جواهر الأسرار

المُنزل من قلم حضرة بهآء الله     استُهلّت فترةُ مكوث حضرة بهاء الله منفيّاً في العراق، لعِقدٍ من الزّمن، بظروف صعبة للغاية انحدرت فيها مقدّرات الدّعوة البابيّة إلى أدنى مستوياتها. بيدَ أنّ تلك الفترة قد شهدت أيضاً التّبلورَ التّدريجيّ للقوى المعنويّة الكامنة فيها، والّتي بلغت ذروتَها مع إعلان حضرة بهاء الله لرسالته العالميّة سنة 1863م. فأثناء تلك الأعوام العشرة، ومن مدينة بغداد بالتّحديد، تلألأ - على حدّ تعبير حضرة وليّ أمر الله شوقي أفندي - "القوّة والمجد والسّناء، موجةً بعد موجة، فأخصبت من جديد ذلك الدّين المتهالك [البابي] من حيث لا يُحتسَب، وانتشله من وهدة الغموض والنّسيان. ومنها فاضت، ليلَ نهار، وبقوّة متزايدة، أولى فيوضات الظّهور الّذي قُدّر له أن يفوق ظهور حضرة الباب في مداه وقوّته الدّافعة، وفي ضخامة كتبه وتنوّعها". كان من جملة بواكير تلك الفيوضات النّازلة من قلم العزّة لوحٌ مسهبٌ بالعربيّة يُعرف بـ جواهر الأسرار، تضمّن موضوعات تمّ تفصيلها كذلك بالفارسيّة - من خلال شئون النّزول المتنوّعة – في كلٍّ من الوديان السّبعة و كتاب الإيقان؛ وهما الأثران الخالدان اللّذان وصف حضرة وليّ أمر الله الأوّل بأنّه أعظم أثر عرفانيّ لحضرة بهاء الله، كما وصف الثّاني بأنّه كتابه الأبرز في العقائد. ويُمثّل لوح جواهر الأسرار واحداً من تلك "الألواح العربيّة" الّتي أشار إليها كتاب الإيقان.