يَا ابْنَ العَماءِ
جَعَلْتُ لَكَ الْمَوْتَ بِشَارَةً، كَيْفَ تَحْزَنُ مِنْهُ. وَجَعَلْتُ النُّورَ لَكَ ضِياءً، كَيْفَ تَحْتَجِبُ عَنْهُ.
حضرة بهاء الله (الكلمات المكـنونة)
يَا ابْنَ الرُّوحِ
بِبِشارَةِ النُّورِ أُبَشِّرُكَ فَاسْتَبْشِرْ بِهِ، وَإِلى مَقَرِّ القُدْسِ أَدْعُوكَ تَحَصَّنْ فِيهِ، لِتَسْتَريحَ إِلى أَبَدِ الأَبَدِ.
حضرة بهاء الله (الكلمات المكـنونة)
كُلُّكمْ خُلِقْتـُمْ مِنَ المَاءِ وَتُرْجَعُونَ إِلَى التُّرَابِ. تَفَكَّرُوا فِي عَوَاقِبِكُمْ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الظَّالِميـنَ.
(الكتاب الأقدس)
(لاَ تَجْزَعُوا فِي الْمَصَائِبِ وَلاَ تَفْرَحُوا. ابْتَغُوا أَمرًا بَيْنَ الأَمْرَينِ هُوَ التَّذَكُّرُ فِي تِلْك َالحَالَةِ وَالتَّنَبُّهُ عَلى مَا يَرِدُ عَليَكُمْ فِي العَاقِبَةِ كذلِكَ يُنْبِئُكُمُ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ).
(الكتاب الأقدس)
تُقْرَأُ في القنوت ([1]):
يا إِلَهِي هَذَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ الَّذِي آمَنَ بِكَ وَبآيَاتِكَ وَتَوَجَّهَ إِلَيْكَ مُنْقَطِعًا عَنْ سِوَاكَ، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ. أَسْئَلُكَ يَا غَفَّارَ الذُّنُوبِ وَسَتَّارَ العُيُوبِ، بِأَنْ تَعْمَلَ بِهِ مَا يَنْبَغِي لِسَمَاءِ جُوْدِكَ وَبحْرِ إِفْضَالِكَ وتُدْخِلَهُ فِي جِوَارِ رَحْمَتِكَ الْكُبْرَى الَّتي سَبَقَتِ الأَرْضَ وَالسَّمَاءَ. لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَفُورُ الْكَرِيمُ.
1- ثمّ يكبّر مرّة واحدة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ للهِ عابِدُوْنَ) 19 مرّةً.
2- ثم يكبّر مرّة ثانية (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ لله سَاجِدُوْنَ) 19 مرّة.
3- ثم يكبّر مرة ثالثة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ لله قانِتُوْنَ) 19 مرّةً.
4- ثم يكبّر مرّة رابعة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ لله ذاكِرُوْنَ) 19 مرّةً.
5- ثم يكبّر مرّة خامسة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ للهِ شاكِرُوْنَ) 19 مرّةً.
6- ثم يكبّر مرّة سادسة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ لله صاِبروْن) 19 مرّةً.
[1] القنوت هو حالة الوقوف مع بسط الكفّين مرتفعًا محاذي الصّدر، ويُذكر هنا أنّ طريقة أداء التّكبيرات السّتّ الأذكار السّتّة الّتي يكرّر كلّ منها تسعة عشر مرّة هي حسبما ورد في حاشية صلاة الميت الملحق بنصّ الكتاب الأقدس، طبعة المركز العالمي البهائي، 1995، ص 41.
تُقرأ في القنوت:
يا إِلهَيِ هَذِهِ أَمَتُكَ وَاَبْنَةُ أَمَتِكَ الَّتي آمَنَتْ بِكَ وَبِآيَاتِكَ وَتَوجَّهَتْ إِلَيكَ مُنْقَطِعةً عَنْ سِوَاكَ، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحمُ الرَّاحِمِين. أَسْأَلُكَ يا غَفَّارَ الذُّنُوبِ وَسَتَّارَ العُيُوبِ، بِأَنْ تَعْمَلَ بِهَا مَا يَنْبَغِي لِسَمَاءِ جُودِكَ وَبَحْرِ إِفْضَالِكَ وَتُدْخِلهَا فِي جِوَارِ رَحْمتِكَ الكُبْرَى الَّتي سَبَقَتِ الأَرْضَ وَالْسَّمَاءَ. لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الَغُفوْرُ الْكَرِيمُ.
1- ثمّ يكبّر مرّة واحدة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ للهِ عابِدُوْنَ) 19 مرّةً.
2- ثم يكبّر مرّة ثانية (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ لله سَاجِدُوْنَ) 19 مرّة.
3- ثم يكبّر مرة ثالثة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ لله قانِتُوْنَ) 19 مرّةً.
4- ثم يكبّر مرّة رابعة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ لله ذاكِرُوْنَ) 19 مرّةً.
5- ثم يكبّر مرّة خامسة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ للهِ شاكِرُوْنَ) 19 مرّةً.
6- ثم يكبّر مرّة سادسة (اللهُ أبهى)
ويقول: (إنّا كُلٌّ لله صاِبروْن) 19 مرّةً.
يا أَهْلَ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى عَلَيكُمْ ذِكْرُ اللهِ وَثَنائُهُ وَفَضْلُهُ وَأَلْطَافُهُ وَسَلامُهُ وَصَلوَاتُهُ وَكُلُّ ذِكْرِ خَيْرٍ كَاَن فِي كِتَابِهِ الْمُبِينِ، عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ القُبُورِ سَلامُ اللهِ مَالِكُ الظُّهورِ ومُكَلِّمُ الطُّورِ، طُوبَى لَكُمْ بِمَا فُزْتُـمْ بِالإِيمَانِ فِي أَيَّامٍ ارَتَعَدَتْ فَرَائِصُ الأَدْيَانِ، البَهاءُ عَلَيُكمْ وَعَلى أوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَظَاهِرِكُمْ وَبَاطِنِكُمْ.
هُوَ اللهُ تَعالى شَأنُهُ الْعِنايَةُ وَالأَلْطافُ
سُبْحَاَنكَ الْلَّهُمَّ يا إِلِهي، أَشْهَدُ بِقُدْرَتِكَ وَقُوَّتِكَ وَبِسُلْطَاِنكَ وَعِنايَتِكَ وَفَضْلِكَ وَاقْتِدَارِكَ وَبتَوْحِيدِ ذَاتِكَ وَتَفْريِدِ كَيْنُونَتِكَ وَبِتَقْدِيسِكَ وَتَنْزيِهكَ عَنِ الإِمْكَانِ وَما فِيهِ، أيْ رَبِّ تَرَانِي مُنْقَطِعًا عَنْ دُونِكَ وَمُتَمَسِّكًا بِكَ وَمُقْبِلاً إِلى بَحْرِ عَطَائِكَ وَسَماءِ جُودِكَ وَشَمْسِ رَحْمَتِكَ، أيْرَبِّ أَشْهَدُ بِأنَّكَ جَعَلْتَ عَبْدَكَ حَامِلَ أَمَانَتِكَ وَهُوَ الْرُّوْحُ الَّذِي بِهِ أَظْهَرْتَ الحَيَوةَ لِلْعَالَمِ، أَسْئَلُكَ بِتَجَلِّيَاتِ أَنْوارِ نَيِّرِ ظُهُورِكَ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهُ مَا عَمِلَ فِي أَيَّامِكَ. ثُمَّ اجْعَلْهُ مُزَيَّنًا بِعِزِّ رِضَائِكَ وَمطَرَّزًا بقَبُولِكَ، أَيْ رَبِّ أَشْهَدُ وَتَشْهَدُ الكَائِنَاتُ بِقُدْرَتِكَ، أَسْئَلُكَ أَنْ لا تُخَيِّبَ هذَا الرُّوحَ الَّذِي صَعَدَ إِلَيْكَ مِنْ فِرْدَوْسِكَ الأَعْلَى وَجَنَّتِكَ العُلْيَا مَقامَاتِ قُرْبِكَ يا مَوْلَى الْوَرَى، ثُمَّ اجْعَلْ عَبْدَكَ يا إِلَهِي مُعَاشِرًا مَعَ أَصْفِيَائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ وَأَنْبِيَائِكَ فِي الْمَقَاماتِ الَّتي عَجِزَتِ الأَقْلاَمُ عَنْ ذِكْرِهَا وَالأَلْسُنُ عَنْ وَصْفِهَا، أَيْ رَبِّ إِنَّ الفَقِيرَ قَصَدَ مَلَكُوتَ غَنَائِكَ وَالغَرِيْبَ وَطَنَهُ فِي جِوَارِكَ وَالعَطْشَانَ كَوْثرَ عَطَائِكَ، أَيْ رَبِّ لا تَقْطَعْ عَنْهُ مَائِدَةَ فَضْلِكَ وَلا نِعْمَةَ جُودِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ الْفَضَّالُ. أَيْ رَبِّ قَدْ رَجَعَتْ إِلَيْكَ أَمَانَتُكُ يَنْبَغي لِسَمَاءِ جُودِكَ وَكَرَمِكَ الَّذِي أَحَاطَ مُلْكَكَ وَمَلَكُوتَكَ، أَنْ تُنْزِلَ عَلى ضَيْفِكَ الْبَدِيعِ نِعَمَكَ وَآلاءِكَ وَأثْمَارَ أَشْجَارِ فَضْلِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ عَلَى مَا تَشَاءُ. لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الفَيَّاضُ العَطَّافُ الكَرَّامُ الغَفَّارُ العَزِيزُ الْعَلاَّمُ. أَشْهَدُ يا إِلهِي بِأَنَّكَ أَمَرْتَ النّاسَ بإِكْرَام ِالضُّيُوفِ وَإِنَّ الَّذِي صَعَدَ إِلَيْكَ قَدْ وَرَدَ عَلَيْكَ، إِذًا فَاعْمَلْ بِهِ مَا يَنْبَغِي لِسَمَاءِ فَضْلِكَ وَبَحْرِ كَرَمِكَ، إِنِّي وَعِزَّتِكَ أَكُونُ مُوْقِنًا بِأَنَّكَ لا تَمْنَعُ نَفْسَكَ عَمَّا أَمَرْتَ بِهِ عِبَادَكَ وَلاَ تَحْرِمُ مَنْ تَمَسَّكَ بِحَبْلِ عَطَائِكَ وَصَعَدَ إِلَى أُفُقِ عِنَايَتِكَ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْفَرْدُ الْوَاحِدُ المُقْتَدِرُ الْعَلِيمُ الْوَهَّابُ.
وَأَرَدْنَا أَنْ نَذْكُرَ أَوْلِيَاءَ اللهِ وَأَحِبَّائَهُ الَّذِينَ صَعَدُوا إِلَى الرِّفِيقِ الأَعْلَى مِنَ الذُّكُورِ وَالإِنَاثِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْفَضَّالُ الغَفُورُ الرَّحِيمُ:
أَلْبَهاءُ الَّذِي أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ سَمَاءِ العَطَاءِ عَلَيْكُم يا أَهْلَ البَهَاءِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ مَا نَقَضْتُمْ ميِثَاقَ اللهِ وَعَهدَهُ، أَقْبَلْتُمْ وَاعتَرَفْتُمْ بِظُهُورِهِ وَعَظَمَتِهِ وَسُلْطَانِهِ وَقُوَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَاقْتِدَارِهِ، طُوبَى لَكُمْ وَنَعِيمًا لَكُمْ بِمَا فُزْتُمْ بِآثَارِ القَلَمِ الأَعْلَى قَبْلَ صُعُودِكُمْ وَبَعْدَ صُعُودِكُمْ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى، نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ وَيُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُم وَيُنْزِلَ عَلَيْكُمْ مِنْ سَحَابِ سَمَاءِ كَرَمِهِ أَمْطَارَ رَحْمَتِهِ وَيُقَدِّرَ لَكُمْ مَا يُزَيِّنُكُم بِطِرازِ الْفَرَحِ وَالابْتِهَاجِ، إِنَّهُ هُوَ المُقْتَدِرُ عَلَى مَا يَشَاءُ. لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الْغَفَّارُ.
هُوَ المُبَشِّرُ المُشْفِقُ الكَرِيمُ
أَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَظْهَرَ مَا كَانَ مَكْنُونًا فِي أَزَلِ الآزَالِ وَمَسْتُورًا عَنِ العُيُونِ وَالأَبْصَارِ، فَلَمَّا أَرَادَ إِظْهَارَ فَضْلِهِ الَّذِي أَحَاطَ الكْاَئِنَاتِ وإِبْرَازَ رَحْمَتِهِ الَّتِي سَبَقتِ المُمْكِنَاتِ نَطَقَ بِالكَلِمِةِ العُلْيَا وبِهَا نَادَى المُنَادِ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ المُلْكُ للهِ مَالِكِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفاتِ، الحَمْدُ لله الَّذِي تَجَلَّى باسْمِهِ العَزِيزِ عَلَى العَالَمِ، إِذًا أَقْبَلَتِ المَوْجُودَاتُ إِلى الْبَحْرِ الأَعْظَمِ الَّذيِ كُلُّ قَطْرَةٍ مِنْهُ تُبَشِّرُ العِبَادَ بظُهورِ مُكَلِّمِ الطُّورِ وَمُشْرِقِ النُّورِ الَّذِي سَطَعَ وَلاحَ مِنْ أفُقِ إِرَادَةِ اللهِ مُنْزِلِ الآيَاتِ، ألْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ الْمَوتَ بَابًا لِلِقَائِهِ وَسَبَبًا لِوِصَالِهِ وَعِلَّةً لِحَيَوةِ عِبَادِهِ وَبِهِ أَظْهَرَ أَسْرَارَ كِتَابِهِ وَمَا كَانَ مَخْزُونًا فِي عِلْمِهِ إِنَّهُ هُوَ الْمُقْتَدرُ الَّذِي لَمْ يُعْجِزْهُ ظُلْمُ الظَّالِمِينَ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مَطَالِعُ الظُّنُونِ والأَوْهَامِ. شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُو وَالَّذِي أَتَى بِالحَقِّ إِنَّهُ هُوَ مَشْرِقُ جَلالِهِ وَمَطْلِعُ جَمَالِهِ وَمَظْهَرُ أَسْرَارِهِ وَمُنَزِّلُ آيَاتِهِ وَمُعْلِنُ بَيِّناتِهِ، هُوَ الَّذي بِقيَامِهِ أَمَامَ وُجُوْهِ العَالَمِ ارْتَعَدَتْ فَرَاِئصُ الأُمَمِ وَمَاجَ بَحْرُ اسْمِهِ الأَعْظَمِ وَبِهِ تَحَرَّكَ الْقَلَمُ الأَعْلَى وأَظْهَرَ لَئالِيَهُ الْمَكْنُونَةِ وَجَوَاهِرَهُ المَخْزُونَةِ وَبِهِ خُرِقَتِ الأَحْجَابُ وَاشْتَعَلَتْ أَفِئدَةُ أُولِي الأَلْبَابِ فِي الْمَآبِ وَنَطَقَتِ الأَشْيَاءُ المُلْكُ وَالمَلَكُوتُ، ثُمَّ العِزَّةُ وَالجَبرُوتُ للهِ رَبِّ الأَرْبَابِ وَالآمِرِ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ.
هُوَ اْلمُعَزِّي الْمُسَلِّي الغَفُورُ الرَّحِيمُ
سُبْحانَكَ يا مَالِكَ الوُجُوِدِ وَالمُهَيْمِنُ عَلَى الغَيْبِ وَالشُّهُودِ. أَسْئلُكَ بِاللِّسَانِ الَّذِي مِنْهُ جَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ وَالْبَيَانِ فِي الإِمْكَانِ وَبِالْقَلْبِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَخْزَنًا لِعِلْمِكَ وَأَسْرَارِكَ وَكَنْزًا لِحِكْمَتِكَ وَآيَاتِكَ، بِأَنْ تُنَزِّلَ عَلَى مَنْ صَعَدَ إِلَيْكَ فِي كُلِّ حِينٍ رَذَاذَ رَحْمَتِكَ وَأَمْطَارَ عِنَايَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِي شَهِدَ بِكَرَمِكَ كُلُّ ذِي لِسَانٍ وَبِفَضْلِكَ كُلُّ ذِي بَيانٍ، تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَتَحْكُمُ مَا تُرِيد، إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَمِيدُ، ثُمَّ نَسْألُكَ يا إِلَهَ العَالَمِ بِأنْ تُقَدِّرَ لِلَّذيِنَ نَسَبْتَهُمْ إِلَيْهِ مَا يُقَرَّبُهُمْ إِلَيْكَ فِي كُلِّ الأَحْوَالِ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَنِيُّ المُتْعَالِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الفَضَّالُ.
هُوَ المُلْهِمُ المُؤَيِّدُ الكَرِيمُ
يا أيُّهَا النَّاظِرُ إِلى الْوَجْهِ، لا تَحْزَنْ عَمَّا وَرَدَ عَلَيْكَ مِنْ قَضَاءِ اللهِ رَبِّ الأَرْبَابِ، اشْكُرْهُ عَلَى فَضْلِهِ وَعَطَائِهِ وَجُوْدِهِ. إِنَّا كُنَّا مَعَهُ آخِرَ أيَّامِهِ فِي الدُّنْيَا وَأَوَّلَ أَيَّامِهِ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى وَحِينَ صُعُودِهِ اسْتَقْبَلَهُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ أَمْرًا مِنْ لَدَى اللهِ مُحْيِي الأَمْوَاتِ. يَا لَيْتَ حِينَ العُرُوجِ كَانَ مُزَيَّنًا بِنُورِ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ وَتَفْوِيضِ الأَمُوُرِ إِلَيْهِ وَرَاضِيًا بِقُدْرَتِهِ وَقَضَائِهِ إِنَّ قَلَمِيَ الأَعْلَى أَرَادَ أَنْ يُسَلِّيَكَ وَيُبَدِّلَ حُزْنَكَ بِالْفَرَحِ وَالسُّرُورِ. إنَّهُ هُوَ مَالِكُ الظُّهُورِ وَالظَّاهِرُ بِاسْمِهِ الغَفُورِ.
هُوَ الْمُعَزِّي المُشْفِقُ الْكَرِيمُ
يا وَرَقَتِي قَدْ وَرَدَ عَلَيكِ مَا تَغَبَّرَتْ بِهِ الوُجُوهُ، وَذَابَتْ بِهِ الأَكْبَادُ، نَسْأَلُ اللهَ أنْ يُعَزِّيَكِ وَيُسَلِّيَكِ وَيُنْزِلَ عَليْكِ مَا يُبَدِّلُ الحُزْنَ بِالفَرَحِ وَيُزَيِّنَكِ بِطِرَازِ الصَّبْرِ الجَمِيلِ والاصْطِبَارِ الِّذي وَصَّى بِهِ عِبَادَهُ فِي التَّنْزِيلِ، يا أمَتِيِ اعْلَمِي أَنَّ الْمَوْتَ بَابٌ مِنْ أبْوابِ رَحْمَةِ رَبِّكِ، بِهِ يُظْهِرُ مَا هُوَ الْمَسْتُورُ عَنِ الأَبْصَارِ وَمَا الْمَوْتُ إِلاَّ صُعُودُ الرُّوحِ مِنْ مَقَامِهِ الأَدْنَى إِلى المَقَامِ الأَعْلَى وَبِهِ يَبْسُطُ بِسَاطَ النَّشَاطِ وَيُظْهِرُ حُكْمَ الانْبِسَاطِ، الأَمرُ بِيَدِ الله مَوْلَى العَالَمِ وَالاسْمِ الأَعْظَمِ الَّذي بِهِ ارْتَعَدتْ فَرَائِصُ الأُمَمِ، نَسْأَلُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُعَرِّفَ الكُلَّ ثَمَراتِ الصُّعُودِ وَآثارِ الخُرُوجِ مِنْ هَذَا الدُّنْيا إِلَى الرَّفيِقِ الأَعْلَى، لَعَمْري إِنَّ المُؤْمِنَ بَعْدَ صُعُودِهِ يَرَى نَفْسَهُ فِي رَاحَةٍ أَبَدِيَّةٍ وَفَرَاغَةٍ سَرْمَدِيَّةٍ. إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الكَرِيمُ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
(الكلمات العاليات أثر مبارك مُنزل من قلم حضرة بهاء الله في ثمانية أقسام بالعربيّة، ثمّ أنزل حضرة بهاء الله نفسه ترجمة فارسيّة لكلّ من تلك الأقسام الثّمانية. وهنا أُوردت الأقسام العربية فقط. وهذه الكلمات يجوز تلاوتها لجميع المؤمنين المتصاعدين إلى الله).
هُوَ هُو
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلَهي. كَيْفَ يَتَحرَّكُ القَلَمُ وَيَجْرِي المِدَادُ بَعْدَ مَا انْقَطَعتْ نَسَائِمُ الوِدَادِ وَأشْرَقَتْ شَمْسُ القَضَاءِ مِنْ أُفُقِ الإِمْضَاءِ. وَخَرَجَ سَيْفُ الْبَلاَءِ مِنْ غِمْدِ البَدَاءِ. وَارْتَفَعتْ سَمَاءُ الأَحْزَانِ وَنَزَلَ مِنْ سَحَابِ القَضَاءِ رِمَاحُ الافْتِتَانِ وَسِهَامُ الانْتِقَامِ. بِحَيْثُ أَفَلَتْ أَنْجُمُ السُّرُورِ فِي قُلُوبِ أَحِبَّائِكَ وَانْعَدَمَتْ مَقَادِيُر الْبَهْجَةِ فِي أَفْئِدَةِ أَصْفِيَائِكَ وَتَتَابَعَتِ الرَّزَايَا حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى مَقَامٍ لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَحْمِلَهَا وَلَنْ تَطِيقَ نَفْسٌ أَنْ تَقْرُبَهَا، بحَيْثُ أُغْلِقَتْ أَبْوَابُ الرَّجَاءِ وَانْقَطَعتْ نَسَائِمُ الوَفَاءِ وَهَاجَتْ رَوَائِحُ الفَنَاءِ. وَعِزَّتِكَ يَبْكِي القَلَمُ وَيَضُجُّ المِدَادُ. وَانْصَعَقَ اللَّوْحُ وارْتَعَشَتِ الأَبْدَانُ وَانْهَدَمَتِ الأرْكَانُ، فآهٍ آهٍ عَمَّا قَضَى وَأَمْضَى وَذلِكَ مِنْ عِنايَتِكَ الأُولَى.
وَأَنْتَ الَّذِي أَوْقَدْتَ سُرُجَ المَحَبَّةِ فِي مِشْكَاةِ العِنَايَةِ وَرَبَّيْتَهَا بِدُهْنِ العِلْمِ وَالحِكْمَةِ. حَتَّى أَضَاَءَتْ وَاسْتَضَائَت. وَبِنُورِهَا أَشْرَقَتْ أَنْوَارُ أَحَديَّتِكَ فِي مِشْكَاةِ عِزِّ سَلْطَنَتِكَ، وَاسْتَحْكَمْتَ أَرْكَانُ بَيْتِ أَزَلِيَّتِكَ فِي رِيَاضِ قُدْسِ هُوِيَّتِكَ. وَحَفِظْتَهَا بِزُجَاجَةِ فَضْلِكَ وَبِلَّوْرِ رَحْمَتِكَ لِئَلاَّ تَهُبَّ عَلَيْهَا الأَرْيَاحُ المُكَدِّرَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أقْمَصْتَهَا بِقَمِيصِ جُوْدِكَ وَرَأْفَتِكَ. وَأَظْهَرْتَهَا مِنْ مَلَكُوتِ صِفَاتِكَ عَلَى هَيْكَلِ أَسْمَائِكَ، فَلَمَّا تَمَّ خَلْقُهَا وَطَابَ خُلْقُهَا هَبَّتْ عَلَيْهَا أَرْيَاحُ الفَنَاءِ وَانقْطَعَتْ عَنْهَا نَسَماتُ البَقَاءِ، حَتَّى أُخِذَتْ حَيَاتُهَا وَانْكَسَرَتْ مِشكَاتُهَا وَفَنَتْ أَنْوَارُهَا. فَآهٍ آهٍ عَمَّا قَضَى وَأَمْضَى وَذَلِكَ مِن قَضَايَاكَ الأُخْرَى.
كَيْفَ أَذْكُرُ يا إِلهِي بَدَائِعَ صُنْعِكَ وَأَسْرَارَ حِكْمَتِكَ بِحَيْثُ خَلَقْتَ مِن جَوَاهِرِ النَّعْمَاءِ المَاءَ الدُّرِّيَّ البَيْضَاءَ وَأجْرَيْتَهُ مِن أَصْلابِ الآبَاءِ، وَنَقَلْتَهُ مِنْ صُلْبٍ إلى صُلْبٍ حَتَّى انْتَهَى فِي ظَهْرِ أَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ. ثُمَّ نَزَّلْتَ هَذَا المَاءَ اللَّطِيفَ الصَّافِي فِي صَدَفِ أَمَةٍ مِنْ إِمَائِكَ وَرَبَّيْتَهُ فِيِه بِأَيادِي سِرِّكَ وَلَطَائِفِ رَأْفَتِكَ وَدَبَّرْتَهُ بِتَدَابِيرِ حِكْمَتِكَ. حَتَّى صَوَّرْتَهُ فِي بَطْنِ الأُمِّ عَلَى هَيْكَلِ التَّكْرِيِمِ وَأَحْسَنِ التَّقْويِمِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَخْرَجْتَهُ وَأرْضَعْتَهُ وَأَنعَمْتَهُ وَغَذَّيْتَهُ وَسَقَيْتَهُ وَأكْرَمْتَهُ وَأَعْلَيْتَهُ وَقَوَّمْتَهُ وَكَبَّرْتَهُ حَتَّى أَوْصَلْتَهُ إِلى الغَايةِ الَّتِي لا غَايَةَ لَها فِي خَلْقِكَ وَالعُلُوَّ الَّذي لا مُنْتَهَى لَهُ فِي بَرِيَّتِك بِحَيْثُ عَرَّجْتَهُ إِلى سَمَاءِ أَمْرِكَ وَهَواءِ عِزِّ قُدْسِكَ وَأوْصَلْتَهُ إِلَى مَعَارِجِ الأَسْفَارِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَقَطَّعْتَهُ عَنْ كُلِّ الْجِهَاتِ وَرَجَّعْتَهُ مِنْكَ إلَيْكَ حَتَّى وَرَدَ عَلَيْكَ وَنَزَلَ بِكَ. وَلَكِنْ يا إلهِي حِينَ وُرُودِهِ عَلَيْكَ عَرَّيْتَ جَسَدَهُ لأَنَّكَ مَا أَحْبَبْتَ غَيْرَهُ وَأَخْذتْ َثِيَابَهُ لأَنَّكَ مَا أَرَدْتَ دُونَهُ وَأَسْكَنْتَهُ فِي بَيْتٍ لَمْ يَكُنْ فِيِه مِنْ رَفِيقٍ وَلا مِنْ شَفِيقٍ وَلا مِنْ مُصَاحِبٍ وَلا مِنْ أَنِيسٍ وَلا مِنْ سِرَاجٍ وَلا مِنْ فِرَاشٍ. وَبَقِيَ مِسْكِينًا فَقِيرًا فَرِيدًا مُسْتَجِيرًا، فَآهٍ آهٍ بِذَلِكَ انْقَطَعَتْ نَسَائِمُ الشَّرفِ عَنْ طَرَفِ البَقاءِ وَكَلَّتْ وَرْقَاءُ الأَمْرِ عَنْ نَغَمَاتِ الوَفَاءِ وَشَقَّ الوُجُودُ عَنْ هَيْكَلِهِ الثِّيَابَ الصَّفْرَاءَ. وَأَلْقَتِ الحُورُ عَنْ وَجْهِهِا الرَّمَادَ وَبَكَتْ عُيونُ العَظَمَةِ فِي سَرَائِرِ الإِمْكَانِ بِالمَدَامِعَ الحَمْرَاءِ. فَآهٍ آهِ قَضَى مَا أَمْضَى وَذَلِكَ مِنْ مَصَائِبِكَ الكُبْرَى.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يا إِلهِي، بَعْدَ مَا أَصْعَدْتَهُ إِلى مَيَاديِنِ الهَاءِ عَرْشِ البَقَاءِ وَفنَائِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَبَقَائِهِ بِالنُّورِ الأَعْلَى فِي رَفَارِفِ البَدَاءِ وَوُصُولِهِ إِلَيهِ وَعِرْفَانِهِ نَفْسَهُ وَإِبْلاَغِهِ نوُرَهُ وَإِدْرَاكِهِ جَمَالَهُ سَقَيْتَهُ مِنْ بَدَائِعِ العُيُونِ الصَّافِيةِ مِنْ جَوَاهِرِ عِلْمِكَ الْمَكْنُونَةِ وَأَلْبَسْتَهُ مِنْ رِدَاءِ الهُدَى. وَأَشْرَبْتَهُ مِنْ كُؤُوسِ التُّقَى حَتَّى سَمِعَ نَغْمَةَ الوَرْقَاءِ فِي مَرْكَزِ العَمَاءِ. وَوَقَفَ عَلَى المَنْظَرِ الأَكْبَرِ وَقَامَ لَدَى حَرَمِ الكِبْرِيَاءِ وَاسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الصَّفْرَاءِ فِي البُقْعَةِ الحَمْرَاءِ وَاسْتَغْنى بِكَيْنُونَتِهِ وَاسْتَبْقَى بِذَاتِيَّتِهِ وَشَاهَدَ بِعَيْنهِ مَا شَاهَدَ وَعَرَفَ بِقَلْبِهِ مَا عَرَفَ وَعَرَجَ بِتَمامِهِ إِلَى المَقَامِ الَّذِي لَنْ يَسبْقَهُ أَحَدٌ فِي حُبِّهِ إِيَّاكَ، وَرِضَائِهِ فِي قَضَائِكَ وَتَسْلِيمِهِ فِي بَلائِكَ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ الشَّأْنِ الأَعْلَى وَالمَقَامِ الأَعَزِّ الأَوْفَى حَتَّى نَفَخْتَ عَلَيْهِ مِنْ نَفَحَاتِ قَضَائِكَ وَأَرْيَاحِ بَلاَئِكَ. وَأَخذْتَ مِنْهُ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَهُ بِجُودِكَ، بِحَيُثُ مُنِعَتْ رِجْلاهُ عَنِ المَشْيِ وَيَدَاهُ عَنِ الأَخْذِ وَبَصَرُهُ عَنْ مُشَاهَدَةِ جَمَالِكَ وَسَمْعُهُ عَنْ اسْتِمَاعِ نَغَمَاتِكَ وَقَلْبُهُ عَنْ عِرْفَانِ مَوَاقِعَ تَوْحِيدِكَ وَفُؤَادُهُ عَنْ الإِيِقَانِ بِمَظَاهِرِ تَفْريدِكَ وَمَا اكْتَفَيْتَ بِذَلِكَ حَتَّى نَزَعْتَ عَنْهُ خِلَعَ عِنَايَتِكَ وَنَزَّلْتَهُ مِنْ قُصُوِرِ العِزَّةِ إِلَى تُرَابِ الذِّلَّةِ وَمِنْ مَخْزَنِ الغِنَى إِلَى مَكْمَنِ الفَقْرِ وَسَكَنَ فِي بَاطِنِ الأَرْضِ وَحِيدًا غَرِيبًا عُرْيَانًا مَحْرُومًا مَهْجُورًا، فَآهٍ آهٍ عَمَّا قَضَى وَأَمْضَى وَذَلِكَ مِنْ رَزِيَّتِكَ الكُبْرَى.
وَأَنْتَ الَّذِي أَغْرَسْتَ شَجَرَةً طَيِّبَةً فِي أَرْضٍ مُبَارَكَةٍ لَطِيْفَةٍ وَأَشْرَبْتَهَا مَاءَ الكَافُورِ مِنْ عُيُونِ الظُّهُورِ وَرَبَّيْتَهَا بِاقْتِدَارِ سَلْطَنَتِكَ وَحَفِظْتَهَا بِأَيْدِي قُدْرَتِكَ حَتَّى ارْتَفَعَتْ وَعَلَتْ وَجَعَلَتْ أَصْلَهَا ثَابِتًا فِي أَرْضِ مَشِيئَتِكَ بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَائِكَ، وَفَرْعَهَا فِي سَمَاءِ إِرَادَتِكَ وَاسْتَقَرَّتْ وَارْتفَعَتْ وَصَارَتْ ذَاتَ أَفْنَانٍ مُتَعَالِيَةٍ وَذَاتَ أَغْصَانٍ مُرْتَفِعَةٍ وَذَاتَ دَوْحَةٍ قَوِيَّةٍ وَذَاتَ قُضْبَانٍ مَنيِعَةٍ عَظِيمَةٍ وَسَكَنَتْ عَلَى أفْنَانِهَا أَرْوَاحُ عِزِّ هُوِيَّتِكَ وَرَقَدَتْ عَلَى أَغْصَانِهَا حَمَامَاتُ قُدْسِ أَزَلِيَّتِكَ، وَقَفَصَاتُ النُّورِ عَليْهَا مُعَلَّقَاتٌ، وَفِيهَا مِنْ طُيُورِ العِزِّ مُغَنِّيَاتٍ، وَحَمَامَاتِ القُدْسِ مُغَرِّدَاتٍ، كُلُّهُنَّ يَذْكُرْنَ اللهَ رَبَّهُنَّ بِاللِّسَانِ البَدِيِعِ فِي الأَلْحَانِ وَبِالكَلِمَةِ المَنيِعَةِ عَلَى الأَغْصَانِ. وَمِنْ نَغَمَاتِهِنَّ تَوَلَّهَتْ أَفْئِدَةُ المُخْلِصِينَ وَاسْتَقَرَّتْ أَنْفُسُ المُقَرَّبِينَ، فَلَمَّا بَلَغَتْ إِلَى أَعْلَى مَقَامِهَا أَخَذَتْهَا صَوَاعِقُ قَهْرِكَ وَقَوَاصِفُ بَلِيَّتِكَ حَتَّى كُسِرَتْ أَغْصَانُهَا واصْفَرَّتْ أوْرَاقُهَا وَسَقَطَتْ أَثْمَارُهَا وَانْكَسَرَتْ أَقْفَاصُهَا وَطَارَتْ طُيوُرُهَا حَتَّى وَقَعَتْ بِأَسْرِهَا وَأَصْلِهَا وَفَرْعِهَا. كَأَنَّهَا مَا غُرِسَتْ وَمَا خُلِقَتْ وَمَا ظَهَرَتْ وَمَا عَلَتْ وَمَا رُفِعَتْ. فآهٍ آهٍ قَضَى وَأَمْضَى وَذَلِكَ مِنْ اقْتِدَارِ سَلْطَنَتِكَ العُظْمَى.
وَأَنْتَ الَّذِي نَزَّلْتَ حُكْمَ القُدْرَةِ مِنْ جَبَروتِ العِزَّةِ وَأَشْرَقَ بِإِذْنِكَ حُكْمُ القَضَاءِ بِالإِمْضَاءِ فِي مَلَكُوتِ البَدَاءِ لاسْتِواءِ بُقْعَةِ العَظَمَةِ عَلَى أَوْتَادٍ مِنَ الحَديدَةِ المُحْكَمَةِ المُتْقَنَةِ، وَسَوَّيْتَهَا مِنْ تُرَابِ العِنَايَةِ مِنَ جَنَّةِ أَزَلِيَّتِكَ. وَبَنَيْتَهَا عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْكَانٍ مِن هَيَاكِلَ عِزِّ أَحَديَّتِكَ. وَزَيَّنْتَهَا بِشُمُوسِ صَمَدَانِيَّتَكَ. وَطَرَّزْتَهَا مِنْ صَافِي ذَهَبِ مرْحَمتِكَ. وَجَعَلْتَ أَبْوَاَبَهَا مُزَيَّنَةً مِنَ اليَاقُوتَةِ الْحَمْرَاءِ فِي اسْمِكَ العَلِيِّ الأَعْلَى، وَجِدَارَهَا مُرَصَّعًا مِن لآلِئِ صِفَاتِكَ العُلْيَا فِي ذِكْرِكَ الأَكْبَرِ الأَبْهَى، وَجَعَلْتَ سَقْفَهَا وَعَرْشَهَا مِنَ الأَلْمَاسِ الرَّطِبِ الأَصْفَى فِي الذَّكْرِ الأَتَمِّ الأَقْدَمِ الأَوْفَى، سُبْحَانَ اللهِ خَالِقِهَا وَمُوجِدِهَا وَمُظْهِرهَا وَمُقَدِّرِهَا. وَبَعْدَ بُلُوغِهَا إِلَى غَايَتِهَا وَظُهُورِهَا عَلَى أَحْسنِ خَلْقِهَا كَانَتْ بَاقِيةً إِلَى أَنْ تَمَّ مِيقَاتُهَا إِذًا ارْتَفَعَتْ سَمَاءُ بَلاَئِكَ فِي لاهُوتِ سَطْوَتِكَ وَنَطَقَتْ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةُ قَهْرِكَ بِكَلِمَةِ بَطْشِكَ، تَحَرَّكَ أَسَاسُ البَيْتِ حَتَّى وَقَعَتْ أَرْكَانُهَا وَسَقَطَتْ عُرُوشُهَا وَانْهَدَمَتْ أَبْوَابُهَا وَانْعَدَمَ جِدَارُهَا وَمَّحَتْ عَلامَتُهَا كَأَنَّهَا مَا بُنِيَتْ عَلَى أَرْضِكَ وَمَا رُفِعَتْ فِي دِيارِكَ وَمَا ظَهَرَتْ فِي بِلاَدِكَ بِحَيْثُ تَفَرَّقَ تُرَابُهَا وَنُسِيَ ذِكْرُهَا وَمَّحَتْ آثَارُهَا. فآهٍ آهٍ قَضى مَا أَمْضَى وَذلِكَ مِنْ بَدَائِعِ تَقْدِيرِكَ الأَعْلَى وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى حُسْنِ قَضَائِكَ الأَحْلَى.
وَعِزَّتِكَ يا إِلهِي لا أَشْكُو إِلَيْكَ فِيِمَا وَرَدَ مِنْ عِنْدِكَ وَنَزَلَ مِنْ جَنَابِكَ، بَلْ أسْتَغْفِرُكَ فِي كُلِّ مَا ذَكَرْتُ وَحَكَيْتُ وَنَطَقْتُ مِنْ اجْتِرَاحَاتِي الَّتِي لَنْ تَحْكِيَ إِلاَّ عَنْ غَفْلَتِي مِنْ ذِكْرِكَ وَإِعْرَاضِي عَنْ رِيَاضِ قُرْبِكَ، لأَنِي عَرَفْتُ مَوَاقِعَ حِكْمَتِكَ وَاطَّلَعْتُ عَلَى تَدَابِيرِ عِزِّ رُبُوبِيَّتِكَ وَأَيْقَنْتُ بِأَنَّكَ بِسُلْطانِ فَضْلِكَ لَنْ تُعَامِلَ بِعِبَادِكَ إِلاَّ مَا يَنْبَغْيِ لِعِزِّ جَلالِكَ وَيَليِقُ لِبَدَائِعِ إِفْضَالِكَ وَمَا قَضَى حُكْمُ الرُّجُوعِ مِنْ أُفُقِ قُدْرَتِكَ وَجَبَرُوتِ إِرَادَتِكَ إِلاَّ بِمَا يُوصِلُ العِبَادَ إِلَى غَايَةِ فَضْلِكَ وَمُنْتَهَى مَرَاتِبِ جُوْدِكَ وَفَيْضِكَ. وَاعْلَمْ بِأَنَّ الَّذِي عَرَجَ إِلَيْكَ وَنَزَلَ عَلَيْكَ ارْتَقَى إِلَى سَمَواتِ عِزِّ أَزَلِيَّتِكَ وَسَكَنَ فِي جِوَارِ قُدْسِ رُبُوبِيَّتِكَ وَاسْتَقَرَّ عَلَى كُرْسِيِّ الافْتِخَارِ عِنْدَ إِشْرَاقِ أَنْوَارِ جَمَالِكَ وَرَقَدَ فِي مَهْدِ البَقَاءِ لَدَى ظُهُورِ عِزِّ أُلُوِهِيَّتِكَ. كَأنِّي أُشَاهِدُ فِي هَذَا الْحِينِ بَأنَّهُ يَطِيرُ بِجَنَاحَيِ العِزَّةِ فِي هَوَاءِ قُدْسِ مَرْحَمَتِكَ وَيَسِيرُ فِي مَدَائِنِ روُحِ أَحَدِيَّتِكَ وَيَشْرَبُ عَنْ كُأُوبِ وَصْلِكَ وَلِقَائِكَ وَيَغتْذَي بِنَعْمَاءِ قُرْبِكَ وَوَصْلِكَ، فَيَا رُوحِي لِذَلِكَ الشَّرَفِ الأَبْهَى وَالعِنَايَةِ الكُبْرَى. وَإِنَّكَ لَمَّا أَخْفَيتَ عَنْ بَرِيَّتِكَ مَا كَشَفْتَهُ لِعَبْدِكَ لِذَا صَعُبُ عَلَى العِبَادِ حُكْمُ الفِرَاقِ وَمْستَصعْبٌ عَلَى الأَرِقَّاءِ ظُهْورُ الفَضْلِ مِنْ أُفُقِ الطَّلاَقِ وَعِزِيزٌ عَلَى الأَحِبَّاءِ ظَهُورُ الفَنَاءِ فِي هَيَاكِلِ البَقَاءِ وَبِذَلِكَ نَزَلَ عَلَى أَحِبَّائِكَ مَا نَزَلَ بِحَيْثُ لَنْ يُحْصيَهُ أَحَدٌ وَلَنْ تُحِيطَهُ نَفْسٌ وَلَنْ تُطِيقَهُ أَفْئِدَةٌ وَلَنْ تَحْمِلَهُ عُقُولٌ. وَمِنْهَا هَذِهِ الرَّزِيَّةُ النَّازِلَةُ وَهَذِهِ الْمُصِيبَةُ الْوَارِدَةُ الَّتِي بِهَا احْتَرَقَتْ الأَكْبَادُ وَاشْتَعَلَ العِبَادُ وَاضْطَرَبَتِ البِلاَدُ وَمَا بَقَتْ مِنْ عَيْنٍ إِلاَّ وَقَدْ بَكَتْ وَمَا مِنْ رَأْسٍ إِلاَّ وَقَدْ تَعَرَّى وَمَا مِنْ نَفْسٍ إِلا وَقَدْ تَبَلْبَلَتْ وَمَا مِنْ فُؤَادٍ إِلا وَقَدْ تَكَدَّرَ وَمَا مِنْ نُورٍ إِلا وَقَدْ أَظْلَمَ وَمَا مِنْ رُوحٍ إِلاَّ وَقَدِ انْقَطَعَ وَمَا مِنْ سُرُورٍ إِلاَّ وَقَدْ تَبَدَّلَ. فَآهٍ آهٍ عَمَّا قَضَى وَأَمْضَى وَذلِكَ مِن قَضَائِكَ المُثْبَتِ فِي الشَّجَرَةِ الحَمْرَاءِ.
وَإِنَّكَ أَنْتَ يا إِلهِي وَمَحْبُوبِي وَرَجَائِي تَعْلَمُ بِأَنَّ الرَّزَايَا قَدْ أَشْرَقَتْ مِنْ أُفُقِ القَضَاءِ وَأَحَاطَتِ الإِمْكَانَ وَمَا فِيِه وَغَلَبتِ الأَكْوَانَ وَمَا لهَا وَبِها وَلَكِنِ اخْتَصَصْتَهَا فِي هَذِهِ الأَزْمَانِ لِلطَّلْعَتَيْنِ وَسَمَّيْتَ أُولاَهُمَا بِاسْمِ الَّتِي اخْتَصَصْتَهَا وَجَعَلْتَهَا أُمَّ الْخَلاَئِقِ أَجْمَعِينَ والأُخْرَى بِاسْمِ الَّتِي اصْطَفَيْتَهَا عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ وَنَزَّلْتَ عَليْهِمَا حِينَ إِذْ لَمْ تَكُنْ لَهُمَا مِنْ أُمٍّ لِتَشُقَّ ثِيَابَهَا أَوْ تُلْقِيَ الرَّمَادَ عَلَى رَأْسِهَا أَوْ تُعَرِّيَ رَأْسَهَا بِمَا نَزَلَ بِهِمَا وَلاَ لَهُمَا مُؤْنِسَاتٌ لِيَأْنَسْنَ بِهِمَا وَيَمْنَعْنَهُمَا عَنْ بُكَائِهِمَا وَلا مُصَاحِبَاتٌ ليُجَفِّفْنَ الدُّمُوعَ عَنْ خَدَّيْهِمَا وَلا بَتُولاَتٌ لِيَسْتُرْنَ شَعْرَاتِهِمَا وَلاَ مُشْفِقَاتٌ ليُسَكِّنَّ اضْطِرَابَهُمَا أَو يَبْكِيَنَّ فِي مَصَائِبِهمَا أَوْ يُخَضِّبَنَّ أَيْدِيْهِمَا أَوْ يُمَشِّطْنَ شَعْرَاتِهِمَا بَعْدَ عَزَائِهِمَا. إِذًا يا إِلهِي لَمَّا قَضَيْتَ بِأَمْرِكَ مَا قَضَيْتَ وَأَمْضَيْتَ بِحُكْمِكَ مَا أَمْضَيْتَ فَأَكْرِمْهُمَا ثُمَّ أَلْبِسْهُمَا مِنْ ثِيَابِ الحَرِيرِ وَالحُلَلِ المُنِيرَةِ عَلَى كَلِمَةِ التَّكْبِيِر لِتَقَرَّ عَيْنَاهُمَا بِبَدَائِعِ رَحْمَتِكَ وَيَتَبَدَّلَ حُزْنُهُمَا بِجَوَاهِرِ سُرُورِكَ وَأَنْوَارِ النُّورِ فِي مَشْرِقِ طُورِكَ. ثُمَّ أَسْمِعْهُمَا نَغَمَاتِ هُوِيَّتِكَ مِنْ سِدْرَةِ عِزِّ أَزَلِيَّتِكَ وَدَوْحَةِ قُدْسِ أَحَدِيَّتِكَ وَالتَّرَنُّمَاتِ الَّتِي تَنْصَعِقُ العُقُولُ مِنْ اسْتِمَاعِهَا وَتَهْتَزُّ النُّفُوسُ لَدَى ظُهُورِهَا وَتَنْجَذِبُ الأَرْوَاحُ عِنْدَ بُرُوزِهَا، ثُمَّ ارْزُقْهُمَا مِنْ أَثْمَارِ شَجَرَةِ رَبَّانِيَّتِكَ وَأَذِقْهُمَا خَمْرَ الحَيَوَانِ مِنْ عُيُونِ صَمَدَانِيَّتِكَ، ثُمَّ أَنْزِلْهُمَا فِي شَرِيعَةِ قُرْبِكَ وَمَدِيْنَةِ وَصْلِكَ وَأَسْكِنْهُمَا فِي جِوَارِ مَرْحَمَتِكَ فِي ظِلِّ حَدِيقَةِ لِقَائِكَ وَوِصَالِكَ، ثُمَّ أَفْرِغْ عَلَيْهِمَا صَبْرًا مِنْ عِنْدِكَ، ثُمَّ اجْعَلْهُمَا وَاللَّوَاتِي كُنَّ مَعَهُمَا مُتَّكِلاتٍ عَلَيْكَ وَمُنْقَطِعَاتٍ عَنْ دُونِكَ وَمَشْغُولاتٍ بِذِكْرِكَ وَمْؤَانِسَاتٍ بِاسْمِكَ وَمُشْتَاقَاتٍ لِجَمَالِكَ وَمُسْرِعَاتٍ إِلَى وَصْلِكَ وَلِقَائِكَ وَمَرْزُوقَاتٍ مِنْ كَأْسِ عَطَائِكَ وَطَائِفَاتٍ حَوْلَ ذَاتِكَ وَرَاقِدَاتٍ فِي مَهْدِ قُرْبِكَ وَطَائِرَاتٍ فِي سَمَاءِ حُبِّكَ وَمَاشِيَاتٍ فِي أَرَاضِي رِضَائِكَ وَرَاكِضَاتٍ إِلَى مَكْمَنِ أَنْوَارِكَ وَطَالِبَاتٍ حُسْنَ قَضَائِكَ وَرَاضِيَاتٍ عِنْدَ نُزُولِ بَلاَئِكَ وَصَابِرَاتٍ فِيْكَ وَرَاضِيَاتٍ عَنْكَ لِتَكُونَ أَبْصَارُهُنَّ مُنْتَظِرَةً لِبَدَائِعِ رَحْمَتِكَ وَقُلوبُهُنَّ مُتَرَصِّدَةً لِظُهُورِ مَكْرُمَتِكَ، لأَنَّهُنَّ مَا أَخَذْنَ لأَنْفُسِهِنَّ رَبًّا سِوَاكَ وَلاَ مَحْبوُبًا دُونَكَ وَلاَ مَقْصُودًا غَيْرَكَ. وأَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَظْهَرْتَهُ مِنْ قَبْلُ وَتُظْهِرُهُ مِنْ بعْدُ بِأَنْ لا تَحْرِمَهُنَّ وَعِبَادَكَ عَنْ حَرَمِ كِبْرِيَائِكَ وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَنْ أَبْوَابِ المَدِينَةِ الَّتِي نَزَلَ فِي فِنَائِهَا كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَقَامُوا لَدَى بَابِها وَمَا دَخَلُوا فِيهَا إِلاَّ الَّذِينَ اخْتَصَصْتَهُمْ بِجُودِكَ وَجَعَلْتَهُم مَرَايَا نَفْسِكَ وَمَظَاهِرَ ذَاتِكَ وَمَطَالِعَ عِزِّكَ وَمَشَارِقَ قُدْسِك وَمَغَارِبَ رُوحِكَ وَمَخَازِنَ وَحْيِكَ وَمَكَامِنَ نُورِكَ وَبِحَارَ عِلْمِكَ وأَمْوَاجَ حِكْمَتِكَ، وَكَذَلِكَ كُنْتَ مُقْتَدِرًا عَلَى مَا تَشَاءُ وَحَاكِمًا عَلَى مَا تُرِيدُ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَيُّومُ، ثُمَّ أَصْعِدْ يا إِلهي هَذا الضَّيْفَ الَّذِي وَرَدَ عَلَيْكَ فَوْقَ مَا أَصْعَدْتَهُ بِجُودِكَ حَتَّى يَرِدَ فِي قِبَابِ العَظَمَةِ خَلْفَ سُرادِقَاتِ الأَحَدِيَّةِ فِي جِوَارِ اسْمِكَ الأَبْهَى وَذَاتِكَ العُلْيَا عِنْدَ الشَّجَرَةِ القُصْوَى وَجَنَّةِ المَأْوَى وَروُحِكَ الأَسْنَى لتأْخُذَهُ رَوَائِحُ القُدْسِ مِن النُّقْطَةِ الأُولَى وَالمَرْكَزِ الأَعْلَى وَالجَوْهَرِ الأَحْلَى لِيَدُورَ حَوْلَ جَمَالِهِ وَيَطُوفَ حَرَمَ كِبْرِيَائِهِ وَيَزُورَ نُورَ صِفَاتِهِ فِي كَعْبَةِ أَسْمَائِهِ، ثُمَّ أَلْبِسْهُ مِنْ خِلَعِ السُّرُورِ لِيَسْتُرَ بِذَلِكَ فِي مَلأِ الظُّهُورِ وَيَسْمَعَ لَحَنَاتِ القُرْبِ عَن شَجَرةِ الكَافُورِ لِتَنْطُقَ بِذَلِكَ الحَمَامَةُ البَيْضَاءُ بِلَحْنِ الجَذْبِ فِي هِذِهِ الوَرَقَةِ الحَمْرَاءِ وَفِي كُلِّ الأَشْجَارِ بِلَحْنِ الجَبَّارِ مِنْ هذِهِ الشُّعْلَةِ الموُقَدَةِ عَنْ هَذِهِ النَّارِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ الجَبَّارُ وَبِأَنَّهُ هُوَ اللهُ العَزِيزُ المُهَيْمِنُ القَهَّارُ. وَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْتُمُ القَوْلَ بِأَنِ الحَمْدَ للهِ المُتَفَرِّدِ القَدَّار، وَسَتَقْضِي يا إِلهِي مَا تَرَجَّى. وَهَذَا مِنْ عَطَائِكَ الأَتَمِّ الأَقْدَمِ الأَوْفَى.
هُوَ اللهُ
إِلهِي إِلهِي، قَدْ مَاجَ طَمْطَامُ رَحْمَانِيَّتِكَ وَهَاجَ أَرْيَاحُ شَطْرِ رُوحَانِيَّتِكَ، قَدْ أَشْرَقَ نَيِّرُ الغُفْرَانِ مِنْ مَطْلِع العَفْوِ وَالإِحْسَانِ عَلَى أَهلِ الإِمْكَانِ وَأَزَالَ ظَلامَ العِصْيَانِ. فَأَبْتَهِلُ إِلَيِكَ يا رَحِيمِي ويا رَحْمنُ، أَنْ تُطَهَّرَ عَبْدَكَ الرَّاجِع إِلَيْكَ، الْوَافِدِ عَلَيْكَ، الْوَارِدِ بَيْنَ يَدَيْكَ عَنْ وَضَرِ الذُّنُوبِ فِي عَالَمِ الإِمْكَانِ وَأَغْرِقْهُ فِي بَحْرِ الأَلْطَافِ وَاغْسِلْهُ فِي مُغْتَسَلٍ بَاردٍ وَشَرَابٍ وَأَلْبِسْهُ رِدَاءَ العَفْوِ بَيْنَ الأَبْرَارِ وَطَيِّبْهُ بِرائِحَةِ طِيبِ الامْتِنَانِ وَأَخْلِدْهُ فِي فِرْدَوْسِ الْجِنَانِ وَاسْقِهِ مِنْ عَيْنِ الحَيَوانِ وَارْزُقْهُ لِقَائَكَ فِي جِوَارِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّؤُفُ الغَفُورُ العَفُوُّ الكَرِيمُ المَنَّانُ. ع ع
اللَّهُمَّ يا غَافِرَ الذُّنُوبِ وَيا كَاشِفَ الكُرُوبِ وَيا مُبَرِّءَ ضُرِّ أَيُوبَ وَيا دَافِعَ الخُطُوبِ، ارْحَمْ عَبْدَكَ الَّذِيِ هَرَعَ إِلَيْكَ مُسْتَغِيثًا بِكَ وَمُسْتَجِيرًا بِجِوَارِ رَحْمَتِكَ وَمُسْتَغْفِرًا لِمَا فَرَّطَ فِي جَنْبِكَ وَمُسْتَعِيْنًا بِعَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ، رَبِّ ارْحَمْهُ بِمَا تَوَجَّهَ إِلَيْكَ وَأَجِرْهُ بِمَا اتَّكَلَ عَلَيْكَ وَاعْفُ عَنْهُ بِمَا خَضَعَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلاَ تَحْرِمْهُ عَنْ نَفَحَاتِ الغُفْرَانِ وَأَنْقِذْهُ مِنْ غَمَرَاتِ العِصْيَانِ وَطَهِّرْهُ مِنْ وَضَرِ الطُّغْيَانِ وَلا تَجْعَلْهُ مَأْيُوسًا مِنْ عَطَائِكَ وَمَا كَانَ عَطَائُكَ مَحْظُورًا. رَبِّ اكْشِفْ غُمُومَهُ وَأَزِلْ هُمُومَهُ وَأَدْخِلْهُ فِي فِرْدَوْسِ الأَلطَافِ وَأَنِلْهُ كَأْسَ العَطَاءِ وَخَلِّدْه فِي الجَنَّةِ المَأوَى وَارزُقْهُ اللِّقَاءَ. إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الرَّحِيمُ الوَهَّابُ. وإِنَّكَ أَنْتَ العَفُوُّ الغَفُورُ المَنَّانُ. ع ع
رَبِّ وَرَجَائِي، إِنِّيِ أَتَضَرَّعُ إِلَى مَلَكُوتِ رَحْمَانِيَّتِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِعَبْدِكَ المُتَصَاعِدِ إِلَيْكَ، المُتَذَلِّلِ بِبَابِ أَحَدِيَّتِكَ، المُنْكَسِرِ إِلَى عِزَّةِ ألُوهِيَّتِكَ، رَبِّ ظَلِّلْ عَلَيْهِ غَمَامَ الغُفْرَانِ وَأَغْرِقْهُ فِي بَحْرِ العَفْوِ والإِحْسَانِ وَطَهِّرْهُ مِنْ وَضَرِ العِصْيَانِ، إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الرَّحِيمُ الرَّحْمَنُ رَبِّي إِنَّهُ اسْتَعْرَجَ إِلَى جِوَارِ رَحْمَتِكَ وَطَارَ إِلَى مَلَكُوتِ مَوْهِبَتِكَ، فَأَكْرِمْ مَثْوَاهُ وَأَنْزِلْهُ نُزُلاً أَعْدَدْتَهُ لِخِيرَةِ خَلْقِكَ وَأَعِزَّةِ صَفْوَتِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ الرَّؤُوفُ البِرُّ العَطُوفُ الحَنُونُ العَفُوُّ الوَدُودُ المَنَّانُ. ع ع
اللَّهُمَّ، يا مَنْ يُحْيِي الأَرْوَاحَ بِسَرَيَانِ رُوحِ الغُفْرَانِ بَعْدَ مَوْتِهَا بِالذَّنْبِ وَالعِصْيَانِ وَمُنَوِّرُ ظَلامَ الخَطِيَئاتِ بِضِياءٍ سَاطِعٍ مِنْ مَلَكوُتِ عَفْوٍ يُبَدِّلُ السَّيِّئَاتِ بِالحَسَنَاتِ. أَنْتَ تَرَى عِبَادَكَ المُتَضَرِّعِينَ إِلَيْكَ يَشْفَعُونَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِهَؤُلاءِ الوَافِدِينَ عَلَى بَابِ رَحْمَتِكَ وَالمُلْتَجِئيِنَ بِعَتَبةِ رَحْمَانِيَّتِكَ، رَبِّ إِنَّ سُلْطَانَ غُفْرَانِكَ يُبَدِّلُ الظَّلامَ الحَالِكَ مِنَ العِصْيَانِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ مِنْ نَيِّرِ الإِحْسَانِ، وَإِنَّني أُكِبُّ وَجْهِي عَلَى التُّرَابِ وَأَرْجُوكَ أَنْ تُدْرِكَ هَؤُلاءِ الأَحْبَابَ بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا ربَّ الأَرْبَابِ، رَبِّ أَنِرْ وُجُوهَهُمْ بِنُورِ الأَلْطَافِ وأَيِّدْ أَرْوَاحَهُم بَالفَضْلِ وَالإِسْعَافِ وَقَدَّرْ لَهُمْ كُلَّ خَيْرٍ فِي مَلَكُوتِ الأَسْرَارِ جِوَارَ رَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ يا رَبِّيَ المُخْتَارِ، إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ، إِنَّكَ أَنْتَ العَظِيمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيْمُ. ع ع
أَللَّهُمَّ يا إِلهِي، إِنِّي أَتَضَرَّعُ وَأَبْتَهِلُ إِلَى مَلَكُوتِ غُفْرَانِكَ وَجَبَرُوتِ عِزِّكَ وَاقْتِدَارِكَ، أَنْ تُدْرِكَ هَؤُلاَءِ بِعَفْوِكَ وَإحْسَانِكَ وتُغِيثَهُم فِي جِوَارِ رَحْمَتِكَ الكُبْرَى، كَهْفُ مَوْهِبَتِكَ العُظْمَى. رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ كَانُوا أُسَرَاءَ حُبِّكَ وَفُقْرَاءَ بِبَابِ غَنَائِكَ وَأَذِلاَّءَ فِي فِنَاءِ عِزِّ كَ، قَدْ تَوَكَّلُوا عَلَيْكَ وَابْتَهَلُوا بَيْنَ يَدَيْكَ وَسَرَعَتْ أَرْوَاحُهُم شَوْقًا لِلِقائِكَ عَلَيْكَ. فاجْعَلْهُمْ آيَاتِ مَغْفِرَتِكَ ورَايَاتِ عَفْوِكَ وَمَكِّنْهُمْ فِي مَحْفِلِ التَّجَلِّي مُسْتَغْرِقِينَ فِي بِحَارِ الأَنْوَارِ فِي عَالَمِ الأَسْرَار. إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ العَزِيزُ القَدِيرُ. ع ع
إِلهِي وَغَفَّارَ ذُنُوبِي، إِنَّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَأَتَضَرَّعُ بَيْنَ يَدَيْكَ وأَتَشَبَّثُ بِذَيْلِ غُفْرَانِكَ وَأَبْتَهِلُ إِلَى مَلَكُوتِ عَفْوِكَ وَإِحْسَانِكَ، أَنْ تَشْمَلَ عَبْدَكَ الَّذِي صَعَدَ إِلَيْكَ وَوَفَدَ علَيكَ بِلَحَظَاتِ أَعْيُنِ رَحْمَانِيَّتِكَ وَتَخُوضَ بِهِ فِي بِحَار مَغْفِرَتِكَ بِسُلْطَانِ فَرْدَانِيَّتِكَ وَتَجْعَلَهُ مُكَلَّلاً بإِكْلِيل الصَّفْحِ بِمَوْهِبَةِ رَبَّانِيَّتِكَ وَمُنَوَّرَ الوَجْهِ بِعَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ فِي رَفِيقِكَ الأَعْلَى يا رَبَّيَ الأَبْهَى، أيْ رَبِّ هذَا ضَيْفُكَ عَامِلْهُ بِرَحْمَتِكَ الكُبْرَى وَأَدْخِلْهُ فِي جِوَارِ أَلْطَافِكَ يا رَاحِمَ مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ إِنَّكَ أَنْتَ العَفُوُّ الغَفُورُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ. وَالبَهَاءُ عَلَيْهِ مِنْ حَضْرةِ قَيُّومِيَّتِكَ يا رَبِّيَ الكَرِيمِ وَغَافِرَ الذَّنْبِ العَظِيمِ. ع ع
إِلهِي إِلهِي. إِنَّ أَمَتَكَ الطَّيِّبَةَ قَدْ سَرَعَتْ إِلَيْكَ وَجَزَعَتْ إِلَى عَتَبةِ رَحْمَانِيَّتِكَ، تَتَمَنَّى عَفْوَكَ وَغُفْرَانَكَ، تَبْتَغِي فَضْلَكَ وَإِحْسَانَكَ، مُتَضَرِّعَةً إِلَى المَلَكُوتِ الرَّحْمَانِيِّ مُبْتَهِلةً إِلَى الجَبَرُوتِ السُبْحَانِيِّ. رَبِّ إِنَّهَا فَقِيرَةٌ قَصَدَتْ بَحْرَ غَنَائِكَ وَحَزِيْنَةٌ اشْتَاقَتْ جِوَارَ رَحْمَتِكَ وَظَمْآنَةٌ تَمَنَّتْ عَيْنَ رَحْمَانِيَّتِكَ وَخَائِفَةٌ وَجِلَةٌ مِنْ قُصُورِهَا الْتَجَأَتْ إِلَى جِوَارِ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ. رَبِّ اجْعَلْهَا آيَةَ الغُفْرَانِ فِي مَلَكُوتِكَ وَسِرَاجَ العَفْوِ والإِحْسَانِ فِي عَتَبِةِ قُدْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الرَحِيمُ الرَّحْمنُ. ع ع
إِلهِي إِلهِي. إِنَّ أَمَتَكَ الطَّيِّبَةَ قَدْ سَرَعَتْ إِلَيْكَ وَجَزَعَتْ إِلَى عَتَبةِ رَحْمَانِيَّتِكَ، تَتَمَنَّى عَفْوَكَ وَغُفْرَانَكَ، تَبْتَغِي فَضْلَكَ وَإِحْسَانَكَ، مُتَضَرِّعَةً إِلَى المَلَكُوتِ الرَّحْمَانِيِّ مُبْتَهِلةً إِلَى الجَبَرُوتِ السُبْحَانِيِّ. رَبِّ إِنَّهَا فَقِيرَةٌ قَصَدَتْ بَحْرَ غَنَائِكَ وَحَزِيْنَةٌ اشْتَاقَتْ جِوَارَ رَحْمَتِكَ وَظَمْآنَةٌ تَمَنَّتْ عَيْنَ رَحْمَانِيَّتِكَ وَخَائِفَةٌ وَجِلَةٌ مِنْ قُصُورِهَا الْتَجَأَتْ إِلَى جِوَارِ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ. رَبِّ اجْعَلْهَا آيَةَ الغُفْرَانِ فِي مَلَكُوتِكَ وَسِرَاجَ العَفْوِ والإِحْسَانِ فِي عَتَبِةِ قُدْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الرَحِيمُ الرَّحْمنُ. ع ع
إِلهِي إِلهِي. إِنَّ أَمَتَكَ الرَّحْمَانِيَّةَ المُؤْمِنَةَ المُوقِنَةَ بِكَلِمَتِكَ الفَرْدَانِيَّةِ المُشْتَعِلةِ بالنَّارِ الموُقَدَةِ فِي شَجَرَتِكَ الرَّبَانِيَّةِ قَدْ رَجَعْتَ إِلَيْكَ بِنَفْسٍ مُطْمَئِنَّةٍ رَاضِيَةٍ مَرْضِيَّةٍ رَبِّ أَدْرِكْهَا بِعَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَأَلْبِسْهَا حُلَلَ فَضْلِكَ وَإِحْسَانِكَ وَنَوِّرْ وَجْهَهَا بِالنُّورِ السَّاطِعِ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى وَقَرِّرْ عَيْنَهَا بِمُشَاهَدَةِ جَمَالِكَ فِي مَلَكُوتِكَ الأَبْهَى وَاخْلَعْ عَلَيْهَا حُلَلَ التَّقْدِيسِ وَزَيِّنْ هَيْكَلَهَا بِأَنْوَارِ التَّنْزِيهِ وَاجْعَلهَا آيَةَ الغُفْرَانِ وَرَايَةَ العَفْوِ والإِحْسَانِ،إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الرَّحْمنُ وإِنَّكَ أَنْتَ الرَّحِيمُ المَنَّانُ،لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ العَفُوُّ الغَفُورُ المُسْتَعَانُ. ع ع
اللَّهُمَّ يَا غَافِرَ الذُّنُوبِ وَيَا كَاشِفَ الكُرُوبِ وَيَا عَفُوُّ وَيَا غَفُورُ، إِنَّي أَبْسُطُ إِلَيْكَ أَكُفَّ الدُّعَاءِ مُتَضَرِّعًا إِلَى حَضْرَةِ رَحْمَانِيَّتِكَ أَنْ تَغْفِرَ لأَمَتِكَ المُتَصَاعِدَةِ إِلَى مَقْعَدِ صِدْقِ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرَتِكَ أَيْ رَبَّ ظَلِّلْ عَلَيْهَا غَمَامَ الْفَضْلِ والإِحْسَانِ وَأَغْرِقْهَا فِي بِحَارِ العَفْوِ وَالغُفْرَانِ وَأَدْخِلْهَا فِي حَظِيرَةِ القُدْسِ فِرْدَوْسِ الجِنَانِ، إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الرَّؤُفُ الكَرِيمُ الرَّحمنُ. ع ع
رَبِّ رَبِّ. إِنَّ أَمَتَكَ الطَّيِّبَةَ الرُّوحَانِيَّةَ وَدَّعَتِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَوَدَّعَتْ ذَوِي القُرْبَى وَقَصَدَتْ المَعَاِرجَ العُلْيَا وَوَفَدَتْ عَلَى عَتَبَةِ قُدْسِكَ مُسْتَغْفِرَةً لِذَنْبِهَا، مُسْتكْشِفَةً لِكَرْبِهَا، طَالِبَةً عَفْوَهَا، رَاجِيَةً غُفْرَانَهَا، مُنْجَذِبَةً إِلَى اللِّقَاءِ، مُبْتَهِجَةً بِإِدْرَاكِ أَلْطَافِكَ العُظْمَى، رَبِّ امْلأْ كَأْسَهَا بِصَهْبَاءِ العَطَاءِ وَأَرْشِحْ إِنَائَهَا بِمَاءِ الوَفَاءِ وَقَدِّرْ لَهَا لِقَائَكَ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى، إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ، إِنَّكَ أَنْتَ العَظِيمُ. إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. ع ع
أُنَاجِيكَ يا إِلهِي وَأنْتَ المُنَاجِي لِكُلِّ رَاجِي مِنْ مَلَكُوتِ الأَسْرَارِ، وَأَدْعُوكَ أَنْ تُغِيثَ أَمَتَكَ الَّتِي سَرَعَتْ إِلَيْكَ مُنْجَذِبَةً بِحُبِّكَ وَهَرَعَتْ إِلَى عَتَبَةِ رَحْمَانِيَّتِكَ مُشْتَعِلَةً بِنَارِ مَحَبَّتِكَ، رَبِّ أَكْرِمْ لَهَا المَثْوَى وَارْحَمْهَا فِي النَّشْئَةِ الأُخْرَى وَأَدْرِكْهَا بِرَحْمَتِكَ الَّتِي لا تَتَنَاهَى وَرَنِّحْهَا بِكَأْسِ مَغْفِرَتِكَ فِي عَالَمِ البَقَاءِ، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحِيمُ بِالمُلتَجِئِيِنَ والمُلْتَجِئَاتِ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّطِيْفُ بِالوَافِدِينَ وَالوَافِدَاتِ عَلَى عَتَبةِ قُدْسِكَ يا رَبَّ الأَرْضَيْنَ والسَّمَوَاتِ وَإِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الوَدُودُ الرَّؤُفُ الحَنُونُ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
ع ع
إِلهِي إِلهِي. هَذِهِ أَمَةٌ مِنْ إِمَائِكَ انْجَذَبَتْ بِنَفَحَاتِ قُدْسِكَ وَاشْتَعَلتْ بِنَارِ مَحَبَّتِكَ وَاسْتَجَارَتْ بِجِوَارِ رَحْمَتِكَ، أَيْ رَبِّ أَغْرِقْهَا فِي بَحْرِ الغُفْرَانِ وأَدْخِلْهَا فِي ظِلِّ شَجَرةِ العَفْوِ وَالإِحْسَانِ وطَهِّرْهَا عَنْ وَضَرِ العِصْيَانِ. إِنَّكَ أَنْتَ الكَرِيمُ الرَّحْمنُ. ع ع
مراسم دفن الميت حسب الشّريعة البهائيّة
(قَدْ حَكَمَ اللهُ دَفْنَ الأَمْوَاتِ فِي البِلَّوْرِ أَوِ الأَحْجَارِ المُمْتَنِعَةِ أَوِ الأَخْشَابِ الصَّلْبَةِ اللَّطِيفَةِ وَوَضْعَ الْخَوَاتِيمَ الْمَنْقُوشَةَ فِي أَصَابِعِهِمْ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ العَلِيمُ).
الآية الّتي يجب أن تُنقش أو تُكتب على الخاتم
(قَدْ بُدِئْتُ مِنَ اللهِ وَرَجَعْتُ إِلَيْهِ مُنْقَطِعًا عَمَّا سِوَيهُ وَمُتَمَسِّكًا بِاسْمِهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
طريقة تكفين الميت حسب الشّريعة البهائيّة
(وَأَنْ تُكَفِّنُوْهُ فِي خَمْسَةِ أَثْوَابٍ مِنَ الحَرِيرِ أَوِ الْقُطْنِ، مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ يَكْتَفِي بِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا، كَذَلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ لَدُنْ عَلِيمٍ خَبِيرٍ).
كيفيّة صلاة الميت
(قَدْ رُفِعَ حُكْمُ الْجَمَاعَةِ إِلاَّ فِي صَلَوةِ الْمَيْتِ).
فيما يختصّ بمكان الدّفن
(حُرِّمَ عَلَيْكُمْ نَقْلُ الْمَيْتِ أَزْيَدَ مِنْ مَسَافَةِ سَاعَةٍ مَنَ الْمَدِينَةِ ادْفِنُوْهُ بَالرَّوْحِ وَالرَّيْحانِ فِي مَكانٍ قِريبٍ).
هُوَ اللهُ
رَبِّ وَرَجَائِي يَا غَافِرَ الذُّنُوبِ ويَا كاشِفَ الْكُرُوبِ ويَا ساتِرَ الْعُيُوبِ أَسْتَغْفِرُكَ لأَمَتِكَ الَّتِي رَجِعَتْ إِلَيْكَ وَوَفَدَتْ عَلَيْكَ وَوَرَدَتْ بَيْنَ يَدَيْكَ خَاضِعَةً خَاشِعَةً خَائِفَةً مِنْ عَذَابِكَ مُتَعَطِّشَةً إِلى عَذْبِ فُرَاتِكَ. رَبِّ انْزَعْ عَنْهَا قَمَيْصَ الذُّنُوْبِ وَأَلْبِسْهَا حُلَلَ الْغُفْرَانِ بِرَحْمَتِكَ يَا عَلاَّمَ الْغُيُوْبِ وَسَتَّارَ الْعُيُوْبِ. إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَابُ الرَّحِيْمُ والغَفُوْرُ الكرِيْمُ. ع ع
[1] رسالة سؤال وجواب منزلة من قلم حضرة بهاء الله في توضيح بعض أحكام الكتاب الأقدس وهي ملحقة بالكتاب الأقدس, طبعة المركز العالمي البهائي 1995 ص 42-75.
(قَدْ فُرِضَ لِكُلِّ نَفْسٍ كِتَابُ الْوَصِيَّةِ وَلَهُ أَنْ يُزَيِّنَ رَأْسَهُ بِالاسْمِ الأَعْظَمِ وَيَعْتَرِفَ فِيهِ بِوَحْدَانِيَّةِ اللهِ فِي مَظْهَرِ ظُهُورِهِ وَيَذْكُرَ فِيهِ مَا أَرَادَ مِنَ الْمَعْرُوفِ لِيَشْهَدَ لَهُ فِي عَوَالِمَ الأَمْر وَالخَلْقِ وَيَكُونَ لَهُ كَنْزًا عِنْدَ رَبِّهِ الْحَافِظِ الأَمِينِ).