِرْنِيْ يا مَبْدَئِيْ وَمُنائِيْ، وَإِلى صِرْفِ كافُوْرِ الجَمالِ فِيْمَنْ تُظْهِرَنَّهُ فَأَرْجِعْنِيْ يا إِلهِيْ، لأَنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشَاءُ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزُ الْرَّفِيْعُ.

[2]

بِاسْمِ اللهِ الْغَنِيِّ الْمُتَعَالِ

فَيا إِلهِيْ فِيْ كُلِّ الَّليالِيْ أَحْتَرِقُ بِنارِ فِرَاقِكَ وَفِيْ كُلِّ الأَيَّامِ أَبْتَهِجُ بِبَدائِعِ إِفْضالِكَ وَفِي الَّليْلِ أَبْكِيْ عَنْ يَأْسِيْ عَنْ مَواقِعِ نَصْرِكَ وعِنَايَتِكَ وَفِي النَّهارِ أَضْحَكُ مِنْ رَجَائِيْ بِبَدائِعِ جُوْدِكَ وَإِحْسَانِكَ، فَسُبْحَانَكَ يا إِلهِي مَضَى كُلُّ الأَيَّامِ وَما قُضِيَ الْبَلايا عَنْ أصْفِيائِكَ، وَكُلُّ أَمْرٍ انْتَهَى وَما تَنْتَهِي الرَّزايا لأُمَنَائِكَ، كَأَنَّ الضَّرَّاءَ صَارَتْ قَدِيْمًا بِقِدَمِ ذاتِكَ وَالْبَأْساءَ مُقِيْمًا بِقِيامِ نَفْسِكَ بِحَيْثُ يَتَغَيَّرُ كُلُّشَيْءٍ فِيْ مَمْلَكَتِكَ إِلاَّ الْبَلِيَّةَ عَنْ أَحِبَّتِكَ وَكُلُّ اْلأَشْياءِ حادِثَةٌ فِيْ مُلْكِكَ إلاَّ اْلذِّلَّةَ عَنْ صَفْوَتِكَ، فَوَعِزَّتِكَ يا مَحْبُوْبِيْ قَدْ بَلَغَ الذِّلَّةُ إِلى النِّهايَةِ وَوَرَدَ مِنَ الْجُهَّالِ ما لا يُذْكَرُ بِالْمَقَالِ يا مَنْ إِلَيْكَ يَنْتَهِي الْفَضْلُ وَالإِفْضَالُ وَإِنَّكَ أَنْتَ ذُوْ الْجَمالِ وَالإِجْلالِ، أَما تَنْظُرُ يا إِلهِيْ إِلى أَحِبَّتِكَ بِلِحاظِ عُطُوْفَتِكَ وَأَما تَلْتَفِتُ يا رَجَائِيْ إِلى بَرِيَّتِكَ بِنَظَراتِ مَكْرُمَتِكَ، هَلْ غَيْرُكَ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَهْرُبُوا مِنْكَ إِلَيْهِ وَهَلْ دُوْنَكَ مِنْ سُلْطانٍ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيْهِ، لا فَوَعِزَّتِكَ، وَإِنِّيْ مِنْ قِبَلِ مُحِبِّيْكَ أَشْهَدُ لَهُمْ حِيْنَئِذٍ لَدَيْكَ بِأَنَّهُمْ ما أَرَادُوا غَيْرَكَ وَما عَبَدُوا سِواكَ وَما عَرَفُوا دُوْنَكَ وَانْقَطَعُوا عَنْ كُلِّ الجِهاتِ إِلى وَجْهِ فَرْدانِيَّتِكَ وَخَرَجُوا عَنْ كُلِّ الدِّيارِ حَتَّى دَخَلُوا دِيارَ صَمَدانِيَّتِكَ، إِلى مَتَى يا إِلهِيْ لا تُرْسِلُ عَلى قُلُوْبِهِمْ أَرْياحَ رَحْمَتِكَ وَلا تَهُبُّ عَلى نُفُوْسِهِمْ نَسَماتِ جُوْدِكَ وَلُطْفِكَ، أَما وَعَدْتَ يا سَيِّدِيْ بِأَنْ تَجْمَعَ الْمُنْقَطِعِيْنَ فِيْ جِوارِ رَحْمَتِكَ الْكُبْرَى وأَما وَعَدْتَهُمْ مَكْمَنَ الأَمْنِ فِيْ ظِلِّ اسْمِكَ الأعْلى، إِذًا فَاقْضِ بِما وَعَدْتَ ثُمَّ أَظْهِرْ كُلَّما عَهِدْتَ إِذْ إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ وَقَاضِيْ حَوَائِجِ الطَّالِبِيْنَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ يا إِلهِي وَرَبِّيْ بِأَنِّيْ لا أَشْكُو لِنَفْسِيْ وَلا أَجْزَعُ لِذَاتِيْ وَلا أَحْزَنُ لِجِسْمِيْ، لأَنِّيْ فِيْ يَوْمِ الَّذِيْ عَرَّفْتَنِيْ نَفْسَكَ وأَشْرَبْتَنِيْ خَمْرَ جَمَالِكَ قَدْ أَنْفَقْتُ رُوْحِيْ لِرُوْحِكَ وَذَاتِيْ لِذَاتِكَ وَجِسْمِيْ لِجِسْمِكَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ما وَرَدَ عَلَيَّ فِيْ سَبِيْلِكَ وَما مَسَّنِيْ مِنْ مَجارِي قَضَائِكَ، فَوَعِزَّتِكَ لَنْ أَقْدِرَ أَنْ أَذْكُرَهُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَسْمَعَهُ مِنْ أَحِبَّتِكَ، وَفِيْ كُلِّ ألأَحْوالِ كُنْتُ شَاكِرًا بِنِعْمَتِكَ وَرَاضِيًا بِقَضائِكَ بَلْ كُنْتُ مُنْتَظِرًا لِسِيُوفِ أَعْدَائِكَ فِيْ سَبِيْلِكَ وَسِهامِ قَضائِكَ فِيْ مَحَبَّتِكَ وَما حَفِظْتُ نَفْسِيْ أَقَلَّ مِنْ ساعَةٍ، وَكُنْتُ كَالنَّارِ الْمُشْتَعِلَةِ بَيْنَ عِبَادِكَ الْفُسَقاءِ وكَالسِّرَاجِ الْمُنِيْرَةِ بَيْنَ يَدَيِّ الأَعْدَاءِ وكَالشَّمْسِ الْبَازِغَةِ فَوْقَ رُأُوسِ الأَشْقِياءِ، وَهُمْ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ يُشاوِرُوْنَ فِيْ خُرُوْجِيْ وَفِيْ كُلِّ لَيْلٍ يَجْتَمِعُوْنَ عِلى قَتْلِيْ، وَأَنا أَقُوْلُ يا إِلهِيْ زِدْ فِيْ كُفْرِهِمْ وَغَفْلَتِهِمْ ثُمَّ فِيْ شِرْكِهِمْ وَشَقْوَتِهِمْ لِيَقْرُبَ بِذلِكَ لِقائِيْ بِكَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ وَأَرِدَ عَلَيْكَ لأَنَّ هَذا أَمَلِيْ مِنْكَ وَرَجائِيْ بِكَ، وَلَكِنْ يا إِلهِيْ لَمَّا أُشاهِدُ اضْطِرابَ أَحِبَّتِكَ وَقَلَقَ بَرِيَّتِكَ أَحْزَنُ فِيْ نَفْسِيْ عَلى قَدْرِ الَّذِيْ لَنْ يُحْصَى ذِكْرُهُ وَلَنْ يَتِمَّ بِالْقَلَمِ أَمْرُهُ، وَإِنَّكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ حُجُبَاتِ الأَمْرِ كَما كَشَفْتَ لِعَبْدِكَ هَذا ما اضْطَرَبُوا فِيْ مَوارِدِ بَلائِكَ وَما يَتَبَلْبَلُوا فِيْ مَجارِيْ قَضَائِكَ، وَلَكِنْ حَجَبْتَ عَنْهُمْ بِعِلْمِكَ الْمُحِيْطَةِ وَكَشَفْتَ لِعَبْدِكَ الْفانِيَةِ، لِذا أُقْسِمُكَ يا مَحْبُوْبِيْ بِمَظْهَرِكَ الأَعْلَى وَمَراياكَ الْحاكِيَةِ عَنْهُ وَمِرْآتِكَ الأَزَلِيَّةِ الأَسْنَى وَأَلْسُنِ النَّاطِقَةِ بِهِ بِأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ الْوارِدِيْنَ فِيْ شَاطِئِ انْقِطَاعِكَ وَالنَّازِلِيْنَ إِلى مَدِيْنَةِ إِفْضالِكَ وَالشَّارِبِيْنَ عَنْ كَأْسِ جَمالِكَ وَالْمُسْتَرِيْحِيْنَ عَلى بِساطِ إِجْلالِكَ إِذْ بِيَدِكَ مَلَكُوْتُ كُلِّشَيْءٍ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْفَرْدُ الْمُتَعالِي الْقَيُّوْمُ.

 

[3]

هذا ما دعيت
الله ربّي بلسان الرّمز والألغاز
ويقرئه من يريد أن يشرب ماء الحيوان
من أيادي الفيّاض وبه يكشف جمال الحقيقة
ويحترق حجاب المجاز

يا مَنْ تَزَيَّنَ جَمالُ قُدْسِ أَزَلِيَّتِكَ بِطِرازِ خَيْطِ عِزِّ مَكْرُمَتِكَ وَتَظْهَرُ ظُهُوْراتُ شَمْسِ وُجْهَتِكَ بِالنُّقْطَةِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ وَلاحَتْ مِنْ جَواهِرِ أَسْرارِ غَيْبِ حِكْمَتِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ ما أَتْقَنَ بَدائِعَ صُنْعِ رُبُوْبِيَّتِكَ فِيْهَذا الطِّرازِ الأَعْظَمِ وَما أَحْكَمَ جَواهِرَ عِلْمِ أُلُوْهِيَّتِكَ فِيْهَذا الْكَنْزِ الأَفْخَمِ الأَكْرَمِ، كَأَنَّكَ جَعَلْتَهُ يا إِلهِيْ أَبْحُرَ عِلْمِكَ وَسَفِيْنَةَ حِكْمَتِكَ بِحَيْثُ قَدَّرْتَ فِيْهِ كُلَّمَا قَدَّرْتَةُ فِيْعَوالِمِ تَوْحِيْدِكَ وَأَسْماءِ قُدْسِ تَجْرِيْدِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا مَقْصُوْدِيْ أَنْتَ الَّذِيْ أَحْصَيْتَ مَعانِي عِزِّ سَلْطَنَتِكَ فِيْ قُمُصِ أَسْمائِكَ وَبِذلِكَ عَرَّفْتَ عِبادَكَ مِنْ جَواهِرِ أَمْرِكَ وَأَسْرارِ حِكْمَتِكَ، ثُمَّ أَظْهَرْتَ هَذِهِ الأَسْماءَ الْغَيْبِيَّةَ عَلى الأَلْواحِ مِنَ النُّقْطَةِ الَّتِيْ فَصَّلْتَها بِقُدْرَتِكَ وَجَعَلْتَها حاكِيًا عَمَّنْ خَلَقْتَهُ مِنْ نارِ مَحَبَّتِكَ وَهَواءِ عِناَيتِكَ، وَأَخْفَيْتَ فِيْهِ أَرْضَ إِرادَتِكَ لِيُسْقَى ماءَ الْعُطُوْفَةِ مِنْ يَدِ عِنايَتِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ ما أَعْظَمَ أَمْرَكَ فِيْ هَذا الْخَيْطِ الدُّرِّيِّ السِّوْداءِ وَهَذا الْحَبْلِ الْمُنِيْرِ الأَصْفَى، فَوَعِزَّتِكَ لَوْلاهُ ما ظَهَرَتِ النُّقْطَةُ فِيْ قَمِيْصِ السُّوْدِيَّةِ وَما جَرَتْ عَيْنُ الْحَيَوانِ فِيْ ظُلُماتِ الْغَيْبِيَّةِ، فَوَعِزَّتِكَ يا مَحْبُوْبِيْ صِرْتُ مُتَحَيِّرًا فِيْما خَلَقْتَ بِقُدْرَتِكَ فِيْ سِرِّ هَذِهِ النُّقْطَةِ الْبَقائِيَّةِ وَهَذا الرُّوْحِ الْحَرَكِيَّةِ، كَأَنَّكَ اخْتَرْتَهُ بَيْنَ الْمَوْجُوداتِ وَجَعَلْتَهُ مِرْآتًا لِجَمِيْعِ أَسْمائِكَ وَصِفاتِكَ وَقَدَّرْتَ لَهُ نِعْمَةَ الْقُرْبِ وَالْوِصالِ، وَهَذا مِنْ أَمْرٍ ما اخْتَصَصْتَهُ بِأَحَدٍ فِيْ مَمالِكِ سَلْطَنَتِكَ وَمَدائِنِ عِزِّ حُكُوْمَتِكَ إِلاَّ بِهِ، لأَنِّيْ أُشاهِدُ بِأَنَّ جَواهِرَ الأَحَدِيَّةِ يَنْعَرُوْنَ فِيْ فِراقِكَ وَهَياكِلَ الصَّمَدِيَّةِ يَشُقُّوْنَ ثِياَبَهُمْ فِيْ بُعْدِهِمْ عَنْ لِقائِكَ وَكُلَّ الأُلُوْهِ يَبْكُوْنَ عِنْدَ ظُهُوْراتِ بُعْدِكَ وَكُلَّ الْمُلُوْكِ يَضُجُّوْنَ لَدَى شُئُوْناتِ هَجْرِكَ وَأَكْبادَ الْمُقَرَّبِيْنَ يُحْرَقُوْنَ مِنْ نارِ شَوْقِكَ وَجَواهِرَ التَّقْدِيْسِ يَتَشَهَّقُوْنَ فِيْ بَيْداءِ اشْتِياقِكَ وَمَراياءَ التَّنْزيْهِ يَضْرِبُوْنَ عَلى رُؤُسِهِمْ عَنْ بُعْدِهِمْ عَنْ ساحَةِ عِزِّكَ وَمَنْعِهِمْ عَنْ فِناءِ قُدْسِكَ وَحَرَمِ قُرْبِكَ، وَكُلُّهُمْ عَمَوْا مِنْ شِدَّةِ بُكائِهِمْ وَما وَقَعَتْ عُيُوْنُهُمْ عَلى إِشْراقِ أَنْوارِ جَمالِكَ، وَضَجُّوا إِلى أَنْ مَاتُوا وَما فازُوا بِزِيارَةِ وَجْهِكَ وَإِجْلالِكَ، فَواحَزَناهُ عَلى ما وَرَدَ عَلى الْمُقَرَّبِيْنَ مِنْ عِبادِكَ وَعَلى الْمُقَدَّسِيْنَ فِيْ أَيَّامِكَ، بِحَيْثُ نَفْسُ الْقِدَمِ عَدَمٌ فِيْ هَجْرِكَ وَأَصْلُ الْوُجُوْدِ فَقْدٌ فِيْ بُعْدِهِ عَنْ جِوارِكَ وَصِرْفُ الظُّهُوْرِ سَكَنَ عَلى الَّرمادِ فِيْ فِراقِكَ، وَكَمْ مِنْ لَيالٍ يا إِلهِيْ دَخَلُوا فِي الْفِراشِ رَجاءً لِوَصْلِكَ وَأَصْبَحُوا فِيْ فِراقِكَ وَكَمْ مِنْ صَباحٍ قامُوا طَلَبًا لِلِقائِكَ وَأَمْسَوْا فِيْ هِجْرانِكَ، وَأَخَذَتْهُمْ نارُ مَحَبَّتِكَ عَلى مَقامِ الَّذِيْ مَنَعَتْهُمْ عَنْكُلِّ راحَةٍ وَأَخَذَتْهُمْ عَنْكُلِّ مَسَرَّةٍ وَبَهْجَةٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ مَعَ كُلِّ ذَلِكَ وَمَعَ ما اطَّلَعْتَ بِجَمِيْعِ ذَلِكَ ما مَرَرْتَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً وَما كَشَفْتَ جَمالَكَ لأَنْفُسِهِمْ آنًا، مَعَ ذَلِكَ كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُرِيْدَ هَذا الْعَبْدُ الَّذِي لَمْ يَكُنْ إِلاَّ كَظِلٍّ فِيْ ساحَةِ قُدْسِكَ أَوْ كَعَدَمٍ عِنْدَ ظُهُوْراتِ عِزِّ قِدَمِكَ وَلَمْ يَكُنْ ذِكْرُهُ إِيَّاكَ إِلاَّ كَنِداءِ نَحْلٍ فِيْ هَواءِ بَهاءِ لاهُوْتِ قُدْسِ كِبْرِيائِكَ أَوْ كَذِكْرِ نَمْلٍ فِيْ وادِي عِزِّ سُلْطانِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ بَدائِعِ قُدْرَتِكَ وَظُهُوْراتِ سَلْطَنَتِكَ، بِحَيْثُ انْقَطَعَتْ أَيادِي الأَوْلِياءِ عَنْ ذَيْلِ رِداءِ عِرْفانِكَ وَمُنِعَتْ عُيُوْنُ الأَصْفِياءِ عَنْ مُلاحَظَةِ أَنْوارِ جَمالِكَ وَزِيارَةِ طَلْعَتِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا مَقْصُوْدِيْ عَنْ ذِكْرِ الْمَوْجُوْداتِ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا مَحْبُوْبِيْ عَنْ وَصْفِ الْمُمْكِناتِ، وَإِنِّيْ أَشْهَدُ حِيْنَئِذٍ بِأَنَّ ذِكْرَ غَيْرِكَ لَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ وَوَصْفَ ما سِواكَ لَنْ يَرِدَ عَلَيْكَ، لأَنَّ عِرْفانَكَ يَطِيْرُ فَوْقَ مَلَكُوْتِ الْبَقاءِ، وَذِكْرَ ما سِواكَ مَقْطُوْعُ الْجَناحِ واقِفٌ فِيْ ناسُوْتِ الْفَناءِ، فَكَيْفَ يَقْدِرَ أَنْ يَصْعَدَ الْفَناءُ إِلى لاهُوْتِ الْبَقاءِ، فَوَعِزَّتِكَ لَنْ يَقْدِرَ إِلاَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَجُوْدِكَ وَمَوْهِبَتِكَ، وَمَعَ هَذا الْمَنْعِ الْكُبْرَى أُشاهِدُ بِأَنَّكَ جَعَلْتَ هَذا الرُّوْحَ طِرازَ وَجْهِكَ وَزِيْنَةَ طَلْعَتِكَ، وَبِهِ تَظْهَرُ لَطائِفُ أَسْرارِ مَلاحَتِكَ وبِهِ تُسْتَرُ شَمْسُ جَمالِ قُدْسِ أَحَدِيَّتِكَ، بِذلِكَ تَحَيَّرْتُ وَتَحَيَّرَتْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْكاشِفُ السَّتّارُ، إِذًا أَسْئَلُكَ يا إِلهِيْ بِهُبُوْبِ أَرْياحِ رَحْمَتِكَ عَلى هَياكِلِ الْمُذْنِبِيْنَ وَتَنَزُّلِ أَمْطارِ غُفْرانِكَ عَلى الْعاصِيْنَ وَبِحَبْلِ الَّذِي عُلِّقَتْ بِهِ قُلُوْبُ الْعاشِقِيْنَ واجْتُذِبَتْ مِنْهُ أَفْئِدَةُ الْعارِفِيْنَ بِأَنْ لاتَقْطَعَ هَذا الْحَبْلَ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ سَبَبًا بَيْنَكَ وبَيْنَ خَلْقِكَ وَلا تَحْرِمَهُمْ عَنْ هَذا الْخَيْطِ الَّذِي جَعَلْتَهُ خادِمَ جَمالِكَ وَمُعاشِرَ وَجْهِكَ، ثُمَّ أَسْئَلُكَ يا إِلهِيْ بِأَنْ تُصَفِّيْ هَواءَ قُلُوْبِ عِبادِكَ عَنْ غَمامِ النَّفْسِ وَالْهَوَى، ثُمَّ ارْتَفِعْ كُلَّ ما حالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مُشاهَدَةِ أَنْوارِ الْبَقاءِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ الْفاضِلُ الْباذِلُ الْمُكَرِّمُ الْمُعْطِي الرَّحِيْمُ الْكَرِيْمُ.

[4]

تِلْكَ آياتٌ ظَهَرَتْ فِيْ خِدْرِ الْبَقاءِ وهَوْدَجِ الْقُدْسِ حِيْنَ وُرُوْدِ اسْمِ الأَعْظَمِ عَنْ شَطْرِ السُّبْحانِ فِيْ أَرْضِ الصَّامْصُونِ يَمَّ بَحْرٍ عَظِيْمٍ، إِذًا نُزِّلَتْ جُنُوْدُ وَحْيِ اللهِ بِطِرازِ الذِيْ انْصَعَقَتْ عَنْها كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، وَأَشْرَقَتْ قُدَّامَهُمْ شَمْسُ الْجَمالِ فِيْ هَيْكَلِ قُدْسٍ لَطِيْفٍ، وَخاطَبَ الْفُلْكَ بِما جَرَى مِنْ قَلَمِ اللهِ مِنْ قَبْلُ فِيْ لَوْحِ الَّذِيْ خاطَبْنا فِيْهِ ملاَّح الْقُدْسِ بِنِدآءِ حُزْنٍ خَفِيٍّ، وَبِما نُزِّلَ حِيْنَئِذٍ فِيْ هَذا اللَّوحِ مِنْ قَلَمِ قُدْسٍ مُنِيْر، وَمَنْ يُريْدُ أَنْ يَطَّلِعَ بِأَسْرارِ الأَمْرِ مِنْ لَدُنْ حَكِيْمٍ عَلِيْمٍ فَلْيَنْظُرْ فِي اللَّوْحَيْنِ لِيَعْرِفَ أَسْرارَ اللهِ وَتَقِرَّ بِها عَيْناهُ وَيَكُوْنَ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ.  قَدْ تَمَّ مِيْقاتُ الاسْتِواءِ فِيْ هَوْدَجِ الْقُدْسِ وَخَرَجَ جَمالُ الْهُوِيَّةِ بِمَنْظَرِ عِزٍّ كَرِيْمٍ، قُلْ َقدِ انْتَهَى سَفَرُ التُّرابِ إِلى ساحِلِ بَحْرٍ عَظِيْمٍ، إِذًا يَبْكِيْ هَوْدَجُ الْخُلْدِ وَيَسْتَبْشِرُ سَفِيْنَةُ قُدْسٍ مُنِيْرٍ، أَنْ يا مَلاّحَ الْقُدْسِ قَدْ جاءَ الوَعْدُ فِيْما وَعَدْناكَ بِلِسانِ صِدْقٍ عَلِيْمٍ، فاَسْتعِدَّ فِيْ نَفْسِكَ لِتُحَوِّلَ نَفْسَ اللهِ عَلَى فُلْكٍ ما سِوَاهُ بِهَذا الأَمْرِ الْمُحْدَثِ الْقَدِيْمِ، سَيَظْهَرُ عَلَيْكَ كُلُّ ما وَعَدْناكَ بالْحَقِّ إِنْ أَنْتَ مِنَ الصَّابِرِيْنَ، وَأَخْبَرْناكَ مِنْ قَبْلُ كُلَّ ما يُقْضَى وَما الْتَفَتَ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعالَمِيْنَ، وَأَغْفَلْناهُمْ عَنْ ذَلِكَ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْداهُمْ وَإِنَّ هذا لَعَدْلٌ مُبِيْنٌ، فَوَاللهِ إِنَّ الَّذِيْنَ يَدْخُلُوْنَ فِيْ ظِلِّكَ سَتَأْخُذُهُمْ عَذابُ فِتْنَةٍ عَظِيْمٍ، قُلْ تَاللهِ هَذا مَحَكُّ اللهِ قَدِ اسْتَقامَ بِالْعَدْلِ وَيَفْصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ وَالشَّكِّ عَنِ الْيَقِيْنِ، وَلَكِنْ أَنْتَ طَهِّرِ النَّظَرَ عَنْ حُدُوْداتِ الْبَشَرِ وَلا تَرْتَدَّ الْبَصَرَ عَنْ هَذا الْمَنْظَرِ الْمُنِيْرِ، وَهُبَّ عَلَيْهِمْ مِنْ رَوائِحِ الْفَضْلِ لَعَلَّ تُخَلِّصُهُمْ عَنْ ظُنُوْنِهِمْ وَتُقَلِّبُهُمْ إِلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، وَتُطَهِّرُ قُلُوْبَهُمْ عَنْ هَوَآهُمْ وَتُبَلِّغُهُمْ إِلى وَطَنِ قُدْسٍ بَدِيْعٍ، وَلَعَلَّ تَحْتَرِقُ بِذَلِكَ حُجُباتُ التَّقْلِيْدِ وَيَسْتَشْرِقُ جَمالُ التَّوْحِيْدِ فِيْ مِشْكَوةِ أَفْئِدَةٍ لَطِيْفٍ، وَلا تَزِنِ الْعِبادَ بِمِيْزانِ اللهِ لأَنَّهُمْ يُزَنُوْنَ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ وَيَكُوْنُنَّ مِنَ الزَّانِيْنَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ وَتَجاوَزْ عَنْ جَرِيْراتِهِمْ لأَنَّكَ أَنْتَ الْكَرِيْمُ ذُوْ الْفَضْلِ الْعَمِيْمِ، إِذًا لَمَّا أُغْمِضَتْ عَيْناكَ عَنِ الْعِصْيانِ وَفَتَحْتَها بِالإِحْسانِ هُبَّ عَلى أَهْلِ الأَكْوانِ مِنْ نَسَماتِ قُدْسٍ كَرِيْمٍ، لَعَلَّ يَسْتَشْعِرُوْنَ في أَنْفُسِهِمْ بِما فَضَّلَهُمُ اللهُ عَلى الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، وَجَعَلَهُمْ مُعاشِرَ نَفْسِهِ وَشَرَّفَهُمْ بِلِقائِهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ ثَمَراتِ الْوَصْلِ مِنْ شَجَرِ قُدْسٍ مُبِيْنٍ، وَأَقْمَصَهُمْ قَمِيْصَ الاخْتِصاصِ وَفَضَّلَهُمْ عَلى خَلْقِ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، وَكَتَبَ أَسْمائَهُمْ فِيْ أَلْواحِ عِزٍّ حَفِيْظٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَصْدُقُ عَلَيْهِمْ لَوْ لَنْ يُغَيِّرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَيَعْرِفُوْنَ ما أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَيَشْكُرُوْهُ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا فُلْك الأَمْرِ فَاحْمِلْ هؤُلاءِ ثُمَّ اجْرِ عَلى الْبَحْرِ بِإِذْنٍ مِنَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، أَنْ يا سَفِيْنَةَ الْقُدْسِ فَأَبْشِرِيْ فِيْ نَفْسِكِ بِما وَرَدَ فِيْكِ جَمالُ عِزٍّ مَنِيْعٍ، أَنْ يا بَحْرَ الْبَقاءِ قِرَّ عَيْناكَ بِما وَرَدَ عَلَيْكَ بَحْرُ رُوْحٍ لَطِيْفٍ، لِذا خُلِقْتَ قَبْلَ الْبِحارِ إِنْ تَكُوْنَ مِنَ الْمُسْتَشْعِرِيْنَ، إِذًا فَأَكْرِمْ ضُيُوْفَ اللهِ عِبادَ الَّذِيْنَهُمْ رَكِبُوا عَلَيْكَ وَوَرَدُوا فِيْكَ وَلا تَكُنْ مِنَ الْمُضْطَرِبِيْنَ، فَاحْفَظْ أَماناتِ اللهِ وَلا تَخانُ فِيْ نَفْسِكَ وَلا تَكُنْ مِنَ الْخائِنِيْنَ، أَنْ يا حِيْتانَ الْبَحْرِ فَاسْتَبْشِرُوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ اذْكُرُوا بارِئَكُمْ بِما فُزْتُمْ بِلِقاءِ اللهِ فِيْ أَيَّامِ الَّتِيْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْجَمالِ عَنْ مَطْلِعِ اسْمٍ قَدِيْمٍ، أَنْ يا هَواءَ الْبَحْرِ هُبَّ عَلى أَجْسادِ الطَّيِّبَةِ الْمُنِيْرَةِ الَّتِيْ خَلَقَهُمُ اللهُ مِنْ نُوْرِ ذاتِهِ قَبْلَ خَلْقَ السَّمواتِ وَ الأَرَضِيْنَ، وَسُرَّ فِيْ نَفْسِكَ ثُمَّ أَبْشِرْ فِيْ رُوْحِكَ بِما رَزَقَكَ اللهُ مِنْ هَوآءِ رُوْحٍ خَفِيْفٍ، فَوَاللهِ إِذًا اسْتَبْشَرَتْ سُكَّانُ أَهْلِ الْبَحْرِ وَضَجَّتْ سُكَّاُن الْبَرِّ بِما خَرَجَ جَمالُ الْهُوِيَّةِ عَنْ هَوْدَجِ الْبَقاءِ وَاسْتَقَرَّ عَلى فُلْكِ قُرْبٍ رَفِيْعٍ، قُلْ يا أَهْلَ السِّرِّ وَالشَّهادَةِ وَالْغَيْبِ وَالظُّهُوْرِ لا تَحْزَنُوا عَنْ شَيْءٍ ثُمَّ افْرَحُوا بِفَرَحِ اللهِ الْمُقَدَّسِ الْمُتَعالِي الْعَلِيْمِ، قُلْ إِنَّ هَذا لَفَرَحُ الَّذِيْ أَخَذَ الْمَوْجُوْداتِ كُلَّها وَأَحاطَ كُلَّ مَنْ فِي الْعالَمِيْنَ، وَلَنْ يَأْخُذَ أَحَدًا دُوْنَ أَحَدٍ إِنْ يَتَوَجَّهُوْنَ إِلى مَنْظَرِ اللهِ الْمُقَدَّسِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، قُلْ هَذا لَفَضْلٌ يُقَلِّبُ كُلَّ الذَّرَّاتِ إِلى جَمالِ الْهُوِيَّةِ أَقْرَبَ مِنْ أَنْ يَذْكُرَ الْمَحْبُوْبُ أسْمَ الْحَبِيْبِ، وَكَذلِكَ نُلْقِيْ مِنْ آياتِ الرُّوْحِ وَنَبْسُطُ بِساطَ الْفَضْلِ عَلى كُلِّ مَنْ فِيْ الْمُلْكِ أَجْمَعِيْنَ، وَإِنَّكِ أَنْتِ أُنادِيْكِ يا لُجَّةَ الْقُدْسِ فِيْ آخِرِ الْقَوْلِ بِما وَرَدَ عَلَيْكِ لُجَّةُ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْغالِبِ الْقَوِيْمِ، أَنْ يا طَمْطامَ الأَحَدِيَّةِ فَاسْرُرْ فِيْ ذاتِكَ بِما اسْتَوَى عَلَيْكَ طَمْطامُ السُّرُوْرِ وَإِنَّ هَذا لَفَضْلٌ عَظِيْمٌ، أَنْ يا قَمْقامَ الْعِزِّ فَابْهَجْ فِيْ رُوْحِكَ بِما وَرَدَ فِيْكَ قَمْقامُ اللهِ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، فَهَنِيْئًا لَكَ بِما اسْتُحْضِرَ فِيْ حَوْلِكَ أَرْواحُ الْمُقَرَّبِيْنَ، وَاسْتَقْبَلُوا حِيْنَئِذٍ كُلَّ الذَّرَّاتِ وَقامُوا فِيْ هَواكَ وَكانُوا مِنَ الْمُنْظَرِيْنَ، لِيَمُرَّ عَلَيْهِمْ نَسائِمُ الْقُدْسِ عَنْ شَطْرِ الأَحَدِيَّةِ مِنْ هَذا الرِّضْوانِ الْمُقَنَّعِ الْمُقَطَّعِ الْمَسْتُوْرِ الْمَشْهُوْرِ الظَّاهِرِ الْخَفِيِّ، فَطُوْبى لَهُمْ وَلِمَنْ دَخَلَ فِيْ ظِلِّهِ وَشُرِّفَ بِلقائِهِ وَشَرِبَ عَنْ كَأْسهِ وَتَمَسَّكَ بِحَبْلِهِ الْمُحْكَم ِالْقَوِيْمِ، وَبِذَلِكَ أَتْمَمْنا الْفَضْلَ عَلى الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، وَأَنْزَلْنا مِنْ سَحابِ الْقُدْسِ ما يُطَهَّرُ بِهِ أَفْئِدَةُ الْعارِفِيْنَ، وَقَدَّرْنا لِكُلِّ الأَشْياءِ قَمِيْصَ الْهِدايَةِ إِنْ يُقْبِلُوا إِلَيْهِ وَتَكُوْنُ مِنَ الْمُتَّقِيْنَ، وَكَذلِكَ قَدَّرْنا فِيْ سَمآءِ الأَمْرِ ما يُغْنِيْ بِهِ الْعالَمِيْنَ.

(از يمين أمر صادر) قَدْ ظَهَرَتْ فِتْنَةُ الَّتِيْ نَزَّلْناها فِيْ هَذا اللَّوْحِ، قُلْنا وَهُوَ الْحَقُّ: فَوَاللهِ إِنَّ الَّذِيْنَ يَدْخُلُونَ فِيْ ظِلِّكَ سَتَأْخُذُهُمْ عَذابُ فِتْنَةٍ عَظِيْمٍ.

 

[5]

هو الغالب القادر القهير القدير القيّوم

أَلْحَمْدُ لله الَّذِي أَشْرَقَ شَمْسَ الْبَهاءِ عَنْ مَشْرِقِ الْبَقاءِ وَاسْتَضاءَ مِنْهُ أَهْلُ مَلإِ الْعالِينَ، الَّذِينَهُمْ كانُوا حَوْلَ الْعَرْشِ لَمِنَ الطّائِفِينَ، وَإِنَّهُ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ هُوَ يُحْيِيْ وَيُمِيْتُ ثُمَّ يُمِيتُ وَيُحْيِيْ وَكُلٌّ عِنْدَهُ فِيْ لَوْحٍ حَفِيْظٍ، أَنْ يا مِيْرُ قَبْلَ مُحَمَّدٍ اسْمَعْ ما يَرِنُّ لَكَ عَنْدَلِيْبُ الْفِراقِ حِينَ الَّذِيْ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ وَانْقَضَتْ كُلُّ الْمِيْثاقِ إِلاَّ مِيْثاقُ اللهِ رَبِّكَ الْخَلاَّقِ، وَأُبْطِلَتْ كُلُّ الْكُتُبِ وَالأَوْراقِ إِلاَّ أَلْواحُ رَبِّك الرَّزَّاقِ، أَنِ انْقَطِعْ يا مِيْرُ عَنِ الدُّنْيا وَما فِيها وَما بَيْنَها وَما عَلَيها وَلا تَتَّبِعْ خُطُواتِ الْمُشْرِكينَ، ثُمَّ اتَّكِلْ إِلى الله رَبِّكَ وَكُنْ فِيْ دِينِ اللهِ لَمِنَ الْمُسْتَقِيمِينَ، مِلَّةِ هَذا الْغُلامِ الإِلهِيِّ الْعِراقِيِّ الْمُبِينِ، وَمِنْهُ أُثْبِتَتْ كُلُّ الأَدْيانِ مِنْ أَوَّلِ الَّذِيْ خُلِقَ الآدَمُ مِنَ الْماءِ وَالطِّينِ، وَيُثْبَتُ إِلى أَبَدِ الآبِدِينَ، أَنْ يا مِيْرُ طَهِّرْ مِرْآةَ قَلْبِكَ عَنِ الْكُدُوْراتِ لِتَجِدَ فِيهِ شَبَحَ هَذا الْمَظْلُوْمِ الأَسِيْرِ الَّذِيْ وَقَعَ تَحْتَ سُيُوْفِ الْبَغْضاءِ عَمَّا اكتَسَبَتْ أَيادِيْ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكينَ الَّذِينَ يقُوْلُوْنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ تَاللهِ إِنَّا آمَنَّا بِعَلِيٍّ قَبْلَ نَبِيلٍ وَإِذا جَاءَ مُنْزِلُهُ بِمَلِيك مِنَ الأَمْرِ إِذًا أَنْكرُوْهُ وَكَذَّبُوْهُ إِلى أَنْ أَفْتَوْا على قَتْلِهِ كَما أَفْتَوْا مِلَلُ الْقَبْلِ على النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، وَيشْهَدُ بِذلِكَ لِسانُ سِرِّهِمْ بِأَنْ هُمُ الَّذِينَ يكذِبُوْنَ فِيْ كُلِّ آنٍ وَفِيْ كُلِّ حِيْنٍ، قُلْ يا قَوْمِ أَفَمَنْ كانَ ناظِرًا إِلى شَطْرِ الله كالَّذِيْ يعْبُدُ الأَصْنامَ أَوِ الَّذِيْ يَتْبَعُ الْمُشْرِكينَ، تَالله يا مِيْرُ إِذا تَقُوْلُ بِهِمْ يسْوَدُّ وُجُوْهُهُمْ وَيلْوُوْنَ أَلْسِنَتَهُمْ فِيْ أَفْواهِهِمْ وَلَنْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْتُوْنَ جَوابَك وَإِنَّ هَذا لَقَوْلُ الصِّدْقِ لَوْ أَنْتَ مِنَ السَّامِعِينَ، أَنْ يا مِيْرُ أَتَسُرُّ فِيْ نَفْسِك بَعْدَ الَّذِيْ بُدِّلَ سُرُوْرُ الْبَهاءِ بِحُزْنٍ عَظِيمٍ، أَتَسْتَبْشِرُ فِيْ رُوْحِكَ بَعْدَ الَّذِيْ غابَ بِشارَةُ اللهِ وَجاءَ بِحُزْنٍ مُبِينٍ، أَتَشْرَبُ الْماءَ بَعْدَ الَّذِيْ كانَ جَمالُ الْبَهاءِ ظَمْئانَ فِيْ الأَعْراءِ وَكانَ الله عَلَى ما أَقُوْلُ لَشَهِيدَ، قُلْ يا مِيْرُ تَاللهِ إِنَّ الَّذِيْ اشْتَهَرَ اسْمُهُ فِيْ الْبِلادِ قامَ على قَتْلِهِ وَكانَ أَنْ يُكَذِّبُهُ فِيْ كُلِّ آنٍ وَفِيْ كلِّ حِينٍ، إِلى أَنْ وَصَلَ الأَمْرُ إِلى هَذا الْمَقامِ الَّذِيْ تَشْهَدُ وَتَري ما وَرَدَ عَلى هَذا الْمَظْلُوْمِ الأَسِيرِ الَّذِيْ سُمِّيَ فِيْ مَلَكوْتِ الْبَقاءِ بِالْبَهاءِ، وَهَذا ما نَزَلَ مِنْ قَلَمِ قُدْسٍ مُنِيرٍ، وَإِنَّكَ يا مِيْرُ فَانْصُرْهُ بِقُوَّةِ الله لِتَكوْنَ لِجَمالِ الْقِدَمِ لَمِنَ النّاصِرِينَ، أَتَسْكنُ يا مِيْرُ فِي الْبُيوْتِ بَعْدَ الَّذِي وَقَعَ الْحُسَينُ تَحْتَ سُيوْفِ أَهْلِ الْقُنُوْتِ، أَتَنامُ عَلَى الْفِراشِ بَعْدَ الَّذِيْ كانَ نَيِّرُ الآفاقِ بَيْنَ يَدَيِّ هَؤُلاءِ الْفُسَّاقِ وَلَنْ يَنْعَسَ فِيْ أَمْرِ اللهِ لا فِيْ أَزَلِ الآزالِ وَلا فِيْ أَبَدِ الآبِدِينَ، كذلِك أَخْبَرَك بِالصِّدْقِ لِتَكوْنَ مُطَّلِعًا بِما وَرَدَ على هَذا الْجَمالِ الدُّرِّيِّ الأَمِينِ مِنْ أَيادي ظُلْمِ هَؤُلاءِ الْفاسِقِينَ، أَنْ يا مِيْرُ طَهِّرِ النَّظَرَ عَنْ حُدُوْداتِ الْبَشَرِ وَلا تَتَّبِعْ خُطُواتِ مَنْ مَكَرَ وَغَدَرَ، ثُمَّ انْظُرْ بِهَذا الْمَنْظَرِ الأَكبَرِ لِتَطْلَعَ بِما هُوَ الْمَكنُوْنُ فِيْ خَزائِنِ قُدْسٍ مُبِينٍ، ثُمَّ اقْرَأْ هَذا الدُّعاءَ: فَسُبْحانَكَ الَّلهُمَّ يا إِلهِيْ أَسْئَلُك مِنْ أَنْوارِ جَمالِك وَبِإِشْراقاتِ شَمْسِ فَضْلِكَ وَإِفْضالِكَ أَنِ انْقَطِعْنِيْ عَمَّا خُلِقَ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَتَجْعَلُنِيْ خالِصًا لِوَجْهِك الْبَهِيِّ الأبْهَى وَمُخْلِصًا لِدِينِكَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى، يا مَنْ كُنْتَ مُقَدَّسًا عَمَّا يُعْرَفُ وَيُقالُ وَعَمَّا يُشْهَدُ بِالْمَقالِ، ثُمَّ أَسْئَلُكَ يا إِلهِيْ مِنْ سَحابِ جُوْدِكَ وَمَكرُمَتِكَ وَمِنْ غَمامِ عِنايَتِك وَمَرْحَمَتِك أَنْ أَمْطِرْ على أَرْضِ قَلْبِي أَمْطارَ عِزِّ رَأْفَتِك لِينْبُتَ مِنْهُ نَباتُ عِلْمِكَ وَحِكمَتِك لِيجْعَلَنِيْ مُتَوَكِّلاً إِلى طَلْعَةِ أَبْهائِيَّتِكَ، أَي رَبِّ إِنَّ الْمُشْرِكوْنَ ما عَرَفُوا جَوْهَرَ ذاتِك وَغَشَوْا أَعْيُنَهُمْ بِغَشاوَةِ الشِّرْكِ إِلى أَنْ أَفْتَوْا عَلى قَتْلِ مَظْهَرِ نَفْسِك الْبَهِيِّ الأبْهَى، وَقامُوا عَلى ذلِك لِيقُوْمَنَّ النَّاسُ على هَذا الْفِعْلِ وَزَلُّوا بَعْضَ النَّاسِ مِنْ صِراطِك عَمَّا خَرَجَ قَوْلُ الْباطِلِ عَنْ أَفْواهِهِمْ، إِذًا أَنْتَ يا مَحْبُوْبِيْ خُذْهُمْ بِعَذابِكَ الشَّدِيدَةِ بِما اكتَسَبَتْ أَيادِيهِمْ وَإِنَّك أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكمُ ما تُرِيدُ وَإِنَّك أَنْتَ الْمُبْدِءُ وَالْمُعِيدُ وَإِنَّك أَنْتَ السَّمِيعُ الْمُسْتَجابُ، ثُمَّ اغْفِرْ لِيْ يا محْبُوْبِيْ خَطايائِيْ ثُمَّ اسْتُرْ لِيْ يا مَسْجُوْدِيْ عُيوْبِيْ وَلا تَغْفَلْنِيْ بِأَقَلَّ مِنْ آنٍ عَنْ ذِكرِ جَمالِك وَإِنَّك أَنْتَ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ إِلَيك الْمَبْدَءُ وَالْمآبُ، لَنْ يعْرِفَ إِنِّيَّتَكَ كلُّ ذِيْ عَقْلٍ مُسْتَطابٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا مِيرُ قَبْلَ مُحَمَّدٍ اسْمَعْ نِدائِيْ وَلا تَكنْ مِنَ الْغافِلِينَ، أَنِ انْقَطِعْ عَمَّا خُلِقَ فِي التُّرابِ إِنَّهُ َيَفْنَى وَيبْقَى كَلِماتُ رَبِّك فِيْ أَبَدِ الْعالَمِينَ، وَالرَّوْحُ وَالْعَلاءُ وَالْكبْرِياءُ عَلَيك وعَلى مَنْ كانَ لِقَوْلِيْ لَمِنَ السَّامِعِينَ.

 

[6]

هو العزيز

هَذا لَوْحُ الْقُدْسِ قَدْ جَعَلَ الله مَقامَهُ مَقامَ النُّقْطَةِ كما إِنَّ مِنَ النُّقْطَةِ فُصِّلَتْ كلُّ الْحُرُوْفاتِ وَالْكَلِماتِ، وَكذلِك مِنْ هَذا اللَّوْحِ فُصِّلَ ما نُزِّلَ مِنْ أَزَلِ الآزالِ وَ يُفَصَّلُ إِلى أَبَدِ الآبِدِينَ، قُلْ إِنَّهُ وَلَوْ ساكِنًا فِيْ مَحَلِّهِ وَلَكِنْ مِنْهُ حُرِّكَتِ الْمُمْكِناتُ وَظَهَرَتْ مِنَ الْعَدَمِ فِيْ خِلَعِ الْوُجُوْدِ، فَتَبارَكَ الله سُلْطانُ الْمُقْتَدِرِينَ، قُلْ إِنَّ ساذَجَ الْقِدَمِ ظَهَرَ بِالْحَقِّ فَتَعالَى الله مُرَبِّي الْكَوْنَينِ وَرَبُّ الْعالَمَينِ، وَأَنْتَ يا عَبْدُ فَاسْمَعْ نِداءَ الله عَنْ سِدْرَةِ الْفُؤادِ الَّتِي اسْتَنارَتْ فِيْ صَدْرٍ مُمَرَّدٍ مُنِيرٍ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ نَبَأَ الَّذِيْ كانَ مِنْ قَبْلِ الْقَبْلِ قَدْ فُصِّلَ مِنْ هَذا النَّبَإِ الْعَظِيمِ، وَأَمْرَ الَّذِيْ قَدْ جَرَى مِنْ قِدَمِ الأَقْدامِ قَدْ أَشْرَقَ مِنْ هَذا الطِّرازِ الأَقْدَمِ الْقَوِيمِ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ تَالله لَوْحًا مِنْ أَثَرِ اللهِ خَيرٌ عَنْ مُلْك الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، بَلْ أَسْتَغْفِرُ اللهَ عَنْ ذَلِك لأَنَّ بِحَرْفٍ مِنْهُ خُلِقَ كُلُّها إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الشَّاعِرِينَ، وَحَرْفٌ مِنْهُ لأَحْلَى عَمَّا ظَهَرَ بِالْقَلَمِ وَجَرَى مِنَ اللِّسانِ وَتَكَلَّمَتْ بِها خَلْفَ حُجُباتِ الْقُدْسِ مَلأُ الْمُسَبِّحِينَ، كَذَلِكَ أَخَذَتْ هَذِهِ الْطَّيْرَ جَذَباتُ الشَّوْقِ فِيْ هَذا اللَّيْلِ الَّذِيْ يفْتَخِرُ عَلى فَجْرٍ دُرِّيٍّ وَكُلِّ صُبْحٍ مُنِيرٍ، بِحَيْثُ يَجْرِيْ مِنْ قَلَمِهِ ما لا سَبَقَتْهُ إِرادَتُهُ وَينْدَكُّ مِنْهُ جَبَلُ الْعارِفِينَ، الَّذِينَ لَنْ ينْظُرُوا بِالْمَنْظَرِ الأَعْلى وَكانُوا بِالْحُجُبِ وَالإِشاراتِ لَمِنَ النَّاظِرِينَ، طَهِّرُوا يا قَوْمِ آذانَكُمْ عَنْ كُلِّ ما سَمِعْتُمْ أَوْ عَرَفْتُمْ وَقَدِّسُوا قُلُوْبَكُمْ عَنْ كُلِّ ما انْطَبَعْتُمْ فِيهِ وَعَلَيهِ مِنْ صُوَرِ الْفانِيَةِ لِينْطَبِعَ عَلَيهِ جَمالُ اللهِ الْعالِي الْمُتَعالِي الْعَظِيمِ الْقَدِيمِ، يا أَهْلَ لُجَّةِ الْفِرْدَوْسِ إِنْ تُرِيدُوا أَنْ تَقْرَئُوا هَذِهِ الْوَرَقَةَ الْمُنِيرَةَ الْباقِيَةَ فَتَوَضَّئُوا أَوَّلاً مِنْ مآءِ التَّسْنِيمِ الَّذِيْ جَرَى عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ثُمَّ اغْسِلُوا بِهِ ظاهِرَكُمْ وَباطِنَكُمْ لِتَسْمَعُوا ما غَرَّدَ وَرْقاءُ الرِّضْوانِ فِيْ هَذا الْجِنانِ بِبَدائِعِ أَلْحانٍ بَدِيعٍ، وَمِنْ دُوْنِ ذَلِكَ لَنْ تَجِدُوا لَذائِذَها الْمَكنُونَةَ وَلَنْ تَعْرِفُوا جَواهِرَ حِكَمِهِ الْمَخْزُوْنَةَ وَلَوْ تَقْرَئُوْنَها فِيْ أَيامِ عُمْرِكمْ وَفِيْ كُلِّ صَباحٍ وَمَساءٍ أَوْ فِيْ كُلِّ حِينٍ، كَذَلِكَ يُغَرِّدُ الْوَرْقآءُ فِيْ هَذا الْفَضآءِ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ مُقَدَّسًا عَنْ وُجُوْهِ الْمُشْرِكينَ، وَرَقَّ هَواها وَراقَ رِياحُها وَطُيِّبَ عَرْفُها وَتَضَوَّعَ مِسْكُها إِذًا فَاقْصِدُوْها يا مَلأَ الْمُقَرَّبِينَ، وَكَذَلِكَ َيبْذُلُ اللهُ نِعَمَهُ الْباقِيَةَ الأَزَلِيَّةَ الأَبَدِيَّةَ الأَحَدِيَّةَ السَّمائِيَّةَ عَلى الْعالَمِينَ، وَأَنْتُمْ يا أَهْلَ مَلإِ الأَعْلى وَيا مَعْشَرَ الإِنْسانِ فِيْ أَرْضِ الأَدْنَى لا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْها وَلا تَكفُرُوا بِها اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَكونُنَّ مِنَ الْغافِلِينَ، فَطُوْبَى لِمَنْ رُزِقَ بِها وَمِنْها مِنْ دُوْنِ أَنْ يَلْتَفِتَ إِلى أَهْلِ السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ، وَهَذا الرَّوْحُ مِنَ الرُّوْحِ عَلَيْكُمْ يا أَيُّها الْمُقْبِلِينَ.

 

[7]

هو العزيز الجميل

سُبْحانَ الَّذِيْ بِيَدِهِ مَلَكوْتُ مُلْكِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَإِنَّهُ كانَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيمًا، لَهُ الْجُوْدُ وَالْفَضْلُ يُعْطِيْ لِمَنْ يَشاءُ ما يَشاءُ وَإِنَّهُ كانَ عَنِ الْعالَمِينَ غَنِيًّا، قُلْ يا قَوْمِ اسْمَعُوْا نِداءَ اللهِ عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُرْتَفِعَةِ الْمُبارَكَةِ الَّتِيْ نَبَتَتْ فِيْ أَرْضِ الْقُدْسِ مَقامِ قُرْبٍ مَحْمُوْدًا، بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَنَّ نُقْطَةَ الْبَيانِ نَفْسُهُ وَجَمالُهُ وَما هُوَ الْمَسْتُوْرُ ظُهُوْرُهُ وَسُلْطانُهُ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَكَذلِكَ كانَ الأَمْرُ مِنْ شَجَرَةِ النَّارِ فِيْ بُقْعَةِ النُّوْرِ مَشْهُوْدًا، قُلْ هَذا لَوْحٌ تَجَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِأَنْوارِ قُدْسٍ مَحْبُوْبًا، قُلْ إِنَّ الْجَبَلَ لَمَّا تَجَلَّى اللهُ عَلَيهِ انْدَكَّ فِي الْحِينِ وَصارَ هَبآءً مَتْرُوْكًا، وَهَذا اللَّوْحُ جَعَلَهُ اللهُ مَحَلَّ تَجَلِّيهِ فِيْ هَذا الآنِ وَ يتَجَلَّى عَلَيهِ جَمالُ الْقِدَمِ بِما َيظْهَرُ مِنْ هَذا الْقَلَمِ الَّذِيْ كانَ بِإِصْبَعِ اللهِ حِينَئِذٍ مَأَنُوْسًا، أَنْ يا أَهْلَ الأَرْضِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ أَنْفُسِكُمْ فَاتَّبِعُوا أَمْرَ الَّذِيْ كانَ مِنْ فَجْرِ اللهِ مَشْرُوْقًا، قُلْ لَنْ ينْفَعَكُمُ الْيَوْمَ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَوْ تَأْخُذُوْنَ كُلَّ الْعالَمِينَ لأَنْفُسِكُمْ ظَهِيرًا، وَلَنْ يَمُدَّكُمْ أَسْبابُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَلَوْ تَجْعَلُوْها لأَنْفُسِكُمْ مُعِينًا، إِلاَّ بِأَنْ تَدْخُلُوا فِيْ ظِلِّ هَذا الْوُجْهِ الَّذِيْ اسْتَوَى على السِّجْنِ بِما كانَ فِي الأَلْواحِ مَكْتُوْبًا، فَادْخُلُوا فِيْ دِينِ اللهِ ثُمَّ اتَّبِعُوا ما حُدِّدَ فِي البَيانِ وَكانَ مِنْ سَمآءِ الْقُدْسِ مَنْزُوْلاً، أَنْ لا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ بَيْتِ الْحَرامِ وَلا تَخْتَلِفُوا فِيْ أَمْرِ اللهِ وَلا تَدَعُوا صَحائِفَ الله وَراءَ ظُهُوْرِكُمْ وَهَذا مِنْ أَمْرِيْ عَلَيْكُمْ وَعَلى الْعالَمِينَ جَمِيعًا، يا قَوْمِ كُنَّا بَيْنَكُمْ فِيْ سِنِينَ مُتَوالِياتٍ وَكُنَّا مَعَكُمْ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ وَكانَ اللهُ عَلى ما أَقُوْلُ شَهِيدًا، وَوَرَدْتُمْ عَلَيَّ فِيْ كُلِّ حِينٍ ما لا وَرَدَ أَحَدٌ على أَحَدٍ كأَنِّيْ كُنْتُ فِيْ سِجْنِ أَنْفُسِكُمْ مَسْجُوْنًا، وَدَعَوْنا اللهَ فِيْ صَباحِ الْقُدْسِ وَعَشِيِّ الْقُرْبِ إِلى أَنْ نَجَّانا عَنِ الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا إِلى أَنْ وَرَدْنا فِيْ هَذا السِّجْنِ الَّذِيْ كانَ خَلْفَ جِبالٍ مَرْفُوْعًا، وَنَشْكرُ الله فِيْ ذَلِك وَنَحْمَدُهُ على ما جَرَى وَنَصْبِرُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ وَنَذْكرُهُ فِيْ كُلِّ طُلُوعٍ وَأُفُوْلاً، وَالرَّوْحُ عَلَيْكُمْ يا مَلأَ الْبَيانِ إِنْ تَسْلُكوا سُبُلَ عِزٍّ مَحْمُوْدًا وَصِراطَ قُدْسٍ مَمْدُوْدًا.

[8]

هو الفرد في جبروت البهاء

أَنْ يا اسْمَ الَّذِيْ سُمِّيتَ بِاسْمِيْ فِيْ مَلَكوْتِ الأَسْماءِ اسْمَعْ ما يُلْقِيكَ الرُّوْحُ مِنْ سَماءِ عِزٍّ بَدِيعًا، ثُمَّ اسْتَقِمْ على حُبِّ اللهِ وَدِينِهِ لأَنَّا شَهِدْنا النَّاسَ فِيْ تِلْك الأَيَّامِ عَلَى وَهْمٍ كانَ على سِرِّ السَّطْرِ غَلِيظًا وَإِنَّكَ فَاخْرُقْ سُبُحاتِ الْوَهْمِ بِأَنامِلِ الْقُدْرَةِ مِنْ لَدُنْ عَزِيزٍ قَدِيرًا، إِيَّاكَ أَنْ تَلْتَفِتَ إِلى الَّذِينَ يأْمُرُوْنَ النَّاسَ بِالشِّرْكِ فِيْ هَذا الْغُلامِ الَّذِيْ ينْطِقُ الرُّوْحُ فَوْقَ رَأْسِهِ بِأَنْ تَاللهِ هَذا جَمالٌ يطُوْفَنَّ فِيْ حَوْلِهِ مَلَكوْتُ قُدْسٍ رَفِيعًا، كَذَلِكَ أَذْكرْناكَ فِيْ اللَّوْحِ لِتُذَكِّرَ النَّاسَ بِاللهِ رَبِّكَ وَتُدْخِلَهُمْ فِيْ شاطِئِ اسْمٍ بَهِيًّا، قُلْ تَاللهِ كُلُّما أَنْتُمْ سَمِعْتُمْ مِنْ دُوْنِيْ هُوَ خَلْقِيْ وَكانَ اللهُ بِذَلِك شَهِيدًا، وَما أَنْتُمْ سَمِعْتُمْ بَينَ النَّاسِ هُوَ مِنْ أَمْرِيْ وَما اطَّلَعَ بِهِ إِلاَّ نَفْسُ الْحَقِّ وَعَنْ وَرائِيْ أَنْفُسٌ مَعْدُوْدًا، فَلَمَّا أَخَذَهُمُ الْغُرُوْرُ وَاسْتَكبَرُوا على اللهِ إِذًا كَشَفْنا الْحِجابَ وَأَظْهَرْنا الأَمْرَ لِيكوْنَ النَّاسُ فِيْ دِينِ رَبِّهِمْ تَقِيًّا، وَإِنَّكَ أَنْتَ فَاشْكرِ اللهَ بِما سَتَرَ عَنْكَ ما وَرَدَ عَلَى جَمالِ اللهِ مِنْ عِبادِهِ وَكُنْ عَلى شُكْرٍ عَظِيمًا، تَاللهِ لَوْ تَطَّلِعُ لَتَبْكيْ فِيْ رُوْحِك وَتَنْقَطِعُ عَنْ كُلِّ مَنْ يَمْشِيْ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ وَلا تَجْلِسُ مَعَ أَحَدٍ وَلا تَأْنَسُ مَعَ نَفْسٍ وَتَتَّخِذُ لِنَفْسِكَ مَكَانًا بَعِيدًا، وَبَلَغَ الظُّلْمُ إِلى مَقامِ الَّذِيْ يقْتُلُوْنَنِيْ بِأَسْيافِهِمْ ثُمَّ يرْجِعُوْهُ إِلى أَنْفُسِهِمْ لِيُدْخِلُوا بِهِ الْبَغْضاءَ فِيْ قُلُوْبِ الْعِبادِ وَكذَلِك يَمْكُرُوْنَ فِيْ أَمْرِ رَبِّك قُلْ إِنَّهُ لأَشَدُّ مَكْرًا وَأَعْظَمُ تَنْكِيلاً، إِيَّاكَ أَنْ تَسْتَقِرَّ على مَقامِكَ ثُمَّ ادْعُوْ النَّاسَ إِلى جِهَةِ الْعَرْشِ وَكُنْ فِيْ تَبْلِيغٍ مُبِينًا، وَإِنْ يَمَسُّكَ مِنْ ضُرٍّ فَاصْبُرْ ثُمَّ اصْطَبِرْ لأَنَّ رَبَّكَ يَأْتِيكَ بِسُرُوْرٍ جَمِيلاً، قُلْ يا قَوْمِ إِنْ تَكفُرُوا بِما نَزَلَ مِنْ جِهَةِ الْعَرْشِ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ آمَنْتُمْ بِاللهِ إِذًا فَأْتُوا بِهِ وَلا تَوَقَّفُوا أَقَلَّ مِنْ حِينًا، كذَلِك أَمَرْناكَ ما نَزَلَ مِنْ جَمالِ الْقِدَمِ عَلى هَذا الْقَلَمِ الَّذِيْ كانَ فِيْ الإِبْداعِ بِإِذْنِ الله مَشْهُوْدًا، وَالرَّوْحُ وَالْعِزَّةُ وَالْبَهاءُ عَلَيكَ وَعلى الَّذِينَ وَرَدُوْا على بُقْعَةِ عِزٍّ بَدِيعًا. إِيَّاكَ أَنْ تَحْزَنَ فِيْ أُمِّكَ فَإِنَّها قَدْ رُفِعَتْ إِلى الرَّفِيقِ الأَعْلى مَقَرِّ قُدْسٍ مَنِيعًا، وَدَخَلَتْ فِيْ غُرُفاتِ الْفِرْدَوْسِ مَقَامِ الَّذِيْ كانَتِ الأَنْوارُ عَنْ أُفُقِهِ مَشْرُوْقًا، وَأَخَذَتْها هُبُوْبُ أَرْياحِ الْفَضْلِ وَطَهَّرَتْها عَنِ الْعِصْيانِ وَكذَلِكَ أَحاطَها فَضْلُ رَبِّكَ الرَّحْمنِ وَإِنَّ فَضْلَهُ قَدْ كانَ عَلَى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، فَهَنِيئًا لَها بِما شَرِبَتْ عَنْ كأُوْسِ الْقُدْسِ وَزارَتْ جَمالَ اللهِ عَلى فِرْدَوْسِ عِزٍّ مَكِينًا، وَحِينَ اسْتِرْقائِها إِلى سِدْرَةِ الْبَقاءِ اسْتَقْبَلَتْها الْحُوْرِيَّاتُ عَنْ غُرَفِ الأبْهَى وَمَعَهُنَّ مِنَ الْمَلائِكةِ قَبِيلاً، كَذَلِكَ يَرْزُقُ اللهُ ما يَشاءُ َويُنْزِلُ الْفَضْلَ على عِبادِهِ وَإِنَّهُ كانَ بِأَحِبَّائِهِ لَغَفُوْرًا رَحِيمًا.

[9]

هُوَ البَهيّ الأبْهَى

أَنْ يا اسْمَ اللهِ اسْمَعْ نَغَماتِ الرُّوْحِ وَلا تَلْتَفِتْ إِلى الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَآياتِه وَكانُوا فِي الأَمْرِ شَقِيًّا، أَنِ اتْبَعْ مِلَّةَ الرُّوْحِ فِيْ حُبِّ رَبِّكَ وَهَذا أَصْلُ الّدِينِ وَلَنْ يعْرِفَ ذَلِك إِلاَّ كُلُّ مُوْقِنٍ ذَكِيًّا، قُلْ يا قَوْمِ قَدْ شُقَّتْ سَحابُ الْوَهْمِ وَانْفَطَرَتْ سَماءُ الشِّرْكِ وَأَتَى اللهُ على ظُلَلِ الْقُدْسِ وَفِيْ حَوْلِهِ مِنَ الْمَلائِكةِ قَبِيلاً، إِذًا بُدِّلَ كُلُّ أَمْرٍ وَاضْطَرَبَ كُلُّ نَفْسٍ وَنُسِفَ كُلُّ جَبَلٍ شامِخٍ رَفِيعًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ فَاسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ ثُمَّ اتَّخِذْ لِنَفْسِكَ فِيْ هَذا الْمَقامِ مَقْعَدَ عِزٍّ أَمِينًا، ثُمَّ انْصُرِ الأَمْرَ بِما اسْتَطَعْتَ لأَنَّ مَلأَ الْبَيانِ أَرَادُوْا بِأَنْ يُرْجِعُوا الأَمْرَ إِلى مَقَرِّ الَّذِيْ كانَتْ أَنْفُسُهُمْ عَلَيهِ مَطْرُوْحًا، خُذْ زِمامَ الأَمْرِ لِئَلاَّ يَمَسَّهُ أَنامِلُ الشِّرْكِ وَهَذا ما قُدِّرَ لَكَ فِيْ أَلْواحِ عِزٍّ حَفِيظًا، وَلَقَدْ قَدَّرْنا لِكُلِّ نَفْسٍ بِأَنْ يَكْتُبَ فِيْ هَذا الأَمْرِ ما يُثْبِتُ بِهِ أَرْجُلَ الْعارِفِينَ على صِراطِ عِزٍّ رَفِيعًا، أَنْ يا خَلِيلُ كَسِّرْ أَصْنامَ الْوَهْمِ بِقُدْرَةِ رَبِّكَ ثُمَّ أَخْرِجِ النَّاسَ عَنْ ظُلُماتِ الْهَوَى وَبَشِّرْهُمْ إِلى مَوْطِنِ الأَمْنِ فِيْ ظِلِّ سِدْرَةِ الَّتِيْ ارْتَفَعَتْ بِالْحَقِّ عَنْ جِهَةِ عَرْشٍ عَظِيمًا، إِيَّاكَ أَنْ تَلْتَفِتَ إِلى شَيْءٍ ثُمَّ تَقَرَّبْ بِنَفْسِكَ إِلى اللهِ الَّذِيْ خَلَقَك وَسَوَّاك وَجَعَلَك لِعِبادِهِ ذِكْرًا مَنِيعًا، وَإِنْ تُرِيدُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلى ما وَرَدَ عَلى جَمالِ عِزٍّ بَهِيًّا، فَاعْلَمْ بِأَنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِيْ بِئْرِ الْحَسَدِ وَهَذا قَمِيصُهُ مَرْشُوْشٌ بِدَمِهِ وَأَرْسَلْناهُ إِلَيْكَ لِتَكوْنَ عَلى بَصِيرَةٍ مُنِيرًا، كَذَلِكَ أَلْهَمْناكَ وَأَلْقَيناكَ ما وَرَدَ على مَظْهَرِ نَفْسِ اللهِ مِنْ عِبادِ الَّذِينَهُمْ خُلِقُوا بِإِرادَةٍ مِنْ قَلَمِهِ وَكانُوا عَلى رَبِّهِمْ بَغِيًّا، كُنْ كلِمَةَ اللهِ وَسَيْفَ أَمْرِهِ بَيْنَ الْعِبادِ لِيَفْصِلَ بِكِ بَيْنَ الَّذِينَهُمْ آمَنُوا بِالله وَآياتِهِ عَنِ الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا وَكانُوا عَلى الأَمْرِ مُرِيبًا، إِيَّاكَ فَانْصُرْ رَبَّكَ فِيْ كُلِّ حِينٍ وَلا تَقْرُبْ إِلى الَّذِينَ تَجِدُ مِنْهُمْ رَوائِحَ الْبَغْضاءِ مِنْ هَذا الْغُلامِ الَّذِيْ أَشْرَقَ عَنْ مَطْلِعِ الْبَقاءِ بِسُلْطانٍ مُبِينًا، قُلْ يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِعَلِيٍّ بِما نَزَلَ عَلَيْهِ الْبَيانُ وَبِمُحَمَّدٍ مِنْ قَبْلِهِ بِما نَزَلَ عَلَيهِ الْفُرْقانُ وَبِالرُّوْحِ مِنْ قَبْلِهِ بِما نَزَلَ عَلَيهِ الإِنْجِيلُ ثُمَّ بِالْكَلِيمِ بِمَا نَزَلَ عَلَيْهِ الأَسْفارُ تَالله تِلْكَ آياتُهُمْ قَدْ نَزَلَتْ عَنْ جِهَةِ عَرْشٍ مَنِيعًا، وَمِنْ دُوْنِها قَدْ مُلِئَتِ الآفاقُ عَمَّا ظَهَرَ مِنْ سُلْطانِ الَّذِيْ كانَ عَلى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، إِذًا يا قَوْمِ فَاسْتَحْيوا عَنِ اللهِ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ تُوْبُوا إِلَيْهِ بِما فَرَّطْتُمْ فِيْ جَنْبِهِ وَهَذا جَنْبُ اللهِ إِنْ أَنْتُمْ بِهِ عَلِيمًا، قُلْ قَدْ عَمَتْ أَبْصارٌ لَنْ تَرْتَدَّ إِلى شَطْرِهِ وَبَكَمَتْ لِسانٌ لَنْ تَنْطِقَ بِبَدائِعِ ذِكْرِهِ وَصَمَّتْ آذانٌ لَنْ تَسْمَعَ نَغَماتِ الرُّوْحِ مِنْ هَذا اللِّسانِ الَّذِيْ يَنْطِقُ فِيْ كُلِّ شَيْءٍ بِأَنِّيْ أَنا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَإِنَّهُ قَدْ كانَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيمًا، قُلْ يا قَوْمِ دَعُوا ما عِنْدَكُمْ ثُمَّ خُذُوا لَوْحَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ اسْتَنْشِقُوا إِنْ وَجَدْتُمْ عَنْهُ رائِحَةَ الرَّحْمنِ فَاحْفَظُوْهُ عَنْ ضَرِّ الشَّيْطانِ ثُمَّ انْصُرُوْهُ بِما كُنْتُمْ مُسْتَطِيعًا عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيَنْصُرُ أَحِبَّائَهُ كَيْفَ يَشَاءُ وَإِنَّ نَصْرَهُ كانَ على الْمُؤْمِنِينَ قَرِيبًا، إِيَّاكُمْ لا تُجادِلُوا بِاللهِ وَلا تُحارِبُوا بِنَفْسِهِ وَلا تَدْحَضُوا ما اسْتَعْلَى بِهِ أَسْمائُكُمْ وَحُقِّقَ بِهِ دِيْنُكُمْ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَكوْنُنَّ عَنْ شاطِئِ الْقُرْبِ بَعِيدًا.

 

[10]

هو البهيّ في جبروت البقاء

هَذا كِتابُ نُقْطَةِ الأُوْلَى لِمَنِ اتَّخَذَ اللهَ لِنَفْسِهِ وَلِيًّا وَإِذا أَشْرَقَ عَلَيهِ شَمْسُ التَّقْدِيسِ عَنْ أُفُقِ الْقَمِيصِ خَرَّ بِوَجْهِهِ ثُمَّ سَجَدْ، إِنَّ الَّذِينَهُمْ آمَنُوا بِاللهِ وَمَظْهَرِ نَفْسِهِ الأُوْلَى فِيْ ظُهُوْرِهِ الأُخْرَى أُولَئِك قَدَّسَهُمُ اللهُ عَنْ كُلِّ دَنَثٍ وَغَطَّاهُمْ رَحْمَةُ رَبِّهِمْ مِنْ غَيْرِ حَدٍّ وَعَدَدْ، قُلْ يا قَوْمِ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ حارَبُوا مَعَ اللهِ وَأَنْكَرُوا حُجَّتَهُ وَكانُوا مِمَّنْ كَفَرَ وَجَحَدْ، اتَّقُوا مِنْ مَظْهَرِ الأَمْرِ فِيْ تِلْكَ الأَيَّامِ ثُمَّ انْصُرُوا اللهَ بارِئَكُمْ وَلا تَخافُوا مِنَ الَّذِيْ أَشْرَك ثُمَّ أَلْحَدْ، قُلْ يا قَوْمِ أَتَتَّخِذُوْنَ الْهَوَى لأَنْفُسِكُمْ إِلهًا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَتَضَعُوْنَ الَّذِيْ يَشْهَدُ كُلُّ الذَّرَّاتِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْواحِدُ الأَحَدْ، أَنْ يا اسْمِيْ اسْمَعْ ما يَنْطِقُ الْوَرْقاءُ فِيْ قُطْبِ الْبَقاءِ وَلا تَلْتَفِتْ إِلى الَّذِيْنَ تَجِدُ فِيْ قُلُوْبِهِمُ الْبَغْضاءَ مِنْ هَذا الْجَمالِ الْعَلِيِّ الْمُعْتَمَدْ، إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ اسْتَقامُوا فَقَدْ أَخَذَتْهُمْ نَفَحاتُ الرَّحْمنِ عَنْ شَطْرِ الرِّضْوانِ أُوْلَئِكَ مِنْ عِنايَةِ الرُّوْحِ اسْتَمَدْ، فَسُبْحانَ الَّذِيْ أَظْهَرَ نَفْسَهُ عَلى شَأْنٍ أَحاطَتِ الْمُمْكِناتِ أَنْوارُهُ وَالَّذِيْنَ أُوْتُوا بَصائِرَ الرُّوْحِ يَكْتَفُوْنَ بِذَلِك فِيْ حُجِّيَّةِ الأَمْرِ وَيشْهَدُوْنَ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْفَرْدُ الصَّمَدْ، وَمِنْ دُوْنِ ذلِكَ نَزَّلَ الآياتِ كَيْفَ شاءَ وَأَرادَ بِحَيْثُ مَلَئَتِ الآفاقَ نَفَحاتُ الرُّوْحِ وَلا ينْكِرُها إِلاَّ كُلُّ ذِيْ غِلٍّ وَحَسَدْ، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ ثُمَّ انْظُرُوا بِطَرْفِ الإِنْصافِ فِيْ حُجَجِ النَّبِيِّيْنَ وَالْمُرْسَلِينَ إِيَّاكُمْ أَنْ تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ حَرَمِ الْقُدْسِ وَلا تَدْحَضُوا الْحَقَّ بِما عِنْدَكُمْ لأَنَّهُ خُلِقَ بِأَمْرِيْ وَلا يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلاَّ كُلُّ ذِيْ بَصَرٍ حُدَدْ، وَالَّذِيْنَ يُنْكِرُوْنَ فَضْلَ تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ أَمْرٍ وَأُوْلَئِكَ مِنْ أَصْحابِ الرَّمَدْ، قُلْ يا قَوْمِ صَفُّوا مِرْآتَ قُلُوْبِكُمْ ثُمَّ أَلْطِفُوا أَبْصارَكُمْ لَعَلَّ لا تَضِلُّوْنَ السَّبِيْلَ فِيْ هَذا الصِّراطِ الْمُقَدَّسِ الْمُمَدَّدْ، كَذَلِكَ أَلْهَمْناكَ وَأَلْقَيْناكَ لِتَسْتَقِيْمَ عَلى أَمْرِ رَبِّكَ وَتَدْعُوْ النَّاسَ إِلى صِراطِ رَبِّكَ وَتَكُوْنَ مِنْ أَهْلِ الرَّشَدْ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّا وَقَعْنا تَحْتَ سَيفِ النَّكْرَاءِ مِنْ هَؤُلاءِ الَّذِيْنَ هُمُ اتَّخَذُوا الْهَوَى لأَنْفُسِهِمْ رَبًّا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَكَذَلِكَ أَخَذَتْهُمْ سِياطُ الْقَهْرِ مِنْ حَكِيْمٍ ذِيْ مَدَدْ، وَإِنَّكَ أَنْتَ فِرَّ مِنْ هَؤُلاءِ وَلا تَأْنَسْ مَعَهُمْ ثُمَّ ابْتَغِ لِنَفْسِكَ فِيْ ظِلِّ عِصْمَةِ رَبِّكَ حِصْنًا مُشَيَّدْ، إِيَّاكَ أَنْ تُعاشِرَ مَعَ الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا وَأَشْرَكُوا وَأَنْكَرُوا بِما آمَنُوا فَوَيلٌ لِمَنْ آمَنَ ثُمَّ ارْتَدْ، طَهِّرْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ الإِشاراتِ لِتَحْكيْ عَنْ مالِكِ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ فَهَنِيْئًا لِنَفْسٍ لا تَمْنَعُها الْحُجُباتُ عَنْ إِصْغاءِ كَلِمَةِ اللهِ وَكَذَلِكَ كانَ حَمامَةُ الرُّوْحِ أَنْ يُغَرِّدْ، وَ الرَّوْحُ وَالْعِزُّ عَلَيْكَ وَعَلى مَنِ اتَّخَذَ فِيْ ظِلِّ رَبِّهِ مَقامًا مُمَرَّدْ.

 

[11]

هو البهيّ في أفق الأبْهَى

هَذا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَجَعَلَهُ اللهُ آيَةَ ظُهُوْرِهِ وَسُلْطَانَ أَمْرِهِ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَإِنَّهُ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرًا وَيشْهَدُ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَنَّ عَلِيًّا مَظْهَرُ نَفْسِهِ بَينَ الْعالَمِينَ جَمِيعًا، وَأَنَّ بَهائَهُ لَظُهُوْرُهُ ثُمَّ بُطُوْنُهُ وَعِزُّهُ وَشَرَفُهُ وَبُرْهانُهُ لِمَنْ فِيْ مَلَكوْتِ الأَمْرِ وَالْخَلْقِ وَكَذَلِكَ كانَتْ رَحْمَتُهُ عَلى الْعالَمِيْنَ مُحِيطًا، إِنَّ الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَآياتِهِ أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شَأْنٍ وَأُوْلَئِكَ كانُوا عَنْ مَعِيْنِ هَذا التَّسْنِيْمِ مَحْرُومًا، يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَخْتَلِفُوا فِيْ أَمْرِهِ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ تَجِدُوا فِيْ قُلُوْبِهِمُ الْبَغْضاءَ مِنْ هَذا الْجَمالِ الَّذِيْ ظَهَرَ على هَيْكَلِ التَّثْلِيثِ فِيْ هَيْئَةِ التَّرْبِيعِ مَشْهُوْدًا، إِيَّاكُمْ يا قَوْمِ لا تَدَعُوا كِتابَ اللهِ عَنْ وَرائِكُمْ أَنِ اتَّبِعُوا مِلَّةَ اللهِ وَدِينَهُ وَإِنَّهُ الْيَوْمَ حُبِّيْ وَكانَ اللهُ على ذَلِك شَهِيدًا، وَإِذا زَيَّنْتُمْ هَيْكَلَ الإِيمانِ بِقَمِيصِ حُبِّيْ فَاشْكُرُوا اللهَ بِما أَيَّدَكمْ عَلى ذَلِكَ إِنَّهُ ما مِنْ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ وَكُلٌّ عِنْدَهُ فِيْ أَلْواحٍ حَفِيظًا، أَنِ اسْمَعُوا يا قَوْمِ نِداءَ رَبِّكُمْ عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْحَمْراءِ عَلى بُقْعَةِ الْبَقاءِ فِيْ فِرْدَوْسِ رَبِّكُمُ الْعَلِيِّ الأَعْلَى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا وَإِنِّيْ قَدْ كنْتُ عَلى يَمِيْنِ الصِّراطِ عَلى الْحَقِّ مَوْقُوْفًا، وَأَشْهَدُ الَّذِيْنَ هُمْ يَمُرُّوْنَ عَلَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ عَنْهُ كَالْبَرْقِ السَّائِرِ مِنَ الْغَمامِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ بِصَدْرِهِ وَمِنْهُمْ بِرِجْلَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ وَقَفَ تِلْقائَهُ وَكَذَلِك أَشْهَدْناهُمْ وَكُنَّا عَلى ذَلِكَ شَهِيْدًا، أَنْ يا قَلَمَ الأَمْرِ ذَكِّرْ عِبادَ الَّذِيْنَهُمْ دَخَلُوا بُقْعَةَ الْفِرْدَوْسِ مَقامَ الَّذِيْ كانَتِ الأَنْوارُ عَنْ أُفُقِهِ مَشْهُوْدًا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَخَلَ تِلْقاءَ الْعَرْشِ وَسَمِعَ نَغَماتِ اللهِ وَكانَ مِنَ الْفائِزِيْنَ فِيْ أُمِّ الْكِتابِ مِنْ قَلَمِ الرُّوْحِ مَكْتُوْبًا، وَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَما وُفِّقَ بِالدُّخُوْلِ فِيْ حَرَمِ الْكِبْرِياءِ مَقامِ الَّذِيْ طَهَّرَهُ اللهُ عَنْ عِرْفانِ الْخَلائِقِ مَجْمُوْعًا، وَلِكُلٍّ نَصِيْبٌ فِيْ كِتابِ رَبِّكَ وَلا يَعْقِلُ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ أَيَّدَهُ اللهُ عَلى الأَمْرِ وَجَعَلَهُ مِنَ الْمُوْقِنِينَ فِيْ أُمِّ الأَلْواحِ مَذْكوْرًا، أَنْ يا قَلَمَ الْقِدَمِ ذَكِّرْ عَبْدَنا يُوْسُفَ الَّذِيْ دَخَلَ سِيناءَ الأَمْرِ وَسَمِعَ نِداءَ اللهِ مِنْ سِدْرَةِ الْمُرْتَفِعَةِ عَلى شاطِئِ قُلْزُمِ الْبَهاءِ بِأَنِّيْ أَنا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَإِنِّيْ قَدْ كُنْتُ عَلى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، أَنْ يا عَبْدُ فَاشْكُرِ اللهَ رَبَّكَ بِما رَزَقَكَ عِرْفانَ مَظْهَرِ نَفْسِهِ وَحَضَرَكَ تِلْقاءَ الْعَرْشِ وَأَسْمَعَكَ نَغَماتِ الَّتِيْ بِها اجْتُذِبَتْ حَقائِقُ كُلِّ الأَشْياءِ عَمَّا خُلِقَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَكَذَلِكَ كانَ فَضْلُ رَبِّكَ مُحِيطًا، أَنْ يا عَبْدُ قُمْ عَلى الأَمْرِ بِاسْتِقامَةٍ مِنْ لَدُنَّا وَقُدْرَةٍ مِنْ عِنْدِنا وَلا تَخَفْ مِنْ أَحَدٍ وَإِنَّا نَحْرُسُك عَنْ كُلِّ ظالِمٍ شَقِيًّا، قُلِ اتَّقُوا اللهَ يا قَوْمِ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْ دُوْنِهِ رَبًّا لأَنْفُسِكُمْ ثُمَّ كَسِّرُوا أَصْنامَ الْوَهْمِ وَالْهَوَى بِسُلْطانِي الْعَلِيِّ الأَعْلى وَإِنَّ هَذا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ أَنْتُمْ بِهِ عَلِيمًا، فَسَوْفَ يَدْخُلُ الشَّيْطانُ بَيْنَكمْ وَيأْمُرُكُمْ عَلى بُغْضِ الْغُلامِ إِذًا فَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ وَلا تَقَرَّبُوا بِهِ وَإِنَّ هَذا ما يَحْكُمُكُمْ بِهِ اللهُ وَإِنَّهُ يَحْكُمُ ما يَشاءُ بِسُلْطانٍ مُبِيْنًا، قُلِ الْيَوْمَ لَنْ يَنْفَعَ أَحَدًا شَيءٌ إِلاَّ بَعْدَ حُبِّيْ وَلَوْ يَأْتِيْ بِكُتُبِ الْعالَمِيْنَ جَمِيعًا، إِنَّ الَّذِينَ لَمْ تَجِدُوا مِنْهُمْ رائِحَةَ الرَّحْمنِ لا تُقْبِلُوا إِلَيْهِمْ وَلَوْ يَأْتُوْنَكُمْ بِأَلْواحٍ عَدِيدًا، أَنْ يا يُوْسُفُ قُمْ عَنْ رَقْدِكَ ثُمَّ ذَكِّرِ النَّاسَ بِما أَلْهَمَك الرُّوْحُ فِيْ هَذا اللَّوْحِ الَّذِيْ كانَ عَلى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ كُلَّما سَمِعْتَ قَدْ ظَهَرَ مِنْ عِنْدِيْ وَما أَشَرْنا بِهِ إِلى دُوْنِيْ ذَلِكَ مِنْ حِكْمَةِ الَّتِيْ كانَتْ عَنِ الْعَالَمِينَ مَسْتُوْرًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ الَّذِيْ خُلِقَ بِأَمْرِيْ وَذُوِّتَ بِقَوْلِيْ قَدْ قامَ عَلَيَّ وَأَعْرَضَ عَنِ اللهِ وَكَفَرَ بِآياتِهِ وَجاحَدَ بِبُرْهانِهِ وَكانَ مِنَ الْمُشْرِكيْنَ مَحْسُوْبًا، إِيَّاكُمْ أَنْ يَمْنَعَكُمُ الدُّنْيا وَما فِيها عَمَّا قُدِّرَ لَكُمْ فِيْ سَماءِ عِزٍّ رَفِيعًا، فَاشْدُدْ ظَهْرَكَ لِنَصْرِ اللهِ وَأَمْرِهِ ثُمَّ لِخِدْمَةِ اللهِ وَعِزِّهِ وَكذَلِكَ يَأْمُرُكَ قَلَمُ الْعِزِّ مِنْ جَبَرُوْتِ عِزٍّ مَنِيعًا، قُلْ قَدِ اسْوَدَّتْ وُجُوْهٌ لَنْ تَسْتَشْرِقَ مِنْهُ أَنْوارُ حُبِّ رَبِّيَ الأبْهَى وَعَمَتْ أَبْصارٌ لَنْ تَرْتَدَّ إِلى شَطْرِ رَحْمَتِهِ الْكُبْرَى وَخَرِسَتْ لِسانٌ لَنْ يَتَحَرَّكَ عَلى ذِكرِهِ الأَحْلى وَانْعَدَمَتْ نَفْسٌ لَنْ تَقُوْمَ عَلى النَّصْرِ فِيْ هَذا الأَمْرِ الَّذِيْ أَشْرَقَ عَنْ أُفُقِ قُدْسٍ لَمِيْعًا، كَذَلِكَ عَلَّمْناكَ لِتَعْلَمَ سَبِيْلَ رَبِّكَ لِئَلاَّ يُضِلَّكَ كُلُّ مُنْكِرٍ أَثِيمًا، ثُمَّ ذَكِّرْ حَرْفَ الْمِيمِ قَبْلَ جَعْفَرٍ لِيتَذَكَّرَ فِيْ نَفْسِهِ وَيَكُوْنَ مِنَ الذَّاكرِيْنَ فِيْ تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِيْ كانَتِ الْعِبادُ عَنْ شاطِئِ الْقُدْسِ مَحْرُوْمًا، قُلْ يا عَبْدُ إِنَّا أَرَيْناكَ فِيْ الْمَنامِ مِنْ قَبْلُ ما يَهْدِيك إِلى سَبِيْلِ رَبِّكَ إِذًا قُمْ بِأَمْرِ مَوْلاكَ ثُمَّ بَلِّغِ النَّاسَ هَذا الأَمْرَ الَّذِيْ انْدَكَّتْ عَنْهُ كُلُّ جَبَلٍ رَفِيعًا، كُنْ مُنادِيَ الأَمْرِ بَيْنَ عِبادِنا ثُمَّ اجْمَعْهُمْ عَلى حُبِّيْ وَإِنَّ هَذا لَخَيْرٌ قَدْ كانَ فِيْ الْكِتابِ عَظِيْمًا، إِيَّاكَ أَنْ يَمْنَعَكَ شَيْءٌ عَنْ ذِكْرِ رَبِّكَ دَعِ الدُّنْيا عَنْ وَرائِكَ ثُمَّ اتَّخِذْ فِيْ ظِلِّ رَبِّكَ مَقامًا أَمِينًا، قُلْ يا قَوْمِ لا تُجادِلُوا بِآياتِ اللهِ إِذْ أُنْزِلَتْ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ كَفَرُوا وَأَشْرَكُوا وَكانُوا عَنْ نَغَماتِ اللهِ مَحْرُوْمًا، أَنِ اتَّبِعُوا ما يُلْقِي الرُّوْحُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ أَجِيْبُوا دَاعِيَ اللهِ بَيْنَكُمْ ثُمَّ ادْعُوا النَّاسَ بِالْحَجِّ الأَعْظَمِ الَّذِيْ كانَ عَلى هَيْكَلِ الْغُلامِ مَشْهُودًا، ثُمَّ أَلْقِ التَّكبِيرَ عَلى وَجْهِ الَّذِيْ سُمِّيَ بِمِيرْزا ثُمَّ بَشِّرْهُ بِعِناياتِ رَبِّهِ لِيَكوْنَ مُسْتَبْشِرًا فِيْ نَفْسِهِ وَكذَلِكَ أَمَرْناكَ بِالْحَقِّ لِيُحِيطَ فَضْلُ اللهِ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَهُمْ كانُوا فِيْ ظِلِّ هَذا الأَمْرِ مَسْكوْنًا، أَنْ يا عَبْدُ اذْكُرْ رَبَّكَ فِيْ الْعَشِيِّ وَالإِشْراقِ ثُمَّ اتَّخِذْ لِنَفْسِكَ مَقامًا كانَ لَدَى الْعَرْشِ مَحْمُوْدًا، فَهَنِيئًا لَكَ بِما فُزْتَ بِلِقاءِ رَبِّكَ وَكُنْتَ مِنَ الطَّائِفِينَ فِيْ حَوْلِ هَذا الْبَيتِ الَّتِيْ كانَتْ عَلى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، تَجَنَّبْ عَنْ أَعْدائِيْ وَلا تُعاشِرْ مَعَهُمْ وَكُنْ فِيْ حِفْظٍ جَمِيلاً، تَالله مَنِ اسْتَقامَ عَلى حُبِّيْ لَيَجْعَلُهُ اللهُ مُقْتَدِرًا عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَيبْعَثُهُ تِلْقاءَ الْعَرْشِ فِيْ فِرْدَوْسِ الأَعْظَمِ عَلى جَمالٍ كانَ مِنْ نُوْرِ الْعِزِّ مُنِيرًا، أَنْ اثْبُتْ عَلى الأَمْرِ بِحَيْثُ لا يَزِلُّكَ أَقْوالُ الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا وَأَشْرَكُوا وَكانُوا عَنْ شاطِئِ الْعَدْلِ بَعِيدًا، ثُمَّ أَلْقِ التَّكبِيرَ عَلى الَّذِينَ حَضَرُوا تِلْقاءَ الْعَرْشِ ثُمَّ الَّذِينَ ما فازُوا بِلِقاءِ اللهِ وَلَكنَّ اللهَ قَبِلَ عَنْهُمْ وَيَجْزِيهِمْ مِنْ فَضْلِهِ جَزاءً مَوْفُوْرًا، وَيَرْزُقُهُمْ مِنْ سَماءِ الأَمْرِ مِنْ نِعْمَةِ الَّتِيْ كانَتْ عَنْ غَمَامِ الرُّوْحِ مَنْزُوْلاً، كَذَلِكَ أَلْهَمْناكَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْكَ رَوائِحَ الرَّحْمنِ مِنْ نَفَسِ السُّبْحانِ لِتَكوْنَ عَلى الأَمْرِ فِيْ سَبِيلِ رَبِّكَ شَدِيدًا، وَالرَّوْحُ وَالْعِزَّةُ وَالْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى كُلِّ صَغِيْرٍ وَكبِيْرًا.

 

[12]

هو الباقي

أَنْ يا فَتْحُ الأَعْظَمُ إِنَّا قَدْ أَحْصَيْنا فِيْ نَفْسِكَ نَصْرَ نَفْسِنا الْحَقِّ وَنَفَخْنا فِيْكَ رُوْحًا مِنَ الْقُوَّةِ وَالاقْتِدارِ حِيْنَ الَّذِيْ حَضَرْتَ بَيْنَ يَدَيِّ الْعَرْشِ فِيْ الْعِراقِ وَكانَ اللهُ عَلى ذَلِكَ شَهِيدًا، فَوَجَمالِيْ لَوْ أَنْتَ تُرِيدُ بِقُدْرَةِ الَّتِيْ أَعْطَيْناكَ لِتَقْلِبَ الْعالَمِينَ إِلى وَجْهِ رَبِّكَ لَتَقْدِرُ بِسُلْطانِ الَّذِي أَحاطَ الْعالَمِينَ جَمِيعًا، أَنِ اسْتَقِمْ فِيْ أَمْرِ رَبِّكَ وَلا تَضْطَرِبْ مِنْ فِتْنَةِ الَّتِيْ اضْطَرَبَتْ مِنْها كُلُّ مَنْ فِيْ السَّمواتِ وَالأَرْضِ بِحَيْثُ وَضَعَ الإِمْكانُ حِمْلَهُ وَتَرَى النَّاسَ سُكَراءَ عَلى أَرْضِ الْفَناءِ وَهُيَمآءَ فِيْ بَرِّيَّةِ الْوَهْمِ وَالْهَوَى وَكَذلِكَ كانَ أَمْرُ رَبِّكَ عَلى الْحَقِّ شَدِيْدًا، وَإِنَّا أَرَدْنا حِيْنَ الَّذِيْ كُنْتَ تِلْقَاءَ الْعَرْشِ بِأَنْ نُلْقِيْ عَلَيْكَ مِنْ أَمْرِ الْمُقَنَّعَةِ الْمُغَطَّئَةِ المُحَجَّبَةِ عَنْ كُلِّ الأَنْظارِ وَلكِنْ صَبَرْنا إِتْمَامًا لِمِيْقَاتِ اللهِ فَلَمَّا تَمَّتِ الْمِيْقاتُ أَظْهَرْنا مِنْهُ رَمْزًا إِذًا تَزَلْزَلَتْ سُكَّانُ الأَرْضِ وَانْصَعَقَتِ الطُّورِيُّوْنَ عَلى سِيْنَاءِ الأَمْرِ وَضَجَّتْ أَفْئِدَةُ أُوْلِي النَّظَرِ مِنْ هَذا الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَأَظْلَمَتْ كُلُّ شَمْسٍ بازِغ ٍمُنِيْرًا، إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَمْنَعَ عَنْ نَفْسِكَ قُدْرَةَ رَبِّكَ ثُمَّ اتَّخِذْ فِيْ ظِلِّ عِصْمَةِ الأَمْرِ عَلى الْحَقِّ الأَكْبَرِ مَقامًا رَفِيْعًا، لِئَلاَّ يَأْخُذَكَ سَهْمُ الإِشاراتِ مِنْ أُوْلِي الْكَلِماتِ وَيَمْنَعَكَ عَنْ رَحِيْقِ الْحَيَوانِ فِيْ هَذا الرِّضْوانِ الَّذْيِ كانَ عَنْ يَمِيْنِ الْعَرْشِ مَشْهُوْدًا، دَعِ الإِشاراتِ عَنْ وَرَائِكَ ثُمَّ ارْتَدَّ الْبَصَرَ إِلى مَنْظَرِ اللهِ الأَكْبَرِ لِتَعْرِفَ رَبَّكَ بِنَفْسِهِ وَتَكُوْنَ مِنَ الْعارِفِيْنَ فِيْ أُمِّ الأَلْواحِ مِنْ قَلَمِ اللهِ مَرْقُوْمًا، أَنْ يا كَلِمَةَ الأَمْرِ فَلَمَّا نَزَلَتْ جُنُوْدُ وَحْيِ اللهِ بِالرُّوْحِ الأَعْظَمِ فِيْ قُمُصِ الآياتِ إِذًا ضاقَتْ صُدُوْرُ أَهْلِ الإِشاراتِ وَمَنَعُوا آذانَهُمْ عَنْ نَغَماتِ رَبِّهِمْ لِذا جَعَلْناهُمْ عَنْ شاطِئِ الْفَضْلِ مَحْرُوْمًا، أَذِّنِ النَّاسَ بِالْحَجِّ الأَكْبَرِ إِلى هَذا الْجَمالِ الَّذِي يَطُوْفُ فِيْ حَوْلِهِ بَيْتُ الأَعْظَمُ ثُمَّ الْحِلُّ وَالْحَرَمُ ثُمَّ هَياكِلُ الْقِدَمِ الَّذِيْنَ ما سَجَدُوا إِلاَّ لِوَجْهِ الَّذِيْ كانَ عَنْ أُفُقِ الْقُدْسِ مَشْرُوْقًا، ضَعْ قَدَمَكَ عَلى رَأْسِ الإِشاراتِ وَعَنْ كُلِّ ما يَمْنَعُكَ عَنِ الْوُرُوْدِ فِيْ ساحَةِ عِزٍّ مَحْبُوْبًا، قُمْ بِقِيامِ رَبِّكَ ثُمَّ انْصُرْ هَذا الْمَظْلُوْمَ وَلا تَخَفْ مِنَ الَّذِيْنَ يَقُوْلُوْنَ ما لا يَشْعُرُوْنَ وَيَحْسَبُوْنَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُوْنَ لا فَوَنَفْسِيَ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُنِ الْيَوْمَ عِنْدَ رَبِّكِ مَذْكُوْرًا، أَنَسِيْتَ ما أَلْقَى الرُّوْحُ عَلَيْكَ حِيْنَ الَّذِيْ دَخِلْتَ عَلى سُرَادِقِ الْخُلْدِ مَقامِ عِزٍّ مَبْرُوْكًا، تَاللهِ قَدْ جاءَ فَصْلُ الأَكْبَرُ وَفَصَلَ بَيْنَ كُلِّ الذَّرَّاتِ إِذًا انْصَعَقَتِ الأَرْواحُ مِنْ كُلِّ نَفْسٍ إِلاَّ عِدَّةَ وَجْهِ رَبِّكَ وَهُمْ هَياكِلٌ مَعْدُوْدًا، تَاللهِ لَوْ تَرْتَدُّ بَصَرَ الَّذِيْ أَعْطَيْناكَ لَتَشْهَدُ بِأَنَّ السَّحابَ تَبْكِيْ عَلَيَّ وَالْغَمامَ يَنُوْحُ لِيْ وَالسَّماءَ تَحِنُّ لِنَفْسِي الَّتِيْ كانَتْ بَيْنَ الْعالَمِيْنَ مَظْلُوْمًا، وَوَرَدَ عَلَيْهِ ما لا يُحْصِيْهِ أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ رَبِّيْ وَلَوْ كُشِفَ الْغِطاءُ عَنْ وَجْهِهِ لَتَنْقَطِعُ عَنِ الرُّوْحِ وَتَصِحُّ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ بِصَيْحَةٍ كانَ عَلى الْحَقِّ عَظِيْمًا، وَلَكِنْ سَتَرْنا وَصَبَرْنا إِلى أَنْ يأْتِي اللهُ بِأَمْرِهِ وَيُظْهِرُ طَلائِعَ النَّصْرِ إِذًا يَنْصُرُ الْغُلامَ بِجُنُوْدِ الْغَيْبِ كَما نَصَرَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ حِيْنَ الَّذِيْ كانَ فِيْ سِجْنِ الظُّلْمِ وَأَخْرَجَهُ بِالْحَقِّ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ وأَنْزَلَ عَلَيْهِ سَكِيْنَةً مِنْ لَدُنْهُ وَكانَ نَصْرُ رَبِّكَ بِالْحَقِّ قَرِيْبًا، قُلْ يا قَوْمِ هَذا الَّذِيْ مِنْهُ اسْتَضاءَ كُلُّ الْمُمْكِناتِ وَطارَتْ طَيْرُ الأَمْرِ إِلى مَقامِ الَّذِيْ اسْتَظَلَّ فِيْ ظِلِّها كُلُّ الذَّرَّاتِ وَهَلْ يُنْكِرُ هَذا الْفَضْلَ أَحَدٌ لا فَوَالَّذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ إِلاَّ كُلُّ مُبْغِضٍ مَرْدُوْدًا، قُلْ يا قَوْمِ لا تَتَّبِعُوا هَوَيكُمْ أَنِ اتْبَعُوا مِلَّةَ الرُّوْحِ وَلا تَجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِحُجُباتِ النَّفْسِ مَحْجُوْبًا، فَسَوْفَ تُمْنَعُوْنَ عَنْ حُبِّ اللهِ وَمَظْهَرِ نَفْسِهِ وَتُدْعَوْنَ إِلى الْعِجْلِ وَهَذا مِنْ سِرِّ الْغَيْبِ أَخْبَرْناكُمْ بِهِ لِتَكُوْنُنَّ مِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا بَصَرَ الْعِرْفانِ وَكانُوا عَلى الأَمْرِ خَبِيْرًا، إِيَّاكُمْ يا قَوْمِ لا تَكْفُرُوا بِآياتِ اللهِ إِذا نَزَلَتْ بِالْحَقِّ وَلا تُحارِبُوا مَعَ الَّذِيْ بِهِ اسْتَشْرَقَتْ شَمْسُ الْعِزِّ عَنْ أُفُقِ عِزٍّ مُنِيْرًا، وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ ثُمَّ انْظُرُوا فِيْ كَلِماتِ اللهِ لأَنَّكُمْ خُلِقْتُمْ لإِصْغائِها وَإِنَّها تَسْتَضِيْءُ بَيْنَ كَلِماتِ النَّاسِ كَإِشْراقِ الشَّمْسِ بَيْنَ أَنْجُمٍ مَبْزُوْغًا، كَسِّرُوا أَصْنامَ التَّقْلِيْدِ بِقُدْرَةِ رَبِّكُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمْ فِيْ أَنْفُسِكُمْ مِنْ ضُعْفٍ فَاسْتَقْدِرُوا بِسُلْطانِي الذِيْ كانَ عَلى العالَمِيْنَ مُحِيْطًا، قُلْ يا مَلأَ الْبَيَانِ إِذًا يَتَكَلَّمُ لِسانُ الله فِيْ أُفُقِ الأَعْلى وَيَقُوْلُ يا مِلأَ الأَرْضِ بِأَيِّ حُجَّةٍ آمَنْتُمْ بِعَلِيٍّ مِنْ قَبْلُ حِيْنَ الَّذِيْ جاءَ بِسُلْطانٍ مِنَ الأَمْرِ وَفِيْ حَوْلِهِ مِنْ جُنُوْدِ عِزٍّ مُبِيْنًا، إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِهِ بِما نُزِّلَ عَلَيْهِ مِنْ جَبَرُوْتِ الْبَقاءِ آياتُ قُدْسٍ بَدِيْعًا، تَالله هَذا نَفْسِيْ وَتِلْكَ آياتِيْ مَلَئَتِ الآفاقَ إِشْراقُها فَلِمَ كَفَرْتُمْ بِما آمَنْتُمْ بِهِ وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ الإِعْراضِ بَعْدَ الَّذِيْ وَصَّيْنَاكُمْ فِيْ كُلِّ الأَلواحِ بَلْ فِيْ كُلِّ سَطْرٍ حَفِيْظًا، بِأَنْ لا يَحْجِبَكُمْ حِيْنَ الظُّهُوْرِ شَيْءٌ عَمَّا خُلِقَ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَأَنْتُمُ احْتَجَبْتُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ وَأَعْرَضْتُمْ عَنْ جَمالِ عِزٍّ مَشْهُوْدًا، إِيَّاكُم يا قَوْمِ قُوْمُوا عَلى خِدْمَةِ اللهِ وَأَمْرِهِ ثُمَّ تَدارَكُوا ما فاتَ عَنْكُمْ وَكُوْنُوا عَلى صِراطِ قُدْسٍ مُسْتَقِيْمًا، وَيا قَوْمِ لا يُغْنِيْكُمُ الْيَوْمَ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ وَلا أَعْمالُكُمْ إِلاَّ بَعْدَ حُبِّيْ وَكَذَلِكَ نَطَقَ الرُّوْحُ عَنْ جِهَةِ العَرْشِ إِنْ أَنْتُمْ سَمِيْعًا، أَنْ يا اسْمِيْ كَذَلِكَ وَرَدَ عَليَّ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ قامُوا تِلْقاءَ وَجْهِيْ وَخُلِقُوا بِأَمْرِيْ وَما اطَّلَعَ بِذَلِكَ إِلاَّ نَفْسِيَ الْحَقُّ وَكانَ اللهُ عَلى ذَلِكَ شَهِيْدًا، وَلَوْ وَجَدْنا ذا أُذُنٍ واعِيَةٍ لأَلْقَيْناهُ ما يَجْعَلُهُ بَصِيْرًا لِيَطَّلِعَ بِما هُوَ الْمَسْتُوْرُ عَنْ أَنْظُرِ الْعاقِلِيْنَ جَمِيْعًا، أَنْ يا اسْمِيْ دَعْ كُلَّما يَحْتَجِبُ بِهِ النَّاسُ ثُمَّ ادْعُ الْعِبادَ إِلى رِضْوانِ الأَعْظَمِ لَعَلَّ يَحْدُثُ فِيْ قُلُوْبِهِمْ ما يَجْذِبُهُمْ إِلى جَمالِ عِزٍّ مَعْرُوْفًا، دَعِ الْمُشْرِكِيْنَ وَما عِنْدَهُمْ وَلا تَقْعُدْ مَعَ الَّذِيْنَ تَجِدُ فِيْ قُلُوْبِهِمْ غِلِّ الْغُلامِ وَلا تَأْنَسْ بِهِمْ لأَنَّ مَثَلَهُمْ مَثَلُ الثُّعْبانِ بَلْ أَشَدُّ ضَرًّا إِنْ أَنْتَ بِذَلِكَ عَلِيْمًا، فَاجْعَلْ دِرْعَكَ حُبِّيْ وَحِصْنَكَ أَمْرِيْ وَذِكْرَكَ اسْمِيْ إِذًا لَنْ يَضُرَّكَ السُّمُوْمُ وَلَنْ تَحْرُقَكَ النَّارُ وَلا يُغْرِقُكَ الْمَاءُ وَلَنْ يُؤَثِّرَ فِيْكَ نَفَسُ كُلِّ مُلْحِدٍ بَغِيًّا، تَاللهِ إِذًا لَوْ يُجادِلُكَ كُلُّ مَنْ فِيْ السَّمواتِ وَالأَرْضِ لَيَجْعَلُكَ اللهُ غالِبًا عَلَيْهِمْ بِسُلْطانِهِ الَّذِيْ كانَ عَلى الأَمْرِ قَوِيًّا، إِيَّاكَ أَنْ يَمْنَعَكَ شَيْءٌ عَنْ حُبِّ مَوْلاكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ ما لا سَمِعَ أَحَدٌ وَرَأَيْتَ ما شَاخَصَتْ عَنْهُ أَبْصُرُ كُلِّ غافِلٍ مَمْنُوْعًا، قُلْ يا قَوْمِ إِنَّ هَذا لَوَجْهُ الله أَشْرَقَ فَوْقَ رُأُوسِكُمْ أَتَمْنَعُوْنَ الأَنْظارَ عَنْهُ وَإِنَّ هَذا لَظُلْمٌ على أَنْفُسِكُمْ وَكانَ الظُّلْمُ مَذْمُوْمًا، تَالله إِنَّ مَلَكُوْتَ الله يَمْشِيْ قُدَّامَكُمْ إِذًا فَاسْرُعُوا إِلَيْهِ وَلا تَكُوْنُنَّ عَنْهُ مَحْرُوْمًا، كَذَلِكَ أَلْقَيْناكَ وَأَلْهَمْناكَ مِنْ حِكْمَةِ الَّتِيْ كانَتْ تَحْتَ قِناعِ الله مَكْنُوْنًا.

 

[13]

هو البهيّ الأبهى

أَنْ يا حَبِيْبُ إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكَ مِنْ قَبْلُ أَلْواحًا وَفِيْها ما يُغْنِي الْعالَمِيْنَ جَمِيْعًا، وَما حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا أَثَرٌ مِنْكَ لِذا أَمْسَكْنا الْقَلَمَ إِتْمامًا لِمِيْقاتِ رَبِّكَ فَلَمَّا تَمَّتْ نَزَّلْنا إِلَيْكَ الآياتِ مِنْ جَبَرُوْتِ قُدْسٍ عَلِيًّا، أَنْ يا حَبِيبُ عَرِّجْ إِلى الْمِعْراجِ وَلا تَخَفْ مِنْ أَحَدٍ فَتَوَكَّلْ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ إِلى جَمالِ عِزٍّ مَنِيْعًا، ثُمَّ اخْرُقِ الأَحْجابَ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِنا وَقُمْ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ على هَذهِ الْكَلِمَةِ الَّتِيْ كانَتْ عَنْ جِهَةِ الْعَرْشِ مَذْكُوْرًا، فَاخْرُقْ حُجُباتِ النَّاسِ بِما أَعْطاكَ اللهُ لَعَلَّ تَشْتَعِلُ بِذَلِكَ نارُ اللهِ فِيْ كُلِّ ما سِواهُ وَتَنْطِقُ الرُّوْحُ فِيْ كُلِّ شَيْءٍ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْمُقْتَدِرُ على ما أَشاءُ وَإِنِّيْ قَدْ كُنْتُ عَنِ الْعالَمِيْنَ غَنِيًّا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّا لَمَّا وَجَدْنا النَّاسَ فِيْ وَهْمِ الْجَهْلِ وَسُكْرِ الْهَوَى أَرْفَعْنا ذَيْلَ السِّتْرِ بِأَنامِلِ الأَمْرِ أَقَلَّ عَمَّا يُحْصَى إِذًا ارْتَفَعَتْ ضَجِيْجُ الطُّوْرِيُّوْنَ على سِيْناءِ الْوُقُوْفِ وَشُقَّتْ أَسْتارُ الأَبْرارِ وَانْصَعَقَ كُلُّ اسْمٍ مَعْرُوْفًا، وَقامُوا عَلَيَّ عِبادُ الَّذِيْنَهُمْ خُلِقُوا بِأَمْرِيْ وَرَجَعُوا إِلى ما كانُوا وَكَذَلِكَ كانَ الشَّيْطانُ عَنْ نَفْسِ الرَّحْمنِ مَحْجُوْبًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ فَاخْرُجْ عَنْ خَلْفِ قَمِيْصِ السَّتْرِ ثُمَّ افْتَحِ اللِّسانَ عَلى الْبَيانِ وَإِنَّ الرُّوْحَ يُؤَيِّدُكَ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ قَيُّوْماٍ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ الَّذِيْنَهُمْ كانُوا مَحْجُوْبًا خَلْفَ الْحِجابِ خَوْفًا لأَنْفُسِهِمْ فَلَمَّا أَرْفَعْنا الأَمْرَ وَهَبَّتْ رَوائِحُ الاطْمِئْنانِ عَنْ شَطْرِ الرَّحْمنِ إِذًا قامُوا عَلَيَّ بِسُيُوْفِ الْبَغْضاءِ وَما اسْتَحْيُوا عَنِ الله الَّذِيْ خَلَقَهُمْ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُوْنًا، كَذَلِكَ كانَ بَغْيُهُمْ عَلَيَّ وَطُغْيانُهُمْ عَلى اللهِ الَّذِيْ خَلَقَ كُلَّشَيْءٍ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ وَإِنَّهُ كانَ عَلى كُلِّشَيْءٍ مُحِيْطًا، قُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ أَنْتُمْ وَمَنْ عَلى الأَرْضِ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الله إِلاَّ كَسَوادِ عَيْنِ نَمْلَةٍ أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَكَفَى بِنَفْسِ رَبِّكَ عَلى ذَلِكَ شَهِيْدًا، إِنَّ الَّذِيْنَ اشْتَعَلَتْ فِيْ صُدُوْرِهِمْ نارُ الْبَغْضاءِ أُولَئِكَ اتَّخَذُوا الرِّياساتِ لأَنْفُسِهِمْ أَرْبابًا مِنْ دُوْنِ الله فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُوْنَ أَنْ يَفْقَهُوْنَ حَدِيْثًا، أنْ يا حَبِيْبُ فَلَمَّا نَزَلَتْ جُنُوْدُ إِلْهامِ رَبِّكَ فِيْ قُمُصِ الآياتِ إِذًا اسْوَدَّتْ وُجُوْهُ الَّذِيْنَهُمُ اسْتَكْبَرُوا عَلى اللهِ وَكانُوا عَنْ خِباءِ الأَمْنِ بَعِيْدًا، وَغَرَّتْهُمُ الرِّياسَةُ فِيْ أَنْفُسِهِمْ إِلى أَنْ كَفَرُوا بِما آمَنُوا وَكانُوا على طُغْيانٍ مُبِيْنًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ خُذْ زِمامَ الأَمْرِ بِقُدْرَةٍ مِنْ لَدُنَّا وَلا تَصْبِرْ وَلا تَصْمُتْ لأَنَّ الصَّمْتَ مَحْبُوْبٌ إِلاَّ فِيْ ذِكْرِ رَبِّكَ كَذَلِكَ كانَ الأَمْرُ مِنْ سَحابِ الْفَضْلِ مَنْزُوْلاً، قَدِّسْ ذَيْلَ التَّقْدِيْسِ عَنْ مَسِّ الْمُشْرِكِيْنَ ثُمَّ اسْتَقِمْ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ بِقُدْرَةٍ مَنِيْعًا، تَاللهِ مَنْ يَثْبُتْ على حُبِّيْ تَنْزِلْ رُوْحُ الأَعْظَمُ عَلى قَلْبِهِ وَتَنْطِقْ رُوْحُ الْقُدْسِ على لِسانِهِ وَتُؤَيِّدْهُ فِيْ كُلِّ حِيْنًا، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ فَاجْعَلُوا مَحْضَرَكُمْ بَيْنَ يَدَيِّ اللهِ ثُمَّ أَنْصِفُوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ وَكُوْنُوا عَلى الأَمْرِ تَقِيًّا، أَنْتُمْ إِنْ تَكْفُرُوا بِهَذِهِ الآياتِ فَبِأَيِّ حُجَّةٍ يَثْبُتُ إِيْمانُكُمْ بِاللهِ وَمَظاهِرِ نَفْسِهِ فَأْتُوا بِها إِنْ أَنْتُمْ عَلى ذَلِكَ قَدِيْرًا، إِذًا تَجِدُ فِيْ وَجُوْهِهِمْ غَبَرَةَ النَّارِ مِنْ قَهْرِ رَبِّهِمُ الْمُخْتارِ وَيَقُوْلُوْنَ ما قالُوا أُمَّةُ الْفُرْقانِ حِيْنَ الَّذِيْ أَتَى عَلِيُّ عَلى ظُلَلِ الأَنْوارِ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ حَكِيْمًا، أَنْ يا حَبِيْبُ قُمْ عَلى الأَمْرِ ثُمَّ أَدِرْ رَحِيْقَ الأَطْهَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَفِعَ نَعِيْقُ الأَكْبَرُ وَكَذَلِكَ أَمَرْناكَ بِالْحَقِّ فِيْ هَذا اللَّوْحِ الَّذِيْ كانَ مِنْ إِصْبَعِ الْعِزِّ مَرْقُوْمًا، ذَكِّرِ النَّاسَ بِهَذا الذِّكْرِ الأَكْبَرِ وَلا تَخَفْ مِنْ أَحَدٍ وَإِنَّهُ يَحْرُسُكَ بِجُنُوْدِ الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ وَيُؤَيِّدُكَ بِالرُّوْحِ وَيَنْطِقُكَ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ بِأَلْحانِ الْوَرْقاءِ فِيْ قُطْبِ الْبَقاءِ وَكَذَلِكَ كانَ الْحُكْمُ عَنْ أُفُقِ الأَمْرِ مَشْهُوْدًا، تَاللهِ يا حَبِيْبُ إِنَّكَ لَوْ تَفَحَّصُ فِيْ جَسَدِ الْبَهاءِ لَنْ تَجِدَ فِيْهِ مَحَلاً إِلاَّ وَقَدْ وَقَعَ عَلَيْهِ سَهْمُ الْقَضاءِ مِنْ أُوْلِي الْبَغْضاءِ وَبِذَلِكَ بَكَتْ عُيْوْنُ أَهْلِ الْبَقاءِ عَلى سُرادِقِ عِزٍّ مَسْتُوْرًا، يَقْتُلُوْنَ نَفْسَ الله بِأَسْيافِ غِلِّهِمْ ثُمَّ يَقْرَؤُونَ آياتِهِ قُلْ ما لَكُمُ الْيوْمَ فِيْ مَحْضَرِ الله مِنْ ذِكْرٍ وَلَوْ تَأْتُوْنَ بِعَمَلِ الْعالَمِيْنَ مَجْمُوْعًا، وَمِنْهُمْ مَنْ غَرَّتْهُ اسْمُ الْمِرْآتِيَّةِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَهُ حِجابُ الْوَهْمِ وَإِنَّكَ فَاخْرُقْ هَذَيْنِ الْحِجابَيْنِ بِسُلْطانِ الْقُوَّةِ وَالْقُدْرَةِ وَكُنْ فِيْ تَقْدِيْسٍ كانَ عَلى الْحَقِّ رَفِيْعًا، دَعِ الأَسْماءَ وَمَلَكُوْتَها ثُمَّ اصْعَدْ بِخَوافِي الْقُدْسِ إِلى مَقامِ الَّذِيْ تَشْهَدُ الْمُمْكِناتِ فِيْ ظِلِّكَ وَتَرَى نَفْسَكَ فِيْ أَعلى الْمَقامِ مَقَرِّ قُدْسٍ مَمْنُوْعًا، وَإِنْ وَجَدْتَ نَفْسَكَ وَحِيْدًا فِيْ حُبِّيْ لا تَحْزَنْ لأَنَّ هَذا مِنْ أَمْرِ الَّذِيْ لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يَحْمِلَهُ إِلاَّ مَنْ كانَ مُنْقَطِعًا عَنْ كُلِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَكَذَلِكَ طَهَّرَ اللهُ ذَيْلَ التَّقْدِيْسِ عَنْ مَسِّ كُلِّ مُشْرِكٍ مَرْدُوْدًا، آنِسْ بِرَبِّكَ ثُمَّ انْسَ ما سِواهُ ثُمَّ بَلِّغِ النَّاسَ بِما تُعَلِّمُكَ الرُّوْحُ مِنْ لَدُنْ مُهَيْمِنٍ قَيُّوْمًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ غُلامَ الرُّوْحِ قَدْ وَقَعَ فِيْ بِئْرِ الْبَغْضاءِ وَلَمْ يَكُنْ سَيَّارَةُ الْبَقاءِ لِيُدْلِيَ دَلْوَ الْوَفاءِ إِلاَّ نَفْسُهُ الْعَلِيُّ الأَعْلى فَسَوْفَ يَرْفَعُهُ بِالْحَقِّ وَيَنْصُرُهُ بِأَمْرِ الَّذِيْ كانَ عَلى الْعالَمِيْنَ مُحِيْطًا، وَإِنَّكَ لَوْ تَوَجَّهُ بِسَمْعِ الْفِطْرَةِ لَتَسْمَعُ ضَجِيْجَ كُلِّ الأَشْياءِ عَلى هَذا الْجَمالِ الَّذِيْ كانَ بَيْنَ الْمُشْرِكِيْنَ مَظْلُوْمًا، كَذَلِكَ أَلْقَيْنا عَلَيْكَ حَرْفًا مِنْ أَلْواحِ الْقَضاءِ لِتَطَّلِعَ بِما  هُوَ الْمَسْتُوْرُ وَتَكُوْنَ عَلى بَصِيْرَةٍ مُنِيْرًا، وَالرَّوْحُ وَالْعِزُّ وَالْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ مِنَ الَّذِيْنَ أَيَّدَهُمُ اللهُ عَلى حُبِّهِ وَجَعَلَهُمْ على الأَمْرِ مُسْتَقِيْمًا.

 

[14]

هو البهيّ الأبهى

أَنْ يا جَعْفَرُ فَاخْرُقْ حُجُباتِ الْوَهْمِ لأَنَّا أَخْرَقْناها بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِنا وَقُدْرَةٍ مِنْ لَدُنَّا وَأَنا الْمُقْتَدِرُ عَلى ما أَشاءُ وَأَنا الْقادِرُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، ثُمَّ افْتَحْ عَيْناكَ ثُمَّ انْظُرْ إِلى كَلِماتِ رَبِّكَ تَاللهِ لَنْ يُعادِلَ بِحَرْفٍ مِنْها كُلُّما خُلِقَ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، دَعِ الدُّنْيا وَما عَلَيْها فِيْ ظِلِّكَ ثُمَّ اخْرُجْ عَنْ خَلْفِ السَّحابِ بِإِشْراقٍ مُبِيْنٍ، ثُمَّ فَكِّرْ فِيْ نَفْسِكَ بِأَنَّكَ لَوْ تَكْفُرُ بِتِلْكَ الآياتِ فَبَأَيِّ حَدِيْثٍ يَثْبُتُ إِيْمانُكَ بِاللهِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، إِيَّاكَ أَنْ تَحْجُبَكَ الرِّئاسَةُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ، قُمْ على خِدْمَةِ اللهِ وَضَعْ رِجْلَكَ عَلى رَأْسِ الْمُلْكِ ثُمَّ اسْتَرْفِعْ إِلى شاطِئِ الأَمْرِ فِيْ هَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ الَّتِيْ تَنْطِقُ ذَرَّاتُها بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الْعَزِيْزُ الْجَمِيْلُ، طَيِّرْ بِخَوافِي الْقُدْسِ عَنِ الأَسْماءِ وَمَلَكُوْتِها ثُمَّ عَنِ الصِّفاتِ وَجَبَرُوْتِها ثُمَّ ادْخُلْ مَقْعَدَ الأَمْنِ مَقَرَّ الَّذِيْ تُوْقَدُ فِيْهِ النَّارُ مِنْ سِدْرَةِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، وَهَذا ما قَدَّرْناهُ لَكَ إِنْ أَنْتَ مِنَ الْعارِفِيْنَ، هَلْ تَسْتَغْنِيْ بِالْكَأْسِ وَما فِيْها عَنْ غَمَراتِ هَذا الْبَحْرِ الأَعْظَمِ تَاللهِ هَذا لا يَنْبَغِيْ لَكَ لأَنَّا قَدَّرْنا لَكَ مَقامَ قُدْسٍ كَرِيْمٍ، تَاللهِ مَنْ يَتَنَفَّسْ بِنَفَسٍ وَحْدَهُ فِيْ هَذا الأَمْرِ لَيَكُوْنُ خَيْرًا لَهُ عَنْ كَنائِزِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَهَذا تَنْزِيْلٌ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ حَكِيْمٍ، هَلْ بَعْدَ ظُهُوْرِ اللهِ يَنْفَعُ أَحَدًا شَيْءٌ لا فَوَنَفْسِيْ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، كَسِّرْ أَصْنامَ التَّقْلِيْدِ وَإِنْ تَجِدْ فِيْ نَفْسِكَ مِنْ ضُعْفٍ فَاسْتَقْدِرْ بِاسْمِي الْغالِبِ الْقَدِيْرِ، وَإِنْ لَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَآياتِهِ إِيَّاكَ لا تُنْكِرْها ثُمَّ خُذْ يَدَ الضَّرِّ عَنْ أَمْرِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْغالِبِ الْمُحِيْطِ، تَاللهِ إِنَّكَ لَوْ تَلْتَفِتُ إِلى الأَشْياءِ بِسَمْعِ الْفِطْرَةِ لَتَسْمَعُ مِنْ كُلِّ الذَّرَّاتِ ما سَمِعَ أُذُنُ الْكَلِيْمِ وَتَشْهَدُ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَإِنَّ هَذا لَسُلْطانُ الْقِدَمِ قَدِ اسْتَقَرَّ عَلى عَرْشٍ عَظِيْمٍ، أَنْ يا اسْمِيْ تَاللهِ ما أَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى بَلِ الرُّوْحُ تَنْطِقُ فِيْ صَدْرِيْ إِنْ هِيَ مِنْ عِنْدِيْ بَلْ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ، خَفْ عَنِ اللهِ الَّذِيْ خَلَقَكَ وَسَوَّاكَ وَلا تُنْكِرْ ما يَثْبُتُ بِهِ إِيْمانُكَ بِاللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ الْعالَمِيْنَ، اسْمَعْ ما وُصِّيْتَ بِهِ فِي الأَلْواحِ وَلا تَدَعْ حُكْمَ اللهِ عَنْ وَرائِكَ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِيْنَ، ذُقْ مِنْ كَوْثَرِ الْبَقاءِ عَنْ يَدِ الْبَهاءِ وَلا تَحْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ حَرَمِ الْخُلْدِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْمُحْتَجِبِيْنَ، قُلْ يا مَعْشَرَ الْعُلَماءِ مِنْ مَلإِ الْبَيانِ أَتَفْعَلُوْنَ كَما فَعَلَ عُلَماءُ الْفُرْقانِ حِيْنَ الَّذِيْ أَشْرَقَ جَمالُ الأَمْرِ بِاسْمِهِ الْعَلِيِّ الْعَلِيْمِ، تَاللهِ هَذا ظُلْمٌ مِنْكُمْ عَلى اللهِ بارِئِكُمْ وَيَشْهَدُ بِذَلِكَ كُلُّ فَطِنٍ بَصِيْرٍ، إِيَّاكَ أَنْ تَلْتَفِتَ إِلى الدُّنْيا وَزُخْرُفِها فَسَوْفَ يَفْنى الْمُلْكُ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْجَمِيْلِ، كَذَلِكَ أَلْقَى الرُّوْحُ عَلَيْكَ مِنْ آياتِ الأَمْرِ لَعَلَّ تَشْهَدُ قُدْرَةَ رَبِّكَ وَتَكُوْنُ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، وَإِنْ وَرَدَ عَلَيْكَ الَّذِيْ سُمِّيَ بِأَحْمَدَ ذَكِّرْهُ بِذِكْرٍ مِنْ لَدُنَّا لَعَلَّ يَجْذُبُهُ نَفَحاتُ الْفَضْلِ وَتُقَرِّبُهُ بِاللهِ الْعَزِيْزِ الْكَرِيْمِ، قُلْ يا عَبْدُ إِنَّا وَصَّيْناكَ حِيْنَ خُرُوْجِكَ عَنْ تِلْقاءِ الْعَرْشِ بِأَنْ لا تَتَكَلَّمَ إِلاَّ عَلى الصِّدْقِ الْخالِصِ وَلا تَسْتُرَ جَمالَ التَّوْحِيْدِ بِحُجُباتِ الْوَهْمِ وَالتَّقْلِيْدِ وَإِنَّكَ تَرَكْتَ أَمْرَ اللهِ وَكُنْتَ مِنَ التَّارِكِيْنَ، أَنْ يا عَبْدُ فَاجْعَلْ مَحْضَرَكَ مَحْضَرَ الإِنْصافِ وَالْعَدْلِ ثُمَّ تَفَكَّرْ بِما آمَنْتَ بِهِ باللهِ الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، وَإِنَّكَ إِنْ وَجَدْتَ ما آمَنْتَ بِهِ بَيْنَ يَدِيِّ الْعَبْدِ هَذا إِذًا لا تَكْفُرْ بِآياتِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتِرِيْنَ، وَإِنْ يَقُوْلُ أَحَدٌ هَذِهِ الآياتُ ما نَزَلَتْ عَلى الْفِطْرَةِ كَما قالُوا وَما اسْتَحْيُوا عَنِ اللهِ الَّذِيْ خَلَقَهُمْ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَبِذَلِكَ بَكَتْ عُيُوْنُ الْعَظَمَةِ وَهُمْ ما اسْتَشْعَرُوا فِيْ أَنْفُسِهِمْ وَكانُوا مِنَ الْفَرِحِيْنَ، قُلْ تَاللهِ يا قَوْمِ إِنَّ هَذا لَهُوَ الَّذِيْ بِأَمْرٍ مِنْ قَلَمِهِ قَدْ خُلِقَتْ فِطْرَةُ كُلِّ نَفْسٍ وَفِطْرَةُ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِذًا قامَ رُوْحُ الْقُدُسِ تِلْقاءَ الْعَرْشِ وَتَقُوْلُ يا مَلأَ الْبَيانِ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَقُوْلُوا ما تَحْتَرِقُ عَنْهُ أَفْئِدَةُ الْمُقَرَّبِيْنَ، تَاللهِ إِنِّيْ وَمَنْ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْظَمِ خُلِقْنا بِإِرادَةٍ مِنْ هَذا الْجَمالِ تَاللهِ حِيْنَئِذٍ يَطُوْفُنَّ فِيْ حَوْلِهِ أَهْلُ مَلأِ الأَعْلى إِنْ أَنْتُمْ مِنَ النَّاظِرِيْنَ، وَمِنْ دُوْنِ ذَلِكَ إِنْ تُرِيدُوا أَنْ تَسْتَشْرِقَ شَمْسُ الْحَقِّ عَنْ أُفُقِ فَجْرٍ مُنِيْرٍ، أَنِ اجْتَمِعُوا مِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْفُرْقانَ وَمِنْ دُوْنِهِمْ مِنْ كُلِّ مِلَلٍ أُخْرَى ثُمَّ اقْرَءُوا ما عِنْدَكُمْ وَما نَزَلَ مِنْ جَبَرُوْتِ الْبَقاءِ مِنْ لَدُنْ مُنْزِلٍ عَلِيْمٍ، وَإِنْ وَجَدُوا الْفَرْقَ بَيْنَهُما إِذًا أَنْتُمْ عَلى إِمْرٍ مِنَ الأَمْرِ لا فَوَالَّذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ لَنْ يَجِدَ الْفَرْقَ إِلاَّ أَنْفُسُ الْمُشْرِكِيْنَ، تَاللهِ إِنَّ رُوْحَ الأَعْظَمَ شَقَّ ثِيابَها بِما وَرَدَ عَلى مَظْهَرِ نَفْسِ اللهِ مِنْ عِبادِهِ الْمُسْتَضْعَفِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ إِلى مَتَى تَكُوْنُنَّ واقِفًا على أَرْضِ الإِشاراتِ فَاصْعَدُوا عَنْ هَذا الْمَقامِ ثُمَّ اسْتَبْلِغُوا بِبُلُوْغِ الأَمْرِ لَعَلَّ تَكُوْنُنَّ مِنَ الْبالِغِيْنَ، وَمَنْ طَهَّرَ شَمَّ الإِنْصافِ عَنْ زُكامِ الْبَغْضاءِ لَيَجِدُ رائِحَةَ الْحَقِّ مِنْ هَذِهِ الْمُرْسَلاتِ كَما يَجِدُ رائِحَةَ فارَةِ الْمِسْكِ وَيَكُوْنُ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، كَذَلِكَ عَلَّمْناكَ وَأَلْهَمْناكَ حُبًّا لَكَ إِنْ أَقْبَلْتَ فَلِنَفْسِكَ وَإِنْ أَعْرَضْتَ فَإِنَّ رَبَّكَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِيْنَ.

 

[15]

باسم الله البهيّ الأبهى

تِلْكَ آياتُ الأَمْرِ نَزَلَتْ بِالْحَقِّ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَيُوْمًا، وَفِيْها ارْتَفَعَتْ صَرِيْخُ اللهِ بِما مَسَّتْهُ أَنامِلُ الْبَغْضاءِ مِنْ كُلِّ مُشْرِكٍ مَبْغُوْضًا، قُلْ يا قَوْمِ لا تَقْطَعُوا عَضُدَ اللهِ بِسُيُوْفِ الْغِلِّ وَلا رَأْسَهُ بِصَمْصامِ الْبَغْضاءِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْمِدُوا نارَ اللهِ بَيْنَكُمْ وَلا تَجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ رَشَحاتِ هَذا الْفَضْلِ مَحْرُوْمًا، إِنَّ الَّذِيْنَ يُنْكُرُوْنَ رَحْمَةَ الَّتِيْ نَزَلَتْ مِنْ سَحابِ الأَمْرِ أُوْلَئِكَ اتَّخَذُوا الأَصْنامَ لأَنْفُسِهِمْ أَرْبابًا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَكانَ الْجَمالُ عَنْ أَعْيُنِهِمْ مَسْتُوْرًا، وَإِنَّهُمْ لَوْ يُشْهَدُوْنَ لا يَشْهَدُوْنَ كَذَلِكَ خَلَقْناهُمْ صَمَّأَ مِنْ غَيْرِ بَصَرٍ وَجَعَلْناهُمْ بَكْمأَ عَلى أَرْضِ الذُّلِّ مَحْشُوْرًا، قُلْ إِنَّ الَّذِيْنَهُمُ اعْتَرَضُوا عَلى ذاتِ نَفْسِ رَبِّكَ ثُمَّ يَذْكرُوْنَ نُقْطَةَ الْبَيانِ أُوْلَئِكَ فِيْ فَجْوَةٍ مِنَ النَّارِ وَأُوْلَئِكَ يَوْمَئِذٍ خَلْفَ حِجابِ الْهَوَى عَلى تُرابِ النَّفْسِ مَطْرُوْحًا، قُلْ يا قَوْمِ أَتَذْكُرُوْنَ سُلْطانَ الْبَيانِ وَتَكْفُرُوْنَ بِذاتِهِ فَوَيْلٌ لَكُمْ بِما أَلْقى الشَّيْطانُ فِيْ أَنْفُسِكُمُ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ التُّقَى ثُمَّ قَدِّسُوا قُلُوْبَكُمْ عَنْ مَسِّ الشَّيْطانِ وَأَتْباعِهِ إِنَّهُ كانَ لِلإِنْسانِ عَدُوًّا مَشْهُوْدًا، إِنَّ الَّذِيْنَ تَجِدُ فِيْ قُلُوْبِهِمْ رائِحَةَ النِّفاقِ مِنْ نَيِّرِ الأَمْرِ أُوْلَئِكَ لَنْ يَجِدُوا لأَنْفُسِهِمْ فِيْ أُمِّ الْكِتابِ نَصِيْبًا مَفْرُوْضًا، قُلْ إِنْ أَنْتُمْ تُحِبُّوْنَ نُقْطَةَ الْبَيانِ لِمَ تَصَرَّفْتُمْ فِيْ حَرَمِهِ وَكَفَرْتُمْ بِآياتِهِ بَعْدَ إِنْزالِها وَحَرَّفْتُمْ كَلِمَةَ الَّتِيْ كانَتْ فِيْ كُلِّ الأَلْواحِ مِنْ قَلَمِ اللهِ مَرْقُوْمًا، إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ اتَّخَذْتُمُ الْوَهْمَ لأَنْفُسِكُمْ رَبًّا مِنْ دُوْنِ اللهِ بَعْدَ الَّذِيْ كُنْتُمْ فِيْ أَرْضِ الأسْماءِ بِاسْمِ اللهِ مَشْهُوْرًا، أَنْ أَصْغُوا يا قَوْمِ كَلِمَةَ اللهِ ثُمَّ اسْتَسْقُوا مِنْ رَحِيْقِ الْقُدْسِ ثُمَّ اصْطَلُوا مِنْ نارِ الَّتِيْ كانَتْ عَنْ جِهَةِ الْعَرْشِ مَوْقُوْدًا، قُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ الْحَقِّ إِنَّا أَخَذْنا كَفًّا مِنَ الطِّيْنِ وَنَفَخْنا فِيْهِ رُوْحًا مِنْ أَمْرِنا وَزَيَّناهُ بِقَمِيْصِ الأَسْماءِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَجَعَلْناهُ بَيْنَ الْعالَمِيْنَ مَعْرُوْفًا، فَلَمَّا كَبُرَ أَشُدُّهُ قامَ عَلَيْنا ثُمَّ اعْتَرَضَ وَبَغَى عَلى اللهِ الَّذِيْ خَلَقَهُ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ إِلى أَنْ أَفْتَى عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ كانَ الإِنْسانُ بِرَبِّهِ كَفُوْرًا، أَنْ يا اسْمِيْ ذَكِّرِ النَّاسَ بِما نَطَقَ رُوْحُ الأَعْظَمُ تِلْقاءَ عَرْشِ رَبِّكَ ثُمَّ اسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ فِيْ تِلْكَ الأَيامِ الَّتِيْ كانَتْ مَظاهِرُ الأَسْماءِ عَلى عَقَبَةِ الْوُقُوْفِ لَدَى الصِّراطِ مَوْقُوْفًا، تَاللهِ كُلُّما سَمِعْتَ مِنْ هَذا الأَمْرِ وَأَشَرْنا بِهِ إِلى غَيْرِنا هَذا لَحِكْمَةٌ مِنَ اللهِ رَبِّكَ وَما اطَّلَعَ بِذَلِكَ إِلاَّ أَنْفُسٌ مَعْدُوْدًا، إِنَّ الَّذِيْنَ يَذْكُرُوْنَ ما يَذْكُرُوْنَ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَرْتَعُوْنَ فِيْ رِياضِ الْجَهْلِ وَهامُوا فِيْ بَرِّيَّةِ الشِّرْكِ وَأُوْلَئِكَ يَوْمَئِذٍ عَنْ رِياضِ الْعِلْمِ مَحْرُوْمًا، قُلْ يا مَلأَ الْعَمْياءِ دَاوُوا أَبْصارَكُمْ بِكُحْلِ ذِكْرِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ لَعَلَّ تُدْرِكُوْنَ ما لا أَدْرَكَهُ أَبْصُرُ الْخَلائِقِ مَجْمُوْعًا، أَنْ يا اسْمِيْ تَاللهِ قَدْ كُنْتَ فِيْ مُقابَلَةِ الأَعْداءِ فِيْ عِشْرِيْنَ مِنَ السِّنِيْنَ وَالَّذِيْنَهُمُ الْيوْمَ بَغَوْا عَلى اللهِ أُوْلَئِكَ كانُوا خَلْفَ الْحُجُباتِ خَوْفًا لأَنْفُسِهِمْ مَحْجُوْبًا، فَلَمَّا أَرْفَعْنا الأَمْرَ بِسُلْطانِيْ وَقُدْرَتِيْ وَهَبَّتْ رَوائِحُ الاطْمِئْنانِ وَالْعِزِّ إِذًا خَرَجُوا عَنْ خَلْفِ الْقِناعِ وَسَلُّوا سَيْفَ الْبَغْضاءِ على وَجْهِ الَّذِيْ بِلِحاظِهِ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ وَالسَّماءُ إِذًا لَوْ تَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ بِسَمْعِ الْقُدْسِ لَتَسْمَعُ ما تَحْتَرِقُ بِهِ الأَكبادُ خَلْفَ خِباءِ عِزٍّ مَرْفُوْعًا، فَسَوْفَ تَشْهَدُ مَلأَ الْبَيانِ كَما شَهِدْتَ مَلأَ الْفُرْقانِ بِحَيْثُ يَتَمَسَّكُوْنَ بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الرِّواياتِ وَيَحْتَجِبُوْنَ بِها عَنْ مُوْجِدِ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ وَيَقُوْلُوْنَ كَما قَالُوا وَيسْتَدِلُّوْنَ كَما اسْتَدَلُّوا بَلْ تَجِدُ هَؤُلاءِ أَشَدَّ احْتِجابًا عَنْ مِلَلِ الْقَبْلِ وَكَذَلِكَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ ما كانَ مِنْ سَماءِ الْفَضْلِ مَنْزُوْلاً، لِتَكُوْنَ عَلى بَصِيْرَةٍ فِيْ أَمْرِ رَبِّكَ ثُمَّ اسْتِقامَةٍ بِحَيْثُ لا يَزِلُّكَ وَساوِسُ الشَّيْطانِ عَلى صِراطِ الَّذِيْ كانَ عَلى فِرْدَوْسِ الأَمْرِ بِإِذْنِ اللهِ مَمْدُوْدًا، إِيَّاكَ أَنْ تَضْطَرِبَ فِيْ تِلْكَ الأَيامِ الَّتِيْ تَضْطَرِبُ فِيْها النُّفُوْسُ وَتَذْهَلُ فِيْها الْعُقُوْلُ وَيَرْتَفِعُ فِيْها خُوارُ الْعِجْلِ بِصَرِيْخٍ عَظِيْمًا، تَمَسَّكْ بِعُرْوَةِ الأَمْرِ لِئَلاَّ يُحَرِّكُكَ الأَرْياحُ مِنْ مَظاهِرِ الأَشْباحِ ثُمَّ اتَّخِذْ فِيْ ظِلِّ عِصْمَةِ رَبِّكَ مَقامًا مَحْمُوْدًا، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ أَما وُصِّيْتُمْ فِيْ الْكتابِ بِأَنْ لا تَكْفُرُوا بِآياتِ اللهِ إِذا نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ وَلا تَدْحَضُوْها بِظُنُوْنِكُمْ وَهَوَيكمْ فَلِمَ أَعْرَضْتُمْ عَنْها وَكَفَرْتُمْ بِالَّذِيْ آمَنْتُمْ بِهِ فَأُفٍّ لَكُمْ بِما نَقَضْتُمْ مِيْثاقَ اللهِ وَعَهْدَهُ وَكُنْتُمْ عَنْ شاطِئِ الإِشْراقِ مِنْ هَذا الْجَمالِ مَحْرُوْمًا، وَيا قَوْمِ فَانْظُرُوا فِيْ حُجَجِ النَّبِيِّيْنَ وَالْمُرْسَلِيْنَ وَما نَزَلَ فِي الْبَيانِ لَعَلَّ تَدارَكُوا ما فَرَّطْتُمْ فِيْهِ وَتَتَّخِذُوا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيْلاً، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِنُقْطَةِ الْبَيانِ تَاللهِ هَذا نَفْسُهُ وَتِلْكَ آياتُهُ قَدْ نَزَلَتْ مِنْ مَلَكوْتٍ عَلِيًّا، أَنْ يا اسْمِيْ تَاللهِ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيَّعُوا حُرْمَةَ اللهِ بَيْنَهُمْ بِما اتَّبَعُوا الَّذِيْنَ هُمْ خُلِقُوا بِأَمْرِيْ وَكانَ اللهُ بِذَلِكَ شَهِيْدًا، وَبَلَغَ الأَمْرُ إِلى مَقامِ الَّذِيْ كَتَبُوا بِاسْمِ نُقْطَةِ الْبَيانِ أَلْواحًا كَذِبَةً عَلى رَدِّيْ ثُمَّ نَشَرُوْها بَيْنَ النَّاسِ لِيَصُدَّهُمْ عَنْ سَبِيْلِ الَّذِيْ كانَ عَنْ جِهَةِ الْعَرْشِ مِلْحُوْظًا، قُلْ تَاللهِ إِنَّ بَحْرَ الأَعْظَمَ لَنْ يَتَغَيَرَ بِما مَسَّتْهُ الْكِلابُ وَإِنَّ جَمالَ الشَّمْسِ لَنْ يُكْسَفَ بِحِجابِ هَذِهِ السَّحابِ الَّتِيْ حالَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّ الأَرْبابِ تَاللهِ إِنَّها أَشْرَقَتْ بِسُلْطانِ الْجَلالِ وَوَقَفَتْ فِيْ قُطْبِ الزَّوالِ فَمَنِ اهْتَدَى بِها فَلِنَفْسِها فَمَنْ أَعْرَضَ فَإِنَّ رَبَّكَ غَنِيٌّ عَنْ كُلِّ مُعْرِضٍ مَرْدُوْدًا، وَإِنَّا نَشْكُرُ اللهَ بِأَنْ طَهَّرَ قَمِيْصَ التَّقْدِيْسِ عَنْ مَسِّ الْمُشْرِكِيْنَ وَجَعَلَ أَيْدِي الْكافِرِيْنَ عَنْ هَذا الذَّيْلِ مَقْطُوْعًا، وَأَنْتَ قُمْ بِنَفْسِكَ ثُمَّ قُلْ يا أَيها الْمَلأُ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَكْفُرُوا بِبُرْهانِهِ بَعْدَ الَّذِيْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِعَلِيٍّ مِنْ قَبْلُ بِما نُزِّلَ عَلَيْهِ مِنْ آياتِ رَبِّكُمْ إِذًا فَاقْرَءُوا ما عِنْدَكُمْ وَإِنَّا نَقْرَءُ لَوْحًا مِنْ أَثَرِ هَذا الظُّهُوْرِ تَاللهِ إِذًا يَسْتَشْرِقُ شَمْسُ الإِيْقانِ عَنْ أُفُقِ فَجْرٍ مُنِيْرًا، إِذًا تَجِدُ رُأُوْسَهُمْ ناكِسَةً وَتُرْهِقُهُمْ سِياطُ الْقَهْرِ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ قَيُّوْمًا، كَذَلِكَ أَلْقَيْناكَ لِتُلْقِيْ عَلى صُدُوْرِ الَّتِيْ وَجَدْتَها عَنِ الرَّيْبِ مَنْزُوْهًا، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعلى مَنْ مَعَكَ منْ كُلِّ إِناثٍ وَذُكُوْرًا.

 

[16]

بسم الله البهيّ الأعلى الأبْهَى

هَذا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَفِيْهِ يُذْكَرُ ما يُسَرُّ بِهِ أَفْئِدَةُ الْعارِفِيْنَ، وَبِذَلِكَ يَهُبُّ نَفَحاتُ الْقُدْسِ عَلى الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، قُلْ إِنَّا قَدَّرْنا فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ بَهْجَةً لأَصْفِيائِنا ثُمَّ سُرُوْرًا لِعِبادِنا الْمُقَرَّبِيْنَ، قُلْ أَنْ يا أَهْلَ الأَرْضِ اسْمَعُوا نِداءَ اللهِ عَنْ سِدْرَةِ الْقُدْسِ فِيْ هَذا الْوادِي الْمُقَدَّسِ الْمُنِيْرِ، بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَنَّ عَلِيًّا قَبْلَ نَبِيْلٍ لَسُلْطانُ الْوُجُوْدِ وَكُلٌّ عِبادٌ لَهُ وَكُلٌّ إِلَيْهِ لَمِنَ الرَّاجِعِيْنَ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ لا تَحْزَنُوْا فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الطَّيِّبَةِ الْمُبارَكَةِ الأَحَدِيَّةِ السَّرْمَدِيَّةِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمَحْزُوْنِيْنَ، عَيِّدُوا فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَصَباحِها ثُمَّ تَهَلَّلُوا وَتَكَبَّرُوا وَتَمَجَّدُوا رَبَّكُمُ الرَّحْمنَ الرَّحِيْمَ، قُلْ تَاللهِ هَذِهِ لَلَيْلَةٌ فِيْهِ اسْتَوَى هَيْكَلُ اللهِ عَلى عَرْشِ قُدْسٍ عَظِيْمٍ، وَبِهِ اسْتَضائَتْ وُجُوْهُ الْمُمْكِناتِ ثُمَّ وُجُوْهُ أَهْلِ سُرادِقِ الْخُلْدِ ثُمَّ وُجُوْهُ الْمُقَرَّبِيْنَ، أَنْتُمْ يا مَلأَ الأَرْضِ لا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ جَمالِهِ أَنِ اغْتَنِمُوا الْفَضْلَ مِنْ عِنْدِهِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْخاسِرِيْنَ، قُلْ أَنْ أَسْرِعُوا إِلى رِضْوانِ اللهِ وَلِقائِهِ تَاللهِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ بِشَأْنٍ تُخْطَفُ الأَبْصارُ عَنْ مُلاحَظَةِ جَمالِهِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ النَّاظِرِيْنَ، قُلْ تَمَوَّجَتْ بَحُوْرُ الأَعْظَمُ مِنْ هَذا الْبَحْرِ الْمُلْتَطِمِ الْمُكَفْكَفِ الْمَوَّاجِ السَّيالِ الْعَظِيْمِ، وَقَدْ رُفِعَتِ السَّماءُ مِنْ هَذا السَّماءِ الَّذِيْ رُفِعَ فِيْ هَذا الْبَهاءِ أَنْتُمْ فَاسْتَظِلُّوا فِيْ ظِلِّهِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، قُلْ قَدْ ظَهَرَ فَضْلٌ ما سَبَقَهُ فَضْلٌ فِيْ الإِبْداعِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ السَّامِعِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ لا تَخْتَلِفُوا فِيْهِ وَلا تَتَّبِعُوا هَوَيكمْ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُعْرِضِيْنَ، فَاتَّبِعُوا سُنَنَ الله فِيْ هَذِهِ السُّنَّةِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ بِالْحَقِّ عَلى هَيْكَلِ الْغُلامِ وَيَسْجُدُ بَيْنَ يَدَيْهِ أَهْلُ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قُلْ إِنَّهُ قَدْ سُمِّيَ فِيْ مَلأِ الأَعْلى بِمُحَمَّدٍ ثُمَّ فِيْ رَفْرَفِ الْبَقاءِ بِالرُّوْحِ ثُمَّ عَنْ خَلْفِ سُرادِقِ الْقُدْسِ بِالْكَلِيْمِ ثُمَّ فِيْ جَبَرُوْتِ الْخُلْدِ بِاسْمِ عَلِيٍّ بِالْحَقِّ إنْ أَنْتُمْ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، إِذًا عَيِّدُوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ سُرُّوا فِيْ ذَواتِكُمْ وَقُوْلُوا بِلَحْنِ فُؤَادِكُمْ هذا جَمالُ اللهِ قَدْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ فَتَبارَكَ اللهُ مُوْجِدُ الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، أَنْ يا مَلأَ الْبَيانِ فَاقْتَبِسُوا مِنْ هذِهِ النَّارِ الَّتِي اشْتَعَلَتْ فِيْ هَذا الْعَراءِ وَظَهَرَتْ على هَيْكَلِ التَّرْبِيْعِ فِيْ هَيْئَةِ التَّثْلِيْثِ وَتَنْطِقُ بِالْحَقِّ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيْزُ الْقَدِيْرُ، تَاللهِ لَيْسَ الْمَفَرُّ لأَحَدٍ فِيْ تِلْكَ الأَيَّامِ إلاَّ بِأَنْ يَدْخُلَ فِيْ ظِلِّيْ وَإِنَّ هَذا ما رُقِمَ مِنْ إِصْبَعِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا صادِقُ فَاشْكُرِ اللهَ رَبَّكَ بِما اخْتَصَّكَ بِما لا تُخْتَصُّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، وَبَعَثَ بِكَ كُلَّ مَنْ يَذْكُرُ فِيْ نَفْسِهِ اسْمَ مَوْلاهُ وَإِنْ لَنْ تَعْرِفُوْهُ وَكَذَلِكَ سَبَقَتْ رَحْمَتُنا كُلَّ شَيْءٍ وَأَنا الْمُقْتَدِرُ الْمُتَعالِي الْمُعْطِي الْمُنْعِمُ الْكَرِيْمُ، تَاللهِ لَوْ نَشاءُ نَبْعَثُ مِنْكَ خَلْقَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، وَلَكِنْ لَمَّا وَجَدْنا مَلأَ الْبَيانِ أَشَدَّ احْتِجابًا عَنْ مَلإِ الْفُرْقانِ لِذا سَتَرْنا الأَمْرَ عَنْهُمْ وَغَطَّيْنا نَفْسَنا فِيْ قِناعٍ غَلِيْظٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ لا تَلْتَفِتْ إِلى أَحَدٍ فَتَوَجَّهْ إِلى وَجْهِ مَوْلاكَ وَكُنْ فِيْ حِفْظٍ عَظِيْمٍ، تَاللهِ قَدْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْبَقاءِ عَنْ أُفُقِ الْبَهاءِ وَمَرَّتِ الْجِبالُ كَمَرِّ السَّحابِ إنْ أَنْتُمْ مِنَ النَّاظِرِيْنَ، قُلْ يا مَلأَ الأَحْبابِ سُرُّوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ أَنْ يا مَلأَ الْبَغْضاءِ مُوْتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ الأَمْرَ قَدْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ وَلَمْ يَكُنْ مَفَرًّا لأَحَدٍ مِنَ الْعالَمِيْنَ، قُلْ إِنَّهُ ظَهَرَ بِشَأْنٍ لَوْ يَأْخُذُ كَفًّا مِنَ التُّرابِ وَيَنْفُخُ فِيهِ رُوْحَ الْحَيَوانِ إِذًا يَصِيْرُ باقِيًا بِإِذْنِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيِّ الْعَلِيْمِ، وَكَذَلِكَ أَظْهَرْنا الأَمْرَ لَكَ وَأَنْزَلْنا الآياتِ بِالْحَقِّ وَصَرَّفْناها لَكَ لِتَقِرَّ بِها عَيْناكَ وَتَكَوْنَ مِنَ الذَّاكِرِيْنَ، أَنْ يا صادِقُ أُوْصِيْكَ فِيْ آخِرِ اللَّوْحِ بِأَنْ تَقْرَأَ تِلْكَ الآياتِ وَتَحْفَظَهَا فِيْ نَفْسِكَ لِتَكُوْنَ مِنَ الْحافِظِيْنَ، وَإِذا رَأَيْتَ فِيْ وَجْهِ أَحَدٍ نَضْرَةَ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، إِذًا فَاتْلُ عَلَيْهِ ما نَزَّلْناهُ حِيْنَئِذٍ عَلَيْكَ لَعَلَّ يَقُوْمَنَّ مِنْ مَراقِدِ الْغَفْلَةِ وَيَفِرَّنَّ إِلى مَقَرِّ أَمْنٍ مُبِيْنٍ، كَذَلِكَ يَنْصَحُكَ حَمامَةُ الْقُدْسِ وَعَلَّمَكَ قَلَمُ الأَمْرِ لِئَلاّ تَحْزَنَ فِيْ نَفْسِكَ أَقَلَّ مِنَ الْحِيْنِ وَتَذْكُرَ رَبَّكَ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ وَتَكَوْنَ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَهُمْ تَوَجَّهُوا إِلى شاطِئِ الأَمْرِ فِيْ ساحِلِ هَذا الْبَحْرِ الْمُتَمَوِّجِ الْعَظِيْمِ.

 

[17]

بسم الله الأقدس الأعلم المقتدر القدير

أَنْ يا أَيهَا النَّاظِرُ إِلى شَطْرِ اللهِ وَالْمُتَغَمِّسُ فِيْ بَحْرِ قُرْبِهِ وَرِضاهُ، فَاعْلَمْ بِأَنَّ الظُّهُوْرَ لَمْ يَكُنْ مِنْ عَناصِرِ الأَرْبَعَةِ بَلْ هُوَ سِرُّ الأَحَدِيَّةِ وَكَينُوْنَةُ الْقِدَمِيَّةِ وَالْجَوْهَرُ الصَّمَدِيَّةُ وَالْهُوِيَّةُ الْغَيْبِيَّةُ، وَإِنَّهُ لَنْ يُعْرَفَ بِدُوْنِهِ لِيُحَقَّقَ لأَحَدٍ بِأَنَّهُ ظَهَرَ مِنْ عَناصِرِ الأَرْبَعَةِ أَوْ مِنِ اسْطَقِسَّاتِ الْمَذْكُوْرَةِ بِلِسانِ أَهْلِ الْحِكْمَةِ وَلا مِنَ الطَّبائِعِ الأَرْبَعَةِ، لأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ خُلِقَ بِأَمْرِهِ وَمَشِيِّتِهِ وَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ كانَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنْ شَيْءٍ كَما إِذًا يَكُوْنُ بِالْحَقِّ، وَاسْتَوَى عَلى الْعَرْشِ وَينْزِلُ عَلَيكَ الآياتِ بِما وَجَدَ فِيْ قَلْبِكَ نارَ مَحَبَّتِهِ، هَلْ يَكُنْ فِي الْمُلْكِ مِنْ ذِيْ بَيانٍ لِيَنْطِقَ مَعَهُ أَوْ مِنْ مُنْزِلٍ لِيَقُوْمَ مَعَهُ فِيْ أَمْرِهِ أَوْ مِنْ ذِيْ وُجُوْدٍ لِيَدَّعِي الْوُجُوْدَ لِنَفْسِهِ، لا فَوَرَبِّكَ الرَّحْمنِ، كلٌّ عُدَمآءُ فُقَدآءُ، إِنَّهُ لَوْ يُعْرَفُ بِغَيْرِهِ لَنْ يَثْبُتَ تَنْزِيْهُ ذاتِهِ عَنِ الْمِثْلِيَّةِ وَلا تَقْدِيْسُ كيْنُوْنَتِهِ عَنِ الشِّبْهِيَّةِ وَلا تَفْرِيْدُهُ عَنْ مَظاهِرِ الْخَلْقِيَّةِ، هَذا الْبَحْرُ لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَلِجَ فِيْهِ لأَنَّ كُلَّما أَنْتَ تَشْهَدُهُ فِيْ السَّمواتِ وَالأَرْضِ قَدْ خُلِقَ بِقَوْلِهِ، فَوَنَفْسِي الْحَقِّ لَوْ يُعَرِّفُهُ نَفْسَهُ عِبادَهُ عَلى ما هُوَ عَلَيْهِ لَيَنْقَطِعَنَّ كُلٌّ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَيَسْكنُنَّ فِيْ جِوارِهِ، بِحَيْثُ تَجِدُ الْمُلُوْكَ يَفْتَخِرُوْنَ بِمَمْلُوكِيَّةِ أَنْفُسِهِمْ لِمالِكهِمْ وَالسَّلاطِيْنَ يَدَعُنَّ تِيْجانَهُمْ عَنْ وَرائِهِمْ ويُسْرِعُنَّ إِلى شَطْرِهِ وَسُبُلِ رِضائِهِ، فَلَمَّا سَتَرَ عَنْهُمْ لِذا الْتَفَتُوا بِدُوْنِهِ وَيَطِيْرُنَّ بِجَناحَيْنِ النَّفْسِ فِيْ هَوآءِ ظُنُوْنِهِمْ وَأَوْهامِهِمْ، فَاشْهَدْ بِذاتِكَ ثُمَّ بِنَفْسِكَ ثُمَّ بِلِسانِكَ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَنْ يَعْرِفَهُ أَحَدٌ دُوْنَهُ وَلَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُقَرِّبَهُ أَحَدٌ، إِنَّهُ ما كانَ مَظْهَرًا فِيْ نَفْسِهِ بَلْ مُظْهِرًا فِيْ كيْنُوْنَتِهِ، وَهَذا ما أَذْكرْناهُ لَكَ فِيْ سِرِّ الإِلهِيَّةِ وَكَيْنُوْنَةِ الرُّبُوْبِيَّةِ وَذاتِيَّةِ الصَّمَدانِيَّةِ، وَأَمَّا فِي الأَجْسادِ، إِنَّها أَعْراشٌ لِهَذا الظُّهُوْرِ الَّذِيْ ما اطَّلَعَ بِهِ أَحَدٌ إِلاَّ نَفْسُهُ، وَهَذِهِ الأَجْسادُ وَلَوْ ظَهَرَتْ فِيْ عالَمِ الإِبْداعِ عَلى هَياكِلِ الَّتِي أَنْتُمْ تَرَوْنَها لَوْ تَنْظُرُ إِلَيْها بِبَصَرِ الْحَقِيْقَةِ وَالْفِطْرَةِ لَتَشْهَدُ بِأَنَّهُمْ وَلَوْ خُلِقُوا مِنَ الْعَناصِرِ كانُوا مُقَدَّسًا مِنْها بِحَيْثُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُما مِنْ مُشابَهَةٍ، فَانْظُرْ فِي الأَلْماسِ هَلْ يُقابِلُهُ الأَحْجارُ، كَذَلِكَ نَزَلَ فِي الْبَيانِ مِنْ لَدُنْ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، وَلَوْلا هَياكِلُهُمْ ما خُلِقَتْ هَياكِلُ الْعِبادِ، وَإِنَّكَ لَوْ تُدِقُّ الْبَصَرَ لَتَرَى بِأَنَّ كُلَّ مَنْ فِيْ السَّمواتِ وَالأَرْضِ قَدْ خُلِقَ مِنْ ظاهِرِ هَياكِلِهِمْ، يَسْتَمِدُّ كُلُّ الْعَوالِمِ مِنْ عَوالِمِ رَبِّكَ مِنْ ظُهُوْرِ مَظاهِرِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، وَفِيْ كُلِّ عالَمٍ يَظْهَرُ بِاسْتِعْدادِ ذَلِكَ الْعالَمِ، مَثَلاً فِيْ عالَمِ الأَرْواحِ يَتَجَلَّى عَلَيْهِمْ وَيَظْهَرُ لَهُمْ بِآثارِ الرُّوْحِ، وكَذَلِكَ فِيْ الأَجْسادِ وَعَوالِمِ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ وَعَوالِمِ الَّتِيْ ما اطَّلَعَ بِها أَحَدٌ إِلاَّ الله، لِكُلٍّ نَصِيْبٌ مِنْ هَذا الْظُّهُوْرِ يَظْهَرُ عَلَيْهِمْ عَلى صُوْرَتِهِ لِيَهْدِيْهِمْ إِلى اللهِ رَبِّهِ وَيُقَرِّبَهُمْ إِلى مَقَرِّ أَمْرِهِ وَيُبْلِغَهُمْ إِلى ما قَدِّرَ لَهُ، مَعَ الَّذِيْ إِنَّهُ كَما لا يُعْرَفُ حَقِيْقَتُهُ وَكَذَلِكَ لا يُعْرَفُ كُلُّ ما يُنْسَبُ إِلَيْهِ إِلاَّ عَلى قَدْرٍ مَقْدُوْرٍ، تَفَكرْ فِيْ ذاتِكَ، لَوْلاهُ لَيَبْطُلُ حُكمُ الْحَواسِّ وَالأَرْكانِ بِحَيْثُ لَنْ يَرَى الْعَيْنُ وَلَنْ تَسْمَعَ السَّمْعُ وَلَنْ يَنْطِقَ اللِّسانُ وَلَنْ يَأْخُذَ الْيَدُ وَلَنْ يُحَرَّكَ الرِّجْلُ، وَمَعَ أَنَّهُ سُلْطانٌ وَحاكمٌ عَلى كُلٍّ، بِحَيْثُ جَعَلَ اللهُ قِيامَ ما سِواهُ بِهِ، مَعَ ذَلِكَ إِنَّهُ بِالْعَيْنِ يَراهُ وَبِالسَّمْعِ يَسْمَعُ وَبِاللِّسانِ يَتَكلَّمُ، وَإِنَّكَ لَوْ تَتَفَكرُ فِيْ ذَلِكَ لَتَجِدُ هَذا مِنْ عَظَمَتِهِ بِحَيْثُ لا يَنْقُصُ شَأْنُهُ عَنْ هَذِهِ التَّوَجُّهاتِ وَالْتَّنَزُّلاتِ، ثُمَّ انْظُرْ فِي الصَّائِغِ إِنَّهُ يَصْنَعُ خاتَمًا مَعَ أَنَّهُ صانِعُهُ يُزَيِّنُ إِصْبَعَهُ بِهِ، وَإِنَّهُ تَعالى لَوْ يَظْهَرُ بِلِباسِ الْخَلْقِ هَذا مِنْ فَضْلِهِ لِئَلاَّ يَفِرَّ مِنْهُ عِبادُهُ وَيَتَقَرَّبُوْنَ إِلَيْهِ وَيَقْعُدُوْنَ تِلْقاءَ وَجْهِهِ وَيَسْمَعُوْنَ نَغَماتٍ بَدِيْعَةٍ وَيَتَلَذَّذُوْنَ بِما يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ وَما نَزَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَمآءِ مَشِيَّتِهِ، وَفِيْ ذَلِكَ لَحِكْمَةٌ لَوْ تُفَكِّرُ فِيْها بِدَوامِ اللهِ لَتَجِدُ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ ما لا وَجَدْتَهُ مِنْ قَبْلُ، وَإِنَّهُ تَعَالى لَوْ يَظْهَرُ عَلى شَأْنِهِ وَصُوْرَتِهِ وَما هُوَ عَلَيْهِ لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَتَقَرَّبَ بِهِ أَوْ يُؤَانِسَ مَعَهُ، مَثَلاً فَانْظُرْ فِي السَّرِيْرِ أَوِ الْعَرْشِ أَوِ الْكُرْسِيِّ وَأَمْثالِها يَصْنَعُها أَحَدٌ مِنْ بَرِيَتِهِ بِتَأْيِيْداتِ الَّتِيْ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ مِنْ سَمآءِ فَضْلِهِ وَسَحابِ جُوْدِهِ، وَإِنَّهُ يَسْتَوِيْ عَلَيْها، قَبْلَ اسْتِوائِهِ عَلَيْها لا يَعْرِفُها أَحَدٌ، يَجِدُوْنَها مَصْنُوْعَ أَيْدِيْهِمْ، وَلكِنْ بَعْدَ اسْتِوائِهِ عَلَيْها يَنْقَطِعُ كُلُّ النَّسَبِ عَنْها، يَكُوْنُ عَرْشَ الرَّحْمنِ وَيَطُوْفُ عَلَيْهِ حَقائِقُ كُلِّشَيْءٍ عَمَّا خُلِقَ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ، إِذًا يَكُوْنُ عِرْفانُها مَنُوْطٌ بِأَنْظُرِ النَّاظِرِيْنَ وَأَبْصُرِ الْمُتَبَصِّرِيْنَ، مَنْ يَكُوْنُ عَلى بَصِيْرَةِ الْمُنِيْرَةِ النُّوْرانِيَّةِ لَيَشْهَدُ بِأَنَّها خُلِقَتْ قَبْلَ خَلْقِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ، وَلَمْ يَزَلْ كانَ عَرْشٌ وَلا يَزالُ يَكُوْنُ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ، وَلَيْسَ بَيْنَها وَبَيْنَ ما سِوَيها مِنْ نِسْبَةٍ وَلا مِنْ رَبْطٍ وَلا مِنْ جِهَةٍ وَلا مِنْ إِشارَةٍ، وَيْشْهَدَنَّ كُلُّ الأَشْياءِ بِلِسانِ سِرِّهِمْ بِأَنَّها أَعْراشُ الرَّحْمنِ، لا لَها شِبْهَ فِي الإِبْداعِ وَلا نَظِيْرَ فِي الاخْتِراعِ، وَمِنْ عَناصِرِها ظَهَرَتِ الْعَناصِرُ بِحَيْثُ تَرَى بِأَنَّ مِنْ نارِها ظَهَرَتِ النَّارُ فِي الأَكْوانِ وَنَطَقَتْ فِيْ غُصْنِ الْمُبارَكَةِ الأَحَدِيَّةِ فِيْ سِيْنآءِ الرَّفِيْعِ لِمُوْسَى الْكَلِيْمِ، وَمِنْ مائِها تَجِدُ كُلَّ نَفْسٍ باقِيًا وَحَيًّا، وَكَذَلِكَ فَانْظُرْ فِيْما دُوْنَها وَكُنْ عَلى يَقِيْنٍ مُبِيْنٍ، وَهَذا ذِكْرُ مَقامِ الَّذِيْ هُوَ يَسْتَوِيْ عَلَيْهِ فَكَيْفَ مَقامُ هَيْكَلِهِ وَما يَكُوْنُ قائِمًا عَلَيْهِ، كَذَلِكَ أَلْقَيْناكَ قَوْلَ الْحَقِّ لِتَكُوْنَ مُتَفَكِّرًا فِيْهِ وَتَصِلَ إِلى ما أَرَدْتَ مِنَ اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ الْعالَمِيْنَ. أَنْ يا هادِيْ كُلُّما أَلْقَيْناكَ وَأَذْكَرْناهُ فِيْ هَذا اللَّوْحِ هَذا بِلِسانِ أَهْلِ الإِنْشاءِ، وَإِلاَّ فَوَالَّذِيْ كُلُّشَيْءٍ فِيْ قَبْضَةِ قُدْرَتِهِ لَيَكُوْنُ عِنْدَنا فِيْ ذَلِكَ الْمَقامِ بَياناتٌ لا يَنْبَغِيْ أَنْ نَذْكُرَها فِيْ تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي اخْتَلَفُوا فِيْها النَّاسُ وَنَبَذُوا رَبَّ الأَرْبابِ عَنْ وَرائِهِمْ وَصَنَعُوا بِأَيادِي الْهَوَى صَنَمًا ثُمَّ اعْتَكَفُوا عَلَيْهِ وَكانُوا مِنَ الْعاكِفِيْنَ، طُوْبَى لَكَ بِما أَرادَ اللهُ لَكَ وَسَلَكْتَ سَبِيْلَ رِضائِهِ إِلى أَنْ حَضَرْتَ تِلْقاءَ وَجْهِهِ الْمُشْرِقِ الْمَنِيْعِ، لَمْ يَزَلْ كانَ ظُهُوْرُهُ لِخَلْقِهِ بِخَلْقِهِ كَما تَجَلَّى عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَنَجَّاكَ مِنْ غَمَراتِ إِشاراتِ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَحارَبُوا بِنَفْسِهِ وَاتَّخَذُوا فِيْ كُلِّ حِيْنٍ لأَنْفُسِهِمْ أَرْبابًا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَكانُوا مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ وَالضَّلالِ فِيْ كِتابِ عِزٍّ مُبِيْنٍ، وَلَوْ تَكُوْنُ مُتَغَمِّسًا فِيْ بَحْرِ الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ لَتُوْقِنُ بِأَنَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَجْعَلَ مَصْنُوْعًا مِنْ مَصْنُوْعاتِهِ صانِعَ ما أَرادَ، لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، كُلُّ الْقُدْرَةِ فِيْ ذَلِكَ لَوْ أَنْتَ مِنَ الْمُتَفَكِّرِيْنَ، وَكُلُّ الْفَضْلِ فِيْ ذَلِكَ لَوْ أَنْتَ مِنَ الشَّاهِدِيْنَ، فَاسْئَلِ اللهَ رَبَّكَ بِأَنْ يُظْهِرَ أَمْرَهُ فِيْ الْبِلادِ وَيَرْتَقِيْ الْعِبادَ إِلى مَقامٍ يَذْكُرُ لَهُمْ ما أَرادَ مِنْ غَيْرِ سِتْرٍ وَحِجابٍ وَيُعَلِّمُهُمْ مِنْ بَدائِعِ عِلْمِهِ وَيَرْزُقُهُمْ مِنْ ثَمَراتِ سِدْرَةِ فَضْلِهِ وَإِحْسانِهِ، لِيَغْنِيَنَّ كُلٌّ بِغَنائِهِ وَيَقْدِرَنَّ كُلٌّ بِقُدْرَتِهِ الْمُمْتَنِعِ الْمَنِيْعِ، فَوَالَّذِيْ تَحَرَّكَ الْكُلُّ بِأَمْرِهِ لَوْ أَجِدُ النَّاسَ على ما خَلَقْناهُمْ لَفَتَحْتُ بابًا مِنْ أَبْوابِ الرَّحْمَةِ وَالْمَعانِيْ لِيَشْهَدُنَّ كُلَّ الأَسْرارِ بِأَبْصارِهِمْ وَيُسَخِّرُنَّ كُلَّ الْبِلادِ بِأَسْماءِ رَبِّهِمْ وَلكِنْ إِنَّكَ تَرَى الْخَلْقَ وَتَسْمَعُ ما يَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ، لِذا مُنِعَ الْفَضْلُ إِلاَّ عَلى قَدْرِ الَّذِيْ أَنْتُمْ تَجِدُوْنَ تَرَشُّحاتِهِ وَكانَ رَبُّكَ عَلى ذَلِكَ شَهِيْدٌ وَخَبِيْرٌ، وَإِنَّا لَوْ أَظْهَرْنا نَفْسَنا أَزْيَدَ عَمَّا أَظْهَرْناها لأَحاطَتْنا الْكِلابُ وَالْخَنازِيْرُ، كَذَلِكَ دَلَعَ دِيْكُ الْعَرْشِ وَغَنَّتِ الْوَرْقاءُ حُبًّا إِيَّاكَ لِتَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِيْنَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

[18]

بسم الله العظميّ بلا نفاد

أَنْ يا عَبْدُ النَّاظِرُ إِلى اللهِ فَاعْلَمْ بِأَنْ أَتَى الْقَضاءُ وَأُمْضِيَ ما نَزَلَ فِيْ أَلْواحِ مالِكِ الأَسْماءِ وَأَخْرَجُوا الْغُلامَ مِنْ أَرْضِ السِّرِّ بِظُلْمٍ مُبِيْنٍ، وَلَمَّا خَرَجْنا بَكَتْ عَلَيْنا مِنْ كُلِّ الْمِلَلِ وَظَهَرَ فَزَعُ الأَكْبَرُ فِيْ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيْمِ، وَما مَرَرْنا عَلى شَجَرٍ وَحَجَرٍ وَأَرْضٍ وَمَدَرٍ إِلاَّ وَقَدْ أَوْدَعْنا فِيْهِ سِرًّا مِنْ أَسْرارِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، فَسَوْفَ يَظْهَرُ بِالْحَقِّ وَإِنَّ رَبَّكَ لَعَلِيْمٌ وَحَكِيْمٌ، قَدْ نَزَلَتْ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ آياتٌ وَظَهَرَتْ فِيْ كُلِّ آنٍ بَيِّناتٌ اسْتَضائَتْ مِنْها وُجُوْهُ أَهْلِ مَلإِ الأَعْلى تَاللهِ بِها اسْتُجْذِبَتْ أَفْئِدَةُ الْمُقَرَّبِيْنَ، إِنَّا وَجَدْنا أَهْلَ السَّمواتِ فِيْ سُرُوْرٍ مُبِيْنٍ وَحُزْنٍ عَظِيْمٍ، أَمَّا الْحُزْنُ بِما وَرَدَ عَلَيْنا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ وَأَمَّا السُّرُوْرُ بِما رَأَوْا إِشْراقَ شَمْسِ الاسْتِقامَةِ عَنْ أُفُقِ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِياءِ كَذَلِكَ فَصَّلْنا لَكَ تَفْصِيْلاً عَمَّا وَرَدَ عَلَيْنا مِنَ الْغافِلِيْنَ، وَكُنَّا طائِرًا فِيْ هَواءِ الاشْتِياقِ إِلى أَنْ وَرَدْنا فِيْ شاطِئِ الْبَحْرِ إِذًا اسْتَوَى بَحْرُ الأَعْظَمُ عَلى الْفُلْكِ وَجَرَتْ على الْبَحْرِ الأَبْيَضِ، وَسِرْنا إِلى أَنْ بَلَغْنا مُقابِلَ مَدِيْنَةِ الَّتِيْ سُمِّيَتْ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، قَدْ دَخَلَ عَلَيْنا فَتًى مِنْ أَهْلِ الابْنِ وَحَضَرَ تِلْقاءَ الْوَجْهِ بِكِتابٍ عَرَبِيٍّ مُبِيْنٍ، الَّذِيْ كَتَبَهُ أَحَدٌ مِنْ أُسْقُفِ النَّصارَى وَجَدْنا مِنْهُ رائِحَةَ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، وَقَدْ أَمَرْنا عَبْدَ الْحاضِرَ لَدَى الْعَرْشِ بِأَنْ يُرْسِلَ إِلَيْكَ صُوْرَةَ كِتابِهِ لِتَعْرِفَ كَيْفَ قَلَّبَهُ قُدْرَةُ رَبِّكَ وَأَخَذَهُ بِأَيْدِي الْفَضْلِ وَجَعَلَهُ مُنْقَطِعًا عَنِ الْعالَمِيْنَ، فَكِّرْ ثُمَّ انْظُرْ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ الَّتِيْ أَحاطَتْنا الْبَلايا إِنَّهُ اشْتَعَلَ بِنارِ حُبِّيْ وَذِكْرِيْ عَلى شَأْنٍ ما مَنَعَتْهُ الْقَضايا كأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ كَوْثَرِ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْغَفُوْرِ الرَّحِيْمِ، يَنْبَغِيْ لِكُلِّ نَفْسٍ بِأَنْ يَكُوْنَ ثابِتًا فِيْ حُبِّ مَوْلاهُ بِحَيْثُ لا يَمْنَعُها ما يَظْهَرُ فِي الإِبْداعِ كَما ما مَنَعَتْهُ هَذِهِ الْفِتْنَةُ الدَّهْماءُ وَاسْتَضاءَ فِيْ ظُلْمَتِها كذَلِكَ كانَ رَبُّكَ مُقْتَدِرًا عَلى ما يَشاءُ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْحاكِمُ على مَا يُرِيدُ، لَوْ نَذْكُرُ لَكَ كُلَّ ما وَرَدَ عَلَيْنا لَتَحْزَنُ، وَلكِنْ فَاعْلَمْ بِأَنَّا نَكُوْنُ فِيْ فَرَحٍ مُبِيْنٍ، وَفِيْ كُلِّ ما ظَهَرَ لَحِكْمَةٌ فَسَوْفَ يُظْهِرُها اللهُ بِالْحَقِّ وَيُحْيِي الْعالَمَ بِهَذا الْماءِ الَّذِيْ عَذِبَ مِنْهُ الْكَوْثَرُ وَالسَّلْسَبِيْلُ، قَدْ أَرْسَلْنا إِلَيْكَ أَلْواحًا ما ذُكِرَ فِيْها اسْمُ أَحَدٍ، فَأَعْطِ كُلَّ واحِدٍ مِنْها لِمَنْ تَجِدُ فِيْ وَجْهِهِ نَضْرَةَ الْغُلامِ، وَما سَتَرْنا الأَسْماءَ إِلاَّ لِحِفْظِ أَنْفُسِهِمْ وَرَبُّكَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيْمٍ.

[19]

هو الله تعالى شأنه العظمة والكبرياء

يا أَيُّها السَّاكنُ فِي الْحَدْباءِ، اسْمَعْ نِداءَ هَذا الْمَظْلُوْمِ الَّذِيْ سُجِنَ فِي الْعَكَّاءِ، ثُمَّ اذْكُرْ أَيَّامَ الَّتِيْ جَعَلُوا الْغافِلُوْنَ آلَ الرَّسُولِ أَسارى، الَّذِيْنَ اسْتَضائَتْ بِوُجُوهِهِمُ الْيَثْرِبُ وَالْبَطْحاءُ، إِلى أَنْ دَخَلُوا فِي الدِّمَشْقِ الْفَيْحاءِ، وَكانَ بَيْنَهُمْ سَيِّدُ السَّاجِدِيْنَ وَزَيْنُ الْمُوَحِّدِيْنَ، قِيلَ لَهُمْ ءَأَنْتُمُ الْخَوارِجُ، قالَ لا وَاللهِ نَحْنُ عِبادٌ آمَنَّا بِاللهِ وَآياتِهِ وَافْتَرَّ ثَغْرُ الإِيْمانِ بِوُجُوْهِنا وَأَماطَتْ ظُلُماتُ الأَكْوانِ بِوُجُوْدِنا، بِنا ارْتَفَعَ سُرادِقُ الْعِرْفانِ وَشُيِّدَتْ أَرْكانُ الإِيْمانِ، قِيْلَ أَحَلَّلْتُمْ ما حَرَّمَهُ اللهُ أَوْ حَرَّمْتُمْ ما أَحَلَّ اللهُ، قالَ لا وَاللهِ نَحْنُ أَوَّلُ مَنِ اتَّبَعَ أَوامِرَ اللهِ، قِيْلَ أَتَرَكْتُمُ الْقُرْآنَ، قالَ نَحْنُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ فِيْنا نُزِّلَ الْقُرْآنُ وَمِنَّا ظَهَرَتْ آيَةُ الرَّحْمنِ وَعِنْدَنا مَعانِيْهِ وَأَسْرارُهُ وَمِنَّا ذِكْرُهُ وَانْتِشارُهُ، قِيْلَ فَبِأَيِّ جُرْمٍ ابْتُلِيْتُمْ، قالَ لِحُبِّ اللهِ وَانْقِطاعِنا عَمَّا سِواهُ. وَالْيَوْمَ يُنْكِرُوْنَ النَّاسُ أَعْمالَ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْ قَبْلُ وَيَظْلِمُوْنَ أَشَدَّ مِمَّا ظَلَمُوا وَهُمْ لا يَشْعُرُوْنَ، كَأَنَّهُمْ أَمِنُوا اللُّحُوْدَ وَضَمِنُوا الْخُلُوْدَ، لَمْ أَدْرِ فِيْ أَيِّ وادٍ يَهِيْمُوْنَ، أَما يَرَوْنَ يَذْهَبُوْنَ وَلا يَرْجِعُوْنَ، أَما يَعْلَمُوْنَ غَدًا يُسْئَلُوْنَ وَلا يُفْدَوْنَ، إِلى مَتَى يَجُرُّوْنَ أَذْيالَ الْهَوَى وَيَمُرُّوْنَ أَتْلالَ الْغَوَى، تَاللهِ لَوْ عَلِمُوا ما وَراءَ الْفَدامِ مِنْ كَوْثَرِ عِرْفانِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْعَلاّمِ لَنَبَذُوا ما عِنْدَهُمْ مِنَ الأَوْهامِ وَاشْتَغَلُوا بِذِكْرِ الأَعْظَمِ فِي اللَّيالِي وَالأَيَّامِ، نَحْنُ بِفَضْلِ اللهِ وَمَنِّهِ راضٍ بِقَضائِهِ وَلا يَمْنَعُنا الْبَلايا عَنْ حُبِّهِ وَلا الْقَضايا عَنْ ذِكْرِهِ وَلَوْ يَجْتَمِعُ عَلَيَّ مَنْ عَلى الأَرْضِ كُلِّها بِرِماحٍ نافِذَةٍ وَسُيُوْفٍ شاحِذَةٍ، لا يَسْكُنُ لِسانِيْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَإِنَّكَ فَكِّرْ ثُمَّ انْظُرْ فِيْما وَرَدَ عَلى أَوْلِياءِ اللهِ فِيْ أعْصارِ الْخالِيَةِ وَما وَرَدَ عَلَيْنا فِيْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْمُظْلِمَةِ، فَسَوْفَ تَعُطُّ يَدُ الْغَفُوْرِ جَيْبَ هَذا الدَّيْجُوْرِ وَإِنَّهُ كانَ لِلضُّعَفاءِ مُعِيْنًا، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُقَرِّبَكَ إِلَيْهِ وَيَرْزُقَكَ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَيَجْعَلَكَ مُعِيْنًا لِعِبادِهِ الضُّعَفاءِ وَمُوَفَّقًا عَلى ما يُحِبُّ وَيَرْضَى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ وَبِالإِجابَةِ جَدِيْرٌ.

 

[20]

بسمه المستوي على العرش 

هَذا كِتابٌ مِنْ لَدَى اللهِ مالِكِ الأَسْماءِ لأَهْلِ الْبَهاءِ الَّذِيْنَ لا يَتَكَلَّمُوْنَ إِلاَّ بِما نَطَقَ لِسانُ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِياءِ وَلا يَتَعَقَّبُوْنَ كُلَّ مُدَّعٍ كَذَّابٍ، أُوْلَئِكَ شَرِبُوا رَحِيْقَ الاسْتِقامَةِ مِنْ عِنايَةِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، سَوْفَ تَسْمَعُوْنَ نِداءَ ناعِقٍ لا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ دَعُوْهُ بِنَفْسِهِ مُقْبِلِيْنَ إِلى قِبْلَةِ الآفاقِ قَدْ تَمَّتِ الْحُجَّةُ بِهَذِهِ الْحُجَّةِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ بِالْحَقِّ وَانْتَهَتِ الأَنْوارُ إِلى هَذا الأُفُقِ الَّذِيْ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ، طُوْبَى لِنَفْسٍ تُرَبِّي الْعِبادَ بِحُدُوْدِ اللهِ الَّتِيْ نُزِّلَتْ فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ، قُلْ لَوْ يَظْهَرُ فِيْكُلِّ يَوْمٍ أَحَدٌ لا يَسْتَقِرُّ أَمْرُ اللهِ فِي الْمُدُنِ وَالْبِلادِ، هَذا لَظُهُوْرٌ يُظْهِرُ نَفْسَهُ فِيْكُلِّ خَمْسِمِأَةِ أَلْفِ سَنَةٍ مَرَّةً واحِدَةً، كذَلِكَ كَشَفْنا الْقِناعَ وَأَرْفَعْنا الأَحْجابَ طُوْبَى لِمَنْ عَرَفَ مُرادَ اللهِ، مَنْ عَرَفَهُ يَفْرَحُ قَلْبُهُ وَيَسْتَقِيْمُ عَلى الأَمْرِ عَلى شَأْنٍ لا يَزِلُّهُ مَنْ فِي الإِبْداعِ، قَدْ كَشَفْنا فِيْ هَذا اللَّوْحِ سِرًّا مِنْ أَسْرارِ هَذا الظُّهُوْرِ وَسَتَرْنا ما هُوَ الْمَكْنُوْنُ لِئَلاّ تَرْتَفِعَ ضَوْضاءُ الْفُجَّارِ، تَاللهِ ما عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلاَّ عَلى قَدْرِهِ، لَوْ تَجِدُ نَفْسٌ نَفَحاتِ هَذا الْقَمِيْصِ لَتَنْجَذِبُ عَلى شَأْنٍ تَطِيْرُ فَوْقَ الإِمْكانِ، لَوْ نُفَصِّلُ ما نَزَّلْناهُ فِيْ هَذا اللَّوْحِ لا تَنْتَهِيْ بِالأَقْلامِ وَلا تَكْفِيْهِ بُحُوْرٌ مِنَ الْمِدادِ، مَعَ هَذا الشَّأْنِ الَّذِيْ لا يَخْطُرُ بِالْبالِ تَسْمَعُ ما يَقُوْلُوْنَ فِيْ حَقِّيْ أَهْلُ الضَّلالِ، إِنَّا كَشَفْنا لَكَ سِرًّا مِنَ الأَسْرارِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا عَلَيْكَ لِتَشْكُرَ رَبَّكَ الْعَزِيْزَ الْعَلاّمَ، أَنْ يا اسْمِيْ إِنَّا نَزَّلْنا فِيْ أَكْثَرِ الأَلْواحِ أَنَّ الأَمْرَ عَظِيْمٌ عَظِيْمٌ، مَعَ ذَلِكَ ما تَفَكَّرَ أَحَدٌ فِيْ عَظَمَتِهِ إِلاَّ مَنْ شاءَ رَبُّكَ الْعَزِيْزُ الْوَهَّابُ، إِنَّا تَرَكْنا أَهْلَ الأَوْهامِ فِيْ تِيْهِ النَّفْسِ وَالْهَوَى لِيَشْتَغِلُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الظُّنُوْنِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ، قَدِ ارْتَفَعَتْ رايَةُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَهُمْ يَتَكَلَّمُوْنَ بِما سَمِعُوا مِنْ كُلِّ هَمَجٍ رُعاعٍ، كذَلِكَ بَشَّرْناكَ بِالْكَلِمَةِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ بِقَمِيْصِ الْبِدْعِ بَيْنَ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَنْ أَحاطَنِيْ فَضْلُكَ وَذَكَّرْتَنِيْ بِما لا ذَكَّرْتَ بِهِ الأَخْيارَ، ثُمَّ اعْلَمْ قَدْ نُزِّلَ لَوْحُ الأَحْكامِ مِنْ مَطْلَعِ وَحْيِ رَبِّكَ سَوْفَ نُرْسِلُهُ بِالْحَقِّ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُهَيْمِنُ الْمُخْتارُ، وَنَزَّلْنا لَكَ لَوْحًا قَبْلَ هَذا وَأَرْسَلْناهُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى لِتُوْقِنَ أَنَّ ذِكْرَهُ سَبَقَ الأَذْكارَ، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُؤَيِّدَكَ عَلَى انْتِشارِ أَمْرِهِ وَيُوَفِّقَكَ عَلَى ما يُحِبُّ وَيَرْضَى فِيْكُلِّ الأَحْيانِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى الَّذِيْنَ تَكَلَّمُوا بِما نَطَقَ لِسانُ الْبَيانِ فِيْ قُطْبِ الإِمْكانِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْواحِدُ الْفَرْدُ الْعَزِيْزُ الْجَبَّارُ.

[21]

الأَقدس الأَبهى

هَذا كِتابٌ مِنْ لَدُنَّا إِلى مَنْ هاجَرَ إِلَى أَنْ حَضَرَ لَدَى الْعَرْشِ وَفازَ بِلِقاءِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، وَسَمِعَ نِداءَ اللهِ بِأُذُنِهِ وَشاهَدَ تَجَلِّياتِ الرَّحْمنِ بِعَيْنِهِ إِذْ قامَ لَدَى الْوَجْهِ بِخُضُوْعٍ مُبِيْنٍ، طُوْبَى لَكَ يا يُوْسُفُ بِما وَجَدْتَ عَرْفَ قَمِيْصِ رَبِّكَ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، أَنْتَ الَّذِيْ دَخَلْتَ الْمَنْظَرَ الأَكْبَرَ بِإِذْنِ اللهِ مالِكِ الْقَدَرِ وَخَرَجْتَ مِنْهُ بِأَمْرِهِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، نَشْهَدُ أَنَّكَ حَمِلْتَ الشَّدائِدَ لِلِقاءِ رَبِّكَ وَتَوَجَّهْتَ إِلَى الْوَجْهِ إِذْ مُنِعَ عَنْهُ أَكْثَرُ الْعِبادِ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي الظَّالِمِيْنَ، سَوْفَ يُظْهِرُ اللهُ جَزآءَ عَمَلِكَ إِنْ تَحْفَظْهُ بِالتَّقْوَى إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، كُنْ آيَةَ التَّقْدِيْسِ بَيْنَ عِبادِيْ كذَلِكَ أُمِرْتَ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ أَحِبَّائِيْ فِيْ كُلِّ مَدِيْنَةٍ الَّذِيْنَ تَقَرَّبُوا إِلَى الْمَنْظَرِ الْكَرِيْمِ، قُلْ يا أَحِبَّائِيْ أَنِ اتَّحِدُوا عَلى الأَمْرِ إِيَّاكُمْ أَنْ تُصَدِّقُوا الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ ما لا أَذِنَ اللهُ لَهُمْ لَعَمْرِيْ قَدِ انْتَهَى بِهَذا الظُّهُوْرِ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيْمٍ، إِنَّ الَّذِيْنَ يَتَّبِعُوْنَ كُلَّ ناعِقٍ أُوْلَئِكَ مِنَ الْغافِلِيْنَ، نَوِّرِ الْوُجُوْهَ بِثَناءِ رَبِّكَ ثُمَّ الْقُلُوْبَ بِذِكْرِيْ الْمَنِيْعِ، طُوْبَى لِمَنْ نَبَذَ ما عِنْدَهُ وَأَخَذَ ما أُمِرَ بِهِ مِنْ لَدُنْ حاكِمٍ عَلِيْمٍ، إِنَّ الَّذِيْنَ اتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ أُوْلَئِكَ فِيْ غَمَراتِ الشُّبُهاتِ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الْمُحْتَجِبِيْنَ، أَنِ اسْتَقِمْ على حُبِّ مَوْلاكَ ثُمَّ بَشِّرِ النَّاسَ بِهَذا النُّوْرِ الْمُشْرِقِ اللائِحِ الْمُنِيْرِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى بَصَرِكَ وَسَمْعِكَ بِما رَأَى وَسَمِعَ فِيْ هَذا الْمَقامِ الَّذِيْ يَطُوْفُنَّ حَوْلَهُ مَلئِكَةُ الْمُقَرَّبِيْنَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[22]

العليُّ العظيم

طُوْبَى لَكَ بِما نَزَلَتْ لَكَ مِنْ جِهَةِ السِّجْنِ آياتُ رَبِّكَ هَذا مِنْ فَضْلِي عَلَيْكَ لِتَكُوْنَ مِنَ الشَّاكِرِيْنَ، إِنَّهُ فِيْ بُحْبُوْحَةِ الْبَلاءِ يَدْعُ الأَحِبّاءَ إِلى اللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، أَنِ اتَّحِدُوا فِي الأَمْرِ، إِنَّ الَّذِيْ تَجِدُوْنَهُ فِيْ مَعْزِلٍ مِنَ الْغَفْلَةِ ذَكِّرُوْهُ بِالْحِكْمَةِ فِيْ أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ، إِنْ أَعْرَضَ وَتَوَلَّى بَعْدَ ما جائَهُ الْهُدَى فَأَعْرِضُوا عَنْهُ وَأَقْبِلُوا بِقُلُوْبِكُمْ إِلَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قَدْ سَبَقَتْ رَحْمَتِيْ غَضَبِيْ، أَنِ اقْتَدُوا رَبَّكُمْ فِي الأَخْلاقِ هَذا خَيْرٌ لَكُمْ عَمَّا فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قُلْ أَنِ اجْتَنِبُوا كَبائِرَ الإِثْمِ وَلا تَقْرُبُوا الَّذِيْ يَدْعُوْكُمْ إِلى النَّارِ، اتَّقُوا اللهَ وَكُوْنُوا مِنَ الْمُتَّقِيْنَ.

 

[23]

الأَمنع الأقدس

هَذا كِتابٌ مِنْ لَدُنَّا إِلى مَنْ تَقَرَّبَ إِلى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّومِ، طُوْبَى لَكَ بِما وَجَدْتَ عَرْفَ الْقَمِيْصِ وَاتَّخَذْتَ لِنَفْسِكَ مَقامًا فِيْ ظِلِّ هَذا الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ، إِنَّ الَّذِيْنَ انْقَطَعُوا فِيْ حُبِّيْ عَنْ سِوائِيْ أُوْلَئِكَ مِنْ خِيْرَةِ الْخَلْقِ لَدَى الْحَقِّ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُخْلِصُوْنَ، وَالَّذِيْنَ تَوَقَّفُوا بَعْدَ ما جَائَتْهُمُ الْبَيِّناتُ قَدْ قُدِّرَ لَهُمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُوْدٍ، إِنَّ الَّذِيْنَ أَنْكَرُوا الْغَيْبَ أُوْلَئِكَ قَوْمٌ مُنْكِرُوْنَ، قُلْ إِنَّهُ مِنْ هَذا اللِّسانِ يَدْعُ الأُمَمَ إِلى اسْمِهِ الأَعْظَمِ، طُوْبى لِقَوْمٍ يَعْرِفُوْنَ، إِيَّاكَ أَنْ يُحْزِنَكَ إِشاراتُ النَّاسِ أَوْ يَمْنَعَكَ كَلِماتُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالشَّاهِدِ وَالْمَشْهُوْدِ، أَنِ اطْمَئِنَّ بِفَضْلِ رَبِّكَ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ فِي الأُمُوْرِ، إِنَّهُ مَعَ مَنْ أَرادَهُ وَيَنْصُرُ الَّذِيْنَ نَبَذُوا الْهَوَى وَأَقْبَلُوا إِلَى الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، كَذَلِكَ أَلْقَيْناكَ قَوْلَ الْحَقِّ وَنَزَّلْنا لَكَ فِي السِّجْنِ ما تَفْرَحُ بِهِ الْقُلُوْبُ.

[24]

هو الأبهى

يَشْهَدُ الْمَظْلُوْمُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، لَمْ يَزَلْ كانَ غَيْبًا فِيْ ذاتِهِ وَالَّذِيْ يَنْطِقُ الْيَوْمَ يَنْطِقُ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْعَزِيْزُ الْمَحْبُوْبُ، إِنَّما الظُّهُوْرُ يَظْهَرُ مِنْ لَدَى الْغَيْبِ وَالْغَيْبُ يَثْبُتُ حُكْمُهُ بِالظُّهُوْرِ، إِذا أَشْرَقَتْ شَمْسُ التَّوْحِيْدِ مِنْ أُفُقِ التَّجْرِيْدِ طُوْبى لِقَوْمٍ يَعْرِفُوْنَ، قُلْ لا يُعْرَفُ الْغَيْبُ إِلاَّ بِهَذا الْمَشْهُوْدِ، تَبارَكَ الْوَدُوْدُ الَّذِيْ أَتَى فِيْ يَوْمِ الْمَوْعُوْدِ.

 

[25]

الأعظم الأبهى

هَذا لَوْحٌ مِنْ لَدُنَّا إِلَى الَّذِيْنَ فازُوا بِمَطْلَعِ الأَنْوارِ إِذْ أَتَى الْمُخْتارُ بِسُلْطانِ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ، لِيَجْذُبَهُمْ نِداءُ اللهِ الْعَلِيِّ الأبْهَى إِلى أُفُقِ الَّذِيْ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْوَحْيِ وَأَضائَتِ الْبِلادُ، يا أَحِبّائِيْ لا تَحْزَنُوا عَمَّا وَرَدَ عَلَيْكُمْ فِيْ سَبِيْلِيْ سَوْفَ تَرَوْنَ أَنْفُسَكُمْ فِيْ مَقامٍ تَسْتَضِيْءُ مِنْهُ الآفاقُ، أَنْتُمْ تَحْتَ جَناحِ فَضْلِيْ وَأَهْلُ سُرادِقِ عِرْفانِيْ، لَعَمْرِيْ إِنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا لَوْ عَرَفُوا لَطافُوا حَوْلَكُمْ فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْراقِ، سَوْفَ يَلْعَنُوْنَ أَنْفُسَهُمْ بِأَلْسُنِهِمْ وَيَقُوْلُوْنَ وَيْلٌ لَنا بِما فَرَّطْنا فِيْ أَيَّامِ اللهِ إِذْ نُصِبَ الصِّراطُ وَوُضِعَ الْمِيزانُ، قَدْ قُدِّرَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْكُمْ مَقامٌ ما اطَّلَعَ بِهِ أَحَدٌ إِلاَّ رَبُّكُمُ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، أَنْ يا عَلِيُّ وَاذْكُرْ إِذْ أَتى مُحَمَّدٌ حَبِيْبِيْ أَعْرَضَ عَنْهُ الْعُلَماءُ وَآمَنَ بِهِ مَنْ يَرْعى الأَغْنامَ، إِنَّ أَبا ذَرَّ كانَ أَنْ يَرْعَى غَنَمَ الْقَوْمِ، فَلَمّا سَمِعَ النِّداءَ قالَ بَلَى يا رَبَّ الأَرْبابِ، تَرَكَ الأَغْنامَ وَتَوَجَّهَ إِلى مَوْلى الأَنامِ، كَمْ مِنْ عالِمٍ احْتَجَبَ وَكَمْ مِنْ غافِلٍ خَرَقَ الأَحْجابَ، قُلِ الْفَضْلُ بِيَدِ اللهِ يُقَدِّرُ لِمَنْ يَشاءُ ما يَشاءُ إِنَّهُ لَهُوَ الْحاكِمُ عَلَى ما أَرادَ، أَنِ اشْرَبُوا يا أَحِبَّائِيْ كَوْثَرَ الْحَيَوانِ بِاسْمِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ، دَعُوا الْكائِناتِ عَنْ وَرائِكُمْ ثُمَّ أَقْبِلُوا بِقُلُوْبِكُمْ إِلى اللهِ فاطِرِ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، طُوْبَى لَكُمْ بِما ذُكِرَتْ أَسْمائُكُمْ فِيْ أُمِّ الأَلْواحِ.

[26]

الأقدس الأبهى

هَذا كِتابٌ كَرِيْمٌ نَزَلَ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ عَلِيْمٍ، إِنَّهُ لَرَحْمَةٌ مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرَى لِلْعالَمِيْنَ، يا قَوْمِ أَجِيبُوا مَنْ يَدْعُوْكُمْ إِلى اللهِ وَلا تَتَّبِعُوا كُلَّ مُشْرِكٍ عَنِيْدٍ، أَنِ اسْتَعِدُّوا لإِصْغاءِ كَلِمَةِ الله، لَعَمْرِيْ بِها انْجَذَبَتْ قُلُوْبُ الْمُقَرَّبِيْنَ وَاضْطَرَبَتْ أَفْئِدَةُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِرَبِّ الأَرْبابِ أَلا إِنَّهُمْ أَهْلُ السَّعِيْرِ، قَدْ قَضَتِ السَّاعَةُ بِالْحَقِّ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ مِنْ إِصْبَعِ إِرادَةِ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، قَدْ نُصِبَ الصِّراطُ إِنَّهُ لَصِراطُ اللهِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، يا قَوْمِ دَعُوا الْهَوَى هَذا إِلهُكُمْ أَتَى مِنْ سَماءِ الْقَضاءِ بِسُلْطانٍ عَظِيْمٍ، إِنَّ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَكُمْ إِلى الطَّاغُوْتِ قُلُوْبُهُمْ غُلْفٌ وَهُمْ مِنْ أَصْحابِ الْجَحِيْمِ، هَلْ لأَحَدٍ مِنْ عاصِمٍ أَوْ لِنَفْسٍ مِنْ مَناصٍ لا وَرَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، أَنِ اسْرِعُوا إِلَيْهِ بِقُلُوْبِكُمْ إِنَّهُ يَحْفَظُكُمْ عَنِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا وَيُقَرِّبُكُمْ إِلى مَقامٍ لَوْ تَرَوْنَهُ لَتَخُرُّوْنَ بِأَذْقانِكُمْ سُجَّدًا للهِ الْعَزِيْزِ الْجَمِيْلِ، أَنِ افْرَحْ بِما جَرَى اسْمُكَ مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلى إِنَّ هَذا لَفَضْلٌ كَبِيْرٌ، سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ فِيْ اللَّيالِي وَالأَيَّامِ وَقُلِ الْحَمْدُ لَكَ يا مَحْبُوْبَ الْعالَمِيْنَ وَمَقْصُوْدَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

 

[27]

بسم الله الباقي الكافي العزيز المنيع

ذِكْرِيْ عَبْدَنا لِيَتَّبِعَ الْهُدَى فِيْ أَيَّامِ رَبِّهِ مالِكِ الْعَرْشِ وَالثَّرَى، وَيَحْفَظَهُ مِنْ إِشاراتِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ رَبِّ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، أَنْ أَقْبِلْ بِالْقَلْبِ الأَطْهَرِ إِلى الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ قُلْ آمَنْتُ بِكَ يا مَنْ تَذْكُرُنِيْ بِبَيانِكَ الأَحْلى، إِنَّا أَمَرْنا النَّاسَ فِي الْكِتابِ بِأَنْ لا يَتَّبِعُوا الْهَوَى، مِنْهُمْ مَنْ أَعْرَضَ وَتَوَلَّى وَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَهَدَى، يا قَوْمِ لا تَتَّبِعُوا أَنْفُسَكُمْ أَنِ اتَّبِعُوا سُنَنَ اللهِ الَّتِيْ نَزَلَتْ فِي الْكِتابِ مِنْ لَدُنْ رَبِّكُمُ الْعَلِيِّ الأبْهَى، إِنَّ الَّذِيْنَ يَرْتَكِبُوْنَ الْفَحْشاءَ وَيَسْرُقُوْنَ أَمْوالَ النَّاسِ وَيَغْتَبُوْنَ عِبادِيْ أُوْلَئِكَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيوةِ الْباطِلَةِ وَكانُوا مِمَّنْ ضَلَّ وَغَوَى، ضَعِ الْوَهْمَ وَتَمَسَّكَ بِالْيَقِيْنِ إِنَّهُ لَهُوَ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَلِيُّ الأَعْلى.

 

[28]

الأعظم الأبهى 

سُبْحانَ الَّذِيْ نَزَّلَ الْحُكْمَ كَيْفَ شاءَ إِنَّهُ لَهُوَ الْحاكِمُ عَلَى ما أَرادَ، يا أَحِبَّائِيْ أَنِ اعْمَلُوا بِما أُمِرْتُمْ بِهِ فِي الْكِتابِ، قَدْ كُتِبَ لَكُمُ الصِّيامُ فِيْ شَهْرِ الْعَلاءِ، صُوْمُوا لِوَجْهِ رَبِّكُمُ الْعَزِيزِ الْمُتَعالِ، كُفُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الطُّلُوْعِ إِلى الْغُرُوْبِ، كَذَلِكَ حَكَمَ الْمَحْبُوْبُ مِنْ لَدَى اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْمُخْتارِ، لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتَجاوَزَ عَنْ حُدُوْدِ اللهِ وَسُنَنِهِ وَلا لأَحَدٍ أَنْ يَتَّبِعَ الأَوْهامَ، طُوْبى لِمَنْ عَمِلَ أَوامِرِيْ حُبًّا لِجَمالِيْ وَوَيلٌ لِمَنْ غَفَلَ عَنْ مَشْرِقِ الأَمْرِ فِيْ أَيَّامِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْجَبَّارِ، قَدْ صامَ الَّذِيْنَ يَطُوْفُوْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِيْ سِنِينَ مَعْدُوْداتٍ، كَذَلِكَ يُخْبِرُكُمْ مَوْلَيكُمُ الْقَدِيْمُ لِتَقُوْمُوا عَلَى ما أُمِرْتُمْ بِهِ مِنَ الأَعْمالِ، لَيْسَ عَلَى الْمُسافِرِ وَالْمَرِيْضِ مِنْ حَرَجٍ هَذا مِنْ فَضْلِيْ عَلَى الْعِبادِ، تَمَسَّكُوا يا قَوْمِ بِما يَنْفَعُكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِينَ هامُوا فِيْ بَيْداءِ الضَّلالِ، أَنْ اشْكُرْ رَبَّكَ بِما ذُكِرْتَ لَدَى الْعَرْشِ وَتَوَجَّهَ إِلَيْكَ طَرْفُ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْمَنَّانِ.

[29]

الأقدم الأعظم الأبْهَى 

كِتابٌ نُزِّلَ بِالْحَقِّ مِنْ لَدُنْ عَلِيْمٍ حَكِيْمٍ، إِنَّهُ قَدْ فُصِّلَ مِنَ الْكتابِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ يَنْطِقُ بَيْنَ الأُمَمِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، أَلاَّ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنِ اتَّبِعُوا الْهُدَى هَذا خَيْرٌ لَكمْ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، مَنْ خانَ اللهَ لا يُقْبَلُ مِنْهُ شَيْءٌ لأَنَّ بِهِ تَغَبَّرَ ذَيْلُ التَّقْدِيْسِ وَإِنَّ هَذا لَظُلْمٌ مُبِيْنٌ، إِلاَّ بِأَنْ يَتُوْبَ وَيَرْجِعَ إلى اللهِ الْغَفُوْرِ الرَّحِيْمِ، إِنَّا قَدْ عَفَوْنا عَنِ الَّذِيْنَ خَانُوا مِنْ قَبْلُ وَالَّذِيْ يَرْتَكِبُ مِنْ بَعْدُ نَأْخُذُهُ بِقَهْرٍ مِنْ عِنْدِنا وَأَنا الْقَوِيُّ الشَّدِيْدُ، قُلْ يَنْبَغِيْ لَكُمْ بِأَنْ تَخَلَّقُوا بِأَخْلاقِيْ لِيَظْهَرَ بِكُمْ صِفاتِيْ بَيْنَ عِبادِيْ كَذَلِكَ أُمِرْتُمْ مِنْ لَدُنْ عَلِيْمٍ خَبِيْرٍ، زَيِّنُوا أَنْفُسَكمْ بِطِرازِ الأَمانَةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ لِيَظْهَرَ بِها تَقْدِيْسُ اللهِ فِيْما سِواهُ، أَنِ اعْمَلُوا بِما أُمِرْتُمْ مِنْ لَدُنْ آمِرٍ قَدِيْمٍ إِنَّكَ ذَكِّرِ النَّاسَ بِما أُمِرْتَ فِيْ هَذا اللَّوْحِ وَلا تَكُنْ مِنَ الصَّامِتِيْنَ، لَعَلَّ يَضَعُوْنَ الْهَوَى وَيَتَّبِعُوْنَ مَوْلى الْعالَمِيْنَ.

 

[30]

الأقدس الأعظم الأبْهَى

إِنَّ فِيْ ابْتِلاءِ مالِكِ الإِمْكانِ فِيْ كُلِّ الأَحْيانِ لآياتٍ لِمَنْ فِي الأَكوانِ، قَدْ قَبِلَ الشِّدَّةَ لِرَخاءِ الْبَرِيَّةِ وَالْمَشَقَّةَ لِراحَةِ مَنْ فِي الإِمْكانِ، نَفِسيْ لِفَضْلِهِ الْفِداءُ وَكَيْنُوْنَتِيْ لِرَحْمَتِهِ الْفِداءُ وَرُوْحِيْ لِعِنايَتِهِ الَّتِيْ أَحاطَتِ الآفاقَ، ما أَصْبَحَ إِلاَّ وَأَحاطَتْهُ ظُلُماتُ الإِشاراتِ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِاللهِ مُنْزِلِ الآياتِ، وَإِنَّهُ لا يَمْنَعُهُ شَيْءٌ عَمَّا أَرادَ فِيْ أَمْرِ اللهِ مالِكِ يَوْمِ التَّنادِ، مَرَّةً يُنادِيْ بِلِسانِهِ الْمُبِيْنِ وَطَوْرًا يُشِيْرُ بِإِصْبَعِ الْيَقِيْنِ وَيَدْعُ الْكُلَّ إلى اللهِ مالِكِ الرِّقابِ، لَوْ نَذْكُرُ ما وَرَدَ عَلَيْنا لَتَنْفَطِرُ السَّماءُ وَتَخُرُّ الْجِبالُ، إِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا افْتَخَرُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الأَلْقابِ، إِنَّ الأَخْرَسَ سَمَّى نَفْسَهُ بِالْقُدُّوْسِ وَادَّعَى فِي نَفْسِهِ ما ادَّعَى الْخَنَّاسُ، وَالآخَرَ سَمَّى نَفْسَهُ بِسَيْفِ الْحَقِّ وَقالَ إِنِّيْ أَنا فاتِحُ الْبِلادِ، قَدْ بَعَثَ اللهُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى فَمِهِ لِيُوْقِنَنَّ الْكُلُّ بِأَنَّهُ ذَنَبُ الشَّيْطانِ قُطِعَ مِنْ سَيْفِ الرَّحْمنِ، قَدْ كانَ أَنْ يَنْتَظِرُ أَيَّامَ عِزِّهِ وَظُهُوْرِهِ بِما وَعَدَهُ مَنْ كَفَرَ بِاللهِ فالِقِ الإِصْباحِ، كَذَلِكَ يَأْخُذُ اللهُ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ وَقامَ عَلَى تَضْيِيْعِ أَمْرِهِ بَيْنَ الْعِبادِ، فَلَمَّا هَلَكُوا سَرَتْ أَرْياحُ الرَّبِيْعِ وَفُتِحَتْ أَبْوابُ السَّماءِ وَأَمْطَرَ السَّحابُ، طُوْبَى لِمَنْ فازَ بِعِرْفانِ اللهِ فِيْ أَيَّامِهِ وَانْقَطَعَ بِكُلِّهِ عَنْ كُلِّ الْجِهاتِ، قُلْ أَوَلَمْ يَكْفِكُمْ رَبُّ السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ قَدْ أَتَى بِالْحَقِّ بِاسْمِهِ الْمُهَيْمِنِ عَلَى الإِبْداعِ، إِنَّكَ نَوِّرْ قَلْبَكَ بِمِصْباحِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ أَوْقَدَهُ مالِكُ الْقِدَمِ ثُمَّ اسْتَقِمْ على الأَمْرِ بِسُلْطانِ رَبِّكَ الْمُقْتَدِرِ الْمُخْتارِ.

[31]

الأقدم الأعظم الأعلى

قَدْ زَيَّنّا لَيْلَةَ الْقَدْرِ بِالْهاءِ لِيُوْقِنَنَّ أَهْلُ الْبَهاءِ بِهذا الاسْمِ الأَعْظَمِ الْعَظِيْمِ، بِها زُيِّنَ الْفُرْقانُ مِنْ قَبْلُ، وَإِذا رُكِّبَ بِالْواوِ ظَهَرَتِ السِّتَّةُ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، طُوْبَى لِمَنْ تَمَسَّكَ بِها مُنْقَطِعًا عَنِ الْعالَمِيْنَ، إِنَّها لَسِرُّ الْمَسْتُوْرُ الَّذِيْ زُيِّنَتْ بِهِ كُتُبُ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيْزِ الْكَرِيْمِ، بِها قُدِّرَتْ مَقادِيْرُ كُلِّ شَيْءٍ فِيْ الأَلْواحِ وَفُصِّلَ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيْمٍ، إِنَّ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا أُوْلَئِكَ مِنَ الظَّالِمِيْنَ، وَالَّذِيْنَ أَقْبَلُوا أُوْلَئِكَ مِنْ جَواهِرِ الْخَلْقِ نَشْهَدُ إِنَّهُمْ مِنَ الْمُقَرَّبِيْنَ، أَنِ اعْرِفُوا يا أَحِبَّائِيْ ما وَهَبْناكُمْ بِفَضْلٍ مِنْ عِنْدِنا وَكُوْنُوا مِنَ الشَّاكِرِيْنَ.

[32]

هو العزيز الحكيم

أَلْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ أَنْزَلَ الْمائِدَةَ وَأَظْهَرَ النِّعْمَةَ وَأَتَمَّ الْحُجَّةَ وَأَكْمَلَ الْكَلِمَةَ وَأَبْرَزَ الأَلِفَ اللِّيْنِيَّةَ إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ كانَ مُقْتَدِرًا بِسُلْطانِهِ وَلا يَزالُ يَكُوْنُ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ نَطَقَ بِالْكَلِمَةِ الْعُلْيا وَأَنْطَقَ بِها الأَشْياءَ عَلَى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الظَّاهِرُ فِي الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ، يا أَيُّها النَّاظِرُ إِلى الأُفُقِ الأَعْلَى وَالْمُنْجَذِبُ بِآياتِ رَبِّكَ مالِكِ الْوَرَى، فَاعْلَمْ بِأَنَّ الأَمْرَ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مُقَدَّمًا عَلَى الأُمُوْرِ كُلِّها وَعَلَى الأَعْمالِ بِأَسْرِها هُوَ الاسْتِقامَةُ، لَعَمْرُ اللهِ إِنَّها أَعْظَمُ الأَعْمالِ وَأَكْبَرُها، لأَنَّ الشَّيْطانَ يَصِيْحُ وَالذِّئْبَ يَعْوِيْ وَالْكَلْبَ يَنْبَحُ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَكَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَيُقَدِّرَ لَكَ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، يا سَيِّد مُحَمَّد عَلِيّ قَدْ حَضَرَ لَدَى الْمَظْلُوْمِ كِتابُكَ وَوَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ ثَنائِكَ فِيْ ذِكرِ اللهِ مُوْجِدِكَ وَخالِقِكَ وَمُؤَيِّدِكَ وَمُحْيِيْكَ، الَّذِيْ أَنْزَلَ لَكَ الدَّلِيْلَ وَأَظْهَرَ لَكَ السَّبِيْلَ إِلَى أَنْ حَضَرْتَ وَفُزْتَ بِما كانَ مَكنُوْنًا فِيْ كَنائِزِ الْغَيْبِ وَمَسْطُوْرًا فِيْ كُتُبِ اللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، إِنَّا سَمِعْنا نِدائَكَ نادَيْناكَ مِنْ شَطْرِ أَيْمَنِ الْعَرْشِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْفَرْدُ الْخَبِيْرُ، قَدْ ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ بِما لا يُعادِلُهُ ما يُرَى فِيْ الأَرْضِ، اشْكُرْ رَبَّكَ بِهَذا الْفَضْلِ الْكبِيْرِ، نَشْهَدُ إِنَّكَ سَمِعْتَ نِداءَ رَبِّكَ وَفُزْتَ بِلِقائِهِ وَرَأَيْتَ أُفُقَهُ وَقُمْتَ لَدَى بابٍ فُتِحَ عَلَى مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، يا مُحَمَّدُ قَدْ ذَكَرَكَ الْفَرْدُ الأَحَدُ وَبَشَّرَكَ بِعِنايَتِهِ الَّتِيْ ما اطَّلَعَ بِها إِلاَّ نَفْسُهُ الْعَلِيْمُ، طُوْبَى لَكَ بِما نَبَذْتَ الأَوْهامَ وَرائَكَ وَأَقْبَلْتَ إِلَى بَحْرٍ أَظْهَرَ أَمْواجَهُ أَمامَ وُجُوْهِ الْعالَمِ وَإِلى سِدْرَةٍ أَظْهَرَتْ أَثْمارَها بَيْنَ الأُمَمِ، كَذَلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ إِذْ كانَ الْمَظْلُوْمُ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ بِما اكتَسَبَتْ أَيْدِي الْمُشْرِكيْنَ، يا عَلِيُّ اسْمَعْ مَرَّةً أُخْرَى نِداءَ رَبِّكَ مَوْلَى الأَسْماءِ الَّذِيْ ما مَنَعَهُ قُباعُ الأُمَراءِ وَلا نُباحُ الْعُلَماءِ وَلا ضَوْضاءُ الْمُعْرِضِيْنَ، قَدْ قامَ أَمامَ الْوُجُوْهِ بِقُوَّةٍ تَزَعْزَعَتْ بِها أَرْكانُ الظُّلْمِ إِذْ حَضَرَ الْبَدِيْعُ أَمامَ الْقَوْمِ بِكِتابِ اللهِ الْمُحْكمِ الْمُبِيْنِ، قَدْ رَفَعَ يَداهُ وَقالَ قَدْ جِئْتُكَ يا سُلْطانُ مِنَ النَّبَإِ الأَعْظَمِ بِكِتابٍ عَظِيْمٍ، إِذًا ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الْقَوْمِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ الْقَوِيِّ الْغالِبِ الْقَدِيْرِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى ابْنِكَ الَّذِيْ حَضَرَ كِتابُهُ لَدَى الْعَرْشِ إِذْ كانَ الْمَسْجُوْنُ فِيْ حُزْنٍ مُبِيْنٍ، بِما اكتَسَبَتْ أَيادِيْ أَهْلِ الْبَيانِ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا عَنِ الرَّحْمنِ بَعْدَ إِذْ أَتاهُمْ بِمَلَكوْتِ الآياتِ وَجَبَرُوْتِ الْحِكمَةِ وَالْبَيانِ بِسُلْطانٍ غَلَبَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِنَّا نَذْكُرُ أَوْلِيائِيْ هُناكَ وَنُذَكِّرُهُمْ بِآياتِيْ وَنُوْصِيْهُمْ بِما يَنْبَغِيْ لِنِسْبَتِهِمْ إِلَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، كَذَلِكَ تَجَلَّى الْقَلَمُ بِآثارِهِ وَالشَّمْسُ بِأَنْوارِها، طُوْبَى لِمَنْ أَخَذَ وَفازَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْبادِئِ الْبَدِيْعِ، إِنَّا نُحِبُّ أَنْ نَذْكُرَ كُلَّ اسْمٍ كانَ هُناكَ وَنُبَشِّرَهُمْ بِعِنايَتِيْ وَرَحْمَتِيْ وَفَضْلِي الَّذِيْ أَحاطَ الْوُجُوْدَ، يا حِزْبَ اللهِ اسْمَعُوا مَرَّةً أُخْرَى نِدائِي الأَحْلَى مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْحَقُّ عَلامُ الْغُيُوْبِ، قَدْ أَنْزَلْنا فِي الْكِتابِ كُلَّما ظَهَرَ وَيَظْهَرُ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ عِبادٌ مُكْرَمُوْنَ الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمْ سَطْوَةُ الْفَراعِنَةِ عَنِ التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، قامُوا أَمامَ الْوُجُوْهِ وقالُوا ما نَطَقَ بِهِ الْكِتابُ الَّذِيْ كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ كَنْزِ الْعِلْمِ وَمَسْطُوْرًا مِنْ قَلَمِ الْوَحْيِ فِيْ هَذا الْمَقامِ الْمَرْفُوْعِ، إِيَّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ شُئُوْناتُ الْخَلْقِ عَنِ الْحَقِّ، ضَعَوا الأَوْهامَ مُتَمَسِّكيْنَ بِحَبْلِ اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكوْنُ.

 

[33]

بسمي المهيمن على من في الأرض والسّماء

يا تَقِيُّ اتَّقِ اللهَ رَبَّكَ ثُمَّ اذْكُرْهُ بِما أَرْشَدَكَ وَهَدَيكَ إلى صِراطِهِ الْمُسْتَقِيْمِ، إِنَّ الْبَهاءَ يَنْهِيْ عَنِ الْهَوَى وَيأْمُرُكُمْ بِما أَنْزَلَهُ مالِكُ الْوَرَى فِيْ كتابِهِ الْمُبِيْنِ، قَدْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الظُّهُوْرِ وَنَطَقَ مُكَلِّمُ الطُّوْرِ وَلَكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ حِجابٍ غَلِيْظٍ، قَدْ نَبَذُوا مَوْلى الْوَرَى بِما اتَّبَعُوا الْهَوَى أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّاغِرِيْنَ، قُمْ بِالاسْتِقامَةِ الْكُبْرَى عَلَى ذِكْرِ اللهِ مالِكِ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى، إِنَّهُ يَسْمَعُ وَيَرَى وَهُوَ الشَّاهِدُ النَّاظِرُ السَّمِيْعُ.

 

[34]

بسمي الّذي به أنار أفق الوجود

سُبْحانَ مَنْ يَسْمَعُ وَيُجِيْبُ وَيَرَى ما يَعْمَلُ بِهِ الْعِبادُ إِنَّهُ لَهُوَ الْحَقُّ عَلامُ الْغُيُوْبِ، قَدْ ظَهَرَ وَأَظْهَرَ ما كانَ مَسْطُوْرًا مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى وَمَكنُوْنًا فِيْ عِلْمِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، يا يُوْسُفُ يَذْكرُكَ الرَّؤُفُ الَّذِيْ أَتَى بِفَضْلٍ أَحاطَ الْغَيْبَ وَالشُّهُوْدَ، هَذا يَوْمٌ فِيْهِ اهْتَزَّتِ الأَشْجارُ وَجَرَتِ الأَنْهارُ وَظَهَرَتِ الأَثْمارُ وَنادَى الْمُنادِ الْمُلْكُ للهِ مالِكِ الْمَلَكوْتِ، كَذَلِكَ زَيَّنَّا دِيْباجَ كِتابِ الْبَيانِ بِاسْمِيْ الرَّحْمنِ، طُوْبَى لِمَنْ عَرَفَ وَوَجَدَ وَوَيْلٌ لِكُلِّ غافِلٍ مَرْدُوْدٍ.

 

[35]

هو العالم الشّاهد الخبير

كِتابٌ نُزِّلَ بِالْحَقِّ وَفِيْهِ ما يَهْدِي النَّاسَ إلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، يا رِضا إِنَّا نُوْصِيْكَ بِالْعَمَلِ الْخالِصِ فِيْ حُبِّ اللهِ مالِكِ الأَسْماءِ، سَوْفَ يَفْنَى ما فِي اَلْعالَمِ وَيَبْقَى ما نُزِّلَ مِنْ مَلَكوْتِ مَشِيَّةِ رَبِّكَ الْمُنْزِلِ الْقَدِيمِ، خُذِ اللَّوْحَ بِقُوَّةٍ مِنْ عِنْدِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ مالِكِ هَذا الْيَوْمِ الْعَظِيْمِ، إِيَّاكَ أَنْ تَحْجُبَكَ شُئُوْناتُ الْعالَمِ، ضَعْ ما عِنْدَ الْقَوْمِ وَخُذْ ما نُزِّلَ مِنْ لَدُنْ قَوِيٍّ قَدِيْرٍ.

[36]

بسمي المقتدر على الأسماء

يا عَلِيُّ قَدْ فُزْتَ بِذِكرِيْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُ يَذْكُرُ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيهِ وَيَسْمَعُ مَنْ يَنْطِقُ بِثَنائِهِ وَيَرَى مَنْ قامَ عَلَى خِدْمَتِهِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ، كَمْ مِنْ مُتَوَهِّمٍ أَعْرَضَ عَنِ الْحَقِّ وَكَمْ مِنْ غافِلٍ اسْتَكْبَرَ عَلَى اللهِ الْعَلِيْمِ الْحَكيْمِ، يا مَلأَ الأَرْضِ أَنِ اسْتَمِعُوا ما يَنْطِقُ بِهِ مالِكُ الْقَدَرِ فِي الْمَنْظَرِ الأَكبَرِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيرُ، يا مَعْشَرَ الْبَشَرِ أَن اخْرُقُوا الْحِجابَ الأَكبَرَ إِنَّهُ لَهُوَ الْعالِمُ الَّذِيْ نَبَذَ كِتابَ اللهِ عَنْ وَرائِهِ وَاتَّبَعَ هَوَيهُ إِذْ أَتَى الله بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ، إِنَّكَ تَمَسَّكْ بِحَبْلِ الاسْتِقامَةِ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَقْصُوْدَ الْعالَمِيْنَ.

 

[37]

هو الشّاهد والمشهود 

يا مَحْمُوْدُ يَذْكُرُكَ مالِكُ الْوُجُوْدِ فِيْ مَقامِهِ الْمَحْمُوْدِ وَيُبَشِّرُكَ بِعِنايَةِ اللهِ الْعَزِيزِ الْوَدُوْدِ، طُوْبَى لِنَفْسٍ فازَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ إِنَّها مِنْ أَعْلَى الْخَلْقِ فِيْ لَوْحٍ مَحْفُوْظٍ، إِيِّاكَ أَنْ تَمْنَعَكَ شُئُوْناتُ الْخَلْقِ عَنِ الْحَقِّ، دَعِ الْمَوْتَى وَتَمَسَّكْ بِاسْمِهِ الْمُحْيِي الْمُهَيمِنِ الْقَيُّوْمِ، كَذَلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْمَظْلُوْمِ فِي السِّجْنِ لِتَشْكُرَهُ فِي اللَّيالِيْ وَالأَيَّامِ وَفِي الأَصِيلِ وَالْبُكوْرِ، إِنَّكَ إِذا وَجَدْتَ عَرْفَ بَيانِيْ وَفُزْتَ بِلَوْحِيْ قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْبَقاءِ وَلَكَ الثَّناءُ يا سُلْطانَ الْوُجُوْدِ

 

[38]

هو السّميع البصير

يا أَحْمَدُ قَدْ أَتَى يَوْمُ الْقِيامِ وَالْغافِلُوْنَ فِيْ نَوْمٍ عَجِيبٍ، قَدْ ظَهَرَ السِّرُّ الْمَكنُوْنُ وَالْمُعْرِضُوْنَ فِيْ وَهْمٍ عَظِيمٍ، قَدِ ارْتَفَعَ صَوْتُ الْعَنْدَلِيَبِ وَالنَّاسُ أَكْثَرُهُمْ مِنَ الْغافِلِيَنَ، يُنادِيْ لِسانُ الْعَظَمَةِ وَلَكِنَّ الْقَوْمَ أَكثَرَهُمْ مِنَ الْهائِمِينَ، طُوْبَى لَكَ وَلأَبِيْكَ وَلِمَنْ فازَ بِعِرْفانِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ.

[39]

هو النّاظر من أفق الملكوت

يا عَلِيُّ يَذْكُرُكَ مَظْلُوْمُ الْعالَمِ فِيْ سِجْنِهِ الأَعْظَمِ وَيدْعُوْكَ إلى مَقامٍ لا تَزِلُّكَ شُبُهاتُ الْمُعْرِضِينَ، إِنَّا ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ بِما لا يُعادِلُهُ شَيْءٌ مِنَ الأَشْياءِ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ فاطِرُ السَّمآءِ إِنْ أَنْتَ مِنَ الْعارِفِيْنَ، طُوْبَى لِقَلْبِكَ بِما أَقْبَلَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَنَعِيْمًا لِوَجْهٍ تَوَجَّهَ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِ الْكَرِيْمِ، كَذَلِكَ أَنارَ أُفُقُ الْعِرْفانِ بِشَمْسِ بَيانِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ، إِنَّكَ إِذا فُزْتَ وَوَجَدْتَ مِنْهُ عَرْفَ الْقَمِيْصِ قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَنْ فِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

[40]

بسمي المبّين العليم

أَنِ افْرَحْ بِما كُنْتَ مَذْكوْرًا لَدَى الْعَرْشِ وَمَسْطُوْرًا مِنْ قَلَمِيَ الأَعْلَى وَقائِمًا عَلَى خِدْمَةِ أَمْرِيْ بَيْنَ عِبادِيْ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكَ نَفَحاتِ الْقَمِيْصِ وَأَنْزَلْنا لَكَ ما خَضَعَ لَهُ كُلُّ ذِكْرٍ رَفِيْعٍ كُنْ فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ ناظِرًا إِلَى أُفُقِيْ وَقائِمًا عَلَى خِدْمَتِيْ وَمُتَمَسِّكًا بِاسْمِي الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، قَدْ غابَتْ أَنْجُمُ الظُّنُوْنِ وَالأَوْهامِ بِما أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْيَقِيْنِ مِنْ أُفُقِ إِرادَةِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، كَمْ مِنْ عالِمٍ غَفَلَ عَنِ الْمَعْلُوْمِ وَكَمْ مِنْ عارِفٍ أَنْكرَ الْقَيُّوْمَ، وَكَمْ مِنْ غافِلٍ انْتَبَهَ مِنَ النِّداءِ وَأَقْبَلَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى، إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِهِ يَفْعَلُ بِسُلْطانِهِ ما أَرادَ وَيَحْكمُ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيرُ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ عَلَى أَحِبَّائِي الَّذِينَ أَقْبَلُوا إِلَى شَطْرِيْ وَنَطَقُوا بِثَنائِي الْجَمِيلِ.

 

[41]

هو المهيمن على الآفاق

كِتابٌ نُزِّلَ بِالْحَقِّ إِذْ كانَ جَمالُ الْقِدَمِ جالِسًا فِيْ خِبآءِ الْعَظَمَةِ عَلَى رَأْسٍ مِنْ رُؤُسِ الْجِبالِ، هَذِهِ أَرْضٌ ارْتَفَعَ نِداءُ اللهِ فِيْ بَرِّها وَبَحْرِها وَجِبالِها وَآكامِها، كَذَلِكَ هَبَّتْ أَرْياحُ الْفَضْلِ وَلَكنَّ الْقَوْمَ فِيْ حِجابٍ مُبِينٍ، أَنِ افْرَحْ بِما ذَكَرَكَ الْمَظْلُوْمُ فَضْلاً مِنْ لَدَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، كُنْ قائِمًا عَلَى خِدْمَةِ الأَمْرِ وَنَاطِقًا بِثَنآءِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، هَذا يَوْمٌ فِيهِ خَبَتْ مَصابِيحُ الظُّنُوْنِ وَأَنارَ الأُفُقُ الأَعْلَى بِنُوْرِ الْيَقِينِ، طُوْبَى لِقائِمٍ ما زَلَّتْهُ سَطْوَةُ الْعالَمِ وَلِمُقْبِلٍ ما مَنَعَهُ إِعْراضُ الْمُعْرِضِينَ، إِنَّكَ إِذا فُزْتَ بِكتابِيْ ضَعْهُ عَلَى رَأْسِكَ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الأَسْمآءِ بِما ذَكَرْتَنِيْ بِما لا يُعادِلُهُ كُنُوْزُ الأَرْضِ وَلا ما عِنْدَ الْمُلُوْكِ وَالسَّلاطِينِ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ تُؤَيِّدَنِيْ عَلَى خِدْمَتِكَ لِيَظْهَرَ مِنِّيْ ما يَبْقَى ذِكرُهُ بِدَوامِ أَسْمائِكَ الْحُسْنَى إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيرُ.

 

[42]

بسم الّذي بحركة إصبعه خرقت الأحجاب

سُبْحانَ الَّذِيْ نَزَّلَ الآياتِ وَيُنَزِّلُها كَيْفَ يَشاءُ وَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما أَرادَ، لا تَمْنَعُهُ جُنُوْدُ الأُمَرآءِ وَلا ضَوْضآءُ الْعُلَمآءِ الَّذِينَ أَنْكرُوْا الْحَقَّ إِذْ أَتَى مِنْ سَمآءِ الأَمْرِ بِراياتِ الآياتِ وَجُنُوْدٍ لا يُحْصِيها كُلُّ مُحْصٍ عَلِيمٍ، إِنَّا ذَكرْناكَ فِيْ هَذا الْمَقامِ الأَعْلَى لِتَفْرَحَ وَتَكوْنَ مِنَ الشَّاكرِينَ، لا تَحْزَنْ عَنْ شَيْءٍ إِنَّ الأَمْرَ بِيَدِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، إِذا ظَهَرَ الأَمْرُ وَاسْتَوَى هَيْكَلُ الظُّهُوْرِ على عَرْشِ الْبَيانِ أَعْرَضَ عَنْهُ مَنْ فِي الإِمْكانِ إِلاَّ مَنْ نَبَذَ الْعالَمَ عَنْ وَرائِهِ مُقْبِلاً إلى الاسْمِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بِهِ ماجَ بَحْرُ الْعِرْفانِ وَهاجَ عَرْفُ الرَّحْمنِ وَنُزِّلَتِ الآياتُ وَبَرَزَتِ الْعَلاماتُ وَظَهَرَ ما كانَ مَكنُوْنًا فِي الأَرْضِ، كَذَلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ الأَعْلَى لِتَعْرِفَ وَتَكوْنَ مِنَ الشَّاكرِيْنَ، ضَعِ الأَوْهامَ بِاسْمِ رَبِّكَ ثُمَّ أَقْبِلْ بِقَلْبِكَ إلى اللهِ فاطِرِ السَّمآءِ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ بِما ذَكرْتَنِيْ فِيْ جَبَرُوْتِكَ الأَعْلَى، أَسْئَلُكَ بِأَنْ لا تُخَيِّبَنِيْ عَمَّا عِنْدَكَ ثُمَّ اجْعَلْنِيْ مِنَ الَّذِيْنَ اسْتَقامُوا عَلَى أَمْرِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ لا يُعْجِزُكَ شَيْءٌ وَلا يَمْنَعُكَ ما عِنْدَ الْقَوْمِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَوِيُّ الْقَدِيرُ.

 

[43]

بسمه العليم الخبير

سُبْحانَ الَّذِيْ أَنْزَلَ الآياتِ وَأَظْهَرَ الْبَيّناتِ إِنَّهُ لَهُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْعَلِيْمُ الْحَكيْمُ، يَحْكمُ كَيْفَ يَشاءُ كَما حَكَمَ مِنْ قَبْلُ وَوَصَّى الْكُلَّ بِما يَرْتَفِعُ بِهِ أَمْرُهُ الْمُبْرَمُ الْحَكيْمُ، إِنَّا دَخَلْنا الْبُسْتانَ إِذًا سَجَدَ الظِّلُّ لِرَبِّ الْعالَمِيْنَ، وَسَمِعْنا مِنْ خَرِيْرِ الْمآءِ ما شَهِدَ بِهِ رُسُلِيْ مِنْ قَبْلُ إِذْ تَجَلَّيْنا عَلَيْهِمْ بِهَذا الاسْمِ الْعَظِيْمِ، وَالأَزْهارُ خَضَعَتْ لِمَظْهَرِ الأَسْرارِ وَالأَوْراقُ نَطَقَتْ بِثَنائِي الْجَمِيْلِ، كَذَلِكَ ذَكَرْنا ما شَهِدْنا لِتَشْكرَ رَبَّكَ الرَّحِيْمَ.

[44]

هو النّاظر من أفق السّمآء 

يا أَهْلَ الْبَهاءِ يَذْكرُكُمْ مَوْلَى الأَسْمآءِ الَّذِيْ بِإِشارَةٍ مِنْ إِصْبَعِهِ انْفَطَرَتِ السَّمآءُ وَانْشَقَّتِ الأَرْضُ وَمَرَّتِ الْجِبالُ، اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوائَكُمْ، أَنِ اتَّبِعُوا مَنْ أَتَى بِالْحَقِّ وَدَعا الْكُلَّ إِلى اللهِ مالِكِ الرِّقابِ، قُلْ تَاللهِ لا يَنْفَعُكُمْ ما عِنْدَكُمْ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ طافَتْهُ أُمُّ الْكِتابِ، هَذا يَوْمٌ فِيهِ الْكِتابُ يُنادِيْ وَيَقُوْلُ تَاللهِ قَدْ أَتَى مَنْ أَنْزَلَنِيْ فِيْ أَزَلِ الآزالِ، كَذَلِكَ قَرَّتْ عَيْنُ الْعِرْفانِ بِبَيانِ رَبِّهِ الرَّحْمنِ، طُوْبَى لِمَنْ سَمِعَ وَوَيْلٌ لِمَنْ أَعْرَضَ عَنْ مَشْرِقِ الْبُرْهانِ.

[45]

بسمي المشفق الكريم

هَذا يَوْمٌ فِيهِ تَوَجَّهَ الرَّحْمنُ إلى الْبُسْتانِ، وَإِذا دَخَلَ نَطَقَ الرُّمَّانُ قَدْ أَتَى الْمالِكُ الْمُلْكُ للهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، طُوْبَى لِمَنْ فازَ بِلِقائِهِ إِذِ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ بِاسْمِهِ الَّذِيْ سَخَّرَ بِهِ مَنْ فِيْ الْعالَمِ، إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ على ما يَشآءُ، وَفِيْ قَبْضَتِهِ زِمامُ الأُمُوْرِ، قَدْ تَضَوَّعَ عَرْفُ الْعِنايَةِ وَهَدَرَتِ الْحَمامَةُ عَلَى غُصْنِ السِّدْرَةِ بِما نَطَقَ لِسانُ الأَحَدِيَّةِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْعَزِيزُ الْوَدُوْدُ، خُذْ كتابَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ عِنْدِهِ، إِنَّهُ يَكوْنُ نُوْرًا لَكَ فِيْ عَوالِمِ رَبِّكَ مالِكِ الْوُجُوْدِ، إِنَّا ذَكرْنا كُلَّ مَنْ أَقْبَلَ إلى الْوَجْهِ وَنَذْكرُ الَّذِيْنَ تَجْذِبُهُمُ الآياتُ إلى هَذا الْمَقامِ الْمَرْفُوْعِ.

[46]

بسمه الناطق في العالم

هَذا يَوْمٌ فِيهِ تَشَرَّفَ الْبُسْتانُ بِقُدُوْمِ رَبِّهِ الرَّحْمنِ، وَإِذا نَزَلَ فِيهِ أَنْزَلَ الآياتِ عَلَى شَأْنٍ انْجَذَبَتْ بِها حَقائِقُ الأَشْياءِ وَخَضَعَ لَها الْمُخْلِصُوْنَ، قَدْ أَخَذَ الاهْتِزازُ كُلَّ الأَشْجارِ وَيُسْمَعُ مِنْ حَفِيْفِها ما سَمِعَتْ أُذُنُ الْكَلِيْمِ مِنْ قَبْلُ، كَذَلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ وَلَكنَّ الْقَوْمَ أَكثَرَهُمْ لا يَشْعُرُوْنَ، إِنَّكَ إِذا فُزْتَ بِلَوْحِ اللهِ وَوَجَدْتَ عَرْفَهُ أَنْ اشْكُرْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ.

 

[47]

بسمي الّذي به ظهرت العلامات

قَدِ انْقَلَبَ الْعالَمُ بِما اخْتَلَفَ الأُمَمُ، بِذَلِكَ ارْتَفَعَ صَلِيْلُ السُّيُوْفِ وَظَهَرَتِ الصُّفُوْفُ، اتَّقُوا اللهَ يا مَلأَ الأَرْضِ وَلا تَكوْنُوا مِنَ الْغافِلِيْنَ، إِنَّا أَمَرْنا الْبَشَرَ بِالصُّلْحِ الأَكبَرِ لِيَسْتَرِيْحَ بِهِ الْعالَمُ وَالنَّاسُ نَبَذُوا أَمْرَ اللهِ عَنْ وَرائِهِمْ وَاتَّبَعُوا سُبُلَ الْمُفْسِدِيْنَ، يا مَعْشَرَ الْمُلُوْكِ تَاللهِ ما أَرَدْنا لَكُمْ إِلاَّ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى اتَّقُوا مَوْلَى الْوَرَى ثُمَّ اعْمَلُوا ما أُمِرْتُمْ بِهِ فِيْ كِتابِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، تَمَسَّكوا بِما نُصِحْتُمْ بِهِ مِنْ لِسانِ الْعَظَمَةِ فِيْ كِتابٍ مُبِيْنٍ، إِيَّاكُمْ أَنْ يَغُرَّنَّكمُ اقْتِدارُكُمْ ضَعُوا ما عِنْدَكُمْ وَخُذُوا ما أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ لَدُنْ عَلِيمٍ خَبِيرٍ، أَنِ انْظُرُوا ثُمَّ اذْكرُوا الْقُرُوْنَ الأُوْلى، أَيْنَ آبائُكمْ وَآباءُ آبائِكُمْ وَأَيْنَ الْمُلُوْكُ وَالسَّلاطِيْنُ الَّذِيْنَ اسْتَقَرُّوا عَلَى أَرائِكِ الْحُكْمِ وَضَلُّوا وَظَلَمُوا إِلَى أَنْ رَجَعُوا إِلَى مَقامِهِمْ أَمْرًا مِنْ لَدُنْ آمِرٍ حَكيْمٍ، إِنَّا نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُوَفِّقَكُمْ وَيُؤَيِّدَكُمْ عَلَى ما يَنْفَعُكُمْ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيرُ، كَذَلِكَ أَنْزَلْنا الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيكَ لِتَقِرَّ بِها عَيْنُكَ وَتَكوْنَ مِنَ الشَّاكِرِيْنَ.

[48]

أنا النّاظر من أفق العرفان

يا مَلأَ الأَرْضِ إِنَّا أَرَدْنا الْبُسْتانَ فَلَمَّا اسْتَوَيْنا فِيْهِ عَلَى الْعَرْشِ سَمِعْنا أَنَّهُ يُنادِيْ وَيَقُوْلُ يا أَعْراشَ الْعالَمِ أَنِ افْرَحُوا بِما اسْتَقَرَّ جَمالُ الْقِدَمِ عَلَيَّ ثُمَّ اشْكُرُوا رَبِّي الْعَظِيمَ بِهَذا الْفَضْلِ الْبَدِيعِ، هَذا يَوْمٌ فِيهِ أَحاطَ الْفَضْلُ كُلَّ الْمِلَلِ وَنَطَقَتْ سِدْرَةُ الْمُنْتَهى مِنَ الأُفُقِ الأَعْلَى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْعَلِيمُ، مَنْ أَقْبَلَ وَرَأَى إِنَّهُ فازَ بِهَذا الْفَضْلِ وَالَّذِيْ أَعْرَضَ إِنَّهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فِيْ كِتابِي الْمُبِينِ.

 

[49]

هو المغرّد على الأغصان

إِنَّا دَخَلْنا الْبُسْتانَ وَكانَ الْمآءُ يَجْرِيْ وَالصَّفْصافُ يَتَحَرَّكُ وَالأَوْرادُ تَتَضَوَّعُ وَالأَشْجارُ تَنْطِقُ قَدْ أَتَى الْمَظْلُوْمُ الَّذِيْ حَمَلَ الشَّدائِدَ إِظْهارًا لأَمْرِهِ الْعَظِيمِ، وَمَلإِ الأَسْماءِ قَدْ أَتَى فاطِرُ السَّماءِ بِسُلْطانٍ لا يَقُوْمُ مَعَهُ جُنُوْدُ الْعالَمِ وَلا مَدافِعُ الأُمَمِ وَلا ظُلْمُ كُلِّ ظالِمٍ عَنِيدٍ، إِنَّ الَّذِينَ فازُوا الْيَوْمَ إِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ فِيْ قَبْضَتِهِ مَلَكُوْتُ مُلْكِ السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ، الْبَهاءُ عَلَى أَهْلِ الْبَهاءِ الَّذِينَ تَمَسَّكوا بِكِتابِ اللهِ إِذْ نُزِّلَ بِالْحَقِّ مِنْ جَبَرُوْتِهِ الْمُقَدَّسِ الْعَزِيزِ الْمَنِيعِ.

 

[50]

بسمه العليم الحكيم

أَنِ افْرَحْ بِما يَذْكُرُكَ الْكَرِيمُ مِنْ مَقامِهِ الْعَظِيمِ وَيَدْعُوْكَ إلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، إِنَّا نُوْصِيكَ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْحِكْمَةِ لِئَلاَّ يَرْتَفِعَ ضَوْضاءُ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ أَفْتَوْا عَلَى مَشْرِقِ الْوَحْيِ وَارْتَكَبُوا ما ناحَ بِهِ الْمُرْسَلُوْنَ، تَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْحِكْمَةِ فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ وَ تَشَبَّثْ بِذَيلِ عِنايةِ رَبِّكَ الْغَفُوْرِ الْكرِيمِ، إِنَّهُ غَفَرَ مَنْ أَقْبَلَ وَأَخَذَ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، سَوْفَ تَفْنَى الدُّنْيا وَسَطْوَةُ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَما يَفْتَخِرُ بِهِ كُلُّ جاهِلٍ بَعِيدٍ، قُلْ إِنَّا تَرَكنا الأَوْهامَ لَكُمْ وَأَخَذْنا ما أُمِرْنا بِهِ فِيْ كِتابِ الله الْعَلِيمِ الْخَبِيرِ، قُلْ إِنَّا تَرَكْنا الْجِيْفَةَ بِما نُزِّلَتِ الْمائِدَةُ مِنْ سَماءِ عِنايَةِ رَبِّنا الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، اتَّقُوا اللهَ يا مَعْشَرَ الْجُهَلاءِ أَنْ أَنْصِفُوا فِيما ظَهَرَ بِالْحَقِّ وَلا تَكوْنُوا مِنَ الأَخْسَرِينَ، أَنِ ارْجِعُوا ثُمَّ تُوْبُوا إِنَّهُ يَغْفِرُكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيمُ، كَذَلِكَ أَنْزَلْنا لَكَ ما تَقِرُّ بِهِ عَيْنُكَ وَعُيُوْنُ الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلَى اللهِ فِيْ هَذا الْيوْمِ الْبَدِيْعِ.

 

[51]

هو النّاظر العليم

يا أَوْلِياءَ الرَّحْمنِ فِي الْبُلْدانِ يَذْكُرُكُمُ الْقَلَمُ الأَعْلَى فِي الْمَقامِ الأَعْلَى وَالذِّرْوَةِ الْعُلْيا أَنِ افْرَحُوا بِهَذا الْفَضْلِ الَّذِيْ لا يُعادِلُهُ ما كُنِزَ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ عِنْدَهُ لَوْحٌ مَحْفُوْظٌ، يا نَصْرَ اللهِ أَنِ اشْهَدْ بِما شَهِدَ اللهُ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ وَالسَّماءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُهَيمِنُ الْقَيُّوْمُ، إِنَّهُ ظَهَرَ بِالْحَقِّ وَأَظْهَرَ ما أرادَ بِقَوْلِهِ كُنْ فَيَكوْنُ، قَدْ أَنارَ أُفُقَ الظُّهُوْرِ بِاسْمِهِ وَسَرَتْ سَفِيْنَةُ الْعِرْفانِ على بَحْرِ الْبَيانِ بِأَمْرِهِ الْمُبارَكَ الْمُهَيمِنِ عَلَى كُلِّ شاهِدٍ وَمَشْهُوْدٍ، خُذْ بِاسْمِيْ كِتابِيْ إِنَّهُ يَنْفَعُكَ فِيْ كُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِ رَبِّكَ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ مَحْتُوْمٌ، أَنِ افْرَحْ بِهَذا الذِّكْرِ الأَعْظَمِ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْغَيبِ وَالشُّهُوْدِ، أَنْتَ الَّذِيْ بِاسْمِكَ مَرَّتِ الْجِبالُ وَارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الرِّجالِ الَّذِينَ اتَّبَعُوا الأَوْهامَ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ مِنْ لَدَى اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، طُوْبَى لِعَبْدٍ أَقْبَلَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَلأَمَةٍ آمَنَتْ بِاللهِ مالِكِ الأَسْماءِ الَّذِيْ أَتَى بِالْحَقِّ بِسُلْطانٍ لا يَقُوْمُ مَعَهُ الْجُنُوْدُ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِكَ وَعَلَى الَّذِينَ أَقْبَلُوا بِقُلُوْبِ النَّوْراءِ إِلَى مَقامِي الْمَحْمُوْدِ.

 

[52]

هو المنادي بين الأرض والسّماء

قَدْ ظَهَرَتْ مِنْ بَحْرِ الْبَيانِ أَمْواجُ الْعِرْفانِ طُوْبَى لِمَنْ شَهِدَ وَرَأَى وَوَيْلٌ لِلْغافِلِيْنَ، إِنَّ السِّدْرَةَ تُنادِيْ بِأَعْلَى اَلنِّداءِ وَتَدْعُ الْكُلَّ إلى الأُفُقِ الأَعْلَى وَلَكِنَّ النَّاسَ أَكثَرَهُمْ مِنَ الْمُعْرِضِيْنَ، قَدْ أَعْرَضُوا عَنِ الْحَقِّ مُقْبِلِيْنَ إِلَى مَظاهِرِ الأَوْهامِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ مُبِينٌ، يا غُلامُ يَذْكُرُكَ الْعَلاَّمُ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ بِما يَنْطِقُ بِهِ الْعالَمُ قَدْ أَتَى مالِكُ الْقِدَمِ بِأَمْرٍ مُبِينٍ، طُوْبَى لِعالِمٍ أَقْبَلَ إِلَى أُفُقِيْ إِنَّهُ مِنْ أَعْلَى الْخَلْقِ لَدَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، تَمَسَّكوا بِحَبْلِيْ وَتَشَبَّثُوا بِذَيلِ عِنايَتِيْ أَنا الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما أَشاءُ يَشْهَدُ بِذَلِكَ كُلُّ مُنْصِفٍ بَصِيرٍ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِكَ وَعَلَى الَّذِينَ أَخَذُوا الْكَأْسَ الْعُلْيا بِاسمِ مالِكِ الْوَرَى وَشَرِبُوا مِنْها بِاسْمِهِ الْعَزِيزِ الْبَدِيعِ، قُلْ إِنَّها لَهِيَ الْكَلِمَةُ الْعُلْيا الَّتِيْ فِيها رَحِيقُ حُبِّيْ طُوْبَى لِلشَّارِبِيْنَ.

 

[53]

هو المقتدر العليم الحكيم

أَنِ اسْتَمِعِ النِّداءَ عَنْ يَمِينِ الْبُقْعَةِ الْبَيْضاءِ مِنْ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْفَرْدُ الْخَبِيْرُ، قَدْ خَلَقْتُ الْعالَمَ لِظُهُوْرِيْ وَأَرْسَلْتُ الرُّسُلَ وَأَنْزَلْتُ الْكُتُبَ لِيُبَشِّرُوا الْخَلْقَ بِهَذا الظُّهُوْرِ الْعَظِيمِ، فَلَمَّا قُضِيَ الْمِيقاتُ وَظَهَرَتِ الْعَلاماتُ وَنُزِّلَتِ الآياتُ أَعْرَضُوا وَكَفَرُوا إِلاَّ مَنْ حَفِظَهُ اللهُ بِقُدْرَةٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُشْفِقُ الْكَرِيمُ، إِنَّا سَمِعْنا نِدائَكَ أَجَبْناكَ وَرَأَيْنا إِقْبالَكَ أَقْبَلْنا إِلَيْكَ مِنْ هَذا الْمَقامِ الْكرِيْمِ، إِنَّا نُوْصِيْكَ وَأَوْلِيائِيْ بِالأَمانَةِ وَ الصِّدْقِ وَالصَّفا وَبِما يَظْهَرُ بِهِ شَأْنُ الإِنْسانِ بَينِ الأَحْزابِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ النَّاصِحُ الْعَلِيمُ، طُوْبَى لِخاضِعٍ خَضَعَ لأَيَّامِيْ وَلِعَبْدٍ يَتَقَدَّمُ فِيْ خِدْمَةِ أَوْلِيائِي الَّذِينَ يَنْصُرُوْنَ بِالْبَيانِ أَمْرَ رَبِّهِمُ الرَّحْمنِ فِي الْمَدائِنِ وَالْبُلْدانِ، إِنَّهُمْ أَحِبَّائِيْ فِيْ أَرْضِيْ وَخُدَّامِيْ بَينَ خَلْقِيْ يُصَلِّيَنَّ عَلَيْهِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى فِيْ الْبُكُوْرِ وَالأَصِيْلِ.

[54]

هو المقتدر على ما أراد 

سُبْحانَ مَنْ أَنْزَلَ الآياتِ وَنَطَقَ بِما كانَ سَيْفًا لِلْفُجَّارِ وَرَحْمَةً لِلأَخْيارِ الَّذِينَ اعْتَرَفُوا بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُهَيمِنُ الْقَيُّوْمُ، هَذا يوْمٌ فِيهِ يُنادِي الصِّراطُ تَاللهِ قَدْ أَتَى مالِكُ الإِيْجادِ بِسُلْطانٍ مَشْهُودٍ، وَيُنادِي الْمِيْزانُ قَدْ أَتَى الرَّحْمنُ، اتَّقُوا اللهَ يا مَلأَ الأَرْضِ، ضَعُوا ما عِنْدَكُمْ وَخُذُوا ما أُوْتِيْتُمْ مِنْ لَدَى الْحَقِّ عَلامِ الْغُيُوْبِ، قَدِ اثْمَرَّتِ الأَشْجارُ وَظَهَرَتِ الأَسْرارُ وَبَرَزَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ عِلْمِ اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، تَاللهِ هَذا يَوْمُ الذِّكْرِ وَالْبَيانِ لَوْ أَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ، وَهَذا يَوْمُ الأَعْمالِ لَوْ أَنْتُمْ تَشْعُرُوْنَ، طُوْبَى لِمَنْ فازَ بِإِصْغاءِ النِّداءِ وَوَيْلٌ لِكُلِّ جاهِلٍ مَرْدُوْدٍ، يا أَهْلَ الْبَيانِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالشَّاهِدِ وَالْمَشْهُوْدِ، يا غُلامُ قَبْلَ رِضا أَنِ اسْتَقِمْ عَلَى الأَمْرِ إِذِ ارْتَفَعَ نُعاقُ الَّذِيْنَ أَنْكَرُوا حَقَّ اللهِ وَسُلْطانَهُ أَلا إِنَّهُمْ لا يَشْعُرُوْنَ، كَذَلِكَ أَمَرْناكَ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْوَدُوْدِ، طُوْبَى لِكُلِّ نائِمٍ انْتَبَهَ مِنَ النِّداءِ وَكُلِّ قاعِدٍ قامَ بِاسْمِي الْقَيُّوْمِ.

[55]

بسمه العزيز الوهّاب

قَدْ أَنْزَلْنا الآياتِ وَأَظْهَرْنا ما كانَ مَكنُوْنًا فِيْ كُتُبِ اللهِ مالِكِ الإِيجادِ، كَمْ مِنْ عَبْدٍ قامَ على الإِعْراضِ عَلَى شَأْنٍ جادَلَ بِآياتِ اللهِ وَبُرْهانِهِ وَأَعْرَضَ عَنِ الَّذِيْ بِهِ نُصِبَ الصِّراطُ وَوُضِعَ الْمِيزانُ، قَدْ نَبَذُوا إِلهَهُمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوائَهُمْ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الْمُشْرِكيْنَ فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ، يا عَلِيُّ قَدْ حَضَرَ اسْمُكَ لَدَى الْمَظْلُوْمِ وَنُزِّلَ لَكَ هَذا الْكِتابُ، أَن اشْكُرِ اللهَ بِما أَيَّدَكَ عَلَى الإِقْبالِ إِلَيْهِ فِيْ يَوْمٍ فِيهِ زَلَّتِ الأَقْدامُ، إِيَّاكَ أَنْ تَمْنَعَكَ شُئُوْناتُ الْوَرَى عَنْ مالِكِ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، دَعْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَتَمَسَّكْ بِحَبْلِ عِنايَةِ رَبِّكَ الْغَنِيِّ الْمُتَعالِ، كَذَلِكَ نَزَّلْنا الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَشْكرَ رَبَّكَ مالِكَ الْمآبِ، طُوْبَى لِعالِمٍ عَرَفَ الْمَعْلُوْمَ وَلِعارِفٍ أَقْبَلَ إلى الْمَعْرُوْفِ وَلِقاصِدٍ قَصَدَ الْمَقْصُوْدَ إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ أَكثَرُ الْعِبادِ، يا عَلِيُّ بَشِّرْ أَهْلَ بِلادِكَ بِرَحْمَتِيْ وَشَفَقَتِيْ وَعِنايتِيْ وَفَضْلِي الَّذِيْ أَحاطَ الآفاقَ، قُلْ تَاللهِ إِنَّهُ مَعَكُمْ وَرَأَى ما وَرَدَ عَلَيْكُمْ فِيْ سَبِيْلِهِ، إِنَّهُ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِنْ شَيْءٍ يَشْهَدُ بِذَلِكَ كُلُّ مُوْقِنٍ بَصَّارٍ، لا تَحْزَنُوا بِما وَرَدَ عَلَيكُمْ قَدْ وَرَدَ عَلَينا ما ناحَ بِهِ رُوْحُ الْقُدُسِ وَصاحَ السَّحابُ، سَوْفَ يَرَوْنَ الظَّالِمُوْنَ جَزاءَ ما عَمِلُوا إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلَى الَّذِيْنَ قامُوا وَقالُوا اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ.

[56]

هو الذّاكر بالحقّ من هذا الأفق المنير

يا مُحَمَّدُ قَبْلَ كاظِمٍ إِنَّ قَلَمِيَ الأَعْلَى يُحِبُّ أَنْ يَذْكُرَك، طُوْبَى لَكَ بِما فُزْتَ بِأَيَّامِيْ وَشَرِبْتَ رَحِيْقَ وَحْيِيْ وَأَقْبَلْتَ إِلَى أُفُقِيْ وَسَمِعْتَ نِدائِيْ إِذِ ارْتَفَعَ بِالْحَقِّ وَقُمْتَ عَلَى خِدْمَةِ هَذا النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِيْ شَهِدَ لَهُ كُتُبُ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَما أَنْزَلْنا عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُوْلِ اللهِ الَّذِيْ بِهِ ظَهَرَ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، إِنَّا ذَكَرْناكَ فِيْ أَلْواحٍ شَتَّى وَذَكَرْنا ما عَمِلْتَهُ فِيْ هَذا السَّبِيْلِ الْمُسْتَقِيْمِ، أَنْتَ الَّذِيْ شَهِدَ لَكَ كِتابُ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ لَوْ تَطَّلِعُ بِما قُدِّرَ لَك لَتُنادِيْ لَكَ الْحَمْدُ يا أَكْرَمَ الأَكْرَمِيْنَ، إِنَّا أَنْزَلْنا لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ ما تَضَوَّعَ بِهِ عَرْفُ رَحْمَتِي الَّتِيْ سَبَقَتِ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، ذَكِّرْ مِنْ قِبَلِيْ أَحِبَّائِيْ وَبَشِّرْهُمْ بِعِنايَتِيْ وَذِكْرِي الْجَمِيلِ، سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَقُلْ يا مَنْ بِاسْمِكَ سُخِّرَتِ الْكائِناتُ، أَسْئَلُكَ بِكَ وَبِآياتِكَ الْكُبْرَى بِأَنْ تُؤَيِّدَنِيْ وَأَوْليائَكَ عَلَى الاسْتِقامَةِ عَلَى أَمْرِكَ عَلَى شَأْنٍ لا تَمْنَعُهُمْ أَلْواحُ النَّارِ عَنْ أَنْوارِ وَجْهِك، أَيْ رَبِّ أَنْتَ الْكرِيمُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيمِ، تَرانِيْ مُقْبِلاً إِلَيْكَ وَمُتَوَكِّلاً عَلَيْكَ وَناظِرًا إِلَى سَماءِ رَحْمَتِكَ وَمُتَوَجِّهًا إِلَى شَمْسِ عِنايَتِكَ وَبَحْرِ فَضْلِكَ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ لا تُخَيِّبَنِيْ وَأَحِبَّائَكَ عَمَّا عِنْدَكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيمُ.

 

[57]

بسمي الّذي به لاح أفق العالم

يا مَعْشَرَ الأُمَمِ قَدْ أَتَى مالِكُ الْقِدَمِ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ وَيَدْعُوْكُمْ إِلَيْهِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ السَّامِعِينَ، إِنَّهُ ما أَرادَ لَكُمْ إِلاَّ ما يُقَرِّبُكُمْ إِلَى الْفَرْدِ الْخَبِيرِ، إِيَّاكُمْ أَنْ تُحْزِنَكُمْ شُئُوْناتُ الدُّنْيا أَوْ تَمْنَعَكُمْ زَخارِفُها عَنْ صِراطِي الْمُسْتَقِيْمِ، خافُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا ما عِنْدَكُمْ أَنِ اتَّبِعُوا ما أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ لَدُنْ عَلِيْمٍ حَكِيْمٍ، سَوْفَ تَفْنَى الدُّنْيا وَما عِنْدَكُمْ وَيَبْقَى كُلُّ ذِكْرٍ نُزِّلَ مِنْ قَلَمِي الأَعْلَى إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، كُنْ قائِمًا عَلَى خِدْمَةِ أَمْرِيْ وَناطِقًا بِذِكْرِيْ وَعامِلاً بِما نُزِّلَ فِيْ كِتابِيْ وَمُقْبِلاً إِلَى أُفُقِي الْمُنِيْرِ.

[58]

هو الشّاهد السّميع

شَهِدَ اللهُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالَّذِيْ أَتَى بِالاسْمِ الأَعْظَمِ إِنَّهُ لَمَوْلَى الْعالَمِ، طُوْبَى لِسَمِيْعٍ سَمِعَ نِدائَهُ الأَحْلَى وَلِعالِمٍ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ سَبِيْلَهُ الْمُسْتَقِيْمَ، إِنَّا أَظْهَرْنا الأَمْرَ وَأَنْزَلْنا الآياتِ وَأَرْسَلْنا الْبُرْهانَ وَالْقَوْمُ أَكْثَرُهُمْ مِنَ النَّائِمِيْنَ، قَدْ أَخَذَتْهُمُ الْغَفْلَةُ عَلَى شَأْنٍ أَنْكَرُوا مَنْ خَلَقَهُمْ وَرَزَقَهُمْ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الأَخْسَرِيْنَ فِيْ كِتابِي الْمُبِيْنِ، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ اتَّقُوا الرَّحْمنَ وَلا تَتَّبِعُوا كُلَّ كاذِبٍ أَثِيْمٍ الَّذِيْ مَنَعَكمْ عَنْ صِراطِ اللهِ وَأَغْوَيكُمْ عَنْ هَذا النَّبإِ الْمُبِيْنِ، أَنِ افْتَحُوا أَبْصارَكُمْ ثُمَّ انْظُرُوا بِالْعَدْلِ وَالإِنْصافِ كَذَلِكَ يَأْمُرُكُمْ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ حَفِيظٌ، إِنَّكَ إِذا سَمِعْتَ نِدائِيْ وَوَجَدْتَ عَرْفِيْ وَرَأَيْتَ أُفُقِيْ قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَنْ ذَكَرْتَنِيْ وَأَنْزَلْتَ عَلَيَّ ما لا يُعادِلُهُ ما فِي الأَرْضِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُعْطِي الْمُشْفِقُ الْكرِيْمُ.

 

[59]

هو العزيز العظيم

يا زَيْنَل يَذْكُرُكَ مالِكُ الْعِلَلِ وَسُلْطانُ الْمِلَلِ عَلَى الْجَبَلِ فَضْلاً مِنْ لَدُنْهِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُبَيْنُ الْعَلِيْمُ، قَدْ خَرَجْنا مِنَ السِّجْنِ وَاسْتَوَيْنا عَلَى الْعَرْشِ فِي الْجَبَلِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَيَحْكمُ ما يُرِيْدُ وَهُوَ الْعَزِيْزُ الْحَمِيْدُ، إِنَّ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا عَنِ الْوَجْهِ إِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الطَّاغُوْتِ فِيْ كِتابِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، وَالَّذِيْنَ أَقْبَلُوا وَفازُوا بِأَنْوارِ الْوَجْهِ أُوْلَئِكَ مِنَ الْمُقَرَّبِيْنَ فِيْ كِتابٍ مُبِيْنٍ، أَنِ اشْكُرِ اللهَ بِما ذُكِرْتَ لَدَى الْمَظْلُوْمِ وَنُزِّلَ لَكَ هَذا اللَّوْحُ الْبَدِيْعُ.

[60]

بسمي الّذي به نزّلت المائدة

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنَّا لِمَنْ فازَ بِأَنْوارِ الإِيْمانِ فِيْ أَيَّامِ رَبِّهِ الرَّحْمنِ وَحَضَرَ اسْمُهُ تِلْقاءَ الْوَجْهِ إِذْ كانَ الْمَظْلُوْمُ عَلَى جَبَلٍ مَنِيْعٍ، لَعَمْرُ اللهِ لا يُعادِلُ ما يُشْهَدُ وَيُرَى بِكَلِمَةٍ مِنْ كَلِماتِ اللهِ إِنَّ رَبَّكَ يُعَرِّفُكَ لِتَشْكُرَ وَتَكُوْنَ مِنَ الرّاسِخِيْنَ، كَمْ مِنْ عَبْدٍ كَسَّرَ سَلاسِلَ الْمَوْهُوْمِ بِزَعْمِهِ فَلَمَّا بَلَوْناهُ رَأَيْناهُ ناكِصًا على عَقِبَيْهِ وَناكِثًا عَهْدَ اللهِ الْمُحْكَمِ الْمَتِيْنِ، إِنَّا نُوْصِيْكَ بِالْعَمَلِ بِما أَمَرْنا الْعِبادَ فِي الْكِتابِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ، تَمَسَّكْ بِكِتابِ اللهِ فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ كَذَلِكَ يُوْصِيكَ قَلَمِي الأَعْلَى فِيْ هَذا الْمَقامِ الرَّفِيعِ.

[61]

هو الشّاهد الخبير

قَدْ كُنَّا جالِسًا عَلَى الْجَبَلِ حَضَرَ الْعَبْدُ الْحاضِرُ بِأَسْماءِ أَحِبَّائِيْ، وَنَزَّلْنا لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمْ ما جَعَلَهُ اللهُ كَوْثَرَ الْحَيَوانِ لأَهْلِ الإِمْكانِ وَسِراجَ الأَمْرِ لأَهْلِ الأَدْيانِ، طُوْبَى لِبَصِيْرٍ رَأَى وَلِعَطْشانٍ شَرِبَ بِاسْمِهِ الْقَيُّوْمِ، يا عَبْدَ الْعَلِيِّ يَذْكُرُكَ مَوْلَى الْعالَمِ عَلَى هَذا الْجَبَلِ الأَعْظَمِ، أَنِ اشْكُرْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْغَيبِ وَالشُّهُوْدِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ ظَهَرْتَ وَأَظْهَرْتَ ما قامَ بِهِ كُلُّ قاعِدٍ وَشاهَدَ كُلُّ ضَرِيْرٍ وَنَطَقَ كُلُّ كَلِيْلٍ وَتَحَرَّكَ كلُّ سَطِيْحٍ وَانْجَذَبَ كُلُّ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ فِيْ الْيَوْمِ الْمَوْعُوْدِ، خُذْ لَوْحَ اللهِ بِقُدْرَةٍ مِنْ عِنْدِهِ وَتَمَسَّكْ بِما يَرْتَفِعُ بِهِ مَقامُكَ عِنْدَ اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، إِنَّهُ يَسْمَعُ وَيَرَى وَهُوَ الْحَقُّ عَلاَّمُ الْغُيُوْبِ.

 

[62]

بسمي الّذي يشهد ويرى

يا مَلأَ الأَرْضِ تَاللهِ قَدْ تَضَوَّعَتْ رائِحَةُ الْقَمِيْصِ وَأَنارَ أُفُقُ الظُّهُوْرِ وَنَطَقَ مُكَلِّمُ الطُّوْرِ وَالنَّاسُ أَكْثَرُهُمْ مِنَ الْغافِلِيْنَ، يُنادِيْهِمْ قَلَمِي الأَعْلَى فِي اللَّيالِي وَالأَيَّامِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مالِكُ الأَنامِ فِيْ هَذا الْكِتابِ الْمُبِينِ، قَدْ نَبَذُوا الْيَقِيْنَ عَنْ وَرائِهِمْ مُتَمَسِّكِيْنَ بِما أُمِرُوا مِنْ لَدُنْ كُلِّ غافِلٍ بَعِيْدٍ، نَشْهَدُ أَنَّهُمْ نَبَذُوا كِتابَ اللهِ وَأَخَذُوا كُتُبَ أَنْفُسِهِمْ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّاغِرِيْنَ، طُوْبَى لَكَ وَلاسْمِكَ وَلِمَنْ شَهِدَ بِهَذا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ فِيْ هَذا الْيَوْمِ الْمُنِيْرِ، لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ تَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ يُؤَيِّدُ مَنْ أَرادَ عَلَى خِدْمَةِ أَمْرِهِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ.

[63]

بسمي الظّاهر العليم 

هَلْ يُرَى فِي الأَرْضِ مَنْ يَسْمَعُ نِداءَ اللهِ بِأُذُنِ الإِنْصافِ وَالْعَدْلِ، وَهَلْ يُرَى مَنْ يَتَوَجَّهُ إِلَى الذِّرْوَةِ الْعُلْيا أَوْ يَعْمَلُ بِما أُمِرَ بِهِ مِنْ قَلَمِي الأَعْلَى، طُوْبَى لِمَنْ سَمِعَ نِدائِيْ وَوَجَدَ عَرْفَ بَيانِيْ، لَعَمْرُ اللهِ إِنَّهُ مِنَ الْفائِزِيْنَ فِيْ كِتابِي الْمُبِيْنِ، تَمَسَّكْ بِكِتابِ اللهِ وَما نُزِّلَ فِيْهِ مِنْ لَدُنْ عالِمٍ خَبِيْرٍ، كَمْ مِنْ عالِمٍ أَرادَ لِقائِي فِي الأَعْصارِ الْخالِيَةِ وَفِيْ هَذا الْعَصْرِ فَلَمَّا أَظْهَرْتُ نَفْسِيْ أَعْرَضُوا عَنِّيْ وَأَفْتَوْا عَلَيَّ بِظُلْمٍ ناحَ بِهِ الرُّوْحُ الأَمِيْنُ، طُوْبَى لِمَنْ شَهِدَ بِما شَهِدَ بِهِ اللهُ وَنَعِيْمًا لِمَنْ فازَ بِهَذا الأَمْرِ الْبَدِيْعِ، إِنَّا أَظْهَرْنا الأَمْرَ وَدَعَوْنا الْكُلَّ إِلَى صِراطِ اللهِ الْمُسْتَقِيْمِ، مِنَ النَّاسِ مَنْ أَقْبَلَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَعْرَضَ وَالَّذِيْ أَعْرَضَ إِنَّهُ مِنْ أَصْحابِ السَّعِيْرِ، إِنَّكَ تَمَسَّكْ بِحَبْلِ الأَمْرِ وَتَشَبَّثْ بِذَيْلِ رَبِّكَ مالِكِ هَذا الْيَوْمِ الْعَظِيْمِ.

[64]

بسمي المهيمن على الأسماء

يا عَلِيُّ قَدْ سَمِعْنا ذِكْرَكَ ذَكَرْناكَ فَضْلاً مِنْ لَدُنَّا وَسَمِعْنا نِدائَكَ أَجَبْناكَ بِالْحَقِّ وَأَنا الْمُجِيبُ، أَنِ افْرَحْ بِما تَوَجَّهَ إِلَيْكَ الْمَظْلُوْمُ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ بِعِنايَةٍ لا يَعْلَمُ مَقامَها إِلاَّ الْمُحْصِي الْعَلِيْمُ، طُوْبَى لِمَنْ فازَ بِكَلِمَتِي الْعُلْيا وَوَيْلٌ لِكُلِّ غافِلٍ مُرِيْبٍ، تَمَسَّكْ بِحَبْلِ الأَمْرِ فِيْ هَذا الْيَوْمِ الَّذِيْ فِيْهِ يُنادِيْ مالِكُ الْقِدَمِ وَالاسْمُ الأَعْظَمُ بِنِداءٍ انْجَذَبَتْ بِهِ أَفْئِدَةُ الْعارِفِيْنَ، ضَعْ ما عِنْدَ الْقَوْمِ وَخُذْ ما أَتاكَ مِنْ لَدَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِيَّاكَ أَنْ تَمْنَعَكَ شُئُوناتُ الْخَلْقِ عَنِ الْحَقِّ دَعِ الْقَوْمَ وَما عِنْدَهُمْ عَنْ وَرائِكَ مُقْبِلاً إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى الْمَقامِ الَّذِيْ مِنْهُ أَشْرَقَ النُّوْرُ بِهَذا الاسْمِ الْبَدِيْعِ، الْبَهاءُ الظَّاهِرُ الَّلائِحُ مِنْ مَلَكُوْتِ بَيْانِيْ عَلَيْكَ وَعَلَى الَّذِيْنَ فازُوا بِأَيَّامِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ.

 

[65]

بسم الّذي به ماج بحر الحيوان

كِتابٌ نُزِّلَ بِالْحَقِّ مِنْ لَدَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَنَذْكُرُ فِيهِ مَنْ أَقْبَلَ إِلَى الْوَجْهِ لِيكُوْنَ لَهُ كَنْزًا باقِيًا عِنْدَ رَبِّهِ الْحافِظِ الأَمِينِ، يا ج ع يَذْكُرُكَ الْمَظْلُوْمُ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ وَيدْعُوْكَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَيهْدِيكَ إِلَى صِراطِهِ الْمُسْتَقِيمِ، طُوْبَى لَكَ بِما وَجَدْتَ عَرْفَ قَمِيصِيْ وَتَوَجَّهْتَ إِلَى وَجْهِيْ وَسَمِعْتَ نِدائِي الْبَدِيعِ، كُنْ فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ مُتَمَسِّكًا بِحَبْلِ عِنايةِ رَبِّكَ وَمُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ إِنَّهُ لَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ قَدْ ظَهَرَ الْفَرَحُ الأكْبَرُ إِذْ أَتَى اللهُ بِأَمْرِهِ الْمُبِينِ، طُوْبَى لِمَنْ نَبَذَ الأَوْهامَ وَأَخَذَ ما أَتاهُ مِنْ لَدَى الْفَرْدِ الْحَكِيْمِ، كَذَلِكَ تَضَوَّعَ عَرْفُ بَيانِ الرَّحْمنِ فِي الإِمْكانِ طُوْبَى لِمَنْ وَجَدَ وَوَيلٌ لِلْغافِلِينَ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ الَّتِيْ سَمِعَتِ النِّداءَ وَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ وَعَلَى كُلِّ أَمَةٍ فازَتْ بِعِرْفانِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ.

 

[66]

بسمي الشّاهد العليم

قَدْ نُزِّلَتِ الآياتُ وَظَهَرَتِ الْعَلاماتُ وَالْقَوْمُ لا يفْقَهُوْنَ، قَدْ أَتَى الْمِيقاتُ وَظَهَرَ الأَمْرُ وَنادَى الْمُنادِ وَالنَّاسُ أَكْثَرُهُمْ لا يَسْمَعُوْنَ، قَدْ كَفَرُوا بِنِعْمَةِ اللهِ بَعْدَ إِنْزالِها وَأَعْرَضُوا عَنِ الْحَقِّ عَلاَّمِ الْغُيوْبِ، إِنَّا سَمِعْنا نِدائَكَ أَقْبَلْنا إِلَيْكَ مِنْ بَيْتِي الْمَعْمُوْرِ، إِنَّ الْغافِلِينَ أَدْخَلُوْنا فِيْ السِّجْنِ وَاللهُ جَعَلَهُ الْجَنَّةَ الْعُلْيا رَغْمًا لأَنْفِ كُلِّ مُشْرِكٍ مَبْغُوْضٍ، قَدِ اسْتَوَى هَيْكَلُ الأَمْرِ عَلَى الْعَرْشِ فِيْ هَذا السِّجْنِ الأَعْظَمِ وَيُنادِيْ تارَةً مِنْ يمِينِهِ وَأُخْرَى مِنَ الشِّمالِ وَطَوْرًا أَمامَ الْوَجْهِ وَيدْعُ الْكُلَّ إِلَى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيّوْمِ، إِنَّا قَبِلْنا الْبَلايا كُلَّها فِيْ هَذا السَّبِيلِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ ينْطِقُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْوَدُوْدُ، يا مَلأَ الأَرْضِ تَاللهِ قَدْ أَتَى مالِكُ السَّماءِ بِسُلْطانٍ مَشْهُوْدٍ، قَدْ تَشَرَّفَ الأَرْضُ بِقُدُوْمِهِ لَوْ أَنْتُمْ تَفْقَهُوْنَ، أَنْ أَقْبِلُوا بِوُجُوْهٍ نَوْراءَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى ثُمَّ أَعْرِضُوا عَنْ مَطالِعِ الأَوْهامِ وَمَشارِقِ الظُّنُوْنِ، قَدْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْبَهاءِ مِنْ أُفُقِ الْبَقاءِ فِيْ هَذا السِّجْنِ الَّذِيْ نَوَّرَهُ اللهُ بِلِقائِهِ، طُوْبَى لِمَنْ فازَ وَوَيْلٌ لِكُلِّ غافِلٍ مَحْجُوْبٍ، كَذَلِكَ دارَتْ أَفْلاكُ سَماءِ الْبَيانِ مِنْ نَسَمَةٍ سَرَتْ مِنْ يَمِيْنِ إِرادَةِ اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، إِنَّكَ تَمَسَّكْ بِالْحَبْلِ الأَعْظَمِ وَتَشَبَّثْ بِأَذْيالِ رِداءِ عِنايَةِ رَبِّكَ الْغَفُوْرِ، إِنَّا أَنْزَلْنا لَكَ الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَجِدَ عَرْفَ بَيانِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ الَّذِيْ أَتَى بِأَمْرٍ لا يَقُوْمُ مَعَهُ الْجُنُوْدُ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ فَضْلِيْ عَلَيْكَ وَعَلَى مَنْ شَرِبَ رَحِيْقِي الْمَخْتُوْمَ بِاسْمِي الْقَيُّوْمِ.

 

[67]

هو النّاظر من أفق البقاء

يا أَمَتِيْ أَنِ اسْتَمِعِيْ نِدائِيْ مِنْ شَطْرِ سِجْنِيْ فِيْ هذا الْيوْمِ الَّذِيْ فِيهِ أَعْرَضَتْ إِماءُ الأَرْضِ وَرِجالُها إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّا أَرَدْنا عِزَّهُمْ وَهُمْ أَرادُوا ذُلَّنا يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ مُبِينٌ، فَلَمَّا زَيَّنَ اللهُ الرِّضْوانَ وَجَعَلَهُ مَقَرَّ الْعَرْشِ ارْتَفَعَتِ الضَّوْضاءُ مِنْ كُلِّ الْجِهاتِ وَقامَ كلُّ حِزْبٍ عَلَى إِطْفاءِ نُوْرِ اللهِ الْمُشْرِقِ الْمُنِيْرِ، وَقائِدُ الأَحْزابِ عُلَمآءُ الأَدْيانِ، قامُوا عَلَيْنا بِظُلْمٍ ناحَ بِهِ الْمَلأُ الأَعْلَى وَالَّذِيْنَ طافُوا حَوْلَ كُرْسِيٍّ رَفِيعٍ، وَارْتَكبُوا ما لا ارْتَكبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعِبادِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مالِكُ الإِيْجادِ كَما شَهِدَ مِنْ قَبْلُ وَلَكِنَّ النَّاسَ أَكْثَرَهُمْ فِيْ حِجابٍ غَلِيْظٍ، قَدْ نَبَذُوا مَشْرِقَ الْوَحْيِ عَنْ وَرائِهِمْ وَتَمَسَّكوا بِعُرْوَةِ كُلِّ جاهِلٍ بَعِيْدٍ. يا مَلأَ الأَرْضِ أَنِ افْتَحُوا أَبْصارَكُمْ تَاللهِ قَدْ ظَهَرَ الْوَعْدُ وَأَتَى الْمَوْعُوْدُ بِسُلْطانٍ لا يَقُوْمُ مَعَهُ مَنْ فِيْ السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ، دَعُوا كُتُبَ الظُّنُوْنِ وَالأَوْهامِ قَدْ نَزَلَ كِتابُ اللهِ إِنَّهُ يَهْدِيْكُمْ إِلَى صِراطِهِ الْمُسْتَقِيْمِ، كَذَلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْوَحْيِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ.

 

[68]

هو الحاكم على ما يشاء

سُبْحانَ مَنْ نَطَقَ وَأَنْطَقَ الأَشْياءَ بِهَذا الاسْمِ الَّذِيْ إِذا ظَهَرَ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الْعُلَماءِ وَانْصَعَقَتِ الأَصْنامُ وَناحَ كُلُّ شَيْطانٍ رَجِيْمٍ، بِهِ بَطَلَ حُكْمُ الطِّلَسْمِ الأَعْظَمِ وَناحَ الطَّاغُوْتُ وَنادَى الرُّوْحُ الأَمِيْنُ، يا مَلأَ الأَرْضِ إِنَّا لا نُرِيْدُ مِنْكُمْ أَجْرًا فِيْ هَذا الأَمْرِ نَدْعُوْكمْ لِوَجْهِ اللهِ إِلَى مَقامٍ كرِيْمٍ، أَنِ اسْتَمِعُوا النِّداءَ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ مِنَ السِّدْرَةِ الْمُنْتَهى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، تَمَسَّكوا بِعِنايَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ وَلا تَتَّبِعُوا كُلَّ جاهِلٍ بَعِيْدٍ، هَذا يَوْمٌ فِيهِ أَنارَتِ الآفاقُ مِنْ أَنْوارِ الْوَجْهِ وَلَكِنَّ الْقَوْمَ أَكْثَرَهُمْ مِنَ الْغافِلِينَ، قَدْ نَبَذُوا إِلهَ الأَسْماءِ وَاتَّبَعُوا ما أُمِرُوا بِهِ مِنْ لَدُنْ كُلِّ فاسِقٍ مُرِيْبٍ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ تَوَكَّلْ عَلَى اللهِ مالِكِ هَذا الْيوْمِ الْبَدِيْعِ، أَن اشْكُرْهُ فِيْ اللَّيالِيْ وَالأَيَّامِ بِما ذَكَرَكَ إِذْ كانَ فِيْ سِجْنِهِ الْعَظِيْمِ، كَذَلِكَ نَوَّرْناكَ بِأَنْوارِ الْبَيانِ وَزَيَّنَّاكَ بِطِرازِ ذِكْرِي الْبَدِيْعِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى عِبادِ اللهِ الْمُخْلِصِيْنَ.

 

[69]

هو الأقدس الأعظم الأبْهَى

يا نَبِيْلُ يَذْكُرُكَ قَلَمِي الأَعْلَى وَيَأْمُرُكَ بِما تَنْجَذِبُ بِهِ أَفْئِدَةُ الْعالَمِ، أَنِ اقْرَءْ آياتِيْ فِيْ آناءِ اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ، لَعَمْرِيْ إِنَّها تَنْطِقُ بَيْنَ الأُمَمِ بِما يُحْدِثُ فِيْ كُلِّ شَيْءٍ نارَ مَحَبَّةِ رَبِّكَ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيرِ، يا مُحَمَّدُ يُوْصِيْكَ الْمَظْلُوْمُ بِما وَصَّاكَ بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيُكَبِّرُ عَلَيْكَ مِنْ هَذا الْمَقامِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، أَنِ افْرَحْ بِإِقْبالِيْ إِلَيْكَ وَذِكرِيْ إِيَّاكَ، إِنَّ رَبَّكَ يَكُوْنُ مَعَكَ فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ، يَشْهَدُ وَيَرَى وَهُوَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ.

[70]

بسمي الّذي به ماج بحر العرفان

إِنَّ الْيَوْمَ يُنادِيْ وَيَقُوْلُ يا قَوْمِ قَدْ ظَهَرَ مَظْهَرُ الأَمْرِ وَبِهِ نُفِخَ فِيْ الصُّوْرِ وَوُضِعَ الْمِيْزانُ وَنُصِبَ الصِّراطُ وَبَرَزَ ما كانَ مَسْطُوْرًا فِيْ كُتُبِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، هَذا يَوْمٌ فِيهِ شَهِدَتِ الْحَصاةُ لِمُنْزِلِ الآياتِ، وَالْبَطْحاءُ يُنادِيْ قَدْ أَتَى مالِكُ الأَسْماءِ، وَالأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ تَقُوْلُ قَدْ ظَهَرَ مُكَلِّمُ الطُّوْرِ وَيَنْطِقُ فِيْ كُلِّ شَأْنٍ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ، إِنَّا سَمِعْنا نِدائَكَ أَجَبْناكَ وَسَمِعْنا ذِكْرَكَ ذَكَرْناكَ بِهَذا اللَّوْحِ الْمُبِينِ، قُمْ بَيْنَ الْعِبادِ بِالْحِكمَةِ وَالْبَيانِ وَقُلْ يا قَوْمِ أَنْصِفُوا فِيْما ظَهَرَ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الظَّالِمِيْنَ، قَدْ أَتَى مَنْ طافَتْ حَوْلَهُ الْحُجَّةُ وَالْبُرْهانُ يَشْهَدُ بِذَلِكَ لِسانُ الْقِدَمِ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ، أَن اسْرُعُوا وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْمُتَوَقِّفِيْنَ، قَدْ خَرَقْنا الأَحْجابَ وَهَذا أُفُقِي الأَعْلَى أَن انْظُرُوا وَلا تَكوْنُوا مِنَ الْمُنْكِرِيْنَ، هَذا يَوْمٌ يَنْبَغِيْ لِكُلِّ نَفْسٍ أَنْ يُذَكِّرَ النَّاسَ بِهَذا الذِّكْرِ الأَعْظَمِ وَيَسْقِيَهُمْ كَوْثَرَ الْحَيَوانِ الَّذِيْ جَرَى مِنْ يَمِيْنِ عَرْشِي الْعَظِيْمِ، كَذَلِكَ ذَكَرْناكَ وَأَنْزَلْنا لَكَ ما تَقِرُّ بِهِ عُيُوْنُ الْعارِفِيْنَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[71]

هو الظّاهر من المنظر الأبْهَى

قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ بِما أَيَّدْتَنِيْ عَلَى أَمْرٍ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الأَسْماءِ، وَلَكَ الشُّكْرُ بِما هَدَيْتَنِيْ إِلَى سَوِيِّ الصِّراطِ، أَسْئَلُكَ بِنَفَحاتِ قَمِيْصِ رَحْمانِيَّتِكَ وَفَوَحاتِ عِنايَتِكَ وَأَلْطافِكَ بِأَنْ تُوَفِّقَنِيْ عَلَى الاسْتِقامَةِ عَلَى أَمْرِكَ عَلَى شَأْنٍ لا تَمْنَعُنِيْ حُجُباتُ خَلْقِكَ الَّذِينَ أَعْرَضُوا عَنْ وَجْهِكَ وَكَفَرُوا بِحُجَّتِكَ وَبُرْهانِكَ، أَيْ رَبِّ تَرانِيْ مُقْبِلاً إِلَى سَماءِ جُوْدِكَ وَشَمْسِ فَضْلِكَ أَسْئَلُكَ بِأَنْ لا تُخَيِّبَنِيْ عَمَّا كَتَبْتَهُ لأَصْفِيائِكَ مِنْ قَلَمِكَ الأَعْلَى ثُمَّ ارْزُقْنِيْ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى وَوَفِّقْنِيْ عَلَى الْعَمَلِ بِما يَبْقَى بِهِ ذِكْرِيْ فِيْ مَلَكُوْتِ الأَسْماءِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغالِبُ الْقَدِيرُ.

 

[72]

هو الشّاهد الخبير

يَذْكُرُ الْمَظْلُوْمُ مَنْ أَقْبَلَ إِلَى اللهِ الْفَرْدِ الْعَلِيْمِ الَّذِيْ أَتَى بِالْحَقِّ وَأَظْهَرَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ عِلْمِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قَدْ ظَهَرَتِ الزَّلازِلُ وَناحَتِ الْقَبائِلُ وَالْقَوْمُ فِيْ اضْطِرابٍ مُبِيْنٍ، قُلِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا كُلَّ ناعِقٍ بَعِيْدٍ كَسِّرُوا الأَصْنامَ بِعَضُدِ الإِيْقانِ هَذا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، إِنَّ الْحَقَّ قَدْ أَتَى بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ وَالنَّاسُ يَسْئَلُوْنَ عَنِ النُّبُوَّةِ وَأَمْثالِها قُلْ تَبًّا لَكُمْ وَلِلَّذِينَ اتَّبَعُوا أَوْهامَ الْغافِلِينَ، قُلْ ضَعُوا كُلَّ ناعِقٍ أَنِ اسْتَمِعُوا ما تَنْطِقُ بِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى بَيْنَ مَلإِ الإِنْشاءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْعَلِيْمُ الْحَكيْمُ، هَذا يَوْمُ اللهِ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ لا يُذْكَرُ فِيهِ إِلاَّ هُوَ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ مُبِيْنٌ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى الَّذِيْنَ تَمَسَّكوا بِحَبْلِي الْمَتِيْنِ.

[73]

هو الشّاهد الخبير

أَلْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ عَلَى أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ، لَمْ يَزَلْ كانَ مُقَدَّسًا عَنْ وَصْفِ الْمُمْكناتِ وَمُنَزَّهًا عَنْ إِدْراكِ الْمَوْجُوْداتِ، وَلا يَزالُ يَكُوْنُ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ، وَالصَّلوةُ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ خُتِمَ بِاسْمِهِ النُّبُوَّةُ وَالرِّسالَةُ الَّذِيْ بِهِ ظَهَرَتْ أَحْكامُ اللهِ وَأَوامِرُهُ وَحُجَجُهُ وَبُرْهانُهُ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحابِهِ الَّذِينَ نَبَذُوا ما عِنْدَ النَّاسِ وَقامُوا عَلَى خِدْمَةِ الأَمْرِ عَلَى شَأْنٍ نُصِبَتْ رايَهُ التَّوْحِيْدِ عَلَى أَعْلَى الأَعْلامِ، هَذا ذِكْرٌ مِنْ لَدَى الْمَظْلُوْمِ الَّذِيْ أَحاطَتْهُ الأَحْزانُ مِنْ كُلِّ الأَشْطارِ بِما اكْتَسَبَتْ أَيادِي الَّذِينَ غَفَلُوا عَنْ ذِكْرِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، قُلْ سُبْحانَكَ يا مَقْصُوْدَ قُلُوْبِ الْعارِفِيْنَ وَمَعْبُوْدَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، تَرَى بِأَنَّ الظُّلْمَةَ أَحاطَتِ الْبِلادَ عَلَى شَأْنٍ ناحَ بِهِ حِزْبُكَ مِنَ الْعِبادِ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِأَنْوارِ نَيِّرِ عَدْلِكَ وَبِإِشْراقاتِ شَمْسِ كَلِمَتِكَ بِأَنْ تَكْتُبَ مِنْ قَلَمِكَ الأَعْلَى لِلَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلَيْكَ يا مالِكَ الأَسْماءِ ما كَتَبْتَهُ لأَوْلِيائِكَ وَأَصْفِيائِك، أَيْ رَبِّ أَسْأَلُكَ بِخاتَمِ أَنْبِيائِكَ وَأَوْصِيائِهِ وَأَصْحابِهِ بِأَنْ تُنْزِلَ مِنْ سَماءِ قُدْرَتِكَ ناصِرًا لِدِيْنِكَ وَحافِظًا لأَمْرِكَ، أَيْ رَبِّ قَدْ أَحاطَ الظَّالِمُوْنَ أَوْلِيائَكَ وَدِيارَكَ وَتَرَى ضُعْفَهُمْ وَعَجْزَهُمْ عِنْدَ ظُهُوْرِ مَدافِعِهِمْ وَبَنادِقِهِمْ، أَسْئَلُكَ يا مَنْ فِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ بِأَنْ تَنْصُرَ عِبادَكَ الضُّعَفاءَ مِنْ شَرِّ هَؤُلاءِ ثُمَّ قَدِّرْ لِهَذا الْعَبْدِ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَوِيُّ الْغالِبُ الْقَدِيْرُ.

 

[74]

لوح استقامت خوشا بر كسيكه بخواند
و برَوْح و استقامت فائز شود
هو المقدّس الأبهى 

نُوْصِيْكُمْ يا عِبادَ الرَّحْمنِ بِالأَمانَةِ وَالصِّدْقِ وَالْوَفاءِ وَبِتَقْوَى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، مَنْ تَمَسَّكَ بِتَقْوَى اللهِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ هَذا الْمَقامِ الرَّفِيْعِ، قَرَّتْ عُيُوْنُكُمْ يا أَهْلَ الْبَهاءِ بِما رَأَتْ أُفُقِيَ الأَعْلَى وَطُوْبَى لآذانِكُمْ بِما تَشَرَّفَتْ بِإِصْغاءِ آياتِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، أَنِ اعْرِفُوا قَدْرَ هَذا الْمَقامِ الأَعْلَى لَعَمْرِيْ لا تُعادِلُهُ خَزائِنُ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِنَّكُمْ تَحْتَ لِحاظِ عِنايَةِ اللهِ يَسْمَعُ ما تَتَكلَّمُوْنَ فِيْ حُبِّهِ وَيَرَى ما أَنْتُمْ عَلَيهِ فِيْ أَمْرِهِ الْمُبْرَمِ الْحَكيمِ، إِنَّهُ يَذْكُرُكُمْ مِنْ شَطْرِ سِجْنِهِ الأَعْظَمِ بِما تَثْبُتُ أَسْمائُكُمْ فِيْ لَوْحٍ حَفِيْظٍ، قُلْ تَاللهِ تُبَشِّرُكُمْ كُلُّ الأَشْياءِ فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِينَ، عَلَيْكُمْ بِالاسْتِقامَةِ ثُمَّ عَلَيْكُمْ بِالاسْتِقامَةِ لِئَلاَّ تَزَلَّ أَقْدامُكُمْ عَنْ صِراطٍ مُسْتَقِيْمٍ، قُلْ هَذا أَعْظَمُ وَصِيَّتِيْ وَأَكبَرُ أَمانَتِيْ لَكُمْ وَبَيْنَكُمْ أَنِ احْفَظُوْها ثُمَّ اجْعَلُوْها أَمامَ عُيُوْنِكُمْ وَاللهُ عَلَى ما أَقُوْلُ وَكِيْلٌ، إِنَّا وَصَّيْنا أَحِبَّائِي الَّذِيْنَ طارُوا فِيْ هَوائِيْ وَشَرِبُوا رَحِيقَ بَيانِيْ بِالاسْتِقامَةِ الْكُبْرَى فِيْ لَوْحِيْ وَوَرَقَتِيْ وَزُبُرِيْ وَصُحُفِيْ وَكُتُبِيْ يَشْهَدُ بِذَلِكَ قَلَمِيْ وَمِدادِيْ وَإِصْبَعِيْ وَيَدِيْ وَعَضُدِيْ وَأُذُنِيْ وَبَصَرِيْ وَشَعَراتِيْ وَجَوارِحِيْ وَلِسانِيْ النَّاطِقُ الأَمِينُ، قَدْ كَرَّرْنا هَذا الذِّكْرَ الأَكْبَرَ إِلَى أَنْ خاطَبَنِيْ قَلَمِيْ الأَعْلَى إِذْ كانَ مُتَحَرِّكًا بَيْنَ أَصابِعِيْ، يا أَيها الْمَسْجُوْنُ الْمَظْلُوْمُ وَالْمُهَيْمِنُ عَلَى ما هُوَ الْمَكْنُوْنُ وَالْمَعْلُوْمُ أَرَى أَنَّ بَحْرَ إِرادَتِكَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ الَّتِيْ جَعَلْتَها أُسَّ كَلِماتِكَ الْعُلْيا فِيْ مَقامِ الذِّكْرِ فِيْ مَلَكوْتِ الإِنْشاءِ، فَوَعِزَّتِكَ يا مالِكَ الْقِدَمِ أَرَى نَفْسِيْ مُتَحَيِّرَةً فِيْ ذَلِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ تَكْشِفَ عَنْ وَجْهِ إِدْراكي الْغِطاءَ وَتُعَرِّفَنِيْ مَقْصُوْدَكَ يا مَقْصُوْدَ الْعالَمِيْنَ، هَلْ يُمْكِنُ بَعْدَ إِشْراقِ شَمْسِ وَصِيَّتِكَ مِنْ أُفُقِ أَكْبَرِ أَلْواحِكَ أَنْ تَزَلَّ قَدَمُ أَحَدٍ عَنْ صِراطِكَ الْمُسْتَقِيْمِ، قُلْنا يا قَلَمِي الأَعْلَى يَنْبَغِيْ لَكَ أَنْ تَشْتَغِلَ بِما أُمِرْتَ مِنْ لَدَى اللهِ الْعَلِيِّ العَظِيَمِ، لا تَسْئَلْ عَمَّا يَذُوْبُ بِهِ قَلْبُكَ وَقُلُوْبُ أَهْلِ الْفِرْدَوْسِ الَّذِينَ طافُوا حَوْلَ أَمْرِي الْبَدِيعِ، لا يَنْبَغِيْ لَكَ بِأَنْ تَطَّلِعَ عَلَى ما سَتَرْناهُ عَنْكَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ السَّتَّارُ الْعَلِيمُ، تَوَجَّهْ بِوَجْهِكَ الأَنْوَرِ إِلَى الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ وَقُلْ يا إِلهِيْ الرَّحْمنَ زَيِّنْ سَماءَ الْبَيانِ بِأَنْجُمِ الاسْتِقامَةِ وَالأَمانَةِ وَالصِّدْقِ وَالْوَفاءِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمُدَبِّرُ الْكَرِيمُ.

 

[75]

هو الأقدس الأعظم

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنَّا لِمَنْ آمَنَ بِاللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، لِيَشْكُرَ رَبَّهُ وَيَطِيْرَ مِنَ الشَّوْقِ كَذَلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْوَحْيِ فِي مَقامِهِ الْمَرْفُوعِ، يا مُحَمَّدُ يُبَشِّرُكَ مالِكُ الْقَدَرِ فِي الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ بِأَنَّهُ سَمِعَ نِدائَكَ وَأَجابَكَ بِهَذِهِ الآياتِ الَّتِيْ يَعْجَزُ عَنْ إِحْصائِها ما يَكُونُ قَدْ أَقْبَلْنا إِلَيكَ بِما أَقْبَلْتَ إِلَيْنا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْحَقُّ عَلاَّمُ الْغُيُوْبِ، طُوْبَى لَكَ بِما كُنْتَ مَشْغُوْلاً بِخِدْمَةِ اللهِ لَعَمْرِيْ هَذا مَقامٌ مَحْمُوْدٌ، إِنَّا نَشْكُرُ اللهَ بِما جَعَلَكَ فائِزًا بِهَذا الْمَقامِ وَأَحْضَرَكَ تِلْقاءَ الْعَرْشِ إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ كُلُّ جاهِلٍ مَرْدُوْدٍ، نَسْئَلُهُ تَعالى بِأَنْ يُؤَيِّدَكَ مِنْ بَعْدُ كَما أَيَّدَكَ مِنْ قَبْلُ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْوَدُوْدُ، يا محمّد قلم اعلى بر ذكرت متحرّك و در حقّت دعا نمود، تو هم دعا كن تا حق جلّ جلاله اين مظلوم را از شرّ نفوسيكه دعوى دوستى مينمايند حفظ فرمايد، بگو اى پروردگار جنود و داراى غيب و شهود، از قلم تقدير كلمهٴ نجاتى از براى نفس خود مرقوم دار، جان دادن و در راه رضاى دوست بصد هزار بلايا و رزايا داخل شدن محبوب جان بوده و خواهد بود، چيزيكه قلب را ميگدازد و جسد را ميكاهد ظهور اعداست در قميص احبّا، يا محمّد غزال برّ احديه را صيّاد كين در كمين، امروز روزيست كه گرگ و ميش از يك چشمه آب ميخورند، يعنى موافق و منافق در حول حق بر خوان نعمتش حاضرند، از حقّ ميطلبيم نفوس غافله را آگاه فرمايد و از نسمات صبحگاهى در اين يوم روحانى محروم نفرمايد، قُلْ يا مَنْ بِكَ أَنارَ أُفُقُ التَّوْحِيْدِ وَماجَ بَحْرُ التَّفْرِيْدِ، أَسْئَلُكَ بِالْكَوْثَرِ الَّذِيْ جَرَى مِنْ مَعِيْنِ قَلَمِكَ الأَعْلَى بِأَنْ تُؤَيِّدَ عِبادَكَ عَلَى عِرْفانِ مَشْرِقِ آياتِكَ وَمَخْزَنِ لَئالِئِ عِلْمِكَ وَحِكْمَتِك، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الَّذِيْ لا تُعْجِزُكَ شُئُوْناتُ الْخَلْقِ وَلا مُفْتَرَياتُ مَنْ فِيْ حَوْلِك، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْمُتَعالى الْعَلِيْمُ الْحَكيْمُ وَالْحَمْدُ لَكَ يا مَنْ بِيَدِكَ زِمامُ مَلَكوْتِ مُلْكِ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

[76]

بنام مقصود عالميان

قَدْ فُزْتَ بِكَوْثَرِ الذِّكْرِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، و اين از فضلهاى بزرگ الهى است، امروز شان دوستان حقّ و مقامات ذكر و بيان نظر بعدم قابلّيت خلق مستور و مكنونست، و لكن البتّه اصبع قدرت حجابرا خرق نمايد و مقامات هر نفسى و مكافات هر عملى را ظاهر فرمايد، اوست قادر و مقتدر، الحمد لله بمائدهٴ سمائيّه و نعمت الهيّه فائز شدى، جهد نما تا باسم حق جلّ جلاله اينمقام را حفظ نمائى، امروز روز ظهور مقامات و بروز اعمال است، طوبى از براى نفسيكه فائز شد بآنچه سبب علوّ امر الله است، إِنَّهُ مِنَ الْمُخْلِصِيْنَ فِيْ كِتابِي الْمُبِيْنِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَبِيْكَ الَّذِيْ كانَ مَذْكوْرًا مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى قَبْلَ صُعُوْدِهِ وَبَعْدَ عُرُوْجِهِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.

 

[77]

بسمي الّذي به ارتفعت الصَّيحة بين البريّة 

يا اسمعيل بفرح اكبر فائز شدى و بسرور اعظم مزيّن، چه كه حق جلّ جلاله از شطر سجن اعظم بتو توجّه نمود و ترا ذكر فرمود، أَنِ اشْكُرْ وَكُنْ مِنَ الْحامِدِينَ، يا نعمة الله مالك اسما ميفرمايد انشآء الله لازال بنعمت حقيقى و مائدهٴ سمآئى فائز باشى وَبِما يُحِبُّهُ الله مطرّز، عالم فانى و ما عند الله باقى يَشْهَدُ بِذَلِكَ كُلُّ مُنْصِفٍ خَبِيْرٍ، يا عبد الله عبوديّت حقيقى مقاميست بزرگ، طوبى از براى نفسيكه بآن تمسّك نمود و ويل از براى كسيكه مقام او را نشناخت و از او غافل شد و يك اصبع تجاوز نمود، از براى هر شىء مقام و مقدار و حدودى معيّن است، مَنْ فازَ بِالْعُبُوْدِيَّةِ للهِ الْحَقِّ إِنَّهُ فازَ بِكُلِّ الْخَيْرِ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ، إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الآمِرُ الْعَلِيمُ.

[78]

بنام قيّوم توانا

يا محمّد قبل حسين آن سرّ مستسرّيكه در لوح محفوظ مكنون و مخزون بود در هيكل انسان ظاهر، و آن رمزيكه انبياى الهى سينه بسينه القا مينمودند مشهود و باعلى النّداء ناطق، و لكن حجابهاى كثيره، يعنى علما، ناس بيچاره را از اين فضل اكبر و فيض اعظم منع نمودند طوبى از براى نفسيكه باصبع توكّل حجاب را شقّ نمود و سدّ را باسم حق شكست و بافق اعلى توجّه نمود، اوست از اعلى الخلق عند الحقّ، طُوْبى لَكَ بِما نُزِّلَ بِاسْمِكَ هَذا اللَّوْحُ الأَعْظَمُ وَهَذا الْكتابُ الْمُبِينُ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

[79]

بسمي الصّادق الأمين

يا صادق آنكلمهٴ مباركه كه جميع عالَم باو خلق شده حال ظاهر و من على الارض را بحق جلّ جلاله دعوت ميفرمايد، در ليالى وايّام قلم الهى در حركت، چه در بيت چه در صحرا چه در اوديه، و حال بر جبل جالس و جميع را بكمال شفقت بِما يَنْفَعُهُمْ امر مينمايد، طوبى از براى نفسيكه ندايش را شنيد و عمل نمود آنچه را كه در كتاب الهى نازل شده، از حق بطلب تا تو و دوستان خود را از رحيق استقامت بنوشاند إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ.

 

[80]

بسمي النّاطق العليم

 يا محمّد قبل صادق ذكرت لدى المظلوم مذكور و قلم اعلى از شطر عكّا بتو توجّه نموده و ميفرمايد طوبى از براى نفسيكه بصنعت مشغول است، امروز هر نفسى بصنعت و كسب خود تعيّش نمايد او از مقرّبين محسوب و مذكور است، و اعمال او از عبادت در كتاب الهى مسطور، طُوْبَى لِسامِعٍ يَسْمَعُ ما نُزِّلَ بِالْحَقِّ وَنَعِيمًا لِصانِعٍ أَتْقَنَ صُنْعَهُ وَأَنْصَفَ بَيْنَ الْعِبادِ، إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَهاءِ فِي الصَّحِيْفَةِ الْحَمْراءِ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ لِسانُ الْوَحْيِ فِيْ هَذا الْجَبَلِ الْعَظِيمِ.

[81]

هو المقتدر العليم

مظلوم آفاق در ليالى و ايّام خلق را بحق جلّ جلاله دعوت نموده، و آنچه كه سبب علوّ عباد و سموّ من فى البلاد است ببيانات شافيهٴ كافيه ذكر فرموده، دوستان الهى را بتقديس وتنزيه وبما يرتفع به الامر وصيّت نموده، آنچه اليوم سبب اعلآء كلمه و ظهور نور است اتّفاق بوده و خواهد بود، چه كه آفاق باو منوّر و مقام انسان باو مشهود، اگر تا حال اوليا و اصفيا بِما أَمَرَهُمْ بِهِ الْقَلَمُ الأَعْلَى عمل مينمودند جميع ارض بنور ايقان منوّر مشاهده ميشد، اى دوستان بشنويد نداى مظلومرا و نصح ناصح امين را بگوش جان اصغا نمائيد إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ عَمَّا عِنْدَكُمْ وَما عِنْدَ الأُمَمِ، كَذَلِكَ نَطَقَ اللِّسانُ فِيْ مَلَكُوْتِ الْبَيانِ، طُوْبى لِمَنْ وَفَى بِمِيْثاقِ اللهِ وَعَهْدِهِ وَوَيْلٌ لِلنَّاكِثِيْنَ.

[82]

بياد دوست يكتا 

اى دوستان عالم را بمثابهٴ كتاب مشاهده نمائيد، هر امرى و هر احكامى و هر خبرى بقلم جلىّ در او ثبت شده، او كتابيست من لدى الله كه در كلّ حين جميع اهل عالم را نصيحت مينمايد و پند ميدهد، و لكن گوشيكه باصغا فائز شود و يا چشميكه مشاهده نمايد كمياب بوده و هست، اگر قلوب بانوار اسم محبوب منوّر شود و همچنين چشم و گوش از غبار تيرهٴ عالم مقدّس و مطهّر گردد كل بجان بشطر عرش رحمن توجّه نمايند، كَذَلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ إِذْ كانَ هَيْكَلُ الْقِدَمِ مُسْتَوِيًا عَلى الْعَرْشِ الأَعْظَمِ، طُوبى لِكُلِّ بَصِيْرٍ رَأَى وَلِكُلِّ سَمِيْعٍ سَمِعَ وَلِكُلِّ نَفْسٍ فَازَتْ بِهَذا الْمَقامِ الْعَظِيْمِ.

[83]

بنام خداوند بيمانند

يا اهل زيرك لحاظ عنايت مالك اسما از جبل عكّا بشما توجّه نموده و شما را ذكر مينمايد بآياتيكه عرفش عالم را معطّر ساخته، طوبى از براى نفوسيكه اليوم اين عَرْف لطيف را استشمام نمودند و بافق اعلى توجّه كردند، جميع عالم از براى يوم الله خلق شده‌اند، تا كل از فيوضات فيّاض حقيقى قسمت برند و نصيب بردارند، و لكن محروم مشاهده ميشوند چه كه نافرمانيهاى قبل ايشانرا از فيض اكبر و منظر انور محروم ساخته، مِنَ النَّاسِ مَنْ عَمِلَ ما ناحَ بِهِ أَهْلُ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى وَمِنْهُمْ مَنْ سَرُعَ إِلى الْوَجْهِ وَقامَ لَدَى الْبابِ وَشَهِدَ بِما شَهِدَ اللهُ قَبْلَ خَلْقِ السَّمواتِ، إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْعَلِيْمُ الْحَكيْمُ، علماى ارض كه لدى الله از جهلا محسوبند حجاب اكبرند از براى بشر، مبارك نفسيكه اين حجاب او را منع ننمود و بقوّت و غلبهٴ اسم اعظم آنرا خرق نمود و بافق امر الهى متوجّه شد، ايدوستان مقام خود را بدانيد و قدر خود را بشناسيد، قسم بآفتاب برهان كه از افق سمآء بيان اشراق فرموده جميع اشيا بشما متوجّهند و بذكر شما مشغول، سَوْفَ يَسْمَعُ كُلُّ ذِيْ أُذُنٍ ما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ، إِنَّ رَبَّكُمُ الْعَلِيمَ لَهُوَ الْمُبَينُ الْخَبِيرُ، از آنچه بر شما در سبيل مقصود عالم وارد شده محزون مباشيد، موت كل را أخذ نمايد و سكرات آن جميع را احاطه كند، نيكوست حال نفسيكه ضرّش باحدى نرسد و در سبيل الهى ضرّ اين همج رعاع را تحمّل نمايد و بحبل صبر و اصطبار متمسّك شود، يا أَحِبَّائِيْ إِنَّا خَرَجْنا مِنَ الْقَصْرِ وَكانَ مَعَنا أَنْفُسٌ مَعْدُوْداتٌ، وَمِنْهُمُ الْغُصْنُ الأَكْبَرُ وَعَنْ وَرائِهِ الْغُصْنانِ وَأَخِيْ وَابْنُ أَخِي الآخَرِ، وَعَنْ وَرَائِهِمْ مُحَمَّدٌ قَبْلَ عَلِيٍّ مِنْ أَهْلِ الصَّادِ وَعَبْدُ الْبَهاءِ الَّذِيْ فازَ بِلِقاءِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ وَالَّذِيْ سُمِّيَ بِالْحَسَنِ ثُمَّ مُصْطَفى الَّذِيْ اسْتُشْهِدَ أَبُوْهُ فِيْ أَرْضِ التّاءِ، إِنَّهُ مِمَّنْ فازَ بِالاسْتِقامَةِ الْكُبْرَى فِيْ أَمْرِ اللهِ مالِكِ الْوَرَى، وَمِنَ الْحاضِرِيْنَ الْمُهاجِرِيْنَ عَبْدُ الْغَنِيِّ الَّذِيْ هاجَرَ مِنْ حَدْباءَ بَعْدَ إِشْراقِ شَمْسِ الإِذْنِ مِنْ أُفُقِ أَمْرِ رَبِّهِ الأبْهَى، وَفَوَّضْنا إِلَيْهِ أَمْرَ الأَكْلِ فِيْ هَذِهِ الرِّحْلَةِ النَّوْراءِ، وَكانَ الْجَعْفَرُ يَحْمِلُ نِعْمَةَ اللهِ مِنَ الشَّهْرِ إِلى الْبَرِّ، وَمِنَ الْبَرِّ إِلى الْقَصْرِ وَمِنْهُ إِلى الْجَبَلِ، فَلَمَّا بَلَغْنا وَدَخَلْنا خِباءَ الْمَجْدِ الْمَضْرُوْبِ عَلى الْجَبَلِ حَضَرَ الْعَبْدُ الْحاضِرُ بِكِتابِ أَحَدِ أَحِبَّائِيْ الَّذِيْ سُمِّيَّ بِالْحُسَيْنِ، وَعَرَضَ ما فِيْهِ تِلْقاءَ الْوَجْهِ، فَلَمَّا تَمَّ ماجَ عُمَّانُ عِنايَةِ الرَّحْمنِ وَنُزِّلَ لَهُ وَلِكُلِّ اسْمٍ كانَ فِيْ كِتابِهِ ما فاضَ بِهِ بَحْرُ الْحَيَوانِ عَلى الإِمْكانِ، تَعالى الَّذِيْ ظَهَرَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ وَنَطَقَ بَيْنَ الأُمَمِ بِما كانَ مَكنُوْنًا فِيْ عِلْمِ اللهِ وَمَسْطُوْرًا فِيْ كُتُبِهِ وَزُبُرِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُبَيِّنُ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، كَذَلِكَ قَصَصْنا لَكُمْ ما ظَهَرَ فِيْ هَذا الْجَبَلِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا وَأَنا الْفَضَّالُ الْكَرِيمُ، أَن اشْكُرُوا اللهَ بِهَذِهِ الْعِنايَةِ الْكُبْرَى، إِنَّهُ مَعَكُمْ فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ يَسْمَعُ وَيَرَى وَهُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ، اى دوستان آنچه در اين ايّام ظاهر شد از قلم اعلى جارى تا كل بحلاوت بيان الهى فائز شوند و بآنچه سبب و علّت ارتفاع امر است متمسّك گردند، جهد نمائيد تا فائز شويد بامريكه عَرْف بقا از او استشمام شود، آنچه وارد شده شما را محزون ننمايد، جميع عالم بفنا راجع، و آنچه باقى بوده و هست كلمه ايست كه از لسان عظمت در بارهٴ نفسى جارى ميشود، إنَّها تَبْقَى بِدَوامِ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوْتِ وَيَكُوْنُ سِراجًا وَهَّاجًا فِيْ كُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِ رَبِّهِ، كَذَلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ الأَعْلى أَمْرًا مِنْ عِنْدِنا وَأَنا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، الْبَهاءُ عَلَيْكُمْ وَعَلى مَنْ يُحِبُّكُمْ وَعَلى الَّذِيْنَ فَازُوا بِهَذا الأَمْرِ الْبَدِيْعِ، وَالْحَمْدُ للهِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ.

[84]

هو العزيز العظيم

يا أَمَتِيْ سَمِعْنا ضَجِيْجَكِ وَرَأَيْنا إِقْبالَكِ وَعَرَفْنا حُبَّكِ، أَقْبَلْنا إِلَيْكِ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ بِوَجْهٍ بِنُوْرِهِ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ وَالسَّماءُ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ مالِكُ الأَسْماءِ الَّذِيْ سُجِنَ فِيْ هَذا الْمَقامِ الْبَعِيْدِ، اى أمة الله حق جلّ جلاله بتو توجّه نموده و ترا ندا ميفرمايد، جميع ملوك مملوك حق بوده و هستند، و لكن از او محجوب، زخارف دنيا حجاب گشته و مانع شده و قدرت و سطوت حايل، اليوم كه يوم الله است ظاهر، و نفوسيكه سالها از فراقش نوحه و ندبه مينمودند حال بعيد و محتجب مشاهده ميگردند، جميع نفوس مذكوره اليوم از ذكر قلم أعلى محرومند و از بحر فضل ممنوع، و لكن تو بآن فائز و مرزوقى، لَكِ أَنْ تَقُوْلِيْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ وَلَكَ الْبَهاءُ يا بَهاءَ قُلُوْبِ الْعارِفِيْنَ.

[85]

بنام خداوند دانا

يا عنايت اگر چه ذكر ترا در لوحى كه مخصوص ورقه نازل شده نموديم، و لكن فضل آخر اقتضا نموده ذكرت مرّة اخرى در لوح مخصوص از قلم اعلى نازل گردد، قَدْ سَبَقَكَ فَضْلُهُ وَأَحاطَتْكُ رَحْمَتُهُ الَّتِيْ سَبَقَتِ الْوُجُوْدَ، در جميع احوال بحبل عنايتش متمسّك باش و بافق فضلش ناظر، امروز عالم بقميص تازه مزيّن است، طُوْبَى لِبَصِيْرٍ رَأَى وَوَيْلٌ لِكُلِّ جاهِلٍ مَرْدُوْدٍ، الحمد لله در أوّل شباب بعرفان حقتعالى شأنه فائز شدى، و آشاميدى آنچه را كه اكثر خلق از او محروم و ممنوعند، أَن اشْكُرِ اللهَ رَبَّكَ بِهَذا الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَنْ بِيَدِكَ زِمامُ الْعالَمِ وَفِيْ قَبْضَتِكَ مَلَكوْتُ مُلْكِ السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[86]

بنام خداوند يكتا

يا أَمَتِيْ حق جلّ جلاله ميفرمايد امروز يوم الله است، و انوار وجه از افق اعلى مشرق و لائح، هر يك از عباد و اماء كه بِما أَرادَهُ اللهُ فائز شد او لدى الحق مذكور و در صحيفهٴ حمرا اسمش مسطور، چه بسيار از اماء و اميره هاى ارض كه منتظر و طالب ظهور حق بودند و حال كل از او محجوب و بهواهاى خود مشغول، الحمد لله تو فائز شدى بآنچه كه رجال عالم از آن محرومند، إِلاَّ الَّذِيْنَ أَنْقَذَتْهُمْ يَدُ الْقُدْرَةِ وَهَدَيهُمُ اللهُ إِلى سَبِيْلِهِ الْمُقَدَّسِ الْواضِحِ الْمُنِيْرِ، بايد در ليالى و ايّام بحمد و شكر مالك انام ناطق باشى چه كه اسباب تذكّر از براى تو محض فضل فراهم آمده، أَنِ اعْرِفِيْ مَقامَ مَنْ فُزْتِ بِلِقائِهِ وَقَوْلِيْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ بِما أَيَّدْتَنِيْ عَلى خِدْمَةِ مَنْ أَحَبَّكَ وَنَطَقَ بِثَنائِكَ وَدَعا الْعِبادَ إِلى أُفُقِ ظُهُوْرِكَ وَقامَ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِكَ، أَيْ رَبِّ وَفِّقْنِيْ عَلى الاسْتِقامَةِ عَلى ما تُحِبُّ وَتَرْضَى إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ وَفِيْ قَبْضَتِكَ أَزِمَّةُ الأَشْياءِ، يا أَمَتِيْ إِنَّا نَذْكُرُ فِيْ هَذا الْحِيْنِ أَباكِ الَّذِيْ صَعَدَ إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ لِيْكُوْنَ ذِكْرِيْ ذُخْرًا لَهُ إِنَّ رَبَّكِ لَهُوَ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ، يا أَحْمَدُ إِنَّا نَذْكُرُكَ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا وَنُبَشِّرُكَ بِما قُدِّرَ لَكَ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ، أَنْتَ الَّذِيْ أَقْبَلْتَ وَسَمِعْتَ نِداءَ رَبِّكَ إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ عُلَماءُ الأَرْضِ وَأُمَرائُها وَأَجَبْتَ مَوْلاكَ إِذِ ارْتَفَعَ نِدائُهُ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ آمَنْتَ وَشَرِبْتَ الرَّحِيْقَ الْمَخْتُوْمَ بِاسْمِي الْقَيُّوْمِ وَفُزْتَ بِما لا فازَ بِهِ الْعِبادُ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ مالِكُ الْوَرَى وَرَبُّ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، لَعَمْرُ اللهِ لا يُعادِلُ بِهَذا الذِّكْرِ مَعادِنُ الأَرْضِ وَخَزائِنُها، يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ وَجَدَ حَلاوَةَ بَيانِ الرَّحْمنِ فِي الإِمْكانِ وَعَنْ وَرائِهِ مَنْ عِنْدَهُ لَوْحٌ حَفِيْظٌ، الْبَهاءُ الظَّاهِرُ اللاَّئِحُ مِنْ أُفُقِ سَماءِ عِنايَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِينَ قامُوا عَلى نُصْرَةِ الأَمْرِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ مِنْ لَدُنْ قَوِيٍّ حَكِيْمٍ.

 

[87]

هو المستوي على العرش

قلم اعلى ذكر رضا ميفرمايد و او را بِما يُحِبُّ وَيَرْضَى امر مينمايد، انشاء الله رحيق مختوم از يد قيّوم بكمال استقامت و رضا اخذ نمائيد و بياشاميد، الحمد لله باصغاء ندا فائز شدى و بافقش اقبال نمودى، جهد نما تا ظاهر شود از تو ما يَبْقَى بِهِ ذِكْرُكَ بِدَوامِ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوْتِ، امروز سلطان ايّامست چه كه منادى طور ظاهرًا باهرًا ندا ميفرمايد و خلق را بصراط مستقيم و افق اعلى دعوت مينمايد طُوْبَى لَكَ بِما فُزْتَ بِلَوْحِهِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ.

[88]

بسمي النّاطق من الأفق الأعلى

يا رسول قوم منتظر يوم الهى بوده بشانيكه در ليالى و ايّام بكمال تضرّع و ابتهال از حضرت سلطان بيزوال لقاى آنرا طالب، و چون آفتاب ظهور از افق اراده اشراق نمود كل محجوب و متحيّر و غافل، إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ، در فرقهٴ ناجيه، يعنى شيعه كه خود را بهترين احزاب عالم ميشمردند تفكّر نما، معدودى ناس بيچاره را باوهاماتى مبتلا نمودند كه بالاخره سيد عالمرا بايادى بغضا شهيد كردند، حالهم نفوسيكه ابدًا از اصل اين امر اطّلاع ندارند بهمان اوهام برخواسته ‌اند، مقصودشان آنكه يك ناحيه بمثل قبل قرار دهند، و يك جابلقاى موهوم و جابلساى غير معلومى معيّن نمايند، اين مظلوم لله گفته و لله ميگويد، بايد جميع عباد، يعنى نفوسيكه از كاس ايقان آشاميده ‌اند، بحراست و حفظ بيت امر قيام نمايند و حق را بچشم خود ملاحظه كنند و ندايش را بگوش خود بشنوند، مَنْ أَرادَ أَنْ يَعْرِفَهُ بِغَيْرِهِ لايَعْرِفُهُ أَبَدًا، و اين مخصوص است باين ظهور امنع اقدس، أَلْبَهاءُ عَلى أَهْلِ الْبَهاءِ الَّذِينَ نَبَذُوا الْهَوَى وَتَشَبَّثُوا بِذَيْلِ اللهِ الْعَلِيْمِ الْحَكيْمِ.

 

[89]

هو السّامع العليم الحكيم

در اكثرى از الواح ذكر نعيق ناعقين از قلم اعلى جارى و مسطور، بعضى متحيّر كه مقصود چه و برخى منتظر آيا چه ظاهر شود، صَدَقَ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، ظاهر شد آنچه كه در الواح كل را بآن اخبار فرموده، و نعيق از ديار اثيم مرتفع، سبحان الله مع عدم اطّلاع بر امر الهى باعراضى قيام نموده كه شبه آن شنيده نشده، يا مُحَمَّدُ قَبْلَ رِضا عَلَيْكَ بَهاءُ اللهِ مالِكِ الأسْماءِ وَعَلى أَبِيْكَ الَّذِيْ فازَ بِذِكْرِ اللهِ وَخِدْمَةِ أَمْرِهِ الْمُبْرَمِ الْمَتِيْنِ، إِنَّا ذَكَرْناهُ بِما لا يُعادِلُهُ ما فِي الأَرْضِ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ كُلُّ بَصَّارٍ عَلِيْمٍ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سماءِ عِنايَتِيْ عَلَيْهِ وَعَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ ذُكِرَتْ أَسْمائُهُمْ فِي الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ بَيْنَ يَدَيِّ اللهِ مالِكِ الْقَدَرِ الَّذِيْ أَتَى بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ.

[90]

بنام گويندهٴ دانا

اى دوستان حق نفوسى از قبل در ظاهر بوفاق و در باطن بنفاق باب رحمت الهى را بستند و ابواب ظنون و اوهام بر وجوه عباد بيچاره گشودند، خود را بلباس علم مياراستند و عند الله از جهلا مذكور و محسوب، لله الحمد اينمظلوم با آن گروه معاشر نبوده، و ظاهر شده بحجّت و برهانيكه هيچ منصفى انكار آن ننمايد، امروز نفس برهان بين امكان ندا مينمايد و كينونت حجّت باعلى البيان مَنْ عَلى الارض را بشاطئ بحر أحديّه دعوت ميفرمايد، و لكن ناس غافل، اينمظلوم ترا و صيّت مينمايد بصبر و سكون و استقامت در امر حق جلّ جلاله، خُذْ ما وَصَّيْناكَ وَدَعْ ما عِنْدَ الْقَوْمِ، كَذَلِكَ يَأْمُرُكَ أُمُّ الْكتابِ فِيْ هَذا الْمَقامِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ.

 

[91]

هو الحقّ لا إله إلاّ هو

آفتاب حقيقت از افق ارادهٴ حق جلّ جلاله مشرق، و افق اعلى باسم مالك اسما منوّر و مزيّن، طوبى از براى نفسيكه حجبات قوم و اوهام ناس او را از سلطان حقيقى منع ننمود، اين يوم يوم الله است و ذكرى جز ذكر حق جلّ جلاله مقبول نه، و لكن قوم از مقام يوم غافل و باوهامات قبل تكلّم مينمايند و بظنون قرون اولى تمسّك جسته ‌اند، بگو اى گمراهان حزب قبل از آنچه گفته اند و عمل نموده اند چه حاصل شد و چه ثمر ديده‌ اند، قُلِ اتَّقُوا اللهَ يا قَوْمِ وَلا تَكوْنُوا مِنَ الْهائِمِيْنَ، امروز روز استقامت و روز عمل است، چه كه آفتاب ظهور مشرق و بحر عنايت موّاج، خود را بظنون و اوهام جهلاى ارض مشغول منمائيد، إِنَّ الْمَظْلُوْمَ يَنْصَحُكُمْ بِما يَنْفَعُكُمْ فِيْ كُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِ رَبِّكُمْ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ، الْبَهاءُ الظَّاهِرُ مِنْ أُفُقِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِينَ فازُوا بِهَذا الأَمْرِ الْعَظِيْمِ.

[92]

باسم آفتاب حقيقت

اى دوستان امروز نيّر أعظم أهل عالم را بشارت ميدهد، آنچه مكنون بود ظاهر فرمود، صراط مستقيم ظاهر، ميزان مشهود، كوه‌ها و صحراها و نهرها يكديگر را بشارت ميدهند بظهور اسم مكنون و كنز مخزون، بايستيد بر امر الله باستقامتيكه سبب استقامت اهل عالم شود، سالها در اعلاء كلمه و اظهار امر جهد بليغ مبذول شد، حال مشاهده ميشود نفوسى چند محض هوى بر مالك اسما قيام نموده ‌اند و در صدد تضييع امر الله بر آمده‌اند، از حق بطلبيد ايشانرا هدايت فرمايد و از اين ظلم عظيم باز دارد، اوست قادر و اوست توانا اوست مهيمن و اوست دانا، ذكرت لدى المظلوم مذكور و اين لوح امنع اقدس نازل، لِيَأْخُذَكَ فَرَحُ بَيانِ الرَّحْمنِ وَيَجْعَلَكَ مِنَ الْمُقَرَّبِيْنَ، در جميع احوال بحبل عنايت متمسّك باش و باستقامت كبرى متشبّث، چه كه دزدان در كمينگاهان مترصّدند، أَلْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِينَ فازُوا بِهَذا الأَمْرِ الأَقْدَسِ الْعَظِيْمِ.

[93]

هو النّاطق في المآب

يا جلال نداى غنىّ متعال را بسمع فطرت بشنو و بخدمت قيام نما، امروز بر و جه آفتاب اين كلمهٴ عليا ديده شد: اى اهل ارض باوهام از مالك انام محروم مشويد و بظنون از رحيق مختوم خود را منع منمائيد، آثارش عالم را احاطه نموده و آياتش كل را فرا گرفته، از خود و ما عنده لاجل اصلاح عالم و نجات امم گذشته، هر بصيرى شاهد و هر منصفى گواه كه در آنى خود را حفظ نكرده، لا زال امام وجوه امرا و علما و ابطال ندا فرموده و امر نموده آنچه را كه سبب راحت و اطمينان اهل عالم است، و لكن اكثرى نصح الله را قبول ننمودند و حكمش را نپذيرفتند، مخصوص اهل بيان، عمل نمودند آنچه را كه فيوضات فياض حقيقى توقّف نمود، بگو اى اهل انصاف اگر اين ظهور اعظم را انكار نمائيد چه امرى قابل ذكر و يا لايق اقرار است، بشنويد نداى مظلوم را، از ظلم بعدل گرائيد و از و هم قصد مقام يقين نمائيد، اين ظهور اعظم معلّق بتصديق و اقرار احدى نبوده و نيست، بل كل منوط بتصديق اوست، بشنويد نداى مظلوم را و مجدّد خود را باوهامات نفسانيّه مبتلا ننمائيد، بگو يا هادى اتّق الله و لا تكن من الظّالمين، اگر فى الحقيقه طالب حقّى بآثار رجوع نما و در آياتش تفرّس كن، لَعَمْرُ اللهِ إِنَّها تُغْنِيْكَ عَنْ دُوْنِها وَتُعَرِّفُكَ ما كُنْتَ غافِلاً عَنْهُ، اليوم سدره باثمار لاتحصى مشهود، أُنْظُرْ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِيْنَ، امواج بحر بيان امام وجوه بكمال اوج ظاهر، و تجلّيات انوار آفتاب حقيقت موجود و مشهود، يا هادى اگر اين نعمت را انكار نمائى بَيْنَ يَدَيِّ اللهِ بچه عذرى تمسّك مينمائى، بترس از خداوند غالب قاهر توانا، سبب اضلال عباد مشو، اوهامات قبل را بحزب قبل و اگذار، در يوم الله وَما ظَهَرَ فِيْهِ نظر نما، يا هادى امروز جبال بِقَدْ أَتَى الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ ناطق، و آسمان بِقَدْ أَتَى الرَّحْمنُ متكلّم، و اشجار بِقَدْ أَتَى الْمُخْتارُ ذاكر، اگر أذن واعيه يافت شود از هر شىء از اشياء مژدهٴ ظهور را ميشنود، امروز نفحات بيان متضوّع و حمامهٴ عرفان بر اعلى الاغصان مغرّد، خود را بطين اوهام ميالا و از بحر معانى محروم منما، دوستانت ذكر تحريف نموده و مينمايند، اتَّقِ اللهَ وَلا تَكُنْ مِنَ الْجاهِلِيْنَ، اين اوهامات حزب قبل بود، در قرون و اعصار بمفتريات چندى تمسّك جستند و خود را در يوم جزا از بحر عطا محروم نمودند، شقاوت حزب شيعة بمقامى رسيد كه بر منابر باعلى النّداء حق را لعن نمودند و بر شهادتش فتوى دادند، يا هادى در آنچه ظاهر شد تفكّر نما و بانصاف تكلّم كن، قسم بآفتاب افق برهان اين مظلوم براستى تكلّم مينمايد و لوجه الله ميگويد، از اصل امر آگاه نبوده و نيستى، بشنو سخن ناصح امين را و ببصر عدل و سمع انصاف ببين و بشنو، اتَّقِ الله، ضَعْ هَوَيك، وَخُذْ أَمْرَ مَوْلَيكَ، إِنَّ إِلَيهِ مُنْقَلَبَكَ وَمَثْوَيكَ، سارِعْ إِلَى مَرْضاتِهِ ثُمَّ اقْرَأْ مَا نُزِّلَ مِنْ مَلَكوْتِ بَيانِهِ، إِيَّاكَ أَنْ تَمْنَعَكَ أَوْهامُ الَّذِينَ نَقَضُوا عَهْدَهُ وَمِيْثاقَهُ، انْظُرْ بِبَصَرِكَ ثُمَّ اسْمَعْ بِأُذُنِكَ، لَعَمْرُ اللهِ لا تُغْنِيْكَ عَيْنُ غَيْرِكَ وَلا تُنَجِّيْكَ أُذُنُ دُوْنِكَ وَلا تَهْدِيْكَ أَوْهامُكَ وَلا تَرْفَعُكَ ظُنُوْنُكَ وَلا تَنْفَعُكَ ثَرْوَتُكَ، إِنِّيْ لِوَجْهِ اللهِ أَعِظُكَ وَأَنْتَ لِوَجْهِ اللهِ اسْمَعْ ما يُغْنِيْكَ عَنْ دُوْنِ رَبِّكَ، يا هادِيْ اسْمَعْ نُصْحَ مَنْ يَنْصَحُكَ للهِ وَما أَرادَ إِلاَّ خَيْرَكَ فِيْ أُخْرَيكَ وَأَوْلَيكَ، زَيِّنْ رَأْسَكَ بِإِكْلِيْلِ التَّقْوَى وَهَيْكَلَكَ بِرِداءِ الْعَدْلِ وَقَلْبَكَ بِطِرازِ الإِنْصافِ، ارْجِعْ إِلى آثارِ اللهِ بِبَصَرٍ حَدِيْدٍ وَقَلْبٍ مُنِيْرٍ وَنَفْسٍ زَكيَّةٍ وَأَخْلاقٍ مَرْضِيَّةٍ لِيَظْهَرَ لَكَ ما سُتِرَ عَنْك، فَاعْلَمْ بِالْيَقِيْنِ أَنَّ غَيَّكَ لا يُغْنِيْكَ وَغُرُّكَ لا يُقَرِّبُك، دَعْ وِزْرَكَ ثُمَّ اجْعَلْ كَلِمَةَ اللهِ حِرْزَكَ، لا تَسْتُرْ دِيْنَ اللهِ وَمَذْهَبَهُ وَلا تُنْكِرْ آياتِهِ وَلا تَكْفُرْ بِنِعْمَتِهِ، إِنَّهُ أَظْهَرَ سُلْطانَهُ وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ حِزْبَهُ وَرَفَعَ رايَةَ بَيانِهِ بَيْنَ عِبادِهِ وَعَلَمَ ظُهُوْرِهِ فِيْ بِلادِهِ وَأَنْزَلَ آياتِهِ وَأَظْهَرَ بَيِّناتِهِ وَأَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِثَنائِهِ، أَيْمُ اللهِ هَذا هُوَ النَّبَأُ الْعَظِيْمُ وَالأَمْرُ الْعَظِيْمُ، إِيَّاكَ يا غافِلُ أَنْ تَعْتَرِضَ عَلَيْهِ وَيا جاهِلُ أَنْ تَغْفَلَ عَنْهُ وَلا تَكُنْ مِنَ الَّذِيْنَ هُمُ اخْتَلَفُوا فِيْهِ، اجْعَلْ مَحْضَرَكَ بَيْنَ يَدَيِّ اللهِ ثُمَّ أَنْصِفْ فِيْ أَمْرِهِ، إِيَّاكَ أَنْ تُنْكِرَ مَنْ أَقَرَّ بِفَضْلِهِ كُتُبُ اللهِ وَصُحُفُهُ، وَلا تَعْتَرِضْ عَلى الَّذِيْ بِهِ ماجَ بَحْرُ الْعِلْمِ وَحِكْمَتِهِ، يا هادِيْ اسْمَعْ نِدائِيْ وَلا تَقْطَعْ سِدْرَةَ الْعَدْلِ وَالإِنْصافِ بِسَيْفِ الاعْتِسافِ وَلا تَسْتُرْ وَجْهَ التَّقْوَى بِحِجابِ الْبَغْيِ وَالطُّغَى، اجْعَلْ إِرادَتَكَ فانِيًا فِيْ إِرادَةِ رَبِّكَ وَمَشِيَّتَكَ فِيْ مَشِيَّتِهِ، دَعْ مِلَّةَ قَوْمٍ ما آمَنُوا بِهِ وَبِآياتِهِ وَجادَلُوا بِأَوامِرِهِ وَأَحْكامِهِ، فَكِّرْ فِي الدُّنْيا وَتَغْيِيْرِها وَتَبْدِيْلِها وَفَنائِها، أَيْنَ كَسْرَى وَقَصْرُهُ وَبَرْوِيْزُ وَوِزْرُهُ وَأَيْنَ مُلُوْكُ الأَرْضِ وَقُصُوْرُهُمْ وَكَنائِزُهُمْ وَأَيْنَ جُنُوْدُهُمْ وَخَزائِنُهُمْ، هَلْ نَفَعَهُمْ ما جَمَعُوا وَهَلْ رَفَعَهُمْ ما أَخَذُوا، لا فَوَالَّذِيْ فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَءَ النَّسَمَةَ، إِنَّ الْقَضاءَ الْمُثْبَتَ بَدَّلَ قُصُوْرَهُمْ بِالْقُبُوْرِ وَسُرُوْرَهُمْ بِالْغُمُوْمِ، أَيْنَ نَشاطُهُمْ وَبِساطُهُمْ وَأَيْنَ فَرَحُهُمْ وَانْبِساطُهُمْ، قَدْ تَشَتَّتَ شَمْلُهُمْ وَتَفَرَّقَ جَمْعُهُمْ، أَصْبَحُوا بُيُوْتُهُمْ خالِيَةٌ وَسُقُوْفُهُمْ خاوِيةٌ وَأَشْجارُهُمْ مَنْقَعِرَةٌ وَقَشِيْبُهُمْ بالِيَةٌ، لَعَمْرُ اللهِ يَنُوْحُ قَلْبِيْ وَيَحُنُّ قَلَمِيْ، نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالَى أَنْ يُؤَيِّدَ عِبادَهُ عَلَى ما يُحِبُّ وَيَرْضَى، يا أَوْلِياءَ اللهِ فِيْ بِلادِهِ وَأَحِبَّائَهُ فِيْ دِيارِهِ نُوْصِيْكمْ بِالأَمانَةِ وَالدِّيانَةِ، طُوْبَى لِمَدِيْنَةٍ فازَتْ بِأَنْوارِهِما، بِهِما يَرْتَفِعُ مَقامُ الإِنْسانِ وَيُفْتَحُ بابُ الاطْمِئْنانِ عَلَى مَنْ فِي الإِمْكانِ، طُوْبَى لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِما وَعَرَفَ شَأْنَهُما وَوَيْلٌ لِمَنْ أَنْكَرَ مَقامَهُما وَمُنِعَ عَنْ طِرازِهِما، يا حزب الله امانت بمثابهٴ آفتابست، ثروت و اطمينان بآن معلّق و منوط، خيمهٴ عدل را عمود است و مدينهٴ انصاف را در، امروز نصرت دين الله بجنود اعمال و اخلاق است، جهد نمائيد شايد فائز شويد بآنچه ذكرش در كتاب الهى از قلم قدمى ثبت شود، يا جلال از حق ميطلبيم ترا تاييد فرمايد و بانوار آفتاب بيان رحمن بديار رجوع نمائى تا كل منوّر شوند و از نفحات وحى رحمانى خرّم و تازه گردند، اهل ش را از قبل مظلوم تكبير برسان، بگو ايدوستان باتّحاد و اتّفاق تمسّك نمائيد، از حق ميطلبيم ظاهر فرمايد از شما آنچه را كه سبب راحت و رحمت و اطمينان و آسايش اهل عالم است، طوبى از براى نفوسيكه در تاليف قلوب ساعى و جاهدند، يا جلال بگو امروز خورشيد عطا از افق اعلى اشراق نموده، و درياى جود امام وجوه عباد ظاهر گشته، مقبلين و مقبلات بطراز بخشش حق جلّ جلاله مزيّنند، إنَّهُ غَفَرَكَ ثُمَّ الَّذِيْنَ أَرادُوا غُفْرانَهُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، بگو قدر ايّام را بدانيد و بتدارك ما فات قيام نمائيد، سفر عظيم در پيش فراموش منمائيد، آنچه از براى سفر لازمست بآن تمسّك جوئيد، حق جلّ جلاله امر ميفرمايد بآنچه كه سبب نجات و آسايش اهل عالم است، اين مظلوم در تمام ايّام در دست اعدا اسير بوده و هست و در آنى بحفظ نفس خود نپرداخته، اهل عدل و انصاف بآنچه ذكر شده گواهى ميدهند، بمثابهٴ باران بهارى از سماء رحمت رحمانى الواح بآن جهات باريده و مقصودى جز هدايت خلق نبوده و نيست، اهل ن و يا را از قبل مسجون ذكر نما و بعنايت حق بشارت ده، طُوْبَى لاسْمِنا الْوَحِيْدِ الَّذِيْ فازَ بِلِقائِيْ وَحَضَرَ أَمامَ وَجْهِيْ وَطارَ فِيْ هَوائِيْ وَشَرِبَ رَحِيْقَ بَيانِيْ وَأَنْفَقَ رُوْحَهُ فِيْ سَبِيْلِيْ وَلِلَّذِيْنَ نَصَرُوْهُ إِلَى أَنِ اسْتُشْهِدُوا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، نفوسيكه در سبيل الهى حمل بلايا نموده‌اند كل لدى العرش مذكور و بعنايات مخصوصه فائز، لا زال اين مظلوم عباد و اماء آن ارض را ذكر نموده، اجر احدى عند الله ضايع نشده و نميشود، اعمال را مشاهده ميفرمايد و اقوال را ميشنود، اوست سميع و اوست بصير، يا حزب الله امروز روز خدمت و نصرت است، خود را محروم منمائيد، در اين دار فانى در كسب مقامات باقيه مشغول باشيد، عمر اسرع از برق در مرور، هر عماريرا خراب از پى و هر حياتى را موت از عقب، صاحب دانش آنكه غفلت ننمايد و بآنچه سبب سموّ و علوّ و رفعتست تمسّك جويد، يا جَلالُ إِنَّا ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ وَفِيْ هَذا الْحِيْنِ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْفَضَّالُ الْكَرِيْمُ، آنچه در بارهٴ حقوق ذكر نمودى اين امر معلّق است برضا و اقبال نفوس، تذكّر در اين مقام محبوب و لكن طلب ممنوع، خير آن بخود نفوس راجع، هر نفسى بروح و ريحان و شوق و اشتياق حقوق الهيرا ادا نمايد اخذش جائز، وإلاَّ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ، انْظُرْ ثُمَّ اذْكُرْ ما أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ فِي الْفُرْقانِ: يا أَيُّها النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيْدُ، اينفقره بجناب امين عليه بهائى راجع و تو را هم اذن ميدهيم، اگر نفسى بكمال ميل و محبّت ارادهٴ اداء حقوق نمايد اخذ نمائيد، إِنَّهُ يَأْمُرُ الْكُلَّ بِما يَنْفَعُهُمْ فِيْ كُلِّ عالَمٍ مِنْ عَوالِمِ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، كَذَلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ إِذْ كانَ بَيْنَ أَيْدِي الْغافِلِيْنَ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَماءِ عِنايَتِيْ عَلَى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا بِقُلُوْبِهِمْ إِلَى أُفُقِيْ وَسَمِعُوا نِدائِي الأَحْلَى إِذِ ارْتَفَعَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ، أُوْلَئِكَ رِجالٌ ما مَنَعَتْهُمْ صُفُوْفُ الأَعْداءِ وَما خَوَّفَتْهُمْ سَطْوَةُ الَّذِيْنَ غَفَلُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ مِنْ لَدُنْ فاطِرِ السَّماءِ، قامُوا وَقالُوا أَمامَ وُجُوْهِ الْعُلَماءِ وَالأُمَراءِ قَدْ أَتَى الْوَعْدُ وَالْمَوْعُوْدُ يُنادِيْ مِنْ أُفُقِهِ الأَعْلَى مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّماءِ،طُوْبَى لِلسَّامِعِيْنَ وَطُوْبَى لِلْفائِزِيْنَ وَوَيْلٌ لِلْغافِلِيْنَ وَالْمُنْكِرِيْنَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[94]

بسمه المهيمن على ملكوت البيان

امروز عالم ظاهر و باطن و عوالم جبروت و ملكوت و بيان و عرفان از تجلّيات انوار آفتاب حقيقت منوّر است و در جميع احيان اشيا عباد را ندا مينمايد و بافق اعلى ميخواند، طوبى از براى نفوسى كه بمدد الهى و همّت ربّانى بر خدمت قيام نمايند و خلق را بصراط حق كشانند، يا محمّد قبل شفيع لسان عظمت شهادت ميدهد بر توجّه و اقبال آنجناب، بشنو نداى مظلوم را، إِنَّهُ يُقَرِّبُكَ إِلَى بَحْرِ بَيانِ رَبِّكَ الْمُشْفِقِ الْكَرِيْمِ، از حق ميطلبيم در جميع احوال تو را مدد فرمايد تا بجنود حكمت و بيان گمراهان را بشريعهٴ باقيه رسانى و آوارگان را بوطن الهى راه نمائى، يا أَحْمَدُ قَبْلَ عَلِيٍّ عَلَيْكَ بَهائِيْ، الحمد لله و المنّة بمائدهٴ سمائى و نعمت باقيهٴ نامتناهى فائز گشتى، رغمًا للعلماء از كاس بقا نوشيدى، شبهات قوم منعت ننمود و سطوت عباد تو را از تقرّب بممالك ايجاد باز نداشت، بايد در ليالى و ايام بهمّت تمام بتبليغ عباد مشغول باشى، إِنَّ ناصِرَكَ مَعَكَ يَسْمَعُ وَيَرَى وَيَنْصُرُ وَهُوَ النَّاصِرُ الْقَوِيُّ الْقادِرُ الْعَلِيْمُ الْحَكيْمُ، اوليا را از قبل مظلوم تكبير برسان، إِنَّا نَذْكُرُ فِيْ هَذا الْحِيْنِ مَنْ سُمِّيَ بِآقا بابا وَنُبَشِّرُهُ بِعِنايَةِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُؤَيِّدَهُ عَلَى خِدْمَةِ أَمْرِهِ وَيُقَدِّرَ لَهُ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى إِنَّهُ هُوَ مَوْلَى الْوَرَى وَرَبُّ هَذا الْمَقامِ الْكَرِيْمِ، يا أَحْمَدُ قَبْلَ عَلِيٍّ إنَّا نَذْكُرُ أَبْنائَكَ وَنُوْصِيْهُمْ بِما يَرْتَفِعُ بِهِ مَقاماتُهُمْ بَيْنَ الْعِبادِ وَنُبَشِّرُهُمْ بِما قُدِّرَ لَهُمْ مِنْ لَدَى اللهِ الْغَفُوْرِ الرَّحِيْمِ، كَبِّرْ عَلَى وُجُوْهِهِمْ مِنْ قِبَلِيْ وَذَكِّرْهُمْ بِآياتِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، اولياى حق را در آن از قبل مظلوم تكبير برسان، لله الحمد هر يك فائز شدند بآنچه كه شبه و مثل نداشته، منتسبين طرًّا را بعنايت حق جلّ جلاله مسرور دار، كلّ لدى الوجه مذكور و مخصوص هر يك از سماء عنايت نازل شد آنچه باقى و پاينده هست، ثُمَّ اذْكرْ مِنْ قِبَلِيْ أُمَّكَ وَضِلْعَكَ وَأُمَّها نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالَى أَنْ يُقَرِّبَهُنَّ إِلَيْهِ وَيُوَفِّقَهُنَّ عَلَى ما يُحِبُّ وَيْرْضَى وَيْفْتَحَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ واحِدٍ مِنْهُنَّ بابَ الْفَضْلِ وَالْعَطاءِ إِنَّهُ هُوَ مَوْلَى الْوَرَى لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيْمُ الْحَكيْمُ، وَنَذْكُرُ فِيْ آخِرِ الْكِتابِ مَنْ سُمِّيَ بِكَرْبَلائِي حُسَيْن لِيَأْخُذَهُ الْوَلَهُ وَيَكُوْنَ مِنَ الْفائِزِيْنَ، يا حسين انشاء الله بعنايت حقّ فائز باشى و بذكرش ناطق و بخدمت اوليائش قائم، قَدْ ذَكَرَكَ مَنْ أَحَبَّنِيْ ذَكَرْناكَ بِهَذا الْكِتابِ الْمُبِيْنِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى كُلِّ ثابِتٍ مُسْتَقِيْمٍ.

 

[95]

هو المجيب في ملكوت السّمع

قَدْ بَدَّلْنا النَّارَ بِالْحِبْرِ وَأَظْهَرْنا بِهِ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِي الْعِلْمِ وَمَسْطُوْرًا مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ، طُوْبَى لِعَبْدٍ تَحَرَّكَ بِاسْمِهِ قَلَمِيْ وَلِسانِيْ، وَطُوْبَى لِنَفْسٍ فازَتْ بِأَيَّامِيْ وَسَمِعَتْ نِدائِي الأَحْلَى مِنْ أَعْلَى المَقامِ، يا شَفِيعُ إِنَّ الأَحْزانَ مَنَعَتْنِيْ عَنِ الأَذْكارِ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ، نفوسيكه امام وجه حاضر و باصغا فائز وَأَخَذَتْهُمْ نَفَحاتُ الْوَحْيِ بِحَيْثُ أَخَذَتْ زِمامَ الاخْتِيارِ مِنْ أَكُفِّهِمْ وَشَهِدُوا بِلِسانِ ظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ بعد باسمى از اسماء از صراط مستقيم الهى لغزيدند، هزار و دويست سنه باسم و صىّ و ولىّ و نقيب و نجيب و ركن رابع مشغول و ثمرهٴ آن در يوم جزا مشاهده شد، مع ذلك دولت آبادى تازه بترتيب حزبى مثل حزب شيعه مشغول، يا شفيع مقاميكه بكلمه‌اش مخلصين و مقرّبين و اصفيا و اوليا خلق شده و ميشوند باسم مرآت از آن گذشته ‌اند، قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ أَعْرَضُوا عَنِ الْحَقِّ وَاتَّبَعُوا كُلَّ غافِلٍ مُرِيْبٍ، اهل بها نفوسى هستند كه در اوّل قدم از ناسوت اسماء گذشته و قصد ملكوت ايقان نموده ‌اند، جميع عالم قادر بر تبديل آن نفوس مطمئنّه نبوده و نيستند، ميفرمايد: اگر يك آيه از آيات او تلاوت كنى اعزتر خواهد بود عند الله از آنكه كلّ بيان را ثبت كنى، زيرا كه آنروز آن يك آيه ترا نجات ميدهد و لى كلّ بيان نميدهد. يا شفيع قسم بآفتاب حقيقت كه در اين حين از افق سماء ملكوت اشراق نموده نفسيرا كه من غير حق ربّ اخذ نموده‌اند از ادراك يك آيه عاجز است، إنَّا قَبِلْناهُ لِخِدْمَةِ أَوْلِيائِيْ وَلَكنَّ الشَّيْطانَ أَغْواهُ إِلَى أَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْحَقِّ وَارْتَكَبَ ما ناحَ بِهِ الْمُقَرَّبُوْنَ، اهل بها را بايد تربيت نمود تا آنكه باستقامت كبرى فائز شوند لِئَلاَّ تُحَرِّكَهُمْ عَواصِفُ الشُّبُهاتِ وَلا قَواصِفُ الإِشاراتِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْمُبَيِّنُ الْعَلِيْمُ الْحَكيْمُ، يا شفيع از قبل مظلوم كل را تكبير برسان، شايد از نفحات بيان مقصود عالميان بمقامى فائز شوند كه دست شبهه و ريب از آن قاصر و كوتاه ماند، يا احمد قبل عليّ عليك بهاء الله الابديّ، مكرّر از كاس عطا نوشيدى و باصغاء ندا فائز گشتى، هَنِيْئًا لَكَ، نامه ات را اسمى مهدي عليه بهائي بساحت أقدس ارسال داشت و اين آيات باهرات محكمات از سماء مشيّت نازل و ارسال شد لِتَجِدَ مِنْها عَرْفَ اللهِ الْمُهَيمِنِ الْقَيُّوْمِ، اسم مهدى نامهاى خود را بساحت اقدس إرسال ميدارد، اگر جواب نازل اوليا را بشارت و اخبار ميدهد وَإِلاَّ يَصْبُرُ إِلَى أَنْ يَأْتِي اللهُ بِبَيانِهِ الْمُحْكَمِ الْمُبِيْنِ، لا زال در ساحت اقدس مذكور بوده و هستى، اهل آن ارض را از قبل مظلوم ذكر نما و بآيات منزله متذكر دار لِئَلاَّ تَمْنَعَهُمُ الأَسْماءُ عَنْ مالِكِها وَخالِقِها، إِنَّا نَذْكُرُ فِيْ هَذا الْحِيْنِ أَباكَ الَّذِيْ فازَ بِأَيَّامِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، يا فَضْلَ اللهِ عَلَيْكَ ٦٦٩ وَفَضْلُهُ وَرَحْمَتُهُ الَّتِيْ سَبَقَتْ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، افْرَحْ بِذِكرِيْ إِيَّاكَ، لَعَمْرِيْ لا تُعادِلُهُ خَزائِنُ الأَرْضِ وَلا نِعَمُها وَأَثْمارُها، يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ نَطَقَ وَينْطِقُ فِيْ كُلِّ شَأْنٍ إِنَّنِيْ أَنا اللهُ الْفَرْدُ الْخَبِيْرُ اماء الله را از قبل ذكر نموديم و در اين حين ذكر مينمائيم و بعنايت حق جلّ جلاله بشارت ميدهيم، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَهُنَّ وَيَرْزُقَهُنَّ لِقاءَ الْوَجْهِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، الْبَهاءُ مِنْ لَدُنَّا عَلَيْكُمْ يا أَوْلِياءَ اللهِ وَأَصْفِيائَهُ وَعِبادَهُ وَإِمائَهُ وَعَلَى الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمُ الشُّبُهاتُ عَنْ نَبَأهِ الْعَظِيْمِ وَصِراطِهِ الْمُسْتَقِيْمِ.

[96]

هو الله تعالى شأنه الحكمة والبيان

يا أَمَتي عَلَيْكِ بَهَائِي، امروز آفتاب حقيقت از افق سماء عظمت مشرق و مولى الورى قصد ارض اخرى نموده، و چون خباء مجد مرتفع و گلهاى بستان متبسّم عباد و اماء خود را در آن مقرّ روحانى و مقام عزّ صمدانى ذكر نمود، رحمتش را اسباب عالم منع ننموده ونيّر عنايتش را سحاب و غمام حجاب نه، ظاهر شد و ظاهر فرمود آنچه را اراده نمود، قدرت عالم نزد قدرتش معدوم و ارادات امم نزد اراده اش مفقود، اوست يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَيحْكُمُ ما يُرِيْدُ، طوبى از براى نفسيكه از بحر عرفان محروم نماند و از نيّر عنايت ممنوع نگشت، أَلْبَهاءُ مِنْ لَدُنَّا عَلَى إِمائِي اللاَّئِيْ سَمِعْنَ النِّداءَ وَأَقْبَلْنَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى، وَوَيْلٌ لِلْغافِلاتِ اللاَّئِيْ أَعْرَضْنَ عَنِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْكَرِيْمِ.

[97]

بنام دوست يكتا

امروز تجلّيات انوار آفتاب حقيقت از افق سماء ظهور ظاهر و مشرق، و نيّر بيان من غير ستر و حجاب ناطق، طوبى از براى نفوسيكه فائز گشتند و محروم نشدند، يا امتي و يا ورقتي ندايت را شنيديم و از سجن اعظم ترا ذكر نموديم، از حقّ ميطلبيم ترا تاييد فرمايد باستقامت و موفّق دارد بآنچه سزاوار يوم اوست، بگير باسم دوست يكتا عروهٴ وثقى را بِيَدِكَ الْيُمْنَى، وَمِنَ الأُخْرَى كَأْسَ الْحَمْراءَ، ثُمَّ اشْرَبِيْ مِنْها بِاسْمِ رَبِّكِ الأَبْهَى الَّذِيْ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الأَسْماءِ وَكُلُّ مُشْرِكٍ بَعِيْدٍ، امروز كوثر حقيقى وشراب معنوى معرفة الله بوده و هست، هر نفسى بآن فائز شد بكلّ خير فائز است، بگو: الها معبودا مقصودا، فقيرى از فقرا قصد بحر عطا نموده، و جاهلى از جهلا بتجلّيات آفتاب علمت توجّه كرده، سؤال ميكنم تو را بدمائيكه در راه تو در ايران ريخته شد و بنفوسيكه سطوت ظالمين و ظلم مشركين ايشان را از توجّه بتو منع ننمود و از تقرّب باز نداشت اينكه كنيز خود را از نعاق ناعقين و شبهات مريبين حفظ فرمائى و در ظلّ قباب اسم كريمت ماوى دهى، توئى قادر بر كل و مهيمن بر كل، أشْهَدُ وَتَشْهَدُ الأَشْياءُ كُلُّها بِأَنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ.

[98]

بنام دوست دانا

قلم اعلى در اكثر الواح عباد و اماء را باستقامت كبرى امر فرموده، مع ذلك مشاهده شد نفسى بوهمى از سلطان يقين محروم ماند، و بلفظى از بحر معانى ممنوع گشت، اى كاش بذرّه از آفتاب حقيقت دور ميشد و يا بقطره از بحر اعظم بى نصيب ميماند، بلكه بخفّاش مشغول و از خورشيد معانى بى بهره مشاهده شد، يا لَيْتَ الْقَوْمَ يَعْلَمُوْنَ اى كاش يك نفر اهل بصر بعين الله در آيات احديّه كه از سماء مشيّت ربانيه نازل تفكّر مينمود، قسم باسم اعظم، مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ بِعَيْنِهِ عَرَفَ لَيْسَ لَهُ مِثْلٌ فِي الإِبْداعِ وَلا شِبْهٌ بَيْنَ الْعِبادِ، اى امة الله انشاء الله برحيق استقامت فائز شوى و بر امر مستقيم مانى، انشاء الله تو و ساير اماء در ظلّ سدره محفوظ مانند.

[99]

بسمي الغفور الكريم

يا اسمعيل ندايت باصغاى مالك اسما فائز و جواب از سماء مشيت الهى نازل، انشاءالله در جميع احوال بذكر دوست مشغول باشى و بخدمت احبّايش قائم، امروز روز نصرتست و نصرت باخلاق و اعمال بوده، چندى قبل اين كلمهٴ عليا از قلم اعلى نازل: يا أَهْلَ الْبَهاءِ أَن انْصُرُوا رَبَّكُمُ الرَّحْمنَ بِالأَعْمالِ وَالأَخْلاقِ مَنْ فازَ بِذَلِكَ إِنَّهُ فازَ بِحَقِّ النَّصْرِ فِيْ هَذا الأَمْرِ الْعَظِيْمِ، طوبى از براى نفوسيكه عمل نمودند بآنچه از سماء اراده نازل شد، وَنَذْكُرُ الابْنَ وَالْبِنْتَ وَنُبَشِّرُهُما بِالْبِشارَةِ الْكُبْرَى وَهِيَ ذِكْرُ مالِكَ الْوَرَى فِيْ هَذا الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ، وَنَذْكُرُ إِبْراهِيْمَ الَّذِيْ سَمِعَ نِداءَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ، أَنِ افْرَحْ بِذِكْرِيْ إِنَّهُ لا يُعادِلُهُ شَيْءٌ عَمَّا خُلِقَ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ، طُوْبَى لِسامِعٍ سَمِعَ وَلِبَصِيْرٍ رَأَى آياتِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ، خُذْ كِتابِيْ بِإِذْنِيْ كَذَلِكَ يَأْمُرُكَ مَنْ عِنْدَهُ لَوْحٌ مُبِيْنٌ، وَنَذْكُرُ أَحْمَدَ لِيَفْرَحَ وَيَكُوْنَ مِنَ الشَّاكرِيْنَ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِ وَعَلَى ضِلْعِكَ وَعلى الَّذِيْنَ فازُوا بِذِكْرِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[100]

بسمي السّامع المجيب

اى محمّد قلى الحمد لله بعنايت الهى فائز شدى و بآفتاب حقيقت كه از افق سماء عنايت مشرق است عارف گشتى، علماى ارض كه خود را اعلَم و افضل و اعلاى خلق ميشمردند از اين فيض اكبر و موهبت عظمى محروم مشاهده شدند، و تو از عنايتش بآن رسيدى و بمقامى فائزى كه قلم اعلى در سجن اعظم بتو مشغول شده و ترا ذكر نموده، بِدَوامِ أَيَّامِكَ وَعُمْرِكَ وَزَمانِكَ قُلِ الْحَمْدُ لَكَ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ.

[101]

بنام داناى يكتا

يا ابراهيم آفتاب ظهور از افق سماء علم الهى ظاهر و مشهود، و قلم اعلى بذكر اولياى حق در مقام محمود مشغول، امروز روز محبّت و اتّحاد است و روز ائتلاف و وفاق، بايد جميع بيك كلمه ناطق باشيد و در يك هوا طاير و در ظلّ يك سدره ساكن، جهد نمائيد تا باين فضل اعظم فائز شويد، تا در حين صعود بوجه منير طلعة مقصود را ملاقات نمائيد، اين است و صيت قلم اعلى دوستان خود را.

 

[102]

بنام دوست يكتا

اى مهر على امروز روزى است كه جميع انبيا و مرسلين ذكر آنرا نموده اند و از حق جلّ جلاله لقايش را سائل و آمل، مبارك نفسيكه او را ادراك نمود وبِما يَنْبَغِيْ لَهُ قيام كرد، ذكر شما از قبل و بعد در سجن اعظم بوده و طَرْف عنايت بشما متوجّه، انشاء الله اين مقام اعلى را باسم مالك و رى حفظ نمائيد چه كه سارق و خائن در كمين بوده و خواهند بود، أَلْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى مَنْ فازَ بِهَذا الأَمْرِ الْعَظِيْمِ.

 

[103]

هذا ما نطق به لسان البيان في ملكوت العرفان

انشاء الله بعنايت الهى و فيوضات فيّاض حقيقى فائز باشيد، يا اسمى غفلت ناس بمقامى رسيده كه بقطره تمسّك نموده اند و از فرات عنايت رحمانى گذشته اند، بسطرى از امّ الكتاب ممنوعند و بذرّه از اشراقات انوار آفتاب حقيقت محروم، آيا درايت ناس چه شده و انصاف بكجا رفته، اگر جميع را انكار نمايند پر مؤثّر نه و لكن اگر بغدير متمسّك شوند و بر بحر اعظم اعتراض نمايند اين مقام جاى نوحه و ندبه و حنين است، انشاء الله آنجناب در جميع احوال بنصرت امر مؤيد باشند و باصلاح ناس موفّق، تا كل باخلاق روحانيّه و اعمال مرضيّه مزيّن گردند، عرف اعمال و افعال پسنديده جنديست قوى، يا اسمى مذهب الله نظر بغلبهٴ ظلم ضعيف مشاهده ميشود و حال تحت مخالب اعدا، از حق بطلبيد تا نجات عطا فرمايد و دينش را حفظ نمايد و انوار آفتاب عدل بر ظلمت ظلم غلبه كند و آفاق را منوّر دارد، دوستان هر ارضى را بانوار ذكر اسم اعظم منور دار و از قبل مظلوم تكبير برسان، بگو جهد نمائيد تا جواهر ثمينهٴ غاليه در خزينهٴ حكيم امين وديعه گذاريد، امروز اين امر ممكن و از بعد محال، أَلأَمْرُ للهِ مالِك الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ، نار سدره باين اشتعال و نور وجه باين شان ظاهر و ساطع مع ذلك كل مخمود إِلاَّ مَنْ شاءَ رَبُّكَ، و لكن ظلمت و نور نزد نابينا يكسان است، أَيْنَ الأَبْصارُ الْحَدِيْدَةُ وَأَيْنَ الآذانُ الْواعِيَةُ، از حضرت رحمن ميطلبم بِما وَعَدَ فِي الْفُرْقانِ وفا نمايد و ارض را محلّ ظهور آيهٴ مباركهٴ لا تَرَى فِيْها عِوَجًا وَلا أَمْتًا فرمايد، أَلْبَهاءُ مِنْ لَدُنَّا عَلَيْكَ وَعَلَى الَّذِيْنَ نَبَذُوا ظُلْمَةَ الأَوْهامِ مُتَشَبِّثِيْنَ بِأَنْوارِ الْيَقِيْنِ، الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

[104]

بسمي الشّاهد السّميع

الحمد لله در جميع احوال بعنايات مخصوصهٴ غنىّ متعال فائز بوده و انشاء الله خواهيد بود، در سبيل حق وارد شد بر شما آنچه كه در صحيفهٴ حمرا از قلم اعلى مذكور، درمحبّتش حمل باسا و ضرّا نموديد و شماتت مشركين و لوم لائمين را استماع كرديد، انشاء الله اين مقام اعظم اعلى باسم حق جلّ جلاله محفوظ ماند، امروز روزيست كه ذرّات ممكنات از جميع جهات بِلَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ ناطق، و لكن همج رعاع ارض غافل و محجوب، يا أَيُّها الطَّائِرُ فِيْ هَوائِيْ وَالنَّاظِرُ إِلَى وَجْهِيْ از براى تبليغ امر الهى خلق شدهٴ، بقلب فارغ و نور ساطع و توكّل خالص و استقامت كبرى بمدن و قرى توجّه نما و بحكمت و بيان امراض نفوس غافله را شفا عطا كن، بگو اى عباد وقت را از دست مدهيد چه كه بسيار عزيز است، قسم بلئالى بحر علم الهى كه شبه و نظير از برايش ديده نميشود، بوجوه منيره و قلوب پاكيزه بر خدمت امر قيام نمائيد، كه شايد مرده ‌گان وادى حيرت و ضلالت از رحيق هدايت زنده شوند وبِما يَنْبَغِيْ لأَيَّامِ اللهِ قيام نمايند، امروز روز خدمت و طاعت و پرهيزكارى و بردبارى است، جهد نمائيد تا از بحر آگاهى بياشاميد و بآنچه سبب و علّت آسايش عالم و نجات امم است فائز گرديد، يا مُحَمَّدُ عَلَيْكَ بَهائِيْ وَعِنايتِيْ وَرَحْمَتِيْ الَّتِيْ سَبَقَتِ الْعالَمِيْنَ، إِنَّا ذَكَرْناكَ فِيْ سِنِيْنَ مَعْدُوْداتٍ لِتَشْكُرَ رَبَّكَ وَتَكوْنَ مِنَ الْقائِمِيْنَ عَلَى خِدْمَةِ رَبِّكَ الَّذِيْ بِهِ اضْطَرَبَتْ أَفْئِدَةُ الْعُلَماءِ وَاشْتَعَلَتْ بِنارِ الضَّغِيْنَةِ وَالْبَغْضاءِ، إِنَّ رَبَّكَ يَقُصُّ لَكَ ما ظَهَرَ فِيْ أَيَّامِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الذَّاكِرُ الْعَلِيْمِ، ضَعِ الْعالَمَ وَخُذْ ما أُمِرْتَ بِهِ مِنْ لَدُنْ مالِكَ الْقِدَمِ، سَوْفَ تَرَى ما قُدِّرَ لَكَ مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى فِيْ لَوْحٍ عَظِيْمٍ، وَأَنْزَلْنا لِكُلِّ اسْمٍ كانَ فِيْ كِتابِكَ ما قَرَّتْ بِهِ عُيُوْنُ الْمَلإِ الأَعْلَى وَانْجَذَبَتْ بِهِ أَفْئِدَةُ الْمُقْبِلِيْنَ، كُلَّما سَمِعْنا نِدائَكَ أَجَبْناكَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْفَضَّالُ الْكَرِيْمُ، قَدْ كُنْتُ مَعَكَ حِيْنَ الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ إِنَّهُ لَهُوَ الرَّقِيْبُ الْقَرِيْبُ، لَكَ أَنْ تَسْقِي الْعالَمَ رَحِيْقَ بَيانِ مالِكِ الْقِدَمِ كَذَلِكَ أَمَرْناكَ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَفِيْ هَذا الْحِيْنِ، إِنَّا نَذْكُرُ أُمَّكَ الَّتِيْ آمَنَتْ بِرَبِّها وَفازَتْ بِعِنايَتِيْ وَفَضْلِي الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ، بَشِّرْها مِنْ قِبَلِيْ وَكَبِّرْ عَلَى وَجْهِها مِنْ لَدُنْ رَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ فِي السَّمواتِ والأَرَضِيْنَ، سَوْفَ يَرْفَعُ اللهُ ذِكْرَها وَيُظْهِرُ عَلَى الْعِبادِ وَالإِماءِ ما قَدَّرَ لَها إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، يا تَقِيُّ قَدْ وَرَدَ عَلَيْكُمْ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ ما ناحَ بِهِ الأَشْياءُ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ يَنْطِقُ فِيْ هَذا اللَّيْلِ فِيْ هَذا الْمَقامِ الرَّفِيْعِ، طُوْبَى لَكُمْ وَلِمَنْ أَحَبَّكُمْ لِوَجْهِ اللهِ وَلِمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيْكُمْ وَيَسْمَعُ قَوْلَكُمْ فِيْ هَذا النَّبَإِ الَّذِيْ بِهِ ارْتَفَعَ هَذا البِناءُ الْعَظِيْمُ، وَنَذْكُرُ أُخْتَكَ الأُوْلَى وَأُخْتَكَ الأُخْرَى واللاَّئِيْ ذَكَرْتَ أَسْمائَهُنَّ فِيْ كِتابِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُشْفِقُ الرَّحِيْمُ، أَنِ اذْكُرْهُنَّ مِنْ قِبَلِيْ وَبَشِّرْهُنَّ بِما نُزِّلَ لَهُنَّ مِنْ سَماءِ مَشِيَّتِيْ ما عَجَزَ عَنْ عِرْفانِهِ عُلَماءُ الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِيْنَ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ مَلَكوْتِيْ وَجَبَرُوْتِيْ عَلَيْكَ وعَلَى الَّذِيْنَ ذَكَرْناهُمْ فِيْ لَوْحٍ آخَرَ وَعَلَى اللاَّئِيْ أَقْبَلْنَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَآمَنَّ بِاللهِ الْفَرْدِ الْواحِدِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ.

 

[105]

بنام محبوب يكتا

يا رحيم حمد كن محبوب عالم را كه مكتوبت بفردوس اعظم فائز شد، و آنچه عرض نمودى براستى مزيّن بود، جميع عالم از براى اين يوم خلق شده اند، و در كتب الهى كل موعودند باين روز مبارك، يَوْمَ يَأْتِيْ رَبُّكَ بمنزلهٴ غرّهٴ عين قرآن بوده، وجاءَ رَبُّك وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا قلب آن، مع ذلك كل از او محجوب و از او غافل إِلاَّ مَنْ شاءَ رَبُّكَ، كليم آمد أَنْكَرَهُ الْمُشْرِكوْنَ، روح ظاهر بقسمى اعراض نمودند كه حقتعالى او را بآسمان مرتفع نمود، حبيب آمد كَذَّبَهُ عُلَماءُ الْعَصْرِ لَعَمْرِيْ قَدْ وَرَدَ عَلَيْهِ ما لا يُذْكَرُ بِالْبَيانِ، مختصر در ما يَأْتِيْهِمْ مِنْ رَسُوْلٍ تفكّر نمائيد، بعد از تفكّر در آنچه از قلم اعلى جارى شد دو مقام و دو امر ظاهر و باهر ميشود، يكى مقام فضل اعظم الهى كه در بارهٴ شما شده كه مع غفلت و جهل اكثرى از عباد ترا باين فيض اعظم فائز فرمود، و ديگر انكه غافلين يعنى نفوسيكه از بحر اعظم غافلند و برؤساى ظنون و اوهام متشبّث، ادراك مينمائيد كه در جميع اعصار اين گونه اعتراضات بر مظاهر امر وارد شده طُوْبَى لَكَ بِما أَقْبَلْتَ إِلَى نَفْسِيْ وَشَرِبْتَ رَحِيْقَ حُبِّيْ وَنَطَقْتَ بِذِكْرِيْ وَثَنائِيْ وأَرَدْتَ لِقائِي الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، از بُعد محزون مباش، الأَمْرُ بِيَدِ الله بوده و خواهد بود، اگر بخواهد اجر لقا عطا ميفرمايد، إِنَّهُ لَهُوَ الْحاكمُ عَلَى ما يُرِيْدُ، امروز بايد جميع در تبليغ امر جهد نمايند، طُوْبَى لِعَنْدَلِيْبِي الَّذِيْ يُبَشِّرُ النَّاسَ بِظُهُوْرِيْ وَأَيَّامِيْ وَالتَّوَجُّهِ إِلَى أُفُقِي الْمُنِيْرِ.

 

[106]

بسمي المشرق من أفق البيان

كِتابٌ يَشْهَدُ فِيْهِ لِسانُ اللهِ مالِكِ الْوَرَى وَقَلَمُهُ الأَعْلَى لِمَنْ سَمِعَ حَفِيْفَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فِيْ أَيَّامٍ بَشَّرَ فِيْها كُلُّ نَبِيٍّ وَكُلُّ كِتابٍ وَكُلُّ رَسولٍ أَمِيْنٍ، يا أَبا الْمَعالِي يَذْكُرُكَ مَنْ سُمِّيَ فِي التَّوْرَيةِ بِإِلهِ الأَبَدِيِّ وَفِي الإِنْجِيْلِ بِرُوْحِ الْحَقِّ وَفِي الْفُرْقانِ بِالنَّبَإِ الْعَظِيْمِ، هَلْ تُعادِلُ بِذِكْرِيْ إِيَّاكَ كنُوْزُ الأَرْضِ وَالسَّماءِ لا وَرَبِّ الْعالَمِيْنَ، قَدْ حَضَرَ الْعَبْدُ الْحاضِرُ بِكِتابِكَ الَّذِيْ شَهِدَ لِعَظَمَتِيْ ووَحْدانِيَّتِيْ وَفَرْدانِيَّتِيْ وَاقْتِدارِيْ وَرَحْمَتِيْ الَّتِيْ سَبَقَتْ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قَدْ قَرَئَهُ لَدَى الْمَظْلُوْمِ وَوَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ مَحَبَّةِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ، طُوْبَى لَكَ بِما وَجَدْنا كِتابَكَ مُطَهَّرًا عَنِ الظُّنُوْنِ وَالأَوْهامِ وَمُقَدَّسًا عَنْ شُبُهاتِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ إِذْ أَتَى بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ، أَنْتَ الَّذِيْ تَمَسَّكْتَ بِحَبْلِ عِنايَتِيْ وَتَشَبَّثْتَ بِذَيْلِ فَضْلِيْ وَنَطَقْتَ بِما نَطَقَ بِهِ الْمَلأُ الأَعْلَى وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الْعُلْيا، يَشْهَدُ بِذَلِكَ لِسانُ اللهِ فِيْ هَذا الْمَقامِ الْكَرِيْمِ، يا أَبا الْمَعالِي بلسان پارسى ذكر ميشود تا جميع بيان رحمن را بيابند و از بحر عرفانش بياشامند، بسيار عرايض بساحت اقدس آمد، و لكن از عريضهٴ آنجناب نفحهٴ بسيار خوشى متضوّع، چه كه حامل اين كلمهٴ بديعه بود قَوْلُكَ: ثُمَّ أَسْئَلُكَ يا إِلهيْ بِأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْبَلاءِ فِيْ سَبِيْلِكَ وَلا تَحْرِمَنِيْ مِنْ كُئُوْسِ الْبَلايا الَّتِيْ رَزَقْتَها عِبادَكَ وَإِمائَكَ، چه مقدار از مقبلين و عارفين كه از اندك بلائى مكدّر مشاهده گشتند، و آنجناب الحمد لله بمقامى فائز شدند كه در سبيل دوست طلب بلا نمودند، لعمرى اين كاس بزرگست و امرش عظيم و مقامش كريم، في الحقيقه كاسيرا طلب نمودى كه جمال قدم لا زال از او آشاميده و مياشامد، طُوْبَى لِلصَّابِرِيْنَ وَلَكِنَّ الْفَضْلَ كُلَّهُ لِلشَّاكرِيْنَ وَلِلطَّالِبِيْنَ، شكر كن مقصود عالميان را كه ترا مؤيّد فرمود باين مقام اعلى، فائز نمود بآنچه اكثر اهل عالم از آن غافل و محجوبند، طِرْ بِأَجْنِحَةِ الاشْتِياقِ فِيْ هَواءِ مَحَبَّةِ رَبِّكَ، إِنَّهُ كَتَبَ لَكَ مِنْ قَلَمِهِ الأَعْلَى أَجْرَ لِقائِهِ وَالْحُضُوْرِ تِلْقاءَ وَجْهِهِ وَالْقِيامِ لَدَى بابِهِ وَالطَّوافِ حَوْلَ عَرْشِهِ الْعَظِيْمِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى إِقْبالِكَ وَتَوَجُّهِكَ وَبَدْئِكَ وَرُجُوْعِكَ وَعَلَى كُلِّ مُقْبِلٍ مُسْتَقِيْمٍ، الْحَمْدُ لله الْعَزِيْزِ الْحَكيْمِ.

 

[107]

بسمي الشّاهد الخبير

يا أَيُّهَا الْمُقْبِلُ إِلَى أُفُقِيْ لَعَمْرِيْ گاهى ملاحظه شده كه قابل حمل بلايا در سبيل مالك اسما اولياى او بوده و هستند، اعناق متطاولهٴ خنريريّه قابل سلاسل در محبّت محبوب عالميان نبوده و نيست، اهل ولا كاس بلا را در سبيل حق جلّ جلاله از جميع اشيا مقدّم دارند، قسم بانوار وجه جميع بلايا كه وارد شده عنقريب كل بعطيّهٴ كبرى و نعمت عظمى و مائدهٴ لا شبه لها مبدّل شود، طوبى از براى نفوسيكه بذكر كلمهٴ مباركهٴ أَنْتُمْ مِنَّا فائز گشتند، آذان احبّا فائز شده بآنچه آذان عالم از قبل و قبل قبل از آن محروم، و هم چنين ابصار، تَعالَى الْمُخْتارُ الَّذِيْ بِظُهُوْرِهِ ظَهَرَ وَثَبَتَ ما كانَ مَسْطُوْرًا فِيْ كُتُبِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، شوكت معتدين و طغيان ظالِمين و نار مفسدين عنقريب افسرده و فانى و مخمود مشاهده شود، ايّام قليلهٴ فانيه اقلّ از ساعت مشاهده ميشود و اسرع از برق ميگذرد، از حق ميطلبيم كل را مؤّيد فرمايد بر آنچه كتاب بآن ناطق است، چه اگر عامل شوند بِما أَرادَهُ اللهُ أرض را غير أرض مشاهده نمايند، در هر حال ربح با حق و اولياى او بوده و هست رَغْمًا لِلَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ الْفَرْدِ الْواحِدِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، يا أَهْلَ أَبْهَرَ يَذْكُرُكُمُ الْمَظْلُوْمُ فِي الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ بِآياتٍ يَجِدُ مِنْها كُلُّ ذِيْ شَمٍّ عَرْفَ عِنايَتِيْ وَأَنا الْمُشْفِقُ الْكَرِيْمُ، قَدْ عَجَزَتِ الأَلْسُنُ وَالأَقْلامُ عَنْ إِحْصاءِ ما نُزِّلَ مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى وَأَنا الْمُحْصِي الْعَلِيْمُ، أَنِ افْرَحُوا بِهَذا الذِّكْرِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ لا تُعادِلُهُ أَذْكارُ الْعالَمِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مالِكُ الْقِدَمِ وَأَنا الشَّاهِدُ الْبَصِيْرُ، قَدْ سَمِعْتُمْ فِيْ سَبِيْلِيْ ما ناحَ بِهِ الْمَلأُ الأَعْلَى، أَنِ اسْتَمِعُوا فِيْ هَذا الْحِيْنِ ما يَذْكُرُكُمْ بِهِ اللهُ وَأَنا الذَّاكِرُ السَّمِيْعُ، إِنَّهُ رَأَى ما وَرَدَ عَلَيْكُمْ وَكانَ مَعَكُمْ فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، قَدْ وَرَدَ عَلَيْنا فِيْ أَرْضِ الطَّا ما لا وَرَدَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ وَنَحْنُ مِنَ الصَّابِرِيْنَ، طُوْبَى لِمَنْ كانَ بَيْنَكُمْ وَنَطَقَ بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْ أَوَّلِ الأَيَّامِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْعَلِيُّ الْعَظِيْمُ، إِنَّا زَيَّنَّاهُ بِطِرازِ الْعِرْفانِ وَنَوَّرْناهُ بِأَنْوارِ الْوَجْهِ وَسَقَيْناهُ كَوْثَرَ الْفَضْلِ وَهَدَيْناهُ إِلَى صِراطِي الْمُسْتَقِيْمِ، يا أَبْهَرُ أَنِ افْرَحِيْ بِما أَظْهَرَ اللهُ مِنْكِ عِبادًا قامُوا وَقالُوا اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِنَّا زَيَّنَّاكِ بِهِمْ وَسَوْفَ نُظْهِرُ فِيْك مَقاماتِهِمْ وَآثارِهِمْ إِنَّ رَبَّكِ لَهُوَ الْمُبَشِّرُ الْحَكيْمُ، طُوْبَى لِمَنْ أُخِذَ فِيْ سَبِيْلِيْ وَحُبِسَ لاسْمِيْ وَاسْتُشْهِدَ إِظْهارًا لأَمْرِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، نُوْصِيْكُمْ يا أَحِبَّاءَ اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَبِما يَرْتَفِعُ بِهِ هَذا الأَمْرُ الْمُبْرَمُ الْمُبِيْنُ، الْبَهاءُ الظَّاهِرُ مِنْ أُفُقِ عِنايَتِيْ عَلَى مَنْ طارَ فِيْ هَوائِيْ وَعَلَى مَنْ قامَ بَعْدَهُ عَلَى ذِكْرِيْ وَعَلَيْكُمْ وَعَلَى إِماءِ اللاَّئِيْ سَمِعْنَ وَأَقْبَلْنَ وَآمَنَّ بِاللهِ إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ كُلُّ عالِمٍ بَعِيْدٍ وكُلُّ عارِفٍ مُرِيْبٍ.

[108]

بنام بيناى دانا

حمد محبوبى را كه بكلمهٴ مباركهٴ لا تَرَى فِيْ خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ أهل عالم را جمع نمود و بكلمهٴ اخرى تفصيل اكبر ظاهر فرمود، باسم او راية إِنَّنِيْ أَنا اللهُ مرتفع، و بظهور او معنى كُلُّ شَيْءٍ هالِك إِلاَّ وَجْهَهُ ظاهر، اوست يكتا و توانا و دانا، لَمْ تُضْعِفْهُ قُوَّةُ الأَقْوِياءِ وَلَمْ تُعْجِزْهُ شَوْكَةُ الأُمراءِ، يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَيَحْكُمُ ما يُرِيْدُ، لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْعَزِيْزُ الْحَمِيْدُ، يا محمّد مكتوبيكه جناب اسم حا و س عليه بهائى بآنجناب نوشته بودند عبد حاضر تمام آنرا ذكر نمود، طُوْبَى لَهُ إِنَّهُ مِمَّنِ اتَّخَذَ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيْلاً، تحت لحاظ عنايت حق بوده و هستند، إِنَّا بَشَّرْناهُ بِذَلِكَ مِنْ قَبْلُ وَنُبَشِّرُهُ فِيْ هَذا اللَّوْحِ الْكَرِيْمِ، و هم چنين عريضهٴ ايشان بتوسّط غصن اكبر بساحت اقدس رسيد، إِنَّا قَرَأْناهُ سَمِعْنا نِدائَهُ وَذِكْرَ قَلْبِهِ فِيْ حُبِّ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ وَأَجَبْناهُ وَ نُجِيْبَنَّهُ بِما لا تُعادِلُهُ كُنُوْزُ الْعالَمِ كُلُّها إِنَّهُ لَهُوَ الْمُجِيْبُ الْكَرِيْمُ، الحمد لله بانوار عرش فائز شدند و لقاء الله را كه از اعظم اعمال است درك نمودند، امروز روزيست كه قلم ابداع از وصف آن عاجز است و جميع عالَم از براى امروز خلق شده، مع ذلك ادراك ننمود إلاّ قليلى، و هر نفسى بادراك آن فائز شد بِما نُزِّلَ فِيْ الْكُتُبِ فائز است، و توجّه و ذكر و اقبال و إرادهٴ احدى ضايع نخواهد شد، جميع در كتاب الهى مذكور و مسطور است، قَدْ قُدِّرَ لِكُلِّ أَحَدٍ ما تَتَحَيَّرُ عَنْ ذِكْرِهِ الْعُقُوْلُ، انشاء الله مؤيّد بوده و خواهد بود، و بعد عبد حاضر مكتوب ديگر كه جناب ابو تراب عليه بهائى بآنجناب نوشته بودند تلقاء وجه عرض نمود، لله الحمد نفحهٴ محبّت رحمانى از مكتوبشان متضوّع، نداى مكلّم طور را اصغا نمودند، و يوم الهى را كه اكثرى از علما و عرفا از او محجوبند ادراك كردند، و بانوار آفتاب ظهور كه از افق سماء لوح الهى مشرق است فائز گشتند، انشاء الله مؤيّد شوند بر امريكه ذكر آن بدوام ملك و ملكوت باقى و پاينده بماند، طُوْبَى لِمَنْ أَقْبَلَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَقامَ عَلَى خِدْمَةِ الأَمْرِ وَنَطَقَ بِما تَضَوَّعَ مِنْهُ عَرْفُ الْمَعانِيْ بَيْنَ مَلإِ الْبَيانِ، الْبَهاءُ عَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ فازَ بِالرَّحِيْقِ الْمَخْتُوْمِ فِيْ أَيَّامِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، و در كتاب اسم حا و س عليه بهائى ذكر بعضى از نفوس مقبله بوده، إِنَّا نَذْكُرُ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمْ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا وَرَحْمَةً مِنْ لَدُنَّا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْفَضَّالُ الْكَرِيْمُ، يا حَكيْمُ قَدْ حَضَرَ لَدَى الْمَظْلُوْمِ كِتابُ مَنْ أَحَبَّنِيْ وَفِيْهِ ذِكْرُكَ ذَكَرْناكَ لِتَشْكُرَ رَبَّكَ الْعَلِيْمَ الْخَبِيْرَ، انشاء الله بايد از رحيق بيان محبوب امكان بشانى مجذوب شويد كه شوكة عالَم در شما اثر ننمايد و قوّهٴ امم شما را ضعيف نكند، بحكمت و بيان بذكر حق مشغول باش، شايد از نفحات قميص رحمن مردگان بحيوة فائز شوند و پژمردگان تازه گردند، ربيع حقيقى امروز است، چه كه نسايم رحمة رحمانى از گلشن ظهور در مرور است، طوبى از براى نفسيكه از اين نسايم روحانيّه بر خواست و از كاس سرور آشاميد، انشاء الله لم يزل و لا يزال بعنايت حق فائز باشند و بذكرش ناطق، و اينكه در بارهٴ أخ شهيدين نوشته بودند، عريضهٴ ايشان رسيد و جواب از ساحت اقدس إرسال شد، لَوْ يَعْمَلُ ما أَمَرْناهُ بِهِ لَيَرَى ما لا رَأَى منْ قَبْلُ، طرف عنايت باو متوجّه است، انشاء الله مؤيّد شوند، و همچنين ذكر ميرزا ابن ع ب در كتاب ايشان بود، إِنَّا نَذْكُرُهُ فِيْ هَذا الْحِيْنِ لَيَفْرَحَ بِهَذا الْبَدِيْعِ، طُوْبَى لَهُ بِما أَقْبَلَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَفازَ بِهَذا الذِّكْرِ الَّذِيْ يَبْقَى بِدَوامِ الْمُلْكِ والْمَلَكُوْتِ، إِنَّا نُوْصِيْهِ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا بِما أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ فِيْ كِتابِهِ الْمُقَدَّسِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، الْبَهاءُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَعَلَيْكُ مِنْ لَدَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّا نُكَبِّرُ مِنْ هَذا الْمَقامِ عَلَى مَنْ سُمِّيَ بِعَلِيٍّ قَبْلَ تَقِيٍّ لِيَفْرَحَ بِهَذا التَّكْبِيْرِ مِنْ لَدُنْ عَلِيْمٍ خَبِيْرٍ، إِنَّهُ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِنْ شَيْءٍ يَسْمَعُ وَيَرَى وَهُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ، إِنَّا نَذْكُرُهُ كَما ذَكَرْناهُ مِنْ قَبْلُ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ فِيْ هُناكَ وَأَقْبَلُوا إِذْ أَعْرَضَ كُلُّ غافِلٍ بَعِيْدٍ، وَنُبَشِّرُهُ بِفَناءِ ما يَرَوْنَهُ الْيَوْمَ وَبَقاءِ ما قُدِّرَ لَهُمْ فِيْ مَلَكُوْتِ اللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ.

[109]

بنام مقصود عالميان

يا محمّد الحمد لله در يوميكه از انوار وجه منوّر است و در كتب الهى بيوم الله معروف بخدمت مظلوم فائزى، و اين مقاميست كه جميع ملأ اعلى و اهل فردوس و حظائر قدس طالب آن بوده اند، لعمر الله قلم امكان از ذكر آن عاجز و قاصر است، أَنِ احْفَظْ مَقامَكَ بِاسْمِ رَبِّكَ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيرِ، چه كه نفوسيكه در حولند بايد در جميع احوال ناظر بامر و إرادهٴ الهى باشند، ايشانند نفوسيكه ميفرمايد لا يَسْبِقُوْنَهُ بِالْقَوْلِ، سمع مترصّد كلمهٴ اسْمَعْ و عين منتظر كلمهٴ مباركهٴ انْظُرْ و لسان مستعدّ ظهور كلمهٴ انْطِقْ، چه كه آن نفوس از خود و ما عندهم و اراده و مشيّت خود فانى وبِما أَرادَهُ الله ناظر و ناطق و متكلّم و قائم، يا مُحَمَّدُ أَن اشْكرِ اللهَ بِما أَيَّدَكَ وَقَرَّبَكَ وَأَسْمَعَكَ وَأَنْطَقَكَ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ أَعْرَضَ عَنْهُ الْعِبادُ إِلاَّ مَنْ شاءَ وَأَرادَ، إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، نامه هاى متعددّه كه دوستان حق بآنجناب ارسال داشتند عبد حاضر لدى المظلوم معروض داشت، انشاء الله كل بنعمت باقيه كه در مقامى بكلمهٴ الهى تعبير شده فائز شوند، اين كلمهٴ عليا در صحيفهٴ حمرا از قلم اعلى ثبت شده طُوْبَى لِنَفْسٍ فازَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ فِيْ أَيَّامِهِ، چه كه هر نفسى فائز شود بذكر الهى آن ذكر بمثابهٴ سراج امام وجه او در جميع عوالم ظاهر و باهر و روشن و هويداست، حال ملاحظه كن در عظمت اينمقام طُوْبَى لِلْفائِزِيْنَ، جميع نفوسيكه در نامها مذكور بود بذكر الهى فائز و بكلمهٴ او مفتخر، إِنَّ رَبَّكَ الرَّحْمنَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما يَشاءُ بِقَوْلِهِ كُنْ فَيَكُوْنُ، مخصوص هر يك لوح أمنع أقدس از سماء مشيّت نازل، از حق سائل و آمل شو تا كُل را بحفظ اينمقاميكه قلم اعلى بعظمت آن اعتراف نموده موفّق نمايد، جناب ميرزا و جناب سيد عليهما ٦٦٩ ذكر حضور نفوس مقدّسهٴ مطمئنّه را نموده بودند، طُوْبَى لَهُمْ وَلِنادِيْهِمْ وَلِلْمَقَرِّ الَّذِيْ فازَ بِهِمْ وسَمِعَ نِدائَهُمْ فِيْ ذِكُرِ اللهِ مَحْبُوْبِهِمْ وَمَقْصُوْدِهِمْ، انشاء الله عرف اتّحاد لا زال از ايشان متضوّع باشد و در ليالى و ايّام بحكمت تمام در ارتفاع امر كمال جهد را مبذول دارند، آنچه اين ايام وارد شده و ظاهر گشته از قبل از قلم اعلى جارى و نازل، طُوْبَى لِمَنْ عَرَفَ وَكُانَ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، امروز بايد نفوس موقنهٴ قويه بامر مالك بريّه كوثر حيوان را بر كل مبذول دارند، ناس غافلند و از بحر دانائى ممنوع و محروم، در اهل فرقان تفكّر نمائيد كه باقوال سخيفهٴ قدما بچه مقدار محتجب و بعيد مشاهده شدند، آفتاب يقين مشرق و بحر علم موّاج مع ذلك باهل ظنون متمسّك و بذيل اوهام متشبّثند، امروز روزيست كه كُتب اوّلين و آخرين بتصديق اين ظهور اعظم معلّق و منوط است، جميع اشيا باو شناخته ميشوند و او بنفسه قائم و ظاهر و معروف، طُوْبَى لِعَبْدٍ عَرَفَ وَوَيْلٌ لِكُلِّ مُنْكُرٍ أَثِيْمٍ، در جميع كتب قبل اينمقام مخصوص باين ظهور است، اگر ابصار يافت شود و آذان مشاهده گردد تَسْمَعُ وَتَشْهَدُ بِما شَهِدَ بِهِ اللهُ وتَعْتَرِفُ بِما اعْتَرَفَ بِهِ الْقَلَمُ الأَعْلَى، يا مُحَمَّدُ أَنِ اعْرَفْ ما أَلْقَيْناكُ فَضْلاً مِنْ لَدُنَّا ثُمَّ اشْكُرْ رَبَّكُ النَّاطِقَ الْبَصِيْرَ، إِنَّا نُكُبِّرُ مِنْ هَذا الْمَقامِ عَلَيْكُ وَعَلى الّذِيْنَ حَضَرَتْ كُتُبُهُمْ لَدَى الْمَظْلُوْمِ وَفازُوا بِالاسْتِقامَةِ فِيْ هَذا الأَمْرِ الأَعْظَمِ الأَبْدَعِ الْعَزِيْزِ الْحَكُيْمِ، يا أَيُّها الطَّائِفُ حَوْلَ السِّجْنِ دوستان الهيرا بشارت ده بآنچه نازل شده تا كل بعنايت الهى مسرور شوند وبِما يَنْبَغِيْ لأَيَّامِ اللهِ قيام نمايند، إِنَّ رَبَّكُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَيَحْكُمُ كُيْفَ أَرادَ لا إلهَ إِلاَّ هُوَ السَّامِعُ الْبَصِيْرُ، الْبَهاءُ عَلَيْكُ وَعَلَيْهِمْ مِنْ لَدُنْ فَضَّالٍ كَرِيْمٍ.

 

[110]

هو السّامع المجيب

لعمر الله كل از براى عرفان حق جلّ جلاله و اعلاء كلمه خلق شده اند، و همچنين از براى اصلاح عالَم و تهذيب امم از عدم بوجود آمده اند، و سبب اعلا و علّت ارتقا اتّحاد و اتّفاق عباد بوده و خواهد بود، بگو يا حزب الله جهد نمائيد شايد غبار نفاق از عالم محو شود و كل بنور اتّفاق مزيّن و منوّر گردند، قلم اعلى در ليالى و ايّام بنصايح و تعليم مشغول، طوبى از براى نفسيكه صفوف ظنون و اوهام را باسم مالك ايّام دريد و باشراقات انوار آفتاب يقين توجّه نمود، ايدوستان ايام فانى است، لَعَمْرِيْ لا يَنْفَعُكُمْ شَيْءٌ مِنَ الأَشْياءِ وَلا اسْمٌ مِنَ الأَسْماءِ وَلا ذِكْرٌ مِنَ الأَذْكارِ إِلاَّ بِهَذاالاسْمِ الَّذِيْ إِذَا ظَهَرَ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الْعالَمِ وَتَزَعْزَعَتْ أَرْكانُ الأُمَمِ الَّذِيْنَ نَقَضُوا مِيْثاقَ اللهِ وَعَهْدَهُ وَقالُوا ما لا قالَهُ الأَوَّلُوْنَ، بايستيد بر خدمت امر، در هر حين غبارى مرتفع شود او را ساكن نمائيد، عنايت حق رسيده و ميرسد و اسباب غيبى مدد ميفرمايد، إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنَ هُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ مِنَ الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا وَقالُوا وَجَّهْنا وُجُوْهَنا لِلَّذِيْ فَطَرَ السَّمواتِ وَالأَرْضَ وَنَحْنُ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[111]

هو المشرق من أفق البيان

كِتابٌ أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ لِمَنْ شَرِبَ رَحِيْقَ الْوَحْيِ وَاعْتَرَفَ بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أِنا الْعَلِيْمُ الْحَكيْمُ، لِيَجْذُبَهُ بَيانُ رَبِّهِ إِلَى أَعْلَى ذِرْوَةِ الْعِرْفانِ وَيُقَرِّبَهُ إِلَيْهِ فِيْ هَذا الْيَوْمِ الَّذِيْ فِيْهِ نادَتِ الأَشْياءُ الْمُلْكُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، أَنْ يا شَفِيْعُ أَنِ اسْتَمِعْ ما نَطَقَ قَلَمِي الأَعْلَى فِيْ هَذا الْمَقامِ الأَعَزِّ الأَقْدَسِ الأبْهَى الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مَطافَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قَدْ كُنْتَ مَذْكوْرًا لَدَى الْعَرْشِ وَنُزِّلَ لَكَ ما لا يَنْقَطِعُ عَرْفُهُ بِدَوامِ أَسْمائِي الْحُسْنَى إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الشَّاهِدُ الْخَبِيْرُ، إِيَّاكَ أَنْ تُحْزِنَكَ إِشاراتُ الْقَوْمِ عَنِ اسْمِي الْقَيُّوْمِ الَّذِيْ بِهِ فُكَّ رَحِيْقِي الْمَخْتُوْمُ، ونادَتِ الأَشْياءُ قَدْ أَتَى الْمالِكُ وَالْمُلْكُ للهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، يا شَفِيْعُ قَدْ أَتَى مَنْ كانَ مَذْكُوْرًا فِيْ أَفْئِدَةِ الأَنْبِياءِ وَمَسْطُوْرًا مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى فِيْ كُتُبِ اللهِ، طُوْبَى لِمَنْ عَرَفَ وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ، قُلْ إِنَّهُ ظَهَرَ وَأَظْهَرَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِي الْعِلْمِ وَنَطَقَ أَمامَ وُجُوْهِ الْعالَمِ عَلَى شَأْنٍ ما مَنَعَتْهُ سُبُحاتُ الظَّالِمِيْنَ وَإِشاراتُ الْغافِلِيْنَ، مِنَ النَّاسِ مَنْ أَقْبَلَ وَشَرِبَ رَحِيْقَ الْوَحْيِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَعْرَضَ عَلَى شَأْنٍ ناحَ بِهِ مُبَشِّرِيْ فِي الْجَنَّةِ الْعُلْيا وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ فِيْ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى وَلَكِنَّ الْقَوْمَ أَكْثَرَهُمْ مِنَ الْغافِلِيْنَ، قَدْ نَبَذُوا أَمْرَ اللهِ وَرائَهُمْ مُتَمَسِّكِيْنَ بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الظُّنُوْنِ والتَّماثِيْلِ، قُلْ خافُوا اللهَ وَلا تَكْفُرُوا بِنِعْمَتِهِ وَلا تُجادِلُوا بِآياتِهِ وَلا تُنْكِرُوا فَضْلَهُ الَّذِيْ أَحاطَ كُلَّ صَغِيْرٍ وَكَبِيْرٍ، انْظُرْ ثُمَّ اذْكُرِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالرَّحْمنِ إِذْ أَتَى بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهانِ وَقالُوا ما لا قالَهُ أَحَدٌ مَنْ قَبْلُ كَذَلِكَ سَوَّلَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَمْرًا وَهُمُ الْيَوْمَ مِنَ الْمَيِّتِيْنَ، قُمْ عَلَى خِدْمَةِ الأَمْرِ بِإِذْنِ اللهِ وَسُلْطانِهِ عَلَى شَأْنٍ تَضْطَرِبُ بِهِ أَفْئِدَةُ أَهْلِ الْبَيانِ الَّذِيْنَ نَقَضُوا الْمِيْثاقَ وَأَعْرَضُوا عَنِ الَّذِيْ آمَنُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الظَّالِمِيْنَ فِيْ كِتابِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، كَذَلِكَ صَرَّفْنا الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَفْرَحَ وَتَكُوْنَ مِنَ الشَّاكِرِيْنَ، إِنَّكَ إِذا فُزْتَ بِها وَوَجَدْتَ عَرْفَ بَيانِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ قُمْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِ وَالظَّاهِرَ بِالاسْمِ الأَعْظَمِ بِما عَرَّفْتَنِيْ نَفْسَكَ وَأَظْهَرْتَ لِيْ بُرْهانَكَ وَأَنْزَلْتَ لِيْ آياتِكَ، أَشْهَدُ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ الْعَزِيْزُ الْحَكيْمُ، بلسان پارسى ذكر ميشود تا جميع اهل آن ارض مراد الله را ادراك نمايند و بر امر ثابت و مستقيم باشند، امروز روز استقامت و روز نصرت است باعمال طيّبه و اخلاق مرضيّه، يا شفيع أهل بيان بمثابهٴ اهل فرقان بظنون و اوهام تمسّك نموده اند و در اضلال عباد جاهد و ساعيند، در آنى تفكر ننموده اند كه ثمرهٴ اعمال و اقوال و عقايد حزب شيعه چه بوده، لَعَمْرُ اللهِ إِنَّهُمْ فِيْ وَهْمٍ مُبِيْنٍ، هزار و دويست سنه و ازيد خلق بيچاره را باوهام و ظنون تربيت نمودند و ثمر آنكه مقصود عالميان را بايادى بغضا شهيد نمودند، جميع جهلاى ارض، يعنى اراضى ايران، فتوى دادند بر سفك دم سلطان وجود و مالك غيب و شهود، و مقصود از جهلا علماى آن ديارند كه سبب و علّت اعراض و اعتراض من فى البلاد بوده و هستند، و حال اهل بيان اخسر و اضلّ و ابعد مشاهده ميشوند، قَدْ نَبَذُوا الْيَقِيْنَ وَأَخَذُوا الْوَهْمَ رَبًّا مِنْ دُوْنِ اللهِ، أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الظَّالِمِيْنَ فِيْ كِتابِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، سلطان وجوديكه از اوّل امر امام وجوه امم قائم و بذكر و ثنا ناطق أَلَّذِيْ أَتَى بِما لا تُعادِلُهُ كُتُبُ الْقَبْلِ كُلُّها او را انكار نموده اند و بگمان خود از اهل حقّند، چنانچه حزب شيعه با كمال شقاوت خود را اعزّ و اعلى و اعلم از من على الارض ميدانستند، و چون امتحان بميان آمد پست ترين عالم و ظالمترين امم مشاهده گشتند، چه كه حق و اولياى او را در جميع اراضى شهيد نمودند، أُفٍّ لَهُمْ وَلِلَّذِيْنَ اتَّبَعُوْهُمْ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ مِنَ اللهِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، يا شفيع حزب الله و اغنام الله را از ذئاب نفس و هواى اهل بيان حفظ نما كه شايد اوهام و ظنون در اين كرّه عباد را اخذ ننمايد، تا كلّ بنور اطمينان و ايقان منوّر گردند و بافق الله وحده ناظر باشند، قُلْ هَذا يَوْمُ اللهِ لا يُذْكَرُ فِيْهِ إِلاَّ هُوَ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، يا شفيع الى حين معرضين اهل بيان يوم الله را ادراك ننمودند و بكمال حيله و مكر در اضلال حزب الهى كوشيده و ميكوشند، آنچه از قلم اعلى نازلشده جمع نموده اند، مقصود آن نفوس غافلهٴ معرضه معلوم و واضح است، عِنْدَ رَبِّكَ عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ فِيْ لَوْحٍ عَظِيْمٍ، بقوّت اسم اعظم زمام نفوس را اخذ نما و كل را بطراز استقامت باسم حق مزيّن دار، تا شياطين و معرضين انوار استقامت را از جبين هر يك از حزب الهى مشاهده نمايند، نعيق ناعقين از ارض كاف و را مرتفع، و اين آن خبريست كه در عراق و در ارض سرّ مخصوص در كتاب اقدس از قلم اعلى جارى و نازل گشته، طُوْبَى لِلْعارِفِيْنَ طُوْبَى لِلرَّاسِخِيْنَ طُوْبَى لِلتَّائِبِيْنَ طُوْبَى لِلْمُسْتَقِيْمِيْنَ، اولياى حق را جمع نما و لوح الهيرا برايشان القا كن، تا كلّ از عرف بيان بيابند آنچه را كه لسان از ذكرش عاجز و قلم از وصفش قاصر است، أَلْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَماءِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلَى الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمْ إشاراتُ الْعُلَماءِ عَنِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

 

[112]

بسمي المستوي على عرش البيان

يا حسين عليك سلامي و بهائي، اشراقات انوار آفتاب فضل عالم را احاطه نموده، و حق جلّ جلاله با راية يفعل ما يشاء و علَم يحكم ما يريد ظاهر، جميع موحّدين و مخلصين و ملائكهٴ مقرّبين امام عرش قائم و حاضر، مع ذلك اهل عالم محجوب و ممنوع، لعمر الله در جميع احيان فرات حكمت و بيان از قلم رحمن جارى و لكن عطش مفقود، يا حسين عليك بهائي، امورات عتيقه بميان آمده، دخان عالم بيان را اخذ نموده و ابصار را از مشاهدهٴ افق اعلى محروم داشته، ذكر تحريف مينمايد، اوهام بالبسهٴ جديده ظاهر گشته، ملأ بيان اخسر از حزب قبل مشاهده ميشوند، مع آنكه ثمرات أعمال هزار و دويست سنهٴ قبل را ديده اند، صرير قلم اعلى و حفيف سدرهٴ منتهى در جميع احيان مرتفع، و لكن آذانيكه قابل اصغا باشد بسيار قليل، بمثابهٴ كبريت احمر كمياب، دوستان ارض شين را تكبير برسان، ذكر هر يك در ساحت اقدس مذكور، إِنَّا فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، سَوْفَ يَظْهَرُ ما قُدِّرَ مِنْ قَلَمِي الأَعْلَى، إِنَّهُ هُوَ السَّامِعُ الْمُجِيْبُ، بگو يا حزب الله در ثمرهٴ اعمال حزب شيعه نظر نمائيد، فَاعْتَبِرُوا يا أُوْلِي الأَبْصارِ، در قرون و اعصار در مساجد و برؤس منابر بذكر قائم مشغول و ايّامش را آمل، و چون افق عالم بنيّر ظهور مشرق و لائح كل بر اطفاى نور الهى قيام كردند، از عالم و جاهل بسبّ مشغول، و بالاخره فتوى بر قتلش دادند و خونش ريختند، حال اهل بيان در خسران مبينند، از حق ميطلبيم اولياى خود را از شرّ نفوس موهومه حفظ فرمايد، اوست بر هر شىء قادر و توانا، جناب ١١١١ عليه بهائى لدى الوجه مذكور بوده و هستند و بعنايت مخصوصه فائز، سَوْفَ يرَى ما جَرَى مِنْ قَلَمِي الأَعْلَى و هم چنين جناب محمّد ب هى عليه بهائى و اولياى آن ارض طرًّا را از قِبَلِ مظلوم ذكر نما، نَسْئَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُؤَيِّدَهُمْ عَلَى الاسْتِقامَةِ عَلَى أَمْرِهِ عَلَى شَأْنٍ لا تُحَرِّكهُمْ شُبُهاتُ الْعُلَماءِ وَلا تُضْعِفُهُمْ قُوَّةُ الأَقْوِياءِ، يا حِزْبَ اللهِ الْيَوْمُ يَوْمُكُمْ خُذُوا كَأْسَ الاسْتِقامَةِ بِاسْمِ مَطْلِعِ نُوْرِ الأَحَدِيَّةِ ثُمَّ اشْرَبُوا مِنْها رَغْمًا لِعُلَماءِ الأَرْضِ وَفُقَهائِها الَّذِيْنَ أَفْتَوْا عَلَى اللهِ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ وَلا كِتابٍ، جناب اسم جود عليه بهائى نامهٴ شما را بساحت اقدس ارسال داشت، ديديم و شنيديم، و اين لوح در جواب از سماء مشيّت نازل و ارسال شد، لِتَجِدَ مِنْهُ عَرْفَ بَيانِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ وَتَكوْنَ مِنَ الشَّاكرِيْنَ، بعدد اسم اعظم الواح بديعهٴ منيعه مخصوص احبّاى نيريز فرستاديم، نزد جناب ملاّ شفيع عليه بهائى ارسال نمائيد كه او برساند، أَلْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَماءِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلَى الَّذِيْنَ شَرِبُوا رَحِيْقَ الْمَخْتُوْمَ مِنْ أَيادِيْ عِنايَةِ اسْمِي الْقَيُّوْمِ وَكانُوا مِنَ الْفائِزِيْنَ.

 

[113]

بنام مبين يكتا

يا جَلالُ عَلَيْكَ بَهاءُ اللهِ مالِكِ الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ، نامه ات مكرّر رسيد و عبد حاضر تلقاء وجه ذكر نمود، لله الحمد حجبات اوهام خرق شد و سبحات ظنون مرتفع گشت، اقبال نمودى و بافق اعلى توجّه كردى تا آنكه بعنايت حق جلّ جلاله بلقا فائز شدى، نداء الهى را اصغا نمودى و از كوثر وصال نوشيدى، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ عَلَيْكَ، اعْرِفْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكرِيْنَ، يا جلال شما و دوستان طرًّا را باتّحاد و اتّفاق وصيّت مينمائيم، اگر ما بين كدورتى واقع شود فورًا باصلاح آن قيام نمائيد، چه كه اختلاف سبب توقّف كلمه است و اتّفاق علّت ارتفاع آن، دوستان را از قِبَلِ مظلوم تكبير برسان، بگو اوهامات اهل فرقان را ديديد حال اهل بيان بهمان اوهامات تمسّك جسته اند، خود را حفظ نمائيد و بحق پناه بريد، هزار و دويست سنه ادّعاى علم و عرفان نمودند، حاصل اعمال و اقوال حزب شيعه بالاخره فتواى بر قتل سيّد عالم بود، حال بكمال حيله اهل بيان در صدد نفوس مقبلهٴ موقنه افتاده اند، أَعاذَنا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ شَرِّ هَؤُلاءِ، بمثابهٴ حزب قبل قولاً و عملاً مشاهده ميشوند، امروز روز توحيد حقيقى است، لا يُذْكَرُ فِيْهِ إِلاَّ الْحَقُّ جَلَّ جَلالُهُ، در جميع احيان بنصرت حق مشغول باشيد، يعنى هدايت عباد إِلى اللهِ مالِكِ الإِيْجادِ، بشأنى در محبّة الله بايد مشتعل باشيد كه غافلين از مشاهدهٴ آن و حرارت آن بشطر دوست توجّه نمايند و از كاس عرفان بياشامند، منتسبين از أُمّ و ضلع وأُمِّها وأُخْتِها كل در ساحت امنع اقدس مذكور و از قلم اعلى مسطور، أَلْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهُنَّ وَعَلَى بِنْتِكَ وَعَلَى كُلِّ أَمَةٍ آمَنَتْ بِاللهِ رَبِّ الأَرْبابِ.

 

[114]

بنام بينندهٴ دانا

انشاء الله بعين قلب بافق اعلى ناظر باشى و بگوش جان نداى محبوب امكان را استماع نمائى، جميع ناس منتظر ايّام لقا و ظهور مطلع امر مالك اسما بودند و چون نسيم سرور مرور نمود و آفتاب ظهور از افق عالم مشرق گشت اكثرى از خلق باوهام خود تشبّث نموده از مالك انام محروم ماندند، اليوم سمع و بصر ظاهر كفايت ننمايد چه اكثر نفوس اصم و ابكم نزد حق مذكور، مع آنكه در ظاهر داراى هر دو اند، جهد نما تا از فيوضات نامتناهيهٴ الهيّه قسمت برى، سَتَفْنَى الدُّنْيا و ما فِيْها وَيَبْقَى لَكَ هَذا اللَّوْحُ الْمَنِيْعُ، در احيان ظهور رسل الهى و سفراى حق تفكر نمائيد كه اكثرى از ناس آن مطالع احديّه و مظاهر مقدّسه را از اهل ايمان نميشمردند تا چه رسد بمقام فوق آن، قَدْ خَسِرَ الَّذِيْنَ أَنْكَرُوا ظُهُوْرَ اللهِ وَسُلْطانَهُ، فَوَيْلٌ لَهُمْ بِما اكْتَسَبُوا فِي الْحَيوةِ الْباطِلَةِ، سَوْفَ يَأْخُذُهُمُ اللهُ بِقَهْرٍ مِنْ عِنْدِهِ كَما أَخَذَ أَمْثالَهُمْ مِنْ قَبْلُ، إِنَّهُ لَهُوَ الآخِذُ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يُجَرِّبَ رَبَّهُ، تَفَكَّرْ فِيْ ظُهُوْرِ اللهِ وَما ظَهَرَ مِنْ عِنْدِهِ، إِذًا تَجِدُ نَفْسَكَ فِيْ رَوْحٍ وَرَيْحانٍ وَتَطْمَئِنُّ بِفَضْلِ مَوْلَيكَ الْكَرِيْمِ، إِنَّا أَمَرْنا الْكُلَّ بالْمَعْرُوْفِ وَنَهَيْناهُمْ عَنِ الْمُنْكرِ، طُوْبَى لِمَنْ أَخَذَ أَمْرَ اللهِ وَنَبَذَ ما سِواهُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ فِيْ كِتابٍ مُبِيْنٍ، أَن اخْرُقِ الأَحْجابَ بِاسْمِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ الرَّاسِخِيْنَ، هَذا لَوْحٌ لا يُعادِلُهُ زَخارِفُ الدُّنْيا أَنِ اقْرَأْهُ فِي اللَّيالِيْ والأَيَّامِ، إِنَّ بِهِ يَكْشِفُ اللهُ ما سُتِرَ عَنْكَ، إِنَّهُ لَهُوَ الْفَضَّالُ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.

 

[115]

بنام مقصود عالميان

اى اهل سين قلم اعلى در سجن عكّا بشما متوجّه و بذكر شما مشغول، اين نيست مگر از فضل بى منتهاى او، انشاء الله بنار سدرهٴ ربّانيّه مشتعل باشيد، و باشتعالى ظاهر شويد كه سبب اشتعال افئدهٴ عباد و قلوب مَنْ فِي الْبِلاد گردد، ابرهاى ظنون و اوهام نفوس غافله حائل گشته و ابصار را از مشاهدهٴ آفتاب حقيقت منع نموده، از حق جلّ و عزّ بخواهيد تا بقدرت كامله و ارادهٴ نافذه آنرا زايل فرمايد، سَوْفَ يَزُوْلُ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ، إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، بايد اليوم كل بحق متوجّه باشند و جهد نمايند تا خدمتى از ايشان ظاهر شود، چه كه اين ايّام را مثل و شبه نبوده و نيست، هر نفسيكه موقن بالله شد بايد بنفحهٴ رحمانيّه كه فى الحقيقه صور اعظم و علّت حيوة عالم است قلوب مرده را احيا نمايد و بشاطى بحر عرفان كشاند، ناظر بدنيا و آنچه در اوست نباشيد، چه كه كل فانى خواهد شد، جهد نمائيد در اعمال و افعال و اموريكه اثر آن دائم و باقى است از شما بعرصهٴ ظهور جلوه نمايد، كتاب اقدس از ملكوت مقدّس الهى نازل، بايد كل بآن عمل نمايند، قسم بمربّى امكان كه بحر حيوان در او مستور است  و نفحهٴ رحمان از او در هبوب، نيكوست حال نفوسيكه بآن تشبّث نمودند و تمسّك جستند، بكمال فرح و ابتهاج بر كلمهٴ إلهيّه جمع شوند و بذكر و ثنايش كه مفرّح قلوب و محيى ابدان است ناطق گردند، و بكمال حكمت مشى كنند، چه كه فساد و جدال محبوب نبوده و نخواهد بود، رحمت حق سبقت گرفته و فضلش احاطه نموده، بايد احبّاى او باخلاق مرضيّه و اوصاف حميده ظاهر شوند و ناسرا بكمال رافت بافق عنايت بخوانند، إِنَّهُ لَيَهْدِيْ مَنْ يَشاءُ إِلَى صِراطِهِ الْمُسْتَقِيْمِ، أَنِ افْرَحُوا بِما ذُكِرْتُمْ مِنْ قَلَمِي الأَعْلَى، لَعَمْرِيْ لا يُعادِلُهُ شَيْءٌ عَمَّا خُلِقَ فِي الأَرْضِ وَالسَّماءِ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَوْلَى الأَسْماءِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، إِيَّاكُمْ أَنْ تُحْزِنَكُمْ شُئُوْناتُ الْعِبادِ، أَنِ اشْرَبُوا رَحِيْقَ السُّرُوْرِ مِنْ يَدِ عَطاءِ مَطْلِعِ الظُّهُوْرِ، إِنَّ هَذا لَفَضْلٌ مُبِيْنٌ، إِنَّ الَّذِيْنَ آمَنُوا الْيَوْمَ أُوْلَئِكَ مِنْ أَهْلِ الْفِرْدَوْسِ عِنْدَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، قُوْلُوا: سُبْحانَكَ اللهمَّ يا إِلهَ الأُمَمِ وَمُرَبِّي الْعالَمِ، نَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِي اخْتارَ الْبَلايا فِيْ سَبِيْلِكَ وَسُجِنَ فِيْ أَخْرَبِ الْبِلادِ بِما دَعَى النَّاسَ إِلَى نَفْسِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ الَّذِيْنَ اسْتَقامُوا عَلَى أَمْرِكَ وَقامُوا عَلَى خِدْمَتِكَ، ثُمَّ قَدِّرْ لَنا ما يَنْفَعُنا فِيْ كُلِّ عَوالِمِك، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمُعْطِي الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ.

 

[116]

بنام خداوند سميع بصير

انشاء الله آنجناب بعنايت محبوب امكان در كلّ احيان ساقى رحيق مختوم باشند و حافظ امر كلمهٴ مكنون مشهود أَلَّذِيْ يَنْطِقُ بَيْنَ الْعالَمِ وَيَدْعُ الأُمَمَ إِلَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، لحظات عنايات لا تحصى بآنجناب بوده و خواهد بود، يَشْهَدُ بِذَلِكَ قَلْبُكَ وفُؤادُكَ وَلِسانُكَ وَبَصَرُكَ وَسَمْعُكَ وَما تَحَرَّكَ بِهِ قَلَمُ اللهِ فِيْ أَلْواحِهِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُهَيْمِنَةِ عَلَى مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، أَنِ اجْذُبِ الأَفْئِدَةَ وَالْقُلُوْبَ بِبَياناتِ رَبِّكَ وَنَوِّرِ الآفاقَ بِأَنوارِ وَجْهِهِ الْمُشْرِقِ الْمُنِيْرِ، إِنَّا نَشْكو إِلَيْكَ مِنَ الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ الإِيْمانَ وَيَرْتَكِبُوْنَ ما يُهْتَكُ بِهِ سِتْرُ حُرْمَةِ الأَمْرِ بَيْنَ الْعِبادِ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الْغافِلِيْنَ، نبيلي جميع احباب را باتّفاق و اتّحاد و محبّت و وداد امر نموديم، و همچنين قلم اعلى مِنْ لَدَى اللهِ مالِكِ الأَسْماءِ كل را باعمال حسنه و اخلاق مرضيّه امر نمود، مع ذلك ظاهر شد از بعضى آنچه قلم از ذكر آن حيا مينمايد، آنجناب بايد در تربيت نفوس و تزكيه و تهذيب آن جهد كامل نمايند، و هريك را باندازه و مقدار او از كوثر عرفان مبذول دارند، اكثرى از ابصار از رمد اوهام ضعيف شده، قابل مشاهدهٴ آفتاب جهانتاب اوّل امر نخواهد بود، لذا بايد آن ابصار ضعيفه را بكحل عرفان مالك احديّه كه في الحقيقه درياق اعظم است لاجل برء امراض عالم مداوا نمود تا لايق مشاهدهٴ افق اعلى شود و قابل اصغاى كلمهٴ إِنِّيْ أَنا اللهُ گردد، ابرهاى تيرهٴ هوى افق هدى را ستر نموده، و لكن سَوْفَ يُزِيْلُها اللهُ بِالْحَقِّ، إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، مع آنكه بحر بيان بكمال امواج ظاهر و افق برهان نير عرفان باهر، ناسرا مشاهده مينمائيد كه در چه مقام و اقع اند و بچه امور متمسّك، جمعى از جهلا را علما دانسته و بامر و اجازهٴ آن نفوس غافله از مطلع نور احديّه ممنوع گشته اند و محروم مانده اند، طُوْبَى لِقَوِيٍّ يَخْرُقُ الأَحْجابَ بِاسْمِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْوَهَّابِ، أَنْ يا نَبِيْلُ أَنْ أَضْرِمْ نارَ كَلِمَتِيْ بَيْنَ عِبادِيْ، لَعَمْرِيْ إِنَّها نُوْرٌ تَسْتَضِيءُ بِهِ آفاقُ مَمْلَكَتِيْ وَقُلُوْبُ عِبادِي الَّذِيْنَ مُنِعُوا عَنْهُ الْيَوْمَ بِما اتَّبَعُوا الجاهِلِيْنَ، اگر چه اليوم علماى عصر حجاب شده اند بين حق و خلق، و لكن زود است كه كل بخسران خود اعتراف نمايند و بذكر احبّاى إلهى ناطق گردند، اگر جميع عالَم بكمال جدّ و جهد متّفق شوند بر اطفاى نور الله و اخماد نار كلمهٴ الهيّه قادر نخواهند بود و خود را عاجز مشاهده نمايند، سَيُفْنِيْهُمُ اللهُ وَما عِنْدَهُمْ وَيُبْقِي ما قَدَّرَ لأَحِبَّائِهِ الَّذِينَ تَمَسَّكوا بِحَبْلِهِ الْمَتِيْنِ وَاتَّبَعُوا صِراطَهُ الْمُسْتَقِيْمَ، آنچه در حضور ذكر شد بايد از نظر آنجناب نرود، بكلماتى ناطق شوند كه سبب شوق و اشتياق و جذب و انجذاب نفوس گردد، از بعض امور محزون مباشيد، اصلاح آن با حقّ است، أَنِ اطْمَئِنَّ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِيْنَ، جميع دوستان را از قبل اين مظلوم تكبير برسانيد، بگوئيد: اليوم يوم نصرتست و اليوم يوم عمل، چه كه هر چه اليوم از نفسى فوت شود بتدارك آن قادر نخواهد شد، طُوْبَى لِمَنْ يُعْرِضُ عَمَّا يَفْنَى وَيَتَوَجَّهُ إِلَى ما يَبْقَى لَهُ، اَلْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى مَنْ مَعَكَ مِنَ الَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ وَاتَّبَعُوا ما أُمِرُوْا بِهِ فِيْ لَوْحِهِ الْعَظِيْمِ.

 

[117]

هو الله تعالى شأنه العظمة والاقتدار

حمد مقدّس از ادراك ممكنات و عرفان كائنات مالك اسما و صفات را لايق و سزاست كه رغما للمشركين علم توحيد را بر اعلى الاعلام مرتفع فرمود و رايت إِنَّهُ هُوَ الله را بر أعلى المقام نصب نمود، سُبْحانَهُ وَتَعالَى يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَيَحْكمُ ما يُرِيْدُ، لا تَمْنَعُهُ الْجُنُوْدُ عَنْ إِرادَتِهِ وَمَشِيَّتِهِ وَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، الْحَمْدُ للهِ، مَعَ قُوَّةِ الْمُشْرِكِيْنَ وَشَوْكَةِ الْمُعْتَدِيْنَ نور توحيد مشرق، نَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ، اعتِرافًا بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ قُدْرَتِهِ قَبْلَ خَلْقِ أَرْضِهِ وَسَمائِهِ، از حق ميطلبيم در جميع احوال مدن و ديار اهل توحيد را از ظلم مشركين و منكرين حفظ فرمايد، و مداين افئده را از شبهات اهل عالَم مطهّر دارد، اوست قادر و توانا، ذكرت را شنيديم و ذكرت نموديم، اتِّباعًا لِقَوْلِهِ تَعالَى: إِذا حُيِّيْتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيّوا بِأَحْسَنَ مِنْها، و صيّت ميكنم شما و دوستانرا بصبر و شكيبائى و اعمال و اخلاقيكه سبب ارتفاع مقام انسانست، و در جميع احوال از براى احبّا تاييد و توفيق ميطلبيم، إِنَّهُ هُوَ السَّامِعُ الْمُجِيْبُ، الْحَمْدُ للهِ الرَّقِيْبِ الْقَرِيْبِ.

 

[118]

بنام محبوب عالم

صبح اميد دميد و فجر يوم ظاهر و قلَم اعلى باين كلمهٴ مباركه ناطق: انشاء الله در اين ايّام نورانى جميع وجوه بوجه الهى توجّه نمايند و از رحيق حقيقى بياشامند، وقت عملست و هنگام سرور، اهل بصر امروز بتمام بهجت بمنظر اكبر ناظرند، و از بادهٴ معرفت چنان مجذوبند كه غير الله را معدوم ميشمرند و جز دوست را مفقود دانند، نيكوست حال نفسيكه باين مقام بلند اعلى فائز شد و بر سرير استقامت مقر گزيد، نَشْهَدُ إِنَّهُ مِمَّنْ أَقْبَلَ وَشَرِبَ رَحِيقَ الْوَحْيِ مِنْ يَدِ عَطاءِ رَبِّهِ الْخَبِيْرِ.

 

[119]

باسم مليك آفاق 

حمد محبوب على الاطلاق را كه بفضل واسع و رحمت منبسطه احبّاى خود را بر حبّش مستقيم فرمود، بشانيكه نفاق اولى الشّقاق ايشان را از سبيل رحمن منع ننمود، و در سبيل الهى حمل شدائد نموده اند و از سطوت مملوك و احتجابات ملوك از مالك الملوك محتجب نمانده اند، و لكن اگر قاصدان كعبهٴ رحمن نصح الله را بگوش جان اصغا مينمودند باين بلاياى وارده مبتلا نميشدند، اگر چه بلا در سبيل او محبوب جان و مقصود روان است و لكن اين مقام مخصوص مخلصين بوده، و امّا ضعفا در موارد افتتان و امتحان مضطرب و متزلزل مشاهده ميشوند، لذا كل بحكمت مأمورند تا بتدبير رحمانى حقايق نابالغهٴ انسانى را بمعارج بلوغ ارتقا دهند، تا كل بذكرش مشغول شوند، اليوم احدى نبايد از حكمت غافل شود، مثلاً، مشاهده ميشود بعضى بكلمهٴ قبولى از نفسى بشانى مطمئن ميشوند كه جميع امور را من غير حجاب ذكر مينمايند، اين محض غفلت است، ابدًا از نفسى مطمئن مشويد، و زياده از شان و مقدار او تكلّم منمائيد، بسا از نفوس را انفس شيطانيّه محض تفحّص و تجسّس گماشته و ميگمارند تا بلباس دوستى از اسرار احبّاء  مطّلع شوند، چنانچه در بعضى از مداين اظهار دوستى نموده اند و از تفصيل امور مطّلع شده بامثال خود اخبار داده اند، بشنويد نداى قلم اعلى را و از حكمت خارج مشويد، و اذن داده نشده كه احدى من غير اذن باين شطر توجّه نمايد، بايد دوستان حق در جميع بلدان باتّحاد حركت نمايند، بقسميكه روائح اختلاف ما بين نماند، نه از اهل صادند و نه از اهل كاف و غيره اهل سرادق و فايند و اصحاب جنّت ابهى، اين حروفات متغايره را محو نمايند و در هواى روحانى اتّحاد طيران نمايند، و از نهر صاد كه از يمين عرش و داد جارى است بياشامند، الطاف حق باشما بوده و خواهد بود، عنقريب نفوس معرضه كه بأهل بها ظلم نموده اند در كمال ندامت مشاهده شوند، إِنَّ الرَّحْمنَ مَعَكُمْ وَالْخُسْرانَ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ، أَنْتُمْ أُسَراءُ اللهِ فِي الدِّيارِ، اين شان كبير است حقير مشماريد، عنقريب ذكر شما و ساير دوستان حق در جميع بقاع ارض منتشر شود، چنانچه حال در ملكوت الهى اسامى كل مذكور است، اى دوستان من شما اصل بيوت امريّه ايد، اگر اصول محكم نباشد بيوت مستقر نماند، و مبدء چشمه هاى ارض عرفانيد، مبدء اگر گل آلوده شود در تمامى انهار متشتّته سرايت نمايد و كل تيره شوند، ابنم از قبل باصحاب خود فرموده: شما ملح ارضيد ملح كه فاسد شد بكدام چيز نمكين خواهد گرديد، در اين صورت مصرفى از او مشهود نه جز آنكه دور افكنده و پايمال شود، اقبال و انقطاع و توجّه شما بايد من على الارض را جذب نمايد و بعرصهٴ حيوة ابدى كشاند، و نفوسيكه در اين فتنهٴ كبرى متزلزل و مضطرب شده اند بجميع تلطّف و مهربانى نمائيد و بمواعظ حسنه بشريعهٴ احديّه دلالت كنيد، چه كه حق دوست نداشته نفسى محروم ماند، مخصوص نفوسيكه در سبيل حق محلّ شتم و ذلّت واقع شده اند وَلَوْ فِيْ ساعَةٍ، إِنَّهُ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، نفوس مطمئنّهٴ قويّهٴ ثابته اقلّ از كبريت احمر بوده و خواهند بود، بايد امثال اين نفوس ضعيفه را بخود و انگذارند و بلطائف بيانات الهيّه ايشان را مجدّدًا بحيوة باقيه كشانند، طوبى از براى نفوسى كه خدمت و رعايت دوستان حق را منظور دارند، چنانچه بعضى باين مقام فائز شده اند، و مهاجران و دوستان را بقدر وسع محبّت نموده اند، انشاء الله كل باينمقام عالى فائز شوند، اجر هيچ عملى ضايع نخواهد شد، إِنَّهُ عَلِيْمٌ بِما يَعْمَلُوْنَ أَحِبَّائُهُ، إِنَّهُ لَهُوَ الْحَكيْمُ الْخَبِيْرُ.

 

[120]

هو الله تعالى شأنه الحكمة والبيان

طوبى از براى نفوسيكه در ظلّ سدرهٴ طوبى ماوى گرفته اند، و نيكوست حال عباديكه از رحيق بيان رحمن آشاميده اند، و طوبى از براى رجاليكه سطوت ابطال ايشان را از غنىّ متعال منع ننمود، و طوبى از براى اوليائيكه بنور ايقان منوّرند و در ظلّ سدره آرميده اند، طوبى از براى حزبيكه از عالم گذشته اند و بافق ارادهٴ مالك قدم ناظرند، و طوبى از براى اصحابيكه مترصّد اجراى اوامر الله بوده و هستند، صائمند بامرش آكلند باذنش قائمند بر خدمتش و ناطقند بثنايش متنفّسند بحبّش، طوبى از براى عشّاق كه از آفاق و بحر و بر گذشتند و بذروهٴ عليا و غاية قصوى فائز گشتند، طوبى از براى حزبيكه احزاب عالَم ايشانرا از اصغاء حفيف سدرهٴ منتهى محروم نساخت، نعيم از براى نفوسيكه بتراب سجن مزيّنند، طوبى از براى قدوميكه باين ارض فائز شد و از هواء آن عرف آيات الهى را استشمام نمود، و طوبى از براى نفوسيكه در راه دوست يكتا حمل بلايا نمودند، ايشانند جبال فضل حق جلّ جلاله. يا حزب الله امروز نيّر بيان مشرق و درياى رحمت رحمانى موّاج، نيكوست حال نفسى كه باقبال فائز شد و باستقامت مزيّن گشت، طوبى از براى عباديكه در اين بيدا بكلمهٴ مباركهٴ لَبَّيْكَ يا إِلهَ الْعالَمِ ناطق گشتند، و طوبى از براى رجاليكه از كوثر اين ارض نوشيدند و در ظلّ اشجار آرميدند، طوبى از براى مسافرين كه در اين عصر يوم نهم شهر صيام نيّر اعظم از اعلى افق عالم بآن توجّه نمود و پرتو افكند، نعيم از براى مهاجرين كه باذن توجّه نمودند و مشقّتهاى سفر را حمل كردند تا آنكه فائز شدند بآنچه كه در كتاب الهى از قلم اعلى مذكور و مسطور است، صد هزار طوبى از براى نفوسيكه مترصّد امرند و زحمت صوم را لوجه الله حمل نموده اند، بقليل قناعت كرده اند و از كثير در سبيل خبير گذشته اند، بحر رحمت از براى نفوسيكه اوهامات عالم ايشان را منع ننمود و حجبات امم از تقرّب باز نداشت، ببازوى يقين سدهاى ظنون را شكستند و بافق اعلى توجّه نمودند، بحر نور از براى عباديكه باعمال و اخلاق حق را نصرت نمودند. يا مُحَمَّدُ عَلَيْكَ بَهائِيْ وَعِنايَتِي، ايّام صيام است، و از قبل بشهر الله موسوم، از حق ميطلبيم نفوس آن مقام را مؤيّد فرمايد بآنچه در كتاب از قلم اعلى نازل شده، ذكر هر يك اليوم از لسان جارى، بَشِّرْهُمْ مِنْ قِبَلِ الْمَظْلُوْمِ وَنَوِّرْهُمْ بِأنْوارِ بَيانِ رَبِّكَ الْمُشْفِقِ الْكَرِيْمِ، يا مُحَمَّدُ عَلَيْكَ بَهاءُ اللهِ الْفَرْدِ الأَحَدِ، نامهٴ جناب عبد الحسين عليه بهائى كه بآنجناب نوشته ملاحظه شد، وَجَدْناهُ مُزَيَّنًا بِذِكْرِ اللهِ وَأَوْلِيائِهِ وَأَصْفِيائِهِ، طُوْبَى لَهُ قَدْ نَطَقَ بِالْحَقِّ وَأَنا الشَّاهِدُ الْعَلِيْمُ، ذكر جناب ميرزا على اكبر عليه بهائى را نموده، لله الحمد از رحيق ايقان آشاميده اند و بافق رحمن متوجّه، غبار اوهام ايشان را از مالك انام منع ننمود، وَنَذْكُرُ مُحَمَّدَ الَّذِيْ فازَ بِآثارِ قَلَمِي الأَعْلَى، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُؤَيَّدَهُ وَيَمِدَّهُ بِجُنُوْدِ الْغَيْبِ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٍ، ضوضاء عالَم ايشان را از مالك قدم باز نداشت، حجباترا دريدند و اصنام را شكستند، نَسْئَلُ اللهَ تَعالَى أَنْ يُوَفِّقَهُ عَلَى ما يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ وَيَكْتُبَ لَهُ ما كَتَبَهُ لِعِبادِهِ الْمُقَرَّبِيْنَ، وَنَذْكُرُ فِيْ هَذا الْحِيْنِ مَنْ سُمِّيَ بِمُحَمَّدٍ قَبْلَ عَلِيٍّ وَنُذَكِّرُهُ بِآياتِيْ وَنُبَشِّرُهُ بِعِنايَتِيْ وَرَحْمَتِيْ إِنَّهُ فازَ بِما كانَ مَرْقُوْمًا مِنْ قَلَمِ الْوَحْيِ فِيْ كُتُبِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّهُ أَقْبَلَ وَفازَ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَهُ عَلَى إِصْلاحِ الْعالَمِ وهِدايَةِ الأُمَمِ وَيُقَدِّرَ لَهُ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى، إِنَّهُ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ وَالثَّرَى، لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، وَنَذْكُرُ مَنْ سَمَّيْناهُ بِحَبِيْبِ اللهِ فِيْ ناسوُتِ الإِنْشاءِ وَفِيْ كِتابِ الأَسْماءِ أَمْرًا مِنْ لَدُنَّا لِيَفْرَحَ وَيَكُوْنَ مِنَ الشَّاكِرِيْنَ، إِذا سَمِعْتَ النِّداءَ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلَى قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَوْلَى الْوَرَى وَفاطِرَ السَّماءِ بِما ذَكَرْتَنِيْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَشَرَّفْتَنِيْ بِما لايُعادِلُهُ شَيْءٌ مِنَ الأَشْياءِ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِأَمْواجِ بَحْرِ رَحْمَتِكَ وَإشْراقاتِ نَيِّرِ فَضْلِكَ وَ بِالْمَقامِ الَّذِيْ تَشَرَّفَ بِقُدُوْمِكَ وَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ عَرْشُ عَظَمَتِكَ بِأَنْ تُؤَيِّدَنِيْ عَلَى ما تُحِبُّ وَتَرْضَى، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْعَلاَّمُ، وَنَذْكُرُ مَنْ أَحَبَّنِيْ وَفازَ بِلِقائِيْ وَطافَ حَوْلِيْ وَنَطَقَ بِثَنائِيْ وَنُبَشِّرُهُ بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهُ، إِنَّهُ سُمِّيَ بِالْحُسَيْنِ فِيْ كِتابِ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، يا حُسَيْنُ إِنَّ الْمَظْلُوْمَ يَذْكُرُكَ فِيْ هَذا الْحِيْنِ بِما يُقَرِّبُكَ إِلَيْهِ، احْمَدِ اللهَ بِهَذا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ، وَقُلْ لَكَ الشُّكْرُ وَالثَّناءُ وَلَكَ الْعِزُّ وَالْبَهاءُ يا مَحْبُوْبَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، طُوْبَى لَكَ وَلِمَنْ يَسْمَعُ قَوْلَكَ فِيْ هَذا النَّبَإِ الأَعْظَمِ وَهَذا الأَمْرِ الَّذِيْ ارْتَعَدَتْ بِهِ فَرائِصُ الأَشْرارِ، يا محمّد آخر نامهٴ جناب عبد الحسين بذكر جناب امين منتهى، إِنَّا ذَكَرْنا الْحُسَيْنَ وَنَذْكُرُ الأَمِيْنَ الَّذِيْ فازَ بِخِدْمَةِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّهُ ذَكَرَ أَوْلِيائِيْ بِخُضُوْعٍ مُبِينٍ، در جميع نامها بذكر دوستان الهى ناطق، از براى هر يك عنايت و شفقت حق را مسئلت نموده، از حق ميطلبيم او را تاييد فرمايد تا بنور انقطاع سبب اتّحاد و اتّفاق گردد، طُوْبَى لِمَنْ يُؤَلِّفُ بَيْنَ الأَفْئِدَةِ والْقُلُوْبِ، هر نفسى كه لوجه الله بر خدمت اين امر اعظم عمل نمايد او از اهل بها و اصحاب فردوس اعلى در كتاب مذكور و مسطور، اولياى الهى را در ارض طا و اطراف تكبير ميرسانيم و وصيت مينمائيم بآنچه سبب ارتفاع امر الله است، يا اهل بها بجنود حكمت و بيان اهل امكان را بافق رحمن دعوت نمائيد، و اوهامات و ظنون قبل را محو كنيد، و همّت نمائيد كه شايد اولياى اين امر مبتلا نشوند بآنچه كه حزب قبل بآن مبتلا گشتند، در قرون و اعصار يا حق گفتند و بالاخره فتوى بر قتلش دادند، حال هم معرضين بيان بر همان صراط ماشى و بظنون و اوهام متمسّك، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَ أَوْلِيائَهُ مِنْ شَرِّ هَؤُلاءِ الَّذِيْنَ يَرَوْنَ الشَّمْسَ وَيُنْكِرُوْنَها وَالآياتِ وَيُعْرِضُوْنَ عَنْها أَلا إِنَّهُمْ فِيْ خُسْرانٍ مُبِيْنٍ، الْبَهاءُ مِنْ لَدُنَّا عَلَيْكَ وعَلَيْهِ وَعَلَى الَّذِيْنَ هاجَرُوا فِيْ سَبِيْلِيْ وفازُوا بِما كانَ مَسْطُوْرًا فِيْ كُتُبِ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ وَالْكُرْسِيِّ الرَّفِيْعِ.

 

تعريف بمصادر المجموعة

يحتوي هذا المجلد من “لئالئ الحكمة” على مئة وسبعة عشر لوحًا وثلاثة أدعية مناجاة، نزلت جميعها من قلم حضرة بهاء الله جلّ ذكره في فترات مختلفة من حياته المباركة، منذ أيّام بغداد حتّى أيّام عكّا.وقد استخرجت هذه المجموعة من سبعة مجموعات مخطوطة وعشرة ألواح مخطوطة في أوراق مفردة. فالألواح (3، 18، 19، 20، 74، 75) محرّرة على أوراق مفردة، وهي ضمن محفوظات المحفل الرّوحاني المركزي. والألواح (21-31) مستخرجة من مجموعة بخط زين المقرّبين تحتوي على تسعة وثلاثين لوحًا، وموجودة هي أيضًا ضمن محفوظات المحفل المركزي. أمّا الألواح (2، 4، 5) فمخطوطة على ثلاث أوراق مفردة قد يعود تاريخ استنساخها إلى أيّام أدرنه، وقد تمّت مقابلة لوح الهودج (رقم 4) مع نسخة أخرى أحدث ضمن مجموعة بخط “ابن حرف الزّاء” يعود تاريخ استنساخها لسنة 75 ب. والمناجاة رقم (1) واللّوح رقم (16) مستخرجان أيضًا من هذه المجموعة الأخيرة. واللّوحان (6، 7) مستخرجان من مجموعة قديمة لا ذكر لناسخها تحتوي على تسعة ألواح بالعربيّة. والألواح (8-15،17) مستخرجة من مجموعة قديمة ناسخها غير مذكور، تحتوي على تسعة ألواح كاملة ولوحًا واحدًا ناقصًا. أمّا الألواح (32، 117-120) فمستخرجة من مجموعة بخط السّيد حسين الحسيني محرّرة في سنة 1308هـ (وقد تمّت مقابلة اللّوح رقم 120 بمخطوطة حرّرها محمّد علي يزدي موجودة في ورقة ضمن محفوظات المحفل الرّوحاني المركزي). والألواح (33-73، 76-92) مستخرجة من مجموعة لا تحمل اسم النّاسخ تشتمل على اثنين وسبعين لوحّا بالعربيّة  والفارسيّة منزلة في أرض المقصود، وعلى هامش بعض الألواح هذه توجد أسماء الأشخاص الّذين وجّهت الألواح إليهم. والألواح (93-116) مستخرجة من مجموعة أخرى تحتوي على عدد كبير من الألواح المفصّلة مثل لوح سلمان والكلمات الفردوسيّة والإشراقات ولوح الاتّحاد وغيرها، يعود تاريخ استنساخها لسنة 1308هـ ولا ذكر للنّاسخ فيها. وجميع هذه المجموعات الستّ والأوراق الثّلاث المفردة الّتي ليست ضمن محفوظات المحفل الرّوحاني المركزي، فهي موجودة في حوزة السيّد وحيد بهمردي. ونلفت نظر الأحبّاء إلى أن الغالبيّة المطلقة من ألواح هذا المجلّد من “لئالئ الحكمة” لم تنشر حتّى الآن ضمن مجموعات الألواح المطبوعة سابقًا في الهند ومصر وإيران، مع العلم أنّ هناك ثمّة فقرات قليلة جدًّا موجودة في بعض الكتب الأمريّة نحو وجود فقرات من اللّوح رقم (17) في الجزء الثاني من “الرّحيق المختوم” والمناجاة الموجودة في ختام اللّوح رقم (97) في “أدعية حضرت محبوب”. أمّا فيما يتعلّق بضبط حركات الإعراب، فمعلوم أنّ العربيّة قد تأخذ في بعض المواضع أكثر من وجه واحد في الإعراب؛ ففي مثل هذه الحالة أخذ ما هو أقرب إلى الصّحيح المشهور منه إلى الصّحيح المهجور. غير أنّ هنالك بعض المواضع في الألواح لا يتّفق فيها سياق كلمات الله مع أصول النّحو الموضوعة، ففي مثل هذه المواضع ضبطت الحركات بما هو أقرب إلى القاعدة النّحويّة مع العلم أنّ كلام الله منزّه عنها وليس مقيّدًا بها. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّه في اللّوح رقم (10) وُضعت حركة سكون على الدّال في آخر الآيات، وذلك طبقًا لما ورد في المخطوطة المعتمدة حيث أُثبتت السّكون على عدد من الدّالات في آخر آيات اللّوح المشار إليه، وذلك مع أنّ حركات الإعراب معدومة في سائر ألواح المجموعة التي استخرج منها هذا اللّوح. ويلاحظ في المجموعة أيضًا بعض الكلمات المطبوعة بصورة غير مألوفة نحو “عنكل” بدل “عن كل” و “كلّشيء” بدل “كلّ شيء”. فهذا الأسلوب في الكتابة كان متّبعًا أحيانًا في تحرير الألواح، فأبقيناها على صورتها الأصليّة في المخطوطات المصادر. هذا، ومن الجدير بالذّكر أن جمع هذا الكتاب وتهيئته هو من عمل السّيد وحيد بهمردي. وختامًا لا يسعنا سوى تقديم الحمد والشّكر لربّنا البهيّ الأبهى جلّ ذكره الذي وفّقنا على إصدار هذا الجزء الأول من كتاب “لئآلئ الحكمة” آملين أن يُتبع بأجزاء أخرى إن شاء وأراد.

 

– النّاشر –