أَمْــرٌ مُــهِــمٌّ
أَمْــرٌ مُــهِــمٌّ

أَمْــرٌ مُــهِــمٌّ

1 أغنية مشهورة من Black Men’s Gathering

اللّه أبهى
اللّه أبهى
البهائيّون يرحّبون بك.
البهائيّون يرحّبون بك.
قد جاء يومٌ جديد.
قد جاء يومٌ جديد.
قد جاء حضرة بهاء اللّه.
قد جاء حضرة بهاء اللّه.

2

في صباح يوم الاثنين

والشّمسُ مشرقـة،

كانت ماغي جاهزة لتبدأ يومها.

 

 

قالت ماغي وهي تنزل على الدّرجات: “الله أبهى”.

ردَّ فريدي: “الله أبهى”، فور سماعه صوت أخته.

قالت الأمّ: “الله أبهى” وهي تصبّ القهوة.

قال الأب: “الله أبهى” وهو يضع الزّبدة على الخبز.

 

 

 

وهكذا كانت ماغي وعائلتها يُحيّون بعضهم في الصّباح.


 

تناولت ماغي فطورها مسرعةً وغادرت المنزل إلى المدرسة. 

قالت ماغي: “صباح الخير” للسّيّدة أُوسوليفان الّتي كانت تسقي النّباتات في الخارج.

ردّت السّيّدة أُوسوليفان: “صباح الخير عزيزتي” وهي تلوّح بيدها مبتسمة.

 

 

قالت ماغي: “صباح الخير” للسّيّدة أُولاسكي الّتي كانت تفتح باب المتجر للتّوّ.

ردّت: “صباح الخير ماغي”. 

 

 

قالت ماغي: “مياو” للقِطّ مورغان الّذي كان يتدفّـأ تحت أشعّة الشّمس.

 

قال مورغان: “مياااووو” مُخرخرًا، وهو يتمدّد، ويتثاءب ثمّ يتمدّد مرّةً أخرى.

 

 

الكلب تريستان كان منهمكًا في شمّ الأرض، ولكنّه رفع وجهه للأعلى ونبح: “ووف، ووف”.

ردّت ماغي نابحةً: “ووف، ووف”.

 

وهكذا كانت ماغي تسير إلى المدرسة.

 

 

حين دخولها غرفة الصّفّ، حيّت ماغي السّيّدة إيدموندز الّتي كانت تكتب أشياء مهمّة جدًّا على السّبورة.

 

“صباح الخير سيّدة إيدموندز”.

 

أجابت السّيّدة إيدموندز وهي ما زالت تكتب:

صباح الخير ماغي، هل أنتِ جاهزة للدّرس؟

كانت السّيّدة إيدموندز تسأل السّؤال نفسه في كلّ صباح.

 

 

جلست ماغي بجانب صديقَـيْها لوا وماتيو. قال كلاهما “مرحبًا” في الوقت نفسه.

 

هكذا بدأت ماغي يومها الدّراسيّ.

 

 


عند انتهاء اليوم الدّراسيّ، قالت السّيّدة إيدموندز: “انتبهوا أيّـها التّـلاميذ! أريد منكم غدًا أن تحضروا معكم تذكارًا، شيئًا مهمًّا جدًّا بالنّسبة لكم. وعندما تشرحون لنا عنه، سنتعلّم شيئًا جديدًا عنكم.

 

جعّدت لوا أنـفها ورفعت يدها قائلةً: “لا أفهم ذلك، ما هو ’التّذكار‘؟”

 

أشارت السّيّدة إيدموندز إلى مشبكها البنفسجيّ. “هذا تذكاري. إنّه شيءٌ مهمٌّ جدًّا بالنّسبة لي.

 

سأل ماتيو: “ألهذا تضعينه كلّ يوم؟”

 

  1. من أين أتى تذكارك؟
  2. لماذا هو مهمٌّ بالنّسبة إليك؟
  3. ماذا يخبرنا التّذكار عنك؟

“نعم ماتيو، هذا المشبك يذكّرني بأشخاص أحبّهم. أهدتـني إيّاه أمّي عندما ذهبت إلى الجامعة لأصبح معلّمةً. وأمّها أعطتها إيّاه عندما تزوّجت، وأمّ جدّتي أعطته لجدّتي عندما أنجبت طفلها الأوّل”.

 

“وهكذا، كلّما أضع هذا المشبك، أتذكّر كلّ هؤلاء الأشخاص. ولهذا أضعه قريـبًا من قلبي”.

 

عندما دقّت السّاعة 2:30، قالت السّيّدة إيدموندز: “أراكم غدًا. لا تنسوا أن تحضروا تذكاراتكم معكم”.

 

ردّ الجميع في اللّحظة نفسها: “وداعًا سيّدة إيدموندز”، وانصرف التّلاميذ.

 

 

 

كانت ماغي مستعجلة لتصل إلى منزلها.

 

نبح تريستان: “ووف”

ردّت ماغي: “ووف”.

 

قال مورغان: “مياو”.

ردّت ماغي: “مياو”.

 

 

قالت مرحبًا للسّيّد أُولاسكي الّذي كان يكنّس ممرّ المشاة.

 

لوّحت بيدها للسّيّدة أُوسوليفان الّتي كانت تحفر في الحديقة.

 

 

 

عندما وصلتْ أخيرًا إلى المنزل، اتّجهت مباشرةً إلى غرفتها وبدأت تبحث عن شيءٍ مهمّ. 

 

قالت ماغي لنفسها: “عليَّ أن أجد شيئًا يخبر الجميع شيئًا عنّي”.

 

نظرت إلى صندوق عدّتها وأدواتها وقالت لا.

ليس هذا ما كانت تبحث عنه.

 

نظرت إلى تاجها وعصاتها السّحريّة وقالت لا.

 

نظرت إلى كلّ ما كان حولها، وقالت لنفسها: يجب أن يكون شيئًا بنفس أهمّيّة مشبك السّيّدة إيدموندز. بحثت ماغي ثمّ بحثت وبحثت فلم تجد شيئًا.

 

 

 

قرّرت ماغي أنّها بحاجة إلى المساعدة، ولذلك طوت ذراعَـيْها على صدرها، وأغمضت عينَـيْها، وقالت بصوتٍ عالٍ وبكلّ خشوعٍ: “الله أبهى، الله أبهى، الله أبهى”.

 

عندما فتحت عينَـيْها، رأت ما كانت تريده بجانبها على المنضدة.

كانت مِسبحتها الّتي تستعملها في الدّعاء موضوعةً هناك.

 

كانت مهمّة بالنّسبة لها، وبالطّبع ستُخبر طلّابَ صفّها شيئًا عنها وعن عائلتها. أمسكت ماغي المِسبحة وقالت: “شكرًا”.

 

 

في صباح اليوم التّالي، وبعد أن غسلت وجهها ويديها، جلست ماغي على سريرها، ووجهها متّجهٌ نحو الشّمس المشرقـة.

 

والمِسبحة في يديها، أغمضتْ عينيها وقالت: “الله أبهى” تسعَ عشْرةَ مرّةً.

 

 

قفزت ماغي من على السّرير ووضعت مِسبحتها في جيـبها، واستعدّت للذّهاب إلى المدرسة. سيكون اليوم يومًا شيّـقًا جدًّا. هذا ما شعرتْ به.

 

 

 

بينما كانت تقفز في طريقها إلى المدرسة، تساءلت: “متى ستسمح لنا السّيّدة إيدموندز أن نشارك تذكاراتنا؟”

 

 

 

  1. من أين أتى تذكارك؟
  2. لماذا هو مهمٌّ بالنّسبة إليك؟
  3. ماذا يخبرنا التّذكار عنك؟

في البداية جاءت حصّة الرّياضيّات ثمّ القراءة، وبعد ذلك العلوم وتلتها الفرصة. متى سيكون عرض التّذكارات؟

بعد الفرصة، قام الطّلّاب بـإنجاز أوراق العمل. وأخيرًا، قالت السّيّدة إيدموندز إنّ الوقت قد حان لمشاركة التّذكارات.

“إنّي متحمّسة لسماع ما ستقولونه عن تذكاراتكم. من يريد أن يتحدّث أوّلًا؟”

رفع الجميع أيديهم.

 

كانت لوا الأولى. لقد أحضرت معها فُرشاة رسم قديمة كانت أمّها قد أعطتها لأبيها عندما تزوّجا. أخذت لوا ترسم في الهواء.

 

سُويش،

داب،

سُويش.

 

قالت ماغي في نفسها: “أتمنّى أن تختارني السّيّدة إيدموندز بعدها”.

 

 

 

كان ماتيو التّالي. أظهر للطّلّاب علبة أزرار جدّته. كانت ممتلئة بأزرار متنوّعة في شكلها وحجمها. كلّما اشتاق ماتيو لـجدّته كان يضع يديه في الأزرار ويشعر بمدى خِفّة كلّ واحد منها.

 

قالت ماغي لنفسها وهي مضطربة: “متى ستختارني السّيّدة إيدموندز؟”.

 

قالت السّيّدة إيدموندز: “شكرًا لك يا ماتيو. الآن، حان دوركِ يا ماغي للمشاركة”.

 

 

وقفت ماغي أمام الطّلّاب، وأمسكت بمِسبحتها.

 

“هذه هي مِسبحتي الّتي استعملها أثناء الدّعاء. إنّها تساعدني لكي أتذكّر تلاوة الأدعية. أعطاني إيّاها والِدَايَ عندما كنتُ في السّادسة من عمري”.

أغمضت عينيها وتلت بصوتٍ عالٍ: “الله أبهى… الله أبهى… الله أبهى” وأصابعها تحرّك حبّات الخرز في المِسبحة واحدة تلو الأخرى.

 

 

 

سألت لوا: “ماذا تقولين؟”.

 

قالت ماغي بـبـطءٍ: “لـــــلَّـــــهُ أَبْـــــهَـــــى”، “ألم تـقوليها من قبل قطّ؟”

 

أجابت لوا: “لا”.

 

سألت ماغي: “هل قالها أحدٌ من قبل؟”.

 

أجاب زملاؤها: “لا!”.

 

قالت ماغي: “أن نقول ’الله أبهى‘ عندما نحيّي بعضنا كأن نقول ’مرحبًا‘. وتعتبـرُ أيضًا دُعاءً أو ابتهالًا قصيرًا جدًّا. أنا أقول ’الله أبهى‘ في كلّ واحدة من حبّات الخرز هذه في المِسبحة”.

 

 

 

سأل ماتيو: “ماذا تعني عبارة ’الله أبهى‘”؟.

 

رفعت ماغي يديها في الهواء وهتفت: “الله هو الأسنى والأبهى!”

 

ثمّ رفع جميع الأطفال أيديهم للأعلى مكرّرين:

“الله أبهى، الله أبهى، الله أبهى!”

 

 

نظرت السّيّدة إيدموندز إلى السّاعة ورأت أنّه حان وقت العودة إلى المنزل. 

 

“شكرًا لكم يا أطفال، سوف نتابع المشاركة غدًا. وداعًا. واصلوا التّعلّم!”

 

ردّ الجميع وهم يجمعون أغراضهم متّجهين نحو الباب: “وداعًا يا سيّدة إيدموندز”.

 

وضعت ماغي مِسبحتها الخاصّة بالدّعاء في جيبها بحذر واتّجهت نحو المنزل.

 

 

نبح تريستان وهو لا يزال يشمّ التّراب: “ووف، ووف”.

ردّت ماغي: “الله أبهى تريستان”.

 

قال مورغان بصوتٍ منخفض وهو يلحس مخالبه: “مياااووو”.

“الله أبهى مورغان”.

 

 

 

مدّت ماغي رأسَها إلى داخل متجر السّيّد والسّيّدة أُولاسكي اللّذَيْـن كانا يضعان الصّناديق على الأرفف.

 

قالت ماغي: “الله أبهى”.

السّيّد والسّيّدة أُولاسكي لم يعرفا معنى “الله أبهى” لكنّهما أرادا أن يكونا مهذّبَــيْن ولذلك ردّ كلاهما: “الله أبهى ماغي”.

 

 

 

كانت السّيّدة أُوسوليفان جالسة في الحديقة تشرب كوبًا من الشّاي.

قالت ماغي: “الله أبهى سيّدة أُوسوليفان”.

 

“الله أبهى ماغي”، ابتسمت السّيّدة أُوسوليفان، “الله هو الأسنى والأبهى”.

 

ردّت ماغي: “حقًّا إنّ الله كذلك… وداعًا”.

 

 “وداعًا يا عزيزتي”، قالت السّيّدة أُوسوليفان.

 

 

 

في المنزل، وبمجرّد أن فتحت ماغي الباب، هتفت: “الله أبهى، ها أنا قـد عُدْتُ إلى المنزل!” صعدت الدّرجات، اثنتَـيْن اثنتَـيْن في كلّ مرّة، متّجهة نحو غرفة نومها.

 

ردّت الأمّ والأب وفريدي: “الله أبهى. نحن عدنا للمنزل أيضًا”.

 

 

 

في غرفتها، أنزلت عن ظهرها حقيبتها ومدّت يدها إلى جيبها لتأخذ المِسبحة الخاصّة بالدّعاء.

 

ممسكة بها بالقرب من قلبها، قالت: “أشكرك يا إلهي لمساعدتك لي على مشاركة ’الله أبهى‘ مع أصدقائي”.

 

أعادت ماغي المِسبحة إلى المنضدة بلطف، وهمست مرّة أخرى: “الله أبهى، الله هو الأسنى والأبهى”.